ما بين القرآن وما بين الكتاب والانجيل انتساب ونسب

القاعدة الخامسة عشرة في الحوار الإسلامي المسيحي

ثانيا : انتساب القرآن إلى الانجيل وأهله على التخصيص

فالقرآن ينتسب بنوع خاص إلى الانجيل وأهله وما القرآن بعد رسالة التوحيد سوى دعوة للمسيح بين العرب وضد اليهودية الظالمة بكفرها بالمسيح وما تنكر اليهود للقرآن ونبيه

 إلا لدعوتهما للمسيح .

محمد يؤمر بأن ينضم إلى المسلمين النصارى

وهو تصريح القرآن القاطع : وأمرت أن أكون من المسلمين  النمل 91 لأن المسلمون موجودون قبله

 وهو ينضم إليهم وأن أكون من المسلمين هو تعبير يدل على الموحدين أجمعين المؤمنين بالتوحيد الكتابي المنزل وهو على الخصوص اصطلاح قرآني يعنى النصارى من أهل الكتاب

 لا اليهود الظالمين العنكبوت 46 ويؤيده : أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة  ......  أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده  الأنعام 90

فعلى محمد أن يقتدى بهدى الكتاب والحكمة أي التوراة والانجيل كما رأينا لذلك جاء القرآن نفسه هدى وبشرى للمسلمين النصارى كيف يجيب القرآن : قل نزله روح القدس أي جبريل من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهد وبشرى للمسلمين النحل 103

 والذين آمنوا كناية عن جماعة محمد وهو يميزهم عن المسلمين تمييزا صريحا والعاطف ليس فقط عطف بيان وبعد انضمام محمد إلى النصارى المسلمين فصل لهم التوراة والانجيل قرآنا عربيا وهكذا يدعو محمد بدعوتهم .

القرآن يشهد بشهادة أولي العلم المقسطين للإسلام  

محور القرآن وشهادته الكبرى هما : شهد الله أنه لا إله إلا هو .................وما اختلف الذين أوتوا الكتاب أي اليهود إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم آل عمران 18- 19

ورأينا أن العلم على التخصيص هو العلم المنزل في الكتاب و أن أولي العلم مرادف لأهل الكتاب ويقسم القرآن أهل الكتاب وأولي العلم إلى يهود ظالمين ونصارى مقسطين ومحسنين  والنصارى هم أولوا العلم المقسطون الذين يشهدون مع الله وملائكته : أن الدين عند الله هو الإسلام لذلك غختلف الذين آوتوا الكتاب من اليهود وأخذوا يضطهدون النبي العربي ويقتلون النصارى الذين يأمرون بالقسط من الناس كما كانوا : يقتلون النبيين بغير حق آل عمران 21

فالقرآن يشهد للإسلام بشهادة النصارى أولي العلم قائما بالقسط

الإسلام هو ما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم

يدعو القرآن إلى إسلام الكتاب والانجيل معا بدون تفريق بين كتب الله وأنبيائه والتوحيد بين موسى وعيسى هو ميزة هذا الإسلام :

قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم المائدة 71 وصحة الإسلام تقوم على عدم التفريق آل عمران 84- 85

   جاء القرآن يعلن أن قبول المسيح والانجيل

 هو شرط لصحة الإسلام وهو انتساب صريح إلى الانجيل وأهله .

هذا الإسلام هو الدين الذي شرعه الله للعرب

أي دين يحمل القرآن للعرب ؟ وهل يأتي بدين جديد ؟

أن دين القرآن هو دين موسى وعيسى بلا تفريق بينهما : شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا .............أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه الشورى 13

وما وصي به الله نوحا وإبراهيم انتهى إلى موسى ونزلت به التوراة  وما نزل مع عيسى هو الانجيل والذي يشرعه القرآن للعرب هو دين موسى وعيسى دين التوراة والانجيل دينا واحدا بلا تفرقة ولا تفريق

 وعدم التفريق هو أمر الله وهذا ما شرعه الله في القرآن فلا يكونن مسلما صحيحا من لا يقيم دين عيسى والانجيل

فهل فطن أهل القرآن إلى هذا الإسلام الصحيح ؟ وهل تراهم يعملون بأمر الله ؟

فالقرآن يدعو إلى الانجيل

·   تتصدر القرآن في ترتيبه الحالي هذه الآيات : ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ..... الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبلآخرة هم يوقنون . أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون البقرة 1- 5 

·   ويخبرنا القرآن أن ذلك الكتاب ويتلوه محمد على مسامع العرب هو هدى للمتقين وتعبير المتقين اصطلاح متواتر في القرآن عن أهل الكتاب ومنهم المهتدين من الأمميين ومن ضمنهم العرب والكتاب قبل القرآن هدى للمتقين الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك فلا هدى لأهل القرآن بدون الكتاب .

