الفارقليط في الانجيل

 في الانجيل بحسب يوحنا الذي تقودنا إليه السيرة

بن هشام الفارقليط تعني أحمد ولا أوصاف الفارقليط فيه يمكن أن تعني محمداأو يشرا على الإطلاق

 وفي توحيد السيرة نقلا عن الانجيل بين الفارقليط والروح القدس ما كان يغنيهم عن ورطتهم الانجيل يقول الروح القدس على العلمية وسنرى معناها في الانجيل والقرآن ليجعل روح القدس جبريل  النحل 103   البقرة  92  وكيف يكون الفاراقليط روح القدس جبريل  النبي أحمد  ؟  وكيف خفي هذا عن أهل السيرة وأهل التفسير ؟

وكيف يمكن لعاقل اليوم أن يدعي بأن أحمد هو الفاراقليط روح القدس ؟ أكان ذلك بحسب قرأءة القرآن أم بحسب قرآة الانجيل ؟

والواقع الانجيلي فيه مسألة أثرية ومسألة موضوعية 

المسألة الأثرية :

أن المخطوطات الكبرى التي ينقلون عنها الإنجيل والموجودة في المتاحف  الشهيرة وهي من القرن الرابع الميلادي  قبل القرآن بمأتي سنة ونيف

وكل المخطوطات قرأت الفاراقليط  الباراقليطس أى المعين وبعضهم ترجم المُعزي  المحامي المدافع – ولم يقرأ مخطوط على الإطلاق أي محمود الصفات . أحمد الأفعال . وكثير الحمد

لكن في نقل الكلمة اليونانية بحرفها  إلى العربية  برقليطس ضاعت القرأءة اليونانية الصحيحة وجاز تحريف المعنى الي أحمد  فقولوا الانجيل  ما لم يقل  وقد حاول تقويم  التحريف الذين   قرأوا  فارقليط  القريب في مخرجه من مطلع الحرف اليوناني

فليس في الحرف اليوناني الصحيح الثابت في جميع المخطوطات من أثر لقراءة تعني  أحمد

المسألة الموضوعية :

كذلك ليس في أوصاف الفاراقليط في الانجيل ما يصح أن ينطبق على مخلوق فكيف يطبقونه على  بشر رسول ؟

في حديث أول قال يسوع : و أنا أسأل الآب فيعطيكم فارقليط آخر ليقيم معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يراه ولا يعرفه أما أنتم فتعرفونه  لأنه يقيم معكم ويكون فيكم يوحنا 14 : 16 – 17

تلك الأوصاف تدل على إلهية الفارقليط :

الفارقليط يقيم مع تلاميذ المسيح إلى الأبد وليس هذا في قدرة مخلوق

الفارقليط هو روح الحق اى روح الله وهو أيضا روح المسيح لأن المسيح وصف نفسه الحق  يو 14 : 6  فهو روح الله ورح الحق ومن الكفر نسبة هذه المصدرية إلى مخلوق

الفارقليط يتمتع بطريقة وجود الله في كونه وعالمه  الوجود الخفي لذلك لا يستطيع العالم أن يراه – ومن  الكفر نسبة تلك الصفة إلى بشر الفارقليط يتمتع بسعة الله وروحانيته في إقامته في نفوس المؤمنين

يقيم معكم ويكون فيكم – ومن الكفر إسناد هذه الصفة لمخلوق

وكيف يكون الروح القدس الفارقليط النبي أحمد ؟؟  أو اى بشر رسول . أو أي مخلوق ؟

ومنة ناحية آخرى فإن الفارقليط الروح القدس يبعث إلى الحواريين الذين يخاطبهم المسيح مسليا لهم في رفع المسيح عنهم إلى السماء فكيف يكون الفارقليط أحمد الآتي بعد ستمائة سنة للعرب ؟ !

