عزرا- نحميا- استير
بسبب خطاياهم سقط شعب الله في سبي بابل. وأخذ ملك بابل شعب اليهود وأسكنهم في مستعمرات في مملكة بابل مثل ]تل ابيب حز 15:3، تل ملح وتل حرشا عز 59:2، كسفيا عز 17:8[ وكان لهم بعض الراحة والحرية هناك فبنوا بيوتا وغرسوا جنات (أر5:29) وإقتنوا عبيداً وإماء (عز65:2) وبعضهم جمعوا مالآ وفيراً (عز65:2،69) + (زك10:6، 11). ولكن بعضهم إحتمل كثيراً من الأتعاب ومشقات العبودية وكان هذا للأغلبية.
وفي زمان السبي توقفت خدمة العبادة لأن بيت الله في أورشليم كان خرباً. وارض بابل التي كانوا ساكنين فيها نجسة (عا 17:7). وهم بحكم الناموس لا يمكنهم إقامة هيكل لله خارجاً عن أورشليم. لكنهم إستمروا في حفظ السبت وممارسة الختان.
من نهاية سفر أخبار الأيام الثاني إلي بداءة سفر عزرا. وهي المدة من خراب الهيكل وخراب أورشليم حتي العودة من السبي بإذن من الملك كورش مدة 50سنة.
وإنتهي السبي لما سقطت مملكة بابل بيد كورش ملك فارس. وكان كورش ملكاً كريماً شجاعاً. وقد زاد تقديره لليهود ولإلههم يهوة بسبب حادثة دانيال مع الأسود التي لم تؤذه، ويقال إن دانيال أري كورش النبوات الخاصة به والتي تذكره بالاسم (أش 45، 44) ونبوات أرمياء الخاصة بمدة السبي وسقوط مملكة بابل. فإعتبر كورش هذه النبوات دعوة له لإطلاق اليهود (عز2:1) فمن فوائد السبي أن هؤلاء الوثنيون عرفوا يهوة.
والذين رجعوا من السبي لم يفقدوا رعوية ملك فارس بل ظلوا خاضعين له وكان هناك والِ من قبل ملك فارس يحكم أورشليم وما هو جوارها. وكانت أحوال الشعب في فترة ما بعد السبي صعبة جداً. فكان حولهم أعداء مقاومون يغتنمون كل فرصة ليشتكوا الشعب للحكومة. وكان عليهم أن يؤدوا الجزية والخراج للملك (عز 24:7= نح 4:5) مع المطلوب منهم محاكم المكان. وكان أكثرهم فقراء وأرضهم غير مخصبة فإلتزم بعضهم أن يستدينوا من أخوتهم (نح 3:5، 4). ومن جهة أخري سمح كورش بالحرية الدينية للشعب فسمح لهم ببناء الهيكل وإقامة مذبح وتقديم ذبائح حسب ما يقضي به الناموس وشريعة إلههم.
تميزت عبادة اليهود بعد السبي عما كانت قبله في أنهم تركوا عبادة الأوثان تماماً وزاد إعتبارهم للناموس والفرائض الدينية ربما لأن إتحادهم الشعبي كان بالفرائض الدينية إذ لم يكن لهم ملك. المهم أنهم استفادوا من ضربة السبي فقد كانت عبادتهم للأوثان وإهمالهم للعبادة بل إستهتارهم بها سبب كل الآلام التي لحقت بهم.
لقد عاد اليهود من السبي ولكن كان التاج قد سقط عن رؤوسهم فقد رجعوا بلا ملك. حقاً لقد زال عنهم نير السبي وتحسنت حالتهم ومظهرهم العام عمّا كانوا عليه أثناء السبي ولكن كانوا اقل بكثير عمّا كانوا عليه قبلاً. لقد عادت العظام الميتة ولكن في صورة خادم أو عبد لملك فارس، لقد زال النير ولكن هناك بعض الآثار له ما زالت في رقابهم.
كان أنبياء ما بعد السبي قليلين (حجي وزكريا وملاخي). ولم يكن للشعب ملك وكان هذا إنتظاراً للملك الحقيقي والنبي العظيم، المسيح المنتظر.
اسفار عزرا ونحميا وإستير تجري أحداثها في سنوات خضوع الشعب لحكم ملوك فارس المختلفين. لذلك لابد من أن نستعرض سريعاً ملخص مختصر لملوك فارس لنفهم أحداث الأسفار المقدسة.
مملكة مادى وفارس: الماديون هم نسل مادي بن يافث (تك 2:10). وإتحد الماديون والفرس في مملكة واحدة بواسطة كورش الملك. وعواصم المملكة المعروفة برسبوليس (2مك 2:9) وشوشن (سوسا)نح 1:1= إس 2:1 واكبتانا (أحمثا) عز 2:6) وقد حكمت مملكة مادي وفارس شعب إسرائيل 207سنة من سنة 536 ق. م حين عاد الشعب لأورشليم وحتي سنة 332 حين إحتل الإسكندر كل أملاك مادي وفارس. وكان اليهود خاضعين كجزء من ولاية عبر النهر لوالي يعينه ملك فارس ليحكم اليهود/ سوريا/ فلسطين/ فينيقية/ قبرص.
ملوك الفرس:
1- كورش: هو مؤسس دولة مادي وفارس. أصدر نداء بعودة الشعب لأورشليم سنة 536 ق. م (عز 2:1) فعاد الشعب وبدأوا في بناء الهيكل (عز 8:3-13) وكان ذلك سنة 535 ق. م. وبدأت مقاومة الأعداء (عز5:4) وتوفي كورش سنة 529 ق. م.
2- قمبيز (أرتحشستا): هو ابن كورش وملك بعد وفاة كورش. وقد نجح الوشاة في إقناع الملك بوقف العمل في بناء المدينة والهيكل فأصدر أمراً بذلك (عز17:4-25) وظل العمل متوقفاً طوال مدة حكم هذا الملك وتوفي سنة 522 ق. م. أثناء حربه في مصر.
3- داريوس هستاسب: كان لكورش ولدان قمبيز وسمردس. وذهب قمبيز ليحارب مصر وتولي أخوه سمردس الحكم أثناء غيابه. وجاء محتال يشبه سمردس وتملك بدلاً منه 7 شهور. ومات قمبيز في أثناء عودته من حملته علي مصر فجاء داريوس هستاسب هذا وكان صهراً لكورش وقتل هذا المحتال وملك هو علي العرش. وإغتني هذا الملك جداً وأمتد ملكه من الهند حتي الأرخبيل الإفريقي وحتي نهر الدانوب. وهو إستولي علي العرش سنة 521 ق. م. وفي أيامه بدأ البنيان حجي وزكريا يحثان الشعب للعمل في بناء الهيكل (عز 24:4). وقد حكم 36 سنة ومات سنة 486 ق. م.
4- زركسيس الأول (أحشويرش): هو زوج إستير. ظل يجمع جيشا لمدة 4 سنين حتي صار جيشا عظيما قوامه نحو 2. 5 مليون جندي. وكان هذا العدد الضخم سبب في هزيمته حين حاول غزو اليونان وهُزم في معركة سلاميس سنة 480 (سبب الهزيمة أن الأوامر لا تصل للجند بسهولة) وكان ملكاً مستهتراً واٌغتيل سنة 465 ق. م.
5- ارتحشستا لو نجيمانوس: أي طويل اليد. وهذا لاطف اليهود وسمح لعزرا بأن يعود بعدد من اليهود إلي أورشليم وسمح لنحميا بإعادة بناء أسوار المدينة (عز 11:7-13)+(نح 1:2-10). وتوفي سنة 424. وفي عهده سنة 457 صدر الأمر بإعادة أورشليم (دا 25:9)
6- ثم تعاقب علي العرش عدد من الملوك كان أخرهم داريوس قدما نوس الذي تغلب عليه الإسكندر الأكبر سنة 331 ق. م. لتبدأ الإمبراطورية اليونانية حكم معظم العالم.
جدول زمني للأحداث
من هو عزرا
1- هو عزرا بن سرايا من نسل هارون. إذاً هو كاهن. وهو كاتب ماهر في شريعة الرب وكان عمله ككاهن يقدم ذبائح معطل لأنهم في أرض السبي، فإهتم بدراسة الشريعة التي أحبها من كل قلبه وهيأ نفسه ليعلمها لشعبه. وسمي الكاتب لشهرته ومهارته في هذه الخدمة وهذا العمل. وكاتب لا تعني أنه ينسخ فقط الكتب المقدسة بل هو دارس لها يفسر ويشرح هذه الكتب. وهكذا كان الكتبة حتي أيام المسيح خبراء ودارسين للشريعة ولكن للأسف بسبب خطاياهم صار اسم الكاتب اسماً سيئاً "ويل لكم أيها الكتبة" وكان من يعرف الكتابة في القديم قليلين لذلك كان الكاتب يعتبر عالماً ومتقدماً بين الشعب. وكان عزرا كاتب ماهر (عز 6:7) أي ينسخ الناموس ويفسره ويعلمه (راجع2صم 17:8+ 2مل 18:18).
2- الشخصيات الأساسية في هذه الفترة هم:
أ- زربابل أو شيشبصر: وهذا كان واليا علي اليهود وهو الذي عاد بعدد 42. 000 منهم إلي أورشليم بإذن من كورش الملك سنة 536 ق. م. وعاد معه يهوشع الكاهن.
ب- يهوشع بن يوصاداق: رئيس الكهنة الذي عمل مع زربابل علي إعادة بناء الهيكل.
ج- عزرا الكاتب: كان له تفويض بتنفيذ الشريعة وعقاب من يخالف الشريعة وله سلطة الإصلاح فعزل الوثنيات عن الشعب. ولكنه لم يحكم كوالي.
د- نحميا: هذا كان معيناً كوالٍ علي اليهود. وقد تزامن وجود نحميا مع عزرا في نفس الوقت في أثناء فترة ملك ارتحشستا لونجيمانوس. ولكن كان لكل منهما عمله.
3- وظيفة عزرا الكاتب:
أ- إعادة الشعب اليهودي كشعب له شريعة الله تحكمه. وهو وضع للشعب قوانين تحكمه بحسب ناموس موسي والأنبياء فهو كان مُفوضاً من ملك فارس بصلاحيات خاصة بذلك والصورة التي أعادها عزرا للشعب إستمرت حتي أيام المسيح.
ب- ترتيب وتجميع الأسفار المقدسة. خصوصاً بعد أن ضاع كل شئ خلال السبي.
4- عزرا والكتاب المقدس:
أ- أعاد عزرا تجميع كل الكتاب المقدس (العهد القديم) واليهود والمسيحيين ينسبون له هذا الفضل. وهذا رأي كثير من الأباء أن عزرا هو الذي جمع أسفار العهد القديم مثل باسيليوس وترتليانوس وإيريناوس وغيرهم.
ب- هو جمع الأسفار وحذف ما هو غير قانوني وقسم الأسفار إلي 3 أقسام هي الناموس والأنبياء والكتب المقدسة (هاجيوجرافا). وإلي هذا التقسيم أشار السيد المسيح فقال ناموس موسي والأنبياء والمزامير، فكانت المزامير أول كتاب في قسم الكتب المقدسة ولشهرة المزامير سميت الكتب بالمزامير. (لو 44:24)
ج- عزرا الذي كتب سفره بإرشاد ووحي الروح القدس، وجمع الكتب القانونية بإرشاد الروح قام أيضاً بإرشاد الروح القدس بإضافة بعض الشروحات لما كان غامضاً مثل الإصحاح الأخير لسفر التثنية (+ تك 6:12+ 14:22+ 3:36+خر 35:15+ تث 12:2+11:3، 14+ أم 1:25). وهناك إضافات كثيرة توجد بين أقواس فهو كان يضيف ويشرح بوحي من الروح القدس.
د- هو أيضاً غير أسماء بعض الأماكن التي إشتهرت بأسماء جديدة وأزال الأسماء التي لم تعد تستخدم ليفهم الناس المعاصرين مثال : تك 14:14 كان لايش هو الإسم القديم للمنطقة التي سميت دان فيما بعد.
ه- هو جمع الأسفار المقدسة التي أستطاع أن يجمعها بعد السبي وقابلها بغاية الدقة وإعتمد النسخة الموجودة بين أيدينا الآن. وهو أضاف سفري أخبار الأيام والسفر المنسوب له أي سفر عزرا.
فهو صار كأثناسيوس الذي أعاد الدين لصحته بعد أن شوهه أريوس. وعزرا أعاد الكتاب المقدس بعد أن ضاع الكثير وأضاف الشعب الكثير من الأسفار المزورة.
5- ولقد أحب الشعب عزرا لغيرته وتقواه. وإعتبروه في مقام موسي. بل هناك قول يهودي أن موسي لو لم يأخذ الناموس لكان عزرا هو الذي إستحق هذا عن جدارة.
6- ينقسم سفر عزرا إلي قسمين:
أ- رجوع بعض اليهود من بابل بقيادة زربابل وإقامة الخدمة الدينية في أورشليم وبناء الهيكل رغم مقاومة السامريين (ص 1- ص 6)
ب- الخبر برجوع جماعة ثانية من المسبيين بقيادة عزرا وفصل النساء الوثنيات (ص 7-10)
7- لغة هذا السفر هي اللغة الآرامية من (8:4- 18:6 + 12:7- 26) لأن في هذه الآيات خلاصة أوراق قانونية مختصة بالحكومة لأن اللغة الآرامية كانت اللغة الرسمية في المفاوضات السياسية بين مملكة فارس وعبر النهر أي ما كان إلي جهة الغرب من نهر الفرات. وباقي السفر كُتب باللغة العبرانية.
8- كاتب السفر هو عزرا وهذا رأي اليهود والمسيحيين.
9- هناك تشابه بين سفر عزرا وسفر أخبار الأيام فهويعتبر الطقوس الدينية والنظام والفرق الدينية كفرق الكهنة(18:6) وحفظ الأعياد (4:3، 19:6، 22) وآنية بيت الرب (7:1 –11) ويعتبر خدمة اللاويين (40:2+ 15:8-19+ 1:9+ 5:10) ويهتم عزرا بالأنساب كما يهتم بها كاتب سفري أخبار الأيام. ويري عزرا يد الرب في التاريخ ومجازاة الرب في كل ما يصيب الإنسان. وهذا إثبات أن كاتب سفر عزرا وكاتب سفري أخبار الأيام هو عزرا نفسه. بل أن الآيتين الأخيرتين من سفري أخبار الأيام والآيات الأولي من سفر عزرا تكاد تكون هي بعينها. وكأن سفر عزرا يكمل سفري الأيام.
10-أسفار عزرا ونحميا وإستير يعتبروا تحقيق لنبوات أرميا عن العودة من السبي من بابل. وهم يشرحون كيف تحقق وعد الله بالرجوع. وهما رمز لتحقيق نبوات سفر الرؤيا عن خروجنا ككنيسة من بابل هذا العالم.
11-تشبه لغة عزرا لغة دانيال لأنهما كان كلاهما في بابل وفي آخر زمان السبي. وفي كل منهما أجزاء باللغة الآرامية وفي كليهما ألفاظ فارسية.
12-معني اسم عزرا عون أو مساعدة وهذا هو دوره في مساعدة شعبه أن يعيد تذكيرهم بالشريعة التى نسوها.
13-نلاحظ أن الله يسمي نفسه إله إسرائيل وليس إله يهوذا. فالإنشقاق كان وضع استثنائي وقد عاد مع يهوذا كثير من أسباط إسرائيل (المملكة الشمالية) وعادوا كأمة واحدة.
14-عاد مع زربابل حوالي 42. 000 وعاد بعد حوالي 70 سنة مع عزرا 1700 فالله يوجه دعوته دائماً لأولاده بالرجوع لحضن الكنيسة ولكن من أراد أن يبقي خارجها فالله لا يرغمه علي العودة. الله يوجه الدعوة ومن يريد يرجع. ومن عاد مع عزرا أصحاب الساعة الحادية عشر.
1- كان سفرا عزرا ونحميا سفراً واحداً بإسم عزرا في التوراة العبرانية. في السبعينية وفي الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) وذلك حتي سنة 1563 م. ثم أنفصل الواحد عن الآخر في القرن السادس عشر بإسمي عزرا الأول وعزرا الثاني. ثم بإسمي عزرا ونحميا.
2- هو أخر اسفار العهد القديم التاريخية فهو تكملة لتاريخ اليهود. ونجد في السفر أخبار تكملة أسوار أورشليم وتجديد وإصلاحات نحميا لأمور الشعب حسب الشريعة.
3- كاتب السفر هو نحميا الذي كان مسبيا. ويدعي الترشاثا (9:8+1:10) وهي كلمة كلدانية تعني ساقي للملك إذ إختاره الملك ارتحشستا لونجيمانوس ليكون ساقياً له وهي وظيفة عظيمة عندهم للغاية. فالساقي يري وجه الملك دائماً ويحمل له الخمر الذي يطيب قلبه ويفرحه. وكان الساقي يطلب ما يريد من الملك وهو منشرح. وهكذا طلب الولاية علي أورشليم في وقت كهذا. وكان الساقي محل ثقة الملك فهو كان يقدم له الشراب والشراب ممكن أن يكون مسموماً (لذلك كان الساقي يتذوقه أولاً).
4- كان نحميا غيوراً علي مدينة آبائه وطلب من الملك أن يذهب لإصلاح أسوارها فأرسله والياً علي أورشليم، ليبني أسوارها ويرتب أمور الولاية اليهودية. وكان ذهاب نحميا إلي أورشليم بعد صعود عزرا لأورشليم بثلاثة عشر عاماً. ولقد ترك نحميا كل نعيم قصر الملك الذي يتمتع به لأجل محبته لشعبه أولاً لله.
