لذلك (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا ,
فلن يقبل منه , وهو فى الاخرة من الخاسرين ))
[ ال عمران 85 ]
يظن الجاهلون
او المتجاهلون ان هذا (( الاسلام )) هو اسلام
آل محمد من دون سواهم . لكن القرائن الفرآنية , فى الآيتين وفى القرآن كله
تشهد بأن اسلام القرآن هو اسلام الكتاب الذى يبلغه النبى العربى لبنى قومه [
الشورى 13 ]
وهو اسلام (( النصارى ))
على الخصوص . هذا هو الركن الاساسى للحوار الاسلامى المسيحى .
بحث أول
اسلام القرآن هو اسلام الكتاب
( القاعدة الاولى للحوار الاسلامى المسيحى )
فالاسلام هو دين , ابراهيم وموسى وعيسى
(( لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )) واسلام الفرآن هو اسلامهم اى
اسلام الكتاب لا اسلام غيره .
·
والقرآن يشرع للعرب اسلام الكتاب نفسه .
(( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا _
والذى اوحينا اليك _
وما وصينا به ايراهيم و موسى
و عيسى : ان أقيموا الدين
ولاتتفرقوا فيه ! كبر على المشركين ما تدعوهم
اليه ))
[ الشورى 13 ] . فالدين الذى يشرعه الله
فى القرآن للعرب
هو دين ابراهيم وموسى وعيسى وهذا هو
اسلام الكناب
- فاسلام الفرآن هو
اسلام الكتاب .
·
والقرآن أخذ الاسلام أسما ومعنى من الكتاب .
(( هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ))
[ الحج 78 ] اى من قبل القرآن فى الكتب المتقدمة وفى هذا القرآن , والضمير
لله ويدل عليه انه قرئ : الله سماكم او لابراهيم . وتسميتهم مسلمين فى القرآن لم
يكن منه [ البيضاوى ] -
فالله تعالى منذ ابراهيم يسمى المؤمنين
بالتوحيد
الكتابى
ا
لمنزل مسلمين
فورث القرآن اسلام الكتاب اسما ومعنى
فاسلام
القرآن
هو اسلام الكتاب .
·
محمد نفسه فى هدايته وبعثته يؤمر ان ينضم الى المسلمين من قبله .
(( انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذى حرمها , وله كل شئ ,
وامرت ان اكون من المسلمين , وان أتلو
القرآن )) [النمل91-
92 ] -
فالمسلمون موجودون من قبل محمد , وهو يؤمر بان
ينضم اليهم ويتلوا معهم (( القرآن )) -
وما قاله محمد عن نفسه ,قاله نوح عن نفسه من قبله :
واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه..... وأمرت ان اكون من المسلمين [يونس 71
و72 ]
فالاسلام من نوح الى محمد واحد وهو اسلام الكتاب .
·
وفرعون عند غرقه يعلن اسلامه بحسب اسلام بنى اسرائيل .
(( وجاوزنا ببنى اسرائيل البحر فتبعهم فرعون وجنوده . بغيا وعدوا حتى اذا ادركه
الغرق قال : أمنت انه لا اله الا الذى امنت به بنو
اسرائيل وانا من المسلمين )) [ يونس 90 ] .
فبنو اسرائيل
ورثة نوح وابراهيم وموسى هم المسلمون لانهم أوتوا الكتاب :
(( ولقد آتينا بنى اسرائيل الكتاب والحكم (الحكمة) والنبوة
ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين ))
[ الجاثية 15]
-
ولانهم ورثوا الكتاب : (( ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بنى اسرائيل الكتاب
)) [ المؤمن 53 ]-
فالاسلام هو اسلام الكتاب قبل اسلام القرآن-
وما اسلام القرآن
سوى اسلام الكتاب الذى شرعه الله للعرب
[ الشورى 13
] .
·
لذلك يعلن القرآن وحدة الكناب المنزل فى التوراة والانجيل والقرآن .
(( كان الناس امة واحدة , فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب
بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ))
[ البقرة 212 ] . وهذا الكتاب الواحد نزل توراة
وزبورأ وانجبلا وقرآنا : ((نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه (قبله)
وانزل التوراة والانجيل من قبل ... وانزل الفرقان ))
[ ال عمران 3 ] .
