عقيدتنا كمسيحيين في الثالوث
نعترف جميعا ان الله لة صفات كثيرة مثل 1- الود 2- التكلم 3- السمع 4- البصر وغير ذلك .....
ومعلوم
ان صفات اللة هى اذلية مثل
اللة الاذلى .. فصفاته هى اذلية باذليتة ...ولايتوقف
وجودها على شى غيرة من
المخلوقات لان الله غنى عن عبادة ( فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل
عمران97)
ولكن يعترضنا هنا اشكال....
ان كانت
صفات الله اذلية كما نؤمن جميعا فهى
اما عاملة او عاطلة ... فحاشا لله ان تكون
صفاتة عاطلة فى اى وقت ثم
اصبحت عاملة ( والا يكون قد حدث لة تغيير واللة لايتغير )
... واذا كانت صفات الله
عاملة معة منذ الاذل ... فمع من كان يتكلم فى الأزل قبل
خلق الكون والملائكة؟؟؟؟ ومن
كان يسمع ؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن كان يود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن كان
يراة وهو البصير؟؟؟؟؟؟؟؟
فان كان يود غيرة ويتكلم مع
غيرة ويسمع غيرة
وينظر الى غيرة .. فهذا شرك
بالله
وان كان لايود ولايتكلم
ولايسمع ولايرى ..
فصفاتة هنا كانت عاطلة حتى خلق
البشرية واصبح يتكلم ويود ويسمع ويرى بعد ان خلق
خليقتة اى حدث للة تغيير فى
صفاتة .. وهنا يكون فاقد لمقومات وجودة .. وهنا يكون
اشبة بصفر فى فضاء العزلة
والعدم ولاوجود لة ... وهو حاشاة ان يكون هكذا فهذا
الكلام كفر بين
وهنا نجد الانجيل هو الوحيد
الذى حل لنا هذة المشكلة ووضح
لنا الحل العقلى المقبول لها(
بعكس من يدعى ان تثليث الله ضد العقل ) .. حيث يقدم
لنا الانجيل الله كما اعلن
لنا عن نفسة .. الها حيا كاملا بكل صفاتة التى نعرفها
..فهو يتبادل الود والتكلم
والسمع والبصر بين اقانيمة الثلاثة ( متى 28 : 19)
وهؤلاء الثلاثة هم واحد ( 1يو
5: 7 ) فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و
الكلمة و الروح القدس و هؤلاء
الثلاثة هم واحد) واقنوم كلمة تعنى جانب من جوانب
شخصية الله الواحد الاحد ..
انة واحد احد لاشريك لة لكن لة جوانب ثلاثة
والمثير اننا نجد الكلام عنهم
فى القران حيث تكلم عن ( الله وكلمته
وروح منة ) والله معروف لكن
ماذا عن الكلمة والروح؟؟؟؟
اولا: الكلمة ( يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ لا
تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا
الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ
وَرُوحٌ مِنْهُ (النساء:171) فالمسيح هو الكلمة .. كلمة
الله .. والسؤال هنا ... كلمة
الله اذلية ام مستحدثة ؟؟؟ طبعا اذلية ... فان كان
المسيح هو الكلمة فهو اذلى
.... وكلمة الله يمكن ان نطلق عليها انها رسول اللة ..
فكلمتك هى رسولك للناس وهى
انت ذاتك وليس اخر ... فما المانع ان يكون كلمة الله هى
نفسها رسول اللة ؟؟؟؟ كما
اننا نعلم ان العلم عند الله (قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ
عِنْدَ اللَّه)(الاحقاف:23)
والانسان يعبر عن علمة بكلمتة التى تخرج من فمة
والانسان وكلمتة واحد ..
والله وكلمتة واحد كما قال الانجيل (في البدء كان الكلمة و
الكلمة كان عند الله و كان
الكلمة الله (يوحنا 1 : 1) و الكلمة صار جسدا و حل بيننا
و راينا مجده مجدا كما لوحيد
من الاب مملوءا نعمة و حقا (يوحنا 1 : 14)
ثانيا: الروح ( يَابَنِيَّ
اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ
يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا
تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ
رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:87) وهنا الحديث ليس عن الله
لكن عن روح الله... وهى
مانؤمن بان الله
بالفعل لة روح واسمة الروح
القدس ...