·   وما جاء مجملا في البدء ينص على تخصيصه في الختام : وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين المائدة 49

·   وفي هذا النص صار المتقين تعبيرا خاصا بجماعة محمد والقرآن ويظهر الانجيل هنا محورا للتنزيل : فهو مصدق لما بين يديه من التوراة وكرره مرتين وهو في الوقت نفسه : هدى وموعظة للمتقين من العرب جماعة محمد و قوله : هدى ونور نجده  صدى لقول المسيح في الانجيل : أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام والانجيل وهو هدى ونور في ذاته دعوة لجماعة محمد بنوع خاص لأنه هدى وموعظة للمتقين والقرآن يدعو بذلك للانجيل .

·   والقرآن يجادل الناس في الله بالانجيل الكتاب المنير : ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير الحج 8 يكرره  في لقمان ويضيف : ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى 20 و 22

·   والعروة الوثقي للإيمان والدين هي إسلام الوجه لله وهو محسن وهذا التعبير اصطلاح قرآني والمحسنون صفة للمسلمين قبل القرآن النحل 103 ولقمان 3 والأحقاف 12 ورأينا قبلا أن المسلمون المقسطون المحسنون في اصطلاح القرآن هم النصارى .

·   والإسلام على طريقة النصارى  هو العروة الوثقى في الدين والعلم والهدى موجود في الكتاب المنير الانجيل الذي معهم .

·   والإحسان في الإسلام المبني على الانجيل الكتاب المنير هو دعوة القرآن الكبرى بعد دعوة التوحيد .

والقرآن يدعو إلى المسيح

·   اختلف أهل الكتاب من بني إسرائيل إلي يهود ونصارى بسبب كفر اليهود بالمسيح عيسى ابن مريم امام إيمان النصارى بالمسيح بواسطة تلاميذه الحواريين .

·   وجاء القرآن انتصارا للنصارى على اليهود في هذا الخلاف : إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون النمل 76 وما اختلفوا إلى يهود ونصارى إلا في المسيح والانجيل فالقرآن شهادة ودعوة للمسيح .

·   تلك هي الطريقة في أمر الدين التي جعل الله عليها محمدا : ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون  الجاثية 15- 17 وتعبير الكتاب والحكم والنبوة مرادف لقوله : التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم  المائدة 71 

·   ولما جاءهم عيسى بالبينات قال : قد جئتكم بالحكمة أي الانجيل  الزخرف 62 فبواسطة الانجيل  آتيناهم بينات من الأمر أي أمر الدين قاله الجلالان واختلف اليهود من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وصار النصارى منهم أولي العلم على سبيل التخصيص وكانوا على بينات من الأمر في أصول الدين المنزل ولمل جاء محمد : جعلناك على شريعة من الأمر أي على طريقة من أمر الدين  الجلالان

·   ووحدة التعبير تدل على أن الله تعالى جعل محمدا على طريقة من أمر الدين تلك التي عليها النصارى الذين يؤمنون بالكتاب كله الكتاب والحكم والنبوة وعليه اتباع طريقة النصارى هذه لا سبيل اليهود المخالفين ولا أهواء الذين لا يعلمون وهم المشركون

·   فالقرآن يؤمن بالمسيح والانجيل ويدعو إليهما ومن له أذنان للسمع فليسمع دعوة القرآن والكتاب المقدس

والقرآن يعلم العرب الكتاب والحكمة أي التوراة والانجيل

·   ودعوة القرآن للانجيل تأتي من خلال دعوته العامة للكتاب والحكمة البقرة 129 آل عمران 164 ويعلمكم الكتاب والحكمة  البقرة151

·   والتعبير نفسه يعني التوراة والانجيل كما تعلمها عيسى من الله  : ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل آل عمران 48  وإذ قال الله : يا عيسى ...... علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل المائدة 113

·   والتوراة والانجيل عطف بيان على الكتاب والحكمة لأن الحكمة هي الانجيل : ولما جاء عيسى بالبينات قال : قد جئتكم بالحكمة الزخرف 62

·   والقرآن بعد أن يذكر الكلمات العشر بصيغة إنجيلية الإسراء 23- 38 يختم بقوله : ذلك مما أوحي إليك ربك من الحكمة  البقرة 231

·   والقرآن يعلم العرب الكتاب والحكمة التوراة والانجيل لأن فيهما دين موسى وعيسى الذي شرعه الله للعرب  الشورى 13 وبما أن الله جعل محمد على شريعة من الأمر فهو يعلم العرب الانجيل خصوصا وهو يقتدي في ذلك بهدى أهل الكتاب والحكمة والنبوة النصارى أهل الانجيل .

