مفهوم النجاة في القرآن والسنة
وهل الله هون من إرتكاب الذنوب ؟!
"من ضروريات الحق والعدل في هذا الدين الحنيف أنه دين الأدب والكمال الخلقي ، والإنسانية السامية فتلك وظيفة الأديان السماوية ، ودلائل صحتها " فضيلة د. عبد الجليل شلبي
(مفتريات
المبشرين على الإسلام
–
د. عبد الجليل شلبي .. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
–ص25-
المختار الإسلامي للنشر
–
رقم الإيداع بدار الكتب 3143/1992 الترقيم الدولي 2-39-220-977)
الفهرس
الموضوع |
الصفحة |
مقدمة |
3 |
تمهيد .. صفة الرحمة في القرآن والسنة |
4 |
النجاة وترديد بعض الأقوال .. |
6 |
النجاة وقراءة بعض القراءات .. |
8 |
النجاة وبعض الأعمال .. |
9 |
النجاة والصلاة والركعات - حيث الحسنات يذهبن السيئات .. |
11 |
وأيضاً من فعل الصلاة ودورها في نجاة المؤمن .. |
15 |
النجاة والصوم .. |
15 |
النجاة والتوحيد .. |
16 |
النجاة والشهادتين .. |
18 |
النجاة ومن خاف مقام ربه .. |
18 |
النجاة والصلاة على النبي .. |
19 |
النجاة وطاعة النبي .. |
20 |
النجاة والحج والعمرة .. |
21 |
النجاة والاستغفار .. |
21 |
النجاة والوضوء .. |
22 |
النجاة وحب الله ورسوله .. |
22 |
النجاة والإيمان بالنبي .. |
23 |
النجاة والشفاعة .. |
23 |
النجاة وطرق أخرى .. |
25 |
معاملات الله ورسوله مع الخطاة والأثمة
- معاملات تفوق كل تصور وخيال .. |
28 |
النجاة وضوابط - والنهي عن الكبائر . |
34 |
مقدمة :
رغم وجود ما يدعو ويحث على الفضيلة والعمل الصالح إلي جانب الإيمان بالله .. مثل ما جاء في ( البقرة 62 ) وتكرر ( أي تأكد ) في ( المائدة 69 ) :
" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
ذلك لأن القرآن مشتق من جميع الكتب المتقدمة عليه كما قال ابن كثير في شرح حديث للبخاري .
(تفسير ابن كثير – طبقة دار الشعب ( 8 مجلدات ) – تحقيق ( عبد العزيز غنيم – محمد أحمد عاشور – محمد إبراهيم البنا ) – تفسير سورتي الرعد والإسراء – المجلد الرابع – ص382 (4/382) ، المجلد الخامس – ص 85 (5/85))
إلا أننا نصطدم بكلام قد يعاكس هذا المفهوم .. بل قد يهون من ارتكاب الذنوب والآثام !
وهذا ما
سوف نبينه في الصفحات القادمة
تمهيد ..
صفة الرحمة في القرآن والسنة ..
يقول القرآن أن الله تعالى " كتب على نفسه الرحمة " ( الأنعام 12 ) ويقول في ( الزمر 53 ) "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً أنه هو الغفور الرحيم " وفى (الأعراف 156) : "رحمته وسعت كل شئ".
وجاء في السنة النبوية وتحت عنوان " سعة رحمة الله " :
[ لما خلق الله الخلق كتب كتاب فهو عنده فوق العرش : " إن رحمتي تغلب غضبي "
وفي رواية "سبقت غضبي " ] رواه البخاري ومسلم
(رياض الصالحين للإمام النووي ( 631-676هـ )- حديث (418) – ص 193 – حققه وأخرج أحاديثه أحمد عبد الله باجور – الدار المصرية اللبنانية – طبعة أولى 1413هـ – 1993م . رقم الإيداع بدار الكتب 7017 لسنة 1992. الترقيم الدولي I.S.B. N 977-270-007-7 انظر أيضاً بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم – ص 256 – طبعة 1389هـ – 1969م .مؤسسة الحلبي وشركاه – جمع الأحاديث محمد بن محمد بن عبد الله المراكشي)
وهذا يعني أن صفة الرحمة سبقت صفة العدل أو تغلبت عليها* .
وفي صحيح الإمام مسلم : " إن لله مائة رحمة ، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم ، وتسع وتسعون ليوم القيامة "
(رياض الصالحين للنووي – حديث (419) – ص194 – مصدر سابق . وأيضاً بغية كل مسلم – ص 257 – مصدر سابق)
وحديث آخر : " .. أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا لا والله فقال (ص) : الله أرحم بعباده من هذه بولدها " رواه البخاري ومسلم
(رياض الصالحين للنووى – حديث (417) – ص 193)
لذلك يقول شيخ الإسلام " إبن تيمية " : " يخرج الله من النار أقواماً بغير شفاعة بل بفضله ورحمته ، ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا فينشئ الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة "
(أهل السنة شعب الله المختار _صالح الورداني_ ص 231 – مكتبة مدبولي الصغير – الطبعة الأولى : 1417هـ – 1996م – رقم الإيداع : 5688/096 الترقيم الدولي: 977-285-007-4)
كذلك يقال في البسملة : " بسم الله الرحمن الرحيم " وهي بداية كل سورة قرآنية إلا واحدة .. رغم أن الرحمن الرحيم إسمين من ضمن 99 اسماً تسمى " أسماء الله الحسنى ".
هذه الرحمة الواسعة والتي غلبت أو سبقت غضب الله وعدله فتحت باب الرجاء أمام المؤمن على مصراعيه وجعلت طرق النجاة كثيرة .. بل قد نجد دخول المؤمن الجنة هبة من الله ورحمة .. حتى لو لم يسلك طريقاً من هذه الطرق كما سوف نرى .
النجاة وترديد بعض الأقوال ..
" إن لله تسعة وتسعين أسماً ، مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ". رواه البخاري ومسلم
(تفسير ابن كثير – (1/35)،(2/515)،(8/413)-مصدر سابق – انظر أيضاً بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم – ص161 – مصدر سابق)
" من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت خطاياه (غفرت ذنوبه ) وإن كانت مثل زبد البحر ". رواه البخاري
(لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – لجامعها السيد محمد بن محمد بن عبد الله الموقت المراكشي – ص231 – مؤسسة الحلبى وشركاه طبعة 1389هـ – 1969 . أنظر أيضاً جمع الجوامع (الكبير) للسيوطي – إصدار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر – العدد (15) – ج4-1994)
" من قال إذا أصبح : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ، فأنا الزعيم ، لأخذن بيده حتى أدخله الجنة ".
(رواه الطبراني في الكبير عن المنذر (صحابى ) عن النبى (ص) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني وأسناده حسن – أنظر جمع الجوامع (الكبير) للسيوطي العدد (15) –ج4 – الطبعة الأولى 1994 – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر – رقم الإيداع بدار الكتب 2171/1994)
"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان ..". رواه البخاري
(لبانة القارئ من صحيح الإمام البخاري – ص231 – مصدر سابق)
" من قال لا إله إلا الله واحداً أحداً صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، ولم يكن له كفواً أحد – عشر مرات – كتبت له أربعون ألف ألف حسنة " . رواه الإمام أحمد والترمذي
(تفسير ابن كثير – ( 8/543 ) – مصدر سابق)
" ما منكم من أحد يتوضأ ثم يقول : اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما شاء ". رواه مسلم
(بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم – ص18،19 – مصدر سابق)
" من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غُفر له ذنبه " . رواه مسلم
(المصدر السابق –ص28)
" قال الرسول لأبي موسى : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ : لا حول ولا قوة إلا بالله " رواه البخاري ومسلم (تفسير ابن كثير (5/155)- مصدر سابق)
" كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " رواه البخاري ومسلم وابن ماجة
(المصدر السابق – (8/29))
يقول الله في حديث قدسي : " لا إله إلا الله حصني ، فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي " .
(شطحات مصطفى محمود – تأليف د. عبد المتعال الجبري –دار الاعتصام – ص41 – رقم الإيداع 5580/1976م. وانظر الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث (50) – ص 30 – للشيخ العلاقة محمد المدني – صححه وعلق عليه محمود أمين النواوي – المكتبة الأزهرية للتراث بالأزهر – طبع دار الغد العربي)
" فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ". رواه البخاري ومسلم
(رياض الصاحين للنووى – حديث (416) – ص193 – مصدر سابق)
" قال الحافظ أبو يعلي الموصلي ... عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلعم ) ما قال عبد ( لا إله إلا الله ) في ساعة من نهار إلا طلست ( محت ) ما في الصحيفة من السيئات ، حتى تسكن إلي مثلها من الحسنات " .
