الإصحاح الأول

آية1:-  وحدث في ايام احشويروش هو احشويروش الذي ملك من الهند الى كوش على مئة وسبع وعشرين كورة.

أحشويروش = زركسيس ملك فارس (486-465) إبن داريوس هستاسب من زوجته أتوسا، إبنه كورش، سحق ثورة جامحة فى مصر فتعاظمت مملكة مادى وفارس فى أيامه فإمتدت من الهند إلى كوش أى إلى النوبة وكردفان جنوب مصر بل حتى إلى شمال إثيوبيا ومصر نفسها. وإشتملت مملكته على 127 ولاية. والمملكة تم تقسيمها إلى ولايات لسهولة حكمها وإدارتها. وكان دانيال قد ذكر أنها 120 ولاية يحكمها 120 مرزباناً، فنفهم أن المملكة قد إتسعت من أيام كورش حتى أيام الملك أحشويرش قام أحشويرش. بحملة على اليونان سنة 481 وفى السنة التالية دُمر اسطوله الكبير فى موقعة سلاميس، وتكبد جيشه هزائم فادحة. وعاد إلى فارس سنة 478.

ولم يتميز باقى عهده بشىء سوى الفجور وإراقة الدماء. وقد قتل هو فى سنة 465 وإسم أحشويرش هو نطق رومانى وباليونانية زركسيس. أما بالفارسية فهو أردشير.

 

الآيات 2-10:- انه في تلك الايام حين جلس الملك احشويروش على كرسي ملكه الذي في شوشن القصر. في السنة الثالثة من ملكه عمل وليمة لجميع رؤسائه وعبيده جيش فارس ومادي وامامه شرفاء البلدان ورؤساؤها.حين اظهر غنى مجد ملكه ووقار جلال عظمته اياما كثيرة مئة وثمانين يوما.و عند انقضاء هذه الايام عمل الملك لجميع الشعب الموجودين في شوشن القصر من الكبير الى الصغير وليمة سبعة ايام في دار جنة قصر الملك.بانسجة بيضاء وخضراء واسمانجونية معلقة بحبال من بز وارجوان في حلقات من فضة واعمدة من رخام واسرة من ذهب وفضة على مجزع من بهت ومرمر ودر ورخام اسود.و كان السقاء من ذهب والانية مختلفة الاشكال والخمر الملكي بكثرة حسب كرم الملك.و كان الشرب حسب الامر لم يكن غاصب لانه هكذا رسم الملك على كل عظيم في بيته ان يعملوا حسب رضا كل واحد.و وشتي الملكة عملت ايضا وليمة للنساء في بيت الملك الذي للملك احشويروش.في اليوم السابع لما طاب قلب الملك بالخمر قال لمهومان وبزثا وحربونا وبغثا وابغثا وزيثار وكركس الخصيان السبعة الذين كانوا يخدمون بين يدي الملك احشويروش.

 

أراد الملك إظهار غنى مجد ملكه ووقار جلال عظمته، فصنع وليمتين عظيمتين:

الأولى إمتدت 180 يوماً خاصة بالرؤساء. والثانية 7 أيام خاصة بكل الشعب من الكبير إلى الصغير. ويقال أن الفرس إعتادوا أن يتخذوا قراراتهم الهامة فى مثل هذه الولائم. وربما كانت هذه الولائم لإعداد خطة الحرب ضد اليونان. والوليمة الأولى للرؤساء إقيمت فى شوشن القصر عاصمة عيلام وهى العاصمة الشتوية لملوك فارس. وأقيمت هذه الوليمة على ما يبدو داخل القصر. أما الثانية فأقيمت فى حديقة القصر، حيث أقيمت سرادقات " مظال " بأنسجة بيضاء وخضراء وإسمانجونية وهى الألوان الملكية فى فارس. ووصف روعة القصر تدل على أن الكاتب رأى ما يصفه رؤى العين. بهت = حجر أبيض يتلألأ وفى الوقت الذى أقام فيه الملك هذه الوليمة، أقامت أيضاً الملكة وليمة للنساء. وكانت هناك عادة فارسية بأن يلزم كل إنسان بشرب مقدار معين من الخمر فى هذه الولائم، ولكن تميزت ولائم أحشويرش هذه بأنه لم يكن غاصب = أى أنه تركت الحرية لكل إنسان أن يشرب ما يريد. دارجنة قصر الملك = الحدائق المحيطة بالقصر.

