ثانيا
: مع ذلك عيسي
ابن مريم هو
أيضا كلمة
الله ومسيح
الله وروح
الله
جمع
القرآن
عقيدته في
المسيح
بالتعريف
الشامل: يا أهل
الكتاب لا
تغلوا في
دينكم ولا
تقولوا علي
الله إلا الحق
: إنما المسيح
عيسي ابن مريم
رسول الله
وكلمته
ألقاها إلي
مريم وروح منه
... لن يستنكف
المسيح أن
يكون عبدا لله
النساء 171
والقرآن
يُعرف ابن
مريم أنه مسيح
الله وكلمة
الله وروح
الله – وإن كان
رسول الله
وعبد الله .
عيسي
ابن مريم هو
أيضا كلمة
الله ألقاها
إلي مريم
يعًرف
القرآن
المسيح دائما
علي أنه كلمة
الله : ملاك
الله بشر به
زكريا وهو
يبشره بابنه
يحيى :إن الله
يبشرك بيحيى ,
مصدقا بكلمة
من الله آل
عمران 39
والملائكة
تبشر مريم أن
مولودها
المعجز هو
كلمة الله :
الله يبشرك
بكلمة منه
أسمه المسيح
عيسي ابن مريم
آل عمران 45
ومريم
صدقت بكلمة
ربها وكتابه
التحريم 12 – علي
قراءة ثابتة .
ومحمد
النبي الأمي
يؤمن بالله
وكلمته
الأعراف 157 -
علي قراءة
ثابتة .
والقرآن
في التعريف
الشامل
الكامل
للمسيح هو أنه
كلمته ألقاها
إلي مريم وروح
منه النساء 170
والقرآن
يرادف بين
كلمة الله
وروح منه :
وبهذا
الترادف يفسر
اللقبان
بعضهما بعضا
ويمنعان من
تهور
المفسرين .
فسره
الجلالان :
مصدقا بكلمة
كائنة من الله
أي بعيسي أنه
روح الله –
وسمي كلمة
لأنه ُخلق
بكلمة : كن آل
عمران 39 .
وفسره
البيضاوى :
مصدقا بكلمة
من الله : أي
بعيسي , وسمي
ذلك لأنه وُجد
من أمره تعالي
دون أب وشابه
البدعيات
التي هي عالم
الأمر آل
عمران 39
وفسر
الرازى آل
عمران 39 :
اختيار
الجمهور أن
المراد بكلمة
من الله هو
عيسي وسمي
عيسي كلمة
الله من وجوه
عدة
أنه
خلق بكلمة من
الله وهو قوله
: كن من غير
واسطة الأب
كما يسمي
المخلوق
خلقاً وهو باب
مشهور في
اللغة .
أنه
تكلم في
الطفولية
وآتاه الله
الكتاب في زمن
الطفولية , وفي
كونه متكلما
كان بالغا
مبلغا عظيما
فسمي كلمة
كونه كاملا في
الكلام
والكلمة
كما أنها تفيد
المعاني
والحقائق
كذلك عيسي كان
يرشد غلي
الحقائق
والأسرار
الإلهية كما
سُمي القرآن
روحاً ؟
الشورى 52
لأنه
حقق كلمة
بشارة
الأنبياء به
كما قال وحقت
كلمة ربك
يسمي
الإنسان فضل
الله ولطف
الله هكذا
عيسي عليه
السلام
كان أسمه
العلم : كلمة
الله وروح
الله ... واعلم
أن كلمة الله
هي كلامه وكـــــلامه
علي قول أهل
السنة : صفة
قديمة قائمة
بذاته تعالي .
وأضاف
الرازى آل
عمران 45 : سمي
كلمة الله
كأنه صار عين
كلمة الله
الخالقة له
بوجوده
المعجز أو
لأنه أبان
كلمة الله
أفضل بيان .
وعند
النساء 170
يختار الرازى
ما أجمع عليه
القوم : المعني
أنه وجد بكلمة
الله وأمره من
غير واسطة ولا
نطفة .
