2.
صحة الكتاب والانجيل عقيدة فى القرآن
للكتاب والانجيل كله ,
فى القرآن , منزلة القرآن نفسه .
ففى
آخر سورة من سوره وفى
آخر آية تقريبا من آياته , يجعل القرآن
التوراة والانجيل والقرآن
فى منزلة واحدة
: (( ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأنلهم الجنة , يقاتلون
فى سبيل الله , فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن )) [
التوبة 111 ] .
ودرس الانجيل فى القرآن [ راجع كتابنا الانجيل فى
القرآن من سلسلة دروس قرآنية ] يتطلب كتابا كبيرا لنوفيه بعض حقه ,
ونقتصر فى هذه الابحاث على المواضيع التى تهم
الحوار بين الاسلام والمسيحية
قد يسلم اهل القرآن
بان للانجيل والكتاب كله فى عرف القرآن , منزلة القرآن نفسه-
لكنهم لاسباب معروفة ينكرون ان القرآن
يشهد للكتاب والانجيل فى وضعهما , فى عهد محمد , وانما هو يشهد للتوراة والانجيل
كما نزلا على موسى وعيسى .
والقرآن
على حد قولهم يشهد بتحريف الكتاب والانجيل .
لذلك مع تطور الوحى نسخ القرآن التوراة والانجيل .
والقرآن يذكر الانجيل بالمفرد , والمسبحيون لديهم اربعة اناجيل ,
فلا يصح ان تكون كلها الانجيل الذى نزل على
عيسى ابن مريم .
انها
اتهامات خطيرة ويزيد فى خطرها
انها تستند فى نظر اصحابها الى القرآن نفسه . وهذا مايحول
بينهم وبين الاستشهاد بالانجيل الرباعى . كلما قام حوار بين المسلمين
والمسيحين .
فهل من اساس لتلك الاتهامات فى القرآن .
بحث اول
قيمة الكتاب والانجيل فى نظر القرآن
·
فالثلاثة هى الكتاب المنزل :
(( بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ))
[
البقرة 213 ] _
والقرآن نفسه وحى من هذا الكتاب الامام بدون
تبديل : (( واتل ما اوحى اليك من كتاب ربك : لامبدل لكلماته )) [ الكهف 27
] . لذلك القرآن (( تفصيل الكتاب )) [ يونس 37 ]
وتصديق له يهيمن على حراسته :
(( وانزلنا اليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ( قبله ) من الكتاب ومهيمنا عليه )) [
المائدة 51 ] . فعلى المسلمين ان يؤمنوا بالكتاب
والقرآن ايمانا واحدا : (( يا ايها الذين امنوا , آمنوا بالله ورسوله
والكتاب الذى نزل على رسوله , والكتاب الذى انزل من قبل ))
النساء 136
فالكتاب المنزل فى الثلاثة واحد وله فيها جميعا قيمة واحدة
·
والثلاثة هى جميعا الذكر الحكيم :
((هذا ذكر من معى وذكر من قبلى )) [ الانبياء 23 ] .
والذكر هو اصلا عند أهله : (( فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون
بالبينات والزبر )) [ النحل 43 ] _ فما القرآن سوى بيان
للتنزيل فى الكتاب : ((
وأنزلنا
لك الذكر لنبين
للناس
ما نزل
اليهم )) [ النحل 44]
( المزمل ) فمن الواضح انه قرآن الكتاب . هذا يتضح من
قوله : (( وامرت ان اكون من المسامين وان أتلو القرآن )) [ النمل 90 ] اى
قرآن الكتاب الذى يتلوه مع المسلمين من قبله
الذى أمر ان ينضم اليهم ويكون من (( المسلمين ))
وفى مطالع السور يرادف بين
( تلك أيات الكتاب )
[ الشعراء1 القصص1 يونس1 نعمان1 ] وبين (( تلك ايات
القرآن )) [ النمل1] فالقرآن أسم للكتاب كله مثل القرأن العربى : (( تلك
ايات القرآن وكتاب مبين )) [ طس1]
وهذا الترادف يجعل للثلاثة قيمة واحدة .
