خامسا : صفات القرآن الموضوعية دليل ذاته

هناك سبع صفات تحدد صلة القرآن الموضوعية بالكتاب

         القرآن العربي هو تعليم العرب الكتاب والحكمة أي التوراة والانجيل وقد فصلنا ذلك من قبل – وهو يعلمهم

الكتاب والحكمة لأن فيهما الدين الذي شرعه للعرب دين موسي وعيسي معا بلا تفرقة الشورى 13 .

وهو يجادل العرب بعلم وهدى وكتاب منير الفرقان 20  الحج 8 -  ومع الكتاب المنير يجمع القرآن العربى

العلم والهدى . والهدى في اصطلاحه ما آتي الله موسي : ولقد آتينا موسي الهدى 40 : 53 وهو أيضا كناية عن علم الكلام المبني عليه والعلم كناية عن التنزيل الانجيلي والكلام المبني عليه وبحسب اصطلاح النصاري من بني إسرائيل .

والقرآن العربي يجادل العرب بالكتاب المنير ثم بكلام الهدى وبكلام العلم المبنيين عليه : بعد الذي جاءك من العلم 2 : 120 , 3 : 61

وهناك تعبير آخر يشبهه : أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله 48 : 28 , 61 : 9 , 34

فالهدى ودين الحق مرادف للهدى والعلم . ففي القرآن كلام الهدى وكلام العلم مع الكتاب المنير

في القرآن العربي : ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك فصلت 41  لذلك فقد جاء بلاغا من الله ورسالاته الجن 23  فهو بلاغ من رسالات الله قبله فمع الكتاب بلاغ من الرسالات المبنية عليه  

ولقد أنزلنا اليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين النور 34 ففي القرآن العربي آيات مبينات لكتاب الله وفيه أيضا قصص الذين خلوا من قبلهم من أهل الكتاب ومن العرب أيضا وذلك كله موعظة للمتقين من العرب

ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم الحجر 87 لقد تعددت الأقوال والروايات في المثاني السبع  وروى أنها الفاتحة ولكنها من القرآن نفسه وتمييزها عنه يقتضي معنى آخر وقال بعضهم أنها السور السبع الطوال وهي أيضا من القرآن فلا يصح تمييزها لولا معناها المستقل

وعندنا أن التعبير القرآني من اصطلاح أهل الكتاب : فالقرآن العظيم هو الكتاب  نفسه يعبرون عنه بحرف مقرا ولفظ المثاني معدول عن المشنه العبرية وهي كتاب السنة تفصيل كتاب الله

ففي القرآن العربي قرآن الكتاب مع سبع من السنة كالقصص السبع التوراتية فيه ينقلها كما ترويها السنة في التلمود لا كما ترويها التوراة -  والقرآن العربي تفصيل من الكتاب والسنة

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان  البقرة 185 -  كان القرآن في اصطلاح أهل الكتاب كناية عن الكتاب نفسه وهكذا ورد في القرآن العربي . وكان الفرقان عندهم كناية عن التفسير المتواتر بالحديث والسنة عن الآباء وفي التلمود كتاب فرقة أبوت أي فرقان الآباء أي تفصيلهم الكتاب وكان الفرقان عندهم كلام الله المنقول بالسماع لذلك جاء : آتينا موسي الكتاب والفرقان البقرة 53

فكما آتينا موسي وهارون الفرقان  الأنبياء 48 كذلك نزل على عبده الفرقان 25 : 1 مع قرآن الكتاب

ففي القلرآن العربي بينات من الهدى والفرقان أي من القرآن والفرقان وهو الكتاب والتفسير بالحديث

فكل تلك الصفات تدل على مدى الصلة الموضوعية القائمة بين القرآن العربي والكتاب الإمام مع الكتاب المنير والقرآن العربي فيه على غرار المثل الذي يفصله من الفرقان والمشنة وكلام الهدي وكلام العلم ومن قصص الماضي – وهذا هو سبب الفوارق الظاهرة بين القرآن والكتاب مع أن القرآن  تفصيل الكتاب

وذلك عن طريق تفصيل المثل الذي شهد به الشاهد النصراني من بني إسرائيل .

وهناك صفة سابعة : القرآن العربي بشرى

 يمتاز بهذه الصفة المتواترة  : هدى وبشرى للمؤمنون البقرة 97 , النمل 2  ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينزر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين الأحقاف 12

قل نزله الروح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين النحل 102  ولنلاحظ التمييز بين جماعة محمد الذين آمنوا والمسلمين   

في اصطلاحه : الذين آمنوا كناية عن المتقين من العرب جماعة محمد والذين ظلموا مقرونة بالمحسنين كناية عن اليهود والنصارى وبتمييزه بين الذين آمنوا  وبين المسلمين يكون المسلمين كناية عن النصارى المحسنين

وفي اصطلاحه أيضا الهدى كناية عن كتاب موسى التوراة وتعبير البشرى إنما هو ترجمة حرفية للفظ الانجيل

فالقرآن العربي كما هو بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين من العرب آل عمران 138 كما هو إنذار لليهود الذين ظلموا وبشرى للنصارى المحسنين الأحقاف 12

هو أيضا تثبيت للذين آمنوا من جماعة محمد وهدى وبشرى للمسلمين أي بحسب اصطلاحه توراة وانجيل للمسلمين النصارى

ومن صفات القرآن العربي ومن أهدافه أنه توراة وانجيل للمسلمين النصاري كما كان المثل الذي شهد به أحد علمائهم الأحقاف 10

وسر القرآن في عرف القرآن نستبينه من آيتين

الأولى : شهد شاهد من بني إسرائيل على مثله الأحقاف 10 فمثل القرآن موجود مع النصارى من بني إسرائيل وهذا المثل هو القرآن الذي يفصله القرآن العربي

الثانية : في هدف الدعوة القرآنية  يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسي ابن مريم للحواريين : من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون : نحن أنصار الله  فآمنت طائفة من بني إسرائيل  وهم النصارى }  وكفرت طائفة وهم اليهود }

فآيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين  الصف 14 وجائت الدعوة القرآنية تأييدا للنصرانية على اليهودية في الجزيرة العربية  حتى النصر المبين  بعد دعوة العرب للتوحيد الكتابي

تلك  هي غاية الدعوة القرآنية : وهي من أساس قيامها تأييد لأهل الانجيل - هذا هو القرآن في عرف القرآن

تلك هي القاعدة الثامنة عشرة في الحوار المسيحي الإسلامي