تفسير إنجيل مرقس والأحداث الموازية في إنجيل القديس لوقا

الإصحاح الأول

الإصحاح الثاني

الإصحاح الثا لث

الإصحاح الرابع

الإصحاح الخامس

الإصحاح السادس

الإصحاح السابع

الإصحاح الثامن

الإصحاح التاسع

تفسير إنجيل مرقس والأحداث الموازية في إنجيل القديس لوقا


 

الإصحاح الأول

الآيات (1-13):               في كتاب الميلاد

الآيات (14-20):              في كتاب إنجيل متى (مت13:4-25)

 

الآيات (21-28) + (لو31:4-37)

الآيات (مر21:1-28): "ثم دخلوا كفرناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم. فبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ. قائلاً آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس واخرج منه. فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه. فتحيروا كلهم حتى سأل بعضهم بعضاً قائلين ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه. فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل."

الآيات (لو31:4-37): "وانحدر إلى كفرناحوم مدينة من الجليل وكان يعلمهم في السبوت. فبهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان. وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم. قائلاً آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس واخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئاً. فوقعت دهشة على الجميع وكانوا يخاطبون بعضهم بعضاً قائلين ما هذه الكلمة لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج. وخرج صيت عنه إلى كل موضع في الكورة المحيطة."

كفرناحوم= كفر النياح أو الراحة وجغرافياً فيه أوطى من الناصرة لذلك يقول إنحدر. في السبت= يوم الراحة فالقديس مرقس بدا معجزات السيد المسيح بهذه المعجزة، وهو يكتب للأمم ليعلن لهم أن السيد المسيح أتى ليعطي الراحة للمتعبين إذ يحررهم من الأرواح النجسة التي سيطرت عليهم زماناً وأتعبتهم بل استعبدتهم. كمن له سلطان وليس كالكتبة= كان الكتبة يقولون، الناموس يقول.. أو المعلم فلان يقول، أما السيد المسيح فكان يقول.. أما أنا فأقول كذا وكذا.. والكتبة كانت كلماتهم جوفاء بلا قوة، أمّا المسيح فكلماته كلها قوة وجذابة للنفس.

آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري.. أنا أعرفك= الشياطين عرفت المسيح ولكن ليس كمعرفة الملائكة والقديسين الذين يجدون في معرفته فرحاً وحياة وشركة أبدية (يو3:17). أمّا الشياطين فتعرفه دياناً لها يأتي ليهلكها، وترتعب منه. من يفرح بالمسيح هو من إمتلأ قبله محبة، أمّا هؤلاء الشياطين فمملوئين كراهية وحقد. هم يعرفون الله لكنها معرفة بلا حب ولا رجاء، يؤمنون ويقشعرون (يع19:2) وهم يحاولون إبعاد البشر عن الله. والله لا يقبل شهادة هؤلاء، فهم إذا شهدوا يكون هذا بنية خبيثة، فمثلاً هم أقنعوا الفريسيين أن السيد يخرج الشياطين بواسطة بعلزبول، وربما يريدون بشهادتهم إثبات هذه العلاقة. المهم أن المسيح في غنى عن شهادة الأشرار عنه. والسيد المسيح كان لا يريد في البداية الإعلان عن أنه المسيا المنتظر حتى لا تحدث ثورة سياسية إذ يظن الشعب أنه جاء ليحررهم من الرومان. والمسيح رفض شهادة الشياطين. فشهادتهم له هي نوع من الخداع. فهم يريدون إثبات أن لهم علاقة بالمسيح، واليوم يشهدون له وغداً يهاجمونه فيضللون السامعين.

ولاحظ أن الشيطان لم يحتمل وجود المسيح الذي كان يعلم بسلطان فبدأ يهتاج. ولكن الشيطان مهما كانت قوته فهو بلا حول ولا قوة أمام سلطان رب المجد. ولاحظ أنهم عرفوا كثيراً عن المسيح، لكن الشياطين لم يدركوا أنه الله المتجسد، ولكن الشيطان فزع منه كما تفزع الظلمة من النور. ولاحظ أن السيد المسيح قبل أن يخرج الشياطين من الناس سبق وهزم الشياطين في البرية. فهو إن لم يكن قد هزمه، ما كان يقدر أن يكون له هذا السلطان. فهو هزمه لحسابنا ليحررنا من سلطانه.