فهل الله اله وروحة اله؟؟؟ هذا ليس
ايمان المسلم وليس ايمان المسيحى بل الله وروحة
هم شى واحد .. وهذا هو
ايماننا ان الله وكلمتة وروحة هم الله الواحد .. فهل هذا ضد
العقل؟؟؟؟؟؟ وما لمقصود فى
هذة الاية من سورة يوسف بروح الله؟؟؟
نحن
نؤمن بان الله واحد لاشريك لة
فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لة كفوا احد.. وهو
قادر على كل شى .. ولانة قادر
على كل شى فان اراد ان يظهر فى صورة ما للبشر فهو
قادر تماما على فعل هذا ..
فالله ظهر لنا على الارض فى صورة انسان هو المسيح .....
و نؤمن بان المسيح ابن الله
رمزيا وليس حرفيا وليس للتناسل اى دخل فية تماما كما
تكلم القران رمزيا وقال ابن
السبيل ( النساء 36) وقال عن زوجات محمد انهم أمهات
المؤمنين وهذا كلة رمزيا وليس
حرفيا (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ
أُمَّهَاتُهُمْ ) (الأحزاب:6) كما نؤمن ان لله روح وهى
مانسمية الروح القدس ..
والثلاثة الاب والابن والروح القدس هم اله واحد هو الله
وحدة لا شريك له
نؤمن نحن المسيحيين بأن الله واحد لا شريك له، خالق
السماوات والأرض، القدير الحكيم، الذي لا بداية له ولا نهاية،
الأول والآخر، الرحمن العادل، القدوس والجواد، الحق الحي،
الذي لا يُرى ولا يُلمس أو يُدرك بالحواس البشرية.
وحينما سأل اليهود السيد المسيح طالبين معرفة أعظم
وصية، قال ما جاء في سفر التثنية 4:6
"اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد".
و الكتاب
المقدس مليء بالشواهد التي تقر بوحدانية الله، مثل:
خروج 2:20 "أنا الرب إلهك..
لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر
سواه".
تثنية 39:4 "الرب هو الإله في السماء من فوق وعلي
الأرض من أسفل ليس سواه"
إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي"
إشعياء 18:45 "أنا
الرب وليس آخر"
إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي"
إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر"
إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس
آخر. الإله وليس مثلي".
رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع"
1كورنثوس 6:8 "لكن
لنا إله واحد"
أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة"
1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد"
يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله
واحد حسناً تفعل"
وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفنا
يقول: "نؤمن بإله واحد".
فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد، لكن
وحدانيته ليست الوحدانية الفردية
البسيطة لكنها الوحدانية الجامعة. أن اليهود الذين آمنوا
بالتوراة وحفظوها عن ظهر قلب، والتي تؤكد لهم مراراً وتكراراً أن الله واحد، نجدهم
لم ينزعجوا حينما قال لهم السيد المسيح: "أنا والآب واحد". بل
استطاعوا أن يفهموا هذه الوحدانية ببعد أعمق وهو أن الجوهر
واحد لكن في تعدد. والأمثلة كثيرة في الكتاب المقدس على أن
لفظ واحد يعنى الاتحاد أو الوحدة. تكوين 1: 5 "وكان مساء وكان صباح
يوماً واحداً". فهناك مساء وصباح لكنهما يوم واحد.
وحقائق الثالوث
نقبلها بثقة وفرح لأنها إعلان الله الذي يحبنا ولا يمكن أن يخدعنا،
أيضاً إن كنت تخضع الله لمفاهيمك البشرية فإنك تحاول
المستحيل لأنك محدود والله غير محدود. يقال إن القديس
أغسطينوس كان يسير على شاطئ البحر يوماً وهو مشغول بهذه الفكرة: كيف أن
الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد، عندما رأى طفلاً يحفر في الرمل
حفرة ثم يملأها من البحر بواسطة دلو صغير والحفرة لا تمتلئ،
فسأل الطفل "ماذا تريد أن تفعل؟" فقال "أريد
أن أنقل هذا البحر الكبير ليكون لي أنا في حفرتي". فقال القديس أغسطينوس
لنفسه: "هذا عين ما أفعله الآن. إني أحاول أن أضع الله غير المحدود
في حفرة عقلي المحدود".
