بحث تاسع ما بين الايمان والاسلام1 – "في حجج القائلين بأن الايمان والاسلام واحد ، وذلك في ثلاث آيات: (في يونس) يا قوم إن كنتم آمنتم بالله، فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين. (وفي الحجرات) يمنون عليك أن أسلموا ؛ قل: لا تمنّوا علي اسلامكم، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان، ان كنتم صادقين. (وفي الذاريات) فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا ف ي ها غير بيت من المسلمين. 2 – " في حجج القائلين بأن الايمان والاسلام متغايران، وذلك في ثلاث آيات: (في الزخرف) الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين. (وفي الاحزاب) ان المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات – (ققالوا: العطف دليل التغاير) – (وفي الحجرات) قالت الاعراب: آمنّا! قلْ: لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولمّا يدخل الايمان قلوبكم. هذا هو الواقع القرآني في الوحدة أم التمييز ما بين الايمان والاسلام. انه واقع متعارض، فتارة يوحّد بينهما وتارة يميّز بينهما. وهذا التعارض الظاهر قد يجعل المسلمين غير مؤمنين، والمؤمنين من غير المسلمين. وليس هذا التعارض المشهود من "دلائل الاعجاز" في البلاغة والبيان. وفصل الخطاب ان الاختلاف العام يشمل القرآن كله في امهات مسائل التنزيل والاسلام. نقلنا منها عشرة ابواب، من التعارض المشهود، كما جمعها أحد أعلام الاسلام، الامام أحمد الرازي. وهي تكشف لنا ان التعارض في التعبير والتفكير اسلوب عام قائم في بيان ال ق رآن وبلاغته، تجعل المؤمن وغير المؤمن في حيرة من قوله: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كبيرٍا" (النساء 82). والاختلاف والتعارض في تعليم القرآن، شبهة سابعة، هي الكبرى، على اعجاز القرآن في البلاغة والبيان. |