5- لم تكن مهمة نحميا سهلة فقد ووجه بمقاومة شديدة من الأعداء الموآبيين والعمويين والسامريين وباقي الشعوب المجاورة. وكان الأعداء قد اغتصبوا الأرض بينما الشعب في السبي وبعد عودة الشعب خاف الأعداء أن يسترد الشعب أراضيه وأملاكه المغتصبة بل كانوا طامعين في الإستيلاء علي مزيد من الأراضي من الشعب لذلك خافوا من بناء أسوار أورشليم. وهؤلاء الأعداء لهم عداوة طبيعية مع شعب إسرائيل.
6- أهتم نحميا بالعبادة وتلاوة سفر الشريعة. وكتابة عهد للإحتفاظ بوصايا الرب وقع عليه الرؤساء والكهنة واللاويين وكل الشعب.
7- بعد أن تولي علي اليهود 12سنة (قارن 6:13، 7 مع 1:2-9) رجع إلي ارتحشستا ليقدم حساباً علي التفويض السابق ببناء السور والمدينة... الخ فكلفه أرتحشستا بأن يعود ثانيةً. وبذلك حصل علي تفويض ثانٍ بالولاية. وعاد ليحكم 14سنة بعد ذلك.
8- في غياب نحميا زاد الشر في أورشليم فأهملوا السبت والتقدمات اليومية والعشور وتزوجوا بأجنبيات وثنيات. وعن هذه الفترة تنبأ ملاخي النبي. وبعد أن عاد نحميا لأورشليم ثانية بدأ إصلاحاته لإستئصال الشر من بينهم.
9- شخصية نحميا شخصية رائعة ومضيئة في الكتاب المقدس ومثالاً لما ينبغي أن يكون عليه خدام الله. فهو في سبيه نجده مهتماً بحال شعبه وحال أورشليم ونجده باكياً مصلياً ليرفع الله غضبه عنهم ونجده يترك منصبه السامي في قصر الملك ويعرض نفسه للخطر ويذهب لأورشليم ليستنهض الهمم الفاترة، هو شخصية غيورة علي مجد الله وشخصيته قيادية. بني السور في أيام غير عابىء بمقاومات ومؤامرات الأعداء الخارجيين مصلحاً لأحوال شعبه، غير طالب حقه كوالي بل هو ينفق علي شعبه وهو في جهاده: يجاهد مع الله في صلاته ويجاهد مع الملك ويجاهد مع الشعب بإصلاح أحوالهم وتوحيدهم وتشجيعهم وجاهد ضد الأعداء. لذلك كلل الله عمله بالنجاح.
10-في فترة غيابه عُين نائبين له حناني وحنانيا ليحكموا أورشليم التي بنيت أسوارها.
11-في إختصار كان نحميا شخصاً عظيماً في إتكاله علي الرب وجهاده في خدمته وغيرته وشجاعته فكانت النعمة الإلهية التي ساندت جهاده فصار عمله ناجحاً.
12-نحميا يرمز للمسيح في أشياء عديدة.
أ- هو ترك قصر الملك ليذهب لإخوته. والمسيح أخلي ذاته ليفتقد شعبه.
ب- كان نحميا في قصر الملك لكن قلبه كان في أورشليم الخربة وهكذا كانت محبة المسيح لشعبه في الأرض.
ج- أشترك نحميا مع الشعب في العمل والبناء 23:4. ولم يثقل عليهم في الجزية بل أنفق هو عليهم. والمسيح يشترك معنا في آلامنا بل وفي كل عمل صالح.
د- شابه المسيح في غيرته علي الهيكل وتطهيره للهيكل ليكون بيت صلاة لا مغارة لصوص.
ه- هو أتي ليبني الأسوار المهدمة ليحمي شعبه والمسيح أتي ليبني الكنيسة ويحميها.
ح- هو أتي ليعمر أورشليم الخربة والمسيح أتي ليعمر الكنيسة شعبه الذين كانوا في خراب هذا العالم الذي خُرب بالخطية.
و- مكث 3أيام ساكناً قبل أن يهب للعمل مشابهاً للمسيح الذي بقي 3أيام في القبر ساكناً قبل قيامته ليعطي حياة لكنيسته.
ز- وقف أمام معاندين ومقاومين، والمسيح وقف أمام الشيطان.
ع- هو بكت العظماء والرؤساء والمسيح بكت الكتبة والفريسيين.
ط- بكاء نحميا علي أورشليم يشبه بكاء السيد المسيح عليها.
ي- طهر الهيكل من طوبيا وطرده مثلما فعل السيد المسيح.
*المسرح التي تجري عليه حوادث سفر إستير يقع في قصر شوشن أو سوسا في عيلام. وشوشن هي إحدي العواصم الثلاثة للإمبراطورية الفارسية. وهو كأسفار دانيال وعزرا ونحميا يقدم لمحة عن تاريخ اليهود في بابل وفارس من وجهة نظر شخص صاحب نفوذ في القصر الملكي وخبير في تقاليده وممارساته.
*يُقال أن اسم إستير من أصل هندي قديم معناه " سيدة صغيرة " وإنتقل إلي الفارسية ليعني (كوكب) ويبدو أنها حملت هذا الإسم بعد أختيارها ملكة أما اسمها العبري فهو هدسة ويطلق علي شجرة الآس الجميلة. وربما صارت عادة عند اليهود من أيام السبي أن يتسمي الشخص بإسمين أحدهما يهودي والأخر أممي مثل يوحنا/مرقس، شاول/بولس، يسوع/يسطس.
*إستير يرجح أنها من سبط بنيامين وُلدت في أرض السبي وتبناها مردخاي ابن عمها ورباها في مدينة شوشن عاصمة فارس.
*هناك رأيان في كاتب هذا السفر. فقد جاء في التلمود أن كاتب هذا السفر هو المجمع العظيم الذي يرأسه عزرا. والقديس أغسطينوس يري أنه من وضع عزرا الكاتب. بينما يرجح الكثير من الآباء ما نادي به يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه من وضع مردخاي نفسه. ومن بين هؤلاء الأباء القديس إكليمنضس الإسكندري. وما يؤكد وجهة النظر الأخيرة أن كاتب السفر هو مردخاي نفسه الآية(20:9) وهي تنص علي أن مردخاي كتب هذه الأمور وأرسلها في رسائل إلي جميع اليهود في كل بلدان الملك أحشويرش. وهناك إثبات آخر فهذا السفر لم يذكر فيه اسم الله لأن كاتبه لم يفضل أن يتحدي مشاعر الملك وحاشيته، أو أن السفر كُتب في فترة كان من الخطر فيها ذكر إسم الرب (دا 7:6-17). ومن 2:10 نجد أن الأخبار سجلت في سجلات الحكومة وغالباً فكاتب السفر إستقي معلوماته من سجلات الحكومة أي من مستندات القصر الفارسي. والكاتب واضح أنه يهودي عاش في بلاد فارس وله إلمام تام بأسماء مستشاري الملك وتفاصيل القصر الملكي، كما إستخدم كلمات فارسية ويكتب بدقة عن تفاصيل خاصة بأثاثات القصر بشوشن فهو رأي القصر بنفسه وسجل هذه الأمور الدقيقة )وهذا القصر دمرته النيران بعد إغتيال الملك بأربعين عاماً أي سنة 425 ق. م.) كل هذه الأمور تشير أن كاتب السفر هو مردخاي الذي عينه الملك أحشويرش كرئيس لوزرائه وهو الذي كتب هذه الأمور ووزعها. وكمسؤل رسمي تحاشى أن يذكر اسم الله حتي لا يثير أعداؤه حوله. ولو كان عزرا هو كاتب السفر لما تردد وهو يكتب في أورشليم أن يذكر اسم الله في السفر. ولكن وإن لم يُذكر اسم الله في سفر إستير فإنه من الواضح أن الكاتب يشرح والأحداث تنطق بأن إصبع الله كان يحرك الأحداث ليخلص شعبه.
*السفر ينطق بأن الله يحرك الأمور ليخلص شعبه ويشهد لعناية الله بأولاده، بل أن الله يحول شرور أعدائهم ضدهم إلي خلاص ومجد لهم ومن أمثلة رعاية الله لهم في الأحداث
1-اختيار فتاة مسكينة لتصير ملكة ثم تنقذ هذه الملكة شعبها.
2-الملك يقدم القضيب الذهب لإستير عند دخولها عليه ولا يؤذيها بل يقبل طلباتها.
3-إكتشاف مردخاي مؤامرة ضد حياة الملك ويكشفها للملك وينقذ حياته.
4-قلق الملك وذهاب النوم من عينه. . . . . . الخ كل هذا ليس مصادفة بل نري يد الله وراء الأحداث "فكل الأمور تعمل معا للخير للذين يحبون الله".
5-تحول قلب الملك فبعد أن كان صديقاً لهامان إنقلب ضده بل صار صديقاً لشعب الله.
*الملك الفارسي في سفر إستير.
هو أحشويرش (زركسيس) 486-465 ق. م. ويذكر التاريخ أن هذا الملك كان له زوجة اسمها أمستريس أشار إليها هيرودوت كملكة سنة 479 ق. م. أي في السنة السابعة لملكة. وكان معروفاً أن هذا الملك يتصف بحدة الطبع وهو متقلب في أهوائه يسلك في خلاعة مما يتطابق مع الأوصاف المذكورة عنه في سفر إستير.
ولكن كيف نوفق بين التاريخ الذي يذكر أن زوجة هذا الملك هي إمستريس وبين ما ذكره سفر إستير أن زوجته اسمها وشتى وقد تركها ليتزوج بإستير؟ يري كثير من الدارسين أن كلمة وشتي ليست اسم للملكة بل لقباً خاصاً بها بسبب جمالها الفائق وتعلق الملك بها. ولعل اسم الملكة الحقيقي يظل هو أمستريس أما وشتي فهو مجرد لقب. أما خلع الملكة وشتي فكان لفترة مؤقتة ملكت خلالها إستير (لتنفذ خطة الله لخلاص شعبه) ولعل إستير ماتت بعد هذا وأعاد الملك زوجته أمستريس (وشتي) بعد ذلك لملكها خصوصاً أنه كان يحبها بشدة، أي أن خلعها كان مؤقتاً. وملكت إستير أيضاً مؤقتاً لتنفيذ خطة إلهية. وكون إن التاريخ يذكر أمستريس كملكة لا ينفي وجود ملكة أخري. خصوصاً أن وشتي تركت الملك في السنة الثالثة للملك (3:1) وذلك قبيل ذهابه للحرب مع اليونان وملكت إستير بعد عودته في السنة السابعة (16:2) ونفهم من الكتاب أنها ظلت ملكة حتي السنة12 من ملكه (7:3+3:5). والكتاب لا يشير لما حدث خلال السنوات الثماني الأخيرة من ملك أحشويرش فربما عادت وشتي للملك كما ذكرنا بعد أن حققت إستير رسالتها. وكون أن المؤرخين يسجلون أن إمستريس كانت ملكة حتي السنة السابعة فلأن إستير لم تكن قد ملكت حتي السنة السابعة. ووشتي (أمستريس) لم تطرد من القصر بل رفض الملك أن يجعلها ملكة. وكان للملك بيت للنساء (نسائه وجواريه) تكون إحداهن ملكة ولا يعقل أن الملك حين يرفض وشتي يطردها خارج القصر ليتزوجها غيره، بل هي ظلت في القصر.
*المشكلة التي يثيرها نقاد الكتاب المقدس عدم ذكر اسم الله في السفر نهائياً كما لم تذكر فيه أي صلاة أو تطبيق لشريعة اليهود والرد علي ذلك كما قلنا أنه لا يمكن أن يكون كاتب السفر غير مؤمن بالله، بل أن من يقرأ السفر يزداد إيماناً بالله وبرعايته لشعبه حتي وهم في أرض السبي رافضين العودة إلي أورشليم. ولكن لأن الكاتب يأخذ من أوراق رسمية ويوزع ما كتبه علي كل اليهود في أنحاء المملكة وهو نفسه أي الكاتب له صفة رسمية فالكتابة أخذت الشكل الرسمي حتي لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة الفارسية في ذلك الوقت. ولكن هناك تفسير روحي لذلك، أن الله قصد أن لا يُذكر إسمه في هذا السفر إعلاناً عن غضبه من مسلك شعبه الذي فضل البقاء في أرض السبي مفضلين الإهتمام بمصالحهم الخاصة وتجارتهم عن ذهابهم لأورشليم وإلي الهيكل فهو كأنه يحجب وجهه عنهم. ولكن هو ما زال يعتني بهم ويتدخل لخلاصهم حتي ولو كانوا في أرض السبي. فسفرا عزرا ونحميا نري فيهما عناية الله بشعبه العائد لأورشليم وسفر أستير نري فيه رعاية الله بشعبه في أرض السبي ولكن نلاحظ عدم رضا الله والكامل علي بقائهم في أرض السبي. فهم في أرض السبي لا يستطيعون المجاهرة بأسم الله وتسبيح الله (مزمور5، 4:137) لذلك لم يذكر اسم الله هنا.
*إعتراضات علي قانونية السفر
بالإضافة لما سبق من إعتراضات أى عدم ذكر إسم الله فى السفر والإعتراض التاريخى بأن إسم زوجة أحشويرش هو أمستريس هناك إعتراضات أخرى
1- كيف لم يعرف الملك جنس أستير ؟ والإجابة سهلة أن مثل هذا الملك لا يهتم بجنسية المرأة بل بجمالها، وهى مولودة فى أرض السبى وتتكلم لغة فارس بطلاقة.
2- كيف يصدر أمر بإبادة اليهود لينفذ بعد 11 شهراً ؟ كان قصد هامان أن تكون الضربة الموجهة لليهود فى كل المملكة وفى نفس الوقت ولأن المملكة متسعة جداً ووسائل الإنتقال غير سريعة فهو سأل العرافين ليحددوا له موعد يكون أمر الإبادة قد وصل لكل أنحاء المملكة ويكون أعداء اليهود قد إستعدوا فيه لإبادتهم.
3- من أين يأتى هامان بمبلغ 10. 000 وزنة من الفضة ليعطيها للملك؟ وهذا المبلغ يمثل حوالى ثلثى إيراد المملكة الفارسية فى عام !! والإجابة أن هامان كان يأمل أن يغتصب ممتلكات اليهود ويجمع ثروتهم فيغتنى جداً ويقدم هذا المبلغ للإمبراطور ليعوضه عن خسائره فى حربه ضد اليونان.
1- السفر يشير إلى تواريخ الأحداث ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى (23:2 + 1:6 + 2:10) فهى أحداث حقيقية وليست قصة رمزية كما يتخيل البعض.
2- يقدم لنا السفر وصفاً دقيقاً وحياً للعادات الفارسية والأحوال السائدة فى شوشن (14، 10، 5:1 + 23، 21، 9:2 + 13، 12، 7:3 + 11، 6:4 + 4:5 + 8:8).
3- أوصاف الملك فى السفر تتطابق مع ما يعرف عن اخلاق الملك أحشويرش. وجاءت وليمته فى السنة الثالثة من حكمهُ تطابق تاريخياً إعداده للحرب ضد اليونان، إذ كان من عادة ملوك الفرس أن يأخذوا مثل هذه القرارت فى وسط الولائم والخلاعة، كما جاء فى تاريخ هيرودوت. ثم إذ عاد فى ربيع السنة السابعة من حكمه من حملته ضد اليونان أقام الوليمة الخاصة بأستير.
4- يقدم لنا السفر تفسيراً مقبولاً لنشأة عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصر يوسيفوس فى كل أنحاء العالم المعروف فى ذلك الحين، وقد عُرف هذا العيد فى أيام المكابين عام 160 ق. م (2 مك 36:15) ودعى بعيد مردخاى. فإن كان عيد الفوريم حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها فما هو سر نشأته؟.
5- يسرد السفر حوادث القصة بدقة فائقة مبيناً كل الظروف المحيطة ذاكراً أسماء رجال البلاط الفارسى وأمرائه (14، 10:1) فهى إذاً قصة حقيقية وليست رمزية.
6- إكتشفت حديثاً نقوش فارسية ذكر فيها إسم مردخاى كأحد رجال البلاط الفارسى أثناء حكم زركيس مما يؤيد تاريخية السفر.
7- السفر مقبول عند كلا اليهود والمسيحيين كسفر قانونى عبرالعصور.
8- السفر يشهد لعناية الله ويمجد الله الذى يعتنى بشعبه فى كل مكان.
أقام الملك أحشويرش وليمتان الأولى قبل حربه مع اليونان ليخطط للحرب ضد اليونان وفيها طلب أن تأتى وشتى الملكة ورفضت وشتى الحضور فرفضها الملك من الملك. والوليمة الثانية كانت للإحتفال بأستير وكانت بعد عودة الملك من حرب اليونان وهزيمته فيها وعاد ليحيا فى الخلاعة وينسى أتعاب الحملة وخسائرها (راجع 3:1 + 18:2).
السفر يمكن فهمه بطريقتين او تفسيره بطريقتين
أولاً التفسير التاريخى
نرى فيه الملك كملك مستهتر يعطى خاتمه لشخص فاسد مثل هامان وهامان يستغل هذا فى تنفيذ مشوراته الشريرة، بينما الملك مستغرقاً فى خمره باحثاً عن ملذاته، غير مهتماً بآلام شعبه، لا مانع لديه أن يوقع على قرار لإبادة شعب بأكمله، يعد أستير أن تطلب أى شىء فيعطيها حتى نصف المملكة لأنه فرح بها وبجمالها ومن جهة أخرى نرى يد الله العجيبة التى تُسيَر مجرى الأحداث فهو هناك فى أورشليم مع عزرا ونحميا يساندهم فى رحلة سفر الشعب إلى أورشليم يحميهم فى الطريق ويساند عزرا فى تجميع الكتاب المقدس ووضع تشريعات للشعب وتعليم الشعب وإصلاح احواله الدينية ليصير شعباً مقدساً للرب ويساند نحميا فى بناء الأسوار ليحمى شعبه ويسانده فى تعمير أورشليم ويساند زربابل ويشوع قبلهما فى بناء الهيكل وقيادة المسيرة الأولى للعائدين من السبى ونراه فى بابل أو فى فارس مسانداً شعبه ويحميهم من مؤامرات أعدائهم مثل هامان حتى وإن كان غير راضٍ عن بقائهم فى السبى.
