الرسالة الثانية إلي تسالونيكي

 

كنيسة السيدة العذراء بالفجالة

 

 

المقدمة. 2

الإصحاح الأول. 3

الإصحاح الثانى. 6

الإصحاح الثالث.. 14

 


 

المقدمة

هذه الرسالة مشهورة بنبوءة لبولس الرسول، إذ أوحي له الروح القدس عن قيام حركة إرتداد عنيفة للغاية وهذه ستكون أمّر مما تعانيه الكنيسة في عصره وهذه الحركة ستسبق مجئ المسيح الثاني مباشرة، فيها يتجسم الشيطان في شخص إبن الهلاك إو إنسان الخطية الذي يقاوم مملكه السيد المسيح في أواخر الدهور ويعتبر ظهور هذا الشخص وهذه الضيقة علامة علي إقتراب ظهور المسيح في مجيئه الثاني.

الرسول حتي يلهب شوق المجاهدين الروحيين للعمل بفرح كلمهم في الرسالة الأولي عن أن المسيح سيأتى فجأة وأن يوم مجيئه سيأتي كلص، وعلينا أن نتوقعه في كل وقت.  وربما أساء البعض فهم هدف الرسول وظنوا أن مجئ المسيح هو علي الأبواب، فباع البعض ممتلكاتهم وأهمل الكثيرون أعمالهم اليومية، خصوصاً أنه علي ما يبدو وصلت رسالة مزورة منسوبة للرسول أن موعد مجئ المسيح بات علي الأبواب، مما سبب تشويشاً في الكنيسة لذلك أرسل الرسول هذه الرسالة يطلب فيها:

1.     أن يعيشوا حياتهم طبيعية ويعملوا أعمالهم بلا تشويش، فالمسيح لن يأتي إن لم يأتي إنسان الخطيئة والضيقة أولاً.

2.     أعطاهم علامة علي أن الرسائل الصادرة منه شخصياً تنتهي بالسلام الذي يكتبه في آخر كل رسالة بيده (2 تس 3 : 17(.

3.     إذ كانت الكنيسة لا تزال تحت الضيق كتب إليهم بأسلوب أبوي يشجعهم علي إحتمال الألم ويوضح السلوك اللائق بهم كأولاد الله.

4.     نفهم من كلام الرسول أنه من الخطأ تحديد موعد للمجئ الثاني ولكن ليس من الخطأ فهم العلامات لإستعداد.  وعلينا أن نكون مستعدين دائماً.

 

كتب الرسالة بعد شهور من كتابة الرسالة الأولي أي حوالي منتصف عام 53م وكتبها من كورنثوس وكان تيموثاوس و سيلا مازالا معه. وأقسام الرسالة كما يأتي:

(ص 1) تشكرات لله.

(ص 2)  يتحدث بأسلوب رؤيوى.

(ص 3) يتحدث بأسلوب عملي.


 

الإصحاح الأول

آيات 1، 2 :- بولس و سلوانس و تيموثاوس إلى كنيسة التسالونيكيين في الله أبينا و الرب يسوع المسيح. نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح.

الله أبينا = الرسول سيتحدث عن ضيق وإرتداد عظيم، ويسبق بقوله أبينا ويعطي لهم شعور بالإطمئنان، فإذا كان الله ابانا فلماذا الخوف مما سيحدث.

 

آيات 3، 4 :- ينبغي لنا أن نشكر الله كل حين من جهتكم أيها الإخوة كما يحق لأن إيمانكم ينمو كثيراً و محبة كل واحد منكم جميعاً بعضكم لبعض تزداد. حتى إننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من أجل صبركم و إيمانكم في جميع إضطهاداتكم و الضيقات التي تحتملونها.

في الرسالة الأولي مدحهم علي محبتهم وإيمانهم وهنا يمدحهم علي إزديادهم ونموهم فيها.  وبهذا نفهم أن الإيمان ينمو والمحبة تنمو وهذا علامة صحة للإنسان المسيحي.  ولاحظ أنه يشكر الله علي هذا، فهذا عمل الله فينا، أن ينمي فينا الإيمان والمحبة. والرسول يشكر في كل حين = أي حتي في الضيقات. بل أن الضيقات نري فيها يد المسيح شريك الصليب بصورة أوضح فيزداد إيماننا والتلاميذ طلبوا هذا من المسيح "زد إيماننا"ً (لو 17 : 5) ومن خلال الضيقات يزداد الحب لله وللأخوة شركاء الألم = إضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها. الصبر الذى يتكلم عنه لا علاقة له بالشجاعة والجلد الذى يتسم بهما الأبطال بين البشر، بل هو ناشئ عن التعزية الإلهية التى يعطيها الله لمن يقرر الثبات على الإيمان.

