هدى محمد

الإسلام دعوة نصرانية

هدى محمد 

عديّ بن زيد:
من شعراء البلاط في الجاهلية، وله قصيدة نظمها في معاتبة النعمان على حبسه يقول في بيت منها:

سعى الأعداء لا يألون شراً .....عليك ورب مكة والصليب


1.
ولاية الكعبة لاجداد محمد كانت من قِبل ملوك كندة (المسيحين):


نقل ابن خلدون في تاريخه ( المجلد الثاني: منشورات دار الكتاب اللبناني ص 690): " كان التقدم في مضر كلها لكنانة، ثم لقريش؛ والتقدم في قريش لبني لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. وكان سيدهم قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي". وكان ولد قصي: عبد الدار وعبد مناف وعبد العزى وعبد قصي.

وكان جد قصي الغوث بن مرة. " كانت امه من جرهم، وكانت لا تلد. فنذرت إن ولدت أن تتصدق به على الكعبه عبدا لها يخدمها، فولدت الغوث. وخلى أخواله من جرهم بينه وبين من نافسه بذلك. فكان له ولوالده وكان يقال لهم: صوفة".

هذه رواية أولى عن انتقال ولاية البيت العتيق من جرهم الى قريش. والرواية الثانية تدل على السبب الحقيقي: " وقال السهيلي عن بعض الاخباريين: ان ولاية الغوث بن مرة كانت من قبل ملوك كندة". وهو الذي اورثها حفيده قصي، الذي تفرد دون بني عمومته: " فرأى قصي أنه أحق بالكعبه وبامر مكة وخزاعة وبني بكر، لشرفه بين قريش؛ وقد كثرت قريش سائر الناس واعتزت عليهم".

وبهذا نرى دخول " النصرانية" في قريش، عند انتقال ولاية البيت العتيق اليهم من بني جرهم، بفضل ملوك كندة، ولاة الحجاز من قبل التبابعة من حمير. في ذلك يصح قول اليعقوبي في تاريخه (1: 298): "أمّا من تنصّر من أحياء العرب، فقوم من قريش". والقب الذي اتخذوه حينئذ يدل عليهم: "وكان يقال لهم صوفة".

2.
تنصر عبد المطلب زعيم مكة وتحنفه


لقد أجمعت السير النبوية على أن محمدا، قبل مبعثه، كان "يتحنف" مثل جده عبد المطلب، مع ورقة بن نوفل قس مكة. وقد نقلت السيرة الحلبية (1: 259) في ذلك قول ابن الاثير في تاريخه: " اول من تحنث في حراء عبد المطلب: كان اذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين، ثم تبعه على ذلك من كان يتعبد كورقة بن نوفل، وأبي أمية بن المغيرة".



3.
والدا محمد كانا مؤمنين.

قال الفخر الرازي في تفسيره : " ان أبوي النبي ص كانا على الحنيفية، دين ابراهيم عليه السلام....فوجب ان لا يكون احد من اجداده مشركا". وقد ارتضى كلامه هذا أئمة المحققون، منهم السنوسي، والتلمساني وغيرهم. فعند أهل السيرة والمفسرين والمتكلمين كان والدا محمد مثل جده عبد المطلب الثاني، على الحنيفية المسلمة اي "النصرانية" فانه ليس من اسلام قرآني قبل القرآن.

4.
هدى محمد في صباه:

هناك ثلاث روايات عن حدث جرى لمحمد في صباه، تفسرها جميعاً كلمة القران " وجدك ضالاً فهدى" (الضحى 7).

