انه
لايقوم حوار
صحيح بين
فريقين
متقابلين آلا
على اساس
مقبول من
الطرفين . وهذا
الاساس
المقبول فى
الحوار
الإسلامي
المسيحي هو
الانجيل
والقرآن .فقد
جاء فى القرآن
نفسه
فالقرآن
يجادل بهدى
الكتاب
الأمام وعلم
الإنجيل
الحكيم في
تعليم العرب
(( الكتاب
والحكمة ))
فالحوار
الإسلامي
المسيحي
الصحيح إنما
يبنى على
التوراة
والإنجيل
والقرآن ((وعدا
عليه حقا في
التوراة
والإنجيل
والقرآن ))
التوبة 113
لان ((
الله_ لا اله
آلا هو _ الحى
القيوم تزل
عليك الكتاب
بالحق , مصدقا
لما بين يديه
وانزل
التوراة
والانجيل من
قبل هدى للناس
, وانزل
الفرقان ))
آل عمران
2- 3
لذلك
- من
وجهة النظر
المسيحية
لايقوم
حوار صحيح مع
المسلمين إلا
على اساس
الانجيل
والقرآن , ومن
ورائهما
التوراة
والنبيين .
ولا
يمكن للحوار
ان تقوم له
قائمة مع اهل
الانجيل على
اساس السيرة
النبوية ولا
الحديث ولا
التفسير ولا
علم الكلام .
انه
يحسن فى فهم
القرآن
الاعتماد على
أئمة
المفسرين . ويصح
الحوار على
اساس ا جماع
المفسرين مع ابقاء
باب الاجتهاد
مفتوحا لانه
فى اجماع
المفسرين
نفسه تظل
رواسب البيئة
تتفا عل فلا
يجرؤ احد على
تخطيها ,
واختلاف
المفسرين , فى
مذاهب
التفسير , فد
لايوجد ا
جماعا يحمل
على اليقين .
فالطبرى
, امام
المفسرين
بالمأثور , يفسر
القرآن
بالحديث . وهو
ينقل من
الاحاديث أكثر
من الصحيحين .
وقد رأينا
الشبهات
القائمة على
أكثر
الاحاديث .
والزمخشرى
, وهو ذروة
التفسير
الاعتزالى ,
ينكر فيه على
الاشاعرة ,
قادة السنة
والجماعة ,
مواقفهم
استنادا الى
تفسير القرآن
بالرأى
واللغة
والبيان .
والفخر
الرازى
, يحشو تفسيره
بالاستطرادات
الكلامية .
وتحوم على
الكلام
والمتكلمين
شبهات عند اهل
السنة
والجماعة .
والبيضاوى
والجلالان
يمثلان اهل
السنة
والجماعة , لكن
على جمود
القرون
المتأخرة ,
ويعتمدان
اللغة
والحديث فى
التفسير , ويفوتهم
احيانا
اصطلاح
القرآن .
ناهيك
عن التفسير
بحسب الصوفية
او بحسب
الباطن , او
بحسب الفرق
الاسلامية التى
تجد لها جميعا
ما يبررها
, وكل تفسير
يقوم على اساس
المذاهب
الكلامية او
الفقهية او
الصوفية او
الفرقية
لايمثل
التفسير
الامثل .
وفى
العصر الحديث يتأثر
رشيد رضا فى (( تفسير
المنار )) بالخصومة
بين الاسلام
والمسيحية ,
فيشحن تفسيره
بحملات
على المسيحية
ليست من روح
القرآن فى شئ .
ففى
التفسير رآى
ونقل وحديث
واجتهاد ,
ومذهب وكلام
وفقه وجهاد لذلك
لايصح الحوار
بين
الاسلام
والمسيحية على
اساس التفسير
المطلق
. واعتماد
أقوال
المفسرين
بدون ا جماع
- انما
يصح
الاستئناس
بها استئناسا لايقتضى
اليقين آلا فى
ا جماع
المفسرين من
فوق شبهات
الحديث
والكلام .
لاشك
ان الصحابة
نقلوا عن
النبي العربى
بعض الاحاديث
الصحيحة .لكن
تلك الاحاديث
النبوية ضاعت
فى زحمة
الاحاديث
الموضوعة .وعلى
كل حال ليس
الحديث قرآنا .
يقول
الاستاذ محمد
عبدالله
السمان أيضا
واذا تركنا
كتب السيرة
الى كتب
الحديث
ألفينا
أنفسنا ازاء
مشكلة معقدة
تجعل الباحث
فى حيرة
لاتنتهى ولا
تقف عند حد ...
ولم يكد يتولى
الخليفة
الثالث عثمان
حتى بدأت
تتولد
الخلافات
السياسية بين
بنى هاشم وبنى
آمية ( بل رجعت
الى عهدها
الاول كما
كانت قبل
البعثة ) . وقتل
عثمان وتولى
على ثم قتل
أيضا _ وآلت
الخلافة
بالقهر الى
معاوية .فظهر
وضع الاف
الاحاديث
ونسبتها الى
النبى لتكون مؤيدا
لحزب سياسى ,
او ناقضا
لحزب آخر .
وانتهز
اليهود
والزنادقة
فرصة هذه
الخلافات
التى تدثرت
بالدماء فى
معظم
الأحايين وراحوا
يختلقون
الاحاديث ليهدموا
بها الاسلام
ويشغلوا
العامة عن
اصوله لتنصرف
الى شكلياته .