 

آية 5 :- بَيِنة على قضاء الله العادل إنكم تؤهلون لملكوت الله الذي لأجله تتألمون أيضاً.

الإيمان البطولي وإحتمال الألم بصبر كان فيه الدليل على أن الله إلي جانبهم، وهكذا أظهر القاضي العادل بواسطة الشجاعة والصبر والمحبة والإيمان التي ملأت قلوبهم بأن القضية في صالحهم. وهذه الشجاعة والصبر... كانت البينة أو العربون الذي أعطي لهم تاكيداً علي المكافأة النهائية، هي عربون الأفراح النهائية في السماء، وأيضاً لعقوبة الأشرار الذين يضطهدونهم.  كان تسبيح الشهداء أكبر دليل علي حضور الله وسطهم، والعكس فالشقاء والتعاسة فى حياة الأشرار بينة علي تعاستهم الأبدية؟

 

آية 6 :- إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً.

الله يجازى المضايقين ضيقاً إن أصروا على موقفهم بلا توبة. وفى ذلك الوقت أثار اليهود فتنة إنتهت بذبح 30.000 منهم.

 

آية 7 :- وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند إستعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته.

يفتح الرسول أعينهم على راحة السماء التي تنتظرهم لكي يتعزوا في ضيقتهم.

إستعلان الرب يسوع = هذا يحدث حين يُستعلن للكل من هو الرب يسوع الذى نعبده، فيخزى الأشرار الذين كانوا أصحاب سلطان يوماً ما، ومن إشترك مع المسيح في آلامه سيشترك معه في مجده الأبدي. ملائكة قوته = المقصود أنتم الآن في مظهر الضعف، لكن يوم إستعلان المسيح تشاركون الملائكة إستمتاعهم بقوة ملكهم وربهم المسيح يسوع. السيد يقول لنا ولكل متألم الآن " أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة ".

 

آية 8 :- في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله و الذين لا يطيعون انجيل ربنا يسوع المسيح.

في نار لهيب = فإلهنا نار آكلة + (مز 50 : 3) + (مز 97 : 3) + (عب 12 : 29). هذه النار هي نار العدل الإلهي التي لا تطيق الشر بل تبيده فالذين يختارون الفساد يحل بهم الفساد ليبيدهم، والذين يضايقون الغير ظلماً يكال لهم بذات الضيق وهذا ليس فقط لغير المؤمنين بل للمؤمنين الأشرار أولاً، ولليهود الذين عندهم نبوات واضحة عن المسيح ويرفضون الإيمان.

 

آية 9 :- الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب و من مجد قوته.

بهلاك أبدي = لا رجعة فيه ولا توقف ويبدأ بظهور المسيح في مجده،  كالنور الذي يدين الظلمة ويفضحها مبدداً إياها،  مجيئه سر فرحناً وهلاك الأشرار.

 

آية 10 :- متى جاء ليتمجد في قديسيه و يتعجب منه في جميع المؤمنين لأن شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم.

يتمجد في قديسيه = من الذي يتمجد  الله أم قديسوه ؟ الله يتمجد في قديسيه فعندما يرى المتكبرون الذين سبقوا فجلدوهم وإحتقروهم واستهزئوا بهم أنهم الآن هم قريببون منه جداً، إنه مجد لله كما هو مجد لهم، إنه مجده ومجدهم معاً، مجد له إذ هو لم يتركهم، ومجد لهم أنهم تأهلوا لكرامة عظيمة كهذه (يو 17 : 10).

شهادتنا عندكم صدقت = ستتمجدون فى ذلك اليوم لأنكم صدقتم كرازتى

 

آيات 11، 12 :- الأمر الذي لأجله نصلي أيضا كل حين من جهتكم أن يؤهلكم إلهنا للدعوة و يكمل كل مسرة الصلاح و عمل الإيمان بقوة. لكي يتمجد إسم ربنا يسوع المسيح فيكم و أنتم فيه بنعمة إلهنا و الرب يسوع المسيح.

الأمر الذي = هو أن يتمجد الله فيهم في ذلك اليوم، وأن يثبتوا على إيمانهم ليتمجدوا.

نصلي = الراعي الحقيقي لا يكف عن الصلاة لأجل شعبه (1صم 12 : 24).

يؤهلكم إلهنا للدعوة = أن يجعلكم إلهنا أهلاً لدعوة الإيمان لكي تسيروا كما ينبغي  ويجب علي المؤمنين، محركاً قلوبكم إلي طلب كل خير،  ومحبة كل صلاح ومثبتاً لكم فى الإيمان عند نزول الشدائد والإضطهادات، لأن قوة الإيمان  تظهر خصوصاً وقت الشدة والإضطهاد لأجل المسيح،  وبهذا يكونوا مستحقين للدعوة الإلهية، ثابتين فيها، والله هو صاحب الدعوة الإلهية والرسول ما هو إلا مقدم صلوات يستدر بها مراحم الله. ودور الشعب هو إعلان الإيمان خلال العمل بقوة الروح.

