بحث اول

الحوار الصحيح من وجهة النظر الاسلامية

 

من وجهة النظر الإسلامية , لايقوم الحوار الصحيح على الفلسفة , ولا الكلام ( علم اللاهوت ) ولا الصوفية الاسلامية , ولا التاريخ المقارن فى الاديان .

   

1 -    مع اهل القرآن لايقوم الحوار الصحيح على اساس الفلسفة

 

فى الحوار مع المسلمين , قد يعتمد بعضهم البديهيات  فى  الالهيات  , والمنطق  فى البرهان على صحة الايمان , لكن الفلسفة  والمدخل اليها  فى  علم  المنطق- كان على الدوام موضع  شبهة عند اهل السنة والجماعة- حتى قيل :  (( من تمنطق فقد تزندق )) !  فجرت مجرى المثل السائر .

 

والفلسفة ومدخلها المنطق كانت من (( علم الاوائل )) التى  يعده    اهل السنة  والجماعة  بدعة  فى مقابل  العلوم  الشرعية  ,        وانها  باب الى  الالحاد  فى  الاسلام .         وكان من يسلك  فى  تصنيفاته  وتأليفاته طريق  الحكمة -  يرمى  بالزندقة

 كما  نقل  صاحب  الفهرست ( ابن النديم الفهرست  119 & 138 ).

 

وكان  الكندى  الفيلسوف  العربى  الشهير يخشى  على  نفسه  فى  زمن  المتوكل من تعاطي  الفلسفة. والغزالى  نفسه  الذى  كتب  كتاب  (( تهافت الفلاسفة )) لم يتجاسر على  تسمية  أحد كتبه   فى  علم المنطق باسمه الحق , بل سماه (( معيار العلم )) وفيه يقول : حتى ان علم الحساب والمنطق الذى ليس فيه تعرض للمذاهب بنفى ولا اثبات -   اذا قيل انه من علوم الفلاسفة الملحدين نفر طباع اهل الدين عنه -    

(الغزالى : معيار العلم 117 )  -   وفى (تهافت الفلاسفة )  يقول فيه : الكتاب الذى سميناه    معيار العلم الذى هو الملقب بالمنطق  عندهم-  (الغزالى: تهافت الفلاسفة ) _  وفى ((المنقذ من الضلال ))    يقول: اعترضوا بمجاحدة الهندسة والمنطق  و غير ذلك مما هو ضرورى لهم ( الغزالى: المنقذ من الضلال 29 )

 

وكانت تلك النزعة قوية خصوصا  عند  الحنابلة , حتى  انهم نفروا من كل علم غير العلوم الشرعية . قال تقى الدين بن تيمية : العلم الموروث عن النبى هو الذى يستحق ان يسمى علما . وما سواه اما ان يكون علما فلا يكون نافعا , واما ان لا يكون علما  وان سمى به , ولئن كان  علما نافعا  فلابد ان يكون فى ميراث محمد  ( ابن تيمية : مجموعة الرسائل الكبرى )

 

وقال الشاطبي : (( ان  عامة  المشتغلين بالعلوم  التى تتفق بها ثمرة تكفيلية تدخل عليهم فيها الفتنة والخروج عن الصراط المستقيم ))     ( الشاطبى : كتاب الموافقات )   

وهذا ما نقله الجامعون المحققون . فقد نقل ياقوت- (ياقوت: نشر مرجليوت 2-48 )-  ما أجمع عليه القوم ان الفلسفة (( حكمة مشوبة بالكفر )) !  ونقل السيوطى- (السيوطى: بغية الوعاة   226 )- عن الفيلسوف  حسن الاربلى  الذى  عاصر ابن خلكان , وكانت داره بدمشق  ندوة للمسلمين  واهل الكتاب واتبا ع  الفلسفة , يأخذون  عنه  ويتعلمون  منه , انه قال وهو  على فراش الموت

((صد ق الله العظيم - وكذب ابن سيناء ))

ونقل الجاحظ ( كتاب البخلاء : نشر فون فلاتن 87 )-   ان بين الاشياء التى تخفى بعناية عن عيون الناس الى جانب الشراب المكروه , (( الكتاب المتهم )) من علوم الاوائل .

