جميع حقوق الطبع محفوظة ويجوز
استعمال هذا النص واقتباسه شريطة الإشارة بوضوح الى المصدر.
الى جدتي ليلى ناصر التي تطرح أسئلة كبيرة عندما
تُتاح لها الفرصة ، والى الكثير من المسلمين الأفراد الذين أقدموا على المخاطرة.
مقدمة
لنواجه حقيقة
بسيطة: يُفتَرَض بي أن أكره إرشاد
منجي. فإذا استمع المسلمون اليها سيكفون عن الاستماع الى الأئمة من أمثالي أنا
الذي أمضيتُ سنوات في جامعة اسلامية تقليدية.
المؤلفة تهدد
سلطتي الذكورية وتقول أشياء عن الإسلام أتمنى أنها ليست صحيحة. وهي لديها لسان سليط وحشد من الحقائق
تؤكد بها تحليلها. انها لا تخاف من
الموت ، باستثناء الموت الذي يأتي بغلق العقل. وهي سحاقية ، وما تعلَّمتُه في المدرسة الدينية غرَسَ في
أعماقي ، حتى كاد يدخل في تركيب مادتي الوراثية ، أن الله يكره المثليين
والسحاقيات. فالمفروض بي حقا أن
اكره هذه المرأة.
ولكن لدى
الإحتكام الى الضمير وإعمال العقل أتوصل الى استنتاج مُحرِج: أن إرشاد تقول الحقيقة. والله يأمرني بأن أُدافع عن الحقيقة ـ
الأمر الذي يعني أن عليّ أن أتخذ جانبها.
ولكني لستُ بسبب
ذلك أكتبُ هذه المقدمة. فأنا اكتبها
لأني بحاجة الى التكفير عن تصرفي المرائي.
كثيرا ما يُثنى
عليّ لشجاعتي في فضح الاسلام المتطرف والارهاب. وأنا لا أستطيع التقليل من هذا الشرف لأن ما أفعله حقا يتطلب
قدرا من الشجاعة. لذا ما كان الأمر ليستدعي تضحية هائلة من الرجولة بغية الدفاع عن
إرشاد حين كانت بحاجة الى مَنْ يدافع عنها.
مؤخرا أُتيحت لي
هذه الفرصة ولم أغتنمها. كنتُ عائدا
لتوي من مؤتمر حيث أثرتُ ضجة بدعوة المسلمين الى تجاوز اللاسامية. وقد حزم بعض المسلمين أمرهم وقرروا أن
يفعلوا ما هو صحيح: التقوا بي
لتحديد ما قلتُه على وجه الدقة. وفي
مجرى النقاش أتى أحدهم على ذكر اسم إرشاد.
وقد استهجنها الجماعة بوصفها مشاغبة سحاقية. وكنتُ أنا جالسا هناك كالفرخة المسلوخة، صامتا بلا حراك ، لستُ
راغبا في تناول قضية اخرى ـ أنا الرجل ، "حامي حمى" المرأة ، كما كُتب
عليّ بتفويض الهي في وثيقة تعود الى القرن السابع قال لي معلمو المدرسة الدينية
أنها صالحة في كل زمان ، لم يكن بوسعي أن أنبس ببنت شفة.
عندذاك أدركتُ
أن نهاية يجب أن تُوضع لكل هذا الهذر.
أأنا مسلم أم لا؟ هل تهمني
الحقيقة أم لا؟ لهذا السبب أعلنُ
الآن ، لا لاولئك المسلمين الذين التقوا بي فحسب وانما للمسلمين كافة أينما
كانوا: أني أؤيد إرشاد منجي. انها تريد أن نفعل ما تريد كتبنا المقدسة
منا أن نفعله: انهاء المواقف
القبلية وفتح عيوننا والتصدي للظلم حتى لدى ترشيده على أيدي أئمتنا وشيوخنا
ومُلالينا وفقهائنا الأجلاء ، وغير ذلك من الألقاب التي يخلعها مُصادِرو الاسلام
على أنفسهم.
نادرا ما جاهر
مسلم ، إن جاهر ذات يوم ، بما يعرفه كثير منا ولكننا لا نجرؤ على تأكيده. إرشاد لا تلف ولا تدور وهي تفضح معاداة
اليهود فضلا عن النزوع الى تعليق مسؤولية كل ما يعانيه الاسلام من علل على شماعة
الاستعمار الغربي وفي الوقت نفسه التغافل عن تاريخ الاسلام نفسه في ممارسة
الامبريالية والاستمرار في انتهاك حقوق الانسان باسم الله.
