ومن مشكلات الفواصل كقوله:
أن تعذبهم فإنهم عبادك، وان تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم" فان قوله ( وان تغفر لهم) يقتضي ان تكون الفاصله (الغفور الرحيم)، وكذا نُقلت عن مصحف أبّي وبها قرأ ابن شنبوذ." المرجع: الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ( 2: 103)
تنبيه:
لاحظوا
ان الجملة
تغيرت عن ما كان في مصحف أبّي!
الهذا
السبب
يقولون...."...فإن
القرآن لا تنقضي
عجائبه"!!!
وفي الجملة ان
اسلوب القرآن في التعبير عن افكار الانبياء والمرسلين
او
الاقوام
لا
يشاكل الواقع،
وانما يمشي على
وتيرة
واحدة...والحوار
فيه انما يمثل أكثر من كل شيء
الدعوة
الاسلامية
ونفسية
محمد
ص.
" (1)
وفي هذا الطور (الثالث: الحواميم) يشعر القارىء بأن هناك شخصية مختفية وراء هذه الاسماء المبهمه العامة، وان موضوعات الحوار هي التي تعنى بها هذه الشخصية" " ومعنى ذلك ايضا ان القرآن كان لا يساير نفسية المتحاورين بقدر ما يساير نفسية محمد ص. ونفسية معاصريه" (2)
المراجع:
1) محمد
خلف الله: الفن
القصصي في القرآن الكريم 239-241
2) محمد خلف
الله: الفن
القصصي
في القرآن
الكريم 245
بلغة
ابسط: " الحوار
في القرآن، انما يمثل
أكثر
من كل شيء
الدعوة الاسلامية ونفسية محمد " في اشخاص القصة وأحداثها!!!
من
غريب القرآن او
معجزته كما يقول
المسلمون
او تعجيزه كما
اصاب الاخ فيصل ان ترى المعاني تختلط علينا لأجل مراعاة
الفاصلة
, اي القافيةو
فترى اللغة تحرف مخالفة للأصول لجل مراعاة الروي والايقاع ,
والامثال
على ذلك عديدة :
لماذا يقدم
القرآن ما هو متاخر في الزمان , نحو :"
فلله
الآخرة والأولة
" ؟؟؟(النجم 25) ولولا مراعاة القافية لقدم الاولى كقوله في
مكان
آخر :" له الحمد
في الأولى والآخرة " (القصص 70)
ايضا تقديم هارون على موسى (طه 70)
ايضا تقديم الضمير على ما يفسره في قوله :" فأوجس في نفسه خيفة موسى " والأصل تقديم الفاعل موسى
ايضا حذف ياء الفعل غير المجزوم في قوله :" والليل اذا يسر" (الفجر 4)
ايضا حذف ياء الاضافة في قوله :"فكيف كان عذابي ونذر (45/16
وايضا :" فكيف كان عقاب "(40/5)
ونحو صرف الممنوع من الصرف في قوله :" قواريرا قواريرا"(الانسان 15
1 قال السيوطي (الاتقان 2: 16): العام لفظ يستغرق الصالح له من غير حصر. وصيغة: "كل" مبتدئة أو تابعة؛ "والذي والتي"،وتثنيهما وجمعهما،"وأي ما ومن" شرطاً واستفهاما وموصولا؛ والجمع المضاف؛ والمعرف بأل؛واسم الجنس المضاف؛ والمعرّف بأل؛ والنكرة في سياق النفي والنهي، وفي سياق الشرط، وفي سياق الامتنان.
"والعام على
ثلاثة اقسام: الاول الباقي على عمومه؛ قال جلال الدين البلقيتي:
ومثاله عزيز اذ ما من عام الا ويتخيل فيه التخصيص.
وذكر الزركشي في البرهان انه كثير في القرآن. هذا في الاحكام العامة، وذاك في الاحكام الفرعية سوى قوله "حرمت عليكم امهاتكم" فانه لا خصوص فيها.
الثاني العام المراد به الخصوص؛ والثالث العام المخصوص.
وللناس بينهما فروق: الاول لم يرد شموله لجميع الافراد لا من جهة تنازل اللفظ ولا من جهة الحكم، بل هو ذو افراد استعمل في فرد منها. والثاني أريد عمومه وشموله لجميع الافراد من جهة تناول اللفظ لها، لا من جهة الحكم.
ومنها ان الاول مجاز قطعا لنقل اللفظ الى موضوعه الاصلي بخلاف الثاني فإن فيه مذاهب، اصحها انه حقيقة.
ومنها ان قرينة الاول عقلية والثاني لفظية.
ومنها ان قرينة الاول لا تنفك عنه وقرينة الثاني قد تنفك عنه. ومنها ان الاول يصح ان يراد به واحد اتفاقا، وفي الثاني خلاف.
ومن امثلة الثاني المراد به الخصوص قوله : ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم"
والقائل واحد لقوله "انما ذلكم الشيطان"، فوقعت الاشارة بقوله "ذلكم" الى واحد. ومنها قوله: "أم يحسدون الناس" أي رسول الله. ومنها قوله: ثم افيضوا من حيث أفاض الناس" المقصود ابراهيم. ومنها قوله: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب" اي جبريل.
