بحث ثالث
آخرة المسيح بحسب القرآن
القاعدة العاشرة فى الحوار المسبحى الاسلامى
يختلف المسلمون والمسيحيون فى قتل المسيح وصلبه وينسبون هذا الإختلاف الى الانجيل
والقرآن.
والانجيل صريح , لا شبهة علي موقفه ومقالته التى بها يتقيد المسيحيون _ فما هو موقف
القرآن الصحيص ؟
فى كل تفسير دينى أو غيره لا يؤخذ موقف صحيح من عقيدة على قول واحد وآية واحدة _ بل
تؤخذ العقيدة من مجموعة الأقوال فيها .
فما هلى أقوال القرآن فى آخرة المسيح ؟
أولا النصوص القرآنية
فى القرآن أربعة نصوص صريحة , ونصان تلميحاً فى آخرة المسيح . نوردها بحسب ترتيب
نزولها :
والسلام علىً يوم ولدت ! وبموت أموت ! ويوم أبعث حياَ مريم 33 – هذه نبوة من المسيح
فى مهده عن آخرته بعد رسالته .
ولقد آتينا موسى الكتاب , وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيي ابن مريم البينات
وأيدناه يروح القدس : أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبرتم , ففريقا كذبتم
وفريقا تقتلون ! ؟
البقرة87
المقابلة قائمة فى موقف اليهود من موسى وعيسي , إذ لا ذكر لسواهما وصلة وقفينا من
بعده بالرسل – صلة ما بين موسى وعيسي , على كل حال نعتبر النص تلميحا الى قتل عيسى
.
إذ قال الله يا عيسي ابن مريم إنى متوفيك ورافعك الىً ! ومطهرك من الذين كفروا ,
وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة آل عمران 55
هذه الآية تفسر آية مريم
الرفع الى السماء يأتى بعد الوفاة فى ختام رسالته
قالوا ( اليهود ) : ان الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله
النار . قل : لقد جاءتكم رسل قبلى بالبينات وبالذى قلتم , فلم قتلتموه إن كنتم
صادقين آل عمران 183
عهد الله لليهود بقربان الذبائح فى التوراة على يد موسى وجميع أنبياء الكتاب على
شريعته _ والرسول الذى جاء بالبينات وقربان المائدة وبحسب القرآن هو المسيح وحده ,
وهو الذى قتلوه
واستعمال العام للخاص اسلوب عربى وقرآنى وعلى كل حال نعتبر النص تلميحا الى
قتل المسيح .
وقولهم ( اليهود ) إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله ! – وما قتلوه وما
صلبوه , ولكن شُبه لهم ! وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه . مالهم به من علم إلا
اتباع الظن . وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه , وكان الله عزيزا حكيما النساء
156
ظاهر هذا النص _ لا باطنه _ هو مصدر الخلاف ...
وإذ قال الله :
يا عيسي ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله ؟! – قال
سبحانك , ما يكون لى أن أقول ما ليس بحق ... وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم : فلما
توفيتنى , كنت أنت الرقيب عليهم , وأنت على كل شئ شهيد المائدة 116- 120
هذا النص آخر ما نزل من القرآن فى آخرة المسيح .
والظاهرة الكبرى فى هذه النصوص أنها كلها تقول بموت ووفاة وقتل المسيح تصريحا كان
أو تلميحا _ ما عدا آية الناس وبحسب ظاهرها .
فما هو التفسير السرى لمقالة القرآن فى آخرة المسيح , وما هو معنى آية النساء
الصحيح ؟