تبقى إرشاد في
متن كتابها برمته مطيعة للارادة الالهية متجلية في الآية القائلة: "يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين
بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين..." ( القرآن ،
4: 135).
وإرشاد إذ تطيع
الله تُهزم المُلالي في لعبتهم ذاتها.
فمن اصعب متطلبات الاجتهاد ، ذلك التقليد الاسلامي في التعليل المستقل ، أن
يكون المرء عارفا بأحدث المفكرين في الاسلام جميعا. وإرشاد ، من هذه الناحية ، متقدمة على كثير من علماء
الدين. وفي الحقيقة أن كتابها يصلح
لأن يكون مادة تعليمية للتعريف بطروحات المثقفين المسلمين الحديثين. فأين في سواه يمكن العثور على مثل هذا
التحليل الذكي لأفكار سعد الدين ابراهيم ومحمود طه وخالد ابو الفضل ونصر ابو زيد
والعديد غيرهم!.
والحق أن إرشاد
كشفت نفسها للنقد باختيارها شكلا ديمقراطيا يتسم بالتحدي من اشكال التعبير ـ تقديم
الكتاب على انه رسالة مفتوحة. وهذه
المقاربة تجرح "أنا" المهجوسين بمسألة المكانة لأن المؤلفة ترفض أن تكتب
لنا ولجمهورنا النخبوي حصرا. فان
عمل إرشاد لا يقع في خانة النظريات الأكاديمية المبطنه بلغة متعالية تكاد تكون
عصية على الفهم. ولا هو يمثل
التسبيح الرومانسي المعهود بحمد الاسلام تسبيحا لا يفقهه إلا الأتباع ، بل أن
أمانة إرشاد واسلوبها ووضوحها ترفع الكتاب الى مرتبة خاصة به وحده.
أنت القارئ قد
لا تتفق مع كل ما تتوصل اليه إرشاد من خلاصات. وأنا قطعا لا أتفق مع كل خلاصاتها. ولكن هذا على وجه التحديد هو ما ترمي اليه ، وانتظار أي شيء
مغاير انما سيرتد على حرية الفكر ذاتها التي تسعى الى احيائها في الاسلام.
ها أنا فرغتُ من
البوح بما في داخلي. وإذ اعترفتُ
بتأييدي إرشاد منجي أشعرُ بأني تحررت ـ أو تقريبا تحررت. فأنا لدي نقطة خلاف واحدة: إرشاد كيف تجرؤين على سرقة رجولتي مني
بتأليف كتاب كان عليّ أنا أن اكتبه؟
الدكتور خليل
محمد
جامعة سان دييغو
الرسمية
الدكتور خليل
محمد بروفيسور في مادة الدين بجامعة سان دييغو الرسمية ، ولاية كاليفورنيا ، ومن
الأعضاء الأساسيين في مركز الدراسات الاسلامية والعربية بالجامعة. وهو أيضا إمام وواحد من العلماء المسلمين
القلائل الذين يحظون بقبول السنة والشيعة على السواء.
ولد الدكتور
محمد في غويانا في أميركا الجنوبية. ودرس في المكسيك وكندا والعربية السعودية وموريتانيا وسوريا
واليمن ، متلقيا تحصيله في معاهد اسلامية تقليدية وجامعات غربية.
بعد نيله شهاد
البكلوريوس في الدين والسيكولوجيا ( من المكسيك ) حصل على منحة دراسية من الحكومة
السعودية ليواصل دراسته في كلية الشريعة بجامعة محمد بن سعود في الرياض.
منذ عودته الى
أميركا الشمالية حاز على الكثير من القاب الزمالة والجوائز ونال شهادة الماجستير
في الدين ( تخصص باليهودية والاسلام ، جامعة كونكورديا ) ثم نال شهادة الدكتوراه (
بالشريعة الاسلامية ) من جامعة ماكجل ، كندا.
كان أول زميل في
قسم الدراسات الاسلامية ، جامعة برانديس ، باسم كرافت هيات Kraft-Hiatt لحملة شهادات الدكتوراه.
الى جانب
الخطابة في الجوامع والمعابد اليهودية والكنائس يحاضر الدكتور محمد في جامعات في
عموم أميركا الشمالية والعالم العربي.
الدكتور محمد
متخصص بالشريعة الاسلامية ويمكن الاطلاع على آرائه واجاباته عما يرد اليه من
استفسارات على الموقع www.forpeoplewhothink.org