بحث ثالث

ان الحوار بين الاسلام والمسيحية ممكن على اساس الانجيل والقرآن

ان الحوار بين الاسلام والمسيحية ممكن على اساس الانجيل والقرآن , وهو مفروض بالقرآن والانجيل , متى صحت شروطه ,

 

 

 

 

ان الحوار بين المسيحية والاسلام  ممكن ومفيد

 

يقول كثيرون : ان تاريخ الصلات بين الاسلام والمسيحية حتى اليوم شاهد عدل على ان الحوار بينهما غير ممكن وعقيم . لكن فاتهم انه قام حتى اليوم , من فبل الفريقين , على أسس غير صحيحة, وعلى نوايا غير طيبة من كلا الفريقين .

 

ويقول بعضهم : ان بين المسيحية والاسلام اختلافا جوهريا ما بين التوحيد والتثليث , وبنوة المسيح لله والهيته . واستشهاد المسيح على الصليب . ناهيك عن القول بالتجسد مع التنزيه والتجريد فى التوحيد , والقول بالفداء للبشر بصلب المسيح او القول بالايمان وحده للخلاص , فالخلاص قدر وقضاء , ومنة وعطاء لاشفيع فيه ولا وسطاء .

 

ونحن لا ننكر ما فى تلك المواقف الجوهرية من تعارض . لكن الحوار على اساس قرآنى سمح , وعلى عرض انجيلى صحيح , يتخطى ظواهر الفروق الى بواطن الامور , والى ما بين الانجيل والقرآن من انتساب ونسب حتى وحدة الامة : (( وان امتكم هذه أمة واحدة  ))  المؤمنون 53 , الانبياء 62-  هو حوار مقبول ومرضى

 

وهو , على اساس العرض النزيه , مفيد لانه يبين النسب الأصيل بين  القرآن والكتاب , كما فى قوله  :

 (( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن-  الا الذين ظلموا منهم ( اى اليهود ) وقولوا  : امنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ))  العنكبوت 45 .

 

فلا جدال مع اهل الانجيل الا  بالحسنى , والحسنى هى الشهادة :

بان الاله واحد والتنزيل واحد والاسلام واحد

 

فالحوار ممكن ومفيد مهما قال المتشائمون , متى صحت شروط الحوار الصحيح .

 

 

ان الحوار بين الاسلام والمسيحية يصح على اساس الانجيل والقرآن

 

هذا ما رأيناه فى البحثين السابقين . فأهل الانجيل لايرضون بالحوار الا على اساس القرآن , واهل القرآن لايرضون الحوار الا على اساس الانجيل - والأمتان متفقتان على اساس الحوار الصحيح  .

 

ان القرآن دعوة كتابية لعرض التوحيد الكتابى المنزل على العرب . فهو يشرع للعرب دين ابراهيم وموسى وعيسى دينا واحدا بلا تفريق  ( الشورى 13 ) _  (( لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )) البقرة 136  , آل عمران 48  .

 

وهو جاء ليعلم العرب (( الكتاب والحكمة ))  اى التوراة والانجيل-  بحسب لغة القرآن-  البقرة 129 - 150

آل عمران 164  , الجمعة 2  .

 

ان القرآن أيضا دعوة نصرانية لاهل الكتاب انفسهم الى إقامة التوراة والانجيل – (( قل : يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل ))  المائدة 71  .

 

فالقرآن يدعو اولا للتوحيد الكتابى , ثم للمسيح وامه (( أية للعالمين )) – الانبياء92 , المؤمنون 53 . وهذا هو الجامع الاساسى للحوار الاسلامى المسيحى . وسنرى آن تكبيرات القرآن لبعض الفرق النصرانية  قد كفرتها المسيحية الصحيحة من قبله -  فليست المسيحية الصحيحة المسيطرة اليوم على العالم بالمقصودة في تكبيرات القرآن , وان وهم ذلك بعض المسلمين وبعض المسيحيين .

 

فصفة القرآن المتواترة انه (( تفصيل الكتاب )) الكتاب كله وتصديقه بين العرب . وهو يحاور الجميع بالكتاب الإمام لموسى ( الاحقاف 13  ,هود 17 ) والكتاب المنير لعيسى  (لقمان 20 , الحج  8 .

 

لذلك فالقرآن هو الاساس الوحيد الصحيح للحوار بين الاسلام والمسيحية .

الصريح- فى عرض صحيح على الانجيل .

 

 

 

 

ان الحوار بين الاسلام والمسيحية مفروض بالانجيل والقرآن

 

ان الانجيل والقرآن دعوة , وكل دعوة تدعو الناس للحوار , وكل دعوة من اصل واحد مثل كتاب الله هى دعوة للحوار الداخلى والنقد الذاتى قبل ان تكون للعالمين .

 

ودعوة المسيح فى الانجيل هى لجميع المؤمنين فى العالم (( رعية واحدة ))  يوحنا 10-17  . وختم رسالته قبل استشهاده بصلاة لوحدة المؤمنيين فى العالم , يوحنا 17  كله , وقبل رفعه الى السماء كانت كلمات المسيح الاخيرة الامر بالدعوة والحوار مع الخليقة كلها فى العالم أ جمع : (( لقد اوتيت كل سلطان فى السماء وعلى الارض : اذهبوا وتلمذوا جميع الامم )) متى 28 : 18  , (( ثم قال لهم ا ذهبوا فى العالم ا جمع وادعوا بالانجيل للخليقة كلها )) مرقس 16 : 15  .

فكيف لايكون الحوار مفروضا على اهل الانجيل مع اهل القرآن الذين يؤمنون معهم بالمسيح وامه (( آية للعالمين ))  الانبياء 92  ,  المؤمنون 53  .

 

والقرآن يشهد لنفسه : (( ان هو الا ذكرى للعالمين ))  الاعراف 90 (( الا ذكر للعالمين )) القلم52 (( ان هو  الا ذكر للعالمين ))  12: 104  , 38 : 87 , 81 : 27 .

 

ويوجه القرآن الدعوة للعرب بقوله : (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة , وجادلهم بالتى هى أحسن )) النحل 125  , لآن (( من الناس من يجادل  فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير )) الحج 8 ,لقمان 20 .

 

ويوجه الدعوة الى اهل الكتاب انفسهم : ((قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم )) آل عمران 64 _  والكلمة القرآنية السواء هى فى قوله (( ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى أحسن -  الا الذين ظلموا منهم-  وقولوا : آمنا بالذى أنزل الينا وأنزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ))العنكبوت 46 . فالقرآن يبنى الحوار مع اهل الكتاب عامة على وحدة الا له ووحدة التنزيل ووحدة الاسلام , ويبنيه مع اهل الانجيل خاصة على الايمان بالمسيح  انه ((كلمة الله القاها الى مريم وروح منه )) النساء 170  وهو بذلك مع امه  ((أية للعالمين )) .

 

فالحوار بين الاسلام والمسيحية مفروض بالانجيل والقرآن على المسلمين والمسيحيين (( بالحكمة والموعظة الحسنة ))  فهو جدال (( بالتى هى احسن ))  اى حوار آخوى _  بهدى وعلم و كتاب منير  للوصول الى كلمة سواء

الصفحة الرئيسية