يكمل كل مسرة الصلاح  = بعمل روحه القدوس،  ليحقق الله غرضه فينا، الذي هو القداسة الكاملة،  وغرض الله ومسرته هي صالحة من نحونا.

لكى يتمجد إسم ربنا فيكم = حسن سيرتكم وثباتكم على الإيمان وقت الإضطهاد هو مجلبة للمجد والكرامة لأسم المسيح.  وكان ثبات الشهداء سبب إيمان للكثيرين.  غاية حياتنا أن يتمجد إسم الله القدوس... لذلك عَلْمنا يارب أن نصلي "ليتقدس أسمك" من كل القلب.


 

الإصحاح الثانى

موضوع هذا الإصحاح هو إنسان الخطية الذي يعتبر إحدي النبوات الرئيسية في العهد الجديد. وأن مجيئه يسبق مجئ المسيح.

 

آيات 1، 2 :- ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح و إجتماعنا إليه. ان لا تتزعزعوا سريعاً عن ذهنكم و لا ترتاعوا لا بروح و لا بكلمة و لا برسالة كأنها منا أي ان يوم المسيح قد حضر.

توهم التسالونيكيين أن يوم الرب أقترب وذلك:

1.     بفهم خاطئ للرسالة الأولي.

2.     ولا بروح ولا بكلمة = إدعى المعلمين الكذبة أن عندهم وحى بهذا.

3.     ولا برسالة = زوروا رسالة ونسبوها إلي بولس الرسول بأن اليوم قريب.  فارتاعوا بسب ذلك.  فأرسل لهم هذه الرسالة وأعطاهم علامة علي الرسائل الحقيقية التي يرسلها هو (راجع 2 تس 3 : 17، 18).

 

آيات 3، 4 :- لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لأنه لا يأتي ان لم يات الإرتداد أولا و يستعلن إنسان الخطية أبن الهلاك. المقاوم و المرتفع على كل ما يدعى إلهاً او معبوداً حتى أنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه انه إله.

كلمة ارتداد في اليونانية تعني ثورة عسكرية وتمرد عسكري سياسي وعصيان،  والمقصود ثورة علي المسيح.  وعلي كل ما يدعي إلهاً = يبطل كل عبادة سواه.  وهذا نص ما ذكره دانيال النبي في (دا 11 : 36) عن الملك المتأله وغالباً هو الوحش فى سفر الرؤيا (ص 13، 16، 19، 20) وهو ضد المسيح في رسائل معلمنا يوحنا الحبيب.  المقاوم = فهو سينطق بما هو ضد العلي ويتجاسر بإرتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين.  يتركز فيه كل ارتداد شيطاني،  ويخادع الناس بأنه إله،  وفي كبرياء يثير الناس ضد الله.

وقد ساد في القرون الأولي إعتقاد أن هذا الإنسان يظهر بعد زوال الدولة الرومانية،  وأن الإمبراطور الروماني هو القوة المقاومة لظهوره لذلك صلوا ليستقر الإمبراطور علي كرسيه وتبقي الدولة الرومانية.  وحدد بعض الآباء أنه سيكون يهودياً ومن سبط دان.

وقال البعض من الآباء أن كثيرين من المقاومين لله وللمسيح كانوا رمزاً له مثل أنطيوخس أبيفانيوس آخر الملوك اليونان الذين حكموا اليهود،  ونيرون الذي حسب نفسه إلهاً.

إنسان الخطية : هو عكس المسيح فالمسيح هو استعلان للبر،  فيه تشخيص كمال البر الإلهي،  من يقتنيه إنما يقتنى بر الله فيه، أما هذا فتتشخص فيه الخطية ببث روح الشر في أتباعه،  وفي أنه يقاوم كل بر حقيقي.

إبن الهلاك = هو هالك ويسعي لأهلاك البشر،  ففيه كل قدرة الشيطان (رؤ 13 : 2)، هو ابن لإبليس يعمل أعمال أبيه (يو 8 : 44) + (1 يو 3 : 10).  والشيطان هلك لاعتزاله الله، من يسير وراء الشيطان يهلك فهو سيعتزل الله، أتباع الشيطان يحملون صورته ويكونون علي مثاله محبين لهلاك الناس،  كما يحمل أبناء الله صورة الله. وإنسان الخطية هو إنسان حقيقي يلبسه الشيطان ليعمل فيه بكل طاقته حتي إن أمكن يضل حتي المختارين (مت 24 : 24) + (رو 13 : 2).

