13 - سحر اليهود لمحمد:
قُلْ أعوذ برب الفلق , قال ابن عباس وعائشة: كان غلام من اليهود يخدم محمداً، فدبّت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ من مشاطة رأس محمد وعدة من أسنان مشطه فأعطاها اليهود، فسحروه فيها, وتولى ذلك لُبَيْد بن الأعصم اليهودي، فنزلت السورتان فيه وهما المعوذتان (سورتا 113 ، 114),
وقال البخاري ومسلم عن عائشة: إن النبي سُحر حتى يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يصنعه , (وفي رواية إنه يُخيل إليه فعل الشيء وما فعله) حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: أشعرتِ يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيتُه فيه؟ قلت: وما ذاك؟ قال: جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ، ثم قال أحدهما لصاحبه: وما وجع الرجل؟ قال مطبوب (أي مسحور) قال: ومن طبَّه؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق, قال: فبماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر (وعاء طلع النخل) قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان، (وقيل في بئر بني زريق), فذهب محمد في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين , قالت: فأخرجه , قال: أما أنا فقد عافاني الله وشفاني, وخفت أن أثير على الناس منه شراً (صحيح البخاري - كتاب الطب - باب السحر),
وفي رواية للبخاري أن محمداً كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن, قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذلك , عن زيد بن أرقم قال: سَحَر رجل يهودي محمداً، فاشتكى ذلك أياماً، فأتاه جبريل فقال: إن رجلًا من اليهود سحرك وعقد لك عقداً في بئر كذا, فأرسل محمد علياً فاستخرجها، فجاء بها فحلها، فجعل كلما حلّ عقدة وجد لذلك خِفّة، فقام محمد كأنما نشِط من عقال (صحيح البخاري - كتاب الطب - باب السحر),
ورُوي أنه كان تحت صخرة في البئر، فرفعوا الصخرة وأخرجوا جف الطلعة، فإذا فيه مشاطة من رأس محمد وأسنان من مشطه, وقيل كان في وتر عقد عليه إحدى عشرة عقدة، وقيل كان مغروزاً بالإبر, فأنزل الله هاتين السورتين - وهما إحدى عشرة آية، الفلق خمس آيات وسورة الناس ست آيات, فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلت العُقد كلها, فقام محمد كأنما نشط من عقال, ورُوي أنه لبث ستة أشهر واشتد عليه ذلك ثلاث ليال، فنزلت المعوذتان, وعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى محمداً فقال: يا محمد، اشتكيت؟ , قال: نعم , قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك
هذا هو نص أقوالهم في نبيهم، ومن كان بهذه الصفة يكون اليهودي الذي سحره أقوى منه عزماً وقوة لأنه غيَّر عقله حتى أنه كان يخيل إليه أنه صنع الشيء وهو لم يصنعه, والتوراة والإنجيل يعلماننا أن سحرة المصريين لم يقدروا أن يقفوا أمام موسى لأن أعمالهم كانت مبنية على الكذب والضلالة,