على أن الله دائماً يعلن لنا عن ذاته بطرق وأساليب
مختلفة في التاريخ، والضمير، والطبيعة،
والكتاب المقدس. ولولا ذلك ما استطاع العقل أن يدرك الكثير،
فالله هو الذي بدأ بالإعلان عن نفسه ليحرك فينا العقل والإيمان، وهما ليسا
ضدين لكنهما يسيران في اتجاه متوازٍ، لكن العقل دائماً قاصر لا يرى
غير المنظورات المحسوسات لكن الإيمان "يرى ما لا يُرى"
(عبرانيين 11: 13).
قال مزمور 19 "
السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه". وقال( رومية 1:
20).. "لأن أمورُه غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة
بالمصنوعات قدرتُه السرمدية ولاهوتُه" (أموره
غير المنظورة تُرى؟!!!. لكن هذه الأمور غير المنظورة يمكن أن نراها من خلال
المصنوعات أو الخليقة، التي نرى فيها قدرة الله ونعرف من هو شخصه
العزيز المبارك.
قابلتني أخت جزائرية وسألتني: كيف تصفون الله وكأنكم
رأيتموه؟ هذا كفر، فالله العزيز الحكيم
العالي الكبير لا تدركه الأبصار، وهو عال عن كل ما تقولون علواً
كبيراً". فأجبتها: " الفستان الذي ترتدينه جميل. لا بد أن صانعه
فنان". فتقبلت كلماتي وعلى وجهها خجل وحمرة بسيطة. وقالت:
"هل زرت الجزائر؟" فقلت لا. قالت: وكيف عرفت؟ لأنه فعلاً
أشهر مقصدار عندنا" فقلت: "من الفستان عرفت صانعه وحكمت عليه أنه
فنان. كذلك حينما أرى السموات مرفوعة بغير عمد أقول: سبحانك ربى في
قدرتك، فأنت إله كلي الحكمة. وحين أرى الشمس تشرق وتغرب في
موعدها منذ آلاف السنين ولم تتغير لحظة، يمكن أن أقول عن
الإله إنه مهندس عظيم". فقالت: "نعم معك كل الحق".
فهل يمكن أن
نرى في خليقة الله من حولنا فكرة التعدد في الوحدانية؟
1- مجالات الحياة على
كوكبنا ثلاثة: الأرض، والجو، والبحر.
2- جوهر الأشياء ثلاثة: جماد، ونبات،
وحيوان
3- قواعد اللغة العربية ثلاثة: ضمير المتكلم، وضمير
المخاطب، وضمير الغائب.
4- الزمن ثلاثة: ماضي، وحاضر، ومستقبل.
5- الإنسان ثلاثة: نفس،
وروح، وجسد.
6-المادة ثلاثة: صلب، وسائل، وغاز.
7- الذرة ثلاثة: نيوترون،
وبروتون، وإلكترون.
8- الألوان الرئيسية ثلاثة: أحمر، وأخضر، وأزرق.
9- العائلة ثلاثة: الأب، والأم، والأولاد.
10- في المقارنات ثلاثة: فوق، وتحت،
وعلى ذات المستوى.
11- في قياس المساحات ثلاثة: طول× عرض× ارتفاع.
12-الماء
عصب الحياة ثلاثة: 2 هيدروجين+1 أكسيجين.
13- الأعداد ثلاثة: أول الأعداد
الفردية هو 3، لأن الواحد ليس بعدد بل هو أصل الأعداد.
فالطبيعة من حولنا
تصرخ في أساسياتها بالثلاثيات. وهناك
الكثير. لكنى اخترت الأشياء الأساسية التي بدونها لا توجد
حياة مثل المياه والمادة اللتين صنعا منهما الكون. أيضاً في قانون
العقوبات يعتبر المجرم مستحق عقوبة الجناية بدل الجنحة إذا ارتكب
نفس المخالفة ثلاث مرات (مادة 49 عقوبات). والأقوال
المأثورة تقول: الحبل المثلوث لا ينقطع، كل شيء بالثالوث
يكمل، المرة الثالثة ثابتة، أيام العزاء ثلاثة، القسَم الغليظ بالثلاثة،
والطلاق بالثلاثة، والصلاة على الذبيحة ثلاثة حتى تكون حسب
الشريعة. وطبعاً ليس الغرض من الاقتباسات المذكورة هو
الاستدلال بها على أن أقانيم اللاهوت لا بد أن يكونوا
ثلاثة. كلا، لأن الله أسمى من أن يُقاس بالنسبة إلى أي شي من الأشياء. بل
الغرض هو الاستدلال بها على أنه لو أعلن لنا الوحي أن الأقانيم
ثلاثة لما جاز لعقولنا أن تعترض على الإطلاق، لأن هذه
الحقيقة تكون متفقة مع الواقع المعروف لدينا.