 

الآيات 12، 11:-  ان ياتوا بوشتي الملكة الى امام الملك بتاج الملك ليري الشعوب والرؤساء جمالها لانها كانت حسنة المنظر.فابت الملكة وشتي ان تاتي حسب امر الملك عن يد الخصيان فاغتاظ الملك جدا واشتعل غضبه فيه.

نلاحظ هنا ذكر الأسماء وهذا يشير إلى أن الكاتب مطلع على ما يحدث فى القصر أو مطالع لسجلات الحكومة. ونجد هنا أن الملك قد طاب قلبه بالخمر "ففقد إتزانه وفى حماقة سُكره طلب من خصيانه السبعة أن يأتوا بالملكة ليظهر جمالها للرؤساء وللشعب. ولنرى ماذا تصنع الخمر فهذا الملك الذى خضعت لهُ 127 ولاية يحكمها لم يستطع ان يحكم شهواته وخضع عقله لشهواته وإرادته لأهوائه فطلب أن تأتى زوجته بين السكارى ليروا جمالها. وهذه هى نتيجة أفراح العالم أى الإستغراق فى السكر والشهوات، أن تتحول الأفراح إلى غم، وهذا عكس الفرح الروحى الذى يعطيه الله فهو قادر أن يسود القلب بينما تحيط بالإنسان الخارج أحزان العالم، هو فرح لا يمكن نزعه مهما كانت الآلام من خارج " يو 21، 20:16" والذى حدث أن الملكة أبت = فهى فضلت أن تصون كرامتها فما طلبه الملك فى سكره لا يصح، وهى عرضت نفسها للقتل لأنها إهتمت بكرامتها. وما فعلته وشتى درس لبناتنا حتى لا يعرض جمالهن أمام الناس. فإغتاظ الملك جداً = لقد تحولت أفراحه لغيظ شديد وحزن وهذا الملك الخاضع لشهواته، خضع أيضاً لشهوته فى الإنتقام من زوجته وهو ندم بعد ذلك على تصرفه ولكن بعد فوات الأوان لذلك نسمع فى 1:2 أنه ذكر وشتى وذكر أنه فقد سعادته العائلية. ولنتأمل أنه حقاً كان لا يليق بكرامة وشتى أن تأتى ليراها السكارى ولكن من المؤكد أن كرامتها ما كانت لتهتز بل كرامة الملك. ولكن لنرى كيف يُخرج الله من الجافى حلاوة. فمن وسط هذه الحفلات الماجنة وملك لا تحكمه سوى شهواته ورفض الزوجة أوامر زوجها وغيظ الزوج وطلبه الإنتقام إذا بيد الله تحول كل هذا لخير شعبه ويحول كل هذا للخير ولتحل إستير محل وشتى فيتحول كل هذا ليكون لخير شعب الله حتى يخلص الله شعبه من شر هامان.

تأمل:-

وشتى زوجة الملك الجميلة الموجودة بالداخل فى بيت النساء لا يصح عرضها أمام الناس تمثل فضائل الإنسان وأعمال بره لا يجب أن يكشفها الإنسان للآخرين بل هى تخص عريس النفس يسوع" لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك مت 4:6".

 

