الهي الهي لماذا تركتني

"الهي الهي لماذا تركتني " هل هذه هي صرخة يسوع ، ام صرختنا نحن ؟


لم يأت يسوع ( الكلمة المتجسد ) ليحيا حياة شخصية كاملة بشرية امام الناس
فهذا يمكن ان يوضح مدي فشلنا ، وليس اكثر .
لقد جاء ليعمل ما هو اكثر بكثير من ذلك .
جاء ليغير علاقتنا بالله ، واتجاهنا ازاء الله .
جاء ليقوم بعمل المصالحة
فكان في معموديته وصليبه وموته وقيامته متوحدا معنا
فكان ان تمت المبادلة بين صلاحه وفسادنا على الصليب

قال يسوع :
"
وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب اليّ الجميع."
(
يوحنا 12 : 32)
ويشرح لنا هذه الكلمات يوحنا ، ان يسوع كان يقصد بذلك الصليب :
" قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت."
(
يوحنا 12 : 33)

وفي الصليب كنا نحن في يسوع المسيح ( حيث جذبنا نحن المؤمنين اليه )
وكانت صرخة بشريتنا وخطيتنا وانفصالنا عن الله :
"
الهي الهي لماذا تركتني " (متى 27 : 46)(مرقس 15 : 34)
لم يقل يسوع " ابي ابي لماذا تركتني "
لم تكن هذه صرخة الابن ( الاله) ، بل كانت صرخة الجسد ( ونحن مستترون فيه )
لقد كانت صرخته نيابة عنا نحن
تحقيقا لنبؤة داود (مزامير 22 : 1)

وقد كان عمل يسوع المسيح علي الصليب ، مرضيا لله ومتمما بالكامل
لذبيحة الخطية التي جاء فيها الى العالم ، كحمل الله الذي يرفع خطية العالم
(
يوحنا 1 : 36)

وبهذا استطاع يسوع ان يصرخ كابن الله
"
ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا ابتاه في يديك استودع روحي.
ولما قال هذا اسلم الروح"
(
لوقا 23 : 46)

وكان ان قبل الله هذه الذبيحة ، وكان برهان ذلك القيامة المجيدة التي
قامها الرب يسوع من بين الاموات ، واعطاها لنا بالايمان

فهم ذلك الرسول بولس فقال :
"
مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ "
(
غلاطية 2 : 20)
لقد رأي نفسه بالايمان يموت في الصليب مع المسيح
ويحيا في البر والقداسة بقيامة المسيح
"انكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله"
(
كولوسي 3 : 3)

ويستطيع كل انسان ان يقبل عمل المسيح على الصليب
وان يحيا ويقبل الحياة التي اهداها الينا بالقيامة

بالايمان مثل بولس وغيره من التلاميذ والرسل والمؤمنين علي
امتداد العصور كلها .

هل تقبل ما فعله المسيح يسوع عنك في حياته علي الارض
وفي موته علي الصليب
وفي قيامته ظافرا من بين الاموات

انها المبادلة على الصليب
فهل تأتي الى الصليب مقرا ومعترفا بذنبك وخطيتك
لتقبل بالايمان هذا العمل
وتأخذ بالايمان هذه المبادلة
بين خطايانا وقداسته
بين ذنوبنا وبره
بين جروحنا وشفاءه
بين موتنا وحياته


"1
من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب.
2
نبت قدامه كفرخ وكعرق من ارض يابسة لا صورة له
ولا جمال فننظر اليه ولا منظر فنشتهيه.
3
محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن
وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به
4
لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا.
5
وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل آثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا.
6
كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا.
7
ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح
وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.
8
من الضغطة ومن الدينونة أخذ.وفي جيله من كان يظن
انه قطع من ارض الاحياء انه ضرب من اجل ذنب شعبي.
9
وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته.
على انه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش
10
اما الرب فسرّ بان يسحقه بالحزن.
ان جعل نفسه ذبيحة اثم يرى نسلا تطول ايامه ومسرة الرب بيده تنجح.
11
من تعب نفسه يرى ويشبع.وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها.
12
لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة
من اجل انه سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة
وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين"
(
اشعياء 53)
كتبت قبل المسيح باكثر من 500 سنة .

عودة