ولاحظ أن المسيح أخلي ذاته في إتضاع عكس هذا المتكبر الذي يدعي الألوهية. وهناك من فسر علي كل ما يدعي إلهاً = أنه سيحتقر كل المراكز العالمية والقضاء فالمزمور والذي استخدمه السيد المسيح الم اقل أنكم ألهه قيل عن الملوك والقضاة.  ويقول القديس أغسطينوس أن اليهود سيقبلون هذا الإنسان علي أنه المسيح "أنا قد أتيت باسم أبي ولستم تقبلوني،  إن أتي أخر باسم نفسه (إنسان الخطية) فذلك تقبلونه" (يو 5 : 43)، وباسم نفسه أي يطلب مجد نفسه في كبرياء. وهم سيقبلونه إذ يظنون أنه في كبريائه وعظمته قادر أن يعطيهم مجد العالم وحكم العالم.

هيكل الله : يري بعض الأباء ومنهم كيرلس الكبير أن ضد المسيح يقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم كمركز لعمله.  ويري ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم أنه يتربع في هيكل الكنيسة المسيحية.  وهناك رأي أن المؤمن هو هيكل لله، تقدس بالمعمودية، أما هذا فسيفسد قلوب الناس ويملأها شر لحسابه. إذاً إنسان الخطيئة هو إنسان حقيقي يظهر قبيل مجيء المسيح، ليقيم نفسه إلهاً ويقاوم الكنيسة المسيحية كضربة نهائية من قبل الشيطان قبل أن يحتضر بأعلان ملكوت الله الأبدى، وهو سيثير حركة إرتداد عن الإيمان ويقاوم هو وأتباعه كل حق ويقفون ضد الله ويدنس المواضع المقدسة دا 11 : 30، 31 والرسول يطلب من التسالونيكيين أن لا يظنوا أن يوم الله أتي قبل أن يظهر هذا الإنسان، ويرتد الكثيرين وسماه إنسان الخطية لأنه يصنع شروراً لا حصر لها ويثير الآخرين لفعل ذلك، وهو إبن الهلاك فهو سيَهلك بل سيُهلك معه كل من تبعه ويكون سبباًً في هلاك كثيرين. ويدعي المقاوم لأنه يقف ضد الله والمرتفع إذ يقيم نفسه إلهاً.

 

آية 5 :- أما تذكرون إني و أنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا.

يظهر من هذا القول أن الرسول سبق فحدثهم عن إنسان الخطية حين كان حاضراً عندهم يكرز بالإنجيل، فعلي من يؤمن أن يفهم أنه عبر العصور سيقاوم إبليس الله وكنيسته،  بل هذا سيحدث حتي النهاية. وهذا ما نبه له السيد المسيح بأن هناك مسحاء كذبة يقومون (مت 24 : 23 – 25).

 

آيات 6، 7 :- و الآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. إن سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن.

والآن تعلمون = مما كنت شرحته لكم وأنا عندكم.

ما يحجز = الرسول كتب بطريقة غامضة عن قوة ستظهر أو ظهرت في التاريخ ستكون مانعة لظهور هذا الأثيم، ولكنها حينما تنتهي سيظهر ضد المسيح.  لذلك فهم الآباء أنها الدولة الرومانية، ولكنها أى قوة ؟ لا نعلم، لكن يبدو أن الرسول في تعليمه لأهل تسالونيكي كان أكثر وضوحاً.

وأصحاب رأي الدولة الرومانية يقولون أنه كما أن مملكة الفرس قامت علي أنقاض مملكة بابل ومملكة اليونان قامت علي أنقاض مملكة الفرس ومملكة الرومان قامت علي أنقاض مملكة اليونان هكذا ستقوم مملكة ضد المسيح علي أنقاض دولة الرومان، ويكون ذلك قبل مجئ المسيح ليملك علي كنيسته للابد. وأصحاب هذا الرأي يقولون أن بولس أخفي اسم الدولة الرومانية كحاجز حتي لا يثير الإمبراطور الروماني بقوله ان دولته ستنتهى.