محمد يقتدي بهدى أهل الكتاب والحكمة والنبوة

·   يعلم القرآن العرب الكتاب والحكمة ولكن على شريعة من الأمر هي هدى أهل الكتاب والحكمة والنبوة وهي طريقة النصارى الأنعام 89- 90  والنصارى وحدهم أقاموا الكتاب والحكمة أي التوراة والانجيل معا ومحمد يؤمر صراحة بالاقتداء في دعوته القرآنية بهداهم وأن ينضم إليهم ويتلو قرآن الكتاب بتلاوتهم  النمل 89 – 90

·   والقرآن في ذلك : يقتدي بهدى أولئك النصارى لأنهم أهل الكتاب والحكمة والنبوة

وجاء القرآن انتصارا للنصارى على اليهود في هذا >محمد مع هؤلاء النصارى أمة واحدة

·   إن النبي العربي والذين آمنوا معه من المتقين العرب هم أمة واحدة مع النصارى لأنهم مؤمنون بالمسيح وأمه آية للعالمين ويختم ذكر أنبياء الكتاب : والتي .......... هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون الأنبياء 91 ويختم ذكرهم بالشهادة عينها المؤمنون 51- 53

·   والنصارى على خلاف اليهود وحدهم يؤمنون بالمسيح وأمه آية للعالمين ومحمدا مع هؤلاء النصارى هم أمة واحدة .

وعليه فالقرآن انتصار للنصرانية على اليهودية

·   انقسم بنو إسرائيل إلى يهود ونصارى وكلا الفريقين كان يسعى لهداية العرب إليه وجاء القرآن انتصارا للنصرانية الطائفة التي آمنت بالمسيح من بني إسرائيل على اليهودية في الجزيرة العربية وهذا هو سر القرآن وبنص صريح واضح  وقاطع  في الصف 14

·   والطائفة المؤمنة بالمسيح من بني إسرائيل ليسوا غير النصارى ويعلن القرآن تاييده : فأيدنا الذين آمنوا من بني إسرائيل بالمسيح على عدوهم اليهود فأصبحوا ظاهرين غالبين

·   وهكذا انتصرت النصرانية تحت اسم الإسلام على اليهودية في الجزيرة العربية -  والجلالان يحرفان المعنى بنقله إلى الاختلاف بين النصرانية الإسرائيلية والمسيحية الأممية : ولا أصل في النص لهذا التخريج.

·   والنصرانية تعتبر شيعة بالنسبة إلى السنة المسيحية والأصل بينهما واحد في الإيمان بالمسيح والانجيل والقرآن يعد انتصارا لهذا الإيمان بالمسيح والانجيل .

لذلك يمنع القرآن الجدال مع النصارى ويأمر بالتسليم معهم

·   وشرعة الحوار مع النصارى في كل جيل ومن كل أمة : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ................... وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون  العنكبوت 46

·   ربما يصح الجدال مع الظالمين بغير الحسنى أما مع النصارى  فلا مكان إلا للحسنى والحسنى تعني أيضا التسليم أن الإله واحد والتنزيل واحد والإسلام واحد .

·   وهذا التسليم مفروض على المسلمين لأن النصارى عندهم علم الكتاب ويكتفي القرآن بهم شهداء لله الرعد 45 والقرآن آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم النصارى وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون أي اليهود العنكبوت 49

·   فما بين أهل القرآن وأهل الانجيل وحدة الإله ووحدة التنزيل والكتاب ووحدة الإسلام وفي انتساب القرآن وأهله إلى المسيح والانجيل على شريعة من الأمر وهي النصرانية تلك هي العروة الوثقى البقرة 156 ولقمان 22

·   ذلك ضرورة في قيام وفي كيفية الحوار بين الإسلام والمسيحية وشرعة هذا الحوار الواجب أن يكون بالحسنى والحسنى تقوم على التسليم مع أهل الانجيل : أن الإله واحد والتنزيل واحد والإسلام واحد .

وتلك تبقى القاعدة الكبرى والعروة الوثقى في أسس الحوار الإسلامي المسيحي

وهذه هي القاعدة الخامسة عشرة في الحوار الإسلامي المسيحي

 

الصفحة الرئيسية