الأعجاز اللغوي

في اعتقاد المسلمين ان القرآن معجزة , وهو معجزة لأنه كلام الله المباشر, وهو معجزة في بيانه وبديعه , أي في نظمه وتأليفه ورصفه وفصاحته وبلاغته والى كل ما من هنالك من أعجاز لغوي.

مع كل تلك الرغبة في تعجيز الإنسان واستغبائه , وكل تلك الرغبة في مصادرة الحقيقة وتعميتها عن عقول بني البشر , لنا ان نتساءل لو تركنا للعقل شيئا من دوره وحقه في ان يسال : - نسأل اي أعجاز في قول القرآن :"أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما" والتركيب الصحيح هو : انزل على عبده الكتاب قيما , ولم يجعل له عوجا - وأي أعجاز في فوله :" أرنا الله جهرة " والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير : (قالوا جهرة : ارنا الله ) اي ان سؤالهم كان جهرة - ونسأل أي أعجاز في قوله :"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو :(من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم - ونسأل اي إعجاز في قوله : فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت - وأيضا أي أعجاز في قوله " لولا كلمة من ربك لكان لزاما زاجل مسمى " والصحيح هو :ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما .... وأين الأعجاز في قوله :"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم و انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا , انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة - وفي القرآن غرابات منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء فيالمعنى المقصود مثلا في قوله : إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه.

فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى الا بان يعود الى " الكلام الطيب"او الى " العمل الصالح " ولكنها إحدى حزا زير القرآن. واما قوله "ولا تستفت فيهم منهم أحدا" فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الأعجاز شيء؟؟!!!

وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!! ومن غرابات القرآن مثلا في قوله " هو الله أحد , الله الصمد"لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة ؟!!

وفي قوله :"ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا " لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة ؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا الا ان يبرروا بان " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع الى الأنعام" فهل هذا مقبول من العقل ؟!! ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله :"أعجاز نخل خاوية " ثم يقول في مكان آخر  وأعجاز نخل منقعر " , وفي قوله " السماء منفطر " وفي مكان آخر : اذا انفطرت السماء , والى ما هنالك من غرائب كثيرة في القرآن - ثم أيضا ايهما اصح في الأعجاز ؟! قوله : " ادخلوا الباب سجدا وقولوا : حطة " اما قوله : " قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا " ؟؟!!! او قوله :" ما أهل به لغير الله " ام قوله :" ما

أهل لغير الله به" ؟!! او قوله : ولن تمسنا النار اياما معدودة " ام قوله

:"أياما معدودات" ؟؟!!! او قوله :"ان هدى الله هو هدى " ام قوله :" ان الهدى هدى الله " ؟؟!!!! او قوله :"...... وما انزل الينا " ام قوله :".....وما انزل علينا"؟؟؟!!! او قوله :"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " ام قوله :".....خشية إملاق "؟؟!!! هذا جزء بسيط من غرائب القرآن التي سأعود وأتكلم عن بعض الآخر منها في المرة القادمة

 

أن المسلمين لا يتعلقون بأرقام كدليل على وحي القرآن من رب العباد و إن ظهر علينا باحثون بهذه المعارف فلا حرج في التأمل بها من دون الإتكال عليها كدليل رباني على مصدر القرآن..


لقد حاول، وما يزال يحاول المسلمون اثبات ان القرآن كلام الله، تارة بفكرة التعجيز القرآني، وتارة بمعجزات محمد (مع ان القرآن واضح بتعجيز صاحب
الناقة عن كل معجزة)، وتارة بالحديث الاسرائيلي المدسوس على المسلمين، وتارة بانباء الغيب التي كانت معروفة قبل ايام محمد، وتارة بأساطير الاولين، وتارة باسماء القرآن مع انها مأخوذة من الذكر الحكيم (تبعنا)، وتارة بسيرة محمد "القدسية" رغم استغفار محمد لذنبه، وتارة بقوة محمد الجنسية، الخ الخ، مع ان الصحيح، ان هناك معجزة وحيدة لمحمد لم يستطع ان نبي او رسول ان يصطنع مثلها، وهي معجزة الحديد الذي به بئس شديد ومنافع للناس، بعد ان فشلت الدعوة بالحسنى والموعظة الحسنة!

وبلغة اصعب بعض الشيء: المسلمون يقولون ان القرآن كلام الله، كما يقول في ايامنا عبد الكريم الخطيب (اعجاز القرآن 1: 340): " إن القرآن، وهو كلام الله، لا يمكن أن يوازن به كلام، فهو لهذا معجز في ذاته".

وقد رد هذه المقالة (التي هي مقالة معظم المسلمين) نفس المسلمين، مثل مصطفى صادق الرافعي (اعجاز القرآن ص 164): " قال (ابن حزم): " وهذا برهان كاف لا يحتاج الى غيره" – نقول: بل هو فوق الكفاية، وأكثر من أن يكون كافيا أيضا،
لانه لما قاله ابن حزم وجعله رأيا له، أصاره كافيا لا يحتاج الى غيره... وهل يُراد من اثبات الاعجاز للقرآن، إلاّ إثبات أنه كلام الله تعالى"؟ يعني ان منطق المسلمين منطق معكوس. إنهم يثبتوا ما يُراد إثباته بدون برهان!!!!

وبلغة القرآن المبينة، نعيد ما نطالب ويطالب به الجميع الى هذا اليوم، ما هي معجزة محمد التي تثبت بها الادعاء ان القرآن كلام الله؟

عودة