فكل القرائن اللفظية والمعنوية تدل على أن الفارقليط لا يمكن أن يكون بشرا ولا مخلوقا وصفاته الإلهية وخلوده وعمله في المسيحيين آلي الأبد براهين ساطعة على ألهيته

في حديث ثاني  يقول يسوع قلت لكم هذه الأشياء وأنا مقيم معكم الفارقليط الروح القدس الذي سيرسله الآبي بإسمي  فهو الذي يعلمكم كل شئ ويذكركم بجميع ما قلت لكم  يوحنا 14 : 25 –26

هنا يسمى الفارقليط باسمه المتواتر الروح القدس لاحظ التعبير المطلق على العلمية : فهو الروح على الإطلاق – وهذه صفة إلهية وصفة القدس تنزيه له عن المخلوق لأن القدس في لغة التوراة والإنجيل والقرآن كناية عن الله بصفة التجريد والتنزيه ولا حظ الفرق العظيم مع التعبير القرآني روح القدس مرادفا لجبريل وهنا إضافة للتشريف لا للمصدرية إنها تسمية ما بين الإنجيل والقرآن على طريقة المشاكلة لا على طريقة المقابلة  وبما أن روح القدس هو جبريل في القرآن فقد كفر بمحمد نفسه من جعل محمدا  الملاك جبريل روح القدس الفارقليط

هذا في ذات الفارقليط وفي صفاته يقول : إن الفارقليط

يرسله الله بأسم المسيح

 – وهل أرسل أحمد بأسم المسيح ؟

إن الفارقليط يعلم الحواريين كل شئ – وهل تخطى أحمد الزمن وظهر للحواريين يذكرهم جميع ما قاله المسيح لهم ؟

الفارقليط يعلم الرسل كل شئ  هذا هو العلم الرباني وسعته الإلهية – فهل ينطبق هذا على بشر ؟ أم على مخلوق ؟

وذات الفارقليط وصفاته تمنع من أن يكون أحمد الرسول البشر – إن مصدر الفارقليط الإلهي وعمله الإلهي أسمى من المخلوق ورسالته تتمة لرسالة المسيح وهي مخصوصة برسل المسيح والمسيحية

 في حديث ثالث قال : ومتى جاء الفارقليط الذي أرسله إليكم من لدن الآب روح الحق الذي ينبثق من الآب فهو يشهد لي وأنتم أيضا تشهدون بما أنكم معي منذ الإبتداء  يوحنا 15 : 26

 هذه الآية تعلن مباشرة إلهية الفارقليط : إنه ينبثق من الآب أى من ذات الآب والتعبير ينبثق ينفي الصدور بالخلق

فهو روح الحق يصدر من ذات الآب  في ذات الآب لذات الآب

 وبما أن الحق هو أيضا المسيح نفسه فصفته روح الحق تدل على صدوره أيضا من المسيح بصفة كونه الحق مع الله أى كلمة الله

ودليل صفته المصدرية بالمسيح كلمة الله كون المسيح هو الذي يرسله من لدن الآب : أرسله لكم من لدن الآب

فالفارقليط روح الحق الذي ينبثق من الآب هو روح الله الآب والمسيح الكلمة في آن واحد ومن الكفر نسبته إلى مخلوق

ورسالته هي الشهادة مع الحواريين للمسيح : فهل كان أحمد يشهد مع الحواريين في زمنهم للمسيح ؟

وفي حديث رابع يقول : إني أقول لكم الحق : إن في إنطلاقي لخيرا لكم وإن لم أنطلق لا يأتيكم الفارقليط و أما متى إنطلقت فإني أرسله لكم ومتى جاء فهو يفحم العالم على الخطيئة وعلى البر وعلى الدينونة  فعلى الخطيئة لأنهم لم يؤمنوا بي وعلى البر لأني منطلق إلى الآب ولا تروني من بعد وعلى الدينونة لأن زعيم هذا العالم قد دين يوحنا 16 : 7 – 11

يسلي المسيح حوارييه ببعثه الفارقليط إليهم ويربط بين رفعه إلى السماء وبين بعثه الروح الفارقليط  فهل من رابط شخصي أو زماني أو مكاني أو حياتي  أو رسولي بين رفع المسيح وبعثة محمد ؟؟  وهل يصح أن ينطبق ذلك على أحمد بعد مئات السنين ؟