ولكن الدولة الرومانية إنتهت منذ زمن بعيد ولم يأتي ضد المسيح هذا، لذلك نفهم أن قوة أخري أو هرطقة أخري غالباً هي بدعة أريوس التي أنكرت الوهية المسيح هي ما يقصدها الرسول ولم يشأ توضيح الآمر.  وما علينا أن نسكت حتي يستعلن في وقته كما يقول الرسول، فإن كان الله أراد إخفاء شيئاً ما، فعلينا أن نصمت و نراقب. ولكن ما نفهمه أن إنسان الخطية هو محتجز الأن بآمر إلهى،  إذ الشيطان مقيد الآن ولكن في الأيام الأخيرة يطلق الشيطان، فيعطي كل قوته وقدرته لضد المسيح ليصب الشيطان كل جامات غضبه على الكنيسة، وسيقيم نفسه فى أورشليم (رؤ 11)  ولكن الله لن يترك شعبه دون تدخل بل يرسل نبييه إيليا وأخنوخ ويمكننا أن نري الآن مقدمة لذلك في إنتشار الأفكار الإلحادية والفلسفات المقاومة للحق، تحتل قلوب بعض المؤمنين بدلاً من أن تكون هيكلاً لله.

وبمقارنة هذا مع (رؤ 17 : 7 – 11) نفهم أن ضد المسيح سيكون ثامناً لسبعه ممالك، كل مملكة قامت علي أنقاض الأخرى وهي مصر / أشور / بابل / الفرس / اليونان / الرومان وكلها قاومت شعب الله أما ضد المسيح فسيخرج بعد القوة السابعة وهي غالباً. الهرطقات التي خرجت بعد الدولة الرومانية.

لأن سر الإثم الآن يعمل فقط = منذ بداية المسيحية هاج الشيطان وبدأ فى العمل علي هدم ملكوت الله سواء بتشكيك أو بهرطقات أو أثارة شهوات وخطايا، ولكن في نهاية الأيام ستكون الحرب علناً.  فكلمة سر هي في مقابل أستعلان أو يستعلن، فالشر يعمل الأن  ولكن خفية، أما حين يظهر ضد المسيح فسيكون علانية.  ما قبل ضد المسيح كان المسحاء الكذبة يعملون العداء للمسيحيين سراً وبالخديعة، وأما أعمال الدجال فستظهر علانية (1يو 2 : 18).

الخلاصة أن هناك أضداد كثيرين للمسيح يعملون الآن سراً ولكن سيأتي الوقت المناسب حين ينزع حاجز ما (لا نعلمه) فيظهر ضد المسيح علناً ولكن بشاعة ما يفعله ضد المسيح علانية تتضاءل أمامه كل أعمال الشيطان السابقة.

الاختطاف

أحد الآراء والتى ترفضها كنيستنا تقول أن المحتجز هنا هو كنيسة الأمم التي تحجز حتي تكمل أما رفع الحاجز من الوسط فيعني عند اصحاب هذا الرأي إختطاف كنيسة الأمم مع عريسها لكي يأتي الارتداد ويستعلن إنسان الخطية، عندئذ يقبل اليهود الإيمان في آخر الازمنة (رو 11 : 25، 26). ويستند هؤلاء علي قول المسيح حينئذ يكون إثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويترك الآخر (مت 24 : 40، 41). ويقولون أن كنيسة الأمم ستختطف قبل الارتداد.  وترفض كنيستنا هذا الرأي للأسباب الآتية:-

1.     القول بأن الإختطاف يتحقق قبل مجئ السيد المسيح الأخير،  بل وقبل ظهور إنسان الخطية إنما يعني ظهور السيد 3 مرات:

أ‌.        عند تجسده.

ب‌.    قبل ظهور الخطية لاختطاف كنيسة الامم.

ت‌.    للدينونة.

ومن أصحاب هذا الرأي الأدفنتست أي المجيئيين. ولكن السيد المسيح كما نفهم من باقي الكتاب المقدس سيأتي مرة واحدة للدينونة العامة.

2.     إن كان اليهود يقبلون الإيمان بالسيد المسيح عند دخول ملء الأمم، فهذا لا يعني انعزالهم ككنيسة مستقلة، إنما يصيرون أعضاء متفاعلة معاً في الجسد الواحد، فالكنيسة الآن ليست كنيسة الأمم، بل هي كنيسة واحدة جمعت الأمم واليهود واندمج الجميع (غل 3 : 26 : 28).

3.     إن كان الاختطاف لكنيسة الأمم يتحقق قبل ظهور إنسان الخطية فمن هم الذين يقاومهم إنسان الخطية، هل اليهود ؟ وكيف يقبلون الإيمان والكنيسة مختطفة ؟ إن سفر الرؤيا يروي لنا الحرب المريرة التي ستعانيها الكنيسة فى أيام ضد المسيح.

4.     حدد بولس الرسول فئتان عند مجئ المسيح:

أ‌.        الراقدين.

ب‌.    الأحياء وذلك في (1تس 4 : 13 – 18).

فمن أي فئة تكون كنيسة الأمم المختطفة، هم ليسوا بأحياء فالأحياء بحسب نظرية الإختطاف هم اليهود الذين آمنوا، وهم ليسوا براقدين لأنهم اختطفوا أحياء. نحن الآن أمام 3 فئات وهذا ضد ما قاله الرسول.