ثانياً:- التفسير الرمزي
تتكامل اسفار عزرا ونحميا وإستير لتعرض سورة للخلاص الذي قدمه السيد المسيح لكنيسته عروسه. ولنري المعاني الرمزية للاشخاص.
1- عزرا يمثل المسيح الكاهن الذي قدم نفسه ذبيحة ليعيدنا الي أورشليم السماوية.
2- نحميا يمثل المسيح الملك الذي حكم وملك علي شعبه وهو يمثل المسيح الذي اخلي ذاته لينزل الي شعبه في مذلته. فقد ترك قصر الملك ليذهب لاخوته في أورشليم الخربة مثل المسيح الذي اتي لنا في عالمنا الذي خربته الخطية.
3- مردخاي يمثل المسيح الملك الذي بعد ان انقذ شعبه وخلصه صعد ليجلس عن يمين الآب فمردخاي بعد أن خلص شعبه من مؤامرة هامان رفعه الملك ليجلس في قصره بعد أن كان متضعاً جالساً علي باب الملك.
4- إستير تمثل الكنيسة عروسة المسيح التي جعلها المسيح ملكة. بعد أن كانت بلا اب وبلا ام مولودة في ارض السبي (حز 16).
5- وشتي تمثل شعب اليهود الذي رفض من اجل ان تصير الكنيسة عروس المسيح
6- هامان بمؤامرته ضد شعب الله صار مثلا للشيطان الذي كان قتالاً للناس منذ البدء. والشيطان بخداعه للانسان سبب الموت للانسان لكن جاء المسيح ليخلصنا. وكل مؤامرات هامان ضد الشعب والعمونيين والمؤابيين... الخ ضد نحميا وعزرا والشعب ما هي الا صورة لمقاومة الشيطان الدائمة للكنيسة ومقاومة اليهود للمسيح وكنيسته، بل هي صورة لمقاومة الشيطان في كل زمان ومكان لكنيسة الله
7- عزرا ونحميا +زربابل ويشوع:- يمثلان المسيح الملك والمسيح الكاهن الذي يقيم ويؤسس كنيسته ويبني اسوارها ويعيدها من ارض السبي بعد ان كانت خربة. ونلاحظ ان نبوة حجي وزكريا وهما من انبياء بعد السبي كانت عن بناء هيكل الله والمسيح هو الذي اقام هيكل جسده أي كنيسته وطهره وقدسه كما طهر نحميا الهيكل.
8- الولائم الثلاث:- وليمة احشويرش الاولي تمثل فرح هذا العالم الزائل، ووليمة استير للملك تمثل وليمة الصليب المحطمة لابليس (هامان) ووليمة الفوريم تمثل وليمة القيامة العامة المفرحة.
ان مؤامرة هامان لابادة وقتل الشعب كله كانت رمزاً لمؤمرة وخطة ابليس لاهلاك آدم ونسله. ولقد سقط الانسان فعلاًً تحت حكم الموت. وكما صارت هناك مناحة عظيمة عند اليهود بسبب قرار هامان لابادتهم صار الجنس البشري كله في حزن عظيم بسبب ما آلت اليه احواله بسبب خطيته وبسبب انه أًسلم الي الباطل (رو12:5+20:8) وكانت آلام اليهود بسبب مؤامرة هامان صورة خفيفة للموت الذي سقطنا فيه بخداع الشيطان فصرنا جميعاً دون استثناء تحت حكم الموت، حتي ان كل من ينظر الي نفسه والي طبيعته الشريرة التي سقط فيها يصنع مناحة عظيمة ويبكي ليلاً ونهاراً. ولقد اعد هامان صليباً ليصلب مردخاي حاسباً انه بذلك يشهره ويبيده، ولكن حكم الموت والعار عاد اليه، وهكذا اعد الشيطان صليب ليصلب عليه رب المجد وفرح به. ولكن كما كان الصليب الذي اعده هامان لمردخاي سبباً ليدخل مردخاي الي قصر الملك ويتمجد هكذا صار صليب المسيح هزيمة لإبليس ومجداً للمسيح وكنيسته (كو 15، 14:2) كما تحول بكاء اليهود لافراح هكذا بصليب رب المجد تحولت احزان العالم الي افراح وامجاد.
جاء في الترجمة السبعينية تتمة للسفر لم ترد في النص العبري اغلبها نصوص صلوات ورسائل واحلام، وقد جعلها القديس جيروم كملحق في نهاية السفر في ترجمته اللاتينية.
الآيات 1-4:- وفي السنة الاولى لكورش ملك فارس عند تمام كلام الرب بفم ارميا نبه الرب روح كورش ملك فارس فاطلق نداء في كل مملكته وبالكتابة ايضا قائلا. هكذا قال كورش ملك فارس جميع ممالك الارض دفعها لي الرب اله السماء وهو اوصاني ان ابني له بيتا في اورشليم التي في يهوذامن منكم من كل شعبه ليكن الهه معه ويصعد الى اورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب اله اسرائيل هو الاله الذي في اورشليم. وكل من بقي في احد الاماكن حيث هو متغرب فلينجده اهل مكانه بفضة وبذهب وبامتعة وببهائم مع التبرع لبيت الرب الذي في اورشليم.
فى السنة الأولى = السنة الأولى من ملكه على بابل أى ملكه على اليهود لأن اليهود منذ أن تم سبيهم إلى بابل ظلوا خاضعين لبابل ثم صاروا خاضعين لفارس بعد أن سقطت بابل. كورش = وُلد فى علام سنة 590 ق. م وملك فى عيلام سنة 558 وفتح مادى سنة 549 وفارس سنة 548 ولود سنة 540 وبابل سنة 538 ولأن فارس كانت أهم أجزاء مملكته تلقب بملك فارس. وكان من أفضل الملوك القدماء فى أخلاقه وإقتداره فى الحرب.
عند تمام كلام الرب = إفتتاحية سفر عزرا هى نفسها خاتمة سفر أخبار الأيام الثانى وفى نهاية سفر أخبار الأيام الثانى (2 اى 1:36) ذكر أن مدة السبى كانت 70 عاماً وكان ارمياء النبى قد سبق وتنبأ بأن مدة السبى هى 70 عاماً (أر 10:29) (أر 1:25) وكان النبى أشعياء قد تنبأ بأن كورش الملك هو الذى سيصنع هذا (اش 27، 26:44 + أش 2، 1:45) وكانت نبوة أشعياء عن كورش بالإسم قبل مجىء كورش بحوالى 150 سنة. ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودى أن دانيال أتى بهذه النبوات لكورش الذى تأثر بها جداً فأطلق نداء = كان ذلك سنة 536 ق. م. وكان السبى قد بدأ فى السنة الرابعة ليهوياقيم ملك يهوذا أى سنة 606 ق. م فتكون مدة السبى 70 سنة تماماً. نبه الرب روح كورش = كورش كان ملك وثنى ولكنه هو آلة فى يد الرب يقيم بها مقاصده. فكما كان نبوخذ نصر آلة للتأديب كان كورش آلة يعود الشعب بواسطتها. ولاحظ أن كورش لم يكن يعرف الرب لكن الرب كان يعرف كيف يستخدم كورش لمجد إسمه. ولكن يُحسب لكورش أنه أطاع الرب وهذا مما ضاعف خطية شعب إسرائيل فى عدم طاعتهم للرب فقد أطاعه هذا الملك الوثنى أما هم شعبه فعصوه ومعروف تاريخياً أن كورش كان يحترم آلهة بابل بل خدمهابنفسه لكن معروف أيضاً أنه كان متسامح دينياً وأقر برد إلهة الشعوب لأماكنها فقد إستولى الملوك البابليين على آلهة الأمم التى أخضعوها مما أثار حفيظتهم على ملوك بابل فأتى كورش ورد لهم آلهتهم ولما كان شعب اليهود شعباً يعبد الله وليست لهم أية أصنام أمر كورش برد آنية بيت الله إلى أورشليم وقد وُجدت وثيقة لكورش بأنه أمر برد أوثان الشعوب إلى بلادها وربما كانت سماحة كورش الدينية سببها تعاطفه مع اليهود بعد الذى رآه من النبوات لديهم وبعد أن أمر بإطلاقهم كرر نفس الشىء مع باقى الشعوب المسبية. وبالكتابة = أى نداءً قانونياً والكتابة محفوظة فى سجلات الحكومة. فى كل مملكته = لاحظ أن اشور من ضمن مملكته لذلك غالباً عاد أعداد من الأسباط العشرة الذين تم سبيهم إلى أشور سابقاً لأورشليم جميع ممالك الأرض دفعها لى الرب إله السماء = كورش لم يتحول إلى عبادة الرب بل هو أكرمه وخاف منهُ لما سمعه عنهُ. ولكن ثبت من الأثار أنه كان ينسب فتوحاته لمرودخ إله بابل. المهم أن نفهم أن الله قادر أن يستخدم حتى الوثنيين لمجد إسمه وكورش يرمز للمسيح الذى حررنا من سبى الخطية ولكن بينما كورش لهُ كل ممالك الأرض فالمسيح له كل ممالك الأرض والسماء أيضاً
وهو أوصانى أن أبنى لهُ بيتاً = فى هذا أيضاً يرمز كورش للمسيح لأن الآب أرسل المسيح ليبنى بيتاً هو الكنيسة وكما أطلق كورش نداء لأن يعود كل واحد لأورشليم هكذا المسيح يدعو كل واحد أن يعود بالتوبة فيفتح لهُ بيته ويحرره من سبيه. وقوله أوصانى لأنه فهم هذا من النبوات هو الإله الذى فى أورشليم= أى الذى بيته فى أورشليم أو هو يتكلم بطريقة الوثنيين أن لكل إله منطقة معينة ويكون قد ظن أن الله يملك على أورشليم فقط. فلينجده أهل المكان = إما إختياراً لأن كثير من اليهود كانوا محبوبين عند شعب بابل أو بتوصية من الملك. وأهل المكان يقصد الجميع وثنيين أو اليهود الذين بقوا فى بابل ولم يعودوا إلى أورشليم ولنلاحظ أنه بهذا يشترك الوثنيين بتبرعاتهم مع اليهود فى بناء هيكل الرب، كما أشرك سليمان الوثنيين فى البناء رمزاً لدخول الأمم واليهود فى كنيسة المسيح، أى جسده. ونلاحظ أن معنى إسم كورش هو شمس فهو رمز للمسيح شمس البر. ومعنى دعوة كورش للجميع أن يتبرعوا أن اليهود غير الراغبين فى العودة أنهم يتبرعوا لبناء الهيكل على الأقل. عمل كورش هذا وتبرع الوثنيين هو نوع من معونة الأرض للمرأة (رؤ 16:12). فى آية (3) يصعد إلى أورشليم = فالرجوع إلى أورشليم هو صعود وبالتوبة نصعد ونرتفع وبالخطية ننزل (يون 5، 3:1).
الآيات 6، 5:- فقام رؤوس اباء يهوذا وبنيامين والكهنة واللاويون مع كل من نبه الله روحه ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذي في اورشليم. وكل الذين حولهم اعانوهم بانية فضة وبذهب وبامتعة وببهائم وبتحف فضلا عن كل ما تبرع به.
كل من نبه الله روحه = كان قرار العودة لأورشليم قراراً صعباً لليهود فى بابل لماذا؟
أورشليم محروقة بالنار وبلا أسوار ومحاطة بالأعداء والطريق شاق وهم معهم نساؤهم وأطفالهم وهناك مخاطر فى الطريق من قطاع الطرق والرحلة طويلة إلى أورشليم، بل إن أورشليم الآن غريبة عنهم فهم لا يعرفونها وربما كثيرين لا يذكرونها أو وُلدوا فى بابل ولم يروها أصلاً. عدا هذا فهم لهم الآن مصالحهم فى بابل من أراضٍ واموال وعبيد بل لهم مغنيين ومغنيات 65:2 فهم مستقرين فى بابل ولا داعى لمخاطر الطريق ولا داعٍ لمشقات بناء مدينة منهدمة خربة محروقة ولا داعٍ لحروب أعداء محيطين بها. هذا هو الشعور الطبيعى داخل كل منهم، لكن الله ينبه روحهم حتى لا يهتموا بمشاق السفر ولا بمتاعب البناء فهو الذى سيدبر كل شىء والروح القدس الذى نبه كورش ليطلقهم ينبههم الآن ليعودوا (زك 6:4) وهو الذى سيعوضهم عن أى خسارة ونلاحظ أن كل مما سبق هو وصف لمن يحيا فى خطايا العالم ويجد صعوبة فى ترك ما إعتاد عليه من ملذات العالم مستصعباً الحرب ضد الخطية وشهوات العالم وشهوات الجسد وإبليس. مثل هذا نقول عنهُ أنه ما زال فى بابل مسبياً والروح القدس ينبه روحه ليترك خطاياه وكان مثال لذلك أبونا إبراهيم الذى كان فى بابل وترك كل شىء ليتبع الله، ومن صعد من الشعب الآن من بابل يتشبه بإبراهيم ومن يترك الخطية الآن يصير إبناً لإبراهيم بالإيمان فإبراهيم ترك بابل بخطاياها وإنطلق إبراهيم للمجهول ولكن أين إبراهيم الآن وما الذى خسره وما الذى كسبه ولنعلم أن كل حركة نحو أورشليم، أى نحو التوبة هى بدعوة من الروح القدس الذى ينبهنا والمهم من الذى يستجيب ولا يقاوم الروح القدس. وكل من إستمر فى بابل صار مثلاً لكل من أحب الخطية وعبوديتها. ولنلاحظ أن من يترك الخطية أى بابل لن يعود فارغاً أى لن يخسر شىء بل سيأخذ الكثير = كل الذين حولهم أعانوهم بآنية فضة وبذهب...
الايات 7-11:- والملك كورش اخرج انية بيت الرب التي اخرجها نبوخذناصر من اورشليم وجعلها في بيت الهته. اخرجها كورش ملك فارس عن يد مثرداث الخازن وعدها لشيشبصر رئيس يهوذا. وهذا عددها ثلاثون طستا من ذهب والف طست من فضة وتسعة وعشرون سكينا. وثلاثون قدحا من ذهب واقداح فضة من الرتبة الثانية اربع مئة وعشرة والف من انية اخرى. جميع الانية من الذهب والفضة خمسة الاف واربع مئة الكل اصعده شيشبصر عند اصعاد السبي من بابل الى اورشليم.
الملك كورش أخرج آنية بيت الرب = هذه الآنية أخذها نبوخذ نصر بعد أن دمر الهيكل وهذه الآنية كثيرة وثمينة ولكن عناية الله أحاطتها فلم يكسروها ولا صهروها ولا اعادوا تشكيلها بل بقيت كما هى. وآنية بيت الله هى نحن والله قادر أن يحفظ آنيتنا من الهلاك أى أجسادنا (2 تى 20، 19:2) + (2 تى 12:1) بل الله قادر أن يعيد لهذه الآنية كرامتها حتى بعد أن إستخدمت فى الهياكل الوثنية فالله قادر أن يحرر عبيده لأنه هو الغالب. ولاحظ أن هذه الآنية هى التى شرب فيها بيلشاصر ملك بابل الخمر (دا 5) ولكنها الآن تعود بكرامة إلى بيت الرب فى أورشليم. شيشبصر = هو زربابل. ومعنى الإسم شيشبصر الفرح فى وسط المتاعب وهذا إسمه فى بابل أما الإسم العبرانى لهُ فهو زربابل ومعناه المولود فى بابل أو الغريب فى بابل. وكورش جعلهُ والياً على اليهود = رئيس يهوذا. وهناك أراء فى هذا :- أن زربابل كان مسئولاً عن اليهود بعد موت يهوياكين أو هناك رأى يقول أنه كان قائد الحرس الخاص لملك بابل وفى 63:2 يسمى الترشاثا وهى كلمة فارسية تدل على منصب عالٍ (راجع عز 8، 2:3 + حج 1:1 + عز 14:5) وزربابل مع يهوشع الكاهن بنوا الهيكل.
جميع الآنية 5400 = وبجمع الأعداد المفردة نجد الحاصل 2499 والسبب أن هناك آنية لم تحص ربما لصغرها أو لأنها مكسورة والله لا يهتم بعدد الآنية بل بعدد المؤمنين المكتوبة أسمائهم فى سفر الحياة الأبدية " الذين هم فى يدى لم يهلك منهم أحد إلا إبن الهلاك) فالآنية رمز للمؤمنين.
فى هذا الإصحاح نرى من هم الآنية الذهبية، هم الشعب الذى عاد لأورشليم.
الآيات 1-2و هؤلاء هم بنو الكورة الصاعدون من سبي المسبيين الذين سباهم نبوخذناصر ملك بابل الى بابل ورجعوا الى اورشليم ويهوذا كل واحد الى مدينته. الذين جاءوا مع زربابل يشوع نحميا سرايا رعلايا مردخاي بلشان مسفار بغواي رحوم بعنة عدد رجال شعب اسرائيل.