الآيات (29-34)               في كتاب إنجيل متى (مت14:8-17)

 

الآيات (35-39) + (لو42:4-44)

الآيات (مر35:1-39): "وفي الصبح باكراً جداً قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك. فتبعه سمعان والذين معه. ولما وجدوه قالوا له إن الجميع يطلبونك. فقال لهم لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضاً لأني لهذا خرجت. فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين."

الآيات (لو42:4-44): "ولما صار النهار خرج وذهب إلى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه وامسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم انه يبنغي لي أن ابشر المدن الأخر أيضاً بملكوت الله لأني لهذا قد أرسلت. فكان يكرز في مجامع الجليل."

وكان يصلي= هي علاقة النور بالشمس، هي صلة الإبن بأبيه، هي المحبة المتبادلة، وإن كان المسيح يصلي فكم وكم إحتياجنا نحن للصلاة. فبدون الصلاة أي الصلة بالله فلا سلطان لنا على إبليس. ولا حماية من الله لنا بدون علاقتنا بالله. ولاحظ أنه إذ عَلِمَ بأن الجموع تطلبه ذهب ليكرز ويخرج شياطين، فهو لم يأتي لراحته بل ليريح الناس= لأني لهذا خرجت. والمسيح لم يكتفي بمدينة واحدة بل هو يريد أن يذهب للجميع= ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر. فهو يريد أن الجميع يخلصون. فنحن نرى أن سكان كفر ناحوم حاولوا أن يمسكوه ويحتفظوا به لكنه في محبة شرح لهم أنه أتى للكل. يريد أن يحرر الكل من سلطان إبليس.

الآيات (40-45) في كتاب إنجيل متى (مت1:8-4).


 

الإصحاح الثاني

 

الآيات (1-12):               في كتاب إنجيل متى (مت1:9-8)

الآيات (13-17):              في كتاب إنجيل متى (مت9:9-13)

الآيات (18-22):              في كتاب إنجيل متى (مت14:9-17)

الآيات (23-28):              في كتاب إنجيل متى (مت1:12-8)


 

الإصحاح الثا لث

الآيات (1-6):                 في كتاب إنجيل متى (مت9:12-14)

الآيات (7-12) + (لو17:6-19)

 

الآيات (مر7:3-12): "فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية. ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتوا إليه. فقال لتلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه. لأنه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة انك أنت ابن الله. وأوصاهم كثيراً أن لا يظهروه."

الآيات (لو17:6-19): "ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم. والمعذبون من أرواح نجسة وكانوا يبرأون. وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع."

في الآيات السابقة رأينا أن اليهود تشاوروا على السيد ليهلكوه، أما هو كعادته لا يقاوم الشر بالشر، بل استمر يعلم ويكرز ويشفي. هم تركهم لا عن خوف، بل لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد، وهو يريد قبل أن يصلب أن يكمل تعليمه وكرازته. وهنا تعليم أن نهرب من الشر بقدر الإمكان فإنصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر= هذه مقدمة لما سيأتي في (1:4) أن السيد قال تعاليمه عند البحر، أي على شاطئ البحيرة. وكلمة إنصرف تفيد معنى إنسحب في حالة الخطر، في أصلها اليوناني.

وبسبب المعجزات الكثيرة التي كان يصنعها تزاحم الكثير حوله فإضطروا أن تلازمه سفينة، يكون السيد فيها ويعلم الجموع دون أن يزحموه. طلبوا أن يلمسوه= كان للمسيح أن يشفي المرضى بالأمر، لكنه لمس المرضى، فنخن بشر ماديون نحتاج أن نرى شيئاً ملموساً (الماء في المعمودية والخبز والخمر في الإفخارستيا..) التلامس مع المسيح يشفي الروح والجسد إن كان بإيمان. وطبعاً الشفاء الروحي أهم من الجسدي، بل أن المرض قد يكون وسيلة للشفاء الروحي (بولس وأيوب) ولاحظ هنا [1] أن الذين تبعوا يسوع كانوا من كل مكان. [2[ الأسلوب القوي الذي يقدم به مرقس المسيح للرومان.