2-
الكتاب المنزل واحد فى التوراة والانجيل والقرآن .
(( كان الناس أمة واحدة , فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب ,
ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه )) [ البقرة 213] _
فكل الانبياء يبعثون بالكتاب الواحد ولو تنوعت لغته .
لذلك
فالقرآن وحى من الكتاب نفسه دون تبديل : (( واتل
ما اوحى اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته )) [ الكهف 27]
فالتوراة والانجيل والقرآن هى كلها الكتاب الواحد المنزل : ولها جميعا منزلة
واحدة .
3-
تنزيل الكتاب , فى التوراة والانجيل والقرآن , عقيدة واحدة .
(( الم , الله , لا اله الا هو , الحى القيوم , نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما
بين يديه , وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس , وانزل الفرقان )) [ ال
عمران1-3]
فالتنزيل واحد فى التوراة والانجيل
من الحى القيوم نفسه .
والقرآن :
(( تنزيل رب العالمين ... وانه لفى زبر الاولين )) [ الشعراء193-195]
فلا يميزه عنها سوى اللسان العربى وحده :
(( ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة , وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا)) [ الاحقاف 12]
4-
أصل الكتاب المنزل فى التوراة والانجيل والقرآن واحد.
اصل الكتب
المنزلة كلها
هو اللوح المحفوظ [ البروج 22] ويسميه((
أم الكتاب)) [ الزخرف4 و الرعد41] اى اصله الذى
لا يتغير منه شئ
, وهو ما كتبه فى الازل [ الجلالان ] واصل الكتب
هو اللوح المحفوظ
[ البيضاوى ] .
فبما ان اصل التوراة والانجيل والقرآن واحد
فهى كلها واحدة ولها قيمة واحدة فى نظر القرآن نفسه
5-
التوراة والانجيل والقرآن تعلم جميعها دينا واحدا .
هذا ما وصى به الله زعماءالانبياء والرسل , نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد :
(( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا _ والذى اوحينا اليك _ وما وصينا به ابراهيم
وموسى وعيسى : ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ))
[ الشورى13]
لذلك (( لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ))
6-
وهذا الدين الواحد فى الثلاثة هو التوحيد الكتابى .
التوحيد المنزل هو الايمان بالله واليوم الآخر , وهذا ما تنادى به الكتب الثلاثة.
لذلك : ((
ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين: من امن بالله واليوم الاخر ,
وعمل صالحا , فلهم أجرهم عند ربهم , ولا خوف عليهم , ولا هم يحزنون )) [ البقرة62
قابل الحج 17و67 المائدة69] .
وبوحدة التوحيد والدين
فى الكتب الثلاثة يتحدى المشركين (( قل : فأتوا
بكتاب من عند الله هوأهدى منهما , أتبعه ان كنتم صادقين )) [ القصص 49] .
وهذا التوحيد الكتابى المنزل هو واحد فى الكتب الثلاثة :
(( هذا ذكر من معى , وذكر من قبلى , وما ارسلنا من رسول الا نوحى اليه انه لا اله
الا انا فأعبدون )) [ الانبياء 24] فسره الجلالان
ذكر من معى اى امتى
وهو القرآن وذكر من قبلى اى من الامم وهو
التوراة والانجيل وغيرهما من كتب الله , فليس فى اى واحد منها ان مع الله
الها آخر
فالتوحيد الكتابى الواحد فى الثلاثة يجعل منزلتهم واحدة
7-
وهذا التوحيد الكتابى المنزل هو الاسلام .
ان (( الاسلام ))
موجود اسما ودينا قبل محمد والقرآن , وذلك بنص القرآن
القاطع : (( هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا )) [ الحج78]
من قبل فى الكتاب كله
وفى هذا القرآن, كما ا جمع على تفسيره الطبرى والزمخشرى والبيضاوى
والجلالان .
