هل نحن المسيحين مشركين بالله حقا ؟
كيف يكون المسيحيين مشركين والآية القرآنية تتكلم عن المسيحيين قائلة(قولوا آمنا
بالذي انزل إلينا وانزل إليكم والهنا والهكم واحد )(العنكبوت 46) ان المسلمين
تطعنون فى هذه الآية التي تقول آن نفس اله المسلمين هو أله المسيحيين وهو واحد؟؟؟
وتتجاهل الآية( اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا
وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ))(آل عمران 55)
فتأمل فى عبارة آلي يوم القيامة لتعرف أننا الذين نتبع عيسى ألان والى يوم القيامة
لسنا بكفار بل نومن بالله الواحد الأحد ولا يوجد مسيحي واحد يؤمن آن الله ثالث
ثلاثة فهذا كفر .. آو آن الله ولد المسيح كما يفعل البشر فهذا هو التخريف لأننا
نومن آن الله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. يقول القران لاتنكحوا
المشركات فكيف أذن يسمح الإسلام بزواج المسلم من مسيحية ؟ بل ويمكن إبقائها على
دينها لأنة(لااكراة فى الدين)؟ أليس لثقته الكاملة أن الفتاة المسيحية ليست مشركة؟
والنص القرآني يقول: "ولا تمسكوا بعصم الكوافر" (سورة الممتحنة10).
" ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن" (سورة البقرة 221).
إذن فالزواج من المسيحيات، المباح إسلامياً ينفي عنهن الكفر والشرك.
ان الزواج من وثنية او عابدة نار لهو فى نظر الاسلام من الكبائر .. اما اذا تزوجت
بمسيحية فمباح ذلك( مع ابقائها على دينها لانة لااكراة فى الدين) اليس لانها غير
كافرة؟.....
ثم يدعو القران فى زمن محمد المسيحيين الى شيء معين وهو( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ
الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ" سورة المائدة 5:47.
و من المستحيل أن نفكر كيف كان للمسيحيين في وقت محمد أن يحكموا بالإنجيل إذا لم
يكن لديهم هذا الإنجيل! وكيف يدعوهم القران الى كتاب محرف ليحكموا بما جاء فية ..اليس
من الاولى ان يدفعهم القران الى محمد وقرانة؟
تقول الاية فى ال عمران 113 ( ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات اللة
اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون باللة واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ويسرعون فى الخيرات واولئك من الصالحين ) ..
وهنا يشهد القران عن المسيحيين فى ذمن محمد وبعد ظهور المسيحية باكثر من 600 سنة
بانهم يتلون ايات اللة .. فكيف يتلون ايات اللة وهى متضمنة ايات محرفة؟؟ وكيف يشهد
القران ان عنها انها ايات اللة وحتى لو بها اية واحدة فقط محرفة؟؟؟ .. انهم بعد 600
سنة يؤمنون باللة وليس بالالهة الثلاثة ويتلون ايات اللة ويصنعون الخير ومن
الصالحين .. ترى لو الايات التى معهم بها اية واحدة محرفة لكان هذة الشهادة
القرانية لامعنى لها .
بعد ان اشتد عزاب الكفار للمسلمين فى مكة امرهم النبى محمد ان يهاجروا الى الحبشة
... لماذا الحبشة بالذات؟؟؟ لان فيها النجاشى وهو ملك مسيحى..فاذا كان المسيحيون
كفار فكيف يبعث الرسول اصحابة الى ملك كافر؟؟ وهل يستجير المسلمون من الرمضاء
بالنار؟؟
بعد انتصار الفرس على الروم حزن المسلمون... لماذا حزنوا؟؟؟ وهل يحزن المسلمون
لانتصار طائفة كافرة على اخرى كافرة؟؟؟ ولماذا انزل الله فى القران اية يطمئن الله
فيها المسلمين على ان الروم سينتصرون ( الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2} فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ {3} فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5} ( سورة
الروم) ولماذا يفرح المؤمنون بنصر الروم المسيحيون اذا كانوا كفار وكتابهم محرف وهم
من يموت منهم ذاهب للنار؟؟؟
تزوج النبى محمد من مارية القبطية وهى مسيحية .. فهل يتزوج النبى من امراة كافرة؟؟؟
بعد الفتوحات الاسلامية لبلاد العراق والشام ومصر قضى المسلمون نهائيا على المجوسية
والوثنية... بينما تركوا المسيحيين واليهود على ديانتهم.. لماذا؟؟
لان المجوس والوثنيين لايوحدون الله ويعبد المجوس النار ويعبد الوثنيون الاوثان
..... بينما النصارى واليهود يعبدون الله ويوحدونه
وقد تركهم المسلمون يمارسون عباداتهم بحرية تامة وابقوا على معابدهم وكنائسهم ..
فهل لو كانت ديار كفر هل كانوا يتركوها؟؟؟
هل لو كنيسة القيامة دار للكفر مثل ديار المجوس والوثنيون .. اما كان يبيدها عمر بن
الخطاب بدل ان يرفض ان يصلى بها مفترضا انة لو فعل هذا لهدم المسلمون الكنيسة
مستقبلا وبنوا بدلها جامع وهو الشى الذى استنفرة عمر؟؟؟
لماذا احل للمسلمين اكل طعام اهل الكتاب فقط اذا كانوا كفار كباقى الناس؟؟؟ وهذا
الكلام على مدى
الزمان الى يوم القيامة )الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ
حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة:5)
إذن ما هو الأيمان المسيحي ؟
يؤمن المسيحيين بما جاء فى سورة النساء عن المسيح فى الاية 171
السيد المسيح هو كلمة الله كما جاء في سورة النساء 171، وهو روحٌ من الله ورسول
منه تعالى: "... إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروحٌ
منه.." وهذا هو ايماننا ان المسيح كلمة اللة وروح منة .. فهل كلمة الله أذليه أم
مستحدثة؟ نحن نؤمن آن كلمة الله اذلية .. كانت معه منذ الاذل ولم تتكون فيما بعد بل
هي مع الله منذ الاذل .. فان كان المسيح هو كلمة الله آذن المسيح أذلي.....
فالمسيح هو تعبيرُ ذات الله وفكره ، لأنه كلمةُ الله؛ وقد جسّد الله كلمتَه في
المسيح، ليعبّر للبشر عن إرادته ورسالته لهم، بالخلاص من الخطيئة والشيطان وجهنّم.
والمسيح هو روحٌ من الله لذلك لم يحتاج الى ولادة بشرية تناسلية. ان كلمة الشخص هى
رسولة عندما يكلم الاخرين .. واللة جل جلالة كلمتة ليست مستحدثة بل هى معة منذ
الأزل والمسيح مادام هو كلمة اللة فيكون عمرة من عمرها اى اذلى مثلها.
كلمة الله.. ان محمدا عندما سالوة عن نفسة قال آنا عبد الله ولم يجروا آن يقول آنا
كلمة الله برغم ان معة القران الذى تؤمن انة كلام اللة انما قال.. بل أنا عبد ..
اما المسيح فهو الكلمة نفسها متخذة صورة انسان.. نحن المسيحيين نؤمن آن كلمة الله
الاذلية صارت جسدا وحل بيننا.
