5 - أخذه زوجة زيد

مما يدل على انقياد محمد إلى الشهوات وعدم ضبط نفسه التي هي أكبر أعدائه، عدم استنكافه عن أخذ امرأة زيد الذي كان قد تبناه, ومع أن قومه عيّروه، إلا أنه لم يبال بتعييراتهم، لأن الشهوة إذا استولت على النفس أماتت الإحساس, نعم أن داود وقع في خطيئة الزنا, ولكن يوجد فرق عظيم بين الأمرين، فلم يأخذ داود زوجة ابنه, ثم أن داود استغفر ربَّه واعترف بذنبه وتاب، ومع ذلك عاقبه الله بأن كدر عيشته وسلط عليه من أخذ نساءه وأذله، لأن الله عادل, أما محمد فقال: إن الله هو الذي أمره بذلك! وحاشا للقدوس الطاهر أن يصادق على العمل الشهواني، فورد في سورة الأحزاب 33:37 : وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أمسِك عليك زوجك، واتَّق الله، وتُخفي في نفسك ما الله مُبديه، وتخشى الناسَ والله أحق أن تخشاه, فلما قضى زيد منها وطراً زوَّجناكها، لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم، إذا قضوا منهن وطراً , ولو لم يكن في القرآن غير ذلك لكفى!

وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبّان قال: جاء محمد بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان يُقال له زيد بن محمد فجاء منزله يطلبه فلم يجده, فقامت إليه زينب بنت جحش زوجته فُضُلًا (أي ترتدي ثوباً واحداً خفيفاً) فأعرض محمد عنها، فقالت: ليس هو هنا، فادخُل بأبي أنت وأمي , فأبى أن يدخل, وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها إن محمداً على الباب فوثبت عجلى فأعجبته فولّى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن: سبحان الله العظيم! سبحان مصرّف القلوب , فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن محمداً أتى منزله, فقال زيد: ألا قلتِ له أن يدخل؟ قالت: قد عرضتُ ذلك فأبَى, قال: فسمعتِ شيئاً؟ قالت: سمعته حين ولّى تكلّم بكلام ولا أفهمه، وسمعته يقول: سبحان الله العظيم! سبحان مصرّف القلوب, فجاء زيد إلى محمد وقال: بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي لعل زينب أعجبتك فأفارقها , فيقول: أمسك عليك زوجك , فما استطاع زيد إليها سبيلًا بعد ذلك اليوم, فيأتي إلى محمد فيخبره فيقول: أمسك عليك زوجك , ففرقها زيد واعتزلها وحلّت، يعني انقضت عدّتها, فبينما محمد جالس يتحدث مع عائشة أخذته غشية فسُرّي عنه وهو يبتسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء؟ وتلا: وإذ يقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك , قالت عائشة: فأخذني ما قرُب وما بُعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صُنع لها زوَّجها الله من السماء, وقلت: هي تفخر علينا بهذا (الطبقات الكبرى - ابن سعد - كتاب النساء - باب زوجات محمد - قصة زواجه من زينب),

ولا يليق مقارنة أقوال المسيح وتعاليمه الطاهرة بهذا القانون الذي وضعه محمد في مسألة زيد, ومع ذلك لنذكر قانوناً من قوانينه توضيحاً للحق, قال المسيح: إن كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه, فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك، لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم (متى 5:28-30),

ورُوي عن عفّان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى النبي، فكان محمد يقول: أمسِكْ عليك زوجَك, فنزلت: وتخفي في نفسك ما الله مبديه , قال عارم في حديثه: فتزوجها محمد، فما أولم محمد على امرأة من نسائه ما أولم عليها، ذبح شاة (الطبقات الكبرى - ابن سعد - كتاب النساء - باب زوجات محمد - قصة زواجه من زينب),

وعن أنس قال: لما انقضت عدة زيد قال محمد لزيد: ما أجد أحداً أوثق من نفسي منك, اخطب عليَّ زينب , قال زيد: فانطلقت وقلت: يا زينب أبشري، إن رسول الله يخطبك, ففرحَتْ وتزوَّجها ودخل بها, وما أولم على امرأة من نسائه ما أولم عليها, ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتدّ النهار (الكشاف في تفسير الأحزاب 33:37),

وورد في سورة الأحزاب 33:50 : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، إن أراد النبي ان يستنكحها خالصة من دون المؤمنين , وأخرج بن سعد عن منير بن عبد الله الدؤْلي أن أم شُرَيْك الدوسية عرضت نفسها على النبي، وكانت جميلة، فقبلها, فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير , قالت أم شُرَيْك: فأنا تلك , فسماها محمد مؤمنة فقال: وامرأة مؤمنة , فلما قال محمد هذا قالت عائشة: إن الله يسرع لك في هواك , (أسباب النزول - للسيوطي - سبب نزول الأحزاب 50), لقد أصابت عائشة في كل قولها، (1) لا خير في امرأة تهب نفسها لرجل، فإنها تكون فاسقة, (2) إن إله محمد كان يسرع له في الموافقة على كل ما تشتهيه نفسه,