لذلك يؤمر محمد فى بعثته ان ينضم الى ((المسلمون)) الموجودون من قبله :
(( وأمرت ان اكون من المسلمين وان اتلو القرآن معهم ))
[النمل 90 و91 ] .
و جميع الانبياء علموا اسلام الكتاب , فلا دين غيره
لانه دين الفطرة ودين الكتاب : (( أفغير الله أبتغى حكما وله أسلم من فى
السموات والارض طوعا وكرها , واليه يرجعون. قل : امنا بالله وما انزل الينا وما
انزل على ابراهيم واسماعيل ... وما اوتى موسى وعيسى والنبيون ... لانفرق بين احد
منهم , ونحن له مسلمون . ومن يبتغى غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة
من الخاسرين)) ال عمران
ان اسلام القرآن هو اسلام الكتاب نفسه
, والاسلام الذى لا دين غيره هو اسلام الكتاب من
ابراهيم الى
موسى الى عيسى
قبل اسلام القرآن . وما اسلام القرآن الا اسلام الكتاب الذى شرعه الله للعرب
الشورى13
لكن هذا الاسلام
هو على التخصيص اسلام النصارى (( اولى العلم
قائما بالقسط )) الذين يشهدون مع
الله وملائكته (( ان الدين عند الله الاسلام )) .
فالاسلام حصرا هو الاسلام ((النصرانى))
قبل ان يكون الاسلام
القرآنى _ هذا ما اعلنه الحواريون , صحابة المسيح مرارا
امنا بالله واشهد بانا مسلمين[ ال عمران 55 و الصف 14 ] ,
وهذا ما اعلنه النصارى لمحمد حين تلا عليهم
اسلام القرآن
انا كنا من قبله مسلمين
[القصص53] , وكما شهد الحواريون للمسيح بالاسلام
ربنا امنا ... فاكتبنا مع الشاهدين ال
عمران53 يشهد القرآن بالحرف الواحد للنصارى بالاسلام :
((ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين )) [المائدة86] .
وميزة هذا
الاسلام ((النصرانى)) القرآنى هو التوحيد بين الرسل
والكتب المنزلة : (( لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )) [ البقرة136 و
ال عمران 84] . وبما ان هذا الاسلام واحد فى الكتب المنزلة كلها .
فالايمان (( بكتب الله ورسله )) واحد . وهو ركن
من اركان دين الله : (( ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ,
ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ... ))
[البقرة177] . فامنوا بالله (( وكتبه ورسله )) [النساء136]
((فامنوا بالله ورسله)) [ ال عمران 179 و النساء 151و 170 الحديد 19و21]
(( امن الرسول بما انزل اليه , والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه
ورسله : لا نفرق بين احد من رسله ))
[ البقرة 285]
.
هذا هو اساس الحوار الذى يفرضه القرآن على امته
فلا ينس اهل القرآن هذا التلقين فى حوارهم مع اهل الانجيل .
8-
الانجيل هو كلام الله على لسان (( كلمة الله )) .
ان الله يستجمع الوحى كله فى السيد المسيح :
((ويعلمه الكتاب والحكمة , والتوراة والانجيل)) [ال عمران48] _ فى الترادف تظهر
((الحكمة)) مرادفا للانجيل والمسيح نفسه يعلن
قد جئتكم بالحكمة
[الزخرف63] وهذا الجمع المعجز للوحى فى المسيح
عقيدة راسخة فى القرآن فهو يردد ((واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة
والانجيل )) [المائدة113] .
وميزة محمد والقرآن ايمانهما بالمسيح انه
(( كلمة الله )) : (( اذ قالت الملائكة : يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه , اسمه
المسيح عيسى ابن مريم )) ال عمران 45 و هى البشرى نفسها
للمعمدان ال عمران39فتعريف القرآن بالمسيح عيسى ابن مريم رسول الله – انه
((كلمته القاها الى مريم وروح منه )) [النساء170] .