الآيات 13-22و قال الملك للحكماء والعارفين بالازمنة لانه هكذا كان امر الملك نحو جميع العارفين بالسنة والقضاء.و كان المقربون اليه كرشنا وشيثار وادماثا وترشيش ومرس ومرسنا ومموكان سبعة رؤساء فارس ومادي الذين يرون وجه الملك ويجلسون اولا في الملك.حسب السنة ماذا يعمل بالملكة وشتي لانها لم تعمل كقول الملك احشويروش عن يد الخصيان.فقال مموكان امام الملك والرؤساء ليس الى الملك وحده اذنبت وشتي الملكة بل الى جميع الرؤساء وجميع الشعوب الذين في كل بلدان الملك احشويروش. لانه سوف يبلغ خبر الملكة الى جميع النساء حتى يحتقر ازواجهن في اعينهن عندما يقال ان الملك احشويروش امر ان يؤتى بوشتي الملكة الى امامه فلم تات.و في هذا اليوم تقول رئيسات فارس ومادي اللواتي سمعن خبر الملكة لجميع رؤساء الملك ومثل ذلك احتقار وغضب.فاذا حسن عند الملك فليخرج امر ملكي من عنده وليكتب في سنن فارس ومادي فلا يتغير ان لا تات وشتي امام الملك احشويروش وليعط الملك ملكها لمن هي احسن منها.فيسمع امر الملك الذي يخرجه في كل مملكته لانها عظيمة فتعطي جميع النساء الوقار لازواجهن من الكبير الى الصغير.فحسن الكلام في اعين الملك والرؤساء وعمل الملك حسب قول مموكان. وارسل كتبا الى كل بلدان الملك والى كل بلاد حسب كتابتها والى كل شعب حسب لسانه ليكون كل رجل متسلطا في بيته ويتكلم بذلك بلسان شعبه

الحكماء والعارفين بالأزمنة= غالباً هم السحرة وأصحاب العرافة ومن يعرف السنة والقضاء. ونجد هنا أن مموكان مشير الملك يعطى المشورة التى تحتمل معنيين:-

أولاً:-

 قد يكون هناك خلاف بين الملكة وبين ممو كان لذلك بالغ ممو كان فى الأمر وحسب ما فعلته وشتى إساءة لا للملك والرؤساء بل هو إساءة لكل رجال المملكة، إذ تسمع النساء بما حدث فيحتقرن رجالهن، وهنا نجد أن مموكان يتصور أن القوانين هى التى تسند الرجل وتعطيه مهابة فى عينى زوجته، بينما أن الحب والبذل وحدهما يعطيان للرجل المهابة فى عينى زوجته فتطيعه وتحبه "أف 33، 25:5. " ولكن نرى مشورة ممو كان الفاسدة أن ينزع الملك من المملكة ويعطى لمن هى أحسن منها. لأنه رأى أن فى تصرفات وشتى كسر لقانون الطبيعة وقانون الأسرة. وهى مشورة فاسدة راجعة إما لكراهية ممو كان هذا للملكة أو هى طبيعة وقيم هذا العصر الفاسد الغارق فى خمره وشهواته والتى يتصور فيه الرجال أنه يسودوا على زوجاتهم بالقوانين.

ثانياً:-

أن ممو كان يعرف طبيعة نفسية الملك وطباعه وهو أراد أن يرضى الملك بأن يسمع الملك ما يريده الملك حتى وإن كان مخالفاً للعدل، بل هو أعطى لقراره تفسيراً إجتماعياً هو الحفاظ على هيبة الرجل فى أسرته ليعطى للملك تبريراً فى تصرفه ويظهر أن قرار الملك لهُ حكمة، بل جعل غضب الملك يظهر كأنه واجب عام، وهذه هى المشورة الشريرة لصديق شرير أو صديق جبان

خصى أو خصيان = لا تعنى المعنى الحرفى " رجل مخصى" بل هذا لقب لأصحاب الأعمال الملوكية فالخصيان السبعة هم الرجال المؤتمنون على الأعمال الملوكية ولهم حظوة الخدمة امام الملك رئيسات فارس = أى الأميرات. ليكون كل رجل متسلطاً فى بيته ويتكلم بذلك بلسان شعبه = أى إذا تزوج رجل إمراة من جنس آخر، يلتزم البيت أن يتكلم بلغة الرجل لا المرأة.

الإصحاح الثانى

الآيات 1-4:-  بعد هذه الامور لما خمد غضب الملك احشويروش ذكر وشتي وما عملته وما حتم به عليها.فقال غلمان الملك الذين يخدمونه ليطلب للملك فتيات عذارى حسنات المنظر.و ليوكل الملك وكلاء في كل بلاد مملكته ليجمعوا كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر الى شوشن القصر الى بيت النساء الى يد هيجاي خصي الملك وحارس النساء وليعطين ادهان عطرهن. والفتاة التي تحسن في عيني الملك فلتملك مكان وشتي فحسن الكلام في عيني الملك فعمل هكذا.