ولم تجد نفعا عاجلا محاولة الغزالى توطين الفلسفة والكلام والصوفية فى الاسلام  _  مع نقضه لما فيها جميعا من انحراف فى نظر اهل السنة والجماعة _  لخدمة الاسلام نفسه .

فقد أفتى من بعده ابن الصلاح الشهرزورى- ( قابل عبد الرحمن البدوى :التراث اليونانى فى الحضارة الاسلامية 160 )-  بتحريم  الفلسفة  والمنطق قال : (( الفلسفة اس السفه والانحلال , ومادة الحيرة والضلال , ومثار الزيغ والزندقة . ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المطهرة المؤيدة 

ومن تلبس  بها  تعليما  وتعلما  قارنه  الخذلان والحرمان واستحوذ  عليه الشيطان ... واما المنطق   فهو مدخل الفلسفة , ومدخل الشر شر ؛ وليس الاشتغال به مما اباحه الشارع ولا استباحه    احد من  الصحابة والتابعين والآئمة المجتهدين , والسلف الصالح ...فالواجب على السلطان ان يدفع عن المسلمين شر هؤلاء ويخرجهم عن المدارس ويبعدهم ويعاقب على الاشتغال بفنهم , ويعرض من ظهر عنه اعتقا د عقائد الفلاسفة على السيف او الاسلام  )) .

بعد تلك الفتوى القاضية اعتبر الاشتغال بالفلسفة محرما كما نرى _  عند  تاج  الدين  السبكى    وهو يوافق موافقة تامة وبدون شرط على ما أفتى به جماعة من أئمتنا   ومشيختنا بتحريم الاشتغال بالفلسفة

وكما نرى عند ابن تيمية الذى كان عدوا مرا للفلسفة , كما يظهر من سائر مؤلفاته خصوصا فى كتاب

الرد على الفلاسفة  وفى نصيحة  اهل الايمان   فى الرد على منطق اليونان  _  وعند السيوطى الذى كان يقول : ان المنطق- وهو فضلا عن ذلك من علوم اليهود والنصارى  علم يحرم الاشتغال به  _   تلك فتوى

خاتمة المحققين .

 

فكان على النساخ المحترفين فى بغداد عام 277 ه  ان يقسموا انهم لن يشتغلوا بانتساخ اى كتاب فى الفلسفة او فى الكلام .

 

وقد حمل عبد القادر الجيلانى المتصوف الحنبلى الكبير-  وقد توفى عام  561 ه -  على احد القضاة لانه سمح  ان تكون  فى مكتبته  مؤلفات الفلاسفة  العرب  وقد  انتقم  من اسرته   فى شخص  حفيده عبد السلام بن عبد الوهاب الملقب بركن الدين المتوفى عام  611 ه بحرق كتب الاوائل التى كانت بمكتبته  _       

 بحضور القضاة  والعلماء  ومن بينهم ابن الجوزى  وحكم على  الشيخ  عبد السلام  بانه فاسق  وجرد من طيلسان العلماء وزج به فى السجن .

 

قال العلامة جولد سيهلر :

ومن دوائر المتكلمين أنفسهم , سواء المعتزلة منهم والاشاعرة  خرجت كتب

عديدة ضد الفلسفة عموما وضد المنطق على وجه التخصيص .

وقد  جرى  كل هذا  فى عصر  كان  فيه علم  اللاهوت المسيحى  يرتكز على  فلسفة   أرسطو  وفى   اوج اذدهاره مع توما الاكوينى .

 

تلك الحملة على الفلسفة بتحريمها  كانت بدء  عهد  الانحلال والجمود   وختم باب الاجتهاد  طيلة  العهد  العثمانى .

 

فلما جاءت النهضة العصرية  تبدلت فيها المفاهيم ورجعت الى الفلسفة مكانتها   فى نظر اهل السنة والجماعة , لان الفلسفة والدين ميدانان من ميادين المعرفة متقابلان .

