التالي

بحث رابع

الإثم والمعصية من الله أم من العبد؟

أوَلاً: في حجج الجبرية (من أهل السنة)

"في الاغواء والاغراء بأمر الله، وذلك في عشرة مواضع: (في المائدة) فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. (وفيها) والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. (وفي الانعام) وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا، شياطين الانس والجن. (وفيها) وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون. (وفي الاعراف) قال: فبما أغويتني لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم. (وفي هود) إن كان الله يريد ان يغويكم، هو ربكم واليه ترجعون. (وفي الحجر) قال: رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض، ولأغوينهم أجمعين. (وفي الفرقان) جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين. (وفي حم السجدة) وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم.

ثانياً: في حجج القدرية (من المعتزلة)

"الآثام والمعاصي بإزلال الشيطان واضلاله واغوائه وكيده وصدّه. وذلك في ثلاثة وعشرين موضعًا: (في البقرة) فأزلهما الشيطا ن عنها، فأخرجهما ممّا كانا فيه. (وفي آل عمران) انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. (وفي النساء) ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالاً بعيدًا. (وفيها) ولأضلنّهم. (وفي الانعام) زيّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون. (وفي يوسف) من بعد ان نزع الشيطان بيني وبين اخوتي. (وفي يس) ولقد أضل منكم جبلاًَ كثيرًا. (وفي النحل) فزيّن لهم الشيطان اعمالهم. (وفي بني اسرائيل) لأحتنكنَّ ذريته إلاّ

قليلاً. (وفي طه) فوسوس اليه الشيطان. (وفي الكهف) وما أنسانيه إلاّ الشيطان أن أذكره. (وفي الأنفال) واذ زين لهم الشيطان أعمالهم. (وفي الحجر) لأزيننّ لهم في الأرض، ولأغوينهم أجمعين. (وفي ص.) فبعزتك لأغوينهم أجمعين. (وفي الأعراف) فوسوس لهما الشيطان. (وفي بني اسرائيل) ان الشيطان ينزع بينهم. (وفي الفرقان) وكان الشيطان للانسان خذو لاً . (وفي النمل) وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل. (وفي القصص) قال: هذا من عمل الشيطان، انه عدو مضلّ مبين. (وفي العنكبوت) وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين. (وفي محمد صلى الله عليه وسلم) ان الذين ارتدوا على ادبارهم من عبد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم. (وفي المجادلة) استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله. (وفي الحج) ويتبع كل شيطان مريد، كتب عليه انه مَن تولاه فإنه يضله ويهديه الى عذاب السعير".

نرى أنه حينًا ينسب الاثم والمعصية الى امر الله، وحيناً يجعلهما بإزلال الشيطان ومعصية العبد. فالتعارض ظاهر.

التالي