(تفسير ابن الكثير – ( 4/289) – مصدر سابق)
" حضر ملك الموت رجلاً يموت فلم يجد فيه خيراً وشق عن قلبه فلم يجد فيه شيئاً ثم فك عن لحييه فوجد طرف لسانه لاصقاً بفكه يقول لا إله إلا الله فغفر الله له – الحديث " . رواه أبو هريرة
(رواه أبو هريرة وأخرجه الخطيب في ترجمة سعد بن عبد الحميد ص125 من المجلد (9) من تاريخ بغداد . انظر كتاب أبو هريرة للإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى –170- الطبعة الثالثة – منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف الأشراف – 1384هـ – 1964 م)
" من كان أخر كلامه : [ لا إله إلا الله ] دخل الجنة ". رواه أحمد وأبو داؤد والحاكم في المستدرك
(جمع الجوامع (الكبير ) للسيوطي – ص2183 – العدد (18) – ج4 – الطبعة الأولى 1994م – رقم الإيداع 2171 / 1993 – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر)
" وفي حديث عن أبا ذر قال : أتيت رسول الله (ص) فقال : ما من عبد قال : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة . قلت وإن زنى وإن سرق ؟ قال وإن زنى وإن سرق – قلت وإن زنى وإن سرق ؟ قال وإن زنى وإن سرق . ثلاثاً ثم قال في الرابعة : على رغم أنف أبي ذر : فخرج أبو ذر يجر إزاره وهو يقول : وإن رغم أنف أبي ذر . وكان أبو ذر يحدث بهذا بعد ويقول : وإن رغم أنف أبي ذر " . رواه أحمد والبخاري ومسلم
(تفسير ابن الكثير (2/287) – مصدر سابق . وانظر لبانة القارى من صحيح الإمام البخاري –ص108 – مصدر سابق)
ويعلق د. مصطفى محمود على حديث أبي ذر قائلاً : " قول لا إله إلا الله باللسان مرة أو مرات أو طول العمر لن يغني شيئاً .. ولن يحقق لصاحبه نجاة ولا فلاحاً إلا إذا صادق القلب وصادقت الجوارح وأكدت الأفعال على هذا القول وهو ما لم يرد له ذكر في الحديث "
(الشفاعة – د. مصطفى محمود – كتاب اليوم – دار أخبار اليوم عدد يوليو 1999 – رقم الإيداع 9447/099 . الترقيم الدولي ( I.S.B.N) 977-08-0841-5 )
ونحن نقول إضافة لكلام د. مصطفى محمود أن القرآن نفسه يخبرنا أن مجرد الأقوال أو حتى النطق بالشهادتين ليس دليل الإيمان وإن كان إسلام .. لأن الإيمان شئ في القلب لا يعلمه إلا الله لذلك جاء في ( الحجرات 14 ) : "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا "
مما يفيد
أن الجهر بالشهادتين لا يعنى سوى الإنضواء تحت راية الدولة الإسلامية
–
أما الإيمان وهو ما يطلبه الله فهو قلبي . فالأعراب في الآية السابقة مسلمون
وليسوا مؤمنون-
إنهم
" أشد كفراً ونفاقاً " بحسب
( التوبة 97 )
النجاة وقراءة بعض القراءات ..
" من قرأ (هو الله أحد ) حتى يختمها – عشر مرات – بني الله له قصراً في الجنة ". فقال عمر : إذن نستكثر يا رسول الله . فقال (ص) " الله أكثر وأطيب " . رواه الإمام أحمد
(تفسير ابن الكثير – (8/543) – مصدر سابق)
" من قرأ (هو الله أحد) في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن ضغطته وحملته الملائكة يوم القيامة بأكمله حتى يجيزوه من الصراط إلي الجنة " أخرجه أبو نعيم
(أخرجه أبو نعيم عن عبد البر بن الشخير– عذاب القبر ونعيمه وعظة الموت – تأليف عبد اللطيف عاشور –ص77-مكتبة القرآن –طبعة منقحة – رقم الإيداع : 18783/2000 . الترقيم الدولي : I.S.B.N 977-250-246-1)
" من أراد أن ينام على فراشه في الليل فنام على يمينه ثم قرأ ( هو الله أحد ) مائة مرة إذا كان يوم القيامة يقول له الرب : يا عبدى أدخل على يمينك الجنة " . أخرجه الترمذي وأبن عدي والبيهقى عن أنس
(حديث قدسي – الاتحافات السنية في الاحاديث القدسية –مصدر سابق – حديث (739)-ص226)
" من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت " . رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
(تفسير ابن الكثير – (1/454) – مصدر سابق)
" من قرأ آية من القرآن . كان له درجة في الجنة ومصباح من نور " . رواه البيهقى عن ابن عمرو
(رواه البيهقي عن ابن عمرو وجاء في كنز العمال وفي إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين . انظر جمع الجوامع ( الكبير ) للسيوطي – العدد (16) –ج4- الطبعة الأولى 1994 م – رقم الإيداع بدار الكتب 2171/1994 – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر – ص1962)
" من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة ، بنى الله له بيتاً في الجنة " رواه الطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة
(وجاء أيضاً في كنز العمال (رقم 2698) – انظر جمع الجوامع (الكبير) للسيوطي – ص2057 – العدد (17) – ج4- الطبعة الاولى 1994 م، رقم الإيداع : 2171/1993 – مصدر سابق)
" من قرأ ثلاثمائة آية قال الله عز وجل لملائكته : نصب عبدي أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له " أخرجه ابن السني عن جابر
(الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – ص229-مصدر سابق)
" من قرأ يس في ليلة أصبح مغفوراً له . ومن قرأ "حم" التي يذكر فيها الدخان أصبح مغفوراً له ". إسناد جيد (تفسير ابن كثير (6/547) مصدر سابق)
وروى ابن حبان في صحيحه : " من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له "
(المصدر السابق – نفس الصفحة)
قال أبو عمر بن عبد البر وصح عن رسول الله (صلعم) أنه قال : " إن سورة ثلاثين آية شفعت في صاحبها حتى غُفر له " ... ( تبارك الذي بيده الملك )
(عذاب القبر ونعيمه – عبد اللطيف عاشور –ص77 – مصدر سابق)
النجاة وبعض الأعمال ..
" من يقم ليلة القدر إيمانا وأحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " . رواه البخاري
(لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص18 – مصدر سابق)
" من أتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً ، وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ، ومن صلى عليها ورجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط " . رواه البخاري (المصدر السابق –ص19)
" من بنى لله مسجداً دخل الجنة " . وبلفظ آخر :
" بنى الله له بيتاً في الجنة " رواه ابن ماجة وأحمد
(جمع الجوامع (الكبير) للسيوطي –ص301،302 – العدد (3) – ج4 الطبعة الأاولى 1990. مصدر سابق . رقم الإيداع 2171/1988)
" من تزوجت إليه أو تزوج إلي فحرمه ( الله) على النار" رواه ابن عساكر عن ابن أبي أوفى
(المصدر السابق – العدد (4) -ج4 ، طبعة أولى 1990 – ص 395)
" من كان له ثلاث بنات يكفلهن ويؤويهن ويزوجهن وجبت له الجنة ، قيل : وأثنتين ؟ قال: واثنتين ". رواه الطبراني عن جابر
(المصدر السابق – العدد (18)–ج4- طبعة أولى 1994 –ص2231)
" من كان له ثلاث بنات أو أخوات ، فصبر على لأوائهن ، وضرائهن ، وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إيّاهُن ، قيل : وبنتين ؟ قال : وبنتين ، قيل : وواحدة ؟ قال : وواحدة " . رواه الخرائطي عن أبي هريرة
(المصدر السابق – ص2264)
" من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة " رواه أحمد والترمذي وأبن ماجة وغيرهم
(المصدر السابق- العدد (2) –ج4-
الطبعة الأولى 1990م، رقم الإيداع بدار الكتب 2171/1988)
النجاة والصلاة والركعات .. حيث الحسنات يذهبن السيئات ..
ففي ( هود 114) : " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ، وذلك ذكرى للذاكرين " .
وجاء في السنة النبوية : " يا معاذ أتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " . رواه أحمد والترمذي
(33 سبباً لنجاة المرأة المسلمة من النار – ص56،57 – أعداد على عبد العال الطهطاوي رئيس جمعية أهل القرآن والسنة – مكتبة الصفا – الأزهر – الطبعة الأولى 1421 هـ – 2000م . رقم الإيداع 1991/2001 . انظر أيضاً تفسير ابن الكثير(4/289) – مصدر سابق)
"إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " . رواه أحمد
(انظر المصدرين السابقين – نفس الصفحات)
وقد جاء في شرح الآية السابقة ( هود 114) الأحاديث الأتية :
" ما من مسلم يذنب ذنباً ، فيتوضأ ويصلي ركعتين ، إلا غُفر له " .رواه الإمام أحمد
(مسند الإمام أحمد – تفسير ابن كثير (4/284) مصدر سابق)
" أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهراً غمراً ( الغمر : الكثير ) يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيئاً ؟ قالوا : لا يا رسول الله . قال : وكذلك الصلوات الخمس ، يمحو الله بهن الذنوب والخطايا " . رواه البخاري ومسلم (لفظ البخاري)
(المصدر السابق – ص285)
وبلفظ مسلم : " مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جارٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ".