وورد في سورة الأحزاب (33:51): تُرجي من تشاء منهن، وتؤوي إليك من تشاء، ومن ابتغيت ممن عزلت، فلا جُناح عليك, ذلك أدنى أن تقرَّ أعينهن ولا يحزنّ، ويرضين بما آتيتهن كلهن (قوله ترجي أي تؤخِّر),

قال الحسن: معنى هذه العبارة أن الله فوَّض له أن يترك نكاح من شاء من نسائه، وينكح من شاء منهن , وقد آوى محمد اليه من نسائه: عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب، وكان يقسم بينهن سواءً, وأرجى من نسائه خمساً: أم حبيبة وميمونة وسودة وجويرية وصفية، فكان يقسم لهن ما يشاء (الكشاف في تفسير الأحزاب 33:51),

ولقد أورد ابن كثير في سيرته النبوية ذكر أزواج محمد اللاتي دخل بهن أو أرجأهن، وذكر من خطبهن من النساء فبلغن نحو أربع وثلاثين إمرأة بما فيهن زوجاته التسع وجاريته مارية وديمانة (السيرة النبوية لابن كثير - باب زوجات محمد وأولاده),

وهذا الكلام أيضاً من أقوى الأدلة على أن القرآن ليس من الوحي الإلهي، وحاشا لله أن يبيح للنبي الذي ينزل عليه الوحي الانغماس في الشهوات، وأن يتلذذ بمن يشاء من النساء، فيضمّ إليه من تخلب لبه وقلبه بجمالها كعائشة وزينب وغيرهما، ويظلم الباقيات,

وأخرج الشيخان عن أنس قال: لما تزوج النبي زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا, فلما رأى ذلك قام، وقام من القوم من قام، وقعد ثلاثة ثم انطلقوا, فجئت فأخبرت النبي أنهم انطلقوا، فجاء حتى دخل، وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ,,, وإن ذلكم كان عند الله عظيماً ,

وأخرج جويبر عن ابن عباس أن طلحة أتى إلى عائشة فكلمها وهو ابن عمها، فقال النبي: لا تقومنَّ هذا المقام بعد يومك هذا , فقال: إنها ابنة عمي، والله ما قلت لها منكراً، ولا قالت لي, قال النبي: قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغْيَر من الله، وإنه ليس أحد أغير مني , فمضى, ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي! لأتزوجها من بعده, فقال في القرآن: ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبداً (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول الأحزاب 50:53),

وورد في التحريم 66:1 : يا أيها النبي لِمَ تحرم ما أحلّ الله لك؟ تبتغي مرضات أزواجك، والله غفور رحيم ,

قال المفسرون: إن محمداً كان يقسم بين نسائه، فلما كان يوم حفصة استأذنت محمداً في زيارة أبيها، فأذن لها, فلما خرجت أرسل محمد إلى جاريته القبطية، فأدخلها بيت حفصة وخلا بها, فلما رجعت حفصة وجدت الباب مغلقاً، فجلست عنده, فخرج محمد ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: إنما أذنْتَ لي, من أجل هذا أدخلْتَ أمَتَك بيتي ووقعتَ عليها في يومي وعلى فراشي, أما رأيتَ لي حرمة وحقاً؟ ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن , فقال محمد: أليس هي جاريتي، قد أحلها الله لي؟ اسكتي فهي عليَّ حرام, التمس بذلك رضاك, فلا تخبري بهذا امرأة منهن ,

وفي رواية: أما ترضين أن أحرمها على نفسي ولا أقربها أبداً؟ قالت: بلى، وحلف أن لا يقربها , أي قال إنها حرام,

وفي رواية: قد حرمتُها عليَّ، ومع ذلك أخبرك أن أباك الخليفة من بعد أبي بكر، فاكتمي عليَّ , وفي رواية قال لها: لا تخبري بما أسررتُ إليك فأخبرت بذلك عائشة فقالت: قد أراحنا الله من مارية (السيرة الحلبية - جزء 2 - باب زوجات محمد),

قال الزمخشري: لِمَ تحرم ما أحل الله لك من ملك اليمين و(تبتغي) إما لتحرم أو حال أو استئناف، وكان هذا زلة منه لأنه ليس لأحد أن يحرم ما أحل الله لأن الله إنما حل ما أحل لحكمة أو مصلحة عرفها في إحلاله، فإذا حرم كان ذلك قلب المصلحة مفسدة (والله غفور) قد غفر لك ما زللت فيه (رحيم) قد رحمك فلم يؤاخذك به (الكشاف في تفسير التحريم 66:1),