فهل يستحيل على الله شي ؟ ترى لو قرر الله أن يفعل ذلك هل لا يقدر على ذلك؟ تقول
يقدر لكن لا يفعلها أقول لك هل دخلت فى فكر الله لتعرف ما هو تفكيره؟ آن كثير من
المسلمين آمنوا بالمسيحية عندما درسوا المسيح فى القران بأكثر تركيزا .
1- تأمل معي فى آن المسيح كلمة الله (اذ قالت الملائكة يا مريم آن الله يبشرك بكلمة
منة اسمه المسيح)(آل عمران 45) المفروض هنا يقول بكلمة منة اسمها المسيح (لان
الكلمة مؤنث وليس مذكر).. وما نقصد بالايضاح هذا هو ان نوضح ان الاية تصف شخصا لا
تصف امرا.. هذه الكلمة هي شي مستقل عن كلمات الله المؤنثة ... انها تصف شخص المسيح..
كما اننا نحن لانؤمن ان اللة انجب المسيح فهذا كفر .. لكن لتعرف ما المقصود بابن
اللة اسالك مالمقصود بابن السبيل المذكور فى القران فى سورة النساء؟؟ ليس المقصود
بالابن هنأ معنى حرفى بل معنى رمزى .. فاذا قلنا انك ابن النيل فهل النيل تزوج
وانجبك؟ كذلك ابن السعودية .. ابن السلام . وكذلك كما ان الكلمة هى بنت الشفة
لقائلها هكذا المسيح ابن اللة لكونة كلمة اللة وليس فى عبارة ابن اللة هنا اى اشارة
تناسلية بشرية فهذا كفر.
ترى لماذا الوحيد الذي ليس له ذرع بشر مثل آدم هو المسيح فقط؟ آن حادثة آدم هي شي
أول الخلق ولم ولن تتكرر وذلك بعد أن دبر الله وسيلة النسل لكن عند المسيح كلمة
الله كسر الله هذه القاعدة .. ترى لماذا فعل الله هذا؟ إنها حقا معجزة .. لكنها غير
مرئية لااى شخص فمن يكذبها له آلف حق ونحن ما كنا نصدقها مسيحيين و مسلمين لولا آن
الله أعلنها فى كتابة .. لماذا فعلها الله أساسا وهى شي لايمكن اثباتة( فكل شخص
يقدر ان يكذب مريم ويتهمها بالزنى) ولاهى معجزة من النوع الذي تراه العين؟ أليس
لأنة كلمة الله المتجسدة الأذلى فلاوجود لذرع بشر له.. ترى من أبوة؟ ان الكلمة هى
ابنة قائلها...
2- ولماذا وضعت آمة مريم العذراء فوق نساء العالمين بما فيهم آم محمد وجميع نساءه
مهما بلغوا من الطهارة؟ فلكي يولد المسيح في صورة إنسان اصطفى الله مريم العذراء
وطهرها على نساء العالمين بنص القرآن:
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَا صْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * سورة آل عمران 3: 42 ,
ويخطر ببالنا سؤال خطير: لماذا يختار الله مريم ويطهرها ويصطفيها على نساء العالمين
إذا كان وليدها المسيح مثله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان؟
ويعود القرآن فيقرر في سورتين من سوره أن ولادة المسيح كانت فريدة ولا مثيل لها
فيقول:
وَالتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَا
بْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ * سورة الأنبياء 21: 91 ,
وَمَرْيَمَ ابنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ
رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ
* من القوم المطيعين * سورة التحريم 66: 12 .
أين نجد بين الخلق أجمعين شخصاً وُلد بهذه الكيفية المعجزية الفريدة؟ حقا ان المسيح
تفوق على ادم بهذة المعجزة قال محمد (إنما آنا بشر مثلكم يوحى آلي )(الكهف 110) آما
المسيح فهو الكلمة نفسها الموحى بها
2- حسنا فالمسيح كلمة الله وليس له آب مثل كل البشرية بعد آدم.. ونؤمن جميعا آن
المسيح روح من الله.. والقران الفاظة دقيقة فلا يقول روح من عند الله بل روح من
الله ..هل ذكر عن محمد الذي فى نظرك اعظم الخلق أنة روح من الله؟ كيف يقول القران
ان المسيح روح من اللة والمسيح انسان لة جسد فماذا عن روحة ياترى؟؟
3- نحن نؤمن بشي ذكرة القران عن المسيح وهو شي غريب جدا جدا لم يحدث ان فعلة اى نبى
مهما على قدرة ومكانتة .. آن المسيح يخلق(وأذ تخلق من الطين كهيئة الطير بأذني
فتنفخ فيها فتكون طيرا بأذني )(المائدة 110) كلمة يخلق هنا غريبة جدا حتى ولو كان
بآذن الله .. آن الله هو الخالق ولايعطى صفاته لمخلوق فلماذا يأذن الله للمسيح بان
يأخذ صفة من صفات الله التي ينفرد بها الله و هي الخلق؟ لا يوجد من يشارك الله فى
هذه الصفة ترى من يكون الذي يخلق حتى ولو بآذن الله؟ انه خلق حيا من لاحى وصدقني
المسيح ألي ألان يخلق فينا قلوب جديدة كارهة للشر ومحبة للخير.. من من كل البشر سمح
الله له بذلك؟ ان المسيح اقام اموات وشفى برص وصنع معجزات باهرة وليس هناك حاجة
ملحة تستدعى ان يجعل اللة المسيح يخلق .... أفمن يخلق كمن لا يخلق (النحل 17)؟
فى مسالة خلق المسيح ذكر القران الخطوات آلاتية:
1- تخلق من الطين ( مثلما فعل الله فى خلقة للبشر) كهيئة الطير يستأذن الله ثم ينفخ
المسيح بنفسة (وليس الله) وبنفخته هو (وليس الله) بنفخة المسيح هذه يصير الطين طيرا
آي تم خلقة
3- وهذه الخطوات تدمر فكرة آن المسيح لم يخلق بل أقول لك ونفخ ونفخته هي التي خلقت
الطير فان الذي نفخ( وعملية الخلق أساسها هذه النفخة) هو المسيح وليس الله بحسب
النص القرانى .. المسيح فقط استأذن الله .. لكن الذى نفخ هو المسيح فهنا نرى أن نفس
نفخة المسيح للطين هي نفس نفخة الله للطين فصار أدم السيد المسيح وحدَه تكلّم في
المهد بحسب ما جاء في سورة مريم 24 - 33 وآل عمران 46و48 والمائدة 110 فهو لم
يتعلّم شيئاً من أحد ولا حتى الكلام، فكلامه وحكمته هما من ذات الله وحكمته، لأنه
كلمةُ الله وروحٌ منه: "...كيف نكلّم من كان في المهد صبياً، قال إني عبد الله
آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مبارَكاً اين ما كنت... وباراً بوالدتي...
