الأعجاز العلمي ودوران الأرض
من أدلة الأعجاز العلمي في القرآن
نشرت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض في عام 1402 هـ/1982م كتاباً من تأليف الشيخ بن باز يقول فيه : (أجمعت آراء السلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وابن القيم الذين أجمعوا على ثبوت الأرض ).من هنا: إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر ، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"
وأضاف ابن باز بأنه كان من جملة الناس الذين شاهدوا بعيونهم وأبصارهم سير الشمس وجريانها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب نور عينيه وهو دون العشرين ، وأكد أن الشمس سقفها ليس كروياً كما يزعم كثير من علماء الهيئة الضالين ، وإنما هي قبة ذات قوائم تحملها الملائكة وهي فوق العالم مما يلي رؤوس الناس، و أنه لو كانت الشمس ثابتة لما كان هناك فصول أربعة ولكان الزمان في كل بلد واحد لا يختلف.
وقد نصَّ في كتابه على (أن كثيراً من مدرسي علوم الفلك ذهبوا إلى القول بثبوت الشمس ودوران الأرض وهذا كفرٌ وضلال وتكذيبٌ للكتاب والسنة وأقوال السلف ،وقد اجتمع في هذا الأمر العظيم النقل والفطرة وشاهد العيان فكيف لا يكون مثل هذا كافراً)، وقد حجَّهم ! بقوله (لو أن الأرض تتحرك لكان يجب أن يبقى الإنسان على مكانه لا يمكنه الوصول إلى حيث يريد ، لذلك فالقول بهذه المعلومات الطبيعية وتدريسها للتلاميذ على أنها حقائق ثابتة يؤدي إلى أن يتذرع بها أولئك التلاميذ على الإلحاد حتى أصبح كثير من المسلمين يعتقدون أن مثل هذا الأمر من المسلمات العلمية).وكذلك استدل بأنَّه (لو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والأشجار والأنهار لا قرار لها ، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والبلدان المشرقية في المغرب ، ولتغيرت القبلة على الناس لأن دوران الأرض يقتضي تغيير الجهات بالنسبة للبلدان والقارات هذا إلى أنه لو كانت الأرض تدور فعلاً لأحسَّ الن اس بحركة كما يحسون بحركة الباخرة والطائرة وغيرها من المركوبات الضخمة ).ووصف المسلمين الذين يؤمنون بكروية الأرض بأنهم يتبعون كلَّ ناعق يريد أن يفسد عقيدة المسلمين بأنهم بعيدون عن استعمال عقولهم وأنهم أعطوا قيادهم لغيرهم فأصبحوا كبيهمة الأنعام العجماء بعد أن فقدوا ميزة العقل.
وقد خلص ابن باز إلى أن (القائل بدوران الأرض ضال قد كفر وأضل كذَّب القرآن والسنة ، وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين) .اليكم مقاطع مما ذكره ابن باز في كتابه المسمى ي ( الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب ) من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395 هجرية : قال ابن باز في كتابه المذكور في الصفحات التالية : (ص23) و كما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس و مكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس بسلميهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال و الأشجار و الأنهار والبحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار و بالجملة فهذا القول فاسد من
وجوه كثيرة يطول تعدادها .
(ص24 ) ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحــد في المدينة في محلّه و هكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر و كل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه و أنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم و نعوذ بالله من
التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه و ينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء .ص 39 ) ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير و صعود حتى تتوسط السماء ثم لا تزال في سير ، وانخفاض حتى تغرب في مدارات
مختلفة بحسب اختلاف المنازل و يعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم و ذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح –حديث سجود الشمس- والآيات القرآنية ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس و مخالف لصريح المنقول و أنا من جملة الناس الذين شاهدوا سير الشمس و جريانها في مطالعها و مغاربها قبل أن يذهب بصري و كان سني حين ذهاب بصري تسعة عشر عاما و إنما نبهت على هذا ليعلم القراء أني ممن شاهد آيات السماء والأرض بعيني رأسه دهرا طويلا والله المستعان وبالجملة فالأدلة النقلية والحسية على بطلان قول من قال إن الشمس ثابتة أو قال إنها جارية حول نفسها كثيرة متوافرة و قد سبق الكثير منها فراجعه ان شئت . والنتيجة
هي : (ص23 ) فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
" ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله ، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم . " ! . وهكذا تم تكفير كل ما قال بدوران الأرض !.لم تقتصر هذه الدعوة على ابن باز وحده . فالشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد ألَّف كتاباً في هذا الموضوع عنوانه (هداية الحيران في مسألة الدوران).يقول سماحته : العلوم العصرية عامة علومٌ عمَّت بها البلوى ! منها (علوم مفسدة
للإعتقاد كالقول بدوران الأرض ، وغيره من علوم الملاحدة) (هداية الحيران ص 11.