نجد فى هذا الإصحاح أسماء من عادوا إلى أورشليم وذكر أسمائهم هو لتكريمهم " انا أكرم الذين يكرموننى " فمن أكرم الله وعاد وسط كل المشقات التى سبق وذكرناها يكرمه الله بذكر إسمه فى الكتاب المقدس. وهذا رمز لكل من يعود بالتوبة إلى حضن الكنيسة، هذا لن يمحى إسمه من سفر الحياة الأبدية (رؤ 5:3) وذكر الأسماء أيضاً يشجع الأخرين على الإقتداء بهم. وهم إهتموا بالأسماء والأنساب بسبب مواضيع الميراث وتحديد العائلات. وهناك من لم يستطع إثبات نسبه كإسرائيلى ولكنه لإشتياقه صعد وهذا يخجل من يعرف نسبه ورفض الصعود لأورشليم. ومن صعد ذكر له الله شجاعته وإشتياقه لله ولمدينته أورشليم وللهيكل.
الكورة = يهوذا التى كانت سابقاً مملكة عظيمة لها توابع صارت مجرد كورة أى مقاطعة تتبع ملك فارس. وهذا شأن الخطية دائماً. زربابل = هو من نسل ملوك يهوذا (1 اى 16:3-19).
ومن نسله أتى المسيح (مت 12:1) يشوع = رئيس الكهنة. ونحميا ومردخاى = غير المعروفين فى أسفار نحميا وإستير.
ملحوظة:-
زربابل أى المولود فى بابل وبابل أرض العبودية. فزربابل هو جد المسيح بالجسد ولكنه يرمز للمسيح الذى وُلد فى هذا العالم. وهو الذى بنى الهيكل وهو الذى يحكم هذا الشعب.
الآيات 3-19:- بنو فرعوش الفان ومئة واثنان وسبعون. بنو شفطيا ثلاث مئة واثنان وسبعون. بنو ارح سبع مئة وخمسة وسبعون. بنو فحث مواب من بني يشوع ويواب الفان وثمان مئة واثنا عشر. بنو عيلام الف ومئتان واربعة وخمسون. بنو زتو تسع مئة وخمسة واربعون. بنو زكاي سبع مئة وستون. بنو باني ست مئة واثنان واربعون. بنو باباي ست مئة وثلاثة وعشرون. بنو عزجد الف ومئتان واثنان وعشرون. بنو ادونيقام ست مئة وستة وستون. بنو بغواي الفان وستة وخمسون. بنو عادين اربع مئة واربعة وخمسون. بنو اطير من يحزقيا ثمانية وتسعون. بنو بيصاي ثلاث مئة وثلاثة وعشرون. بنو يورة مئة واثنا عشر. بنو حشوم مئتان وثلاثة وعشرون.
نجد هنا أسماء عشائر. محث موآب = أى حاكم موآب فربما كان أبوهم حاكماً لموآب أيام كانت خاضعة لإسرائيل. بنو أدونيقام 666 = أدونيقام تعنى السيد الكبير. ونلاحظ أن رقم 666 وهو رقم الوحش (رؤ 13) أو الشيطان (فمع كل عودة بالتوبة، لابد أن ننتظر محاربات من عدو الخير طالما نحن مازلنا فى الجسد).
الآيات 20-35:- بنو جبار خمسة وتسعون. بنو بيت لحم مئة وثلاثة وعشرون. رجال نطوفة ستة وخمسون. رجال عناثوث مئة وثمانية وعشرون. بنو عزموت اثنان واربعون. بنو قرية عاريم كفيرة وبئيروت سبع مئة وثلاثة واربعون. بنو الرامة وجبع ست مئة وواحد وعشرون. رجال مخماس مئة واثنان وعشرون. رجال بيت ايل وعاي مئتان وثلاثة وعشرون. بنو نبو اثنان وخمسون. بنو مغبيش مئة وستة وخمسون. بنو عيلام الاخر الف ومئتان واربعة وخمسون. بنو حاريم ثلاث مئة وعشرون. بنو لود بنو حاديد واونو سبع مئة وخمسة وعشرون. بنو اريحا ثلاث مئة وخمسة واربعون. بنو سناءة ثلاثة الاف وست مئة وثلاثون.
هذه أسماء أماكن (وربما الأماكن أخذت أسمائها من أسماء ساكنيها)
جبار = هى جبعون (نح 25:7 + يش 9). نبو = ليس الجبل الذى صعد عليه موسى بل هى مكان فى يهوذا. عيلام الآخر = تمييزاً له عن عيلام المذكور فى آية 7 ولكن الأول إسم إنسان والثانى إسم مكان.
الآيات 36-39:- اما الكهنة فبنو يدعيا من بيت يشوع تسع مئة وثلاثة وسبعون. بنو امير الف واثنان وخمسون. بنو فشحور الف ومئتان وسبعة واربعون. بنو حاريم الف وسبعة عشر.
يشوع المذكور هنا هو غير المذكور فى آية (2) ونلاحظ أن مجموع الكهنة حوالى 4200 ومع ملاحظة أن عدد العائدين حوالى 42. 000 نجد أن الله لهُ العشور.
الآيات 40-42:- اما اللاويون فبنو يشوع وقدميئيل من بني هودويا اربعة وسبعون. المغنون بنو اساف مئة وثمانية وعشرون. بنو البوابين بنو شلوم بنو اطير بنو طلمون بنو عقوب بنو حطيطا بنو شوباي الجميع مئة وتسعة وثلاثون.
عدد اللاويين قليل جداً وهذا راجع غالباً لأنهم رفضوا وظيفتهم وإحتقروها فهم لهم الآن ممتلكات وأراضى.
الآيات 43-54:- النثينيم بنو صيحا بنو حسوفا بنو طباعوت بنو قيروس بنو سيعها بنو فادون. بنو لبانة بنو حجابة بنو عقوب. بنو حاجاب بنو شملاي بنو حانان. بنو جديل بنو حجر بنو رايا. بنو رصين بنو نقودا بنو جزام. بنو عزا بنو فاسيح بنو بيساي. بنو اسنة بنو معونيم بنو نفوسيم. بنو بقبوق بنو حقوفا بنو حرحور. بنو بصلوت بنو محيدا بنو حرشا. بنو برقوس بنو سيسرا بنو ثامح. بنو نصيح بنو حطيفا.
النثنييم = غالباً هم من نسل الجبعونيين وعينوا فى خدمة اللاويين.
الآيات 55-58:- بنو عبيد سليمان بنو سوطاي بنو هسوفرث بنو فرودا. بنو يعلة بنو درقون بنو جديل. بنو شفطيا بنو حطيل بنو فوخرة الظباء بنو امي. جميع النثينيم وبني عبيد سليمان ثلاث مئة واثنان وتسعون.
بنو عبيد سليمان = من نسل الكنعانيين الذين سخرهم سليمان لبناء الهيكل (1 مل 21، 20:9).
الآيات 59-63:- وهؤلاء هم الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب ادان امير ولم يستطيعوا ان يبينوا بيوت ابائهم ونسلهم هل هم من اسرائيل. بنو دلايا بنو طوبيا بنو نقودا ست مئة واثنان وخمسون. ومن بني الكهنة بنو حبايا بنو هقوص بنو برزلاي الذي اخذ امراة من بنات برزلاي الجلعادي وتسمى باسمهم. هؤلاء فتشوا على كتابة انسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت. وقال لهم الترشاثا ان لا ياكلوا من قدس الاقداس حتى يقوم كاهن للاوريم والتميم.
تل ملح وتل حرشا = أماكن فى بابل سكن فيها المسبيين. لم يستطيعوا أن يبينوا بيوت أبائهم = هم إسرائيليين لكنهم فقدوا قوائم إنتسابهم. وكان من هؤلاء الذين فقدوا قوائم إنتسابهم كهنة. والكهنة لابد أن يكونوا من نسل هارون = ومن بنى الكهنة بنو حبايا. . . ونجد هنا مثال لهم بنوبرزلاى وهؤلاء فقدوا الكهنوت لأنهم لا يستحقوه لماذا؟ لأن أبوهم كان كاهناً ولكنه فضل أن يتسمى بإسم رجل مشهور هو برزلاى الجلعادى وترك نسبه لهرون وهذا الكاهن لم يفهم أن خدمة الله كرامة للإنسان ولأنه رزل نسبه الكهنوتى رُفض من الكهنوت. ولنعرف أن الله سينكر الذين خجلوا من خدمته ومن إطلاق إسمه عليهم. والكهنة الذين فقدوا نسبهم حرموا من الأقداس أى خبز الوجوه ولحم ذبيحة الخطية والإثم والسكيب وهذه تسمى قدس الأقداس. وأما البكور وتقدمات الشكر والعشور فياكلها بيت الكاهن كله وتسمى أقداس بالمقارنة مع قدس الأقداس الذى لا يأكل منه سوى الكهنة فقط. الترشاثا = كلمة فارسية تشير للوالى وقد تعنى لقب مثل سعادة فلان، هو لقب للإحترام. والوالى هنا هوزربابل. كاهن للأوريم والتميم = لم يكن هناك أوريم وتميم بعد السبى (الحجارة التى كانت على صدرة رئيس الكهنة والتى كان يجيب بها الله عن أسئلته) ويكون معنى إجابة زربابل أن الحكم فى هذا الأمر قد تأجل إلى أجل غير مسمى. وفى القول إشارة إلى أن الإسرائيليين كانوا ينتظرون رئيس كهنة فيه كل الصفات المطلوبة أى المسيح.
الايات64-67:- كل الجمهور معا اثنان واربعون الفا وثلاث مئة وستون. فضلا عن عبيدهم وامائهم فهؤلاء كانوا سبعة الاف وثلاث مئة وسبعة وثلاثين ولهم من المغنين والمغنيات مئتان. خيلهم سبع مئة وستة وثلاثون بغالهم مئتان وخمسة واربعون. جمالهم اربع مئة وخمسة وثلاثون حميرهم ستة الاف وسبع مئة وعشرون.
إثنان واربعون الفاً وثلاث مئه وستون =ومجموع الأعداد المذكورة سابقاً 29818 فما سبب هذا الخلاف؟ خصوصاً ان نحميا في الاصحاح السابع ذكر نفس القائمة بنفس المجموع وهو 42360 وإذا جمعنا الاعداد في سفر نحميا نجد رقماً ثالثاً وهو 31089؟ وسبب ذلك:
1- يشتمل هذان الإصحاحان علي اسماء أعيان اليهود الذين عادوا من سبي بابل إلي أوطانهم ومجموع العائدين في كليهما واحد وهو 42360. ولا يُنكر حصول إختلاف جزئي بينهما، وهو أمر طبيعي كان يتوقع حصوله. فعزرا كتب أسماء الذين رغبوا العودة إلي وطنهم وهو مقيم في بابل، أما نحميا فكتب الأسماء التي عادت وهو في اليهودية بعد بناء أسوار أورشليم. فحصل فرق في هذا البيان بسبب المدة الطويلة، فإنه لابد أن مات البعض في هذه الأثناء ومات البعض الآخر أثناء سفرهم، وعدل البعض الآخر عن السفر، فسقطت اسماؤهم من الإصحاح السابع من سفر نحميا.
2- لابد أنه سافر ايضاً غير الذين كتبوا أسماؤهم في بابل (كشف عزرا) وسجلهم نحميا، فزاد كشف نحميا.
امثلة:- (1) لم يرد ذكر مغبيش في قائمة نحميا لكنه ورد في قائمة عزرا(عز 30:2) فمغبيش بعد ان سجل اسمه مع عائلته عدل عن ذلك. وعزرا يورد قائمة من سجلوا اسمائهم في بابل بينما نحميا يورد قائمة من وصلوا فعلاً إلي أورشليم.
(2) بنو عادين عددهم في قائمة عزرا 454 وعددهم في قائمة نحميا 655 لأن الذين سافروا فعلاً كانوا أكثر من الذين سجلوا أسماؤهم.
3- كعادة اليهود في ذلك الوقت إستعمال أكثر من اسم (فيبدو انه كان لهم اسم ولقب وشهرة) مثال (بنو سيعا نح 47:7 هم بنو سيعها عز44:2)
أية 65:- هم ذهبوا للسبي ولا شيء معهم وها هم عادوا ومعهم خيل وجمال وعبيد وذهب وفضة وهذه عطايا الله ومراحمه، فكل من يعود للمسيح بالتوبة لا يعود فارغاً. المغنيين والمغنيات= هم من يغنون في الولائم والحفلات وليس المغنون من اللاويين
أية 68:- تبرعوا = تبرعوا لهيكل الرب لذلك باركهم الرب
أية69:- درهم: قطعة نقود وهذا اول ذكر للنقود المسكوكة في الكتاب المقدس. مناً= اسم عيار لما يوزن به وليس اسم بعض النقود المسكوكة. وهو يساوي 50 شاقلاً.
الآيات 1-7:- ولما استهل الشهر السابع وبنو اسرائيل في مدنهم اجتمع الشعب كرجل واحد الى اورشليم. وقام يشوع بن يوصاداق واخوته الكهنة وزربابل بن شالتئيل واخوته وبنوا مذبح اله اسرائيل ليصعدوا عليه محرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله. واقاموا المذبح في مكانه لانه كان عليهم رعب من شعوب الاراضي واصعدوا عليه محرقات للرب محرقات الصباح والمساء. وحفظوا عيد المظال كما هو مكتوب ومحرقة يوم فيوم بالعدد كالمرسوم امر اليوم بيومه. وبعد ذلك المحرقة الدائمة وللاهلة ولجميع مواسم الرب المقدسة ولكل من تبرع بمتبرع للرب. ابتداوا من اليوم الاول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب وهيكل الرب لم يكن قد تاسس. واعطوا فضة للنحاتين والنجارين وماكلا ومشربا وزيتا للصيدونيين والصوريين لياتوا بخشب ارز من لبنان الى بحر يافا حسب اذن كورش ملك فارس لهم.
الشهر السابع= (يوافق نصف سبتمبر الأخير ونصف أكتوبر الأول). فغالباً هم بدأوا رحلتهم في الربيع. ووقت الرحلة حوالي 3-4 أشهر. وكان الشهر السابع شهر الأعياد الهامة (هتاف البوق/الكفارة/عيد المظال). يشوع= رئيس الكهنة وهو أول رئيس كهنة بعد السبي. ويذكر اسمه هنا قبل زربابل. فالعمل هنا تقديم ذبائح وهو عمل كهنوتي صرف. أما في الآية (8) نجد اسم زربابل مذكوراً قبل يشوع فالعمل هنا هو بناء الهيكل وهو العمل الذي امر به الملك كورش وينفذه الأن زربابل. وأقامو المذبح في مكانه لأنه كان عليهم رعب= حينما شعروا بقوة أعدائهم إحتموا في قوة الله ونحن إذا وجدنا أن لنا أعداء كثيرين فليكن الله صديقاً لنا. " إن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً سهر الحراس" ولنلاحظ أنهم بنوا المذبح قبل بناء السور فالمذبح أهم وهم بنوا المذبح قبل الهيكل ليمارسوا شعائرهم وحفظوا عيد المظال= عيد المظال كان ليذكروا أنهم كانوا غرباء فيحيوا بروح الغربة. ولنلاحظ الآن أن العائدين من بابل (وهم يمثلون التائبين) عليهم أن يبنوا المذبح أولاً (أي عبادة) وان يحيوا بروح الغربة في هذا العالم (عيد المظال). محرقة يوم فيوم بالعدد= كان عيد المظال 7 أيام ثم يوم العيد الكبير وكان لكل يوم عدد معين من الذبائح عد 17، 13:29. وبعد ذلك= من ذلك اليوم فصاعداً كانوا يقدمون الذبائح يومياً وفي رأس كل شهر =الأهلة. ولجميع مواسم الرب= الأعياد المحددة. حسب إذن كورش= كورش لم يتسلط علي لبنان ولكنه أذن للإسرائيليين أن يتفاوضوا معهم للحصول علي الأخشاب.
الآيات 8-13:- وفي السنة الثانية من مجيئهم الى بيت الله الى اورشليم في الشهر الثاني شرع زربابل بن شالتئيل ويشوع بن يوصاداق وبقية اخوتهم الكهنة واللاويين وجميع القادمين من السبي الى اورشليم واقاموا اللاويين من ابن عشرين سنة فما فوق للمناظرة على عمل بيت الرب. ووقف يشوع مع بنيه واخوته قدميئيل وبنيه بني يهوذا معا للمناظرة على عاملي الشغل في بيت الله وبني حيناداد مع بنيهم واخوتهم اللاويين. ولما اسس البانون هيكل الرب اقاموا الكهنة بملابسهم بابواق واللاويين بني اساف بالصنوج لتسبيح الرب على ترتيب داود ملك اسرائيل. وغنوا بالتسبيح والحمد للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته على اسرائيل وكل الشعب هتفوا هتافا عظيما بالتسبيح للرب لاجل تاسيس بيت الرب. وكثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الاباء الشيوخ الذين راوا البيت الاول بكوا بصوت عظيم عند تاسيس هذا البيت امام اعينهم وكثيرون كانوا يرفعون اصواتهم بالهتاف بفرح. ولم يكن الشعب يميز هتاف الفرح من صوت بكاء الشعب لان الشعب كان يهتف هتافا عظيما حتى ان الصوت سمع من بعد.
للمناظرة = عينوا اللاويين كمسئولين عن البناء والإشراف علي العمال. إلي بيت الله = أي المكان المزمع أن يقام عليه بيت الله. حيناداد= لم يذكر في (ص2) فربما اتي من مكان آخر غير بابل أو كان مقيما في إسرائيل ولم يذهب للسبي. وفي (أية10) بملابسهم = كان البناء في الهيكل يتم وسط التسابيح والترانيم والكل بملابسه الكهنوتية والكهنة بأبواقهم. فكان البناء يتم وسط تسابيح الشكر والرجاء حتى يبارك الله العمل ويتممه.
