الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة
" فان
الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة
(الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم
واحد)."
(رسالة يوحنا الاولي 5 : 7)
كثر في الآونة الاخيرة علي صفحات البوابة استخدام هذه
الاية
والسؤال عنها واليكم الرد الذي
اوردناه في احدي المقالات
وقد رأيت ان اكتبه في موضوع جديد للرد
عامة علي كل الاسئلة
في الصفحات المختلفة الخاصة بهذه الآية
وجد النص بكامله في عدد من النسخ القديمة (كما سيأتي في
آخر المفال)
بعض النسخ اليونانية القديمة وجدت فيها الاية ولكنها موزعة
كالاتي
(فان الذين يشهدون في السماء هم
ثلاثة )
هذا الجزء وجد في نص الكتاب ( في المتن )
اما الجزء الثاني : الاب والكلمة والروح
القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد )
وجد هذا الجزء في الهامش ( كشرح اوتفسير للجزء المذكور في
المتن )
رأت بعض الترجمات ان تنقل هذا
الجزء من الهامش الي المتن .
بينما رأت بعض الترجمات التي
تنقل انت عنها ان تكتفي بالنص كما هو
وتضع الجزء (المشار اليه ) في الهامش
ايضا .
ولكن طبعا لانك لا تنقل الينا الهوامش هنا فانت تريد ان تصور
ان هذا الجزء دخيل علي الكتاب .( وهذا بالطبع تصوير غير
صحيح )
تري الان في بعض الترجمات العربية ايضا انها تكتب النص كله
وتضع الجزء (المشار اليه ) بين اقواس في النص.
وعموما
:
لم تشكل هذه الاية اشكالية
للمؤمنين المسيحيين الحقيقيين، لان في قراءة معناها
وفهم ما ورد فيه لا
يختلف ابدا مع ما جاءت به تعاليم الكتاب المقدس من اوله
الي آخرة ، ويكفي تأكيدا
لها واثباتا لها كلمات الرب يسوع المسيح نفسه :
" فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم
وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"متى 28 : 19) وقد قال باسم ولم
يقل باسماء ) كما
يقول البعض باسماء الله الحسنى مثلا )
يمكن بقراءة الكلمات في الاية وفهم
معناها ان تدرك ببساطة انها لا تتعارض مع الكتاب كله ولا
مع الجزء الاول الذي تقوم بشرحه فاين اعتراضك
.
اذا كان القرآن الكريم ايضا
( والمفروض انك تؤمن به )
يشير الي نفس الفقرة ويكتبها بنفس المعنى ان هؤلاء
الثلاثة هم شهود ايضا ليسوع المسيح في السماء
واليك النص القرآني :
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا
تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ
إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ
أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) (النساء:171)
فانت تري في النص هؤلاء الثلاثة في منتهي الوضوح
الله
كلمته
روح منه
هؤلاء الثلاثة يقول عنهم القرآن انهم
ليسوا ثلاثة بل واحدا
وهذا نفس ما تقوله الايات في رسالة يوحنا :
الآب
والكلمة
والروح القدس
والسؤال الان هو:: لمــــاذا ؟؟ يقول القرآن هذا ؟؟؟
من يراجع التاريخ جيدا وقت ظهور الاسلام
يجد بدعة مسيحية ( هرطقة ) ظهرت لدي بعض المسيحيين كانوا ينادون بالله والمسيح ومريم وهو ما رفضته الكنيسة
تماما ، وقد عارضت هذه الهرطقة ( البدعة)
ورفضتهم من الكنيسة ، فخرجوا وذهبوا وقتها الي اماكن صحراوية مهجورة نوعا ما وبعيدة
عن سلطان الكنيسة ( الجزيرة العربية ) ولكن جاء القرآن وقال نفس الكلام الذي
قالته الكنيسة .
ان الله وكلمته وروح منه ( واحد ) انتهوا ايها الهراطقة المبتدعين لا تقولوا ثلاثة .( انما
الله اله واحد )
وهو نفس المفهوم الذي
تجده في هذه الايات ايضا : (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ تَّخِذُونِي وَأُمِّيَ
إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ
لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي
نَفْسِكَ
إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116)
( راجع تاريخ الهرطقات والبدع التي
ظهرت في الكنيسة
في اي مرجع تاريخي موثق )
اقتباس من كتاب شبهات وهمية حول الكتاب المقدس
ادلة علي صحة الاية المذكورة .