2أما المخصوص فأمثلته في القرآن كثيرة جدا، وهي أكثر المنسوخ إذ ما من عام الا وقد خُص. ثم المخصص له إما متصل وإما منفصل.
فالمتصل خمسة وقعت في القرآن، احدها الاستثناء نحو "والشعراء يتبعهم
الغاوون الا الذين آمنوا"؛
الثاني الوصف نحو "وربابئكم اللاتي في حجوركم"؛
الثالث الشرط نحو "كتب عليكم – اذا حضر احدكم الموت، ان ترك خيراً، الوصية"؛
الرابع الغاية نحو " ولا تقربوهن حتى يتطهرن"؛
الخامس بدل البعض من الكل نحو "والله على الناس الحج، من استطاع اليه سبيلا". والمنفصل:آية اخرى في محلّ آحر أو حديث أو إجماع أو قياس.
فمن امثلة ما خص (في القرآن): " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" خص بقوله "اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة"؛ وبقوله " وأولاتُ الاحمال أجهلن ان يضعن حملهن" و " حرمت عليكم الميته والدم" خص من الميته السمك بقوله " أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيلرة"؛ ومن الدم: الجامد، بقوله " أو دماً مسفوحاً". و " آتيتم إحداهن من قنطار فلا تأخذوا منه شيئا" خص بقوله "فلا جناح عليها فيما افتدت به". ,"الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة" خص بقوله " فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب". وقوله "فانكجوا ما طاب لكم من النساء" خص يقوله " حُرمت عليكم امهاتكم".
فهل التخصيص يأتي قبل التشريع، في محل آخر من القرآن، هل هو من الاعجاز؟
ومن
امثلة ما خص
(في الحديث) قوله "وأحل الله
البيع"
خص منه البيوع
الفاسدة وهي كثيرة، بالسنّة. وحرم الربا، خص منه العرايا بالسنّة.
وآيات المواريث منها القاتل والمخالف في الدين، بالسنّة. وآية تحريم الميته، حص منها الجراد بالسنّة. وآية "ثلاثة قروء" خص منها "الامة" بالسنّة. وقوله "ماء طهورا" خص منه المتغير، بالسنّة. وقوله "السارق والسارقة فاقطعوا" خص منه سرق دون ربع دينار، بالسنّة...
فهذا التخصيص بالسنّة على تشريع القرآن هل هو من الاعجاز؟
ومن امثلة ما خص بالإجماع آية المواريث: خص منها الرقيق فلا يرث بالاجماع، ذكره مكّي.
ومن امثلة ما خص بالقياس آية الزنا" فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة"
خص منها العبد، بالقياس على الأمَة المنصوصة في قوله " فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب" المخصص لعموم الآية، ذكره مكي ايضا.
فهل التخصيص بالاجماع او بالقياس على تشريع القرآن من معجز التنزيل؟
ثم
يورد السيوطي
فروعا منثورة
تتعلق
بالعموم
والخصوص:
"الاول اذا سيق
العام للمدح او الذمفهل هو باق على عمومه؟
-
فيه خلاف ومذاهب."
"الثاني اختلف في الخطاب الخاص به ص. نحو "يا ايها النبي! يا ايها الرسول" هل يشمل الامة؟ فقيل نعم لان امر القدوة أمر لاتباعه معه عرفا. والاصح في الاصول المنع لاختصاص السغه به.
"والثالث اختلف في الخطاب "يا ايها الناس" هل يشمل الرسول؟ على مذاهب، اصحها وعليه الاكثرون: نعم لعموم الصيغه له، والثاني: لا لانه ورد على لسنانه لتبليغ غيره ولما له من الخصائص.
والثالث ان اقترن "بقل" لم يشمله لظهوره على التبليغ وذلك قرينة عدم شموله، وإلا فيشمله.
"والرابع تلاصح في الاصول ان الخطاب " يا ايها الناس" يشمل الكافر والعبد لعموم اللفظ؛ وقيل لا يعم الكافر بناء على عدم تكليفه بالفروع، ولا العبد لصلرف منافعه الى سيده شرعا.
"والخامس اختلف
في " مَن" هل يتناول الانثى؟
فالاصح
نعم، خلافا
للحنيفية لقوله " ومَن يعمل من الصالحات ذكر أو انثلى" فالتفسير
دال
على تناول "من"
لهما. واختلف في جمع المذكر السالم هل يتناولهما؟ فالاصح لا،
وانما
يدخلن بقرينة.
أما المكسّر، فلا خلاف في دخولهن فيه.
"والسادس اختلف
في
الخطاب " يا
اهل الكتاب" هل يشمل المؤمنين؟ فالاصح لا، لأن اللفظ قاصر على مَن
ذكر.
وقيل ان
شاركوهم في المعنى شملهم وإلا فلا. واختلف في " يا ايها الذين آمنوا"
هل
يشمل اهل
الكتاب؟ فقيل لا، بنلء على انهم غير مخاطبين بالفروع؛ وقيل نعم لانه
خطاب
تشريف لا
تخصيص".
فهل كل هذه الاختلافات في فهم القرآن من معجز البيان؟
"فإن القرآن العظيم، كما جاء في الآثر، لا تنقضي عجائبه" (الاتقان 2" 10).