(رياض الصالحين للنووي – حديث (428) ص197 – مصدر سابق)
" من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غُفر له ما تقدم من ذنبه". رواه البخاري ومسلم (تفسير ابن كثير (4/285) – مصدر سابق)
" من توضأ وضوئي هذا ، ثم قام فصلى صلاة الظهر ، غفر له ما كان بينه وبين صلاة الصبح ، ثم صلى صلاة العصر ، غفر له ما بينه وبين صلاة الظهر ، ثم صلى صلاة المغرب ، غفر له ما بينه وبين صلاة العصر ، ثم صلى العشاء ، غفر له ما بينه وبين صلاة المغرب ، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ، ثم قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء ، وهن الحسنات يذهبن السيئات "رواه الإمام أحمد
(وجاء في تفسير الطبري . انظر المصدر السابق –ص285)
" إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة " رواه الإمام أحمد
(تفسير ابن كثير – (4/285)- مصدر سابق)
" جعلت الصلوات كفارات لما بينهن ، فإن الله قال : " إن الحسنات يذهبن السيئات " رواه الطبري عن أبو مالك الأشعري "
(رواه الطبري عن أبو مالك الأشعري . تفسير ابن الكثير - المصدر السابق)
لذلك قال سلمان الفارسي* : " إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه ، كما يتحات ( يتساقط ) ورق الشجر وقال ( وأقم الصلاة … إن الحسنات يذهبن السيئات " رواه الإمام أحمد
(المصدر السابق – ص289)
" عن إبن مسعود : أن رجلاً أصاب من إمرأة قبلة ، فأتى النبي (صلعم) فأخبره ، فأنزل الله (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ، إن الحسنات يذهبن السيئات ) ، فقال الرجل : ألي هذا يا رسول الله ؟ قال : " لجميع أمتي كلهم " ] رواه البخاري ومسلم وأحمد وأهل السنن إلا أبا داؤد وهذا لفظ البخاري (المصدر السابق –ص286)
" وعن أبن مسعود أيضاً قال : جاء رجل إلي النبي (صلعم ) فقال يا رسول الله ، إني وجدت إمرأة في بستان ، ففعلت بها كل شئ ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها** ولم أفعل غير ذلك ، فأفعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله (صلعم) شيئاً ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعة رسول الله بصره ثم قال : ردوه علىّ فردوه عليه ، فقرأ عليه ( أقم الصلاة … إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) . فقال معاذ – وفي رواية عمر - : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال بل للناس كافة ". رواه أحمد ومسلم وأبو داؤد*** والترمذي والنسائي والطبري
(المصدر السابق – 286)
"روى الإمام أحمد عن بن عباس : أن رجلاً أتى عمر قال : إمرأة جاءت تبايعه ، فأدخلتها الدولج (المخدع) ، فأصبت منها ما دون الجماع ، فقال ويحك لعلها مغيبة في سبيل الله ( أي التي خرج زوجها للقتال في سبيل الله ) ؟ قال : أجل قال : فائت أبو بكر فأسأله . قال : فأتاه فسأله فقال : لعلها مغيبة في سبيل الله ؟ فقال مثل قول عمر ، ثم أتى النبي (صلعم) فقال له مثل ذلك ، قال فلعلها مغيبة في سبيل الله . ونزل القرآن : ( أقم الصلاة … إن الحسنات يذهبن السيئات ) .. إلي آخر الآية ، فقال : يا رسول الله إلي خاصة أم للناس عامة ؟ فضرب – يعني عمر – صدره بيده وقال لا ، ولا نعمة عين ، بل للناس عامة – فقال رسول الله (صلعم ) : صدق عمر ". (المصدر السابق –ص 287)
" وفي سنن الدارقطني عن معاذ بن جبل : انه كان قاعداً عند النبي (صلعم ) فجاءه رجل فقال : يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من إمرأة لا تحل له ، فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من إمرأته إلا قد أصاب منها ، غير أنه لم يجامعها ؟ فقال له النبي (صلعم) " : توضأ وضوءا حسنا ، ثم قم فصل ، قال : فأنزل الله عز وجل هذه الآية ، يعني قوله : ( أقم الصلاة … إن الحسنات يذهبن السيئات ) فقال معاذ : أهي لي خاصة أم للمسلمين عامة ؟ قال : بل للمسلمين عامة " . رواه أيضاً الطبري (المصدر السابق – ص288)
أخرج الإمام أحمد والبيهقي والبزار والطبري وغيرهم أن رجلا من أصحاب النبي ( صلعم ) ذكر إمرأة وهو جالس مع رسول الله ( وفي لفظ كان يهوى إمرأة ) ، فأستأذنه لحاجة ، فأذن له ، فذهب يطلبها فلم يجدها ، فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي (صلعم ) بالمطر ، فوجد إمرأة جالسة على غدير ، فدفع في صدرها وجلس بين رجليها ، فصار ذكره مثل الهُدبة ، فقام فأتى النبي (صلعم ) فأخبره بما صنع ، فقال له : استغفر ربك ، وصل أربع ركعات . قال : وتلا عليه ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ) الآية .
(المصدر السابق – ص288 . انظر أيضاً النص المؤسس ومجتمعه – خليل عبد الكريم – السفر الثاني- ص56- دار مصر المحروسة للنشر – رقم الإيداع بدار الكتب : 2035/2002)
ونحن نرى أن مرتكبى الاثام المذكورة لم يكونوا فى حاجة إلى ركعات يذهبن بها السيئات فهم قد مارسوا حقهم فى فعل (اللَمَم) فقد جاء فى (النجم32) : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ..."
قال القرطبى فى تفسيره : (ِلَّا اللَّمَمَ) وهى الصغائر التى لا يسلم من الوقوع فيها ألا من عصمه الله وحفظه، وقد أختلف فى معناها، فقال أبو هريرة وابن عباس والشعبى:(اللَّمَمَ) كل ما دون الزنى، وذكر مقاتل بن سليمان : أن هذه الآية نزلت فى رجل كان يسمى نبهان التمار، كان له حانوت يبيع فيه تمراً ، فجاءته امرأة تشترى منه تمراً فقال لها : إن داخل الدكان ما هو خير من هذا ، فلما دخلت راودها فأبت وانصرفت فندم نبهان ، فأتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، ما من شئ يصنعه الرجل إلا وقد فعلته إلا الجماع ، فقال : "لعل زوجها غازٍ" فنزلت هذه الآية ، وقد مضى فى آخر "هود" وكذا قال ابن مسعود وأبو سعيد الخُدرى وحذيفة ومسروق : إن اللمم ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة.
(الجامع لأحكام القرآن للقرطبى – ص91- ج9 (10 مجلدات)-دار الحديث بالقاهرة – الجزء السابع عشر- طبعة 2002م)
وجاء فى تفسير ابن كثير عن ابن مسعود قال :"زنا العينين النظر ، وزنا الشفتين التقبيل، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين المشى، ويُصدق ذلك الفرجُ أو يُكذبه، فان تقدم بفرجه مان زانيا، وإلا فهو اللَّمَمَ ". وكذلك قال مسروق والشعبى".
(تفسير ابن كثير – (النجم32) – ج7- ص435- مصدر سابق)
"لذلك يقول د. محمد شحرور* : " وقد أكد النبي (صلعم) أن كل علاقة بين الرجل والمرأة لا تصل إلي الجماع الجنسي فهي ليست زنا . وإن كل علاقة تنتهي بالجماع الجنسي فهي زنا من أولها إلي آخرها (والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) ".
وقد يسأل سائل : إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يصافح النبي (ص) النساء وبنفس الوقت قال : " والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ؟ أقول أن النبي خاطب الناس بأن الفرج هو الذي يصدق أو يكذب الزنا وبنفس الوقت وضع حداً لنفسه كنبي ورسول ورئيس دولة .. "
(الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة – دار سنيا للنشر – والأهالي للنشر ص629 – الطبعة الأولى – مصر 1992 . رقم الإيداع 8248/92 I.S.B.N 977-5140-28-5)
والحديث الذى رواه د. شحرور جاء بالصورة التالية : روى أبو هريرة عن النبى (ص) أنه قال :" إن الله – تعالى- كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تَمَنَّى وتشتهى ، والفرج يصدَق ذلك أو يكذبه" رواه الإمام أحمد فى مسنده والبخارى ومسلم من حديث عبد الرازق .
(تفسير ابن كثير – ج7- ص435- مصدر سابق)
" ويرى خليل عبد الكريم أن الآية السابقة ( هود 114)" مست الموضوع مساً رقيقاً به عفو وسماح ورحمة مع تكليف بسيط للغاية لو أداه الصاحب الجانح لذهبت سيئاته وامحت ذنوبه وزايلته خطاياه " . (النص المؤسس ومجتمعه –السفر الثاني – ص60 – مصدر سابق)
وفي موضع أخر يقول معلقاً على الروايات السابقة : " إن محمداً أدرك أن الجنوح مستمر وسلسلة الأخطاء والخطايا ممتدة وأن القاعدة الشعبية العريقة واقعة لا محالة تحت سلطان الأعراف والقيم والتقاليد التي درجت وشبت وشابت عليها وأن من الأصلح فتح باب التوبة فقرأ عليهم آية تخبرهم أن إقامة الصلاة والاتيان بالحسنات يمحوان تلك الأثام التي يمارسونها في سهولة ويسر باعتبار أنها جزء من نمط الحياة الذي يحبونه "* .
(مجتمع يثرب – ص32 – سينا للنشر – القاهرة – الانتشار العربي ببيروت – الطبعة الأولى 1997)
" وفي الصحيحين ( البخاري ومسلم ) عن أنس قال " كنت عند النبي (صلعم) فجاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، أني أصبت حداً فأقمه عليّ … قال : ولم يسأله عنه .. فحضرت الصلاة .. فصلى مع النبي (صلعم ) .. فلما قضي النبي ( صلعم ) الصلاة قام إليه الرجل فقال : يا رسول الله إني أصبت حداً فأقم فيّ كتاب الله قال (ص) : أليس قد صليت معنا ؟ قال بلى .. قال (ص) : فإن الله عز وجل قد غفر لك ذنبك " (!!)
(لواء / محمد شبل – مجلة أكتوبر – العدد 1260 – الأحد 17/12 ( كانون أول ) 2000 م – ص25 انظر أيضاً رياض الصالحين للنووي حديث (434)-ص198)
وأيضاً من فعل الصلاة ودورها في نجاة المؤمن ..
" من صلى اثنى عشرة ركعة في يوم وليلة بنى له بهن بيت في الجنة " . رواه مسلم
(بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم –ص49-مصدر سابق)
" من صلى البردين دخل الجنة : قوله البردين : الفجر والعصر " رواه البخاري
(لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص68- مصدر سابق)
" وعند عمار بن ياسر قال : رأيت حبيبي رسول الله يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال : من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر "
(جريدة اللواء الإسلامي – 26/5/1983م)
" الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة كفارات لما بينهن "
(أسباب نزول (البقرة : 108 ) للسيوطي)
" الصلوات الخمس يمحو بها الله الخطايا " رواه البخاري
(لبانة القارى من صحيح الإمام البخاري – ص64 - مصدر سابق)
النجاة والصوم ..
" من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها " رواه البخاري (المصدر السابق – ص162)
" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري
(المصدر السابق – ص 18)
وبلفظ آخر : " من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داؤد والنسائي وإبن ماجة وغيرهم
(جمع الجوامع (الكبير) للسيوطي –ص1205 – العدد (10) –ج4 طبعة أولى 1991 – رقم الإيداع بدار الكتب 2171/1991- مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر)
" من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر " رواه ابن ماجة والإمام أحمد ومسلم وأبو داؤد والترمذي وغيرهم (المصدر السابق – ص1208)
ويقول الإمام أبو جعفر النحاس : قد صح عن النبي ( صلعم ) من حديث أبي قتادة قوله : " صوم عاشوراء* يكفر سنة مستقبلة "
(كتاب الناسخ والمنسوخ للإمام أبو جعفر النحاس – نسخة مصححة – ص22 – مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت لبنان –ص.ب : 5115/114-الطبعة الثانية 1417هـ – 1996م)
[ سُئل رسول الله عن صيام يوم عرفة فقال : "أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية" ] رواه مسلم (تفسير ابن كثير (5/411) – مصدر سابق)
بالنسبة لمن يموت وعليه صيام فقد روى البخاري عن عائشة أن رسول الله قال : " من مات وعلية صيام صام عنه وليه "
(لبانة القارى من صحيح الإمام البخاري – ص 138 - مصدر سابق أنظر أيضاً عمود قرآن وسنة لفضيلة د. محمد سعاد جلال – جريدة الجمهورية – 27/7/1980-ص7)
النجاة والتوحيد ..