هل هناك براهين من كتابنا على التعدد في الوحدانية ؟
1- اسم الجلالة : اسم الجلالة في اللغة العبرية "إيل"
بالمفرد وقد جاء 250 مرة. واسم الجلالة
في الجمع هو "إلوهيم" وقد جاء 2500 مرة. وقد قيل إن هذا للتعظيم،
فحينما تنطق اسم الله لا بد أن تقوله بالجمع مثلما تقول لعظيم "
حضرتكم، سيادتكم، فضيلتكم". لكن هذا الأسلوب قاصر على اللغة
العربية فقط، ولا يوجد في العبرية، لأنها لو كانت كذلك إذاً
ما الداعي لوجود الاسم "إيل" بالمفرد 250 مرة؟ ثم الملاحظ في
العهد القديم كلمات فرعون كانت بالمفرد "أنا" ولم تكن أبداً بالجمع
"نحن" مثل تكوين 41: 15 "حلمت حلماً"
وليس "حلمنا". وعندما تكلم يوسف معه خاطبه أيضاً بالمفرد مثل
تكوين 41: 25، 28، 33 "قد أخبر الله فرعون.. قد أظهر الله لفرعون..
لينظر فرعون".
2- أقوال الله : في صيغة الجمع والمفرد في آن واحد
مثل: تكوين
1: 26 "نعمل
الإنسان على صورتنا كشبهنا" (في صيغة الجمع). ثم الآية التالية لها في صيغة
المفرد تكوين 1: 27 "خلق الله الإنسان على صورته".
تكوين 3: 23 " قد صار كواحد
منا " عارف الخير والشر.
تكوين 11: 7 "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم".
إشعياء 6: 7 هتاف السرافيم: "قدوس قدوس قدوس رب
الجنود"
إشعياء 6: 8 "من
أُرسل (مفرد)؟ ومن يذهب من أجلنا (جمع)؟".
3- صفات الله
صفات ذات
الله عديدة منها مثلاً المحبة، والسمع، والكلام. فلو كان الله في وحدانيته الواحد
الفرد، العدد الحسابي البسيط، هل كانت محبته قبل الخليقة منذ الأزل
عاملة أم عاطلة؟ إن قلت عاطلة وتغيرت بالخليقة وأصبحت عاملة
فيكون إلهاً متغيراً وفي حاجة إلى خليقته!! حاشا لله أن
يكون متغيراً أو محتاجاً. إذاً لا بد أن تكون وحدانيته جامعة
من آب وابن وروح قدس، منذ الأزل والآب يحب الابن والابن يحب الآب,
فالمحبة فيه عاملة، إذاً هو لا يتغير. هو هو أمساً واليوم
وإلى الأبد (عبرانيين 13: 8). خلْقُ الخليقة لم يؤثر عليه
لأنه في حالة اكتفاء بذاته، فهو ليس محتاجاً إلى خليقته في
شيء. وكمال الصفة هي أن تكون فعل وفاعل ومفعول به. فالله سبحانه هو الحب وهو المحب
وهو المحبوب منذ الأزل وإلى الأبد. فلا بد أن تكون وحدانيته
الوحدانية الجامعة حتى تكون صفاته عاملة منذ الأزل.
إذاً ما هي عقيدتنا في الثالوث ؟
نقول إن
الله سبحانه الذي أوجد كل واحد ذا ذات متفردة منفصلة قائمة بذاتها، هل يمكن أن
يكون هو عز وجل بدون ذات إلهية؟!! حاشا. لا بد أن يكون موجوداً
بذاته. والذات هي سبب الوجود، فأنا بذاتي حينما أنجبت وأصبح
لي أولاد أطلق علي اسم "أب". والله القدير خلق الخليقة
وأوجدها بذاته، فهل يمكن أن نطلق عليه "أبو الخليقة"؟. نعم وبكل
تأكيد، فنحن نطلق على الوجود الذاتي لله لفظ "الآب" ولا نقصد به
الأبوة الجسدية الناتجة عن وجود زوجة وتزاوج وتناسل وإنجاب،
بل هي أبوة روحية مثلما نقول: الرئيس أب المصريين، إبراهيم
أب المؤمنين.
هذا الإله الموجود بذاته خلقني ناطقاً
بالكلمة، فهل يعقل أن يكون هو بذاته غير ناطق بالكلمة؟!! حاشا لله.