رواية اولى في "شق الصدر" وهو ابن خمس سنين: عن أنس انه أتاه جبريل وهو يلعب بين الغلمان، فأخذه، فشق صدره، فاستخرج منه علقه، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم...ثم أعاده الى مكانه. رواية متواترة في الحديث يوردها الخازن عند تفسير قوله: " ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك" (الشرح 1-3).
لقد جسّموا ما جاء مجازاً في القران، والحديث عن تطهير محمد من الاثم في صباه، وبما أنه لا يوجد معجزة في سيرة محمد سوى القران، فما معنى رواية شق الصدر وتطهير محمد من الاثم؟؟؟؟

رواية ثانية تقول بأن أمه آمنة ذهبت بمحمد الى يثرب "لزيارة أخواله" أي أخوال جده من بني النجار؛ وربما لزيارة قبر زوجها عبدالله. فمكثت به شهراً بينهم. ولما قفلت راجعة به الى مكة ماتت ودفنت في الابواء، محل بين مكة والمدينة. " وكانت معها بركة الحبشية، أم أيمن التي ورثها عن ابيه عبدالله. فحضنته وجاءت به الى جده عبدالمطلب". وهكذا كان محمد ابن خمس سنوات لما فقد امه ايضا. وحاضنته المسيحية هي التي رجعت به بعد زمن الرضاعة وبعد الزيارة ليثرب، الى مكة، الى جده عبد المطلب.

رواية ثالثة عن ابن هشام ( 1: 176) يقول: ( قال ابن اسحق: وزعم الناس في ما يتحدثون - والله اعلم - أن أمه السعدية ( مرضعه) لما قدمت به الى مكة، أضلها (محمد) في الناس، وهي مقبلة به نحو أهله. فالتمسته فلم تجده. فأتت عبد المطلب فقالت له: اني قدمت بمحمد هذه الليلة. فلما كنت بأعلى مكة أضلني. فوالله ما أدري اين هو. فقام عبد المطلب عند الكعبة يدعو الله ان يرده. فيزعمزن أنه وجده ورقة بن نوفل ، بن أسد، ورجل اخر من قريش، فأتيا به عبد المطلب. فقالا له: هذا ابنك وجدناه بأعلى مكة. فأخذه عبد المطلب على عنقه،وهو يطوف به الكعبة، يتعوذه ويدعو له. ثم أرسل به الى أمه آمنة".


ان الانتحال ظاهر على الرواية كما يشعر ابن اسحق ناقلها: فما الداعي ان يبقى طفلا مع مرضعه خمس سنين؟ وكيف تطيق امه فراق وحيدها اليتيم طوال هذه المدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ إن هذه الرواية الثالثة تحريف للثانية. إن أم أيمن، بركة الحبشية، هي التي رجعت الى مكة بمحمد. وهنا تستقيم الرواية.

فجاءت الحاضنة المسيحية بمحمد الصبي الى ورقة بن نوفل، قس مكة، وهو بمعبده ومنسكه في حراء فعّمده بماء زمزم . وهذا معنى اسطورة " شق الصدر " لوضع الوزر الذي ينقض الظهر عن محمد. ولا معنى " للهدى " في صباه بقوله " ووجدك ضالاً فهدى " (الضحى 7) إلا الهداية بالعماد والتنصير، كما يرشح من واقع الحال. قد يكون لقاء ورقة لمحمد أمرا طارئا، وقد يكون مقصودا. فما يعمل القس بمكان تعبده بأعلى مكة؟؟؟ وكيف يفلت محمد من حاضنته ويضيع؟؟؟ والغسل لتطهير الصدر بماء زمزم؟؟؟ وما معنى وقوف عبدالمطلب " يدعو الله ان يرده"؟؟؟ ولما تسلمه من القس أخذ يطوف به حول الكعبة، بيت الله، على عادة اهل الانجيل الى اليوم، حيث يطوف الكاهن المعمِّد مع الكفيل يحمل المعمود في الكنيسة. انه طواف العماد والتنصير الذي يفسر قوله: وجدك ضالا فهدى" ؛ وقوله: " ألم نشرح لك صدرك، ووضعنا عنك وزرك، الذي أنقض ظهرك" (الشرح 1-3).


هذا هو " الهدى" في الصبا، ولا هدى سواه، مهما حرّج المتخرصون


5.
تحنف محمد مع القس ورقة.