جاء في (النساء 48) : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .
جاء في شرح الآية الأحاديث الآتية :
قال النبي (ص) لأبي هريرة : " أذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة ". رواه الإمام مسلم
(رياض الصالحين للنووي – حديث (431) – ص 197)
يقول الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي (شيعي) في هذا الحديث : " تبشيره (ص) بالجنة لكل من لقي الله عز وجل بالتوحيد مطمئناً بها قلبه . وذلك حيث ، اقتضت حكمة الله تعالى ورسوله (ص) أن يؤذن في الناس بهذه البشرى تبياناً للحقيقة عن عاقبة الموحدين"
(النص والاجتهاد – ص191 – الناشر : أبو مجتبي – الطبعة الأولى 1404هـ – تحقيق وتعليق أبو مجتبي – مطبعة سيد الشهداء (ع) – قم)
" قال رجل للنبي (ص) : إن لي إبن أخ لا ينتهي عن الحرام ، قال : وما دينه ؟ قال يصلي ويوحد الله ، قال : استوهب منه دينه فإن أبى فابتعه منه ، فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه ، فأتى النبي (صلعم) فأخبره فقال : وجدته شحيحاً على دينه فنزلت : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " . (أسباب نزول (النساء 48) للسيوطي)
" عن معاذ بن جبل قال : قال (ص) : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً " فقلت (معاذ): يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال " لا تبشرهم فيتكلوا ". رواه البخاري ومسلم
(رياض الصالحين للنووي – حديث (425) – ص196 مصدر سابق)
" قال جبريل للنبي (ص) : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة : فقال له النبي (ص) : يا جبريل وإن سرق وإن زنى* ؟ قال : نعم وإن شرب الخمر " رواه البخاري ومسلم (تفسير ابن كثير – ( 2/288) – مصدر سابق)
" قرأ رسول الله (ص) – ( المدثر 56) : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة) ، وقال : قال ربكم:أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معى إله فمن أتقى أن يجعل معي إلهاً كان أهلاً أن أغفر له " رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والنسائي
(ابن الكثير – ( 8/299) - مصدر سابق)
” وفي حديث قدسي قال الله تعالى :" يا إبن أدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ، يا إبن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا إبن أدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً .لأتيتك بقرابها مغفرة " رواه الترمذي وقال حديث حسن
(رياض الصالحين للنووي – حديث 441 – ص 202 - مصدر سابق . أنظر أيضاً الاتحافات السنية في الاحاديث القدسية – حديث (760) – ص231 – مصدر سابق)
والخلاصة : "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة "رواه الإمام مسلم
(تفسير ابن كثير – ( 3/355) – مصدر سابق . انظر أيضاً رياض الصالحين للنووى – حديث ( 413) – ص191)
انظر أيضاً الأحاديث أرقام (43-55) من صحيح الإمام مسلم – تحت باب أن مَن مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً**
لذلك يقول د.أحمد عمر هاشم* : " كل الموحدين سيدخلون الجنة حتى وإن كانوا من مرتكبي الكبائر "
(مجلة المصور – العدد 3899 – 18 ربيع أول 1420 هـ – 2 يوليو 1999 ص25 ادار الحديث عادل سعد)
لذلك أيضاً يقول عيد ورداني : " .. ثم منحة ومنة كبرى منه وهو الأكرم ، وعدهم بأن يتجاوز عنهم مهما بلغت ذنوبهم وإن كانت مثل زبد البحر ، أو بلغت عنان السماء ، بل لو جاءوا بقراب الأرض خطايا ، لتجاوز عنهم وعفا ، شريطة ألا يشركوا به شيئاً لأن ذلك حق له تعالى (ألا يُشرك به ) "
(قصة الخلق –
ص21 –
الناشرون المتحدون ( الشركة العصرية للنشر
–
المركز الدولي للنشر ) –
الطبعة الثانية 1/2/2000 –
رقم الإيداع : 14955 /2000 -الترقيم الدولي :
I.S.B.N 977-5983-01-0)
النجاة والشهادتين ..
" أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاكٍ فيحجب عن الجنة " رواه الإمام ومسلم
(رياض الصالحين للنووى – حديث (415)-ص192)
" ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار قال معاذ : يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا ؟ قال : إذاً يتكلوا . فأخبر بها معاذ عن موته تأثماً " رواه البخاري ومسلم
(المصدر السابق – حديث (414)-ص191)
النجاة ومن خاف مقام ربه ..
جاء في ( الرحمن 46) : " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
وجاء في شرح الآية : " وعن أبى الدرداء : أن رسول الله قرأ يوماً هذه الآية ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) فقلت (أبو الدرداء ) : وإن زنى وإن سرق ؟ فقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) فقلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال : وإن رغم أنف أبي الدرداء " رواه الطبري والنسائي
(تفسير ابن كثير - ( 7/477) - مصدر سابق)
النجاة والصلاة على النبي ..
جاء في ( الأحزاب : 56 ) : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا له تسليماً " .
وجاء في السنة النبوية ( الشارحة للقرآن ) الأحاديث الآتية : " من صلى علي صلاة صلى الله عليه [بها] عشراً .. فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " رواه أحمد والبخاري
(المصدر السابق – ( 3/97))
" من صلى علي واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيات ، ورفع له عشر درجات " رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم
(جمع الجوامع (الكبير ) للسيوطي –ص1353 – العدد (11) –ج4 طبعة 1992 – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر – رقم الإيداع 2171/1991)
" من صلى علي مرة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات " رواه أحمد وابن حبان في صحيحه
(المصدر السابق – ص 1355)
" من صلى علي حين يصبح عشرا ، وحين يمسى عشرا ، أدركته شفاعتي يوم القيامة "
(رواه الطبراني باسنادين أحدهما جيد – ورمز المصنف لحسنه - المصدر السابق – ص 1359)
" من صلى علي محمد وقال : اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي "
(رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني واسانيدهم حسنه – المصدر السابق – ص 1362)
" من صلى علي في يوم ألف مرة لم يمت حتى يبشر بالجنة "
(جاء في كنز العمال للمتقى الهندى ، ورواه الحاكم بن عطية ، وقال الإمام أحمد عن الراوي : لا بأس به ، وقال يحيى بن معين* : هو ثقة . انظر المصدر السابق – ص1368)
" من صلى علي يوم الجمعة مائتي صلاة غفر له ذنب مائتي عام "
(رواه الديلمي عن أبي ذر ، وجاء في كنز العمال للمتقى الهندي . انظر المصدر السابق ونفس الصفحة)
" من صلى علي صلاة واحدة ، صلى الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات "
(مسند الإمام أحمد (3/102) – انظر تفسير ابن كثير (6/458)- مصدر سابق)
" ما من عبد يصلي علىّ صلاة إلا عرج بها ملك حتى يجيء بها وجه الرحمن ، فيقول الله عز وجل قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم "
(أخرجه أحمد عن أبي هريرة (رض) – انظر الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث (717) – ص221 - مصدر سابق)
والخلاصة : " من نسي الصلاة علىّ خطئ طريق الجنة "
(رواه ابن ماجة ( أحد أصحاب الصحاح الستة ) – انظر تفسير ابن كثير – (6/460))
النجاة وطاعة النبي ..
" ومن يطع الرسول فقد أطاع الله .. " ( النساء 80 )
" ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار .. " (النساء 13)
"قل إن
كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله
غفور رحيم"
(آل عمران31)
وجاء في السنة النبوية الآتي :
" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى : قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري
(لبانة القارى من صحيح الإمام البخاري – ص236 - مصدر سابق)
لذلك كان نصيب من بايع النبي تحت الشجرة يوم الحديبية ( الجنة ) : " لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة " (رواه الإمام أحمد – ابن كثير (7/318)- مصدر سابق)
وقد أكد القرآن ذلك بقوله "رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعوك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم واثابهم فتحاً قربياً* . ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً " ( الفتح 18 ، 19)
لذلك يقول الشيخ خليل عبد الكريم : " الطاعة جزاؤها الرضوان ومثوبتها الفتح والمغانم الكثيرة " (النص المؤسس ومجتمعه –ص201- السفر الثاني - مصدر سابق)
وما حدث مع أصحاب الحديبية وطاعتهم رغم قلة عددهم حدث من قبل مع أصحاب بدر وخروجهم للقاء المشركين رغم قلة عددهم بالنسبة لعدد أهل مكة : " إنه لا يدخل النار أحد شهد بدر والحديبية " رواه مسلم (ابن كثير – ( 7/318) – مصدر سابق)
لذلك قال النبي (ص) لعمر بن الخطاب عندما هم بقتل أحد الخائنين : " دعه فإنه شهد بدراً ، ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : " إعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ". رواه البخاري وأحمد والحاكم ومسلم وأبو داؤد والترمذي وابن حبان والطبراني
(انظر الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث (768) – ص237 - مصدر سابق . انظر أيضاً ابن كثير – ( 3/582) -مصدر سابق)
ويعلق صالح الورداني** قائلاً : " إنها أول الروايات التي تعد من صكوك الغفران "
(أهل السنة شعب الله المختار – ص153 – الطبقة الأولى 1996 م مكتبة مدبولي الصغير – رقم الإيداع : 5688/096 - الترقيم الدولي : I.S.B.N. 977-285-007-4)
النجاة والحج والعمرة ..
جاء في (آل عمران 97 ) : " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً "
وفي ( البقرة 196 ) : " وأتموا الحج والعمرة لله "
وجاء في السنة النبوية " من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " رواه البخاري ومسلم
(تفسير ابن كثير – ( 1/345) - مصدر سابق . انظر أيضاً لبانة القارى من صحيح الإمام البخاري – ص127- مصدر سابق)
" العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما . والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه البخاري
(لبانة القارى ..- ص 128 - مصدر سابق)
ويمكن لمن مات دون أن يحج أن يحج عنه وليه .
