المسيح وحدة من
دون المرسلين أتجمعين ولد نبيا ؛ نطق في المهد وقال: ( اني عبد الله آتاني الكتاب
وجعلني نبيا ) مريم 29.
(تنبأ في المهد ،
وكهلا ) آل عمران 46 ، وهذه ميزة أخرى انفرد بها المسيح على المرسلين .
وقد استجمع الله
فيه الوحي كله : ( ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ) آل عمران 48
وهذه أيضا ميزة
انفرد بها المسيح على الرسل أجمعين
.
أعاظم الأنبياء ،
من إبراهيم إلى موسى إلى محمد ، لم يصيروا أنبياء إلا في الكهولة . ولا شيء قبل
هدايتهم ودعوتهم للنبوة والرسالة يميزهم عن بني قومهم .
ومحمد نفسه ، نبي
القران : ( ووجدك ضالا فهدى) الضحى7 ؛ وما دعي للرسالة الا في الأربعين .
عن السيرة لابن
هشام1/250
فلما بلغ رسول الله أربعون سنه بعثه الله . راجع البخاري 3283.
المسيح وحده في
العالمين والمرسلين ولد على الهدى ، وولد نبيا : فقد نطق في مهده ( قال : اني عبد
الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) مريم 29 ونطقه في مهده معجزة نبوته منذ ومولده .
قال
البيضاوي مفسرا آية مريم 29 ؛ (
اكمل الله عقله واستنبأه طفلا.
وبالفعل فهو
(يكلم الناس في المهد وطفلا ) آل عمران 47 ، (إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في
المهد وكهلا ) المائدة 113. فسره الرازي : ( قوله ( تكلم الناس في المهد وكهلا )
من غير ان يتفاوت كلامه في هذين الوقتين . وهذه خصية شريفة كانت حاصلة له ، وما
حصلت لاحد من الأنبياء لا قبله ولا بعده .
المسيح في نبوته
استجمع الوحي والتنزيل كله منذ مولده
منذ مولده قال: (
آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) ، فمنذ
مولده : (يعلمه الكتاب والحكمة ، والتوراة والإنجيل) آل عمران 48. قال البيضاوي :
( الكتاب جنس الكتب المنزلة ، وخص الكتاب (التوراة والإنجيل) لفضلهما) . وكرره في تعداد
نعمة الله على عيسى ، وميزته على المرسلين: ( اذ علمتك الكتاب والحكمة ، والتوراة
والإنجيل ) المائدة 113.
فسره الرازي : (
الكتاب أي الكتابة وهي الخط –(لا يرد هذا المعنى على الإطلاق في القران)- او جنس
الكتب ، وأما الحكمة فهي عبارة عن العلوم النظرية والعلوم العلمية . وخص التوراة
والإنجيل بالذكر على سبيل التشريف، أو إشارة إلى الأسرار التي لا يطلع عليها أحد
إلا أكابر الأنبياء ).
وهذه ميزة مزدوجة
. لقد علم الله المسيح الوحي والتنزيل كله ؛ ولا يقول ذلك بحق أحد المرسلين ؛ وعلم
الوحي والتنزيل كله منذ مولده ، ولا يقول القران ذلك بحق إبراهيم ولا بحق موسى ولا
بحق محمد ، (خاتم الأنبياء وأفضلهم!) .
ومن يخصه الله
بالتنزيل كله ، منذ مولده ، ألا يكون سيد المرسلين؟.