والسلام عليّ يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم اُبعثُ حياً..." وكون انة كلمة اللة وروحة
لاينفى انة يقول عن نفسة انة نبى للة .. فكلمة اللة كانت ظاهرة للناس فى صورة عبد
ونبى تماما كما يتنكر ملك البلاد فى ذى شحات فقير يرتدى ادنى الثياب وينزل المدينة
لينصف المظلوم ويكشف الاشرار امام انفسهم وامام الناس لينالوا جزائهم .
اذكر لي آي نبي أقول لك أين قبرة .. ولكن المسيح الوحيد الذي قبرة فارغ .. ترى
لماذا ؟ لان الله رفعة حيا ألي السماء .. لم يقدر علية الموت.. ترى لماذا؟ لان كلمة
الله المتجسدة وروح منة لا يقدر علية الموت.. آن المسلمون يحجون آلي القبر الممتلى
آما نحن فنحج للقبر الفارغ حيث لم يقدر سلطان الموت على كلمة الله المتجسدة ..
سؤال: هل اذا فكر اللة فى التنكر فى ذى انسان والظهور للبشر .. هل
لايقدر على ذلك؟؟
آن الله له صورة متجسدة فى القران فالله له يد(يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)(مائدة
64)وله آذن(الله سميع عليم )(بقرة 181و224و227وسميع الدعاء) والله له عين (آلم يعلم
بان الله يرى )(علق 14) الله له لسان(قال الله تعالى) الله يجلس (ثم استوى على
العرش)(ثم دنى فتدلى) الله له وجه(ابتغى وجه الله)(كل شي هالك آلا وجهة)(وبقى وجه
ربك) وطبعا الله حاشا له أن يكون مثلة شي لكن هذه المعاني ترينا آن الله قادر على
أن يظهر للبشر فى صورة إنسان فهو على كل شي قدير ولو أراد آن يظهر للبشر ككلمة
متجسدة ترى هل يستحيل علية شي؟ لماذا تحد من قدرة الله بان تقول لن يفعل شي كذلك
ترى تفكيرك هل وصل آلي تفكير .
ان من اسماء اللة الحسنى فى الاسلام ( الباطن والظاهر ) و الباطن هو الذى لا يظهر..
اما الظاهر فهو الذى نقدر ان نراة ونحس بة ونشعر بة هو ظاهرا لنا .. ظاهرا لنا
بنفسة ( وليس فيما خلقة) كما هو باطن بنفسة .. وان قلت ان اللة لايظهر هذا يجعلك
تحد من قدرة اللة على كل شى .. ان المسيحية تؤمن ان اللة الواحد ظهر فى شخصية
المسيح متجسدا فية فهل اللة لايقدر على ذلك؟ ان الكهرباء هى شى غير مرئى غير منظورة
لكنها متجسدة فى الاسلاك الكهربائية .. والمغناطيسية لاصورة لها وهى قوة كبيرة
لكنها تتجسم فى الحديد فنرى صورتها .. والطاقة الذرية كانت مختفية ملايين السنين ثم
ظهرت الان .. فان كانت القوى الطبيعية المخلوقة قادرة على الظهور وينطبق عليها
القول بانها الظاهر الباطن فما بالك باللة جل جلالة كلى القدرة هل يعجز عن الظهور
واعلان نفسة؟؟ حاشاة هذا فهو القادر على كل شى .. ان اللة الذى يعطى قدرة للملائكة
وهى كائنات روحانية مختفية ان تظهر فى شكل مرئى كصورة رجل او اجساد نراها نحن من
البشر مثلما راى الانبياء جبريل .. الا يقدر اللة ان يصنع نفس الشى؟؟ ان اللة الغير
محدود لن يحد نفسة فى شخص لكنة يظهر نفسة فى صورة شخص وهذا هو ايماننا
عقيدتنا كمسيحيين في الثالوث
نعترف جميعا ان الله لة صفات كثيرة مثل 1- الود 2- التكلم 3- السمع 4- البصر وغير
ذلك .....
ومعلوم ان صفات اللة هى اذلية مثل اللة الاذلى .. فصفاته هى اذلية باذليتة ...ولايتوقف
وجودها على شى غيرة من المخلوقات لان الله غنى عن عبادة ( فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران97)
ولكن يعترضنا هنا اشكال.... ان كانت صفات الله اذلية كما نؤمن جميعا فهى اما عاملة
او عاطلة ... فحاشا لله ان تكون صفاتة عاطلة فى اى وقت ثم اصبحت عاملة ( والا يكون
قد حدث لة تغيير واللة لايتغير ) ... واذا كانت صفات الله عاملة معة منذ الاذل ...
فمع من كان يتكلم فى الأزل قبل خلق الكون والملائكة؟؟؟؟ ومن كان يسمع ؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن
كان يود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن كان يراة وهو البصير؟؟؟؟؟؟؟؟
فان كان يود غيرة ويتكلم مع غيرة ويسمع غيرة وينظر الى غيرة .. فهذا شرك بالله
وان كان لايود ولايتكلم ولايسمع ولايرى .. فصفاتة هنا كانت عاطلة حتى خلق البشرية
واصبح يتكلم ويود ويسمع ويرى بعد ان خلق خليقتة اى حدث للة تغيير فى صفاتة .. وهنا
يكون فاقد لمقومات وجودة .. وهنا يكون اشبة بصفر فى فضاء العزلة والعدم ولاوجود لة
... وهو حاشاة ان يكون هكذا فهذا الكلام كفر بين
وهنا نجد الانجيل هو الوحيد الذى حل لنا هذة المشكلة ووضح لنا الحل العقلى المقبول
لها( بعكس من يدعى ان تثليث الله ضد العقل ) .. حيث يقدم لنا الانجيل الله كما اعلن
لنا عن نفسة .. الها حيا كاملا بكل صفاتة التى نعرفها ..فهو يتبادل الود والتكلم
والسمع والبصر بين اقانيمة الثلاثة ( متى 28 : 19) وهؤلاء الثلاثة هم واحد ( 1يو 5:
7 ) فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء
الثلاثة هم واحد) واقنوم كلمة تعنى جانب من جوانب شخصية الله الواحد الاحد .. انة
واحد احد لاشريك لة لكن لة جوانب ثلاثة
والمثير اننا نجد الكلام عنهم فى القران حيث تكلم عن ( الله وكلمته وروح منة )
والله معروف لكن ماذا عن الكلمة والروح؟؟؟؟
اولا: الكلمة ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا
عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ
اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (النساء:171)
فالمسيح هو الكلمة .. كلمة الله .. والسؤال هنا ... كلمة الله اذلية ام مستحدثة ؟؟؟
طبعا اذلية ... فان كان المسيح هو الكلمة فهو اذلى .... وكلمة الله يمكن ان نطلق
عليها انها رسول اللة .. فكلمتك هى رسولك للناس وهى انت ذاتك وليس اخر ... فما
المانع ان يكون كلمة الله هى نفسها رسول اللة ؟؟؟؟ كما اننا نعلم ان العلم عند الله
(قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّه)(الاحقاف:23) والانسان يعبر عن علمة
بكلمتة التى تخرج من فمة والانسان وكلمتة واحد .. والله وكلمتة واحد كما قال
الانجيل (في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله (يوحنا 1 :
1) و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة
و حقا (يوحنا 1 : 14)
ثانيا: الروح ( يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا
تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف:87) وهنا الحديث ليس عن الله لكن عن روح الله...