ولأن العقل
يفكر ويتمخض ويلد فكرة فدائماً نقول إن الفكرة وليدة العقل، كما
نقول عن "الكلمة بنت شفة"، "وحللت هذه المشكلة من بنات
أفكاري"، والشفاه تتحرك فتخرج كلاماً. فالكلمة ولأنها وليدة
العقل يمكن أن نطلق عليها لفظ "الابن". وهو ما سُمي في
اليونانية "اللوجوس" والتي جاءت منها الكلمة الإنجليزية "لوجيك" بمعنى العقل أو
المنطق لذلك نسمى نطق الله "بالابن". ولفظ الابن لا يعنى وجود أب
وأم وتزاوج وتناسل، لكن المعنى الروحي هو المقصود، مثلما
تقول "ابن سوريا، ابن النيل، ابن العلم، ابن الوطن، ابن
السبيل". ( سورة النساء 36)
نقول أيضاً أن الله
الموجود بذاته الناطق بكلمته خلقني حياً بالروح، فهل يمكن أن يكون
هو ذاته غير ذلك، كأن يكون قوة أثيرية أو كهرباء أو
مغناطيسية؟ !! حاشا لله، فهو الحي إلى أبد الآبدين. هذه
الحياة نطلق عليها "الروح القدس". لذلك فالله الواحد الموجود بذاته
الناطق بكلمته الحي بروحه هو الآب والابن والروح القدس، ونحن بذلك
لا نقول ثلاثة بل إله واحد... من أين جاء هذا الكلام ؟.
الكتاب المقدس يعلن لنا هذا
الفكر في آيات كثيرة اخترتُ لك بعضها: تكوين 1: 1 "في البدء خلق
الله السموات والأرض".
تكوين 1: 2 "وروح الله يرف على وجه المياه".
تكوين 1: 3 "وقال
الله ليكن نور".
مزمور 33: 6 "بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فمه كل
جنودها".
إشعياء 48: 16 "منذ وجوده أنا هناك والآن أرسلني
السيد الرب وروحه".
متى 3: 16، 17 "وإذا
السموات انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتيا عليه وصوت من
السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
متى 28: 19 "فاذهبوا وتلمذوا
جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس". ولم يقل
بأسماء لأنه واحد وليس ثلاثة.
لوقا 1: 35 "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك
فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى
ابن الله".
2 كورنثوس
13: 14 "نعمة ربنا يسوع المسيح، محبة
الله، شركة الروح القدس مع جميعكم".
ما فائدة التعليم بالثالوث؟
قصد الله بإعلانه عن نفسه أن يربي الناس في التقوى
لكي يعرفوه المعرفة التي تجعلهم يتشبهون
به في قداسته وكمال رحمته ومحبته. وهذا نجده واضحاً في جميع الأمم
الذين تعبدوا لآلهة متعددة. فالذين كانوا يعبدون آلهة الحرب كانوا
يرضونها بكثرة القتل وسفك الدماء. والذين كانوا يعبدون
باكوس إله الخمر كانوا يرضونه بالإكثار من شربها وهكذا .
إذا القصد من تعليم الثالوث هو:
1- يرفع شأن اللاهوت ويوضح
كمالاته في ذاته منذ الأزل.
2- وسيلة إعلان الله عن نفسه للخليقة: فالآب والابن
والروح القدس إله واحد. فالابن يعرف الآب كمال المعرفة لذلك يقدر
أن يعلنه بكماله، وكذلك الروح القدس. فبواسطة الأقانيم
الثلاثة يقترب اللاهوت تمام الاقتراب إلى المخلوقات
المحدودة .
3- وسيلة إتمام عمل الفداء، فالابن الأقنوم الثاني
تجسد وظهر في العالم وكفَّر عن خطايا
الناس وشفع في المذنبين ورتب كل وسائط التبرير والمصالحة
بين الله والناس وتمم الخلاص.
4- يجعل الله مثالاً للحياة البشرية
التي يجب أن تكون، وذلك فيما يتعلق بالمعاشرة الحبية والألفة
الأهلية وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة
والألفة والاتحاد، فترى حقيقة الأبوة والبنوة ويتميز جنسنا
عن غيره. فلو جردنا اللاهوت من كل شعور المحبة للغير لجعلناه قوة مجردة
وسلبناه صفة الألفة الحبية.