بكوا بصوت عظيم = بين خراب الهيكل بيد البابليين وتجديده الآن حوالى 50 سنة فمن المؤكد أن كبار السن يذكرون الهيكل القديم وحينما رأوا الهيكل الجديد وأنه ليس فخماً مثل الهيكل السابق بكوا على مجدهم القديم الذى ضاع، وعلى يأسهم من أن يبنى هيكل عظيم مثل السابق إلا أن هذا ليس مقبولاً فالله الذى أسس الهيكل السابق قادر أن يعين فى بناء الهيكل الجديد. ونحن ليس من المقبول أن نيأس مهما كان حجم العمل أمامنا ضخماً فالله هو الذى يعين وما علينا إلا أن نبدأ والله يفرح ببداياتنا مهما كانت صغيرة (زك 6:4-10) ويجب أن نفرح ونسبح ونشكر الله على بدايات أعماله معنا فإذا بدأ الله فسيكمل. وإن كان هناك حزن وبكاء فليكن على خطايانا وإذا بكينا على خطايانا يتحول هذا لفرح (مز 5:30).
"عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم" الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج" (مز 6، 5:126).
فكان أولى بهؤلاء الباكين أن يبكوا على خطاياهم التى سببت خراب الهيكل الأول.
الآيات 1-5:- ولما سمع اعداء يهوذا وبنيامين ان بني السبي يبنون هيكلا للرب اله اسرائيل. تقدموا الى زربابل ورؤوس الاباء وقالوا لهم نبني معكم لاننا نظيركم نطلب الهكم وله قد ذبحنا من ايام اسرحدون ملك اشور الذي اصعدنا الى هنا. فقال لهم زربابل ويشوع وبقية رؤوس اباء اسرائيل ليس لكم ولنا ان نبني بيتا لالهنا ولكننا نحن وحدنا نبني للرب اله اسرائيل كما امرنا الملك كورش ملك فارس. وكان شعب الارض يرخون ايدي شعب يهوذا ويذعرونهم عن البناء. واستاجروا ضدهم مشيرين ليبطلوا مشورتهم كل ايام كورش ملك فارس وحتى ملك داريوس ملك فارس.
أعداء يهوذا = هم أهل البلاد السامريين وهؤلاء خليط من الإسرائيليين (الأسباط العشرة) ومن الشعوب الذين أتى بهم ملوك اشور وأسكنوهم فى إسرائيل. وكان هؤلاء من نسل الذين أصعدهم أسر حدون (آية 2) وأسنفر (آية 10) وهؤلاء كان دينهم مزيجاً فيه شىء من تقوى الرب ولكن أكثره أباطيل وثنية ولذلك محا هؤلاء هوية إسرائيل (أش 8:7) والعداوة لشعب الله هى عداوة تقليدية نشأت منذ صارت هناك عداوة بين نسل المرأة ونسل الحية. وإبليس قطعاً سيقاوم بناء الهيكل وسيقاوم أى بناء لجسد المسيح. يهوذا وبنيامين = فهم أغلبية العائدين الذين إستطاعوا معرفة نسبتهم لأبائهم. بنى السبى يبنون هيكلاً = هم صاروا بنى السبى لأنهم أهملوا الهيكل سابقاً. لأننا نظيركم = هم أرادوا الإشتراك ليفسدوا العمل ويعطلوه. وقولهم نظيركم لأنهم يتصورون أنهم يعبدون الله لكن ديانتهم كان فيها القليل من عبادة الله والكثير من العبادة الوثنية. ليس لكم ولنا = رفض اليهود الإتحاد معهم لأنهم عرفوا غايتهم ولكن اليهود لم يستطيعوا بسبب الخوف منهم أن يقولوا السبب الحقيقى للرفض وإكتفوا بقولهم أن الأمر ببناء الهيكل كان من الملك كورش لليهود فقط وليس للآخرين فعليهم أن يلتزموا بالبناء وحدهم. وفى (4) يرخون = إبتدأوا المقاومة فظهرت حقيقة نواياهم وأنهم لا يطلبون الرب ولا بناء بيته. وفى (5) إستأجروا ضدهم مشيرين = فى ديوان الملك وقصره ومن مشيريه. وهؤلاء المشيرين المرتشين إستطاعوا فى أيام قمبيز إبن كورش أن يقنعوه بإصدار أمر بوقف البناء وتوقف فعلاً حتى ملك داريوس.
ملحوظة:-
لو كان هؤلاء يريدون البناء فعلاً مما كانوا دفعوا رشاوى لوقف البناء.
الآيات 6-10:- وفي ملك احشويروش في ابتداء ملكه كتبوا شكوى على سكان يهوذا واورشليم. وفي ايام ارتحششتا كتب بشلام ومثرداث وطبئيل وسائر رفقائهم الى ارتحششتا ملك فارس وكتابة الرسالة مكتوبة بالارامية ومترجمة بالارامية. رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب كتبا رسالة ضد اورشليم الى ارتحششتا الملك هكذا. كتب حينئذ رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب وسائر رفقائهما الدينيين والافرستكيين والطرفليين والافرسيين والاركويين والبابليين والشوشنيين والدهويين والعيلاميين. وسائر الامم الذين سباهم اسنفر العظيم الشريف واسكنهم مدن السامرة وسائر الذين في عبر النهر والى اخره.
فى الآيات 7، 6، 5 اسماء ثلاث ملوك غير كورش:-
آية 7:- أرتحشستا = هو قمبيز الذى نجحت مساعى الأعداء فى إقناعه بأن يصدر مرسوماً بوقف البناء فى الهيكل
آية 5:- داريوس = هو داريوس هستاسب الذى أمر بإعادة البناء (هو ملك بعد أرتحشستا)
آية 6:- أحشويرش = ملك بعد داريوس هستاسب كتبوا شكوى فى أيامه ضد اليهود وواضح أن الآية(6) هى إعتراضية وسط الكلام ووضعها عزرا كمثال آخر لمقاومة الأعداء الدائمة لعمل الله. وغالباً فآية(6) تشير لمحاولة الأعداء لوقف بناء الأسوار ويبدو أنهم نجحوا فى مسعاهم هذاوتوقف بناء الأسوار حتى حصل نحميا على إذن بالبناء من خليفة أحشويرس وهو أرتحشستا لو نجيمانوس.
الآيات 8، 7:- بشلام ومثردات وطبئيل. . . رحوم ورفقائه غالباً كان هناك رسالتان فى أيام أرتحشستا الأولى من بشلام ورفقائه وهذه لم تسجل. والثانية من رحوم ورفقائه (آية 8) وهذه هى المذكورة فى الآيات (11-16) ومعظم الأسماء مثل بشلام ومثردات أسماء أجنبية وليست يهودية. فهم من الأمم الذين سكنوا فى إسرائيل. ورحوم صاحب القضاء = هى تعنى رئيس المراسيم أو حاكم البلاد وشمشاى كاتبه. مكتوب بالأرامية ومترجم بالإرامية = أى بأحرف أرامية وباللغة الأرامية وليست بالفارسية وإبتداء من آية 8 وحتى 18:6 باللغة الأرامية واللغة الأرامية هى لغة الحكومة ولغة التجارة الأجنبية. وهى لغة الترجوم. وعزرا إستخدم الأرامية هنا لأنه يورد رسائل إستحسن أن ينقلها كما كتبت بدون ترجمة.
وفى (9) الدينيين. . . هم قبائل مختلفة من الشعوب التى أصعدها الأشوريون ليعيشوا فى إسرائيل. ولاحظ كثرة الأجناس التى تكون منها شعب السامرة وفى (10) أسنفر = قد يكون هو أشور بانيبال الذى ملك فى أشور سنة 668 – سنة 626 ق. م وكان هذا ملكاً عظيماً وحارب أخاه والى بابل الذى كان قد عصاه وحارب عيلام فلعله الملك الذى نفى بعض البابليين والشوشنيين (سكان شوشن) وأسكنهم مدن السامرة. وقد يكون هو أسر حدون نفسه أو قائداً أنابوه لهذه العملية:-
فى عبر النهر = أى ما غرب نهر الفرات. ولاحظ كثرة أعداء شعب الله. وإلى آخره = أصل العبارة فى لغتها الأصلية تعنى " فلتدم لكم الصحة والسلام كما أنتم الآن "
الآيات 11-16:- هذه صورة الرسالة التي ارسلوها اليه الى ارتحششتا الملك عبيدك القوم الذين في عبر النهر الى اخره. ليعلم الملك ان اليهود الذين صعدوا من عندك الينا قد اتوا الى اورشليم ويبنون المدينة العاصية الردية وقد اكملوا اسوارها ورمموا اسسها. ليكن الان معلوما لدى الملك انه اذا بنيت هذه المدينة واكملت اسوارها لا يؤدون جزية ولا خراجا ولا خفارة فاخيرا تضر الملوك. والان بما اننا ناكل ملح دار الملك ولا يليق بنا ان نرى ضرر الملك لذلك ارسلنا فاعلمنا الملك. لكي يفتش في سفر اخبار ابائك فتجد في سفر الاخبار وتعلم ان هذه المدينة مدينة عاصية ومضرة للملوك والبلاد وقد عملوا عصيانا في وسطها منذ الايام القديمة لذلك اخربت هذه المدينة. ونحن نعلم الملك انه اذا بنيت هذه المدينة واكملت اسوارها لا يكون لك عند ذلك نصيب في عبر النهر.
اليهود = أطلق هذا الإسم أولاً على أهل المملكة الجنوبية أى يهوذا وبنيامين. وبعد العودة من السبى صار إسماً لكل اليهود من كل الأسباط اليهود الذين صعدوا من عندك = أى الذين عادوا من السبى. العاصمة الردية = إشارة إلى تاريخ أورشليم التى عصت ملوك أشور وبابل قديماً ولاحظ أن أعداء اليهود فى رسالتهم يهولون الأمور ويبالغون حتى يثيروا الملك ضدهم، فالفرس إشتهروا بأنهم مولعين بتحصيل الضرائب والجزية ليصرفوا منها على جيوشهم الجرارة ونجد هنا أن أعداء اليهود يصورون للملك أن اليهود يبنون الأسوار ليمتنعوا عن دفع الجزية بينما هم يبنون الهيكل الآن وليس الأسوار. ولكن لا مانع للأعداء من ترديد الأكاذيب ضد شعب الله. وإثارة الملوك ضد الكنيسة وضد شعب الله هى حيلة دائمة. وقد فعل اليهود ذلك ضد المسيح حين إتهموه بأنه عدو لقيصر. جزية = ما يدفع للملك. خراج = الرسوم على التجارة وغلة الأرض للإنفاق على المحاكم المحلية. خفارة = الرسوم على عابرى الطرق لأجل إصلاحها ودفع مرتبات رجال أمن الطرق. لاحظ الكذب ففى آية(12) يقولون أكملوا أسوارها وفى آية(16) إذا. . . . أكملت أسوارها. نأكل ملح دار الملك = أى كانوا فى خدمة الملك ولهم مرتبات منه فلا يليق بهم أن يروا ضرر الملك وهكذا حاولوا أن يستروا غايتهم الحقيقية. ونلاحظ أن من يأكل ملح دار الملك يجد نفسه ملزماً بهذا فكم وكم نحن الذين أخذنا كل خيراتنا من الله يكون مجد الله هو هدفنا.
سفر الأخبار = سجلات الحكومة. للملوك والبلاد = أى الملوك وغيرهم من حكام البلاد الذين كانوا تحت سلطة الملك أرتحشستا. منذ الأيام القديمة = إشارة لتمرد صدقيا على نبوخذ نصر
لا يكون لك عند ذلك نصيب فى عبر النهر= هذا مكر الحية فمتى لو فُرِض أن اليهود بنوا أسوار أورشليم فهل يمنع هذا كل البلاد غرب نهر الفرات من دفع الجزية، هذا لن يتم إلا بتكوين دولة يهودية كبيرة تسيطر على كل ما فى غرب النهر وهذا هو التهويل لإثارة الملك.
الآيات 17-22:- فارسل الملك جوابا الى رحوم صاحب القضاء وشمشاي الكاتب وسائر رفقائهما الساكنين في السامرة وباقي الذين في عبر النهر سلام الى اخره. الرسالة التي ارسلتموها الينا قد قرئت بوضوح امامي. وقد خرج من عندي امر ففتشوا ووجد ان هذه المدينة منذ الايام القديمة تقوم على الملوك وقد جرى فيها تمرد وعصيان. وقد كان ملوك مقتدرون على اورشليم وتسلطوا على جميع عبر النهر وقد اعطوا جزية وخراجا وخفارة. فالان اخرجوا امرا بتوقيف اولئك الرجال فلا تبنى هذه المدينة حتى يصدر مني امر. فاحذروا من ان تقصروا عن عمل ذلك لماذا يكثر الضرر لخسارة الملوك.
حتى يصدر منى أمر = إذا هو لم يغلق الباب نهائياً فجاء من بعده وأعطى الأمر وهذه هى يد الله.
الآيات 23-24:- حينئذ لما قرئت رسالة ارتحششتا الملك امام رحوم وشمشاي الكاتب ورفقائهما ذهبوا بسرعة الى اورشليم الى اليهود واوقفوهم بذراع وقوة. حينئذ توقف عمل بيت الله الذي في اورشليم وكان متوقفا الى السنة الثانية من ملك داريوس ملك فارس.
بذراع وقوة = الشيطان يقف بكل قوته لمنع العمل.
سؤال :- لماذا توقف البناء هل هذا يرجع لقوة المقاومة؟ لا بل لتراخى من يبنى فهم لم يصلوا ولا صاموا وظلوا فى حالة تراخى إلى أن قام حجى النبى وكلمهم بعنف.
الآيات 1-7:- فتنبا النبيان حجي النبي وزكريا ابن عدو لليهود الذين في يهوذا واورشليم باسم اله اسرائيل عليهم. حينئذ قام زربابل بن شالتئيل ويشوع بن يوصاداق وشرعا ببنيان بيت الله الذي في اورشليم ومعهما انبياء الله يساعدونهما. في ذلك الزمان جاء اليهم تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما وقالوا لهم هكذا من امركم ان تبنوا هذا البيت وتكملوا هذا السور. حينئذ اخبرناهم على هذا المنوال ما هي اسماء الرجال الذين يبنون هذا البناء. وكانت على شيوخ اليهود عين الههم فلم يوقفوهم حتى وصل الامر الى داريوس وحينئذ جاوبوا برسالة عن هذا. صورة الرسالة التي ارسلها تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما الافرسكيين الذين في عبر النهر الى داريوس الملك. ارسلوا اليه رسالة وكان مكتوبا فيها هكذا لداريوس الملك كل سلام.
فتنبأ النبيان = رأينا فى الأيات الأخيرة من الإصحاح السابق أن الشيطان يقف بكل قوة ضد البناء، بل لقد نجح فى أن يوقف العمل فهل للشيطان قوة أن يوقف عملاً لله؟! قطعاً لا يوجد للشيطان سلطان أن يوقف عمل الله إن لم نعطه نحن فرصة لذلك. وبالرجوع لنبوة حجى النبى المذكور هنا نجد أن الشعب هو الذى أهمل بناء بيت الرب وإهتم كل واحد ببناء بيته الخاص بل بتغشية هذه البيوت أى الإهتمام بزينتها إهتماماً مبالغاً فيه (حج 3:1) فالمنع الخارجى من الملك أرتحشستا لم يكن لهُ أن يوقف البناء إن لم يكن هنا تكاسل وإهمال من الشعب وحينئذ توافق الهجوم الخارجى مع التكاسل الداخلى. ومع هذا فلم يترك الله الحال كما هو عليه بل أرسل نبيين ليتنبأ بقوة = بإسم إله إسرائيل عليهم. فروح الله ينبه للعمل " لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحى قال رب الجنود زك 6:4" فالنبيين كان لهما سلطة وقوة من روح الله لأن غرضهم كان مجد إسم الله. لذلك كان لكلامهم تأثير قوى فى تشديد الأيادى المتراخية وعاد العمل للهيكل بقيادة زربابل ويشوع ونلاحظ وظائف المهتمين بالبناء:
1- أنبياء... حجى وزكريا.
2- والى (ملك)... زربابل إبن داود.
3- رئيس كهنة... يشوع.
أو ليست هذه وظائف المسيح بانى الهيكل الحقيقى أى جسده وهو الأعظم من هيكل سليمان أو هيكل زربابل.
(حج 9:2) ولاحظ أن موضوع نبوة حجى هو التوبيخ على إهمال بيت الرب والتشجيع على إعادة العمل. ولقد إستجاب زربابل ويشوع فعلاً.
تتناى = كان والياً على سورية وكيليكية وصحراء العرب والسامرة. وكان زربابل يتبعه فيهوذا كانت مقاطعة من ولاية عبر النهر (أى ما غرب الفرات) شتربوزناى = لعله كاتب الوالى. من أمركم = نستنتج أن اهل البلاد كانوا قد قدموا شكوى على اليهود وجاء الوالى ليفحص الأمر. ما هى أسماء الرجال = من المؤكد أن هذا رد على سؤال الوالى الذى يسأل عن أسماء المسئولين عن العمل ليرسل تقريراً للملك. عين الههم = " إذا كانت عين الله علينا فممن نخاف" فحين يرض الله عن طريق إنسان يحيطه بعنايته ورعايته وهو قادر أن يحيل قلوب الحكام غير المؤمنين ليعملوا ما يوافق مقاصده. حينئذ جاوبوا = أى تتناى ورفقاؤه جاوبوا اليهود بعدما وصل لهم امر الملك. الإفرسكيين = أصل الكلمة غير مفهوم تماماً لكن يجوز ترجمة الكلمة بالحكام. وبحق كانت رسالة الوالى تتناى منصفة فهو حقق فى الشكاوى التى وصلته ولم ينحاز ضد اليهود بل هو لم يذكر أمر أرتحشستا بوقف البناء.
