11 - جوْره في الأحكام
كان محمد جائراً في أحكامه, ولما ظهر له انحرافه رجع عنه كما ورد في النساء 4:105 ، 106 : إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيماً، واستغفر الله إن الله كان غفوراً رحيماً , قال ابن عباس نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار اسمه طعمة سرق درعاً من جار له اسمه قتادة بن النعمان، وكانت الدرع في جراب فيه دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى إلى داره, ثم خبأها عند رجل من اليهود اسمه زيد بن السمين, فالتُمست الدرع من عند طعمة فحلف بالله أنه ما أخذها وما له بها من علم, فاتَّبع أصحاب الدرع أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي، فأخذوها منه, فقال اليهودي: دفعها إليَّ طعمة وشهد له جماعة من اليهود بذلك, وجاء بنو ظفر قوم طعمة إلى محمد وسألوه أن يجادل عن صاحبهم طعمة، فهمَّ أن يعاقب اليهودي وأن يقطع يده بلا حق، وهو حرام, ولو كان محمد نبياً لعرف اللص الحقيقي من أول الأمر, (الكشاف في تفسير النساء 105 ، 106),
ورد في الأحاديث الصحيحة أنه كان إذا نزل عليه الوحي يُغشى عليه، وفي رواية يصير كهيئة السكران يعني يقرب من حال المغشي عليه، لتغيّره عن حالته المعهودة تغيُراً شديداً, حتى تصير صورته صورة السكران, وقال علماء المسلمين إنه كان يُؤخذ من الدنيا, وعن أبي هريرة: كان محمد إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة وفي رواية كرب لذلك وتزبد له وجهه وغمض عينيه، وربما غطّ كغطيط البكر , وعن عمر بن الخطاب: كان إذا نزل عليه الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل , وسُئل محمد: كيف يأتيك الوحي؟ (قال علماء المسلمين المراد بالوحي هنا حامل الوحي جبريل) فقال: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّ عليّ، فيُقضم (أي يقلع) عني وقد وعيت ما قال , وأجمع علماؤهم ومحدثوهم على أن محمدا كان يجد ثقلا عند نزول الوحي، ويتحدر جبينه عرقاً في البرد كأنه الجُمان، وربما غط كغطيط البكر، محمرة عيناه , وعن زيد بن ثابت: كان إذا نزل الوحي على محمد ثقل لذلك، قال: ومرة وقع فخذه على فخذي، فوالله ما وجدت شيئاً أثقل من فخذ محمد, وربما أوحي إليه وهو على راحلته فترعد حتى يظن أن ذراعها ينقسم وربما بركت ,