ان التحنث أو التحنف، أو التعبد في الصوم والخلوة، عادة "نصرانية" رهبانية: فالحركة تدور من عبد المطلب الى حفيده محمد حول ورقة بن نوفل، قس مكة "النصرني"؛ ونعتها "بالتحنف" يأتي من صفة "النصارى الحنفاء" كما ينعتهم اهل السنة المسيحية؛ وقيامها في شهر رمضان، قبل القرآن، يدل على ان الشهر شهر الصيام عند "النصارى"، فرمضان شهر صيام "نصراني" قبل ان يكون قرآنيا فانه "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" (البقرة 183)

جاء في السيرة الهاشمية (1: 176) على لسان عبدالله بن الزبير: "كان رسول الله ص يجاور في حراء، من كل سنة، شهرا. وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية - والتحنث: التبرر "كلمة نصرانية" - تقول العرب: "التحنث والتحنف". وعلى لسان عبيد بن عمير: " فكان رسول الله ص يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين. فاذا قضى ص جواره من ذلك الشهر، كان اول ما يبدأ به، اذا انصرف من جواره، الكعبه، قبل ان يدحل بيته، فيطوف بها سبعا، او ما شاء الله من ذلك. ثم يرجع الى بيته. حتى كان الشهر الذي أراد الله تعالى فيه ما اراد من كرامته".

وتضيف السيرة الحلبية (1: 259): "وكان ذلك مما تتحنث فيه قريش في الجاهلية - أي المتألهون منهم - وكان أول من تحنث فيه من قريش جده ص عبد المطلب. فقد قال ابن الاثير: ( أول من تحنث بحراء عبدالمطلب؛ كان اذا دخل شهر رمضان صعد حراء وأطعم المساكين؛ ثم تبعه على ذلك من كان يتأله - اي يتعبد - كورقة بن نوفل وأبي أمية بن المغيرة). ولم يصح انه اختلى اكثر من شهر".

فواقع الحال في "التحنف"، من خلوة وصوم واطعام مساكين، وذلك فس شهر الصيام "النصراني" شهر رمضان، يدل على ان محمدا كان "نصرانيا" في صيامه وتحنفه. يؤيد ذلك القيام به اسوة بقس مكة "النصراني" ورقة بن نوفل. هذا دليل أول.

وكيفية تعبده تدل على ان محمد كان "نصرانيا" في تحنفه. يقول السراج البلقيني، في (شرح البخاري) كما نقلت السيرة المكية والحلبية: "لم يجىء في الاحاديث التي وقفنا عليها كيفية تعبده ص. وقال بعضهم باطعام المساكين والانقطاع عن الناس. وقيل: التفكر مع الانقطاع. وقيل: كان تعبده بالذكر. وقيل: كان يتعبد قبل النبؤة بشرع ابراهيم؛ وقيل: بشرع موسى".

وعليه يجاب: ان التعبد في الصوم والخلوة، وفي شهر رمضان، ليس من شرع ابراهيم، ولا من شرع موسى؛ انما هو عادة "نصرانية"، وبممارسة الخلوة على انفراد عادة رهبانية. نجهل جميعنا شرع ابراهيم، ولم يكن محمد قبل مبعثه نبيا ليعرف شرع ابراهيم. والقول بتعبده على شرع موسى، يجعل محمدا قبل بعثته على اليهودية، وهذا ما ينقضه القرآن كله. لقد تحنف على طريقة "النصرانية". هذا دليل ثان.

واعتماد شهر رمضان، قبل القرآن، للتحنف والصيام، دليل ثالث على "نصرانية" محمد. فعادة الصيام والخلوة في شهر رمضان، لا عهد للعرب بها، ولا اليهود. انها عادة "نصرانية" أدخلها النصارى معهم الى مكة، عند هجرتهم اليها؛ وكان يتعبد بها من "تنصر" معهم. يقول اليعقوبي في تاريخه (1: 298) " وأما من تنصر من أحياء العرب قوم من قريش" وهذا دليل على غزو النصرانية قبيلة محمد الحاكمة في مكة وكعبتها وفي تجارتها وديانتها. فتحنف عبد المطلب جد محمد، وتحنف محمد نفسه، على طريقة قس مكة "النصراني" شهادة ثابته قائمة على "نصرانية" محمد وجده من قبله. "فالنبي" العربي، بهذا التحنف "نصراني"، ابن "نصراني"، ابن "نصراني".