وعليه
نقول : من
البديهي أن
الاسم دليل
المسمي
فلماذا سمي
القرآن بعد
الانجيل
المسيح كلمة
الله ؟
وقولهم
: سمى كلمة
لأنه خلق
بكلمة : كن
الجلالان أو
لأنه وجد من
أمره تعالي
دون أب
البيضاوى
والمعني وجد
بكلمة الله من
غير واسطة ولا
نطفة الرازى –
فينقضه
مرادفة
القرآن بين
كلمة الله
وروح منه في
تعريف القرآن
الشامل
للمسيح
النساء 170 :
فروح الله ليس
مجرد أمر : كن !
بل هو ذات
قائمة بذاتها ,
ثم آدم أولي
بهذا السم
لأنه وجد
بكلمة الله
بدون أب ولا أم
, والقرآن مع
ذلك لا يطلق
هذا الاسم علي
آدم ولا علي
أحد من
العالمين
والمرسلين ,
إنما خص الله
به المسيح
وحده دليلا
علي شخصيته .
وليس
كلمة الله
مجرد اسم مثل
فضل الله لأن
القرآن يرادف
به روح الله
مبرهنا علي
معناه : أنه
كلمة الله
ألقاها إلي
مريم فهو إذن
روح الله قبل
أن يلقي إلي
مريم فكلمة
الله صفة
ذاتية لا مجرد
اسم علم .
وكلمة
الله اسم علم
اصطلاحي :
تفسيره
باشتقاق لغوى
يقصر في معناه
:
وقول
الرازى عن
بعضهم سمي
كلمة أي كاملا
في الكلام أو
لأنه أبان
كلمة الله
أفضل بيان –
فهذا تفسير
بياني يجسم
الإعجاز
المطلق في
المسيح وأسمه
لكنه لا يعني
اصطلاحه .
وقوله
أيضا عن بعضهم
كما أن الكلمة
تفيد المعاني
والحقائق
كذلك كان عيسي
يرشد إلي
الحقائق
والأسرار
الإلهية فسمى
كلمة الله –
فهذا تفسير
كلامي يجعل
الأعجاز
المطلق
بالتنزيل
المسيحي في
المسيح واسمه
كلمة الله ,
لكنه لا يعنى
الاصطلاح
الموروث
وقول
الرازى أيضا
عن بعضهم :
لأنه حقق كلمة
بشارة
الأنبياء به –
فذلك تفسير
نبوى يجعل
نبوة المسيح
خاتمة
النبوات
ومعجزة
الرسالات ,
لكنه لا يفسر
اصطلاح اسم
العلم الذي
ورثه القرآن
عن الانجيل .
فالمسيح
سمي في
الانجيل كلمة
الله وكان
أسمه هذا محور
العقيدة
المسيحية حتى
زمن القرآن ,
وجاء القرآن
وأخذ
الاصطلاح
الموروث كما
يصرح في آخر
خبر آل عمران ,
مريم ويحي
وعيسي آل
عمران 33- 58 : ذلك
نتلوه عليك من
الآيات
والذكر
الحكيم
آية 58
والمعني
الوحيد الذي
يعلقه القرآن
علي اسم كلمة
الله موجود في
تعريفه
الشامل
للمسيح كلمته
ألقاها إلي
مريم وروح منه
النساء 170 – قال
البيضاوى
ألقاها إلي
مريم : أوصلها
إليها وحصلها
فيها وروح منه
أي ذو روح صدر
منه لا بتوسط
ما يجري مجرى
الأصل
والمادة له ,
وقيل سمى روحا
لأنه كان يحيى
الأموات
والقلوب ,
والمسيح كلمة
الله هو روح
صدر منه تعالي
ألقاه الله
إلي مريم
وبهذا الروح
كان كلمة الله
يحيى الأموات
والقلوب :
وعمله دليل
ذاته
وذات
كلمة الله هو
روح صادر من
الله كنطق
الله في ذاته
وهو المعنى
الذى ألجئ
إليه الرازى
بقوله : سمى
كلمة الله
كأنه صار عين
كلمة الله
وأعلم أن
كلمة الله هى
كلامه وكلامه
علي قول أهل
السنة : صفة
قديمة قائمة
بذاته تعالى
وهذا هو
التفسير
الصحيح وليس
تفسير سواه .