بعد هذه الأمور = قد تعنى بعد إنتهاء أحداث الإصحاح الأول، أو تعنى بعد رجوع الملك من حربه من اليونان. ذكر وشتى = لمحبته لها. ولكن بحسب قوانين فارس ما كان يستطيع أن يعيدها لأن ما يصدر من قرارات مختومة من الملك لا يمكن الرجوع فيها =وما خُتم به عليه. فهو وإن كان يحبها لكنه لم يستطيع. وهكذا ما فقده في خمره وسكره لم يستطع أن يصلحه ثانية. فقال غلمان الملك= هم خافوا أن ينتقم منهم الملك لأنهم أصحاب المشورة بعزل وشتي، وهم يعرفون حب الملك للخلاعة فأخمدوا حنينه نحو وشتي بتقديم الفتيات الجميلات ثم يختار هو بحسب هواه. وكانت العادة أن الملك يختار زوجته من بين فتيات الرؤساء، لكن إذ خشي رجال الملك أن يظن الملك أنهم دفعوه لطرد وشتي لمصلحة شخصية حاولوا إظهار حسن نيتهم بأن يختار الملك الفتاة الجميلة من أي كورة أو أي جنس. ولاحظ فالأحداث كلها تتضافر لتحقيق خطة الله في" رفع المتضعين أي إستير لتجلس علي كرسي المملكة" ويقال أيضاً أن غلمان الملك أهتموا بتوفير البديل أي بديل لوشتي حتي لا تعود وشتي فتنتقم منهم. بيت النساء= البيت الذي يقيم فيه زوجات الملك وسراريه. وكانت واحدة منهن ترفع لتكون الملكة فيخضع لها باقي النساء. ولنلاحظ أن الإنسان لا يشبع من ماء هذا العالم، فكيف يترك الملك الإهتمام بشئون مملكة ليهتم بهذا العدد من النساء. أدهان عطرهن= يدلك الجلد بزيوت معطرة لمدة سنة لعلاج الجلد من أية أمراض وليعطي للجلد نظرة وصحة.

 

آية5:- كان في شوشن القصر رجل يهودي اسمه مردخاي ابن يائير بن شمعي بن قيس رجل يميني.

مردخاي= هو البطل الخفي في قصة إستير، وهو إتسم بالأمانة في تربيته لها وإرشاداته لها، وأمانته في عمله لدي الملك الغريب الجنس، منقذا حياة الملك من مؤامرة شريرة، كما إمتاز بالتصرف الروحي العميق المملوء إيماناً وثقة في عمل الله.

 

آية 6:-  قد سبي من اورشليم مع السبي الذي سبي مع يكنيا ملك يهوذا الذي سباه نبوخذنصر ملك بابل.

قد سبي في أورشليم مع السبي الذي سبي مع يكنيا= سبي يكنيا كان في سنة 596ق.م. وأحداث هذا الإصحاح غالباً سنة 478ق.م. فلا يعقل أن يكون مردخاي هو الذي سبي مع يهوياكين (يكنيا) بل جده أو أبيه أي قيس أو شمعي. أما التقليد اليهودي فيقول أن شمعي هو الذي سب داود الملك. وأن قيس هو أبو الملك شاول. وأن مردخاي هو من نسل قيس أبو الملك شاول. وأن الكتاب أسقط كل الأسماء بين مردخاي وقيس ليظهر فقط أن مردخاي من نسل قيس أبو شاول. وإذا صح هذا وإذا علمنا أن هامان عدو اليهود هو أجاجي أي من نسل أجاج الملك العماليقي يكون أنه قد أتي من نسل أجاج (الذي أبقاه شاول حياً ضد إرادة الله) من أراد إهلاك نسل شاول (مردخاي)  بل وكل الشعب اليهودى. هكذا كل من يهمل فى خطية صغيرة يمكن أن تهلكه هذه الخطية الصغيرة. فلا نستهتر بخطية فقد يستغل الشيطان غفلتنا ويسقطنا فيها.