الآيات (13-19)               في كتاب إنجيل متى (مت1:10-4)

 

آيات (20،21): "فاجتمع أيضاً جمع حتى لم يقدروا ولا على آكل خبز. ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل."

لاحظ الجمع الذي إكتشف محبته وقدرته على الشفاء وتلذذوا بتعليمه، يجتمعون حوله. ولكن نجد أقاربه يتهمونه بأنه مختل= هي تعني الهوس الديني، وبعد هذا يقول عنه الكتبة أن معه بعلزبول (آية22) هؤلاء لأغراضهم الخاصة (الكبرياء والحسد) لم تنفتح عيونهم لمعرفته مثل الشعب الذي لبساطة إيمانه إكتشفوه وأحبوه. وكثيراً ما تنغلق أعيننا عن رؤية يسوع لأن في القلب أغراض أخرى. ولاحظ أن العلاقة الجسدية لا تعطي معرفة بالمسيح، فأقرباؤه رفضوه (يو5:7+ 2كو16:5+ مت46:12). فالإيمان وعمل مشيئته يعطي الإنسان أن تنفتح عيناه ويعرفه. وبالمعمودية والتوبة والتناول نثبت في هذه المعرفة وهذه الرؤية. في هذه الآيات نرى الله فاتحاً أحضانه ليقبل الجميع في حب. وهناك من يتهم الله بأنه مختل لأن عين هذا الإنسان هي المغلقة، فأنقياء القلب فقط هم الذين يعاينون الله ويعرفونه.

الآيات (22-30)               في كتاب إنجيل متى (مت22:12-37)

الآيات (31-35)               في كتاب إنجيل متى (مت46:12-50)


 

الإصحاح الرابع

الآيات (1-9،13-20):        في كتاب إنجيل متى (مت1:13-9،8-23)

الآيات (10-12):              في كتاب إنجيل متى (مت10:13-17)

الآيات (21-25) + (لو16:8-18) (مثل السراج)

الآيات (مر21:4-25): "فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه. وجاءوا به إلي موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة. وأعطوه خمراً ممزوجة بمر ليشرب فلم يقبل. ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كل واحد. وكانت الساعة الثالثة فصلبوه."

الآيات (لو16:8-18): "وليس أحد يوقد سراجاً ويغطيه بإناء أو يضعه تحت سرير بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور. لأنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن. فانظروا كيف تسمعون لأن من له سيعطى ومن ليس له فالذي يظنه له يؤخذ منه."

هل يؤتى بسراج ليوضع تحت مكيال= مجد المسيح لن يُخفى، بل سيُعرف في كل العالم، وتعاليمه سيعرفها الجميع وستعلن للعالم عن طريق تلاميذه وعن طريقنا نحن إذ نطبق تعاليمه ووصاياه فنكون نوراً للعالم، نكون نوراً إذ يحيا المسيح فينا، والمسيح هو الذي سيظهر فينا، نوراً في أعمالنا وأحاديثنا. حقاً المسيح يطلب أن تكون حياتنا في الخفاء، أي كل صلواتنا وأصوامنا في الخفاء، ولكن معنى هذا أن لا نبحث عن مجد شخصي لنا، بل نبحث عن مجد المسيح في أي عمل نقوم به، ومن يبحث عن مجد المسيح سيجعله المسيح نوراً للعالم لا يمكن أن يختفي. فالسراج هو كلمة الله (المسيح هو كلمة الله) وهو تعاليم السيد المسيح التي علينا أن ننشرها ولا نخفيها. المكيال= يستخدم للبيع والشراء (لكيل البذار ويسع كيلة قمح). فما يخفي نور المؤمن هموم المكسب والخسارة وهموم لقمة العيش، والمقاييس البشرية التي تفقد الإنسان إيمانه بالله العامل فوق كل الحدود البشرية (يو7:6). والمكيال هو حب المال ونسيان حقوق الله (نش2:3). المكيال هو الإنشغال بالعالم وهو المقاييس المادية للعالم التي تخفي كلمة الله. السرير= هو إشارة للكسل والنوم والتراخي، وهذا لا يليق بتلاميذ المسيح (نش1:3) "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي طلبته فما وجدته"

