أوعزوا سبب تدين القدماء إلى الجهل بأسرار الطبيعة ,

 قالوا بأن في عصر التقدم ستنتفي الحاجة إلى الدين لأن الجهل بأسرار الطبيعة سيزول عندما تكشف العلوم الطبيعية هذه الأسرار , و من هنا جاء القول بأن هناك تعارض بين العلم و الدين , لأن الدين حسب وجهة نظرهم ناشئ عن الجهل بأسرار الطبيعة و العلم يرفع هذا الجهل فينتفي الدين , فيتعارضان و لا يجتمعان , هذه هي المسألة باختصار شديد ,

الاخت الغاليه بنت الهدى :

شكراً على التوضيح الذي تقدمت به..... واحب أن أضيف (اذا سمحت لي طبعاً) بأن العلم من وجهه النظر الميتافيزيقه هو ذلك العلم الذي يدرس الاتجاهات المتوازيه ضمن اطار الحتميه في بلوغ الاهداف الاصطلاحيه لتي تقود الى الاهتمام بالمسائل المحيطيه والانتقال الهيدروستاتيكى المتدرج نحو المركزيه التي تهدف بدورها الى دمج المفاهيم التقليديه و التراث التفاعلي في بوتقه الحداثه التي تاخذ اشكالا متعدده من البحث المتكرر للوصول الى النظريات التي تقودنا الى الاجابه على السؤال المطروح......

وبهذا نجد أن كثيرا من العلماء اللامعين غير مؤمنين.....

وأيضا من العوامل التي تدفع البعض الى عدم الايمان هي تلك الضوابط التي يفترض بالمؤمن اتباعها والتي ستدعوه للتنازل عن هامش الحريه الواسع الذي يؤمنه له عدم الايمان.

وشكراً

أكذوبة " الإعجاز العلمي في القرآن

أثناء تجوالي في الأنترنت ، وقعت على موقع " اسلامي " يسمي نفسه باسم " الإعجاز العلمي في القرآن "

وكان يعرض المعجزة العلمية في قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحما سورة المؤمنون ،12 ـ14 )

ومن أجل التفسير العلمي الأكاديمي ، الذي لا يقبل الشك ، فقد استقدم الموقع ( أحد أكبر أساتذة علم الأجنة من أمريكا ) والذي تقول الرواية ، أنه " ذُهل " عندما علم أن هذه الحقائق العلمية كانت معروفة عند المسلمين في القرن السابع الميلادي ؟!

ثم تقول الرواية أن الرجل قد أعلن اسلامه !

ونحن نرحب باسلام الرجل ، ولكن هذا لن يمنعنا أن نقول :

أنه إذا كان عالماً في علم الأجنة ، فإنه والحق يقال ، جاهل كبير في تاريخ هذا العلم خاصة ، وفي التاريخ عامة .

فعلم الأجنة كان قد تطور إلى درجة عالية على يد خبراء التحنيط في مصر القديمة ، فيما نشر أبيقور كتابان ، أحدهما بعنوان ( طفل السبعة أشهر ) والآخر بعنوان ( طفل التسعة أشهر ) بل وأكثر من ذلك فإنه نشر دليلاً للجراحين عن ( تفكيك الجنين في الرحم ) وقد شاعت هذه الأعمال بين أطباء الشرق القديم .

أما مكتبة الإسكندرية العظيمة فقد كانت تحتوي على فرع خاص بعلم الأجنة وأمراض الحمل والولادة .