وقد قام بهذا التوطين الاستاذ الامام محمد عبده  على طريقة سلفه الغزالى ( محمد عبده : للعقاد )

 

مع  ذلك لم تزل الفلسفة  مشبوهة  فى  نظر اهل السنة  والجماعة  لخطرها  على النبوة  و الشريعة . لذ لك لا يصح  ان تكون الفلسفة  اساسا  للحوار الصحيح  بين الاسلام والمسيحية  كما كان الامر فى العهود الماضية

 

 

مع اهل القرآن , لايقوم الحوار الصحيح على اساس الكلام ( علم اللاهوت )

 

نشأ  علم الكلام فى الاسلام  مع المعتزلة . لذلك كان  هو أيضا  مشبوها  عند  اهل السنة والجماعة . فقد قاومه اهل الحديث والفقهاء من الحنابلة وخصوصا الصفاتيون منهم . وشهير الجدل فى علم الكلام بين الذات والصفات فى الله وبين الجبر والحرية فى الانسان .

 

ولم يكن الكلام الاشعرى الذى ساد الاسلام فيما بعد , بقوله   بالمنزلة بين المنزلتين , كافيا   ليرفع الشبهة عن اهل الكلام .

 

نقل ابن الاثير فى اخبار 277 ه  انه كان على النساخ المحليين المحترفين فى بغداد ان يقسموا انهم لن يشتغلوا بانتساخ اى كتاب من كتب علم الكلام -  كما كان مطلوبا منهم ذلك ايضا تجاه كتب الفلسفة .

 

ونقل ابو المحا سن فى تاريخه عن الذهبى ان ابو المعالى الجوينى استا ذ الغزالى قد ند م وهو على فراش الموت على اشتغاله بالكلام : وكان يقول ان آلام علته سببها تلك الدراسة الآثمة .

 

ويقول العلامة جولد تسهير ((  وكان طبيعيا ان تتجه كراهية اهل السنة اولا وبالذات الى الهيات ارسطو لان مقدماتها ونتائجها كانت تعتبر متعارضة اشد التعارض مع مقتضيات عقائد الاسلام – على الرغم مما بذله الفلاسفة الاسلاميون فى عدة محاولات للتوفيق بينهما  )) .

 

ونكتفى من ذلك بما نقله الغزالى فى ( احياء علوم الدين )  قال : مسألة ان قلت تعلم الجدل والكلام مذموم كتعلم النجوم , او هو مباح -  فأعلم ان للناس فى هذا اسرافا وغلوا . فمن قائل : انه بدعة وان العبد ان لقى الله عز وجل بكل ذنب سوى الشرك خير من ان يلقاه بالكلام ! -  ومن قائل : انه واجب وفرض وانه أفضل الاعمال فأنه تحقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين الله تعالى .

 والى التحريم ذهب الشافعى ومالك واحمد ابن حنبل  وسفيان وجميع اهل الحديث من السلف .

قال الشافعى : حكمى فى اصحاب الكلام ان يضربوا بالجريد ويطاف بهم فى القبائل والعشائر , ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ فى الكلام . وقال احمد ابن حنبل : لايفلح اهل الكلام ابدا !

ولا تكاد ترى احدا نظر فى الكلام الا وفى قلبه دغل! وبالغ فى ذمه حتى ...قال: علماء الكلام زنادقة !

وقال مالك : ارأيت ان جاءه من هو أجدل منه أيدع  دينه كل يوم لدين جديد ! وقال ابو يوسف : من طلب العلم بالكلام تزندف ! ولذلك قال النبى  :  هلك المتنطعون اى المتعمقون فى البحث والاستقصاء .

وانت ترى بحسب الغزالى نفسه

, ان جميع اهل الحديث وان ثلاث مذاهب من المذاهب الاربعة فى فقه السنة تحرم علم الكلام  .

 

اما الغزالى نفسه فيقول فيه : نعود الى علم الكلام ونقول : ان فيه منفعة ومضرة . فهو باعتبار منفعته فى وقت الانتفاع , حلال او مندوب اليه او واجب كما يقتضيه الحال -  وهو باعتبار مضرته فى وقت الاستضرار ومحله , حرام . اما مضرته إثارة الشبهات وتحريك العقائد وازالتها من الجزم والتصميم . والغزالى نفسه يعتبره من فروض الكفايات , والان قد ثارت البدع , وعمت البلوى , وأرهقت الحاجة , فلابد ان يصير القيام بهذا العلم من فروض الكفايات .

 

ولم تمنع محاولة الغزالى وتاليفه كتاب احياء علوم الدين- وهو افضل كتب الكلام فى الاسلام-  من أتى بعده بتحريم الكلام مثل الفلسفة , لان المتكلمين , فى نظر اهل السنة والجماعة وعلى رأسهم اهل الحديث واهل الفقه , قد مزجوا كلامهم بأقوال الفلاسفة  .