وهى مانؤمن بان الله
بالفعل لة روح واسمة الروح القدس ... فهل الله اله وروحة اله؟؟؟ هذا ليس ايمان
المسلم وليس ايمان المسيحى بل الله وروحة هم شى واحد .. وهذا هو ايماننا ان الله
وكلمتة وروحة هم الله الواحد .. فهل هذا ضد العقل؟؟؟؟؟؟ وما لمقصود فى هذة الاية من
سورة يوسف بروح الله؟؟؟
نحن نؤمن بان الله واحد لاشريك لة فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لة كفوا احد..
وهو قادر على كل شى .. ولانة قادر على كل شى فان اراد ان يظهر فى صورة ما للبشر فهو
قادر تماما على فعل هذا .. فالله ظهر لنا على الارض فى صورة انسان هو المسيح .....
و نؤمن بان المسيح ابن الله رمزيا وليس حرفيا وليس للتناسل اى دخل فية تماما كما
تكلم القران رمزيا وقال ابن السبيل ( النساء 36) وقال عن زوجات محمد انهم أمهات
المؤمنين وهذا كلة رمزيا وليس حرفيا (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (الأحزاب:6) كما نؤمن ان لله روح وهى
مانسمية الروح القدس .. والثلاثة الاب والابن والروح القدس هم اله واحد هو الله
وحدة لا شريك له
نؤمن نحن المسيحيين بأن الله واحد لا شريك له، خالق السماوات والأرض، القدير الحكيم،
الذي لا بداية له ولا نهاية، الأول والآخر، الرحمن العادل، القدوس والجواد، الحق
الحي، الذي لا يُرى ولا يُلمس أو يُدرك بالحواس البشرية.
وحينما سأل اليهود السيد المسيح طالبين معرفة أعظم وصية، قال ما جاء في سفر التثنية
4:6 "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد".
و الكتاب المقدس مليء بالشواهد التي تقر بوحدانية الله، مثل:
خروج 2:20 "أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه".
تثنية 39:4 "الرب هو الإله في السماء من فوق وعلي الأرض من أسفل ليس سواه"
إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي"
إشعياء 18:45 "أنا الرب وليس آخر"
إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي"
إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر"
إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي".
رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع"
1كورنثوس 6:8 "لكن لنا إله واحد"
أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة"
1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد"
يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل"
وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفنا يقول: "نؤمن بإله واحد".
فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد، لكن وحدانيته ليست الوحدانية الفردية
البسيطة لكنها الوحدانية الجامعة. أن اليهود الذين آمنوا بالتوراة وحفظوها عن ظهر
قلب، والتي تؤكد لهم مراراً وتكراراً أن الله واحد، نجدهم لم ينزعجوا حينما قال لهم
السيد المسيح: "أنا والآب واحد". بل استطاعوا أن يفهموا هذه الوحدانية ببعد أعمق
وهو أن الجوهر واحد لكن في تعدد. والأمثلة كثيرة في الكتاب المقدس على أن لفظ واحد
يعنى الاتحاد أو الوحدة. تكوين 1: 5 "وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً". فهناك
مساء وصباح لكنهما يوم واحد.
وحقائق الثالوث نقبلها بثقة وفرح لأنها إعلان الله الذي يحبنا ولا يمكن أن يخدعنا،
أيضاً إن كنت تخضع الله لمفاهيمك البشرية فإنك تحاول المستحيل لأنك محدود والله غير
محدود. يقال إن القديس أغسطينوس كان يسير على شاطئ البحر يوماً وهو مشغول بهذه
الفكرة: كيف أن الله واحد في ثلاثة وثلاثة في واحد، عندما رأى طفلاً يحفر في الرمل
حفرة ثم يملأها من البحر بواسطة دلو صغير والحفرة لا تمتلئ، فسأل الطفل "ماذا تريد
أن تفعل؟" فقال "أريد أن أنقل هذا البحر الكبير ليكون لي أنا في حفرتي". فقال
القديس أغسطينوس لنفسه: "هذا عين ما أفعله الآن. إني أحاول أن أضع الله غير المحدود
في حفرة عقلي المحدود".
على أن الله دائماً يعلن لنا عن ذاته بطرق وأساليب مختلفة في التاريخ، والضمير،
والطبيعة، والكتاب المقدس. ولولا ذلك ما استطاع العقل أن يدرك الكثير، فالله هو
الذي بدأ بالإعلان عن نفسه ليحرك فينا العقل والإيمان، وهما ليسا ضدين لكنهما
يسيران في اتجاه متوازٍ، لكن العقل دائماً قاصر لا يرى غير المنظورات المحسوسات لكن
الإيمان "يرى ما لا يُرى" (عبرانيين 11: 13).
قال مزمور 19 " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه". وقال( رومية 1:
20).. "لأن أمورُه غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرتُه
السرمدية ولاهوتُه" (أموره غير المنظورة تُرى؟!!!. لكن هذه الأمور غير المنظورة
يمكن أن نراها من خلال المصنوعات أو الخليقة، التي نرى فيها قدرة الله ونعرف من هو
شخصه العزيز المبارك.
قابلتني أخت جزائرية وسألتني: كيف تصفون الله وكأنكم رأيتموه؟ هذا كفر، فالله
العزيز الحكيم العالي الكبير لا تدركه الأبصار، وهو عال عن كل ما تقولون علواً
كبيراً". فأجبتها: " الفستان الذي ترتدينه جميل. لا بد أن صانعه فنان". فتقبلت
كلماتي وعلى وجهها خجل وحمرة بسيطة. وقالت: "هل زرت الجزائر؟" فقلت لا. قالت: وكيف
عرفت؟ لأنه فعلاً أشهر مقصدار عندنا" فقلت: "من الفستان عرفت صانعه وحكمت عليه أنه
فنان. كذلك حينما أرى السموات مرفوعة بغير عمد أقول: سبحانك ربى في قدرتك، فأنت إله
كلي الحكمة. وحين أرى الشمس تشرق وتغرب في موعدها منذ آلاف السنين ولم تتغير لحظة،
يمكن أن أقول عن الإله إنه مهندس عظيم". فقالت: "نعم معك كل الحق".
فهل يمكن أن نرى في خليقة الله من حولنا فكرة التعدد في الوحدانية؟
1- مجالات الحياة على كوكبنا ثلاثة: الأرض، والجو، والبحر.
2- جوهر الأشياء ثلاثة: جماد، ونبات، وحيوان
3- قواعد اللغة العربية ثلاثة: ضمير المتكلم، وضمير المخاطب، وضمير الغائب.
4- الزمن ثلاثة: ماضي، وحاضر، ومستقبل.
5- الإنسان ثلاثة: نفس، وروح، وجسد.
6-المادة ثلاثة: صلب، وسائل، وغاز.
7- الذرة ثلاثة: نيوترون، وبروتون، وإلكترون.