قال الزمخشرى :
ان
الله تعالى
بتنزيل
التوراة
والانجيل
والقرآن
أنزل الفرقان
كله
((
جنس الكتب السماوية لانها كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل ))
وقال البيضاوى :
((وانزل الفرقان : ذكر ذلك بعد الكتب الثلاثة ليعم ما عداها وقد يراد به الزبور او
القرآن , وكرره مدحا )) ورآى الزمخشرى أقرب الى الصواب
الفرقان تفصيل الكتاب
·
وهذه الكتب المنزلة يصدق بعضها بعضا .
(( وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة , وآتيناه
الانجيل فيه هدى ونور . وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه (قبله) من
الكتاب ومهيمنا عليه )) [ المائدة 46-
51 ]
(( مهيمنا عليه اى شاهدا له ))
[ الجلالان ] .
·
وما القرآن نفسه سوى نسخة عربية ااكتاب .
(( والكتاب المبين . انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) [ الزخرف 1-
2 ] فكتاب موسى
هو الامام وقرآن محمد تصديق له : (( ومن قيله كتاب موسى اماما ورحمة وهذا
كتاب مصدق لسانا عربيا )) [ الاحقاف 12 ]
كأنه لشدة مطابقته لايختلف عنه
الا باللسان العربى
. فالقرآن تصديق للكتاب وتفصيل : (( أفغير الله
أبتغى حكما وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا ( القرآن )
, والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق , فلا تكون من الممترين ))
[الانعام 114]
لاحظ من تعريف ( الكتاب )
فى الموضعين ان المنزل
على محمد والمنزل من قبل واحد ,
وما القرآن سوى تفصيل للكتاب
.
·
ليس القرآن سوى تصديق وتفصيل للكتاب .
بلسان عربى مبين : (( وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله ,
ولكن تصديق الذى بين يديه (قبله) وتفصيل الكتاب
, لاريب فيه , من رب العالمين ))
[ يونس 37 ] .
فوحدة الكتاب بين التوراة والانجيل والقرآن شاهد عدل على وحدة الدين ووحدة الاسلام
فى عرف القرآن .
·
ويعلن القرآن ايضا وحدة الايمان بين القرآن والانجيل والتوراة .
(( يا ايها الذين امنوا آمنوا بالله ورسوله
والكتاب الذى نزل على رسوله , والكتاب الذى
انزل من قبل ! ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل
ضلالا بعيدا ))
[النساء135 ]
·
ايمان واحد واسلام واحد .
(( قولوا :امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحق
...وماأوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم:لانفرق
بين احد منهم ونحن له مسلمون )) [ البقرة 136 ]
·
لا تفريق فى الايمان والاسلام ما بين موسى وعيسى ومحمد
.
((قل
: امنا بالله و بما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق .... وما اوتى
موسى وعيسى والنبيون من ربهم : لانفرق بين احد منهم
ونحن له مسلمون )) [ ال عمران 83- 85 ]
·
ان وحدة الكتاب والاسلام والايمان تقوم على وحدة الوحى .
(( انا اوحينا اليك كما اوحينا ال نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم
واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط , وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان , واتينا داود
زبورا , ورسلا لم نقصصهم عليك , وكلم الله موسى تكليما , رسلا مبشرين ومنذرين ,
لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل! وكان الله عزيزا حكيما ))
[ النساء 162- 164 ] .
فوحدة الاسلام
بين اهل القرآن واهل الكتاب تقوم على وحدة الكتاب
المنزل , ووحدة
الدين الكتابى , ووحدة
الايمان الاسلامى . ووحدة الوحى الا لهى .
·
لذلك لما تلا محمد القرآن على اهل الكتاب اجابوه انهم مسلمون من قبله .
(( الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم يؤمنون به , واذا يتلى عليهم قالوا : امنا به
انه الحق من ربنا , انا كنا من قبله مسلمين .
اولئك يؤتون أجرهم مرتين ))
[ القصص 52- 54 ] .
فكان جواب القرآن لتصريح اهل الكتاب انهم مسلمون
من قبل القرآن : ان لهم اجرهم لايمانهم
باسلام الكتاب واسلام القرآن , او كما يقول البيضاوى :
(( لكونهم على دين الاسلام قبل نزول القرآن او
تلاوته عليهم )) .
فاسلام القرآن هو اسلام الكتاب فى (( امة واحدة )) .
وهكذا اتضحت لنا القاعدة الاولى من الحوار الاسلامى
المسيحى : اسلام القرآن
هو اسلام الكتاب
ومن يبتغى غيرهذا الاسلام الكتابى الفرآنى دينا . فلن يقبل منه وهو فى
الاخرة من الخاسرين
. [ال عمران 83- 85 ]