خامسا : إنفراد المسيح بالرفع الى السماء من دون العالمين
بذكر القرآن فى لغته رفع السماوات بغير عمد الرعد2 ورفع الطيور وأشياء آخرى
البقرة 65 النساء 153 ورفع الناس بعضهم من فوق بعض الأنعام 165 ورفع بعض الأنبياء
درجات البقرة 253
ويخص القرآن محمدا بهذه الكلمة الوحيدة فى لغة الرفع : ورفعنا لك ذكرك
الإنشراح 4 وبديهي أن رفع الذكر لا يعنى رفع الشخص الى غير الأرض كما تدل أيضا
قرائن السورة كلها .
وادريس ( هو أخنوخ فى الكتاب ) كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا مريم 57
وهو رفع فوق الأرض لا يحدد القرآن مكانه ولا زمانه ولا كيفيته .
واختص القرآن المسيح بالرفع الى السماء الى الله نفسه من دون العالمين
والمرسلين أجمعين .
إذ قال يا عيسي إنى متوفيك ورافعك إليّ آل عمران 55
وما قتلوه يقينا , بل رفعه الله إليه النساء 157
وظاهر الكلام إن الرفع إلى الله كان عقب وفاة المسيح , قتله اليهود شبهة ,
أم أنه لم يقتلوه يقينا .
ومكان الرفع هو فى النصين رفع إلى الله تعالى نفسه والمسيح وحده من دون
المخلوقين أجمعين رفعه الله إليه حيا .
قال الرازى فى تفسيرهما : رفع عيسي ثابت بهذه الآية النساء157 ونظيرها قوله
فى آل عمران : رافعك إلىّ ودل ذلك على أن رفعه إليه أعظم فى باب الثواب من الجنة
ومن كل ما فيها من اللذات الجسمانية وهذه الآية تفتح علينا باب معرفة السعادة
الروحانية .
واختصاص الله المسيح برفعه حيا خالدا الى السماء , الى قرب الله , من دون
العالمين والمرسلين أجمعين بينما جميعهم ينتظرون يوم يبعثون , برهان على سمو رسالته
على الرسالات كلها وعلى سمو شخصيته على المخلوقين أجمعين .
وكما أن الله خص عيسي ابن مريم فى تكوينه بروح منه تعالى هو كلمة اللة النساء 170 خصه فى مصيره وخلوده حيا فى السماء لدى الله بميزة تدل على سمو شخصيته على المخلوقين أجمعين . والملائكة المقربون هم حول العرش أما المسيح فهو مع الله ( رافعك إلىّ , رفعه الله إليه ) وهذا الرفع الفريد فى القرآن تفضيل لرسالته على كل الرسالات وتمييز لسمو شخصيته على العالمين أجمعين .