8- الألوان الرئيسية ثلاثة: أحمر، وأخضر، وأزرق.
9- العائلة ثلاثة: الأب، والأم، والأولاد.
10- في المقارنات ثلاثة: فوق، وتحت، وعلى ذات المستوى.
11- في قياس المساحات ثلاثة: طول× عرض× ارتفاع.
12-الماء عصب الحياة ثلاثة: 2 هيدروجين+1 أكسيجين.
13- الأعداد ثلاثة: أول الأعداد الفردية هو 3، لأن الواحد ليس بعدد بل هو أصل
الأعداد.
فالطبيعة من حولنا تصرخ في أساسياتها بالثلاثيات. وهناك الكثير. لكنى اخترت
الأشياء الأساسية التي بدونها لا توجد حياة مثل المياه والمادة اللتين صنعا منهما
الكون. أيضاً في قانون العقوبات يعتبر المجرم مستحق عقوبة الجناية بدل الجنحة إذا
ارتكب نفس المخالفة ثلاث مرات (مادة 49 عقوبات). والأقوال المأثورة تقول: الحبل
المثلوث لا ينقطع، كل شيء بالثالوث يكمل، المرة الثالثة ثابتة، أيام العزاء ثلاثة،
القسَم الغليظ بالثلاثة، والطلاق بالثلاثة، والصلاة على الذبيحة ثلاثة حتى تكون حسب
الشريعة. وطبعاً ليس الغرض من الاقتباسات المذكورة هو الاستدلال بها على أن أقانيم
اللاهوت لا بد أن يكونوا ثلاثة. كلا، لأن الله أسمى من أن يُقاس بالنسبة إلى أي شي
من الأشياء. بل الغرض هو الاستدلال بها على أنه لو أعلن لنا الوحي أن الأقانيم
ثلاثة لما جاز لعقولنا أن تعترض على الإطلاق، لأن هذه الحقيقة تكون متفقة مع الواقع
المعروف لدينا.
هل هناك براهين من كتابنا على التعدد في الوحدانية ؟
1- اسم الجلالة : اسم الجلالة في اللغة العبرية "إيل" بالمفرد وقد جاء 250 مرة.
واسم الجلالة في الجمع هو "إلوهيم" وقد جاء 2500 مرة. وقد قيل إن هذا للتعظيم،
فحينما تنطق اسم الله لا بد أن تقوله بالجمع مثلما تقول لعظيم " حضرتكم، سيادتكم،
فضيلتكم". لكن هذا الأسلوب قاصر على اللغة العربية فقط، ولا يوجد في العبرية، لأنها
لو كانت كذلك إذاً ما الداعي لوجود الاسم "إيل" بالمفرد 250 مرة؟ ثم الملاحظ في
العهد القديم كلمات فرعون كانت بالمفرد "أنا" ولم تكن أبداً بالجمع "نحن" مثل تكوين
41: 15 "حلمت حلماً" وليس "حلمنا". وعندما تكلم يوسف معه خاطبه أيضاً بالمفرد مثل
تكوين 41: 25، 28، 33 "قد أخبر الله فرعون.. قد أظهر الله لفرعون.. لينظر فرعون".
2- أقوال الله : في صيغة الجمع والمفرد في آن واحد مثل: تكوين 1: 26 "نعمل الإنسان
على صورتنا كشبهنا" (في صيغة الجمع). ثم الآية التالية لها في صيغة المفرد تكوين 1:
27 "خلق الله الإنسان على صورته".
تكوين 3: 23 " قد صار كواحد منا " عارف الخير والشر.
تكوين 11: 7 "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم".
إشعياء 6: 7 هتاف السرافيم: "قدوس قدوس قدوس رب الجنود"
إشعياء 6: 8 "من أُرسل (مفرد)؟ ومن يذهب من أجلنا (جمع)؟".
3- صفات الله
صفات ذات الله عديدة منها مثلاً المحبة، والسمع، والكلام. فلو كان الله في وحدانيته
الواحد الفرد، العدد الحسابي البسيط، هل كانت محبته قبل الخليقة منذ الأزل عاملة أم
عاطلة؟ إن قلت عاطلة وتغيرت بالخليقة وأصبحت عاملة فيكون إلهاً متغيراً وفي حاجة
إلى خليقته!! حاشا لله أن يكون متغيراً أو محتاجاً. إذاً لا بد أن تكون وحدانيته
جامعة من آب وابن وروح قدس، منذ الأزل والآب يحب الابن والابن يحب الآب, فالمحبة
فيه عاملة، إذاً هو لا يتغير. هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد (عبرانيين 13: 8).
خلْقُ الخليقة لم يؤثر عليه لأنه في حالة اكتفاء بذاته، فهو ليس محتاجاً إلى خليقته
في شيء. وكمال الصفة هي أن تكون فعل وفاعل ومفعول به. فالله سبحانه هو الحب وهو
المحب وهو المحبوب منذ الأزل وإلى الأبد. فلا بد أن تكون وحدانيته الوحدانية
الجامعة حتى تكون صفاته عاملة منذ الأزل.
إذاً ما هي عقيدتنا في الثالوث ؟
نقول إن الله سبحانه الذي أوجد كل واحد ذا ذات متفردة منفصلة قائمة بذاتها، هل يمكن
أن يكون هو عز وجل بدون ذات إلهية؟!! حاشا. لا بد أن يكون موجوداً بذاته. والذات هي
سبب الوجود، فأنا بذاتي حينما أنجبت وأصبح لي أولاد أطلق علي اسم "أب". والله
القدير خلق الخليقة وأوجدها بذاته، فهل يمكن أن نطلق عليه "أبو الخليقة"؟. نعم وبكل
تأكيد، فنحن نطلق على الوجود الذاتي لله لفظ "الآب" ولا نقصد به الأبوة الجسدية
الناتجة عن وجود زوجة وتزاوج وتناسل وإنجاب، بل هي أبوة روحية مثلما نقول: الرئيس
أب المصريين، إبراهيم أب المؤمنين.
هذا الإله الموجود بذاته خلقني ناطقاً بالكلمة، فهل يعقل أن يكون هو بذاته غير ناطق
بالكلمة؟!! حاشا لله.
ولأن العقل يفكر ويتمخض ويلد فكرة فدائماً نقول إن الفكرة وليدة العقل، كما نقول عن
"الكلمة بنت شفة"، "وحللت هذه المشكلة من بنات أفكاري"، والشفاه تتحرك فتخرج كلاماً.
فالكلمة ولأنها وليدة العقل يمكن أن نطلق عليها لفظ "الابن". وهو ما سُمي في
اليونانية "اللوجوس" والتي جاءت منها الكلمة الإنجليزية "لوجيك" بمعنى العقل أو
المنطق لذلك نسمى نطق الله "بالابن". ولفظ الابن لا يعنى وجود أب وأم وتزاوج وتناسل،
لكن المعنى الروحي هو المقصود، مثلما تقول "ابن سوريا، ابن النيل، ابن العلم، ابن
الوطن، ابن السبيل". ( سورة النساء 36)
نقول أيضاً أن الله الموجود بذاته الناطق بكلمته خلقني حياً بالروح، فهل يمكن أن
يكون هو ذاته غير ذلك، كأن يكون قوة أثيرية أو كهرباء أو مغناطيسية؟ !! حاشا لله،
فهو الحي إلى أبد الآبدين. هذه الحياة نطلق عليها "الروح القدس". لذلك فالله الواحد
الموجود بذاته الناطق بكلمته الحي بروحه هو الآب والابن والروح القدس، ونحن بذلك لا
نقول ثلاثة بل إله واحد... من أين جاء هذا الكلام ؟.