الآيات 8-17:- ليكن معلوما لدى الملك اننا ذهبنا الى بلاد يهوذا الى بيت الاله العظيم واذا به يبنى بحجارة عظيمة ويوضع خشب في الحيطان وهذا العمل يعمل بسرعة وينجح في ايديهم. حينئذ سالنا اولئك الشيوخ وقلنا لهم هكذا من امركم ببناء هذا البيت وتكميل هذه الاسوار. وسالناهم ايضا عن اسمائهم لنعلمك وكتبنا اسماء الرجال رؤوسهم. وبمثل هذا الجواب جاوبوا قائلين نحن عبيد اله السماء والارض ونبني هذا البيت الذي بني قبل هذه السنين الكثيرة وقد بناه ملك عظيم لاسرائيل واكمله. ولكن بعد ان اسخط اباؤنا اله السماء دفعهم ليد نبوخذنصر ملك بابل الكلداني الذي هدم هذا البيت وسبى الشعب الى بابل. على انه في السنة الاولى لكورش ملك بابل اصدر كورش الملك امرا ببناء بيت الله هذا. حتى ان انية بيت الله هذا التي من ذهب وفضة التي اخرجها نبوخذنصر من الهيكل الذي في اورشليم واتى بها الى الهيكل الذي في بابل اخرجها كورش الملك من الهيكل الذي في بابل واعطيت لواحد اسمه شيشبصر الذي جعله واليا. وقال له خذ هذه الانية واذهب واحملها الى الهيكل الذي في اورشليم وليبن بيت الله في مكانه. حينئذ جاء شيشبصر هذا ووضع اساس بيت الله الذي في اورشليم ومن ذلك الوقت الى الان يبنى ولما يكمل. والان اذا حسن عند الملك فليفتش في بيت خزائن الملك الذي هو هناك في بابل هل كان قد صدر امر من كورش الملك ببناء بيت الله هذا في اورشليم وليرسل الملك الينا مراده في ذلك.
بيت الإله العظيم = إن تتناى لم يعرف الإله الحقيقى ولكن يد الله كانت عليه فشعر بخوف ورهبة من الله. ولأنه خاف هذا الإله لم يجرؤ أن يوقف العمل وسأل الملك هل يوقف العمل أم لا، أى هو ترك المسئولية للملك. ولأن تتناى هذا كان يعبد الأوثان فهو قال الإله العظيم لأن فى نظره هناك آلهة كثيرة. ونلاحظ أن الله أوقع رعبه على الوالى لأن الشعب بدأ يعمل ويهتم فلم يكن هناك سلطان للشيطان أن يوقف العمل ولذلك مهما كان حجم الصعوبات فهى تصغر وتصغر أمام عمل يد الله ولكن الله لا يتدخل مع زربابل والشعب إن لم يتحرك زربابل والشعب (زك 7:4) وحتى لو كانت المشاكل التى يثيرها الأعداء مثل الجبل تصير سهلة حينما يتدخل الله. بنى قبل هذه السنين = هيكل سليمان بُنى قبل داريوس بحوالى 500 سنة بعد أن أسخط = أى أن الله دفع الشعب ليد نبوخذ نصر لأنهم أسخطوه بأفعالهم الشريرة. إذاً ليس أن آلهة بابل قد إنتصروا على الله بل أن الله أسلم شعبه ليد ملك بابل ليؤدب الله شعبه.
كورش ملك بابل = هو ملك فارس وبابل تتبعه بعد أن سقطت فى يده. الهيكل الذى فى بابل = هيكل وثنى وضع فيه نبوخذ نصر الآنية التى أخذها من هيكل الرب. شيشبصر = هو زربابل. من ذلك الوقت إلى الآن يبنى = العمل سبق وأن توقف (24:4) والآن هم يكملون، أى أن التوقف كان لفترة فقط.
الآيات 1-5:- حينئذ امر داريوس الملك ففتشوا في بيت الاسفار حيث كانت الخزائن موضوعة في بابل. فوجد في احمثا في القصر الذي في بلاد مادي درج مكتوب فيه هكذا تذكار. في السنة الاولى لكورش الملك امر كورش الملك من جهة بيت الله في اورشليم ليبن البيت المكان الذي يذبحون فيه ذبائح ولتوضع اسسه ارتفاعه ستون ذراعا وعرضه ستون ذراعا. بثلاثة صفوف من حجارة عظيمة وصف من خشب جديد ولتعط النفقة من بيت الملك. وايضا انية بيت الله التي من ذهب وفضة التي اخرجها نبوخذنصر من الهيكل الذي في اورشليم واتى بها الى بابل فلترد وترجع الى الهيكل الذي في اورشليم الى مكانها وتوضع في بيت الله.
بيت الأسفار = بيت الكتب حيث تحفظ الوثائق الهامة. أحمثا = مصيف الملوك ويظهر أن الكتابات الهامة القديمة (فهى من أيام كورش) قد نقلت إلى هناك وهناك إحتمال آخر أن مشيرو الملك الذين تم رشوتهم (5:4) أخفوا الدليل (أمر كورش) فى هذا المكان والله أراد كشفه الآن ليتم البناء دَرج = كانوا قديماً يكتبون على قطعة من نسيج الكتان أو الرقوق عند كل من طرفيها قضيب خشب يلف الدرج عليه.
إرتفاعه ستون ذراعاً = إرتفاع القدس وقدس الأقداس على التوالى (20، 30 ذراع) وكون أن الملك يعطى تصريح بأن يكون الإرتفاع ستون ذراعاً فهذا لا يعنى أنه يتدخل فى إرتفاع القدس او قدس الأقداس بل أقصى إرتفاع للمبانى الملحقة بالهيكل بثلاث صفوف من حجارة عظيمة = هذه إشارة لطريقة بناء الحوائط وبناء الغرفات عليها.
الآيات 6-12:- والان يا تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاءكما الافرسكيين الذين في عبر النهر ابتعدوا من هناك. اتركوا عمل بيت الله هذا اما والي اليهود وشيوخ اليهود فليبنوا بيت الله هذا في مكانه. وقد صدر مني امر بما تعملون مع شيوخ اليهود هؤلاء في بناء بيت الله هذا فمن مال الملك من جزية عبر النهر تعط النفقة عاجلا لهؤلاء الرجال حتى لا يبطلوا. وما يحتاجون اليه من الثيران والكباش والخراف محرقة لاله السماء وحنطة وملح وخمر وزيت حسب قول الكهنة الذين في اورشليم لتعط لهم يوما فيوما حتى لا يهداوا. عن تقريب روائح سرور لاله السماء والصلاة لاجل حياة الملك وبنيه. وقد صدر مني امر ان كل انسان يغير هذا الكلام تسحب خشبة من بيته ويعلق مصلوبا عليها ويجعل بيته مزبلة من اجل هذا. والله الذي اسكن اسمه هناك يهلك كل ملك وشعب يمد يده لتغيير او لهدم بيت الله هذا الذي في اورشليم انا داريوس قد امرت فليفعل عاجلا.
حقاً فقلب الملك فى يد الله وها نحن نجد الملك يصدر أمراً للوالى بأن يكمل بناء الهيكل. ويظهر من لغة الكلام أن الملك كان يميل لليهود فديانة الفرس تعتقد بوجود إله واحد وهم (ومنهم هذا الملك غالباً) لا يميلون لعبادة الأصنام (ونلاحظ وجود مذاهب متعددة فكان كورش يمجد آلهة بابل، ولكن هناك ملوك مثل هذا الملك كانوا يؤمنون بمبدأ الإله الواحد فتوافقوا فى هذا مع اليهود). الصلاة لأجل حياة الملك = من هذا يتضح أن الملك مقتنع بقوة صلاة شعب الله عنه، ألم نسمع أن عين الله كانت على شعبه فهل بعد هذا يمكن ان نخاف من أى أعداء للكنيسة. هنا نرى الله يوقف عمل الشيطان متى أراد إذا كان هناك أناس مخلصين يعملون بجد. لقد هاج الشيطان وأوقف العمل ولكن العمل عاد ومعه بركات أكثر من الأول.
الايات 13-15:- حينئذ تتناي والي عبر النهر وشتر بوزناي ورفقاؤهما عملوا عاجلا حسبما ارسل داريوس الملك. وكان شيوخ اليهود يبنون وينجحون حسب نبوة حجي النبي وزكريا ابن عدو فبنوا واكملوا حسب امر اله اسرائيل وامر كورش وداريوس وارتحششتا ملك فارس. وكمل هذا البيت في اليوم الثالث من شهر اذار في السنة السادسة من ملك داريوس الملك.
عملوا عاجلاً = هم خافوا من امر الملك. ولكن نفهم أن روح الله يحرك الجميع أكملوا حسب أمر إله إسرائيل = الله أمر أولاً وإستجاب لهُ الملك. والملك أمر وإستجاب لهُ الولاة. لكن الذى بدأ هو الله وهو أيضاً الذى أمال قلوب الشعب ليعملوا ويبنوا
كورش وداريوس وأرتحشستا = كورش وداريوس هستاسبس أصدروا أوامر بالبناء اما أرتحشستا (قمبيز) فأصدر أمراً بوقف البناء ولكن البناء إستمر شهوراً فى عهده حتى صدر الأمر بالتوقف. او يكون أرتحشستا هو لونجيمانوس ويكون ذكره هنا لتكريمه لأنه هو الذى أصدر أمراً ببناء السور.
الآيات 16-18:- وبنو اسرائيل الكهنة واللاويون وباقي بني السبي دشنوا بيت الله هذا بفرح. وقربوا تدشينا لبيت الله هذا مئة ثور ومئتي كبش واربع مئة خروف واثني عشر تيس معزى ذبيحة خطية عن جميع اسرائيل حسب عدد اسباط اسرائيل. واقاموا الكهنة في فرقهم واللاويين في اقسامهم على خدمة الله التي في اورشليم كما هو مكتوب في سفر موسى.
إثنى عشر تيساً = العدد 12 يدل على وجود أعداد من كل الأسباط وأنهم عادوا للإتحاد فالتأديب أعادهم كشعب واحد. ولذلك فى آية (16) قال وبنو إسرائيل فهنا عزرا يرى أن الشعب شعب واحد والكهنة واللاويين هم للجميع.
الآيات 19-22:- وعمل بنو السبي الفصح في الرابع عشر من الشهر الاول. لان الكهنة واللاويين تطهروا جميعا كانوا كلهم طاهرين وذبحوا الفصح لجميع بني السبي ولاخوتهم الكهنة ولانفسهم. واكله بنو اسرائيل الراجعون من السبي مع جميع الذين انفصلوا اليهم من رجاسة امم الارض ليطلبوا الرب اله اسرائيل. وعملوا عيد الفطير سبعة ايام بفرح لان الرب فرحهم وحول قلب ملك اشور نحوهم لتقوية ايديهم في عمل بيت الله اله اسرائيل
لا يذكر العهد القديم إلا خمسة أعياد للفصح
1- عند جبل سيناء (عد 5:9)
2- فى الجلجال (يش 10:5)
3- فى زمان حزقيا
4- فى زمان يوشيا
5- والآن فى زمان زربابل.
وكل من هذه الأعياد الخمسة دل على إصلاح العبادة وتجديد العهد بين الله وشعبه. ونلاحظ قولهُ بفرح آية (22) فالفرح يصاحب تجديد العهد مع الله بالتوبة. ونحن لا نفرح سوى بذبيحة الصليب فصحنا الحقيقى. وفى (20) لإخوتهم الكهنة ولأنفسهم = ذبح اللاويون الفصح للكهنة ولأنفسهم ليتفرغ الكهنة لخدمتهم الأخرى. الذين إنفصلوا إليهم = هم إما1- الراجعون من السبى أو 2- الإسرائيليون الذين بقوا فى البلاد زمان السبى وإنفصلوا عن رجاسات أمم الأرض 3- ربما كانوا من السامريين أو الونيين الذين تابوا وإنفصلوا عن آلهتهم وتهودوا. ملك أشور = كان داريوس ملك فارس وأشور تتبعه فيجوز تسميته ملك أشور كما أسماه من قبل ملك بابل. وهو يسميه ملك أشور هنا حتى يذكر القارىء بأن ما بدأه ملك أشور السابق بتشتيت الشعب أنهاه ملك فارس هذا وها هم يجتمعون ثانية وهذا ما يفرحهم. ويفرحهم أيضاً أن الله أمال قلب ملك فارس نحوهم وأن الله قواهم فى بناء البيت.
الآيات 1-5:- وبعد هذه الامور في ملك ارتحشستا ملك فارس عزرا بن سرايا بن عزريا بن حلقيا. بن شلوم بن صادوق بن اخيطوب. بن امريا بن عزريا بن مرايوث. بن زرحيا بن عزي بن بقي. بن ابيشوع بن فينحاس بن العازار بن هرون الكاهن الراس.
بعد هذه الأمور = يبدأ السفر هنا فى حقبة جديدة فالإصحاحات الستة الأولى تمت فى عهد داريوس هستاسب وارتحشستا وكورش. فإذن كورش ببناء الهيكل كان سنة 536 ق. م وإنتهى بناء الهيكل فى أيام داريوس هستاسب سنة 515 ق. م والان نجد عزرا وقد صعد من بابل إلى أورشليم وكان ذلك سنة 458 أى قد مر على بناء الهيكل حوالى 67 سنة فقوله بعد هذه الأمور أى بعد امور بناء الهيكل والمقاومة التى تعرضوا لها. ونلاحظ أن بين نهاية أحداث ص (6) وبداية إصحاح (7) حوالى 67 سنة
عزرا بن سرايا = أى تسلسل من سرايا الذى كان رئيس كهنة وقتله نبوخذ نصر فى ربلة. (2 مل 18:25-21) ولم يكن عزرا هو رئيس الكهنة بل يشوع بن يوصاداق بن سرايا البكر. وعزرا لم يكن من نسل يوصاداق. والأسماء المذكورة هنا هى بعض الأسماء وليست كلها فهو أراد إثبات نسبه الكهنوتى فقط وهذا مهم جداً ليقوم بوظيفته ككاهن.
الآيات 6-10:- عزرا هذا صعد من بابل وهو كاتب ماهر في شريعة موسى التي اعطاها الرب اله اسرائيل واعطاه الملك حسب يد الرب الهه عليه كل سؤله. وصعد معه من بني اسرائيل والكهنة واللاويين والمغنيين والبوابين والنثينيم الى اورشليم في السنة السابعة لارتحشستا الملك. وجاء الى اورشليم في الشهر الخامس في السنة السابعة للملك. لانه في الشهر الاول ابتدا يصعد من بابل وفي اول الشهر الخامس جاء الى اورشليم حسب يد الله الصالحة عليه. لان عزرا هيا قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وليعلم اسرائيل فريضة وقضاء.
يقال أن عزرا كان يشغل وظيفة فى البلاط الفارسى كمسئول عن شئون اليهود كل سؤله = أى أن يتعين ويتفوض كما هو مرسوم بالتفصيل فى مكتوب الملك. حسب يد الرب إلهه عليه = فى يد الله هى التى تساعد وتحمى وتقود. (مرسوم الملك فى الآيات 12-26).
الآيات 11-23:- وهذه صورة الرسالة التي اعطاها الملك ارتحشستا لعزرا الكاهن الكاتب كاتب كلام وصايا الرب وفرائضه على اسرائيل- من ارتحشستا ملك الملوك الى عزرا الكاهن كاتب شريعة اله السماء الكامل الى اخره. قد صدر مني امر ان كل من اراد في ملكي من شعب اسرائيل وكهنته واللاويين ان يرجع الى اورشليم معك فليرجع. من اجل انك مرسل من قبل الملك ومشيريه السبعة لاجل السؤال عن يهوذا واورشليم حسب شريعة الهك التي بيدك ولحمل فضة وذهب تبرع به الملك ومشيروه لاله اسرائيل الذي في اورشليم مسكنه. وكل الفضة والذهب التي تجد في كل بلاد بابل مع تبرعات الشعب والكهنة المتبرعين لبيت الههم الذي في اورشليم. لكي تشتري عاجلا بهذه الفضة ثيرانا وكباشا وخرافا وتقدماتها وسكائبها وتقربها على المذبح الذي في بيت الهكم الذي في اورشليم. ومهما حسن عندك وعند اخوتك ان تعملوه بباقي الفضة والذهب فحسب ارادة الهكم تعملونه. والانية التي تعطى لك لاجل خدمة بيت الهك فسلمها امام اله اورشليم. وباقي احتياج بيت الهك الذي يتفق لك ان تعطيه فاعطه من بيت خزائن الملك. ومني انا ارتحشستا الملك صدر امر الى كل الخزنة الذين في عبر النهر ان كل ما يطلبه منكم عزرا الكاهن كاتب شريعة اله السماء فليعمل بسرعة. الى مئة وزنة من الفضة ومئة كر من الحنطة ومئة بث من الخمر ومئة بث من الزيت والملح من دون تقييد. كل ما امر به اله السماء فليعمل باجتهاد لبيت اله السماء لانه لماذا يكون غضب على ملك الملك وبنيه.
ومشيريه السبع = هو مجلس شورى الملك. والعدد 7 يعتبر عند الأمم كما كان عند اليهود.