5.     حديث المسيح عن "يكون إثنان في الحقل يؤخذ الواحد ويترك الآخر" معناه أن الإنسان الروحي ينطلق إلي السيد المسيح في مجده ليكون معه في الميراث بينما يبقى الآخر كمن فى مكانه أى فى حرمانه من المجد الأبدى. ولكن كلام السيد معناه أنه يكون عنصر المفاجأة فى مجئ المسيح، فينعم الواحد بالميراث ويحرم الآخر منه، أحاديث المسيح رمزية عن هذا اليوم فزيت العذاري ليس زيتا حقيقياً ولا هناك مصابيح حقيقية للعذاري.

6.     قال السيد صلوا لئلا يكون هربكم فى سبت فهل الأشرار سيصلون وهل تقبل صلواتهم وصلاة الأشرار مكرهة للرب.

7.     يقول الكتاب:

أ‌.        يضل ولو أمكن المختارين (مت 24 : 24).

ب‌.    من أجل المختارين تقصر تلك الأيام (مت 22 : 24) إذاً المختارين سيكونون موجودين وقت الضيقة.

8.     صورة النهاية كما نراها فى (يو 5 : 28، 29) يقوم الصالحين إلى قيامة الحياة والذين صنعوا السيئات إلى قيامة الدينونة. إذاً هناك فئتين فقط وإتجاهين للناس:

أ‌.        إما قيامة الحياة.

ب‌.    أو قيامة الدينونة ولا مكان للإختطاف.

 

آية 8 :- و حينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه و يبطله بظهور مجيئه.

حينئذ سيستعلن الأثيم = أى حينما تختفى هذه القوة الغامضة التي كانت تقاوم مملكة المسيح سراً.  ويسميه الأثيم لأن ما يثيره الشيطان من إثم عبر العصور يتجلى علانية في إنسان الخطية،  لقد ظل إبليس منذ بدأت الكرازة يثير كل أصناف التشكيك والهرطقات ويريد ان يستعلن ضد المسيح هذا،  ولكن كان الله يمنعه إلي أن تزول هذه القوة فيستعلن ضد المسيح، الله لن يسمح به إلا في الوقت المحدد ولكن سيظهر قليلاً ثم يبيده الله بنفخة فمه = هكذا تحول تمثال نبوخذ نصر إلي عصافة حملتها الريح فلم يوجد لها مكان، والتمثال إشارة لممالك هذا العالم، إذاً نهاية هذا الأثيم هي نهاية لهذا العالم بصورته الحالية تمهيداً لظهور ملكوت الله. راجع (دا 2) + (أش 11 : 4) + (رؤ 19 : 15).

يبطله بظهور مجيئه = كل أعمال الشيطان وخداعات لا تثبت حين يظهر الله.

 

آيات 9، 10 :- الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة و بآيات و عجائب كاذبة. و بكل خديعة الاثم في الهالكين لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا.

الشيطان يعلن مملكته ببث طاقاته فيه (في إنسان الخطية) فيضلل الناس وينحرف بهم عن الحق إلى مملكة الظلم. هو فى خداعه سيحاول أن يتشبه بالمسيح،  فيصنع ما يسمي معجزات وعجائب لكنها كاذبة لأنها من صنع إبليس المخادع الذي يدعي الكذاب وأبو الكذاب، هو يصنعها في كبرياء وليس في محبة كالمسيح، والشيطان قادر أن يصنع أعاجيب، بل ان يظهر في هيئة ملاك نور (2 كو 11 : 14). وسفر الرؤيا يحدثنا أنه يشفي جرح أحد تابعيه ويجعل ناراً تنزل من السماء ويجعل صورة تتكلم (رؤ 13 : 12 – 15).

لأنهم لم يقبلوا محبة الحق = هؤلاء يحبون الكذب، ولهم الاستعداد لقبول الكذب، هؤلاء يتركهم الله حتي يصدقوا الكذب، ومن يسرون بالضلال يسر الله بأن يسلمهم للضلال، لضلالهم. فالمسيح حين جاء جذب إليه محبى الحق، وضد المسيح حين يجئ بجذب إليه محبي الضلال.

 

آيات 11، 12 :- و لاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذاب. لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالاثم.

لماذا يسمح الله بفك الشيطان من أسره وظهور هذا الأثيم ؟  لسبب واحد، أن الناس سيكونون رافضين لله طالبين الشر والخطية والرب يعطيك حسب قلبك ويتمم مشورتك (مز20: 24)، والناس الآن صاروا لا يريدون المسيح بل يريدون الشر فسيعطيهم الله بحسب قلبهم سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتي يصدقوا الكذاب  = والله بهذا يفضح أعماقهم الشريرة ويمتلئ كأسهم = لكي يدان هذا الأثيم سيحطم من حطموا أنفسهم بأنفسهم بسرورهم بالاثم ورفضهم للحق (رو 1: 28) + (مت 25 : 29).