وهذا التعريف
مهما اختلف التأويل فأنه يرفع المسيح من عالم البشر الى
عالم الروح , عالم الملاك والله وكلام الله على
لسان (( كلمة اللة )) هو ختام الوحى والنبوة
, لانه ليس من رسول عند الله مثل الذى هو
(( كلمته وروح منه ))
قال الرازى : (( سمى كلمة الله : كأنه صار عين كلمة الله ... او لانه أبان كلمة
الله أفضل بيان )) .
وميزة محمد
فى دعوته انه (( النبى الامى الذى يؤمن بالله وكلمته))
[الاعراف157]- قرأنا ((كلمته)) بدل ((كلماته)) على فراءة أصح تفرضها
القرائن .
لذلك جاء القرآن (( تصديقا للكتاب ))
[ البقرة41و89و91و77و101 , آل عمران3, النساء46 ,مائدة47, الانعام92,
يونس37, يوسف111, فاطر31, الاحقاف12و30] .
و ((تفصيل الكتاب )) [يونس37, الانعام114] .
بل تعريب الكتاب فهو : ((
تنزيل من الرحمن الرحيم , كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ))
[ فصلت 1 ]
(( كتاب احكمت أياته , ثم فصلت من لدن خبير حكيم )) [ هود 1 ] لذلك (( والكتاب
المبين : انا جعلناه قرآنا عربيا ))
[ الزخرف
1 ] (( تلك آيات الكتاب
المبين : انا أنزلناه قرآنا عربيا ))
[ يوسف 1 ]
فتفصيل الكتاب هو فى لغة القرآن تعريبه مفصلا :
(( ولولا جعلناه قرآنا أعجميا لقاموا: لولا فصلت آياته)) [فصلت44] .
فالقرآن
ينتسب جملة
وتفصيلا الى الكتاب الامام : (( ومن قبله كتاب
موسى اماما ورحمة )) [هود17 , الاحقاف12] وخصوصا الى
الكتاب المنير : (( فان كذبوك فقد كذبوا رسل من قبلك جاؤوا بالبينات
والزبروالكتاب المنير )) [ال عمران184]
فلا ينتسب الى كتاب سماوى عند الله
بل الى كتاب الله على الارض : (( قل :
فأئتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين )) [ ال عمران93] .
والقرآن ((
تنزيل رب العالمين )) لانه (( فى زبر الاولين ))
[ الشعراء193-195] . وهو يفخر انه (( يؤمن بالله
وكلمته )) [الاعراف157] – لان الانجيل كلام الله على
لسان كلمة الله : ففى المسيح توحد كلام الله وكلمة الله .
فصار كلمة الله كلام الله الذاتى والمنزل
9-
الانجيل (( هدى وموعظة )) للمسلمين , كما هو للمسيحيين .
هذا هو موجز النبوة والكتاب :
(( وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم , مصدقا لما بين يديه( قبله) واتيناه
الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لمل بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ))
المائدة 49
المتقون فى
اصطلاح الكتاب والقرآن , هم المؤمنون من الامميين
بالكتاب المنزل كما فى قوله
(( ذلك
الكتاب
لا ريب فيه هدى للمتقين ... الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك
[ البقرة 1-4 ] ,
(( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين )) [ ال عمران 138] .
فالقرآن (( هدى وموعظة للمتقين )) من العرب-
كما ان الانجيل
(( هدى وموعظة للمتقين ))
منهم
[
المائدة49 ] .