لذا فهم يرون أن (القول بدوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير)! (ص32 .
نقول : من خلال علاقة الأرض بالمجموعة الشمسية فإن الأرض تتحرك في الفضاء بسرعة 20.1 كلم بالثانية ما يعادل 72.360 كلم بالساعة باتجاه مجموعة هرقل ((Constellation of Hercules النجمية. مجرة درب التبانة ككل تتحرك باتجاه مجموعة الأسد (Constellation of Leo) النجمية بسرعة 600 كلم بالثانية كما أن
الأرض ومعها تابعها القمر يدوران في دورة بيضاوية حول الشمس. إن مركزية الفلك الذي تدور فيه الأرض حول الشمس ذات انحراف صغير لذا فإن فلك الدوران هو تقريبا دائرة صحيحة ويبلغ طول هذا الفلك 938.900.000 كلم وتسبح الأرض خلال هذا الفلك بسرعة 106.000 كلم بالساعة. تدور الأرض مرة واحدة حول محورها كل 23.56 ساعة و 4.1 ثانية طبقا للسنة الشمسية .بالإضافة لهاتين الحركتين الرئيستين هنالك ثلاث حركات إضافية دورية Precession of Equinoxes وتحدث مرتين في العام عندما تنخفض سرعة الدوران إلى أقل معدل في الوقت الذي يكون فيه طول الليل والنهار متساويا وهي تغيرات دورية تؤثر على محور الارض نتيجة لقوى الجاذبية الصادرة من الشمس والقمر .
تتكون الأرض من خمسة مكونات: Atmosphere أو الجو المحيط وهو عبارة عن غاز Hydrosphere أو السوائل Lithosphere ويكون الجزء الثالثوالرابع والخامس وتشكل محتويات الأرض من النواة حتى القشرة الخارجية .طبقة الليثوسفير في جزئيها الرابع والخامس وهما النواة ولبها يتكونان من مواد صلبة بدرجة كبيرة. وهما يشكلان معظم جسم الأرض.
أما الطبقة الثالثة فتتكون من مكونات صخرية باردة وغير مستوية وهي التي تكون طبقة قشرة الأرض ويبلغ سمك هذه الطبقة 100 كلم. تتكون القشرة بدورها من طبقتين هما الصخور النارية والمترسبة ويشابه معدل تركيبهما الكيمائي صخور الجرانيت الذي تبلغ كثافته 2.7 تلي القشرة مباشرة وعلى عمق 100 كلم الطبقة الخارجية للب
الأرض وهي طبقة صخرية تبلغ كثافتها 3.3 وتفصل بين القشرة والطبقة العليا من لب الأرض طبقة إمتصاص الزلازل Seismic Discontinuity وتسمى الموهو، تليها طبقة ضعيفة تسمى Asthenosphere حيث توجد الصخور الذائبة من أجزاء من طبقة
اثينوسفير(البركانية) نتيجة الحرارة العالية في باطن الأرض وتبلغ سماكة هذه الطبقة 100 كلم.
وتسمح هذه الطبقة الضعيفة لطبقات الأرض الرئيسة بالحركة
بعرض سطح الأرض .
طبقة أعماق الأرض الكثيفة والثقيلة تنقسم الى صدفة سميكة (اللب) وهي تحيط بالكرة الداخلية التي تسمى النواة. تبلغ سماكة الصدفة 2900كم وهي طبقة صلبة ماعدا الطبقة الضعيفة التي سبق الحديث عنها، كما أن كثافتها تزداد بازدياد العمق وتتراوح بين 3.3 الى 6 . وتتكون هذه الطبقة من الحديد وسالسيلات المغنيسيوم.
وقد أظهرت الأبحاث الجيوفيزيائية أن نواة الأرض تتكون من صدفة سميكة تبلغ 2225
كم وكثافة تبلغ 10 . هذه الصدفة غير مستوية وقد أظهرت الدراسات ان سطحها عبارة عن ارتفاعات وانخفاضات وفي هذه الانخفاضات تتشكل المياه المعدنية الساخنة وعلى العكس من سطح النواة فإن داخل النواة الذي يبلغ قطره 1275 كم صلد تماما. وتتكون النواة بشقيها من الحديد إضافة الى كميات ضئيلة من النيكل ومواد أخرى، هذا وتبلغ درجة الحرارة في قلب النواة 6650 درجة مئوية كما معدل الكثافة يبلغ 13 .