 

آية 13 :- و اما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لأجلكم أيها الإخوة المحبوبون من الرب أن الله إختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق.

حتي لا يرتاعوا من هذه الأخبار،  فهو يطمئنهم ويشكر الله لأجلهم أن الله أختارهم للخلاص بتقديس الروح = تقديسنا أي تخصيصنا أو تكريسنا لله بروحه القدوس. وتصديق الحق = أي تقديم الحق (المسيح) ليقبلوه. الآب قدم لهم الابن الحق فقبلوه وصدقوه. لاحظ عمل الثالوث فالله الآب يختار للخلاص والإبن يخلص بدمه، والروح القدس يقدس أرواحنا فتقبل الحق (الابن) فتدخل إلي حضن الآب بالمسيح.

 

آية 14 :- الأمر الذي دعاكم إليه بانجيلنا لإقتناء مجد ربنا يسوع المسيح.

الإنجيل وكرازة بولس كانت هي إنجيل الخلاص،  كان دعوة لمن قد إختاره الآب وليخلصه الابن ويقدسه الروح القدس فيتمجد مع الإبن.

 

آية 15 :- فإثبتوا إذا أيها الآخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا.

الله لم يبخل علينا بشيء،  فقد أحبنا و اختارنا وخلصنا ووهبنا تقديس الروح مقدماً لنا الحق ذاته يسكن فينا، واهباً إيانا إنجيل الخلاص كطريق للتمتع بمجد ربنا يسوع المسيح،  فماذا نقدم لله مقابل هذا ؟ فأثبتوا إذن أيها الاخوة وتمسكوا بالتعاليم (التقاليد) = فلنتمسك بتقاليد الكنيسة سواء شفوية أو كتابية هذه التي سلمها بولس الرسول لأهل تسالونيكي لنعيش إنجيل ربنا يسوع كحياة إيمانية عملية تترجم خلال العبادة و السلوك. التقليد الذي تسلمناه ليس محاكاة للماضي لمجرد أنه ماضي، لكنه هو وديعه الإيمان الحي.

 

آيات 16، 17 :- و ربنا نفسه يسوع المسيح و الله أبونا الذي أحبنا و أعطانا عزاء أبديا و رجاء صالحا بالنعمة. يعزي قلوبكم و يثبتكم في كل كلام و عمل صالح

نلاحظ هنا أن الرب يسوع يأتي ذكره قبل الله الأب وهذا يدل علي المساواة التامة.  والرسول  هنا يختم وصيته لهم بالثبات في الرب والتقليد الكنسي بصلاة قصيرة يقدمها عنهم لكي تسندهم.

كما يصلي عنهم نجده في بداية الأصحاح الثالث يطلب صلواتهم عنه، هنا نري دور العلمانيين ومشاركتهم في الخدمة بصلواتهم عن الخدام.

 


 

الإصحاح الثالث

آية 1 :- أخيراً أيها الإخوة صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب و تتمجد كما عندكم أيضاً.

طالما الكنيسة موجودة في هذا العالم فهناك حرب دائمة لا ينفع معها سوي الصلاة بصورة مستمرة.  وبولس يعلن إحتياجه لصلواتهم عنه لتدبير خدمته.

 

آية 2 :- و لكي ننقذ من الناس الأردياء الأشرار لآن الإيمان ليس للجميع.

الرسول يطلب صلواتهم حتي يفسد الله مشورة الأشرار وينجح عمل الكرازة ننقذ من الناس الأردياء = لا يقصد نجاة حياته،  فهو مستعد للموت دائماً وهو يقول أنه موضوع لإحتمال الآلام (1تس 3 : 3) ولكنه يقصد نمو الكرازة والخدمة.  فهناك ناس أشرار يحبون الظلمة أكثر من النور. لأن الإيمان ليس للجميع = ليس كل من يسمع الإنجيل لا بد ويؤمن بالإنجيل ولعل الرسول قصد أن يشجعهم أنه هو أيضاً مقاوم من الأشرار كما هم أيضاً مقاومون وهو يتألم كما هم يتألمون.

 

آية 3 :- أمين هو الرب الذي سيثبتكم و يحفظكم من الشرير.

لا تجزعوا من وجود الأشرار المقاومين فالله سيحفظكم منهم ويثبتكم.

 

آية 4 :- و نثق بالرب من جهتكم أنكم تفعلون ما نوصيكم به و ستفعلون أيضاً.