والقرآن هو تعليم
(( الكتاب والحكمة )) اللذين استجمعهما المسيح للعرب
(( كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم,ويعلمكم الكتاب والحكمة
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون )) البقرة151 كما طلب ابراهيم واسماعيل لهم من ربهم
[ البقرة123] . وبتعليم القرآن العرب الكتاب والحكمة ,
والتوراة والانجيل , انقذهم من ضلال مبين : (( لقد من الله على المؤمنون
اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته
ويزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة , وان كانوا من فبل لفى ضلال مبين )) [
ال عمران 164 و قابل الجمعة 2] .
فالقرآن هو تعليم (( الكتاب والحكمة )) والتوراة والانجيل , كما نزلت على المسيح
[ ال عمران 48 و المائدة 113] .
10-
فالمسيح , فى عرف القرآن نفسه , خاتمة النبوة والكتاب .
اولا : لان المسيح وحده (( كلمة الله )) كأن
كلام الله تجسد فيه فصار (( كلمة الله )) عين كلام الله
فالمسيح هو (( كلمة الله )) الذاتية والمنزلة جميعا .
ثانيا : القرآن فى تعاقب الانبياء يجعل المسيح خاتمة
الرسل : (( ولقد اتينا موسى الكتاب , وقفينا من بعده بالرسل , واتينا عيسى
ابن مريم البينات وايدناه بالروح القدس )) [ البقرة 87] .
وميزة الختام معه تأييد الروح القدس له على الدوام فى
سيرته ودعوته , لا فى حال الوحى فقط كما عند
سائر الانبياء والرسل
فهو (( لم يفارقه ساعة )) و (( يسير معه حيث سار)) .
وفى المفاضلة بين الرسل يجعل تأييد المسيح بالمعجزات
وبروح القدس [ البقرة 253] سبب فضله على
غيره
وجعل معجزاته
سبب تفضيله
لانها ايات واضحات
ومعجزات عظيمة
لم يستجمعها غيره
( البيضاوى ) . فهذان التفضيل بالمعجزات , والتخصيص بتأييد روح القدس
برهان الختام فى المسيح
ولا نص فى القرآن يقول (( بتقفية )) رسول على المسيح
يقولون : ان
القرآن يصف محمدا بانه خاتم النبيين
[ الاحزاب 40] . لكن نلاحظ دقة التعبير :
هو يقول
(
خاتم ) لا ( خاتمة )
والخاتم هو ختم الصدق والتصديق
وهذا هو
المعنى المتواتر فى القرآن
بانه
تصديق
الكتاب
وفى محمد بانه يصدق الكتاب
فى تفصيله للعرب [ البقرة 41 و 98 و 91 و 77 و 101
ال
عمران3, النساء46, عائدة47, الانعام92, يونس37, يوسف111, فاطر31]
وعلى كل حال , فالمسيح هو ختم الانبياء والاولياء فى
اليوم الآخر : (( وانه لعلم للساعة)) [الزخرف61] فهو علم يشير الى دنوها
وعلم لها اى تعرف به .
ومن يكون كذلك حين الساعة الاخيرة
من تاريخ البشرية فهو بالحقيقة _ خاتمة النبوة
والكتاب .
تلك هى قيمة الكتاب عامة والانجيل خاصة فى نظر القرآن . وهو فى اخر سورة وفى اخر
اية منه تقريبا يضع الكتب الثلاثة فى منزلة واحدة
(( وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن )) [التوبة111] لكنه ينتمى الى
(( الامة الواحدة )) التى تؤمن بالمسيح وامه (( اية للعالمين )) وهى
(( الامة الوسط )) التى تؤمن بالمسيح انه (( كلمته القاها الى مريم وروح
منه )) [ النساء 170 ]
وانه (( من المقربين ))
[ ال عمران 45 ]
اى
(( الملائكة المقربين )) [ النساء 171 ] .
فالمسيح من عالم الروح اكثر مما هو من عالم البشر .
والانجيل كلام الله على لسان (( كلمة الله ))
له فى القرآن القيمة الاولى على كتب الله .
تلك هى القاعدة الثالثة فى الحوار الاسلامى المسيحى .