ولاحظ أن هذا المثل يأتي وراء مثل الزارع، فمن يتقبل كلمة الله في قلبه ويكون أرضاً جيدة سيكون نوراً للعالم. ويكون سراجاً متقداً بزيت النعمة، أي مملوءاً من الروح القدس الذي يلهب قلوب أولاد الله حباً وغيرة على مجد الله. وما يطفئ هذه النار هو التراخي والكسل أو الإنشغال عن الله بسبب ماديات هذا العالم. والمنارة هي إشارة للشهادة للحق والخدمة، هي الكنيسة. والنور الذي هو المسيح، الذي كان مكتوماً فينا حينئذ سيظهر للعالم كله من خلال الشهادة للحق والأعمال الصالحة التي يراها الناس فيمجدوا أبونا السماوي. كل هذا ليس منّا بل من المسيح الذي يحيا فينا، مجده هو الذي سيظهر. والمنارة مرتفعة إشارة لحياة المؤمنين السماوية المرتفعة عن ملذات وشهوات هذا العالم. فيكونوا نوراً للعالم. ليس ش خفي لا يُظهر= إذ أخفينا كلمة الله بحياتنا الأرضية وخطايانا ستظهر في حياة آخرين، لكن نكون قد خسرنا فرصة العمل في خدمة المسيح وهي أيضاً ملكوت المسيح الذي بدأ وسط الإثنى عشر ثم إنتشر في العالم كله. ولا صار مكتوماً= بدأ الملكوت وتعاليم المسيح مكتومة بل وشخص المسيح غير معروف من هو (حتى التلاميذ ما كانوا يعرفون حقيقة المسيح)، كان مخفياً في البداية، ثم عُرِف كل شئ بعد ذلك. إن كان لأحد أذنان..= الملكوت سيعلن وسيعرفه من له أذنان وليس كل العالم. وفي لوقا يقول أنظروا كيف تسمعون= فمن يسمع ويريد أن يفهم، وليس له نية أن يعاند ويقاوم، بل له نية أن ينفذ مثل هذا يكون له أذنان للسمع وسيسمع ويفهم ويؤمن، أمّا من يسمع وهو يريد أن يعاند ويقاوم، أو يسمع دون نية على التنفيذ فهو لن يسمع ولن يفهم، بل الذي يظنه له من معرفة وحكمة عالمية سوف يؤخذ منه. وهنا يضيف معلمنا مرقس= بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويُزاد= بحسب طريقتكم في السماع، لو بإستهتار أو بعناد ومقاومة، حينئذ ستكونون كمن بلا أذان، ولن تفهموا شيئاً وستكونون بلا بصيرة. أو لو كان سماعكم بقلوب بسيطة تريد أن تفهم سأعطيكم فهماً وإستنارة. المنارة هي الكنيسة والسرج هي الخدام وهم كل مؤمن ينفذ وصايا المسيح. من له سيعطى= من كان أميناً سيزداد دائماً، هذا للخدام في خدمتهم وللشعب في طريقة حياتهم. أنظروا ما تسمعون= أي تأملوا هذه التعاليم أولاً وتشبعوا بها في نفوسكم قبل أن تعلموها للآخرين. نفذوا أنتم أولاً هذه التعاليم ثم علموها. أما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه= من يهمل في حياته الروحية يزداد فقراً، من هو ليس أميناً ويجحد الرب مثل اليهود فالذي كان عندهم أخذ منهم فراحت منهم أورشليم وهيكلهم، وفقدوا حكمتهم وفهمهم للناموس فبعد أن كانوا يفهمون النبوات وينتظرون المسيح، صاروا يجهلون كل شئ. وفي حياتنا الروحية إن رفضنا عمل الله فحتى ما نلناه بالطبيعة من مواهب سيؤخذ منا. لذلك نجد أن بعض البشر يسلكون كحيوانات، بل أقل من الحيوانات (فالشذوذ الجنسي غير معروف وسط معظم الحيوانات)

حقاً.. نرى في هذا المثل.. إمّا أن يصير المؤمن نوراً لا يُخفى أو يصير ظلمة. فالله أعطى لكل منا مواهب ووزنات لا ليستمتع بها في ملذاته بل ليشهد بها لله ويمجد إسمه (1بط10:4). فإن لم يصنع ويمجد إسم الله فمن العدل أن يًحرم من هذه المواهب.