(المصدر السابق – ص130 . أنظر أيضاً عمود قرآن وسنة لفضيلة د.محمد سعاد جلال – جريدة الجمهورية – 27/7/1980-ص7)
النجاة والاستغفار ..
جاء في ( الأنفال 33) : " .. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "
وفي (النساء 106 ) : " واستغفر الله إن الله كان غفرواً رحيماً "
وفي ( آل عمران 135) : " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ".
وجاء في السنة النبوية : " .. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي .. " حديث قدسي رواه الترمذي وقال حديث حسن
(ريا الصالحين للنووي – حديث (1876) – ص639 - مصدر سابق)
" وعن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (صلعم ) قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلي سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجب له ، ومن يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ؟ " رواه البخاري ومسلم ومالك
(الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث 802 – ص248 مصدر سابق . أنظر أيضاً بغية كل مسلم – ص72 – مصدر سابق ولبانة القارى ص103 - مصدر سابق)
وفي حديث قدسي آخر : " أن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، قال الرب سبحانه : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"
(أخرجه أحمد وابن زنجويه وعبد بن حميد وأبو يعلي والحاكم ، وغيرهم . الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث (435) – ص 127، 128 مصدر سابق)
لذلك يقول عيد ورداني :" ولمزيد من التيسير والسهولة في أداء الأمانة والقيام بالمهمة المختارة وعدهم أن يغفر لهم ذنوبهم ويكفر عنهم سيئاتهم ويمحو ما سجل من خطاياهم إذا هم طلبوا منه ذلك واستغفروه " (قصة الخلق … - ص 21 – مصدر سابق)
النجاة والوضوء ..
"من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم
(تفسير ابن كثير – ( 2/105 ) - مصدر سابق)
وفي رواية : " .. إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
(تفسير ابن كثير – (3/53) - مصدر سابق)
" من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى إلي الجمعة فأستمع وأنصت غفر ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، … ".
(رواه مسلم – رياض الصالحين للنووى – حديث (128) – ص78 - مصدر سابق)
" إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء "، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب "
(رواه الإمام مسلم - رياض الصالحين للنووى – حديث (129) – ص 78 - مصدر سابق . أنظر ايضاً ابن كثير (3/52،53) - مصدر سابق)
" ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه ، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ، ثم يغسل يديه إلي المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من اطراف شعره مع الماء ، ثم يغسل قدميه إلي الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء … " (رواه مسلم المصدر السابق- حديث (437) – ص199)
النجاة وحب الله ورسوله ..
" جاء جبريل عليه السلام في صورة اعرابي ونادى النبي (ص) بصوت جهوري فقال : يا محمد قال له رسول الله (ص) : هاء ( كلمة إجابة وتلبية ) – على نحو من صوته – قال : يا محمد متى الساعة ؟ قال له رسول الله (ص) : ويحك إن الساعة آتية ، فما اعددت لها ؟ قال : [ما] أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولكني أحب الله ورسوله فقال له رسول الله (ص) : المرء مع من أحب . فما فرح المسلمون بشىء فرحهم بهذا الحديث "
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما بطرق متعددة . تفسير ابن كثير – (3/523) مصدر سابق)
النجاة والإيمان بالنبي ..
جاء في الحديث الصحيح : " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم . قال (ص) : قيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله – قال : فيقال له انظر إلي مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة . قال نبي الله (ص) فيراهما جميعاً . قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضراً إلي يوم القيامة " رواه مسلم والنسائي
(تفسير ابن كثير (4/416) - مصدر سابق)
النجاة والشفاعة ..
أخرج البخاري ومسلم ومالك والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله (صلعم) قال : " لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتى يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعالي من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً "
(الشفاعة د. فاروق الدسوقي أستاذ الفلسفة الإسلامية ص53 – سلسلة كتب التصوف الإسلامي – الكتاب السابع عشر . انظر أيضاً الرد على د. مصطفى محمود في إنكار الشفاعة – أ.د. عبد المهدى بن عبد القادر بن عبد الهادي – كلية أصول الدين – جامعة الأزهر – ص43 هدية مجلة الأزهر – ربيع الآخر 1420 هجرية)
وتحت
عنوان شفقة النبي
(صلعم)
–
على أمته ودعائه لهم . روى مسلم في صحيحه :
" أن النبي
(صلعم)
: تلا قول الله تعالى في إبراهيم
(صلعم)
- : ( رب إنهم أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني .. الآية ) ، وقال
عيسى
(صلعم )-
: ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فرفع يديه
وقال : اللهم أمتي .. أمتي ، وبكى ، فقال الله –
عز وجل - : يا جبريل ، اذهب إلي محمد –
وربك أعلم فسله : ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله ، فأخبره رسول الله
(صلعم )
–
بما قال –
وهو أعلم ؟ فقال الله تعالى : يا جبريل اذهب إلي محمد فقل : إنا سنرضيك في
أمتك ولا نسوءك "
(الأحاديث القدسية – حديث (218) –ص210 – المكتبة القيمة – القاهرة ص.ب: 4045/11727 – مطبعة المدنى – المؤسسة السعودية بمصر – أنظر أيضاً رياض الصالحين للنووى – حديث 424 – ص195 - مصدر سابق)
" يوضع للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عليه قائما بين يدي ربي عز وجل منتصباً لأمتي مخافة أن يبعث بي إلي الجنة ، وتبقى أمتي بعدي ، فأقول : يارب أمتي أمتي ؟ فيقول الله تعالى : ما تريد أن أصنع بأمتك يا محمد ؟ فأقول : يا رب عجل حسابهم ، فيدعي بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، فلا أزال أشفع لأمتي حتى أعطى صكاكا برجال قد امر بهم إلي النار ، حتى إن خازن النار ليقول : يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك نقمة* "
(أخرجه ابن ابي الدنيا في حسن الظن بالله والطبراني والحاكم ، والبيهقي في البعث ، وابن عساكر وابن النجار عن ابن عباس رضي الله عنهما . الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – حديث (858) – ص266)
" إن ربي أعطاني سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر : يا رسول الله ، فهلا استزدته ؟ فقال : استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً . قال عمر : فهلا استزدته . قال:استزدته فأعطاني هكذا .. أي ما لا يدرى عدده "
(رواه الإمام أحمد في مسنده – وقال ابن كثير حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات – تفسير ابن كثير (2/78،79) - مصدر سابق)
" إن سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب "
(رواه البخاري ومسلم – ابن كثير (7/111 ) – مصدر سابق)
" وفي رواية قام عكاشة بن محصن فقال : أدع الله أن يجعلني منهم فقال : أنت منهم . ثم قام رجل آخر فقال : أدع الله أن يجعلني منهم فقال : سبقك عكاشة "
(رواه البخاري ومسلم – ابن كثير (7/110 ، 111 ) . انظر أيضاً رياض الصالحين للنووى – حديث (74) – ص56 - مصدر سابق)
" ولم تذكر كلمة الشفاعة في القرآن عن النبي (ص) إطلاقاً .. لذلك ينكر د. مصطفى محمود شفاعة النبي هذه ويقول : إنها فوضى الوسايط التي نعرفها في الدنيا .. ولا وجود لها في الآخرة .. ولكن المسلمين الذين عرفوا بالإتكالية قد باتوا يفعلون كل منكر ويرتكبون عظائم الذنوب اتكالاً على نبيهم الذي سوف يخرجهم في حفنة واحدة من النار ويلقي بهم في الجنة بفضله وكرمه .."
(الشفاعة – د. مصطفى محمود – ص40 ، ص19 – كتاب اليوم – دار أخبار اليوم عدد يوليو 1999 – رقم الإيداع 9447 / 99 – الترقيم الدولي I.S.B.N . 977-08-0841-5 )
وفي موضع آخر يقول : " وما الهدف من أمثال هذه الأحاديث المدسوسة سوى إفساد الدين والتحريض على التسيب والإنحلال وفتح باب الجنة " سبهللة " للكل .. لأن الشفيع سجد عند قدم العرش وقال متوسلاً : لا أبرح حتى تُدخل كل أمتي الجنة يارب " .
(المصدر السابق – ص 24)
وعن حديث إخراج رجل من النار لم يفعل خيراً قط وإدخاله الجنة بشفاعة النبي يقول د.مصطفى محمود : " هل هذه لحظة يساوم فيها النبي ربه لإخراج رجل من النار وإدخاله الجنة وهو لم يفعل خيراً قط في حياته " .
(المصدر السابق – ص 25)
وفي موضع ثالث يقول : " إن ما صنعه البخاري بإخراج مذنبي المسلمين من النار بشفاعة الرسول (ص) كما روى في أحاديثه لم تأت بالمسلم الأفضل .. بل جاءت بالمسلم الأضعف المتواكل الذي يحلم بدخول الجنة بلا عمل .. وهذا صلب الموضوع ولبه ولبابه ..
(المصدر السابق – ص 25)
وفي موضع رابع يقول : " وما حدث من تدهور حالة المسلمين سببه هو هذا اللون من الشرك الخفي .. قبول أن يكون لله شريك في حكمه يشفع عنده ليخرج من أدخله النار "
(المصدر السابق – ص 104 ، 105)
وفي موضع خامس يقول : " .. وهو وحده أرحم الراحمين ولا يستطيع مخلوق أن يدعي أنه أكثر رحمة بعباد الله من الله أو أعلم بهم منه "
(المصدر السابق – ص 37)
وفي موضع سادس يقول : " والشفاعة فيها فتنة لأنها تزين للعبد مصلحة ومن هنا يحلو للشيطان أن يستدرجنا من خلالها لنفعل ما نشاء من موبقات (كبائر) وخطايا ولا نشغل أنفسنا بتوبة فصاحب المقام المحمود سوف يخرجنا في النهاية من النار بإشارة من يده "
(المصدر السابق – ص 108 ، 109)
ويقول فضيلة الإمام الأكبر الشيخ المراغي : " والحاكم العادل لا يقبل الشفاعة …"
لذلك يرى فضيلته أن ما ورد من أحاديث الشفاعة يكون من ( المتشابه )* الذي يرى فيه علماء السلف وجوب التفويض " (المصدر السابق – ص 80)
النجاة وطرق أخرى ..