من
ذات الله نزل
كلمة الله إلي
مريم وحل في
عيسي ابن مريم
روحـــــا
منه
تعــــالي –
واللقبان :
كلمة الله
وروح الله
يفسر بعضهما
بعضا وهو روح
منه تعالي لا
روح الله علي
النسبة فقط
مثل الملائكة
– وهذا الروح
منه تعالي هو
أيضا كلمته أي
نطقه الذاتي ,
صفة قديمة
قائمة بذاته
عيسي
ابن مريم هو
أيضا روح الله
إن
القرآن يصف
عيسي ابن مريم
أنه روح منه
النساء 170 أي ذو
روح صدر منه
البيضاوى
ولغة
الروح
متشابهة في
القرآن : يطلق
كلمة روح علي
الإنسان وعلي
الملاك وعلي
الروح الذي
فوق الملاك
وذلك علي طريق
المشاكلة لا
علي طريق
المقابلة .
معني
أول : روح
الإنسان
ونفختُ فيه
من روحي الحجر
29 ونفخ فيه من
روحه آلم
السجدة 9
معني
ثان : يا بني
اذهبوا
وتحسسوا من
يوسف واخوته ,
ولا تيئسوا من
روح الله , انه
لا ييأس من روح
الله إلا
القوم
الكافرون
يوسف 87 روح
الله هنا
رحمته
الجلالان قال
البيضاوى : من
روح الله
بالفتح أي من
فرجه وتنفيسه
وقُرئ من روح
الله بالضم أي
من رحمته التي
يحيى بها
العباد نقول :
يريد ملاك
الله الذي
يهدي عباد
الله .
أولئك
كتب الله في
قلوبهم
الإيمان
وأيدهم بروح
منه المجادلة
22 أي بنور منه
الجلالان –
بروح منه أي من
عند الله وهو
نور القلب أو
القرآن أو
النصر علي
العدو وقيل
نور الإيمان
لأنه سبب حياة
القلب
البيضاوى .
فالله
يؤيد
المؤمنين
بروح منه قد
يكون نورا وقد
يكون ملاكا
وهذا هو الأصح
.
معني
ثالث : الروح
والقرآن
قل :
نزله روح
القدس النحل 102
نزل به الروح
الأمين
الشعراء 193
وكذلك أوحينا
إليك روحاً من
أمرنا الشورى
52
نرى
هنا الروح
والروح
الأمين وروح
القدس هو
جبريل منزل
القرآن . وقريب
منه قوله :
يلقي الروح من
أمره علي من
يشاء من عباده
لينذر يوم
التلاق
المؤمن 15 فهو
هنا روح
النبوة
والوحي .
معني
رابع : الروح
والملائكة
يوم
يقوم الروح
والملائكة
صفا لا
يتكلمون في
يوم الدين
النبأ 138
تنزل
الملائكة
والروح فيها (ليلة
القدر ) بإذن
ربهم من كل أمر
القدر 4
تعرُج
الملائكة
والروح إليه
في يوم كان
مقداره خمسين
ألف سنة
المعارج 4
ينزل
الملائكة
بالروح من
أمره علي من
يشاء من عباده
أن انذروا
النحل 2
هنا
يجعل الروح في
صلة مع
الملائكة
بمناسبة يوم
الدين –
والملاحظ في
مناسبة الوحى
والتنزيل
ينزل
الملائكة
بالروح كأنه
سيدهم بأمر
الله – فما
معني الروح في
هذه الآيات
التي تجمعه مع
الملائكة ؟
والروح
معرف ومميز عن
الملائكة
فليس هو واحدا
منهم وإن جُمع
إليهم
بالمعراج
والتنزيل
وتوزيع
الأقدار .
وقوله : ينزل
الملائكة
بالروح يدل
علي أن الروح
سيدهم وهو
الواسطة بين
الله
والملائكة .
فما هي هويته ؟
لا يقول
القرآن شيئا .