الله ينجي هذا صحيح، ويخلص هذا صحيح ولكن عليكم عمل هو حفظ وصاياه.

 

آية 5 :- و الرب يهدي قلوبكم الى محبة الله و ألى صبر المسيح.

إن جاهدنا وأطعنا وصايا الله يهدي الله قلوبنا إلي محبة الله وإلي صبر المسيح = أي نحمل سمة المسيح وهي الصبر،  فنحتمل الآلام بفرح.

 

آيات 6، 7 :- ثم نوصيكم أيها الإخوة بإسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب و ليس حسب التعليم الذي أخذه منا. إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يتمثل بنا لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم.

حسب التعليم = حسب التقليد.  بلا ترتيب = أي لا يمارس عملاً وهذا عكس ما علمناكم،  عكس الترتيب الذي سلمته إليكم،  فهم كانوا يريدون ألا يعملوا وأن تنفق عليهم الكنيسة وتلتزم بنفقاتهم، والكلمة تشير لمن يتهرب من أداء واجبه. والرسول لا يقف  تحذيره من السلوك بلا ترتيب بل يلزمنا بتجنب كل أخ يسلك هكذا. وتجنب من يسلك بلا ترتيب نجده أيضاً في (1كو5 : 7) + (2 كو 6 : 14، 15) + (2 يو 10، 11) + (1 كو 5 : 9، 13) فالخطية سرعان ما تنتشر، وبهذا ينحرف الأبرار من خلطتهم بالأشرار ونري أنه يريدهم أن يتمثلوا به، فالترتيب هو نظام حياة يحياها الرسول وكان الرسول فى حياته ملتزماً بأن يعمل بيديه حتى لا يثقل على أحد وكان يعمل في صناعة الخيام، والمسيحية لا تحتقر العمل بل تقدسه (اع 18 : 3).

 

آيات 8 – 13 :- و لا أكلنا خبزاً مجاناً من أحد بل كنا نشتغل بتعب و كد ليلاً و نهاراً لكي لا نثقل على أحد منكم. ليس أن لا سلطان لنا بل لكي نعطيكم أنفسنا قدوة حتى تتمثلوا بنا. فإننا أيضاً حين كنا عندكم أوصيناكم بهذا إنه أن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل ايضاً. لأننا نسمع أن قوما يسلكون بينكم بلا ترتيب لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون. فمثل هؤلاء نوصيهم و نعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء و ياكلوا خبز انفسهم. أما أنتم أيها الإخوة فلا تفشلوا في عمل الخير.

العاجز عن العمل علي الكنيسة أن تساعده، أما من لا يريد أن يعمل فهو غير مستحق أن يأكل، والله خلق آدم في الجنة ليعمل (تك 2 : 15) فضوليون = نتيجة الفراغ وعدم العمل صار شغلهم هو أمور غيرهم، هم وجدوا عملاً جديداً يشغلون به وقتهم وبطالتهم وكسلهم (1 تي 5 : 13) يشتغلوا بهدوء = تاركين غيرهم في حالهم. فلا تفشلوا في عمل الخير = هذه للأخوة الذين يعملوا (بترتيب)، هؤلاء عليهم أن لا يمتنعوا عن خدمة المحتاجين فعلاًً، يجاهدوا في كل عمل صالح مها كانت العوائق.  ولعله قصد بهذا العمل اليومي لكل إنسان فالمسيح عمل بيده قبل بدء خدمته.

 

آيات 14، 15 :- و إن كان أحد لا يطيع كلامنا بالرسالة فسموا هذا و لا تخالطوه لكي يخجل. و لكن لا تحسبوه كعدو بل إنذروه كأخ.

فسموا = أعرفوه كمن يضع سمة علي جبينه ويصير بها مميزاً، أي ليكن معروفاًً عند كل الكنيسة حتي لا يشفق عليه أحد إنذروه = حتي يرجع عن أعماله الرديئة كأخ = يمتزج الحزم بالحب، فلا نتطلع إليهم كأعداء نقاومهم، وأنما ننذرهم كأخوة نشتهي خلاصهم ونطلب عودتهم إلي الحياة المقدسة.

 

آيات 17، 18 :- السلام بيدي أنا بولس الذي هو علامة في كل رسالة هكذا أنا أكتب. نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم آمين

الرسالة كتبت بيد أحد تلاميذ بولس ولكن هذا السلام الأخير كان بيد بولس كعلامة علي صحة الرسالة، حتي يضمن أن لا يغش أحد رسالة وينسبها إليه كما حدث (2 تس 2 : 2) وأيضاً ليعطي البركة الرسولية بيده

 

الصفحة الرئيسية