ماذا عن كروية الأرض
والأرض بعد ذلك دحاها ، النازعات ، الآية30
وهي الآية التي يوردها كل " باحث " للتدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل كروية الأرض ؟!
هذا على الرغم من أن كلمة دحاها لا تعني أكثر من ( بسطها ومدها) في قواميس اللغة والأدحية ، هو المكان الذي تبيض فيه النعامة ، وليس بيضها ، لأن هذا الطائر لا يبني عشاً ، بل: (يدحو الأرض برجله ، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه ، القاموس المحيط .
والدحية ، بكسر الدال هو رئيس الجند . والدحية بفتح الدال ، هي انثى القرد.
أما الدحية ، بمعنى البيضة ، فهذا ما لم تسمع به العرب، إلا منذ زمن سيد قطب .
والسماء وما بناها والأرض وما طحاها )الشمس 5-6 .
طحا : بسط و مد . الطحا: المنبسط من الأرض. الطاحي: المنبسط من الارض . مطحية: منبسطة على وجه الأرض. طحى: بسط ومد وطحيا الشيء أي بسطه . (وإذا الأرض مدت وألقت مافيها وتخلت) الانشقاق .
والأرض مددناها بأيد وانا لموسعون. الذاريات 47.
أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت) الغاشية 20.
سطحت: من سطَحَ بمعنى بسط والعامة تقول "سطح التين والعنب" أي بسطهما في المسطاح ويقال سطحه اي صرعه والبيت سوى سطحه اي جعله منبسطا متساويا. السطح: كل شيء كان مرتفعا وأعلاه مسطحا وهو الذي تكون جميع أجزائه على السواء فلا يكون
بعضها ارفع وبعضها اخفض . ويقال له أيضا البسيط .
ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا ) النبأ 7 .
مهادا: المتساوي المنبسط و مهد ومُهُد وأمهدة أي الفراش ، الارض المنخفضة مهد الفراش أي بسطه وسواه وسهله ، تمهد الفراش اي بسطه، إمتهد الشيء . بمعنى انبسط و إستمهد الفراش أي بسطه . المهد: الموضع للصبي يهيأ و يوطأ ، الارض المنخفضة المُهد: و منها مهدة وامهاد والمهدة وتعني مانخفض من الأرض في سهولة واستواء.
الوتد: أداة تتخذ عادة من الخشب او الفولاذ وتستعمل لتثبيت الخيمة او بيت الشعر على الأرض.
مد: مد الشيء اي بسطه ويقال مد نظره اي طمح ببصره ومنها مدد الشيء اي بسطه .
المد: ومنها مد البحر أي امتداد ماء البحر الى البر وهو خلاف الجزر . تمدد: أي انبسط ويقال تمددوا الشيء بينهم اي بسطوه ويقال إمتد أي انبسط . المدى: ويقال بيني وبين فلان مد البصر أي مداه . (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وانهار.
دعونا من التفسير اللغوي ، ولنعد إلى التاريخ. فنظرية كروية الأرض في زمن القرآن ، لم تكن نظرية معروفة فحسب ، بل كانت حقيقة علمية لا جدال فيها ، وكان الفلكيون في أثينا والإسكندرية ، قد قاسوا محيطها بفارق ضئيل ( مائتي ميل ) عن القياس العصري المعتمد الآن !ان سطح الكرة الأرضية غير مستوي ولا ممهد ولا ممدود ولا يقول بذلك الا جاهل أخرق حيث يبلغ ارتفاع بعض الجبال 4000 متر عن سطح البحر وهذا ما يساوي أربعة كيلومترات، وعليه فإن القول أن مد الأرض هو جعلها مستوية مرفوض جملة وتفصيلا.
أن القمر ليس كوكبا مستقلا وإنما هو كوكب تابع للأرض وعليه فإن الحديث عن تقدير منازل القمر بمعزل عن الأرض يتعارض مع العلم
يتحدث القرآن عن خلق الأرض ثم خلق الجبال لتعمل كرواسي للأرض لتحفظ توازنها هذا الكلام يتعارض مع العلم والأسباب.
أن الجبال هي عبارة عن مقذوفات من داخل الأرض.
أن الجبال تشكلت بفعل العوامل الموضحة أعلاه قبل نشؤ الحياة على الأرض أن العلم الحديث ينكر أي دور للجبال في حفظ توازن الأرض وفوائد الجبال التي يقرها العلم مناخية وزراعية ومصدر المعادن فقط
حجم الجبال الموجود على سطح الأرض يعد ضئيلا جدا إذا ما قورن بمكونات الأرض الداخلية من حيث الحجم والكثافة. ففي داخل الأرض طبقات صخرية عالية الكثافة وعالية التركيز بالحديد وتفوق سماكة الطبقة الصخرية في جوف الأرض عدة آلاف من الكيلومترات وعليه فإن الادعاء بأن الجبال على سطح الأرض تحفظ التوازن مرفوض تماما كحقيقة علمية. خلاصة القول : رغم ما يدعيه هذا " الباحث الإسلامي " من حب العلم والدين ، فإنه ليس عالماً وليس متديناً ، بل مجرد رجل مسحور ، استفرد به معلمه الفقيه في سن مبكرة ، بفضل نظام التعليم الإلزامي ، فخلقه على هيئته ، ونفخ فيه من روحه ، وورطه في الفخ المميت نفسه الذي تورط فيه الفقه منذ زمن بعيد . وما دام هذا الحبل على الجرار . وما دام الحلف الشيطاني القائم بين الحكومات والفقهاء ، يفرض على كل أب أن يرسل أطفاله إلى مدارس الدولة بموجب نظام التعليم الإلزامي . وما دام مجتمعنا يسمح لفقيه أمي أن يحشر نفسه بين العلماء ) ويقول ما يشاء ولمن يشاء باسم الله شخصياً . وما دام الطفل لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه ما يسمعه من أساطير الفقه ، سوى أن يطوع نفسه للتعايش معها في الظلام فلا مفر . لا مفر من وقوع الكارثة . ولا مفر من أن يغرق
مجتمعنا في موجة بعد موجة من خريجي هذه المدارس الذين تم تنويمهم من قبل أن يستيقظوا ، وعهد إليهم بحمل مسؤولية الهدم والبناء وهم عزل من كل سلاح ، سوى سيف التعصب الأعمى في أيدي ملايين العميان. طوبى لمن نجا .