معني
خامس : روح
القدس – روح
الله – عيسي من
روحنا – هنا
ثلاثة تعابير
متقاربة وهى
في صلة مع
المسيــح
وأيدناه
بروح القدس
البقرة 87 253 إذ
أيدتك بروح
القدس
المائدة 113
فنفخنا
فيها من روحنا
الأنبياء 91
فنفخنا فيه من
روحنا
التحريم 12
كلمته
ألقاها إلي
مريم وروح منه
النساء 170
ما
معني قوله :
أيدناه بروح
القدس ؟
فسره
البيضاوى
مستجمعا
أقوالهم : بروح
القدس أي
بالروح
المقدسة
أراد به
جبريل ؛ أو روح
عيسي عليهما
السلام
ووصفها به
اطهارته من مس
الشيطان أو
لكرامته علي
الله تعالي
وذلك أضافها
إلي نفسه
تعالى ؛ أو
لأنه لم تضمه
الأصلاب ولا
الأرحام
الطوامث أو
الانجيل أو
الاسم الأعظم
الذي كان يحيى
به الموتى .
أما
قولهم روح
القدس جبريل
هو علي
المشاكلة مع
جبريل روح
القدس الذى
نزَل القرآن
على محمد وهنا
ليس المقصود
التنزيل
المخصوص في
لغة القرآن
بجبريل , بل
التأييد
الدائم
للمسيح – فهو
ليس جبريل هنا
وليس الانجيل
وروح
القدس المؤيد
للمسيح علي
الدوام علي
نوعين : إما
روح عيسي عليه
السلام فروح
القدس مقيم في
عيسي وهو
تعبير آخر
قريب من قوله
كلمته ألقاها
إلى مريم وروح
منه – ففي عيسي
روح من الله هو
روح القدس
وهذا يجعل
المسيح في صلة
خاصة ذاتية مع
الله نفسه -
وإما الاسم
الأعظم الذي
كان يحيى به
الموتى وهنا
روح القدس غير
روح الله في
المسيح بل هو
روح من الله ,
في الله يتمتع
مع الله
بالاسم
الأعظم .
وسواء
كان روح القدس
روح الله في
المسيح أو
الروح أو
الاسم الأعظم
فالمؤكد هو
روح تميزه
نسبته إلي
الله – والقدس
هو الله – عن
سائر الأرواح
المخلوقة .
وروح
الله في
المسيح وروح
القدس في الله
يصدران من
الله بالصدور
لا بالخلق ,
كما يؤيده
الترادف بين
كلمة الله
وروح من الله
في آية النساء
170
وما
تسمية جبريل
بروح القدس
النحل 102 أو
روحنا فتمثل
لها بشرا
سوياً مريم 16
ما هو إلا علي
سبيل
المشاكلة .
ما
معني قوله :
فنفخنا فيها –
فيه من روحنا ؟
فسره
البيضاوى :
فنفخنا فيها :
بعيسي فيها أي
أحييناه في
جوفها وقيل
فعلنا النفخ
فيها من روحنا
: من الروح
الذى هو
بأمرنا وحده أو من جهة
روحنا جبريل –
قوله إذن من
روحنا قد يكون
علي الفاعل
فيكون الروح
النافخ هو
جبريل وقد
يكون علي
المفعول
فيكون الروح
المنفوخ في
مريم
والروح
المنفوخ أو
الملقي إلي
مريم هو روح
الله في عيسي
أخيرا
ما معني قوله :
كلمته ألقاها
إلي مريم وروح
منه النساء 170 ؟
فسره
البيضاوى : روح
منه ذو روح صدر
منه تعالي لا
بتوسط ما يجرى
مجرى الأصل
والمادة له ,
وقيل سمى روحا
لأنه كان يحيى
الأموات
والقلوب –
وروح الله
الذي ألقي إلي
مريم في عيسي
هو روح صدر منه
تعالي مباشرة
ودليل
مصدره الإلهي
الذاتي أنه
قادر مثل الله
علي إحياء
الأموات
والقلوب .
وفسره
الرازى
مستجمعا كل
التفاسير : أما
قوله روح منه
ففيه وجوه
:
جرت عادة
الناس أنهم
إذا وصفوا
شيئا بغاية
الطهارة
والنظافة
قالوا : أنه
روح ! ولما كان
عيسي لم يتكون
من نطفة الأب
وتكون من نفخة
جبريل ؟ عليه
السلام لا جرم
وصف بأنه روح ,
والمراد من
قولهم منه
التشريف
والتفضيل .
أنه
كان سببا
لحياة الخلق
في أديانهم
ومن كان كذلك
وصُف بأنه روح
.