ورسالة الفارقليط الذي لا يستطيع العالم أن يراه هي رسالة روحية فلا يصح بحال أن تنسب إلى أحمد ورسالة الفارقليط هي تتمة متلاصقة لرسالة المسيح وليست هكذا بعثة  أحمد

ورسالة الفارقليط هي الشهادة للمسيح وحده  فهو يفحم العالم على الخطيئة لأنه لم يؤمن بالمسيح و يفحم العالم  بصحة الإيمان بالمسيح  وإن رفع إلى السماء

و يفحم العالم  بنصر المسيح على إبليس زعيم هذا العالم الذي رفع المسيح سلطان إبليس عنه وهذه رسالة لا يمكن أن يقوم بها أحمد  و لا أى رسول بشر !

في حديث خامس يقول أخيرا : وعندي أيضا أشياء كثيرة أقولها لكم غير أنكم لا تطيقون حملها الآن  ولكن متى جاء هو روح الحق فأنه يرشدكم إلى الحقيقة كلها لأنه لا يتكلم من عند نفسه بل يتكلم بما يسمع ويخبركم بما يأتي إنه سيمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم جميع ما هو للآب هو لي من أجل هذا قلت لكم إنه يأخذ مما لي ويخبركم يوحنا 16 : 12 – 15

 علم الفارقليط إلهي

 : هو يرشد رسل المسيح إلى الحقيقة كلها

 ويخبرهم بما يأتي – فهل يستطيع أحمد هذا مع حواريي المسيح ؟ وهو لا يعلم الغيب

علم الفارقليط إلهي أيضا في مصدره : ومصدره هو العلم الواحد بين الله الآب والمسيح كلمته – فهل يستمد أحمد علمه كما يستمد ذاته من الله الآبي نفسه ومن كلمته ذاته ؟

وعمل الفارقليط الإلهي يتم مع صحابة المسيح أنفسهم : فهل كان أحمد فوق الزمان المكان مع صحابة المسيح ؟

وفصل الخطاب : أن ذات الفارقليط الروح القدس إلهية وصفاته إلهية وأفعاله إلهية – تلك هي شهادة النصوص الخمسة في الفارقليط أليس من الكفر القول أن الفارقليط في الانجيل هو أحمد ؟

ولا تصح هنا أيضا فرية تحريف الانجيل لآن تلك النصوص الخمسة مكتوبة على الرق محفوظة إلى اليوم من قبل القرآن بمئتي سنة ونيف – فهي شهادة تاريخية – إن لم نقل منزلة – على إلهية الفارقليط الروح القدس فمن الكفر تطبيقها على أحمد الرسول البشر

إن ذكر أحمد لا أصل له  لفظا و لا معنى في الانجيل

خلاصة ما تقدم : أن كلمتي النبي الأمي و أسمه أحمد هما من متشابهات القرآن وهما يتيمتان فيه لا تؤيدهما نصوص أخرى كعادة القرآن في تعليمه و بيانه

وقرائن النصوص القريبة والبعيدة تدل جميعها على أن كلمتي النبي الأمي و أسمه أحمد هما مقحمتان على القرآن من زمن تدوينه ولم يكن الجامعون للقرآن بمعصومين لمعرفة الصحيح من الدخيل والإتهام هنا موجه إلى جمع القرآن لا إلى تنزيله

وإسقاط تلك الكلمتين من القرآن لا ينقص منه شيئا ولا يطعن في صحة القرآن وحفظه  ولا يبدل من موقف القرآن تجاه التوراة والانجيل شيئا – فوجودهما أو إسقاطهما لا يغير شيئا في الحوار المطلوب

وهل يبنى حوار صحيح على كلمتين  متشابهتين مشبوهتين ؟  

وتلك هي القاعدة السادسة عشرة في الحوار  الإسلامي المسيحي

الصفحة الرئيسية