وحي ام اقتباس

 

اتَّهم العرب محمداً أنه يتعلم الأخبار من غيره ثم ينسبها لنفسه ويزعم أنها وحي إليه من الله، فلماذا لم يقدم لهم البرهان أنه يتلقى أقواله من الله رأساً؟ إن ردَّه بأن الذي يسمع أقواله أعجمي اعتراف بالاقتباس، لأنه صاغ ما سمع من معانٍ في أسلوبه العربي الفصيح. لقد كانت قصص التوراة والإنجيل موجودة في أشعار العرب قبل أيام محمد. وإليك البرهان:

1 -
من سفر التكوين

وصف أمية بن الصلت قصة إبراهيم وإسحاق فقال:

سبحواللمليك كل صباح

طلعت شمسُه وكل هلال

ولإبرهيم الموفي للنذر

احتساباً وحامل الأجزال

بكره لم يكن ليصبر عنه

لو رآه في معشر اقتال

وله مدية تخاتل في اللحم

حزام حنية كالهلال

أبنيَ إنّي نذرتك لله

شحيطاً فاصبر فِدىً لك حالي

فأجاب الغلام أن قال فيه

كل شيء لله غير انتحال

ابني إني جزيتك بالله

تقياً به على كل حال

فاقضِْ ما قد نذرت لله واكفف

عن دمي أن يمسه سربالي

واشدد الصَّفْد لا أحيد عن السكين

حيد الأسير ذي الأغلال

إنني آلم المحزّ وإني لا

أمسّ الأذقان ذات السيال

جعل الله جيده من نحاس

إذ رآه زولاً من الأزوال

بينما يخلع السرابيل عنه

فكه ربُّه بكبش جلال

قال: خذه وا رسل ابنك إني

للذي قد فعلتما غير قال

والدٌ يتّقي وآخر مولود

فطارا عنه بسمع معال

ربما تجزع النفوس من الأمر

له فرجة كحلِّ العقال

2 -
من سفر الخروج

قال السموأل يصف ما جرى لموسى في البرية:

وأخرجه الباري إلى الشعب كي يرى

أعاجيبه مع جوده المتواصل

وكيما يفوزوا بالغنيمة أهلُها

من الذهب الإبريز فوق الخمائل

السنا نبي القدس الذي نصّبت له

غمام يقيهم في جميع المراحل

من الشمس والأمطار كانت صيانة

تجير نواديهم نزول الغوائل

السنا نبي السلوى مع المن والذي

لهم فجّر الصّوان عذب المناهل

على عدد الأسباط تجري عيونها

فُراتاً زلالاً طعمه غير حائل

وقد مكثوا في البر عمراً مديداً

يغذيهم العالي بخير المآكل

فلم يبلَ ثوبٌ من لباسٍ عليهم

ولم يحوجواللنعل كل المنازل

وأرسل نوراً كالعمود أمامهم

ينير الدجى كالصبح غير مزايل

السنا نبي الطور المقدس والذي

تدكدك للجبار يوم الزلازل

ومن هيبة الرحمان ذلّ تذللاً

فشرّفه الباري على كل طائل

وناجى عليه عبده وكليمه

فقد سناللرب يوم التّباهل

3 -
من سفر الملوك

ذكر اسم سليمان الملك النابغة وهو يمدح النعمان فقال:

ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

إلاّ سليمان إذْ قال الإله له

قم في البرية فاحددها عن الفند

4 -
من سفر يونان

ذكروا قصة يونان الذي يدعوه محمد يونس فقالوا:

وأنت بفضلٍ منك نجَّيت يونساً

وقد بات في أضعاف حوت لياليا

رسولالهم والله يحكم أمره

يبيّن لهم هل يونس الترب باديا

الصفحة الرئيسية