روح
منه : أي رحمة
منه فلما كان
عيسي رحمة من
الله علي
الخلق من حيث
أنه كان
يرشدهم إلي
مصالحهم في
دينهم
ودنياهم لا
جُرم سُمي
روحا منه .
أن
الروح هو
النفخ في كلام
العرب والروح
والريح
متقاربان
والروح عبارة
عن نفخة جبريل
وقوله منه
يعني أن ذلك
النفخ من
جبريل كان
بأمر الله
وإذنه فهو منه
وهذا كقوله
فنفخنا فيها
من روحنا .
قوله
: روح أدخل
التنكير
ليفيد
التعظيم , وكان
المعني روح من
الأرواح
الشريفة
العلوية
القدسية
وقوله منه
إضافة لذلك
الروح إلي
نفسه تعالي
لأجل التشريف
والتعظيم .
وعليه
نقول : أن هذه
الأقوال
الثلاثة :
الأول روح
الطهارة –
والثالث معني
الرحمة –
والرابع نفخة
جبريل , كلها
بعيدة عن نص
القرآن لأن
روح الله الذي
حل في عيسي
أسمه كلمة
الله فهو ليس
نفخة ولا رحمة
ولا طهارة
وبالتأكيد هو
ذات روحية
صادرة من الله
.
بقي
أمامنا
المعنيان
الآخران : أنه
روح من
الأرواح
العلوية
الشريفة
القدسية
وأيضا سبب
لحياة الخلق –
هذا هو المسيح
كما في القرآن
, والمسيح ليس
فقط بشرا بل
فيه أيضا روح
سماوية قدسية
اسمها كلمة
الله وهذا
التعريف يجعل
المسيح أعظم
من بشر فهو روح
الله حلً في
المسيح .
ومن
يعتبر روح
الله هذا الذي
حل في المسيح
أحد الملائكة
المقربين فهو
يشير إلي أن
المسيح هو
بشرا وملاكا
روحانيا
نورانيا معا .
ومن يقول
بتجسد ملاك من
الله في عيسي ,
أليس الأولي
به أن يقول
بتجسد كلمة
الله الذي
ألقاه إلي
مريم في عيسي ؟
وتلك هي
الإذدواجية
التي تظهر في
شخصية المسيح
بحسب القرآن .
وهكذا
يلتقي القرآن
والانجيل :
والكلمة صار
بشرا وسكن
فيما بيننا ,
بمريم
الانجيل بحسب
يوحنا 1 : 4
وتعبير
الانجيل هو
تعبير القرآن :
كلمته ألقاها
إلي مريم .
والقرآن
إذ يجمع : كلمة
الله و روح
الله في شخص
المسيح فهو
يفسر اللقبين
أحدهما
بالآخر ويجمع
في شخصية
المسيح فوق
بشريته
الكاملة من
مريم روحاَ
صادراَ من
الله ذاته
اسمه كلمة
الله –
فالمسيح هو
كلمة الله
وروح من الله
عيسي
ابن مريم هو
أيضا مسيح
الله
المسيح
لقب صار اسما
كما بشرت به
الملائكة : إذ
قالت
الملائكة يا
مريم إن الله
يبشرك بكلمة
منه , اسمه
المسيح آل
عمران 45
والقرآن
يُعرف عيسي
ابن مريم بأنه
المسيح .
إنما
المسيح عيسي
ابن مريم رسول
الله وكلمته
ألقاها إلي
مريم وروح منه
النساء 170 –
والقرآن
بتصديقه
لعيسي ابن
مريم أنه
المسيح يشهد
كما شهد
الانجيل قبله
أن عيسي ابن
مريم هو النبي
الموعود في
الكتاب –
المسيح
المعهود
والمشهود .
والتوراة
تسميه النبي
الآتي مثل
موسى –
والزبور
يدعوه : الرب
والملك
والكاهن
والنبي داود
في الزبور أول
من يسميه
المسيح .
والأنبياء
يصفه كل واحد
منهم بصفة :
والمسيح عند
إشعيا هو
عمانوئيل أي
بحسب حرفه
العبري الله
معنا –
ودانيال يري
في المسيح ابن
البشر أو ابن
الإنسان آتيا
علي سحاب
السماء ملك
يوم الدين .