وكان محمد مغرماً بحب عائشة، فأرسل في أول زواجه منها بنات الأنصار يلعبنمعها، لأنها كانت صغيرة, وإذا شربت عائشة من الإناء يأخذه فيضع فمه على موضع فمها ويشرب، إشارة إلى مزيد حبها, وإذا تعرَّقت عَرْقاً (العظم عليه اللحم) أخذه فوضع فمه على موضع فمها, وكان يتكئ في حجرها ويقبلها وهو صائم (رواه الشيخان),

وروى أصحاب السنن الستة أنه كان يقبّل نساءه وهو صائم، ووقف لعائشة يسترها وهي تنظر إلى الحبشة يلعبون بالحراب وهي متكئة على منكبه, قالت: فقال لي: أما شبعتِ؟ أما شبعتِ؟ فجعلت أقول: لا لا , (رواه الترمذي), وروى الإمام أحمد عن عائشة قالت: خرجتُ مع محمد في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال محمد للناس: تقدموا, فتقدموا, ثم قال: تعالي حتى أسابقك فسبقتُه, فسكت عني حتى حملت اللحم وبدنت وسمنت، ثم خرجت معه في بعض أسفاره, فقال للناس: تقدموا , ثم قال: تعالي حتى أسابقك , فسبقني, فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك (كتاب عشرة النساء - للنسائي - باب سباق الرجل أهله),

وقال علماء المسلمين إنه كان يدور على نسائه (أي يجامعهن) في الساعة الواحدة من النهار أو الليل وهن إحدى عشرة, قال قتادة بن دعامة لأنس بن مالك: أَوَ كان يطيق الدوران عليهن؟ فقال أنس: كنا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين (وفي رواية أربعين رجلًا) من رجال الجنة , وورد في الحديث قال محمد: أُعطيت قوة أربعين رجلًا من أهل الجنة في البطش والجماع , ورووا أن الرجل من أهل الجنة ليُعطى مائة قوة في الأكل والشرب والجماع والشهوة, وذكر ابن العربي: إنه كان له من القوة في الوطء الزيادة الظاهرة على الخلق , وروى ابن سعد عن أنس أنه طاف على نسائه التسع في ليلة, وقال محمد: أتاني جبريل بقِدْر فأكلت منها، فأُعطيت قوة أربعين رجلًا من رجال الجنة , وشكا محمد إلى جبريل قلة الجماع، فتبسم جبريل حتى تلأْلأَ مجلس محمد من بريق ثنايا جبريل، فقال له: أين أنت من أكل الهريسة (إحياء علوم الدين للغزالي - كتاب النكاح),

وقد تحدث الناس بما فعله صفوان بن المعطل في رجوعهم من غزوة المصطلق في عائشة زوجة محمد, فإنها تخلَّفت عنهم فرموها بالفسق، ومكثت في بيت أبيها مدة, وقال له علي بن أبي طالب: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير , ولكن علي لم يكن يعرف أنها كانت آخذةً بمجامع قلب محمد، لأنها كانت بكراً ولا يوجد أحدث سناً منها في نسائه، فلا عجب إذا توجه محمد إليها وقال: يا عائشة، بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه , ولما كان شديد الميل إليها، ولا سيما أنه أوتي من القوة على النكاح مقدار قوة أربعين رجلًا، أتى بتبرئتها في سورة النور فقال: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم (الى آخره), ولو ذكرنا هذه القصة لملأت ثماني صفحات أقل ما يكون، وشحن بها المفسرون كتبهم، وقد اكتفينا بالإشارة اليها لضيق المقام, (السيرة النبوية لابن كثير ج3 باب حادث الإفك),

وورد في سورة الأحزاب 33:50 : يا أيها النبي إنّا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتَ أجورهن، وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك، وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك، اللاتي هاجرن معك، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي، إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين, قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم، وما ملكت أيمَانهم، لكيلا يكون عليك حرج ,

وقال محمد إن الله أجاز له أن ينكح (1) من دفع مهرهن، (2) وما ملكت يمينه من السبي مثل صفية وجويرية، (3) وبنات عمه وعماته أي نساء قريش، (4) وبنات خاله وخالاته، يعني نساء بني زهرة، (5) وكل امرأة مؤمنة وهبت نفسها لمحمد بغير صداق, والنكاح ينعقد في حقه بمعنى الهبة، من غير ولي ولا شهود ولا مهر، لقوله: خالصة لك من دون المؤمنين , وهذا باب واسع,

الصفحة الرئيسية