وكان ذاك التحريم للفلسفة والكلام نفسه بدء دور الجمود وغلق باب الاجتهاد مدى اجيال حتى جاء عصر النهضة وعاد لعلم الكلام منزلته

ويرجع الفضل فى ذلك ايضا الى الامام محمد عبده ( قابل العقاد : مجمد عبده 250 ,258 , 269 )  فى تعليقه على العقائد العضدية التى كانت فاتحة لاعتماد السنوسية للامام السنوسى المتوفى 892 ه  فى علم الكلام بالمدارس السنية فى الاسلام .

 

مع ذلك فلا يشتغلون بعلم الكلام لذاته  بل لرد البدع دفاعا عن العقيدة الاسلامية لا تفصيلا لها باصول وفصول ومقدمات ونتائج . فالكلام الاسلامى من طبيعته جدال للدفاع عن العقيدة  لا عرض لها  مع ان الغزالى قد حدده ( تحقيق لعلم التوحيد ونضال عن دين الله تعالى ) .

 

لذلك لايصح الحوار مع اهل القرآن على اساس علم الكلام وعلى مقابلة الكلام الاسلامى بعلم اللاهوت المسيحى لان طبيعة الحوار هى عرض لاجدال .

 

 

 

 

مع اهل القرآن لايقوم الحوار الصحيح على اساس الصوفية الاسلامية

 

هو مذهب العلامة الكبير ماسنيون ومدرسته الحديثة الذين يعتبرون التصوف الاسلامى لقربه من المسيحية القنطرة الذهبية بين الاسلام والمسيحية . وفاتهم ان التصوف الاسلامى موضع شبهات  عند اهل السنة والجماعة منذ ظهوره حتى اليوم .

 

من هذه الشبهات انتساب الصوفية الى الامام على فى فهم القرآن فهما باطنيا قد لاينسجم فى نظر اهل السنة مع ظاهر الشريعة وقد اعلن ذاك الانتساب المشبوه ابن القارض فأن عليا فى نظرهم امام التصوف الاسلامى ( قابل جولد سهير-  العقيدة والشريعة فى الاسلام )  فعلى الصوفية لذلك شبهة شيعية  ونحن نسجل واقعا  ولا ندخل طرفا بين السنة والشيعة .

 

ومن هذه الشبهات ايضا قول الصوفية بالفيض الالهى وبوحدة الوجود , كما تقول بها الافلاطونية التى عمت الشرق قبل الاسلام . والقول بالفيض ينقض القول بالخلق -  والقول بوحدة الوجود ينقض القول بالتنزيه فى التوحيد . ومن قولهم فى ذلك : ( لم تكن روحانا فى الاصل سوى روح واحدة ) كذا كان ظهورى وظهورك ! فمن الخطل الكلام عنى وعنك ! فقد بطل فبما بيننا كلمة انا وانت (امالى القالى 2- 276 )

 

ومن هذه الشبهات ايضا شبهة الزهد الصوفى التى تقوم على فساد البشرية فى الانسان . والاسلام السنى لا يعترف بفساد فطرى فى الانسان كما تقول به المسيحية فى عقيدة ( الخطيئة الاصلية ) الموروثة عن آدم – والافراط فى الزهد على الطريقة الصوفية هو مذهب رهبانى ولا رهبانية فى الاسلام , كما يقول حديث شريف . والقرآن صريح فى اباحة الطيبات : (( ياايها الذين امنوا لاتحرموا طيبات ما احل الله لكم ! ولا تعتدوا -  امر الله-  ان الله لايحب المعتدين ! وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا , واتقوا الله الذى انتم به مؤمنون )) المائدة  90 و 91  فتحريم الطيبات على النفس اعتداء على شريعة الله .

 

ومن هذه الشبهات ايضا شبهة الحلول التى تتجلى فى شعر ابن القارض وابن العربى وقد بلغت ذروتها عند الحلاج الذى كان يقول فى شطحاته الصوفية : انا الحق والحق انا  !  ما فى الجبة الا الله !  سبحانى ما اعظم شأنى !  فكفروه وقتلوه مصلوبا .