والانجيل
بتسمية يسوع
بالمسيح شهد
بأنه يحمل
آمال
الأنبياء .
والقرآن
إذ يصدق لعيسي
ابن مريم اسم
المسيح يشهد
لما ورد عنه في
الكتاب
والانجيل :
ويقول القرآن
إن اسمه هو
المسيح فما
معناه ؟
قال
البيضاوى : آل
عمران 45
المسيح لقبه
وهو من
الألقاب
المشرفة
وأصله
بالعبرية
مشيحا ومعناه
المبارك , سمي
كذلك :
لأنه
مُسح بالبركة
أو مُسح بما
طهره من
الذنوب أو مسح
الأرض ولم يقم
في موضع أو
مسحه جبريل
صونا له من
الشيطان .
ومسحة
الله التي
جعلته المسيح
كانت مسحة
البركة ومسحة
العصمة من مس
الشيطان عند
مواده ومن
الذنوب في
حباته وبمثل
هذه المسحة
الإلهية كان
يمسح الأرض
ولم يقم في
موضع .
واسم
مسيح الله
يجعله أسمي من
البشر وأعلي
من المخلوق .
وقال
الرازى
مستجمعاَ كل
تفاسيرهم :
المسيح
هل هو اسم مشتق
أو موضوع ؟
الأصل
بالعبرية
مشيحا وعربته
العرب وغيروا
لفظه وعلي هذا
القول لا يكون
له اشتقاق
والأكثرون
أنه مشتق
موضوع – قال
الزمخشرى :
المسيح وعيسي
ومشتقهما من
المسح والعيس
كالراقم في
الماء – وقال
البيضاوى :
والإشتقاق من
المسح والعيس
تكلف لا طائلة
تحته وكيف
يكون مشتقا
موضوعا وهو
موروث عن
العبرية ثم
الأرامية ؟
والعربية
أختهما .
قال
ابن العباس :
سُمي مسيحا
لأنه ما كان
يمسح بيده ذا
عاهة إلا وبرئ
من مرضه .
قال
أحمد ابن يحيي
: لأنه كان
يمسح الأرض أي
يقطعها في
المدة
القليلة .
وقال
غيره : لأنه
كان يمسح رأس
اليتامى لله –
لأنه مُسح من
الأوزار
والآثام –
لأنه كان
ممسوحا بدهن
طاهر مبارك
يُمسح به
الأنبياء ولا
يُمسح به
غيرهم – لأنه
مسحه جبريل
بجناحه وقت
ولادته ليكون
ذلك صونا له من
الشيطان –
لأنه خرج من
بطن أمه
ممسوحا
بالدهن .
إذا
فقد سُمي
المسيح بسبب
مسحة العصمة
من الخطيئة في
مولده وفي
حياته من
الأوزار
والآثام : عصمة
مبدئية
وفعلية –
وبسبب مسحة
النبوة –
وبسبب مسحة
التبريك
والتقديس
للناس – وبسبب
مسحة
المُعجزة –
وبسبب مسحة
أسمي من
المخلوق
تجعله يمسح
الأرض في مدة
قليلة .
تلك
هي مسحة
المسيح التي
تميزه علي
العالمين
والمرسلين
أجمعين .
إذن
عيسي ابن مريم
هو : مسيح الله
وروح الله
وكلمة الله –
إذا استجمعنا
تفاصيل
القرآن في تلك
الأسماء
الحسنى
للمسيح مع
تفاسير
العلماء
المسلمين
لمعانيها
تجلت لنا
شخصية المسيح
في سرها الذي
يسمو علي
بشريته كعيسي
ابن مريم .
فالمسيح
بحسب ظاهر
القرآن
بـــشر , هو
عيـسي ابن
مريم
والمسيح
بحسب باطن
القرآن وكما
يبدو من
اسماؤه
الحسنى أكثر
من بشر : إنه
روح الله .
تلكما
هما
الناحيتان
المتعارضتان
في شخصية
المسيح بحسب
القرآن –
والنتيجة
الحاسمة
المحتومة
لهذا الواقع
القرآني هي :
الإذدواجية
في شخصية
المسيح وفي
هذه الإذدواجية
القرآنية
يتجلى سر
المسيح في
شخصينه .