الكتاب المقدس يعلن لنا هذا الفكر في آيات كثيرة اخترتُ لك بعضها: تكوين 1: 1 "في
البدء خلق الله السموات والأرض".
تكوين 1: 2 "وروح الله يرف على وجه المياه".
تكوين 1: 3 "وقال الله ليكن نور".
مزمور 33: 6 "بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فمه كل جنودها".
إشعياء 48: 16 "منذ وجوده أنا هناك والآن أرسلني السيد الرب وروحه".
متى 3: 16، 17 "وإذا السموات انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتيا عليه
وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".
متى 28: 19 "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس".
ولم يقل بأسماء لأنه واحد وليس ثلاثة.
لوقا 1: 35 "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك
يدعى ابن الله".
2 كورنثوس 13: 14 "نعمة ربنا يسوع المسيح، محبة الله، شركة الروح القدس مع جميعكم".
ما فائدة التعليم بالثالوث؟
قصد الله بإعلانه عن نفسه أن يربي الناس في التقوى لكي يعرفوه المعرفة التي تجعلهم
يتشبهون به في قداسته وكمال رحمته ومحبته. وهذا نجده واضحاً في جميع الأمم الذين
تعبدوا لآلهة متعددة. فالذين كانوا يعبدون آلهة الحرب كانوا يرضونها بكثرة القتل
وسفك الدماء. والذين كانوا يعبدون باكوس إله الخمر كانوا يرضونه بالإكثار من شربها
وهكذا .
إذا القصد من تعليم الثالوث هو:
1- يرفع شأن اللاهوت ويوضح كمالاته في ذاته منذ الأزل.
2- وسيلة إعلان الله عن نفسه للخليقة: فالآب والابن والروح القدس إله واحد. فالابن
يعرف الآب كمال المعرفة لذلك يقدر أن يعلنه بكماله، وكذلك الروح القدس. فبواسطة
الأقانيم الثلاثة يقترب اللاهوت تمام الاقتراب إلى المخلوقات المحدودة .
3- وسيلة إتمام عمل الفداء، فالابن الأقنوم الثاني تجسد وظهر في العالم وكفَّر عن
خطايا الناس وشفع في المذنبين ورتب كل وسائط التبرير والمصالحة بين الله والناس
وتمم الخلاص.
4- يجعل الله مثالاً للحياة البشرية التي يجب أن تكون، وذلك فيما يتعلق بالمعاشرة
الحبية والألفة الأهلية وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة والألفة
والاتحاد، فترى حقيقة الأبوة والبنوة ويتميز جنسنا عن غيره. فلو جردنا اللاهوت من
كل شعور المحبة للغير لجعلناه قوة مجردة وسلبناه صفة الألفة الحبية.
الثالوث المحارَب
على أن الثالوث الذي حاربه الإسلام غير تثليث المسيحيين، لأن الإسلام نظر إليهم
كقوم موحدين، فقال: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا
منهم. وقولوا: آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له
مسلمون" (العنكبوت 29: 46) وجاء في سورة البقرة 2: 62 "ان الذين آمنوا والذين هادوا
والنصارى والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً، فلهم أجرهم عند ربهم،
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون". كذلك حرم على المسلم الزواج من المشركات إلا إذا
أسلمن: "ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ" . ولكنه سمح للمسلم أن يتزوج مسيحية وتبقى
على دينها وهذا يعنى أنها غير مشركة. كما أن هناك آية تفصل بين المشركين والنصارى
تقول "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة
للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً، وأنهم لا
يستكبرون" (المائدة 5: 82).
لذلك فالثالوث الذي حاربه الإسلام هو ثالوث خاطئ ينادي بالولادة التناسلية والتزاوج
والتعدد في الذات الإلهية( وهو مانحاربة ايضا ) بدليل الآيات الآتية:
النساء 4: 171 "ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله واحد"
ونحن لا نقول أن الله ثلاثة بل واحد.
المائدة 5: 72: "لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة".
ونحن أيضاً لا نقول هذا بل نعلن أن كل من يقول هذا فقد ضل ضلالاً بعيداً.
أما الثالوث المحارَب فهو ثالوث المريميين الذي ينادى بان مريم الة ، بدليل قوله في
سورة المائدة 5: 116:
وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله"!
وهذا مانرفضة فهو كفر ان نقول ان مريم الة ..
اذن جميع ايات القران التى حاربت التثليث .. ذكرت تثليث لانؤمن بة
نهائى ولا جاء مثلة فى الانجيل
نلخص عقيدتنا عن الله في الآتي:
1-الله (اللاهوت) لا شريك له ولا تركيب فيه، لكنه يتميز عن كل الموجودات بأنه مع
وحدانيته وعدم وجود تركيب فيه، ليس أقنوماً ( الاقنوم كلمة تعنى جانب من جوانب
شخصية الله ) بل ثلاثة أقانيم. وهى ماجعل صفات اللة الاذلية عاملة وليست عاطلة
2-ليس الأقانيم ثلاث ذوات في الله ، لأن الله (اللاهوت) ذات واحدة، وليس ثلاثة
مظاهر له، لأنه في ذاته ليست له مظاهر. وليس ثلاثة أجزاء فيه، لأنه لا تركيب فيه بل
هم عين ذاته.
3-وإن كان كل أقنوم غير الآخر، لكن نظراً لأنهم عين اللاهوت(أو الله معيَّناً)
فإنهم واحد في كل الصفات والخصائص، ولا انفصال لأحدهم عن الآخر على الإطلاق. فمنذ
الأزل الذي لا بدء له إلى الأبد الذي لا نهاية له، الله هو (الآب والابن والروح
القدس) وهم الله الواحد.
4-أن معاني أسماء الأقانيم ليست المعاني الحرفية أو المجازية المستعملة لدى البشر،
بل المعاني الروحية الإلهية التي تتوافق مع وحدانية الله وتفرده باللاهوت والأزلية،
وعدم التعرض للتغير أو التطور. والغرض الوحيد منها هو الإعلان عن أنه جل جلالة
مستغنٍ بذاته عن كل شيء سواها، فنسبة الآب في اللاهوت تدل على المحبة الباطنية فيه،
ونسبة(الابن) في اللاهوت تدل على المحبة الظاهرة فيه، ونسبة (الروح القدس) تدل على
المحبة المتبادلة العاملة فيه، منذ الأزل الذي لا بدء له.
5- لذلك فوحدانية الله هي الوحدانية الجامعة المانعة، والتي وحدها تليق بجلاله لأن
بها تكون له ذاتية خاصة، ويكون متصفاً بكل الصفات الإيجابية اللائقة بكماله، وتكون
هذه الصفات ليس بالقوة بل بالفعل ومنذ الأزل هي عاملة، لذلك فلم يعترِه تغيير أو
تطور، ولا جدَّ عليه جديد نتيجة خلق العالم.