والسبع المشيرون كانوا رؤساء بيوت فى مملكة فارس. لأجل السؤال = عن احوال اليهود الروحية والأدبية. ويظهر من مضمون الرسالة أن عزرا كان مفوضاً فى العمل وليس فى السؤال فقط، وعمله كان إقرار الشريعة وكان له سلطة أن يعاقب المخالف. ولحمل فضة وذهب تبرع به الملك = من عجب أن ملوك يهوذا أفقروا الهيكل وملوك فارس الوثنيين تبرعوا للهيكل (أش 23:49) + (أش 4:60-16). تبرعات الشعب = كانت هناك تبرعات من الملك ومشيريه ومن الشعب البابلى الذى احب اليهود من عشرتهم ومن اليهود الذين فضلوا البقاء فى بابل. وهذه التبرعات لشراء حيوانات للتقدمة ولشراء السكائب وللصرف على باقى اوجه الخدمة. = مهما حسن عندك. الآنية التى تعطى لك = ليست هذه الانية من آنية بيت الرب التى أخذها نبوخذ نصر من هيكل أورشليم سابقاً. بل هى أوانى هدية وتبرعات من الملك ومشيروه ورؤساءه ومن كل الشعب (شعب بابل وشعب إسرائيل) إله أورشليم = إختصار القول إله إسرائيل الذى فى أورشليم مسكنه. 100كرحنطة = 150. 000 كيلو جرام. 100 بث خمر = 3500 لتر تقريباً.
لماذا يكون غضب = هذه هى يد الله فنجد الملك هنا خائفاً من أن يغضبه.
الآيات 24-26:- ونعلمكم ان جميع الكهنة واللاويين والمغنين والبوابين والنثينيم وخدام بيت الله هذا لا يؤذن ان يلقى عليهم جزية او خراج او خفارة. اما انت يا عزرا فحسب حكمة الهك التي بيدك ضع حكاما وقضاة يقضون لجميع الشعب الذي في عبر النهر من جميع من يعرف شرائع الهك والذين لا يعرفون فعلموهم. و كل من لا يعمل شريعة الهك وشريعة الملك فليقض عليه عاجلا اما بالموت او بالنفي او بغرامة المال او بالحبس.
حكمة إلهك = شريعة إلهك التى فى يدك وعلى عزرا أن يجرى هذه الشريعة بالحكمة لا بالقسوة.
جميع من يعرف شرائع إلهك = كانت سلطة عزرا على شعب اليهود فقط الذين يدينون بشريعة موسى. لذلك نفهم ان عزرا كان مسئولاً دينياً ولكن كان هناك والٍ من قبل ملك فارس للأمور المدنية. اما عزرا فكان له الإختصاص فى الأمور الروحية فقط. وهدفه التعليم للشعب وإصلاح أمورهم الروحية.
الآيات 28، 27 :- مبارك الرب اله ابائنا الذي جعل مثل هذا في قلب الملك لاجل تزيين بيت الرب الذي في اورشليم. وقد بسط علي رحمة امام الملك ومشيريه وامام جميع رؤساء الملك المقتدرين واما انا فقد تشددت حسب يد الرب الهي علي وجمعت من اسرائيل رؤساء ليصعدوا معي.
كان ما سبق باللغة الأرامية وعاد الكلام هنا ليكون بالعبرانية فعزرا هنا يشكر الله ويسبحه على عمله العجيب.
عزرا فى إصحاحى 8، 7 يذكر " يد الله " 6 مرات فهو ينسب كل العمل ليد الله وليس لنفسه.
الآيات 1-14:- وهؤلاء هم رؤوس ابائهم ونسبة الذين صعدوا معي في ملك ارتحشستا الملك من بابل. من بني فينحاس جرشوم من بني ايثامار دانيال من بني داود حطوش. من بني شكنيا من بني فرعوش زكريا وانتسب معه من الذكور مئة وخمسون. من بني فحث مواب اليهوعيناي بن زرحيا ومعه مئتان من الذكور. من بني شكنيا ابن يحزيئيل ومعه ثلاث مئة من الذكور. من بني عادين عابد بن يوناثان ومعه خمسون من الذكور. من بني عيلام يشعيا بن عثليا ومعه سبعون من الذكور. ومن بني شفطيا زبديا بن ميخائيل ومعه ثمانون من الذكور. من بني يواب عوبديا بن يحيئيل ومعه مئتان وثمانية عشر من الذكور. ومن بني شلوميث ابن يوشفيا ومعه مئة وستون من الذكور. ومن بني باباي زكريا بن باباي ومعه ثمانية وعشرون من الذكور. ومن بني عزجد يوحانان بن هقاطان ومعه مئة وعشرة من الذكور. ومن بني ادونيقام الاخرين وهذه اسماؤهم اليفلط ويعيئيل وشمعيا ومعهم ستون من الذكور. ومن بني بغواي عوتاي وزبود ومعهما سبعون من الذكور.
نجد هنا قائمة الذين صعدوا مع عزرا. هذه هى القائمة الثانية وهى تختلف عن قائمة (صفحة 2) والفارق بينهما 78 سنة. فالمجموعة الأولى صعدت مع زربابل ويشوع سنة 536 ق. م وهذه القائمة (أصحاب الساعة الحادية عشرة) صعدت مع عزرا سنة 458 وحتى أصحاب الساعة الحادية عشر فهم مقبولون ولهم نصيب فى أورشليم السماوية. ونجد أن عزرا قد ذكر أسماء الكهنة اولاً (جرشوم من بنى فينحاس بن هارون + دانيال من بنى إيثامار) وفينحاس هو إبن العازار إبن هارون. ثم يضع الذين من بيت داود الملك. من بنى داود حطوش. من بنى شكنيا من بنى فرعوش زكريا = هذه تفهم إما :-
1- حطوش من بنى داود. وزكريا هو من بنى فرعوش، وفرعوش هو من بنى شكنيا
2- من بنى داود حطوش من بنى شكنيا. ثم ذكر ياهو من بنى فرعوش. وما يؤيد هذا الرأى(1 أى22:3) أن بنوا شكنيا شمعى وبنوا شمعى حطوش. إذاً شكنيا من بيت داود ثم من آية (3) –آية(14) أسماء الذكور من بنى إسرائيل الذين صعدوا مع عزرا. وشكنيا فى آية (5)غير شكنيا فى آية(3). وفى آية (13) بنو أدونيقام الآخرين = معنى هذا غالباً أن العدد الأكبر من أبناء أدونيقام صعد مع زربابل فى الصعود الأول والعدد الثانى أو الأقل صعدوا الآن مع عزرا. وكان المتبقى من بيت ادونيقام ستون من الذكور فى ثلاثة بيوت وهم اليفلط ويعيئيل وشمعيا.
الآيات 15-23 فجمعتهم الى النهر الجاري الى اهوا ونزلنا هناك ثلاثة ايام وتاملت الشعب والكهنة ولكنني لم اجد احدا من اللاويين هناك. فارسلت الى اليعزر واريئيل وشمعيا والناثان وياريب والناثان وناثان وزكريا ومشلام الرؤوس والى يوياريب والناثان الفهيمين. وارسلتهم الى ادو الراس في المكان المسمى كسفيا وجعلت في افواههم كلاما يكلمون به ادو واخوته النثينيم في المكان كسفيا لياتوا الينا بخدام لبيت الهنا. فاتوا الينا حسب يد الله الصالحة علينا برجل فطن من بني محلي بن لاوي بن اسرائيل وشربيا وبنيه واخوته ثمانية عشر. وحشبيا ومعه يشعيا من بني مراري واخوته وبنوهم عشرون. ومن النثينيم الذين جعلهم داود مع الرؤساء لخدمة اللاويين من النثينيم مئتين وعشرين الجميع تعينوا باسمائهم. وناديت هناك بصوم على نهر اهوا لكي نتذلل امام الهنا لنطلب منه طريقا مستقيمة لنا ولاطفالنا ولكل ما لنا. لاني خجلت من ان اطلب من الملك جيشا وفرسانا لينجدونا على العدو في الطريق لاننا كلمنا الملك قائلين ان يد الهنا على كل طالبيه للخير وصولته وغضبه على كل من يتركه. فصمنا وطلبنا ذلك من الهنا فاستجاب لنا.
اهوا = إسم مكان وإسم النهر الجارى إليه أيضاً. والأرجح انه قناة من قنوات بابل أو هو رافد من روافد نهر الفرات. وغالباً كان هناك تجمع لليهود، أو منطقة سكنية لليهود. إجتمع فيها كل المجموعة التى ستصعد مع عزرا إلى أورشليم لمدة 3 أيام إستعداداً للسفر. لم أجد أحداً من اللاويين = فى الصعود الأول مع زربابل كان عدد اللاويين قليلاً وهنا لا نجد أحداً منهم وغالباً السبب أنهم حصلوا على أعمال ومناصب فى بابل وإستصغروا وظيفتهم فى الهيكل فلم يريدوا العودة. الفهيمين = غالباً كانا معلمين فتميزا عن الباقين. إدو الرأس غالباً كان إدو رئيس مدرسة اللاويين والنثينيم فى كسفيا. كسفيا = وهناك رأيان
1- كلمة كسفيا تشير للفضة. فقيل أن هؤلاء اللاويين كانوا يعملون فى مناجم الفضة التى فى مقاطعة ميديا.
2- هناك من اخذ بالتفسير الرمزى فقالوا أن كسفيا هى مدرسة لللاويين بقيادة أدو وفيها يعلمون كلمة الله التى هى كالفضة. ورئيس هذه المدرسة هو أدو. الذى أرسل إليه عزرا ليرسل لهُ بعض من اللاويين ليكونوا خداماً فى الهيكل. ولاحظ أن مجموعة اللاويين تحركوا إلى أورشليم بعد أن تلقوا دفعة من عزرا ومن أدو وهناك كثيرين يحتاجون لدفعة للسير فى طريق الله فهم يريدون الله لكنهم متثاقلون. برجل فطن = هو من بنى محلى ولكن إسمه غير وارد وهذه لها عدة تفسيرات:
1- أن الفظة العبرانية المترجمة رجل فطن هى إسم علم وهى " أشكيل " فيكون هذا إسمه
2- هناك من يترك واو العطف فيكون شربيا هو الرجل الفطن
3- هناك من يقول أن إسم الرجل الفطن متروك قصداً من الكاتب
الجميع تعينوا بأسماءهم = أى نادوا على أسماءهم لمقارنتها بالكشوف. ولعل عزرا لم يرد أن يذكر اسماءهم لأنهم لم ياتوا من أنفسهم أولاً. ناديت بصوم = هو للتوبة وللتذلل ليساعدهم الله على صعوبات الطريق لتكون طريقهم طريقاً مستقيمة = بلا عائق أش (3:40). ونحن فى طريقنا للملكوت هناك صعاب كثيرة تحتاج للصلاة والصوم. جيشاً وفرساناً = لقد تكلم عزرا عن إلهه امام الملك أنه إله قادر ان يحمى شعبه فكيف يطلب الآن جيشاً وفرساناً لحمايته. لذلك هو إعتمد على الله أن يحميه ولم يطلب حماية.
ونجد أن نحميا فى صعوده كان معه جيش لحمايته لكن نحميا لم يطلب أن يرسل معه جيش ولكنه قبل بهذا. ولماذا يرفض فالله له وسائله المتعددة ليحمى اولاده.
الآيات 24-30:- وافرزت من رؤساء الكهنة اثني عشر شربيا وحشبيا ومعهما من اخوتهما عشرة. ووزنت لهم الفضة والذهب والانية تقدمة بيت الهنا التي قدمها الملك ومشيروه ورؤساؤه وجميع اسرائيل الموجودين. وزنت ليدهم ست مئة وخمسين وزنة من الفضة ومئة وزنة من انية الفضة ومئة وزنة من الذهب. وعشرين قدحا من الذهب الف درهم وانية من نحاس صقيل جيد ثمين كالذهب. وقلت لهم انتم مقدسون للرب والانية مقدسة والفضة والذهب تبرع للرب اله ابائكم. فاسهروا واحفظوها حتى تزنوها امام رؤساء الكهنة واللاويين ورؤساء اباء اسرائيل في اورشليم في مخادع بيت الرب. فاخذ الكهنة واللاويون وزن الفضة والذهب والانية لياتوا بها الى اورشليم الى بيت الهنا.
الأمانة واجبة فى جميع الأمور المالية ولاسيما فى مال الرب لهذا سلم عزرا الآنية للكهنة ومعهم اللاويين بالوزن ليسلموها فى بيت الله بالوزن فلا يضيع شىء والأهم من الآنية نفوس البشر فهى امانة فى عنق الكهنة والخدام.
الآيات 31-36:- ثم رحلنا من نهر اهوا في الثاني عشر من الشهر الاول لنذهب الى اورشليم وكانت يد الهنا علينا فانقذنا من يد العدو والكامن على الطريق. فاتينا الى اورشليم واقمنا هناك ثلاثة ايام. وفي اليوم الرابع وزنت الفضة والذهب والانية في بيت الهنا على يد مريموث بن اوريا الكاهن ومعه العازار بن فينحاس ومعهما يوزاباد بن يشوع ونوعديا بن بنوي اللاويان. بالعدد والوزن للكل وكتب كل الوزن في ذلك الوقت. وبنو السبي القادمون من السبي قربوا محرقات لاله اسرائيل اثني عشر ثورا عن كل اسرائيل وستة وتسعين كبشا وسبعة وسبعين خروفا واثني عشر تيسا ذبيحة خطية الجميع محرقة للرب. واعطوا اوامر الملك لمرازبة الملك وولاة عبر النهر فاعانوا الشعب وبيت الله.
فأنقذنا= الله يحفظ مسيرتنا إلي أورشليم السماوية. وهنا حفظهم الله من الأعداء الكامنين علي الطريق= أي قطاع الطرق وهم منتشرون جداً لكنها هي عناية الله الذي دفع الأعداء بعيداً عنهم. وفي اليوم الرابع وُزنت الفضة= الآنية في أيام كورش سلمت بالعدد وهنا تسلم بالوزن حتي لا ينقص شيء. وهذا يدل علي أهتمام الله بأولاده وأن علي خدام الله أن يكونوا أمناء علي كل نفس، فأولاد الله هم آنيته المقدسة وهو أئتمن خدامه عليهم (2تي 2:2). مريموث= تسلم أثنان من الكهنة وأثنان اللاويين الفضة والذهب وطابقوا بين المرسل من بابل وما تسلموه في أورشليم. وكتب كل الوزن= لأجل الضبط والحفظ في السجل. قربوا محرقات= للشكر علي حفظ الله لهم في الطريق ولتخصيص أنفسهم لله. ولاحظ تكرار رقم 12(عدد الأسباط) فهم الآن شعب واحد. فأعانوا الشعب= صار الأعداء والمقاومين معينين للشعب وذلك من تدبير الله الذي بيده قلوب الملوك والحكام.
الآيات 1-5: ولما كملت هذه تقدم الي الرؤساء قائلين لم ينفصل شعب اسرائيل والكهنة واللاويون من شعوب الاراضي حسب رجاساتهم من الكنعانيين والحثيين والفرزيين واليبوسيين والعمونيين والموابيين والمصريين والاموريين. لانهم اتخذوا من بناتهم لانفسهم ولبنيهم واختلط الزرع المقدس بشعوب الاراضي وكانت يد الرؤساء والولاة في هذه الخيانة اولا. فلما سمعت بهذا الامر مزقت ثيابي وردائي ونتفت شعر راسي وذقني وجلست متحيرا. فاجتمع الي كل من ارتعد من كلام اله اسرائيل من اجل خيانة المسبيين وانا جلست متحيرا الى تقدمة المساء. وعند تقدمة المساء قمت من تذللي وفي ثيابي وردائي الممزقة جثوت على ركبتي وبسطت يدي الى الرب الهي.
الآن هم في بلادهم المقدسة في حب ووحدة وبلا أي مظهر لعبادة الأوثان ولكن الرؤساء بإرشاد الروح القدس أكتشفوا أن هناك زيجات سياسية بين أفراد من الشعب وبين نساء وثنيات ربما للمنفعة العامة. وهذه الزيجات تؤدي بلا شك لأن يرتد الشعب للعبادة الوثنية. وهذا ما حدث مع سليمان الملك نفسه وكانت العبادة الوثنية سبباً في غضب الله الذي بسببه أرسلهم الله للسبي من قبل. ولما كملت هذه= أمور السفر وتسليم الأواني...الخ. وكان إجتماع الرؤساء مع عزرا بعد وصوله بأربعة اشهر. فهو وصل في الشهر الخامس (9:7) والأجتماع مع الرؤساء كان في الشهر التاسع(9:10). إختلط الزرع المقدس= أي سيتعلم الأزواج مع الأبناء من النساء الوثنيات طرقهن وعبادتهن. وكان هناك إستثناء لهذا "راعوث الموأبية" لكن لا يصح أن يتحول الإستثناء إلي قاعدة. فشعب الله مقدس أي مكرس ومخصص للرب وهو شعب طاهر في حياته وهو الشعب الوحيد في كل الأرض الذي يعبد الله فكان لابد لهم أن يعيشوا منعزلين عن الشعوب الوثنية ليستمر نقائهم ولا يندمجوا مع الأمم فيضيعوا كما حدث مع أهل السامرة. فى هذه الخيانة = تسمى عملهم خيانة لأنهم تركوا إلههم. مزقت ثيابى = عادة يهودية علامة الحزن الشديد والإشمئزاز(تك 34، 29:37).
نتفت شعر راسى = عادة يهودية أخرى فى الحزن. وجلست = عمله هذا أثر فى الشعب تأثيراً عظيماً. كل من إرتعد من كلام إله إسرائيل = منع الزواج بوثنيات منصوص عليه فى (تث 1:7-4. ) إلى تقدمة المساء = كان عزرا قد جلس زماناً وهو حزين وعند تقدمة المساء إنتبه إلى الخدمة ورفع قلبه بالصلاة لله. ونلاحظ أن تقدمة المساء هى رمز لذبيحة المسيح الذى سيرفع خطايانا. وربما كانت عين عزرا على المسيح المخلص فربما كان عزرا قد فهم نبوة دانيال عن المسيح (دا 24، 21:9). جثوت على ركبتى = هكذا تكون الصلاة إما وقوفاً أو ركوعاً على الركبتين.