كما
تطوع
كثير من السذج
والبسطاء
فوضعوا
احاديث فى
الترغيب
والترهيب , ظنا
منهم ان فى
هذا خدمة
للدين . ولو
عقلوا
لادركوا انهم
اساءوا الى
الدين اكبر
اساءة .... ولم
يبدأ التدوين
الا فى
عهد
المأمون
. وذلك بعد ان
اختلط النقى
بالدخيل
واصبح الحديث
الصحيح فى
الحديث الكذب
كالشعرة
البيضاء فى
جلد ثور اسود,
كما يقول
الدارقطنى
احد جامعى
الحديث
المعروفين ...وحسبك
ان تعلم ان البخارى
, وهو شيخهم قد وجد
ان الاحاديث
المتداولة
تزيد على 600 الف
حديث _ ولكنه
لم يعتمد
منها فى صحيحه
الا فرابة
اربعة الاف
!
وجاء
من بعده فى
جامعى الحديث
من زاد عليه .
ويعتقد
العلماء فى
الحديث اليوم
انه حتى فى
صحيح بخارى
وصحيح مسلم
لايزال ((
الحديث
الصحيح فى
الحديث الكذب
كالشعرة
البيضاء فى
جلد الثور
الاسود ))
ويذهب بعض
العلماء الى
ان الاحاديث
التاريخية
لاتتجاوز
الستة عشر
حديثا .
لذلك
لايصح الحديث
فى علم النقد
اساسا سليما
صحيحا
للعقيدة
والشريعة
والسيرة ,
خصوصا ما
يتعارض منها
مع حرف القرآن
وروحه .
لهذه
الشبهات
القائمة على
صحة الحديث
لا يقوم
الحوار
الصحيح على
أساس الحديث
.
يقبل
اهل الانجيل
الحوار على
اساس الانجيل
والقرآن , او
على اساس
القرآن وحده
لكنهم لايقبلون
المقارنة
على اساس السيرة
النبوية
الموضوعة -
لانها
مظنة شبهات .
قال
السيد محمد
عبد الله
السمان (
كتاب محمد
الرسول البشر
11- 21
) ان
الكثيرون حين
يحاولون
دراسة شخصية
الرسول ,
يعمدون الى
كتب السيرة
ليأخذوا منها
جزافا بكل ما
ورد فيها .
وهذه الكتب
على كثرتها لا
يجوز ان تكون
مرجعا اصيلا
فى هذا الصدد , لانها
كتبت فى عصور
لم يكن النقد
مباحا فيها
ومعظمها كان
يدون لغاية
تعبدية -
والخلافات
الكثيرة فى
رواياتها
تحتم على
الباحث ان يقف
منها موقف
الحذ ر
والحيطة . وقد
استوعبت كتب
السيرة هذه
سيلا من
الخوارق
والمعجزات
التى تزيد
وتنقص تبعا
لاختلاف
الازمان التى
دونت فيها ...وكتب
السيرة مزد
حمةبالرواة
القصاصين
الذين عرفوا
بالصناعة
القصصية فى ما
يروون . وهؤلاء
لايتحرون
الدقة فى سند
الرواية او
متنها, لانهم
يعنيهم _فحسب_
صياغة
الاسلوب
وعنصر
التشويق .
وما
يقوله
الاستاذ
السمان بدء
القوم يجهرون
به منذ (( حياة
محمد )) لحسين
هيكل ,
لان السيرة
النبوية , كما
وردت فى كتب
السيرة لا
تستقيم للنقد
الحديث آلا فى
خطوطها
العامة التى
تتفق مع
القرآن
المصدر
الوحيد
للعقيدة
والسيرة .
فبسبب
تلك الشبهات
القائمة -
لايقوم
الحوار
الصحيح على
اساس السيرة
النبوية
نشأ
الكلام فى
الاسلام
للدفاع عن
العقيدة
الاسلامية .
وبدأ به
المعتزلة
وكما تشعب
الفقه مذاهب ,
تنوع الكلام
مدارس .
فعلى
الكلام
عند اهل السنة
والجماعة شبهات
: لذلك
لايرضاه اهل
الانجيل
اساسا صحيحا
للحوار , ولو
قال بذلك
بعضهم وحاوله .
والكلام
هو تحكيم
العقل فى
القرآن : فان
اتحد النقل
والعقل صح
اعتمادهما فى
الحوار
وان نبا النص
فلا حوار آلا
بالقرآن مع
اعتماد
القرائن
القريبة
والبعيدة فيه
لجلاء الدعوة
والسيرة فيه .
فلا
يقوم حوار
صحيح على اساس
الكلام
المقارن وحده ,
من دون الكتاب_
فأساس
الحوار
الصحيح بين الاسلام
والمسيحية هو
الانجيل
والقرآن .
وعلى هذا
الاساس نفهم
الحوار
المسيحي
الإسلامي , من
دون النظريات
الكلامية
وحدها .
فعلى
اساس الانجيل
والقرآن يصح
الحوار , مع
التسليم
بصحتهما
التاريخية
الجوهرية من
قبل
المتحاورين
أجمعين , والا
فلا سبيل الى
حوار صحيح .
وعلى هذا
الاساس
فالحوار ممكن
ومفيد .