ولقد اختلف علماء المسلمين في كيفية تعبد محمد قبل مبعثه، بين اطعام المساكين، والانقطاع عن الناس، والتفكير، والذكر الحكيم - لاحظوا كلمة الذكر قبل القرآن!!! وفاتهم الاساس: الصيام! لقد كان تعبده بهذه جميعا. وهذه عادة رهبان النصارى في صيامهم. فكان محمد يصوم، مع قس مكة، صيام الرهبان. وهذا دليل رابع على "نصرانيته".

وطواف محمد بالكعبة سبعا، بعد جواره شهر رمضان، كطواف النصارى في الاعياد في كنائسهم أو حولها الى اليوم، كما يشهده الجميع في أحد الشعانين بختام الشهر دليل خامس مزدوج: بما ان محمدا يطوف بالكعبة مثل قس مكة، فهذا برهان على ان الكعبة لم تكن بيت أوثان كما يتوهمون ويوهمون، بل كعبة توحيد، ورسم صور المسيح ومريم العذراء والملائكه والانبياء على جدرانها من الداخل خير شاهد على انها كعبة توحيد انجيلي. وطواف محمد بها، اسوة بقس مكة، بعد جواره وصيامه وتعبده، شاهد كذلك على "نصرانية" محمد.


6.
درس محمد للكتاب وترتيله ليلا:-

سورة المزمل: هي من بين السور الخمس الاولى في التنزيل - لم يكن القرآن قد نزل بعد فأي قرآن يدعى محمد الى ترتيله؟؟؟؟ هل يدعى الى ترتيل "قراءة" - قرآن أو قريانا بالسريانيه والعبريه - من الكتاب المقدس حسب عادة النصارى الى اليوم في استفتاح تلاوة أسفار الكتاب في الصلاة: "قراءة او قرآن من سفر النبي فلان"؟؟؟؟؟


ففي السورة الثانيه (القلم) إشارة صريحه الى كتابة الوحي ودراسة الكتاب المقدس! فمحمد يستعلي على بني قومه المشركين بقوله: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟{ced] أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ ...أم عندهم الغيب فهم يكتبون؟ (35 - 37 مه 47). محمد وحيد لا جماعة له بعد، فالمسلمون المذكورون هم الذين أُمر ان ينضم اليهم وان يتلو القرآن معهم (النمل 91-92)، وهو يستعلي على المشركين المجرمين بانتسابه الى اهل الكتاب "المسلمين" اي النصارى من بني اسرائيل، جماعة القس ورقة بن نوفل وعداس القسين في مكة على النصارى العرب، والنصارى الاجانب، ويستعلي عليهم بالكتاب الذي يدرسه مع هذه الجماعة وبالغيب المنزل فيه. وهي شهادة متواترة: "أم آتيناهم كتابا، فهم على بينه منه"؟ (فاطر 40) محمد عنده كتاب، وهو على بينه منه؛ " وما آتيناهم من كتب يدرسونها" (سبأ 44) محمد عنده كتب يدرسها.

ولا يكتفي محمد بدرس الكتاب الامام، بل يؤمر بترتيله في قيام الليل: "...ورتل القرآن ترتيلا...” (المزمل). لم ينزل من القرآن العربي بعد سوى عشر آيات في مطلع )العلق والقلم)، ولم يُعرف حتى يُعرّف على الاطلاق: "القرآن" المشهور. فقد اهتدى محمد الى الايمان بالكتاب (الشورى 52)، وهنا يؤمر بترتيل قرآن الكتاب: فالكتاب هو "القرآن" على الاطلاق. وقيام الليل للصلاة وترتيل آيات الله ليست عادة عربيه، ولا يهودية، بل نصرانيه رهبانيه: فمحمد يؤمر بترتيل الكتاب مع جماعة النصارى بمكة في صلاة الليل، بعد دراسة وكتابة الوحي منه. فقرآن الكتاب هو دراسة محمد، وصلاته في قيام الليل.