 

ومن هذه الشبهات ايضا شبهة الوصال بالله والغناء فى الله . وهذا الهدف الصوفى يتعارض عند اهل السنة والجماعة مع التجريد والتنزيه فى التوحيد , فان الله (( يدرك الابصار ولا تدركه الابصار )) الانعام 103 

 

ومن هذه الشبهات شبهة شرب الخمر للاستعانة بها عند الصوفية على احداث النشوة الروحية التى تستهل الاتصال بالله لذلك هم يسمونها بنج الاسرار ومعروف تحريم الخمرة فى القرآن والسنة .

 

ومن هذه الشبهات تشبيه الحب الالهى بالغزل الحسى ( بتعابير حسية ) لذلك يأنف اهل السنة من هذا الغزل الصوفى الهجين . وكان ابن تيمية يشنع عليه ويصفه بالغزل الشهوانى لا الروحانى .

 

ومن هذه الشبهات شبهة رؤية الله فى هذه الدنيا ويسميها الصوفية ( الحقيقة )  اى رؤية ذات الله ومشهور الجدل الكلامى فى امكان رؤية الله فى الجنة : فكيف لايتورعون من القول بها فى هذه الفانية !

 

ومن هذه الشبهات أخيرا شبهة وحدة الاديان عند الصوفى كقول ابن العربى :

 

لقد صار قلبى قابلا كل صورة :               فمرعى لغزلان   ,    ودير  لرهبان

وبيت لاوثان  , وكعبة   طايف               والواح    توراة   , و مصحف   قرآن

ادين بدين الحب آنى توجهت               ركائبه , فالحب دينى  وايمانى  !

 

وهذا الدين الصوفى عند اهل السنة والجماعة يناقض قول القرآن : ((  ان الدين عند الله الاسلام  ))

وقد حاول الغزالى ان يحرر التصوف من تلك الشبهات ويعطيه صفة الشرعية  ويوطنه عند اهل السنة والجماعة .لكنه لم يفلح لان عقيدة وحدة الوجود وعقيدة الحلول كانت غالبتين على التصوف الاسلامى

فظل موضع شبهة قائمة لاتزول .

 

ومصير الحلاج الصوفى الكبير دليل على الخطل الاكبر فى اعتبار التصوف الاسلامى اساسا صالحا للحوار بين الاسلام والمسيحية . فالمرحوم الاستاذ ماسنيون يعتبره ( شهيد الاسلام )  بينما اهل السنة والجماعة اعتبروه كافرا فقتلوه .

 

لذلك لاتصح الصوفية اساسا للحوار الصحيح بين الاسلام والمسيحية .

 

 

 

 

مع اهل القرآن لايقوم الحوار على اساس التاريخ المقارن بين الاديان

 

كثيرون يتخذون من نشأة المسيحية والاسلام , ومن احوال السيرة والرسالة ما بين الانجيل والقرآن سبيلا الى الحوار فى مقارنة تاريخية وموضوعية .

 

ان علم مقارنة الاديان  جليل ومفيد فى ذاته لكنه لايصلح سبيلا الى الحوار المقبول . فكل ما يشتم منه رائحة الطعن فى النبوة والقرآن بأسم التاريخ , ينفر ولا يقرب , ويحمل المسلم الصحيح على التنكر لدين المسيح , من هذا السبيل القبيح , كذلك كل طعن فى الانجيل والمسيحية منقول عن الملحدين الذين لايؤمنون بالتنزيل والدين , هو طعن فى كل دين , مادام فى الدنيا دين .

 

وقد كانت الردود بين المسلمين والمسيحين قائمة حتى اليوم على هذا التاريخ المقارن بين الاديان . فالمسلمون يطعنون بصحة الاناجيل وصحة تعليم المسيحية ( الهية المسيح ) , والمسيحيون يطعنون بصحة القرآن والنبوة , تصريحا أو تلميحا من طرف خفى وهذا كله بأسم التاريخ المقارن

فهذا جدال الأخصام لا حوار الاخوان .

 

وبما انه لايمكن التجرد من التاريخ والواقع حتى اليوم , فقد أخذ كثيرون يقولون : ان الحوار بين الاسلام والمسيحية غير ممكن – وانهم لمخطئون إذا اعتمدت الأسس الصحيحة .

الصفحة الرئيسية