السؤال : يقول المعترض
هناك أحد العيوب وذلك فى الترجمات التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به (
تصحيح ترجمة) ففي 1يوحنا 7:5 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة
والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت
أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت
لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع
الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض أنَّ
"هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهو أحد دعائم
النصرانية"
وللرد على ذلك نقول:
اولا: الترجمات لأي كتاب من لغة الى اخرى يتم تصحيحها كثيرا... وترجمات القران خير
دليل على ذلك فعندما يترجم القران إلى الانجليزية مثلا لايقتنع الجميع بنسخة
انجليزية واحدة فهى يتم تصحيحها كثيرا ولايوافق جميع المسلمين على نسخة واحدة
مترجمة من القران بل دائما هناك التنقيح . فهناك ازدياد وحذف وتنقيح دائما مع
الترجمة .. فلماذا نرى التعديل والتنقيح فى الترجمة وكانة تحريف وهو امر ثابت
للجميع بمافية القران نفسة؟؟؟
ثانيا: إذا كانت عقيدة الثالوث مؤسسة على هذه الآية وحدها - فإنَّ هذا يجعلنا نعيد
تفكيرنا في تلك العقيدة. لكن أي فاحص أمين للعقائد المسيحية يقرّ صراحة - كما يفعل
كل الكاثوليك والبروتستانت
والأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين - وبرأي واحد: أنَّ عقيدة الثالوث هي العقيدة
الوحيدة عن الله التي نحصل عليها من تعاليم الإنجيل ككل. ففي أمر المسيح:
"اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالِابْنِ
وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" متى 28: 19 يستعمل المسيح كلمة "اسم" في صيغة المفرد في
اليونانية عكس الجمع لثلاثة أشخاص. وفي الإنجيل كلمة "اسم" التي تُستخدم في مثل هذا
السياق تشير إلى طبيعة وصفات الشخص أو المكان الموصوف. وهكذا يتكلم عن اسم "واحد"
فقط للآب والابن والروح القدس, بما يعني وحدة مطلقة بينهم. وعن "اسم" واحد فقط بما
يعني تشابهاً كاملاً كلياً في الصفات والجوهر. وهذه الآية برهان على عقيدة الثالوث
وتؤكدها. وغيرها كثير. ولا نستطيع أن ندرك كيف يمكن أن يؤثر إلغاء 1يوحنا 5: 7 - في
الترجمات الحديثة - على العقيدة المسيحية على أي نحو. وبناءً عليه لا يستحق الموضوع
أن يكون محل أي تفكير جدي!
وللرد ايضا نقول: من طالع ما كُتب على هذه العبارة من التفاسير تأكد حرص أهل الكتاب
على كتابهم، وأنه لا يمكن لأحدٍ أن يزيد عليه أو يُنقص منه شيئاً. وقد ألف علماء
المسيحيين على هذه العبارة المذكورة هنا الشيء الكثير. فقال فريق إنها من نوع
»المدرج« الذي أُتي به للشرح والتفسير، واستدلوا على ذلك بأن هذه العبارة لم تُكتب
في الأناجيل إلا بين قوسين، كما اننا نلاحظ ان:
(1) إنها موجودة في الترجمة اللاتينية القديمة التي كانت متداولة في أفريقيا، وفي
أغلب نسخ إيرونيموس. والترجمة اللاتينية هي من أقدم التراجم وأكثرها تداولاً.
(2) إنها موجودة في قانون الإيمان المعتبر في الكنيسة اليونانية وفي صلواتها
الكنسية. أما نص قانون إيمان الكنيسة اليونانية فهو : إن الله حق أزلي خالق كل
الأشياء، المنظورة وغير المنظورة، وكذلك الابن والروح القدس، وكلهم من جوهر واحد،
فإن يوحنا الإنجيلي قال: الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح
القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد.
(3) إنها موجودة في الصلوات القديمة التي تتلوها الكنيسة اللاتينية في بعض الأعياد
وفي عماد الأطفال.
(4) استشهد بها كثير من أئمة الدين اللاتين، ومنهم ترتليان في القرن الثاني،
وكبريان في القرن الثالث، وإيرونيموس في القرن الرابع، والأساقفة الأفريقيون في
أواخر القرن الخامس. وقد كتب ترتليان رسالة رد على براكسياس بخصوص الروح القدس،
فقال: »إن المسيح قال إن المعزي يأخذ مما لي، كما أن الابن أخذ مما للآب. فارتباط
الآب بالابن، والابن بالبارقليط يدل علي أن هؤلاء الأقانيم الثلاثة هم واحد. ولا شك
أن هؤلاء الثلاثة هم واحد في الجوهر، وإن كانوا غير واحد في العدد«. فأشار بهذا
القول إلى عبارة يوحنا. وكتب أوجينيوس أسقف قرطاجنة في أواخر القرن الخامس قانون
الإيمان، وقدمه نحو 400 أسقفاً إلى هوناريك ملك الفاندال، وورد في هذا القانون: »من
الظاهر للعيان أن الآب والروح القدس هم واحد في اللاهوت، وعندنا شهادة يوحنا البشير
لأنه قال: »الذين يشهدون في السماء ثلاثة الآب والابن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة
هم واحد«.
ومن الأدلة الداخلية على صحة هذه العبارة: أن سياق الكلام يستلزم وجودها ليتم
المعنى، فلو حُذفت لكان المعنى ناقصاً كما يتضح مما يأتي:
الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة« فقد شهد الآب للابن ثلاث مرات، الأولى لما أعلن
أن يسوع هو »ابنه الحبيب« بعد معموديته (متى 3: 17) وثانيةً عند التجلي (متى 17:
5). وشهد له ثالثةً لما أرسل ملاكه ليقويه وقت آلامه في جثسيماني (لوقا 22: 43).
وشهد الكلمة الأزلي ليسوع بحلول اللاهوت فيه جسدياً، فكان يعمل المعجزات الباهرة
بقوته، ويقول للشيء: كن فيكون. وبحلول اللاهوت في جسده احتمل هذا الجسد الضعيف
الفاني غضب الآب. وشهد الكلمة له أيضاً0 بأن أظلمت الدنيا ثلاث ساعات لما كان يسوع
معلقاً على الصليب، وبزلزلة الأرض، وشقّ الصخور، وفتح القبور، وظهور أجسام القديسين
في المدينة المقدسة بعد قيامة المسيح. فالكلمة الأزلية الذي به خلق الله العالمين
لا يزال ضابطاً لكل شيء، فإن الكتاب شهد قائلاً: »به عمل العالمين، وحامل كل
الأشياء بكلمة قدرته« (عبرانيين 1:2 و3).
وشهد الروح القدس للمسيح بحلوله عليه عند عماده، وحلوله على رسله بعد صعوده، بل هو
الذي نطق على لسان سمعان وحنة فشهدا للمسيح.