جاء في (الأنعام 160) : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجز إلا مثلها وهم لا يظلمون " .
" قال رسول الله (ص) : إن ربكم رحيم ، من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ، إلي أضعاف كثيرة . ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له واحدة ، أو يمحوها الله عز وجل ، ولا يهلك على الله إلا هالك " . رواه البخاري ومسلم والنسائي (تفسير ابن كثير – (3/373) – مصدر سابق )
عن ثابت عن أنس قال : " جاء رجل إلي رسول الله (صلعم )- فقال : إني أحب هذه السورة : (قل هو الله أحد ).فقال رسول الله (صلعم ) : حبك إياها أدخلك الجنة "
(تفسير ابن كثير – ( 8/539) - مصدر سابق)
" من حفظ الثلاث آيات من أول الكهف ، عصم من الدجال "*
(رواه مسلم وأبو داؤد ، والنسائي ، والترمذي ، والإمام أحمد (قال عشر آيات) تفسير ابن كثير (5/103) - مصدر سابق)
" من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك " (رواه مسلم – بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم ص-194 - مصدر سابق)
" .. ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها "
(المصدر السابق – ص 206)
" … فقال النبي (ص ) للمرأة التي كانت تشتكي الحمى : لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد " . (المصدر السابق – ص206)
" صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام "
(رواه البخاري – لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص107 - مصدر سابق)
" أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد ، خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه " (رواه أحمد والنسائي وابن ماجة . تفسير ابن كثير (7/63) - مصدر سابق)
ويقول ابن كثير في هذا المسجد : إن الله حث النبي (ص) على الصلاة في مسجد قباء الذي أسس من أول يوم بنائه على التقوى حسب قوله : " المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه .." (التوبة 108)
(رواه ابن ماجة – ابن كثير (4/150))
" إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " .
(رواه البخاري ومسلم . انظر لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص80-مصدر سابق . وانظر أيضاً دفاع عن الرسول لصالح الورداني –ص151 – تريدنكو للطباعة والنشر – بيروت لبنان : ص.ب : 5316 / 14)
وبلفظ آخر : " إذا قال أحدكم في الصلاة : آمين والملائكة في السماء ، آمين فوافقت إحداها الأخرى ، غفر له ما تقدم من ذنبه " (تفسير ابن كثير – ( 1/48) - مصدر سابق)
" قال النبي (ص) : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه – كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحه فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة " . (رواه مسلم – بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم – ص237 - مصدر سابق)
" ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا" .
(رواه أبو داؤد والترمذي . أ.د. أحمد عمر هاشم – أستاذ علم الحديث – بكلية أصول الدين بالأزهر – جريدة الأخبار 23/7/1982)
" من غدا إلي المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزولا كلما غدا أو راح "
(رواه البخاري ومسلم – رياض الصالحين للنووى – حديث (123) – ص76 - مصدر سابق)
" ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله إلا شفعهم الله فيه"
(رواه الإمام مسلم – بغية كل مسلم … - ص136 ، 137 . وانظر رياض الصالحين للنووى – حديث (429) – ص197)
" ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه"
(رواه الإمام مسلم – بغية كل مسلم … - ص 136 – مصدر سابق)
" ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً ، إلا قال الله عز وجل : قد قبلت قولكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون "
(الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية – ص222 وقد أخرجه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وغيرهم - مصدر سابق)
" ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان : اللهم لا نعلم إلا خيراً ، قال الله لملائكته : أشهدوا أني قد قبلت شهادتهما ، وغفرت ما لا يعلمان " .
(المصدر السابق – ص 223)
" ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر "
(رواه الترمذي – عذاب القبر ونعيمة وعظة الموت – عبد اللطيف عاشور ص77 - مصدر سابق)
" أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة . قال : فقلنا : ثلاثة ؟ قال : وثلاثة : قال فقلنا: واثنان ؟ قال : واثنان . ثم لم نسأله عن الواحد "
(رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي – ابن كثير (1/277) - مصدر سابق)
" للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له ، وسبعمائة درجة ترفع له ، وترفع عنه سبعمائة خطيئة " .
(مقالة الفاروق عمر – أ. عبد الرحمن الشرقاوي – الأهرام 4/6/1986 م)
" .. لأن سماع الآذان وترديده مع المؤذن يدخل صاحبه الجنة إنسانا أو جناً " .
(فضيلة د. نصر فريد واصل – مفتي الديار المصرية – صفحة الفكر الديني بجريدة الأهرام – 25 مارس 2001 – ص35)
" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات . اسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلي المساجد ، وانتظار الصلاة . فذلكم الرباط "
(أهرام الجمعة 27/5/1983 . الصفحة الدينية – باب تساؤلات وإجابات)
" من استفتح أول نهاره بخير ، وختمه بخير ، قال الله تعالى لملائكته : لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب " (الاتحافات السنية …- ص226 - مصدر سابق)
" ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"
(بغية كل مسلم من صحيح الإمام مسلم – ص205 - مصدر سابق)
معاملات الله ورسوله مع الخطاة الآثمة ..
في هذه المعاملات الرقيقة السمحة تتجلى رحمة الله ورسوله بالخاطئين العاثرين إلي حد نترك لك تحديد مداه .. ذلك لأن الله يريد بالمؤمنين اليسر ولا يريد بهم العسر (البقرة 185) :
" قال النبي (ص) : إن رجلاً أذنب ذنباً ، فقال يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره فقال الله : عبدي عمل ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ، قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنباً آخر فقال : رب إني عملت ذنباً فأغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ، قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنباً آخر فقال : رب إني عملت ذنباً فأغفره . فقال عز وجل : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ، قد غفرت لعبدي ثم عمل ذنباً آخر فقال : رب إني عملت ذنباً فأغفره . فقال عز وجل : عبدي علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي ، فليعمل ما شاء " . رواه أحمد ومسلم والبخاري
(تفسير ابن كثير – (2/104) - مصدر سابق – انظر ايضاً لبانة القاري - مصدر سابق – ص238)
وفي لفظ آخر : " فليفعل ما شاء " متفق عليه رواه البخاري ومسلم
(رياض الصالحين للنووى – حديث (420) – ص194 – مصدر سابق)
ويعلق الإمام الشيعي شرف الدين الموسوي العاملي على هذا الحديث تحت عنوان : " مذنب يتوب إلي الله ثم يؤوب إلي ذنوبه يكرر ذلك فيقول الله : له اعمل ما شئت فقد غفرت لك .. قال الإمام الموسوي : كيف يمكن أن يحابي الله هذا المذنب الراجع عن توبته مراراً فيقول له : اعمل ما شئت فقد غفرت لك .. ، وبأي شئ استحق هذا الضعيف في ذات الله أن ينال هذه الهوادة التي ما نالها الصديقون والأنبياء والمرسلون …
الرواية تحدث الطغاة تهوينا لجرائمهم وتعزية لهم عن موبقاتهم .. "
(أبو هريرة – ص169 ، 170 – للإمام شرف الدين الموسوى العاملي - الطبعة الثالثة – منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف الأشرف 1384هـ – 1964 م)
" قال الرسول (صلعم ) : أني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار ، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة : يؤتى برجل فيقول : نحوا كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها ، قال : فيقال له : عملت يوم كذا وكذا كذا ، وعملت يوم كذا وكذا كذا ؟ فيقول : نعم – لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئاً – فيقال : فإن لك بكل سيئة حسنة . فيقول : يارب ، عملت أشياء لا آراها ها هنا . قال : فضحك النبي (صلعم) حتى بدت نواجذه " رواه مسلم
(تفسير ابن كثير – (6/137) – مصدر سابق)
" ويروى أن رجلاً قال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم أسحقوني ثم ذرونى في اليم . فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين* .. ففعلوا به ذلك . فقال الله له : ما حملك على ما فعلت ؟ قال : خشيتك . فغفر له .. ".
(رواه مسلم والبخاري . انظر أهل السنة شعب الله المختار – لصالح الورداني – ص154 - مصدر سابق . وانظر أبو هريرة ل الإمام شرف الدين الموسوي – ص167 - مصدر سابق)
يعلق صالح الورداني قائلاً : " حتى هذا الرجل الذي شك في قدرة الله سبحانه وفي أعادته وبعثه وهو الكفر بعينه .غفر له كفره وعفي من العقاب ..".
