التجسد في القرآن الكريم

التجسد في القرآن الكريم

 

التجســـد
يؤمن المسلمين ان الملائكة يمكن ان تتجسد في هيئة بشر ( او انسان ) باذن الله
وذلك استنادا الي الاية القرآنية ، التي تحكي قصة البشارة الي مريم العذراء :
 (
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) (مريم:17)
والسؤال الان (الي الاخوة المسلمين ) :
هل يمكن ان يتجسد الله في شكل انسان اذا اراد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل في قدرة الله ان يفعل مايشاء ولا نسأله عن الاسباب ؟؟؟؟؟؟
عملا بالاية : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الانبياء:23)

التجسد هل هو ممكن او مستحيل ( الجزء الاول )
كان السؤال ( عن امكانية الله اذا اراد ان يتجسد هل هناك ما يمنعه
او هل الله يعجز عن ذلك ، بدون الخوض في اسباب ودواعي التجسد )
وقد كانت الاجابة ( ان الله لاتحد قدراته حد ، اذا اراد ذلك )

والان الي السؤال الثاني :

التجسد ( او التجسيد ) في القرآن الكريم

نجد في القرآن الكريم ايضا بعض الايات تستخدم صور مساعدة لتصوير الله (او بعض صفاته ) بطريقة تجعلها سهلة الفهم والوصول للقاريء،
هل يتفق معي القاريء المسلم ،
ان القرآن لا يجد غضاضة في تصوير بعض صفات الله حين يقول بعض الايات ويستخدم فيها تصويرات تجسد الله لتقريب الصورة العامة للفهم ؟

امثلة لتوضيح الفكرة :

استخدم القرآن تجسيد بعض صفات الله في صور معينة منها
1- (
يد الله )
2- (
وجه الله )
3- (
وجه ربك ) قال الجلالان معناها ( ذات الله ) وقال القرطبي ( وجود الله وذاته )
4- (
ابن السبيل ) = بمعنى المسافر المحتاج الي نفقة ومساعدة .

(
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10)

(
قال بن كثير في تفسيره )

ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْرِيفًا لَهُ وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّه " كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلَا " مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه " " يَد اللَّه فَوْق أَيْدِيهمْ " أَيْ هُوَ حَاضِر مَعَهُمْ يَسْمَع أَقْوَالهمْ وَيَرَى مَكَانهمْ وَيَعْلَم ضَمَائِرهمْ وَظَوَاهِرهمْ فَهُوَ تَعَالَى هُوَ الْمُبَايِع بِوَاسِطَةِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيل اللَّه فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّه فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم
(
قال القرطبي في تفسيره )
يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ

قِيلَ : يَده فِي الثَّوَاب فَوْق أَيْدِيهمْ فِي الْوَفَاء , وَيَده فِي الْمِنَّة عَلَيْهِمْ بِالْهِدَايَةِ فَوْق أَيْدِيهمْ فِي الطَّاعَة . وَقَالَ الْكَلْبِيّ : مَعْنَاهُ نِعْمَة اللَّه عَلَيْهِمْ فَوْق مَا صَنَعُوا مِنْ الْبَيْعَة . وَقَالَ اِبْن كَيْسَان : قُوَّة اللَّه وَنُصْرَته فَوْق قُوَّتهمْ وَنُصْرَتهمْ .

(
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ َابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الروم:38)

(
قال بن كثير في تفسيره )

يَقُول تَعَالَى آمِرًا بِإِعْطَاءِ " ذِي الْقُرْبَى حَقّه " أَيْ مِنْ الْبِرّ وَالصِّلَة " وَالْمِسْكِين " وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْء لَهُ يُنْفَق عَلَيْهِ أَوْ لَهُ شَيْء لَا يَقُوم بِكِفَايَتِهِ " وَابْن السَّبِيل " وَهُوَ الْمُسَافِر الْمُحْتَاج إِلَى نَفَقَة وَمَا يَحْتَاج إِلَيْهِ فِي سَفَره " ذَلِكَ خَيْر لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْه اللَّه" أَيْ النَّظَر إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ الْغَايَة الْقُصْوَى" وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ " أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.

(
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:115)

(
قال الجلالان في تفسيره )
وَنَزَلَ لَمَّا طَعَنَ الْيَهُود فِي نَسْخ الْقِبْلَة أَوْ فِي صَلَاة النَّافِلَة عَلَى الرَّاحِلَة فِي السَّفَر حَيْثُمَا تَوَجَّهْت : "وَلِلَّهِ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب" أَيْ الْأَرْض كُلّهَا لِأَنَّهُمَا نَاحِيَتَاهَا "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا" وُجُوهكُمْ فِي الصَّلَاة بِأَمْرِهِ "فَثَمَّ" هُنَاكَ "وَجْه اللَّه" قِبْلَته الَّتِي رَضِيَهَا "إنَّ اللَّه وَاسِع" يَسَع فَضْله كُلّ شَيْء "عَلِيم" بِتَدْبِيرِ خَلْقه


)
وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27)

(
قال الجلالان في تفسيره )
"
وَيَبْقَى وَجْه رَبّك" ذَاته "ذُو الْجَلَال" الْعَظَمَة "وَالْإِكْرَام" لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَنْعُمِهِ عَلَيْهِمْ
(
وقال الطبري في تفسيره لنفس الاية )

يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : كُلّ مَنْ عَلَى ظَهْر الْأَرْض مِنْ جِنّ وَإِنْس فَإِنَّهُ هَالِك , وَيَبْقَى وَجْه رَبّك يَا مُحَمَّد ذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام ; وَذُو الْجَلَال وَالْإِكْرَام مِنْ نَعْت الْوَجْه فَلِذَلِكَ رُفِعَ ذُو . وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهَا فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه بِالْيَاءِ " ذِي الْجَلَال وَالْإِكْرَام " عَلَى أَنَّهُ مِنْ نَعْتِ الرَّبّ وَصِفَتِهِ .
(
وقال القرطبي )
أَيْ وَيَبْقَى اللَّه , فَالْوَجْه عِبَارَة عَنْ وُجُوده وَذَاته سُبْحَانه


آيات اخري متفرقة .
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (البقرة:272)

(
وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (الروم:39)

(
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً) (الانسان)

عودة