فيتضح مما تقدم أن الثلاثة في السماء شهدوا للمسيح، وهؤلاء الثلاثة هم كما قال
الرسول واحد في موافقتهم على هذه الشهادة. ثم قال: »والذين يشهدون في الأرض هم
ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. والمراد بالروح هنا المواهب
الفائقة الطبيعة التي منحها للمؤمنين، والمراد بهما الماء والدم اللذان خرجا من جنب
الفادي، فإنه بعد موت جسده طعنه أحد الجند بحربة، فخرج ماء ودم.
وإذا قيل: كيف شهد الماء والدم بأن يسوع المصلوب هو المسيح؟
قلنا: إن الماء والدم كانا الواسطتين الضروريتين للتطهير والفداء في الناموس. »وكل
شيء تقريباً يتطهَّر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة« (عبرانيين 22:
9). ولكن لم يكن التطهير بالدم فقط، بل بالدم والماء. قال الرسول بولس: »لأن موسى
بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع ماء، ورشّ
الكتاب نفسه وجميع الشعب« (عبرانيين 19:9). فكل غسلات الناموس وفدائه بالماء ودم
الحيوان كانت رمزاً إلى تطهير الضمير بماء المعمودية وفداء الخطية بدم يسوع المسيح
المسفوك على الصليب. فخروج الماء والدم من جنب المسيح بعد موته كان إعلاناً أن
الفداء الحقيقي تمّ، وفُتح الينبوع للتطهير.
على أن عقيدة وجود ثلاثة أقانيم في اللاهوت مؤيَّدة في الكتاب المقدس من أوله إلى
آخره بدون هذه الآية. يكفي قول المسيح له المجد: »فاذهبوا وتَلْمذوا جميع الأمم،
وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس« ولم يقل »بأسماء«.ا
ملاحظة اخيرة:
من ينكر هذة الاية هم شهود يهوة وهم جماعة غير مسيحية
بالمرة ولايندرجون تحت اسم المسيحيين وهم رافضون لأفكار المسيحية بالكامل ... اكرر
انهم غير مسيحيين بالمرة وهم جماعة مثل بعض الشيعة الذين يؤمنون بان القران 115
سورة وليس 114 حيث يقولون ان اهل السنة حذفوا سورة الولاية والتى تمدح على وبذلك
يشابهون شهود يهوة فى نفس الفكر
التوحيد على نوعين
المشاهد الكونية، وتاريخ البشرية في قصصها مع انبيائها.
الخليقة تشهد لخالقها؛ هذا دليل البداهة؛ المشاهد الكونية تدل على الكائن الاعظم؛
هذا برهان الفطرة: "سنريهم آياتنـــا في آلافاق وفي انفسهم حتى يتبيّن لهم أنه
الحق" (فصلت 53). ثم يفصل هذه الآيات.
ونلاحظ أن حوار القران كله، ليس لبيان الله، فوجوده مسلمُ به في مكة، وجميع العرب
يؤمنون به قبل القران.
انما الحرب القرآنية قائمـة على الشرك بالله؛ والدعوة القرانية تدعو
من سورة الى سورة، الى التوحيد الخالص من الشرك.
هتاف القران الذي صار دستور الدين والايمان والحق، هو " لا إاله الا الله". وبراهين
التوحيد على هذه الشهادة تتخذ مثلها صيغة سلبية أكثر منها ايجابية.
الله واحد لأنه خلق السماوات والارض، فلا يقدر على ذلك سواه.
الله واحد لأنه خلق النجوم (الواقعه 75)
والجواري الكنّـس (تكوير 16) خصوصاً الشمس والقمر، وهو رب الشعري!
الله واحد لانه يولج الليل في النهار، والنهار في الليل.
الله واحد بحسب تصريفه للرياح(حجر 22، الجاثية 4، اعراف 55) وتحليق الطير (نحل 81).
الله واحد لانه هو الذي يُنزل من السماء ماء يحيي به الارض الموات. ومنه الرعد
والبرق.
الله واحد لأنه خلق الجنس البشري من نفس واحدة، أولاً من حمإِ مسنون، ثم من ماء
مهين، من نطفه، في ظلمات ثلاث.
الله واحد لأنه فَصّل الأحياء، وخلق الأنعام لمنفعة الانسان.
الله واحد لأنه خلق البحار، وصيدها، وجعل منها ماء مالحاً ومنها عذباً فراتاً،
وتوج آيته بسير الفلك العجيب على المياه. (نحل 14)
الله واحد لانه جعل الارض رواسي أن تميد بمَن عليها.
وهذه المشاهد الكونية يسمّي اوصافها امثالاً يضربها للناس لعلهم
يتفكرون
(اسراء 89، كهف 54، الزمر 27): " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً
متصدعاً من خشية الله: وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " (الحشر 21).
وتجد مثلاً رائعاً على هذه الامثال والبراهين وطريقتها من سورة النحل: ينزّل
الملائكة بالروح من امره على مَن يشاء من عباده أن أنذروا ان لا إاله إلا أنا
فاتقونِ.
خلق السماوات والارض بالحق، تعالى عما يشركون.
خلق الانسان من نطفه فإذا هو حصم مبين.
والانعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون.
ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون.
وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيع الا بشق الأنفس: ان ربكم لرؤوف رحيم.
والخيل والبغال والحمير، لتركبوها، وزينة. ويخلق ما لا تعلمون.
ينبت لكم به الزرع والزيتون. والنخيل والاعناب، ومن كل الثمرات: إن في ذلك لآية
لقوم يتفكرون.
وسخر لكم الليل والنهار، والشمس والقمر! والنجوم مسخرات بأمره: ان في ذلك لآيات
لقوم يعقلون.
وما ذرأ لكم في الارض مختلفاً الوانه: ان في ذلك لآية لقوم يذكرون.
وهو الذي سخّر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً، وتستخرجوا منه حلية تلبسونها.
وترى الفلك مواخر فيه. ولتبتغوا من فضله. ولعلكم تشكرون.
والقى في الارض رواسي ان تميد بكم، وأنهار وسبلاً، لعلكم تهتدون:
أفمن يخلق كمن لا يخلق؟؟؟؟".
يتدبر المؤمن هذه البراهين ويسائل نفسه: مشاهد الكون عظيمة، لا أعظم ولا اجمل ولا
أكمل! ولكن كيف تبرهن هذه المشاهد على ان الله واحد؟ كيف تظهر وحدانية الله من خلق
الانسان من نطفة، أو سير الفلك على الماء، أو من نزول الماء من السماء؟ كيف يرمز
خلق الانعام، والخيل والبغال والحمير على وجود الخالق وتوحيده؟ كيف تدل انواع
الحيوان، واصناف الثمار، على وحدانية الخالق؟ كيف يدل تسخير الليل والنهار، والشمس
والقمر، وسائر النجوم للانسان، على توحيد الرحمان؟ كيف يظهر تصريف الرياح، وتسخير
البحار ان لا إله الا الله؟ كيف تهدي الرواسي التي تمنع الارض ان تميد بمن عليها
الى وجود الخالق وضرورة توحيدة؟؟؟ مشهد رائع! ومنطق حائر محير.