والواقع أن النص القرآني ( الذي حمله الفقهاء أكثر مما أراد الله نفسه ) لم يورد أية معلومة جديدة ، بل خاطب الناس بالمعلومات المتوافرة في عصرهم ، ليبين لهم قدرة الله ، وليس ليمنحهم معلومات في علم الأجنة ، فمعلومة أن الجنين يوجد كاملاً في نطفة الرجل ، معلومة معروفة منذ زمن التوراة ، وقد وردت في سفر أيوب على النحو التالي : ( ألم تصبني كاللبن ، وخثرتني كالجبن ، كسوتني جلداً ولجما ، فنسجتني بعظام وعصب ، سفر أيوب 10/12 )

لماذا يصر هؤلاء على الإدعاء بأن البشرية ، قبل نزول القرآن ، كانت مجرد قطيع من الهمج الذين لا هم لهم سوى عبادة الأوثان وقتل بعضهم بعضا في خدمة طغاة متألهين من طراز فرعون ؟

وأن هذا المجتمع الشيطاني لم يكن في وسعه أن يقدم لمسيرة الحضارة شيئاً عن خلق الكون أو تطور الجنين في الرحم ، أو شكل الأرض أو موقع المدار القمري بالنسبة إلى الشمس .

وأن القرآن وحده ، هو الذي غير هذا الواقع ، وأضاء الطريق المظلم فجأة ، بما أورده من حقائق علمية ، فتحت أبواب المعرفة أمام العقل البشري في جميع المجالات ، من ميدان التشريع والقضاء ، إلى ميادين الطب والفلك وعلم الأرصاد الجوية .

وكأن كتاب الله قد تحول على أيديهم من " بيان للناس كافة " إلى كتاب سري مكتوب بالشفرة ، لا يفهمها ويحل رموزها سوى نوع خاص من البشر، استعار لنفسه لقب " باحث " من قاموس العلم الحديث ، وأفعى نفسه ، في الوقت نفسه ، من الإلتزام بمناهج هذا العلم ، في محاولة علنية صريحة ، لتسويق بضاعة كاسدة ، من خلال هذا اللقب المشوق .

وماذا عن كروية الأرض ؟

( والأرض بعد ذلك دحاها ، النازعات ، الآية30 )

وهي الآية التي يوردها كل " باحث " للتدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل كروية الأرض ؟!

هذا على الرغم من أن كلمة دحاها لا تعني أكثر من ( بسطها ومدها ) في قواميس اللغة

والأدحية ، هو المكان الذي تبيض فيه النعامة ، وليس بيضها ، لأن هذا الطائر لا يبني عشاً ، بل :

( يدحو الأرض برجله ، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه ، القاموس المحيط

والدحية ، بكسر الدال هو رئيس الجند

والدحية بفتح الدال ، هي انثى القرد

أما الدحية ، بمعنى البيضة ، فهذا ما لم تسمع به العرب ، إلا منذ زمن سيد قطب .

ولكن دعنا من التفسير اللغوي ، ولنعد إلى التاريخ

فنظرية كروية الأرض في زمن القرآن ، لم تكن نظرية معروفة فحسب ، بل كانت حقيقة علمية لا جدال فيها ، وكان الفلكيون في أثينا والإسكندرية ، قد قاسوا محيطها بفارق ضئيل ( مائتي ميل ) عن القياس العصري المعتمد الآن !

 

خلاصة القول :

رغم ما يدعيه هذا " الباحث الإسلامي " من حب العلم والدين ، فإنه ليس عالماً وليس متديناً ، بل مجرد رجل مسحور ، استفرد به معلمه الفقيه في سن مبكرة ، بفضل نظام التعليم الإلزامي ، فخلقه على هيئته ، ونفخ فيه من روحه ، وورطه في الفخ المميت نفسه الذي تورط فيه الفقه منذ زمن بعيد .

وما دام هذا الحبل على الجرار

وما دام الحلف الشيطاني القائم بين الحكومات والفقهاء ، يفرض على كل أب أن يرسل أطفاله إلى مدارس الدولة بموجب نظام التعليم الإلزامي .

وما دام مجتمعنا يسمح لفقيه أمي أن يحشر نفسه بين ( العلماء ) ويقول ما يشاء ولمن يشاء باسم الله شخصياً

وما دام الطفل لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه ما يسمعه من أساطير الفقه ، سوى أن يطوع نفسه للتعايش معها في الظلام .

