10 - حاجة محمد للغفران
اعترف القرآن بأن خطايا محمد كثيرة أبهظت ظهره, ورد في سورة الشرح 94:2 ، 3 : وضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك سواء كان في الجاهلية أو غيرها, وبما أن الجميع أخطأوا، ولا يخرج من هذا الحكم كبير ولا صغير ولا نبي ولا ولي، فالقول: إن جبريل أتى محمداً وهو يلعب مع الصبيان، فأخذه وصرعه وشق عن قلبه، فاستخرج منه شبه عَلَقة، وقال: هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لامه، ثم أعاده إلى مكانه, (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 5862),
وهذه الحكاية تدل على كمون الخطيئة الأصلية في قلب كل إنسان، زيادة على الخطايا الفعلية، ولو كان محمد تطهَّر بهذا الغسل الملائكي لما فعل ما فعله بعد ذلك في حياته, والحاصل أنه لم يتقدس من الخطيئة الأصلية، بل زاد عليها الخطايا الفعلية التي ذكرناها، وهذه قاعدة تعم الجميع, وإذا ثبت ذلك ثبت افتقار البشر إلى فادٍ كريم يخلّص كل من آمن به, ولا يمكن غفران الخطايا بغير هذا, فإن العدل الإلهي يطالب بحقه, يقول في سورة الفتح 48:2 : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ولا يمكن تحقيق ذلك بغير الفداء, أما الخطايا المشار إليها في هذه الآية فهي الخطايا التي كانت قبل إعلانه عن نبوته والخطايا التي بعدها,
ومما يدل أيضاً على أنه خاطئ قوله في غافر 40:55 : واستغفر لذنبك وفي سورة محمد 47:19 : فاعلم أنه لا إله إلا الله، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم , وفي الحديث: أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم مائة مرة (مشكاة المصابيح حديث رقم 2325), وقد جاء في الحديث الصحيح: أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، لا يغفر الذنوب إلا أنت ,(أصول العقيدة الإسلامية للطحاوي بشرح الأذرعي), وعن أبي هريرة قال: سمعت الرسول يقول:'إني لأستغفر وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة` , وفي رواية أكثر من سبعين مرة , والتوبة هذه لا تكون إلا عن ارتكاب المعصية,