(أهل السنة … - ص154 – مصدر سابق)
ويعلق الإمام شرف الدين الموسوي قائلاً (تحت عنوان مسرف كافر غفر له ) : " تأمل كلمته هذه تجدها صريحة بأنه كان لا يؤمن بأن ربه قادر على بعثه بعد إنجاز وصيته فهو كافر بذلك " (أبو هريرة … - ص 167 - مصدر سابق)
" وجاء في
أسباب النزول للواحدي عن ابن عباس قال : أتي وحشي
**
إلي النبي
(صلعم)
فقال : يا محمد أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله . فقال رسول الله
(صلعم)
: " قد كنت
أحب أن آراك على غير جوار ، فأما إذ أتيتني مستجيراً فأنت في جواري حتى تسمع
كلام الله .قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله تعالى ، وزنيت
هل يقبل الله مني توبة ؟ فصمت رسول الله حتى نزلت ( والذين لا يدعون مع الله
إلها آخر ) الآية ، فتلاها عليه ، فقال : أرى شرطاً فلعلي لا أعمل
صالحاً ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله ، فنزلت (إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فدعا به فتلاها عليه ، فقال : ولعلي
ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله ، فنزلت (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، فقال : نعم ، الآن لا أرى شرطاً
فأسلم "
(أسباب النزول للواحدي النيسابوري – ص281 ، 282 – سبب (689) تحقيق أيمن صالح شعبان – دار الحديث – القاهرة – الطبعة الرابعة 1419هـ – 1998 م . رقم الإيداع : 5095/98 – الترقيم الدولي : I.S.B.N . 977-300-002-8 . انظر أيضاً النص المؤسس ومجتمعه – خليل عبد الكريم السفر الأول – ص262 – دار مصر المحروسة – الطبعة الأولى القاهرة 2002 رقم الإيداع بدار الكتب : 2034 / 2002)
" لما نزلت : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " قال المسلمون : يا رسول الله، لا نطيق ، فقال النبي (صلعم) : لا تقولوا كما قالت اليهود : سمعنا وعصينا ، ولكن قولوا: سمعنا وأطعنا ، فنزلت قوله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ). علم الله تعالى ذكره أن الوسع لا يطاق ، فخفف الوسع بقوله تعالى " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
(الناسخ والمنسوخ – ل هبة الله بن سلامة (ت: 410هـ ) ص97 ، 98 – دراسة وتحقيق د. موسى بناى علوان – الدار العربية للموسوعات – الطبعة الأولى 1989 – ص.ب. 5348 / 13 – بيروت – لبنان)
" إن الله عز وجل يدني المؤمن يوم القيامة فيضع عليه كنفه (أي : ستره وعفوه وصفحه ) ويستره عن الناس ، ويقرره بذنوبه ويقول له : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ حتى إذا قرره بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإنى سترتها عليك في الدنيا ، وأني أغفرها لك اليوم . تم يعطي كتاب حسناته "
(رواه أحمد والبخاري ومسلم – تفسير ابن كثير (4/247) – مصدر سابق . انظر أيضاً رياض الصالحين للنووى – حديث 432 – ص198 - مصدر سابق)
"ويروي البخاري حديث طويل (حديث الشفاعة) عن أناس يدخلون الجنة بعد استحقاقهم للنار ويسمون عتقاء الرحمن أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ، ولا خير قدموه "
(الأحاديث القدسية – ص342 – المكتبة القيمة – مصدر سابق)
" لما نزلت : (قل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) وقالوا : كيف يجوز لنا أن نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به ولا بأصحابه ؟ .. نزلت (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) ، قالوا : هنيئاً مرئياً لك يا رسول الله قد بين الله لك ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا . فنزلت ( وبشر المؤمنين والمؤمنات بأن لهم من الله فضلاً كبيراً ) والفضل الكبير : الجنة . ونزلت ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات ) .
(أسباب نزول ( الأحزاب 47) للسيوطي . والناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة – ص170 - مصدر سابق)
" ينزل الله ليله النصف من شعبان إلي السماء الدنيا ليغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (قبيلة) ، وليس ذلك في نزول كل ليلة " (اللواء الإسلامي – 26/5/1983م)
" إنه يقال للولدان يوم القيامة : ادخلوا الجنة ، فيقولون : يا رب حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا ، فيأتون ، فيقول الله عز وجل : ما لي آراكم منحبطين (كناية عن الغيظ) ، ادخلوا الجنة ، فيقولون : يا رب آباؤنا ، فيقول : ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم "
(رواه أحمد عن بعض الصحابة . الاتحافات السنية حديث 519 – ص154 - مصدر سابق)
ومن
معاملات الرسول مع الخطاة : "قال أبو هريرة : بينما نحن جلوس عند
النبي
(ص)
إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت . قال مالك ؟ قال وقعت على إمرأتي وأنا
صائم ، فقال رسول الله
(ص)
: هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟
قال لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكيناً ؟ قال لا . قال : فمكث النبي
(ص)
فبينما نحن على ذلك أتى النبي
(ص)
بعرق فيه تمر –
والعرق المكتل –
قال : أين السائل ؟ فقال أنا . قال خذ هذا فتصدق به ، فقال الرجل: أعلى أفقر
مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها –
يريد الحرتين –
أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي
(صلعم)
حتى بدت
أنيابه ، ثم قال : أطعمه أهلك
"
(رواه البخاري – لبانة القاري – ص136 ، 137 - مصدر سابق)
أما الأحاديث الآتية ففيها تنجلي رحمة الله في معاملاته مع عبده المسلم والتي تفوق كل تصور وخيال …
" إذا كان
يوم القيامة دفع الله إلي كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول : هكذا فكاكك من
النار "
(رواه مسلم عن أبي موسى – رياض الصالحين للنووى – حديث 431 – ص197 - مصدر سابق . أنظر أيضاً بغية كل مسلم – ص323 – مصدر سابق)
" لا يموت رجل مسلم إلا ادخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً "
(دفاع عن الرسول – صالح الورداني – ص285 – تريدنكو للطباعة والنشر – ص.ب 5316/14 – بيروت لبنان – الطبعة الاولى 1997 م)
" يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم "
(رواه مسلم – رياض الصالحين للنووي – حديث 431 – ص198 مصدر سابق)
"يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى " (رواه مسلم – تفسير ابن كثير – (5/459) - مصدر سابق)
لذلك يجب على المسلم أن يشكر الله على وجود اليهود والنصارى ويطلب ان يديم هذه النعمة.. أى يديم وجودهم.
" عن أبي هريرة : قلنا يا رسول الله ، إذا رأيناك رقت قلوبنا ، وكنا من أهل الآخرة ، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا (قاربنا ) النساء والأولاد ، فقال : لو انكم تكون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة باكفهم ، ولزارتكم في بيوتكم . ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم "
(رواه أحمد والترمذي وابن ماجة – تفسير ابن كثير – (2/104) - مصدر سابق)
"عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : والذي نفسي بيده ، لو اخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ، ثم استغفرتم الله لغفر لكم ، والذي نفس محمد بيده ، ولو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم "
(رواه أحمد في مسنده – تفسير ابن كثير – (7/99) - مصدر سابق)
" عن أبي أيوب الأنصاري (رض) ، أنه قال حين حضرته الوفاة : قد كنت كتمت منكم شيئاً سمعته من رسول الله (ص) : "لولا أنكم تذنبون لخلق الله قوماً يذنبون ، فيغفر لهم "
(رواه أحمد ومسلم والترمذي – تفسير ابن كثير (7/100) -مصدر سابق)
" لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ، فيغفر لهم "
(رواه الإمام أحمد – تفسير ابن كثير (7/100) مصدر سابق)
"والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفون الله تعالى – فيغفر لهم* "
(رواه مسلم في صحيحه – كتاب التوبة – باب سقوط الذنوب بالاستغفار . أنظر رياض الصالحين للنووى – حديث 421 – ص195 - مصدر سابق)
لذلك يقول القرآن : "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ( الأنفال 33)
لذلك يقول نيازي عز الدين : " فالمسلمون في نيجيريا بعد صلاة العشاء يزنون مع القاصرات ويشربون الخمر ، وعندما سئلوا كيف تفعلون هذا وأنتم مسلمون أجابوا بحديث عن الرسول الكريم أن الله تعالى يحب العبد الخطّاء الذي يذنب ويستغفر ربه في الصلاة التي تمحو الذنوب جميعاً "
(كتاب دين الرحمن – المدخل إلي الحقيقة – نيازي عز الدين – الطبعة الأولى 1998 – ص318 – بيان للنشر والتوزيع والإعلام – بيروت - ص.ب : 5261 – 13 . هاتف 351291)
بعد كل ما رأيناه من معاملات الله ورسوله مع الخطاة .. كان من الطبيعي أن يقول النبي (ص) : "كل أمتي معافى إلا المجاهرين "
(رواه البخاري ومسلم – رياض الصالحين للنووى – حديث 241 – ص125 - مصدر سابق . أنظر أيضاً لبانة القاري – ص204 - مصدر سابق)
" أي الذين يهجرون بالمعاصي ويكشفون ماستر الله عليهم بالتحدث .. إلخ " وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " (المصدرين السابقين)
بل يقول (ص) : "الموت كفارة لكل مسلم "
(رواه أبو نعيم ، وذكره ابن العربي في ( سراج المريدين )وقال : حديث صحيح حسن . عذاب القبرونعيمة وعظة الموت – د. عبد اللطيف عاشور – طبعة منقحة – مكينة القرآن –ص19 - مصدر سابق)
لذلك يرى كل من الصاحبين (أو الصحابين) معاوية وعمرو بن العاص إنه لا يضر مع الإيمان معصية وكان معاوية يقول لمن قال له : حاربت من تعلم ! وارتكبت ما تعلم ؟! .. وثقت بقول الله تعالى : (إن الله يغفر الذنوب جميعاً )
(الخلافة ونشأه الأحزاب الإسلامية – الإسلام وفلسفة الحكم (1) – د. محمد عمارة – ص174 – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ص.ب 5460/11 . الطبعة الأولى : آب (أغسطس) 1977)
ونفس هذا الاعتقاد (إنه لا يضر مع الإيمان معصية ) تعتقده فرقة المرجئة
(فجر الإسلام – أحمد أمين – ص442 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – مكتبة الأسرة 2000 – رقم الإيداع بدار الكتب 8542 / 2000 I.S.B.N 977-01-6692-8)
لذلك أيضاً عندما خطّأ مالك الاشتر وعمار (صحابة) – أمير المؤمنين عثمان - رد عليهم الإمام على بن أبى طالب قائلاً : " لقد سبقت لعثمان سوابق لا يعذبه الله بها ! "
(على إمام المتقين – أ. عبد الرحمن الشرقاوي – ص289 – ج2 – دار غريب للطباعة بالفجالة – رقم الإبداع : 5914 – الترقيم الدولي : 5-080-172-977)
يقول صالح الورداني : " ولم ينحصر مفهوم النجاة عند أهل السنة في حدود الآخرة بل شمل الدنيا أيضاً فكما يدعون أن الرسول بشرهم بالنجاة في الآخرة بشرهم بالنصر والظهور على عدوهم في الدنيا أيضاً .." (أهل السنة شعب الله المختار – ص146 - مصدر سابق)
النجاة وضوابط - والنهي عن الكبائر ..
بعد هذا التأكيد على نجاة كل مؤمن نصطدم بما يعاكس هذه السهولة في النجاة وبما يعاكس رحمة الله الواسعة ..
ففي (مريم 71) : " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً .."