الآيات 6-15: وقلت اللهم اني اخجل واخزى من ان ارفع يا الهي وجهي نحوك لان ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا واثامنا تعاظمت الى السماء. منذ ايام ابائنا نحن في اثم عظيم الى هذا اليوم ولاجل ذنوبنا قد دفعنا نحن وملوكنا وكهنتنا ليد ملوك الاراضي للسيف والسبي والنهب وخزي الوجوه كهذا اليوم. والان كلحيظة كانت رافة من لدن الرب الهنا ليبقي لنا نجاة ويعطينا وتدا في مكان قدسه لينير الهنا اعيننا ويعطينا حياة قليلة في عبوديتنا. لاننا عبيد نحن وفي عبوديتنا لم يتركنا الهنا بل بسط علينا رحمة امام ملوك فارس ليعطينا حياة لنرفع بيت الهنا ونقيم خرائبه وليعطينا حائطا في يهوذا وفي اورشليم. والان فماذا نقول يا الهنا بعد هذا لاننا قد تركنا وصاياك. التي اوصيت بها عن يد عبيدك الانبياء قائلا ان الارض التي تدخلون لتمتلكوها هي ارض متنجسة بنجاسة شعوب الاراضي برجاساتهم التي ملاوها بها من جهة الى جهة بنجاستهم. والان فلا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تاخذوا بناتهم لبنيكم ولا تطلبوا سلامتهم وخيرهم الى الابد لكي تتشددوا وتاكلوا خير الارض وتورثوا بنيكم اياها الى الابد. وبعد كل ما جاء علينا لاجل اعمالنا الرديئة واثامنا العظيمة لانك قد جازيتنا يا الهنا اقل من اثامنا واعطيتنا نجاة كهذه. افنعود ونتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه الرجاسات اما تسخط علينا حتى تفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة. ايها الرب اله اسرائيل انت بار لاننا بقينا ناجين كهذا اليوم ها نحن امامك في اثامنا لانه ليس لنا ان نقف امامك من اجل هذا.
نجد هنا صلاة عزرا وهى ليست صلاة طلبات بل هى إعتراف بالذنب من قلب نقى يحب الله. وهو يضع نفسه فى صف شعبه ويعترف بخطاياه معهم فيقول "ذنوبنا... أثامنا... فنعود... ونصاهر شعوب هذه الرجاسات" مع أنهُ هو نفسه لم يخطىء فى هذه الأمور. ولكنه لا يلقى اللوم على الآخرين ويبرر نفسه بل هو ككاهن محب لشعبه مثل موسى ومثل بولس (خر 32:32 + رو3:9) يضع نفسه عن شعبه كأنه هو الذى فعل الخطية وهذا ما صنعه المسيح الذى حمل خطايانا. وكانت صلاة عزرا ومحبته لشعبه ودموعه هى التى أثرت فى الشعب فتركوا نساؤهم الوثنيات. تعاظمت إلى السماء = أى كانت عظيمة جداً كبرج بابل رأسه بالسماء (تك 4:11) وكصراخ خطايا سدوم وعمورة الذى دخل إلى أذنى الرب (تك 20:18) ملوكنا وكهنتنا = رؤسائنا المدنيين والروحيين ملوك الأراضى = ولاسيما ملوك أشور وملوك بابل
كلحيظة = نحن نستحق العقوبة والموت ولكن الله يشرق برأفاته لفترة فإن تجاوبنا يكون لنا أكثر. والآن هم فى حرية بعد سبى وهذا من رحمة الله عليهم ولكن هاهنا هم على وشك أن يفقدوا حريتهم ثانية بسبب هذه الخطية فتكون حريتهم التى حصلوا عليها كلحيظة ويكون السبب فى قصر مدة المراحم خطاياهم هم. وليس السبب فى أن الله قصر المدة.
ولاحظ أن هذه اللحيظة كانت حوالى 78 سنة منذ إطلاق كورش بنداء العودة حتى الآن
ليبقى لنا نجاة =
1. من خراب أورشليم.
2. من بابل وشرورها.
وتداً = الهيكل هو الوتد وأورشليم مكان قدسه. لينير إلهنا أعيننا = كانت أيام السبى كأيام ظلمة والرجوع كأيام نور. وأيام السبى مشبهة أيضاً بالموت وأيام الرجوع كحياة قليلة. لأننا عبيد = كانوا عبيداً فى بابل ولم يزالوا عبيداً لملك فارس. ليعطينا حائطاً = رضى الله وحمايته كانت لهم كحائط " أكون لهم سور من نار " (زك 5:2) ولكن الله لهُ أدواته والأداة هنا هى الملك الذى سخره الله لحماية شعب إسرائيل. على أن سور أورشليم بدأ العمل فيه أيام عزرا. وفى (10) وبعد هذا = بعد كل مراحم الله عادوا وخانوه. عن يد عبيدك الأنبياء = ليس من نبوءة للأنبياء بهذه الألفاظ ولكن موسى فى (تث 1:7-3) منع الزواج بالوثنيات وما يورده عزرا هو روح التشريع وهو الفكر الذى نادى به الأنبياء بالإنعزال عن الشر.
لا تطلبوا سلامتهم = لا تقيموا معهم معاهدات سلام وأمن وتحالفات سياسية عسكرية حتى لا تسقطوا فى شراك وثنيتهم. أنت بار لأننا بقينا ناجين =(رو 25:3) فالله من مراحمه حفظهم فبقوا ناجين مع أنهم إستحقوا الموت ولولا رحمة الله لما بقت لهم بقية. ها نحن أمامك = سلم الأمر للرب ولم يقدر أن يقول شيئاً أمام رحمة الله.
آية 1:- فلما صلى عزرا واعترف وهو باك وساقط امام بيت الله اجتمع اليه من اسرائيل جماعة كثيرة جدا من الرجال والنساء والاولاد لان الشعب بكى بكاء عظيم.
محبة عزرا ودموعه عن شعبه أثرت فيهم جداً فبكوا معهُ.
الآيات 2-4:- واجاب شكنيا بن يحيئيل من بني عيلام وقال لعزرا اننا قد خنا الهنا واتخذنا نساء غريبة من شعوب الارض ولكن الان يوجد رجاء لاسرائيل في هذا. فلنقطع الان عهدا مع الهنا ان نخرج كل النساء والذين ولدوا منهن حسب مشورة سيدي والذين يخشون وصية الهنا وليعمل حسب الشريعة. قم فان عليك الامر ونحن معك تشجع وافعل.
شكنيا بن يحيئيل = هو غير شكنيا فى(3:8) وشكنيا فى(5:8) وفى (آية26) ذكر يحيئيل من بنى عيلام الذين كانوا قد تزوجوا بنساء غريبة. وإذا كان هو يحيئيل المذكور فى آية (2) يكون شكنيا إبنه قد عانى من زوجة أبيه الوثنية وإستغل الله هذا الألم الشخصى لخير الجماعة كلها. وكان رأى شكنيا أن يتخلص الشعب من النساء الوثنيات. والآن يوجد رجاء لإسرائيل فى هذا = هناك رجاء إن قدموا توبة صادقة(تث 1:30-10. ) إذاً رجاء شكنيا مبنى على وعود الله. حسب مشورة سيدى = أى الأمر متروك لحكمة ومشورة عزرا. حسب الشريعة = تث 1:7-3 قم فإن عليك الأمر. . . تشجع.
عزرا له سلطات من قبل الملك، ولكن الأمر يبدو صعباً لذلك نجد الشعب يسانده ويشجعه ليعمل.
الآيات 5-8:- فقام عزرا واستحلف رؤساء الكهنة واللاويين وكل اسرائيل ان يعملوا حسب هذا الامر فحلفوا. ثم قام عزرا من امام بيت الله وذهب الى مخدع يهوحانان بن الياشيب فانطلق الى هناك وهو لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء لانه كان ينوح بسبب خيانة اهل السبي. واطلقوا نداء في يهوذا واورشليم الى جميع بني السبي لكي يجتمعوا الى اورشليم. وكل من لا ياتي في ثلاثة ايام حسب مشورة الرؤساء والشيوخ يحرم كل ما له وهو يفرز من جماعة اهل السبي.
استحلف رؤساء الكهنة = حتى لا يرجعوا ويلقوا بالمسئولية على عزرا وحده بل يكون القرار جماعياً والجميع ملزماً بتنفيذه. وأطلقوا نداء = أى الرؤساء. فى ثلاثة أيام = كانت أرض اليهود صغيرة فيمكنهم الحضور من أبعد مكان إلى أورشليم فى 3 أيام يُحرَم كل ماله = كان لعزرا سلطان من قبل الملك (26:7) وهذا حتى لا يذهب مال وميراث إسرائيل للوثنيين. يُفرز من جماعة أهل السبى = أو يُقطع أى يحسب كأجنبى ووثنى ليس لهُ المواعيد والحقوق والإمتيازات التى لشعب الله ولا تكون له علاقة بالهيكل.
الآيات 9-17:- فاجتمع كل رجال يهوذا وبنيامين الى اورشليم في الثلاثة الايام اي في الشهر التاسع في العشرين من الشهر وجلس جميع الشعب في ساحة بيت الله مرتعدين من الامر ومن الامطار. فقام عزرا الكاهن وقال لهم انكم قد خنتم واتخذتم نساء غريبة لتزيدوا على اثم اسرائيل. فاعترفوا الان للرب اله ابائكم واعملوا مرضاته وانفصلوا عن شعوب الارض وعن النساء الغريبة. فاجاب كل الجماعة وقالوا بصوت عظيم كما كلمتنا كذلك نعمل. الا ان الشعب كثير والوقت وقت امطار ولا طاقة لنا على الوقوف في الخارج والعمل ليس ليوم واحد او لاثنين لاننا قد اكثرنا الذنب في هذا الامر. فليقف رؤساؤنا لكل الجماعة وكل الذين في مدننا قد اتخذوا نساء غريبة فلياتوا في اوقات معينة ومعهم شيوخ مدينة فمدينة وقضاتها حتى يرتد عنا حمو غضب الهنا من اجل هذا الامر. ويوناثان بن عسائيل ويحزيا بن تقوة فقط قاما على هذا ومشلام وشبتاي اللاوي ساعداهما. وفعل هكذا بنو السبي وانفصل عزرا الكاهن ورجال رؤوس اباء حسب بيوت ابائهم وجميعهم باسمائهم وجلسوا في اليوم الاول من الشهر العاشر للفحص عن الامر. وانتهوا من كل الرجال الذين اتخذوا نساء غريبة في اليوم الاول من الشهر الاول.
يهوذا وبنيامين = لأن أكثر أهل السبى كانوا من هذين السبطين. الشهر التاسع = هو شهر مطير. ساحة بيت الله = لم يكن فى أورشليم أماكن تستوعب كل هؤلاء والأيام أيام مطر ولكن لنلاحظ الجدية فهم لم يؤجلوا الإصلاح والتوبة حتى شهور الربيع وهذا دليل الجدية والتوبة الحقيقية. وإنفصلوا عن شعوب الأرض = هم بزواجهم من نساء وثنيات إتحدوا مع شعب الأرض فى حياتهم وأعمالهم ولذاتهم وعباداتهم القبيحة ولما إنفصلوا عن النساء إنفصلوا عن تلك المعاشرات كلها. فأجاب كل الجماعة = أى صدقوا على كلام عزرا ووافقوا برضى. لكل الجماعة = بما أن العمل كثير ويحتاج إلى وقت إقترحوا تعيين رؤساء مع شيوخ كل مدينة ليفحصوا ويقضوا وينفذوا الأمر وتكون قراراتهم صادرة كأنها من الجماعة كلها. فلياتوا فى أوقات معينة = كان الرؤساء فى أورشليم كمحكمة وعينوا لكل مدينة وقتا ليحضر الذين أخذوا نساء غريبة ومعهم شيوخ تلك المدينة وقضاتها. حتى يرتد عنا حمو غضب إلهنا = حتى الآن كان لم يصبهم شىء ولكنهم فهموا انهم إن لم يرجعوا لله بالتوبة فالغضب آت بلاشك. وكانت الجماعة كلها متفقة برأى واحد ولم يعارض سوى إثنين يوناثان وعزيا. هما قاما على هذا = وفى ترجمة أخرى قاوما هذا. وقد إستغرق العمل 3 شهور فهم إنتهوا فى الشهر الأول وكانوا قد بدأوا فى الشهر التاسع.
الآيات 18-44:- فوجد بين بني الكهنة من اتخذ نساء غريبة فمن بني يشوع بن يوصاداق واخوته معشيا واليعزر وياريب وجدليا. واعطوا ايديهم لاخراج نسائهم مقربين كبش غنم لاجل اثمهم. ومن بني امير حناني وزبديا. ومن بني حاريم معسيا وايليا وشمعيا ويحيئيل وعزيا. ومن بني فشحور اليوعيناي ومعسيا واسمعيل ونثنئيل ويوزاباد والعاسة. ومن اللاويين يوزاباد وشمعي وقلايا هوقليطا وفتحيا ويهوذا واليعزر. ومن المغنين الياشيب ومن البوابين شلوم وطالم واوري. ومن اسرائيل من بني فرعوش رميا ويزيا وملكيا وميامين والعازار وملكيا وبنايا. ومن بني عيلام متنيا وزكريا ويحيئيل وعبدي ويريموث وايليا. ومن بني زتو اليوعيناي والياشيب ومتنيا ويريموث وزاباد وعزيزا. ومن بني باباي يهوحانان وحننيا وزباي وعثلاي. ومن بني باني مشلام وملوخ وعدايا وياشوب وشال وراموث. ومن بني فحث مواب عدنا وكلال وبنايا ومعسيا ومتنيا وبصلئيل وبنوي ومنسى. وبنو حاريم اليعزر ويشيا وملكيا وشمعيا وشمعون. وبنيامين وملوخ وشمريا. من بني حشوم متناي ومتاثا وزاباد واليفلط ويريماي ومنسى وشمعي. من بني باني معداي وعمرام واوئيل. وبنايا وبيديا وكلوهي. وونيا ومريموث والياشيب. ومتنيا ومتناي ويعسو. وباني وبنوي وشمعي. وشلميا وناثان وعدايا. ومكندباي وشاشاي وشاراي. وعزرئيل وشلميا وشمريا. وشلوم وامريا ويوسف. من بني نبويعيئيل ومتثيا وزاباد وزبينا ويدو ويوئيل وبنايا. كل هؤلاء اتخذوا نساء غريبة ومنهن نساء قد وضعن بنين.
نجد هنا أسماء الذين أخذوا نساء وثنيات وذلك تأديباً لهم وعبرة للأجيال القادمة. ولنلاحظ أنه كما أنه هناك سجل يسجل فيه أسماء الذين عادوا لأورشليم، وهو سجل تكريم فهناك سجل لمن خان وتسجل فيه خيانته وكل خطية بلا توبة تذخر لنا غضباً فى يوم الغضب (رو 5:2) فكل خطايانا مسجلة ضدنا.
ونجد أن عدد الأسماء 113 منهم 17 من الكهنة + 10 من اللاويين والمغنيين والبوابين + 86 من العامة. وفى مقدمة هؤلاء يشوع رئيس الكهنة. وهؤلاء قدموا كبش غنم ذبيحة لأجل إثمهم. وأعطوا أيديهم = علامة قول الصدق وفى (25) ومن إسرائيل = أى العامة. وقد رفضت النساء مع أولادهن. وغالباً هم صرفوا النساء والأولاد ومعهم عطايا وهدايا ولكن هذا لم يذكر فهو سفر توبة والكلام هنا عن التوبة. وهكذا فعل إبراهيم مع هاجر وإسمعيل إذ عوضها وصرفها.
ملخص إصلاحات عزرا:-
"منهج عزرا الروحى للإصلاح"
1- عدم الإتكال على ذراع بشرية :- فلم يطلب حماية الملك وجيوشه والله حافظ عليهم فعلاً
2- الصوم:- لتسميع صوتهم فى العلاء. فهو نادى بصوم بالرغم من طول الطريق وصعوبته، وللإتضاع أمام الله. فرحمهم الله وحافظ عليهم وهكذا ينبغى أن نفعل فى بداية كل مشروع.
3- التذلل أمام الله:- فهو بكى وصلى بل وإعترف بأنه أخطأ فهو شعر أن خطايا الشعب هى خطاياه هو فى حق الله. فهل نصلى من اجل إخوتنا الذين يخطئون ونعترف كما لو كنا المخطئين أم هل نبرر أنفسنا ونلقى اللوم على الآخرين.
4- عزل الشر:- بعزل الزوجات الوثنيات. فالإيمان الحق بالرب يتأثر بالإختلاط الشديد (كالزواج) بغير المؤمنين. وعلى كل مؤمن أن يعتزل الشر والخطية.
5- منهج عزرا أى صلاته وإتضاعه ومحبته لشعبه وإعترافه بخطاياهم هو الذى حرك قلوب الشعب فقدموا توبة وبكوا بكاء عظيماً. ونلاحظ أن عزرا لو طلب من الشعب أن ينفصلوا عن زوجاتهم دون أن يصلى ويتذلل امام الله لرفضوا ولثاروا ضده ولتحولت أفراح الرجوع إلى إنشقاقات 2 كو 15، 14:9
كما أرسل الله حجى وزكريا للشعب ليحرك قلوبهم فيبنوا الهيكل أرسل لهم عزرا ليحرك قلوبهم للتوبة، ولإصلاح حالهم روحياً
ولقد وثق الملك الفارسى فى عزرا وأعطاه بعض الصلاحيات فى توقيع العقوبات ولكن حين أتى نحميا كوالى على اليهود، لم يتضايق عزرا من أن سلطاته سلبت منه، بل إهتم بتجميع الكتاب المقدس هل يفهم هذا كل خادم، أنه لو حُرم من خدمة معينة فالله يطلب منه أخرى. هل يفهم الخدام عدم الغيرة من نجاح خادم آخر فى خدمته بل يهتم هو بخدمته التى أئتمنه عليها الله