 

الآيات (مر26:4-29) نمو البذار

الآيات (مر26:4-29): "وقال هكذا ملكوت الله كان إنساناً يلقي البذار على الأرض. وينام ويقوم ليلاً ونهاراً والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف. لأن الأرض من ذاتها تأتى بثمر أولاً نباتاً ثم سنبلاً ثم قمحاً ملآن في السنبل. وأما متى أدرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر."

القديس مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذا المثل "البذور التي تنمو في السر" وهو مقابل لمثل الخميرة.

ربما إستصعب التلاميذ العمل، وكيف يقدمون نوراً للعالم، لذلك يؤكد لهم السيد هنا أن العمل الكرازي، وعمل الخدمة هو عمل إلهي مستمر، له فاعليته في حياة الآخرين. الكارز أو الخادم يلقي الكلمة في القلوب والله ينميها كيف؟ لا نعرف. هنا الإنسان الذي يلقي البذار على الأرض هو الكارز أو الخادم. (هناك من قال أنه المسيح.. ولكن لا يصح أن تقال باقي الكلمات عن المسيح ينام ويقوم ليلاً ونهاراً.. وهو لا يعلم). فالخادم يلقي البذار أي كلمة الله، والله في سرية له عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة لا يمكن لنا إدراكها. ويفاجأ الخادم بنمو الملكوت. نحن نجهل طريقة نمو البذار، ولكننا نرى نتائجها وربما بعد مدة. النمو هو عمل الروح القدس في النفس وليس عمل الخادم. فالخادم يجهل كيف تنمو الكلمة. سمعت هذا الاعتراف من أحد خدام الكنيسة الموقرين خارج مصر:- قال في حفل أقيم له في مصر حضره خادم مدارس الأحد الذي كان يخدمه منذ ثلاثين عاماً، قال لخادمه هذا في الحفل.. لطالما زرتني وإفتقدتني، وكنت آخذ كلامك بسخرية، ولطالما إحتملتني لمدة سنوات، وإذا حضرت فصل مدارس الأحد كنت أسخر من كل ما أسمعه، ولطالما أتعبتك في مناقشات حول صحة الفلسفات الإلحادية. وسافرت للخارج.. وهناك وأنا وحدي كانت كلماتك ترن بشدة في أعماقي، وحولتني تدريجياً إلى الكنيسة وهناك وصلت لأعلى درجات الخدمة.. لقد نمت الكلمات بطريقة سرية، مع أن الخادم نفسه كان يائساً من إصلاح هذا الشاب الذي كان يظنه في طريقه للإلحاد. حقاً ليس الغارس شيئاً ولا الساقي بل الله الذي يُنمي (1كو7:3). ولكن على الخادم أن يصبر. وفي النهاية سيأتي الملائكة كحاصدين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت الله ثماراً مفرحة. وقد يشير المنجل للحصاد الآن على الأرض، فكل من نمت داخله البذار يخطفه منجل الله ليترك خدمة العالم ويبدأ في خدمة الله وكنيسته، مثل هذا الخادم الذي ذكرنا قصته. الأرض من ذاتها تأتي بثمر= الأرض إشارة إلى طبيعة البشر بعد أن صارت خليقة جديدة (1كو17:5)

الآيات (30-32)               في كتاب إنجيل متى (مت31:13-32)

الآيات (33،34)               في كتاب إنجيل متى (مت34:13،35)

الآيات (35-41)               في كتاب إنجيل متى (مت23:8-27)


 

الإصحاح الخامس

الآيات (1-20):               في كتاب إنجيل متى (مت28:8-34)

الآيات (21-43):              في كتاب إنجيل متى (مت18:9-26)