وفي (الانفال 34) : " ما لهم ألا يعذبهم الله "
وفي (الاحقاف 9) : " قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم "
ويؤكد هذه الآية حديث النبي عن أبي هريرة (رض) قال : "سمعت رسول الله (صلعم) يقول : لن يدخل أحداً عمله الجنة ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة " . رواه البخاري ومسلم
(دفاع عن الرسول – صالح الورداني – ص280 مصدر سابق . أنظر أيضاً لبانة القاري من صحيح الإمام البخاري – ص196 - مصدر سابق)
لذلك يقول صالح الورداني : " الحديث يشكك في أهمية العمل الصالح ودوره في نجاة المسلم ودخوله الجنة بل التشكيك في عمل الرسول نفسه وبالتالي التشكيك في نجاته ودخوله الجنة هو أيضاً " (المصدر السابق – صالح الورداني – ص281)
كذلك جاء في (النساء 31) : " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً "
فنفهم من ذلك أن تكفير السيئات مرتبط باجتناب الكبائر .. فما هي هذه الكبائر ؟! وهل هناك مخرج لمرتكبيها ؟!
"روي الإمام أحمد والبخاري والترمذي والنسائي رحمهم الله تعالى وهذه إحدى روايات البخاري رحمه الله في كتاب الإيمان والنذور – باب اليمين الغموس . حدثنا محمد بن مقاتل اخبرنا النضر أخبرنا شعبة حدثنا فراس قال : الكبائر : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس* "
(أحاديث الصادقة –
صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص
–
تحقيق وتوثيق محمد سيف الدين عليش
–
ص30 ، 31 –
الحديث السابع –
الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995 . رقم الإيداع بدار
الكتب 4778 / 1995 I.S.B.N
977-01-4381-2)
وجاء عن النبى (ص) أيضاً عن ابن عمرو (رض) :"الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين الغموس". (رواه الإمام أحمد والترمذى والبخارى النسائى).
(جمع الجوامع الكبير للسيوطى – حديث رقم 16076 -ص413- ج5(15 مجلد) دار الكتب العلمية بيروت – الطبعة الإولى 2000م)
وعن عبيد الله بن عمير عن أبيه قال النبى (ص) :"الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس بغير حق، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتاً" . (رواه أبو داود والنسائى والبيهقى فى السنن الكبرى).
(جمع الجوامع الكبير للسيوطى- حديث رقم 16102- ص416- المصدر السابق)
"ولكن بعض
العلماء يرى أن الكبائر هي "سبع" : واحتجوا بقول النبي
(صلعم)
وعلى
آله
وسلم : (اجتنبوا السبع الموبقات ) فذكر الشرك بالله والسحر وقتل النفس
التي حرم الله قتلها إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " متفق عليه ورواه البخاري ومسلم وأبو داؤد
والنسائي عن أبي هريرة وصححه السيوطي في الجامع الصغير (1/10) "
(كتاب الكبائر للحافظ الذهبي – ص6 – مكتبة الدعوة بالأزهر – تحقيق أبو إسلام أحمد بن محمد بن على)
وتحت عنوان : (اجتناب الكبائر يضمن دخول الجنة ) جاء : حول معنى هذه الآية الكريمة يقول ابن كثير : إذا اجتنبتم كبائر الآثام التي نهيتم عنها كفر الله عنكم صغائر الذنوب وأدخلكم الجنة ولهذا قال الله تعالى (وندخلكم مدخلاً كريماً ) ، وقال أبو هريرة وأبو سعيد : خطبنا رسول الله (صلعم) يوماً فقال : والذي نفسي بيده ……. فقال : " ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ، ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ، ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة ثم قيل له أدخل بسلام " وسئل النبي يوماً عن الكبائر والموبقات السبع فقال . " الشرك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق ، والفرار يوم الزحف ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، وقذف المحصنة ، وعقوق الوالدين "
(الأخبار–جريدة الجمعة–الصفحة الدينية–27/10/2000 م - تحت عنوان "معنى آيه ")
فإذا ما
نظرنا إلى هذه الكبائر فلا نجد فيها على سبيل المثال : الزنا، ولا الكذب، ولا
الرشوة، ولا السرقة ، ولا سرقة المال العام ولا شرب الخمر ولا التحرش بالنساء
ولا إدمان
المخدرات .. إلخ
فالكبائر ليس فيها الزنى ولا السرقة رغم أنف أبي ذر ورغم أنف أبي الدرداء [انظر المصدر 21 والمصدر 83 ]
وعلى أي الاحوال فهذه الكبائر (7 أو حتى أكثر ) لا تحرم مرتكبيها من دخول الجنة ..
فالمسلم المرتكب للمعاصي الكبائر – مؤمن – كما جاء في صحيح الإمام مسلم باب الدليل على أن مَن رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر. (صحيح الإمام مسلم – دار بن الهيثم – رقم الإيداع 18725/2003)
فالنبي (ص) قال : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " رواه أحمد والترمذي
(رواه ابن كثير عن أنس وقال إسناد صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) . ورواه الترمذي وقال عبد الرازق في تحفة الأحوذي ، كتاب " صفة القيامة " حديث حسن صحيح . وفي الصحيح شاهد لمعناه ، وهو قوله (ص) بعد ذكر الشفاعة : "أترونها للمؤمنين المتقين ؟ لا ، ولكنها للخاطئين الملوثين " كما جاء في سنن ابن ماجة ومسند أحمد – انظر تفسير ابن كثير (النساء 31) – المجلد الثاني – ص248 – مصدر سابق)
وعن أم سلمة (رض) قالت : قال النبى (ص) :"شفاعتى للهالكين من أمتى"
(جمع الجوامع للكبير للسيوطى – حديث 3343- ص445- ج1- مصدر سابق)
" إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي "
(أخرجه الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن عمرو (رض)
–
الشفاعة –
د.فاروق الدسوقي –
ص52 - مصدر سابق)
شفاعتي في أمتي للمذنبين المثقلين* " أخرجه الطبراني عن عبد الله بن بشر
(المصدر السابق – ص52)
وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي بسند صحيح عن ابن عمر (رض) قال : قال رسول الله (صلعم ) : " خُيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فأخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى ، أترونها للمتقين ؟ ولكنها للمذنبين الخطّائين المتلوثين "
(المصدر السابق – ص52 ، 53)
إذاً شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته ثابتة .. لذلك يقول د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر وأستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين أن للرسول شفاعة لأهل الكبائر
(مجلة المصور – العدد (3899) – 2 يوليو 1999 – ص25 – العمود الأول)
ولذلك يقول د. مصطفى محمود : " جاء في السنة الصحيحة ما يؤيد ثبوتها ( الشفاعة ) كقول (صلعم) : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي "
(الشفاعة – د.مصطفى محمود – ص80- مصدر سابق)
ويقول صالح الورداني عن أهل السنة : " وأجمعوا على أن شفاعة النبي (صلعم) لأهل الكبائر من أمته " (أهل السنة …- صالح الورداني – ص190 مصدر سابق)
وفي موضع أخر يعلق على ذلك قائلاً : " وإذا تصورنا أن الله قد منح محمداً هذا الحق فإننا بهذا ننسب الظلم إلي الله إذ كيف يحرم أهل الإيمان من الأمم السابقة فرصة النجاة من النار بشفاعة رسلهم ..؟!.. (المصدر السابق – ص 148) .. انتهى ..
* نرى أن هذا غير منطقي لسبب بسيط وهو أن الكلام معناه أن صفة العدل في الله قد عُطلت وحاشا لله أن تعطل صفة من صفاته كما أن صفات الله غير منفصلة فرحمة الله يملؤها العدل وعدل الله يملؤه الرحمة – لا فصل – لذلك عندما قال داؤد النبي والملك " لأن مراحمة كثيرة " ( 2صم 24: 14) قال أيضاً " الله قاض عادل " (مز 7 : 11) وقال " يقضي للمسكونة بالعدل " (مز9: 8) يبقى المحصلة عند داؤد " يرسل رحمته وحقه " (مز 57 : 3) أي يرسل رحمته وعدله وهو ما يتفق مع كمال الله .
* هو صاحب فكرة الخندق وقال النبي (ص) عنه : سلمان من أهل البيت .
** لزمتها : أي عانقتها وأطلت العناق .
*** رواه أبو داؤد في كتاب الحدود – باب " في الرجل يصيب من المرأة دون الجماع " .
* أستاذ بكلية الهندسة – جامعة دمشق – سوريا ، ومهتم بدراسة الأديان .
* معلوم أن جيل النبي هو خير الأجيال بحسب ما جاء في الصحيح "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم … "ألخ.
* صوم يوم عاشوراء كانت تصومه يهود المدينة يثرب بمناسبة النجاة من فرعون وعندما هاجر النبي (ص) للمدينة قال نحن أحق بموسى وصامه وأمر بصومه والبعض قال إنه نُسخ بفرض صيام رمضان .
* قالها ثلاث مرات وفي كل مرة جبريل يقول : نعم .
** صحيح مسلم – طبعة دار الهيثم – رقم الإيداع 18725/2003
* هو رئيس جامعة الأزهر وأستاذ علم الحديث,وعضو مجمع البحوث الإسلامية .
* من كبار علماء الجرح والتعديل .
* هو فتح خيبر بحسب تفسير الطبري . انظر مفحمات الأقران للسيوطي ص187 – تحقيق آياد خالد الطباع – مؤسسة الرسالة – بيروت – ص.ب : 7460- الطبعة الثانية 1988م .
** كان مرشداً لشباب الجامعات الإسلامية ودخل السجن ، ثم اعتنق الفكر الشيعي .
* إنه رؤوف رحيم في الدنيا والآخرة – هكذا مكتوب في المصدر.
* المتشابه هو الذي لا يعلم تأويله إلا الله .
* فتنة الدجال هي أعظم فتنة في تاريخ البشرية – بحسب ما جاء في السنة النبوية .
* عبارة تدل على ثقل خطاياه .
** وحشي هو قاتل حمزة – سيد الشهداء وعم النبي . وذلك في موقعة أحد وهو مشهور بقدرة قتالية عالية ومهارة في استعمال الحراب (جمع حربة ) .
* لو كان الأمر كذلك فلماذا غضب الله على آدم وطرده من الجنة؟!
* اليمين الغموس : الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب – نفس المصدر
* أي المثقلين بالذنوب