بل ان اهل مكة يعرفون ان محمدا يدرس الكتاب ويكتبه: " وقالوا اساطير الاوليين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة واصيلاا" (الفرقان 5). فهو لا يرد على هذه التهمة، انما يرد قبل هذه الاية على افتراء القرآن العربي: " وقال الذين كفروا: إن هذا الا افك افتراه! واعانه علييه قوم اخرون! - فقد جاؤوا ظلما وزورا" (الفرقان 4). فمن الظلم والزور ان ينعتوا القرآن العربي (افكا افتراه)، لكنه لا يرد على إعانة القوم الاخرين التي يؤكدها في الاية التاليه: "اساطير الاوليين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة واصيلا" (الفرقان 5).

فما كان القرآن العربي لينقل تهمة كتابه للكتاب الذي يصفونه "اساطير الاوليين"، لو لم تكن كتابته (اي محمد) للكتاب امرا مشهودا.

ومحمد قد "درس" الكتاب كما "يدرسه" أهل الكتاب: فيقول: :وكذلك نصرف الايات - وليقولوا: درست! - ولنبينه لقوم يعلمون" (الانعام) فمحمد لا يرد على تهمة الدرس، إنما يبين الغاية منه، وهي تبيان الكتاب!

 
ان الكعبة مسجد مسيحي قبل القرآن:-


فلو كانت الكعبة بيت شرك وأوثان لما كان القس ورقة بن نوفل، قس مكة، ومحمد قبل "بعثته"، وبعد تحنفهما في غار حراء، يطوفان بالكعبة قبل الدخول الى بيتهما. وهذا خبر عليه اجماع في السيرة، بالنسبة لمحمد نفسه.

والحوادث التاريخية تدل على تحول الكعبة الى مسجد مسيحي قبل الاسلام. مهّد لذلك تحويل الوثنية العربية الى ما يسميه القرآن "الشرك"، بفضل الدعوات الكتابية، من يهودية ومسيحية ونصرانية؛ وكان توحيدهم التوحيد الاسلامي، او قريبا من التوحيد الاسلامي ( د. جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام، ج 5 ص 428).

جاء في (الاغاني 13: 109) ان سادس ملوك جرهم كان عبد المسيح بن باقية، وكانت سدانة البيت العتيق " لاسقف عليه ". وهذه الشهادة تقطع بأن الكعبة كانت مسجدا مسيحيا على زمن بني جرهم!!!

يؤيد ذلك ما رواه الازرقي، واجماع الاخباريين عليه، ان أهل مكة لما جددوا بناء الكعبة، خمس سنوات قبل مبعث محمد، رسموا على جدرانها صور الملائكه والانبياء مع صور السيد المسيح وامه. وهذه ليست عادة عربية، ولا يهودية، ولا نصرانية: انما هي عادة مسيحية. وعند فتح مكة امر محمد بمسح جميع الصور، ما عدا صورة المسيح وامه. وهذا عمل " نصراني" من رواسب اليهودية في "النصرانية".

والوضع السياسي العام يؤيد ذلك ايضا. فقد كان الحجاز تحت إمراء آل كندة المسيحين في نجد، التابعين للتبابعة المسيحيين في اليمن. وقد قُتل والد امرىء القيس، فقام سيد شعراء الجاهلية يستنصر قيصر في دم أبيه. ومنذ هذه الحادثه قام الصراع بين المسيحية واليهودية، وزاده تأججا هجرة "النصارى" الى مكة للاستيلاء على البيت العتيق، وبه على الحجاز والعرب.

عودة للفهرس