 

الإصحاح السادس

الآيات (1-6):                         في كتاب إنجيل متى (مت54:13-58)

الآيات (7-13):               في كتاب إنجيل متى (مت9:10-15)

الآيات (14-29):              في كتاب إنجيل متى (مت1:14-12)

الآيات (30-44):              في كتاب إنجيل متى (مت13:14-23)

الآيات (45-52):              في كتاب إنجيل متى (مت22:14-33)

الآيات (53-56):              في كتاب إنجيل متى (مت34:14-36)


 

الإصحاح السابع

الآيات (1-23):               في كتاب إنجيل متى (مت1:15-20)

الآيات (24-30):              في كتاب إنجيل متى (مت21:15-28)

الآيات (31-37):      (شفاء أصم أعقد)

الآيات (مر31:7-37): "ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر. وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وآن وقال له إفثأ أي انفتح. وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً. فأوصاهم أن لا يقولوا لأحد ولكن على قدر ما أوصاهم كانوا ينادون أكثر كثيراً. وبهتوا إلى الغاية قائلين أنه عمل كل شيء حسنا جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون."

في الآيات السابقة رأينا السيد المسيح يذهب إلى تخوم صور وصيدا حتى يخلص نفس المرأة الكنعانية وابنتها، فهو كما ذهب للسامرة لأجل خلاص نفس السامرية، هكذا صنع هنا خلاصاً لهذه الكنعانية. ولكنه لم يًرد أن يستمر في أراضي الأمم كثيراً حتى لا يًعثر اليهود (= ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيداء=) إذ يرونه في شركة مع الأمم الدنسين. والسيد هنا يشفي أصم أعقد. وأعقد أي ثقيل اللسان، يتكلم بصعوبة وذلك لأنه أصم، وبسبب صممه إلتوى لسانه. وروحياً فهذا يمثل العاجز عن تسبيح الله لأنه سد أذانه عن سماع كلمة الله، ويمثل العاجز عن الشهادة للحق. والمسيح استخدم معه طرقاً ملموسة، حتى توقظ فيه هذه الحركات الخارجية روح الإيمان اللازم لنوال الشفاء، لأنه وهو أصم لا يستطيع أن يسمع كلام الرب. فالسيد وضع إصبعه في أذنيه ليشعر المريض بإصبعه أي قوته الشافية ويتلامس أيضاً مع حب المسيح وحنانه. وتفل ولمس لسانه ليؤمن أن هناك قوة ستخرج منه لتفك لسانه. ورفع نظره ليعلم المريض أن يرفع نظره لله، وليؤكد له أن القوة التي ستشفيه هي من الله وأنه متحد مع الآب. وأن قوة الشفاء هي من الله وليست من بعلزبول. والإصبع هو إشارة للروح القدس (لو20:11+ مت28:12). وعمل الروح القدس هو فتح حواسنا الروحية لندرك السماويات. وتفل المسيح كان ليرى هذا الأصم شئ معبر عن الحياة يخرج من المسيح، فجسد المسيح حي ومحيي ومن يأكله يحيا به (يو57:6) وكان التفل (جزء من جسد المسيح) ليعطي حياة لأعضائه الميتة، هذه كنقل دم لمريض ليعطيه حياة وأنَّ.. وقال إفثأ= أنين المسيح هنا هو مثل بكائه على قبر لعازر فهو متعاطف معنا، شاعر بألامنا "في كل ضيقهم تضايق" وقوله إفثأ (آرامية وتعني بالعربية إنفتح)، فهذا يعبر عن إرادة الله أن تكون حواسنا مفتوحة على السماويات.

جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون= [1] إذاً هناك معجزات كثيرة أخرى لم تذكر [2] لاحظ كيف يقدم مرقس المسيح للرومان الذين يعشقون القوة، فهو ينتصر لا على جنود بل على أرواح شريرة وعلى أمراض مستعصية.