فلا مفر لا مفر لا مفر من وقوع الكارثة  ولا مفر  من أن يغرق مجتمعنا في موجة بعد موجة من خريجي هذه المدارس الذين تم تنويمهم من قبل أن يستيقظوا ، وعهد إليهم بحمل مسؤولية الهدم والبناء وهم عزل من كل سلاح ، سوى سيف التعصب الأعمى في أيدي ملايين العميان .

طوبى لمن نجا .

 

الاخ جمال، سواءا اكان في القران اعجاز علمي او لم يكن، فهو كتاب يقرأ للتعبد به، الاعجاز العلمي والاعجاز اللغوي والاعجاز المستقبلي (بمعنى النبوءات المستقبليه) اشياء تأتي على هامش القران الكريم، الاصل انه كتاب عباده،

 

ليقل لنا (س) من العلماء انه اكتشف اعجازا علميا في القرآن، او توصل الى معجزة لغوية، او كان شيء من نبوءات القران في مقبل الايام، فما هي المشكلة؟ لنثبت الاعجاز او ننفيه، ولنبرهن على القدرة اللغويه او ننفيها، ولنفسر النبوءة او نلغى التفسير بدليل من الدلائل المشاهدة، فما سيكون؟!! لا شيء يبقى القرآن معجزا بذاته، ومعجزا بدلائل الاعجاز التي ذكرت فيه لا بغيرها،

 

اللذين يعمدون الى القرآن للدلالة على كروية الارض، واولئك الذين يريدون ان يثبتوا خطأ نظرية داروين بالاستدلال بالقرآن، والذين يريدون ان يتحول القرآن الى كتاب جيولوجيا او كيمياء او فيزياء المعادن أو تاريخ قد يصيبون وقد يخطئون في الاستدلال، النظريات هي التى تقاس بالقران، أما القران فلا يستدل على ماجاء فيه بالنظريات، لأن القران اشمل من ذلك كله، القرآن يضع دستورا للعلوم، ودستورا للحكم ،ودستورا للعبادات، ودستورا للمعاملات وفق منظوره الاخلاقي والعقيدي، ثم يطلب من المؤمنين العمل وفق هذه القواعد التي سنها للمؤمنين والكافرين على حد سواء،

 

في مجال العلم حث على اعمال التفكير والبحث فيما خلق الله في الانسان وفي الكون، وفي مجال الحكم نبه الى اهمية الشورى، واشار الى ان جميع الدساتير يجب ان تخضع للشريعة المنزلة، وفي مجال المعاملات نقرأ فيه ان جميع حركات الانسان يجب ان تخضع للمقاييس الاخلاقية وللقيم القرآنيه،

 

الخلاصة، هل هناك اعجاز علمي في القرآن، او ان الامر مبالغة من بعض الباحثين؟ صدقا اقول لك الامر سيان، ان ثبت صحة النظرية وتوافقت اسسها مع ما جاء في القرآن فالحمد لله، والقرآن هو القرآن، وإن ثبت خطل النظرية وخالفت ما جاء في القرآن فعميد المؤمنين هو القرآن وتلغى النظرية ونتائجها، ويبقى القرآن هو القرآن في قداسته وإعجازه الذاتي، لكن يبقى سؤال: ما العمل إن ثبتت النظرية، وخالفت ما جاء في القرآن، حينها سأقول لك بكل ثقه : لا يمكن، اعد النظر في قولك بثبوت النظرية، أو راجع المعنى الحقيقي للنص القرآني من خلال المفسرين المعتمدين، لا يمكن ان يختلف صحيح المنقول مع سليم المعقول، لا يمكن، يؤمن بذلك كل مؤمن بهذا الدين، وكل مؤمن بالقرآن، وهو ما ثبت خلال الالف والاربعمائة سنة الماضية، لم يفترق في يوم واحد منها النقل عن النقل رغم جهود الكافرين بالقرآن فضلا عن جهود الكافرين بالاعجاز.

 

رأي شاذ .. يمتلئ بالأدلة اللفظية ويبعد كثيرا عن أسلوب المتخصصين في البحث والاستقراء والاستنباط

 

  عودة