(1) إنها
موجودة في الترجمة اللاتينية القديمة التي كانت متداولة في
أفريقيا، وفي أغلب نسخ إيرونيموس, والترجمة اللاتينية هي من أقدم التراجم وأكثرها
تداولاً,
(2) هذه العبارة موجودة في قانون الإيمان المعتبر في الكنيسة اليونانية
وفي صلواتها الكنسية, أما نص قانون إيمان الكنيسة اليونانية فهو :
إن الله
حق أزلي خالق كل الأشياء، المنظورة وغير المنظورة، وكذلك الابن والروح القدس، وكلهم من جوهر واحد،
فإن يوحنا الإنجيلي قال: الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ,
(3) هذه العبارة موجودة في
الصلوات القديمة التي تتلوها الكنيسة اللاتينية في بعض الأعياد وفي
عماد الأطفال,
(4) استشهد بها كثير من أئمة الدين اللاتين، فاستشهد بها
ترتليان في القرن الثاني، وكبريان في القرن الثالث، وإيرونيموس في القرن الرابع،
والأساقفة الأفريقيون في أواخر القرن الخامس, وقد كتب ترتليان رسالة بالرد على
براكسياس بخصوص الروح القدس، فقال: إن المسيح قال إن المعزي يأخذ مما لي، كما أن
الابن أخذ مما للآب, فارتباط الآب بالابن، والابن بالبارقليط يدل علي أن هؤلاء الأقانيم
الثلاثة هم واحد, ولا شك أن هؤلاء الثلاثة هم واحد في الجوهر، وإن كانوا غير
واحد في العدد , فأشار بهذا القول إلى عبارة يوحنا, وكتب أوجينيوس أسقف قرطاجنة في
أواخر القرن الخامس قانون الإيمان، وقدمه نحو 400 أسقفاً إلى هوناريك ملك الفاندال،
وورد في هذا القانون: من الظاهر للعيان أن الآب والروح القدس هم واحد في اللاهوت،
وعندنا شهادة يوحنا البشير لأنه قال: الذين يشهدون في السماء ثلاثة: الآب والابن
والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد ,
ومن الأدلة الداخلية على صحتها: أن
سياق الكلام يستلزم وجودها ليتم المعنى، فلو حُذفت لجاء المعنى ناقصاً كما يتضح
مما يأتي:
قوله:
الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة يعني: يشهدون أن يسوع هو
المسيح، فشهد الآب بصوته من السماء مرتين أن يسوع هو ابنه الحبيب وذلك أولاً بعد
معموديته لما صعد من النهر، وثانياً عند التجلي, وشهد الآب ثالثة لما أرسل ملاكه
إلى يسوع وقت آلامه في جثسيماني,
وشهد الكلمة الأزلي ليسوع بحلول اللاهوت فيه
جسدياً، فكان يعمل المعجزات الباهرة بقوته، فيقول للشيء: كن فيكون, وبحلول اللاهوت
في جسده احتمل هذا الجسد الضعيف الفاني غضب الآب, وشهد الكلمة له أيضاً بأن
أظلمت الدنيا ثلاث ساعات لما كان يسوع معلقاً على خشبة الصليب، وبزلزلة الأرض، وشقّ
الصخور، وفتح القبور، وظهور أجسام القديسين في المدينة المقدسة بعد قيامة المسيح,
فالكلمة الأزلية الذي به خَلق الله العالمين لا يزال ضابطاً لكل شيء، فإن الكتاب
شهد قائلاً: به عمل العالمين، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (عب 1: 2 و3) , والروح
القدس شهد للمسيح بحلوله عليه عند عماده، وحلوله على رسله بعد صعوده، بل هو
الذي نطق على لسان سمعان وحنة فشهدا للمسيح,
فيتضح مما تقدم أن الثلاثة في السماء
شهدوا للمسيح، وهؤلاء الثلاثة هم كما قال الرسول واحد في موافقتهم على هذه الشهادة,
ثم قال: والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم
في الواحد , والمراد بالروح هنا المواهب الفائقة الطبيعة التي منحها للمؤمنين، والمراد
بهما الماء والدم اللذان خرجا من جنب الفادي، فإنه بعد موت جسده طعنه أحد
الجند بحربة، فخرج ماء ودم,
وإذا قيل: كيف شهد الماء والدم بأن يسوع المصلوب هو
المسيح؟
قلنا:
إن الماء والدم كانا الواسطتين الضروريتين للتطهير والفداء في
الناموس, وكل شيء تقريباً يتطهر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة
(عبرانيين 9: 22), ولكن لم يكن التطهير بالدم فقط، بل بالدم والماء, قال الرسول بولس:
لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع
ماء، ورشّ الكتاب نفسه وجميع الشعب (عبرانيين 9: 19), فكل غسلات الناموس وفدائه بالماء
ودم الحيوان كانت رمزاً إلى تطهير الضمير بماء المعمودية وفداء الخطية بدم
يسوع المسيح المسفوك على الصليب, فخروج الماء والدم من جنب المسيح بعد موته كان
إعلاناً أن الفداء الحقيقي تمّ، وفُتح الينبوع للتطهير,
ومع ذلك إذا سلَّمنا جدلاً
بأنها زائدة، فيكون من قبيل المدرج الذي أُدخل في سياق الكلام للتفسير والشرح,
على أن هذه العقيدة الجوهرية وهي وجود ثلاثة أقانيم في اللاهوت مؤيَّدة في
الكتاب المقدس من أوله إلى آخره بدون هذه الآية, يكفي قول المسيح له المجد: فاذهبوا
وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ولم يقل بأسماء