 

الإصحاح الثامن

الآيات (1-9):                         في كتاب إنجيل متى (مت32:15-38)

الآيات (10-21):              في كتاب إنجيل متى (مت1:16-12)

الآيات (22-26):      (شفاء أعمى)

الآيات (مر22:8-26): "وجاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يلمسه. فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل ابصر شيئاً. فتطلع وقال ابصر الناس كأشجار يمشون. ثم وضع يديه أيضاً على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وابصر كل إنسان جليا. فأرسله إلى بيته قائلاً لا تدخل القرية ولا تقل لأحد في القرية."

تمت في هذه المعجزة معجزتين [1] فتح أعين الأعمى [2] ملأ ذاكرته. ولشرح هذا علينا أن نفهم كيفية الرؤية: فنحن عند ولادتنا، تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة المخ، وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه الصورة؟ ولمن هذه الصورة. وهذا يفسر لنا قول الأعمى حين إنفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون. هو في الواقع بدأ يرى أشياء، ولكن ذاكرته ليس بها شئ، فهو لا يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل. ولما وضع السيد يديه عليه ثانية ملأ ذاكرته فأبصر جلياً أي إستطاع أن يميز بين الناس وبين الأشجار.

وأيضاً في المعجزة السابقة، وهي شفاء أصم أعقد، يمكن إعتبارها معجزتين: [1] شفاء الصمم واللسان. [2]التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات.

ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجياً، على مراحل. وذلك لأن السيد أراد إظهار هذا، فهو شفى عميان مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو9). إذاً فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية. فمثلاً في قصة شفاء بارتيماوس الأعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر46:10-52) ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا الأعمى للسيد المسيح، وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل، أو سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفاً، ومن كان إيمانه ضعيفاً يصير شفاؤه أصعب.. وبالتدريج.. أي مع كل خطوة شفاء ينمو الإيمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء. وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحياً، ويبدأ الله العمل معنا عن طريق خدامه، كما قدم الناس هذا الأعمى للمسيح، ومع أول إستجابة لعمل المسيح تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا لا نبصر جيداً، ولكن ما نراه يكون كافياً.. إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل الله.. لزيادة إيماننا ومع زيادة الإيمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا بالأكثر، فنرى الروحيات أوضح، ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا.. وعلينا أن نصرخ دائماً "إفتح عيني حتى أراك يا رب"

وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية لا تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم. وهكذا يدعونا المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا. وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويلاته بسبب عدم إيمانهم "ويلّ يا كورزين، ويلّ لك يا بيت صيدا" (مت20:11-22). فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد تابوا.

ولاحظ أن السيد يأخذ بيد الأعمى ليخرجه خارج القرية، فالمسيح يعيننا على ترك أماكن الشر، فهل نطيع مثلما أطاع هذا الأعمى السيد المسيح.

الآيات (27:8-30):           في كتاب إنجيل متى (مت13:16-20)

الآيات (31:8-1:9):          في كتاب إنجيل متى (مت21:16-28)

الآيات (34:8-38):           في كتاب إنجيل متى (مت34:10-36 وما بعده)


 

الإصحاح التاسع

الآيات (1:9)                   في كتاب إنجيل متى (مت28:16)

الآيات (2:9-8):              في كتاب إنجيل متى (مت1:17-8)

الآيات (9:9-13):             في كتاب إنجيل متى (مت9:17-13)

الآيات (14:9-29):           في كتاب إنجيل متى (مت14:17-21)

الآيات (30:9-32):           في كتاب إنجيل متى (مت22:17،23)

الآيات (33:9-37):           في كتاب إنجيل متى (مت1:18-5)

الآيات (42:9)                         في كتاب إنجيل متى (مت6:16،7)

الآيات (43:9-48):           في كتاب إنجيل متى (مت8:18-10)

الآيات (2:10-12):           في كتاب إنجيل متى (مت1:19-12)

الآيات (13:10-16):         في كتاب إنجيل متى (مت13:19-15)

الآيات (17:10-27):         في كتاب إنجيل متى (مت16:19-26)

الآيات (28:10-31):         في كتاب إنجيل متى (مت27:19-30)

الآيات (32:10-34):         في كتاب إنجيل متى (مت17:20-19)

الآيات (35:10-45):         في كتاب إنجيل متى (مت20:20-28)

 

الصفحة الرئيسية