 

آية7:- وكان مربيا لهدسة اي استير بنت عمه لانه لم يكن لها اب ولا ام وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر وعند موت ابيها وامها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة.

لم يكن لها أب ولا أم = هذه هى سمة الكنيسة التى إتخذها المسيح له عروس " حز 16" كانت الفتاة جميلة = عريسنا السماوى يرى فينا جمالاً سكبهُ هوعلينا (نش 5:1) فرمزياً إستير تشير لكنيسة العهد الجديد عروس المسيح.

 

آية 10:-  ولم تخبر استير عن شعبها وجنسها لان مردخاي اوصاها ان لا تخبر.

لم تخبر أستير عن شعبها وجنسها = فهم شعب صغير ومذلول ومسبى. ونلاحظ أن مردخاى لم يطلب منها الكذب بل إخفاء حقيقة جنسها وهذا حقها وهى ذكرت أنها مولودة فى فارس ويتيمة الأبوين وربما حسبوها هم أنها فارسية. الأحداث كلها تتضافر لصنع الخلاص فحتى هذه الحادثة الصغيرة كان لها دور عظيم فى القصة.

 

الآيات 12-17:-  ولما بلغت نوبة فتاة ففتاة للدخول الى الملك احشويروش بعد ان يكون لها حسب سنة النساء اثنا عشر شهرا لانه هكذا كانت تكمل ايام تعطرهن ستة اشهر بزيت المر وستة اشهر بالاطياب وادهان تعطر النساء.و هكذا كانت كل فتاة تدخل الى الملك وكل ما قالت عنه اعطي لها للدخول معها من بيت النساء الى بيت الملك. في المساء دخلت وفي الصباح رجعت الى بيت النساء الثاني الى يد شعشغاز خصي الملك حارس السراري لم تعد تدخل الى الملك الا اذا سر بها الملك ودعيت باسمها.و لما بلغت نوبة استير ابنة ابيحائل عم مردخاي الذي اتخذها لنفسه ابنة للدخول الى الملك لم تطلب شيئا الا ما قال عنه هيجاي خصي الملك حارس النساء وكانت استير تنال نعمة في عيني كل من راها.و اخذت استير الى الملك احشويروش الى بيت ملكه في الشهر العاشر هو شهر طيبيت في السنة السابعة لملكه.فاحب الملك استير اكثر من جميع النساء ووجدت نعمة واحسانا قدامه اكثر من جميع العذارى فوضع تاج الملك على راسها وملكها مكان وشتي.

نلاحظ أن إستير صارت ملكة فى السنة السابعة لأحشويروش بينما كان عزل وشتى فى السنة الثالثة وفى خلال هذه المدة كان الملك فى حربه مع اليونان وربما كانت إستعدادات الفتيات فى خلال سفر الملك. وبعد أن عاد إنشغل فى إختيار واحدة منهن لتصير ملكة. وكانت كل واحدة تدخل على الملك تختار ما تأخذه معها ربما من عطور أو ملابس.... الخ ولكن إستير رفضت كل الزينة الخارجية فالزينة الخارجية تستر الجمال الحقيقى. وكانت تنال نعمة فى عينى كل من رآها = هى نعمة الله المجانية وهذا هو رصيدها الحقيقى. وهذه الأيات لها تفسير رمزى:-

إذا كان الملك يرمز للمسيح وإستير لعروسه الكنيسة فيكون تعطرها بالمر يشير أنها بقبولها الألام خلال حياتها على الأرض (المرموز لها بستة أشهر) تستحق أن تكون لها قيامة مع المسيح. والعروس من حقها أن تجمع من الفضائل ما تريد لتدخل بها إلى السماويات والنفس التى تمتلىء فعلاً بنعمة المسيح هى التى تصلح أن تكون ملكة فإستير لم تأخذ شيئاً لكنها إكتفت بنعمة الله فوجدت نعمة فى أعين الكل بل وضع الملك بنفسه التاج على رأسها. فالنفس لا تملك إن لم يملكها المسيح. وهى قد ملكت فى الشهر العاشر فى السنة السابعة (رقم 10 يرمز للوصايا التى كسرناها ورقم 7 يرمز للكمال فالمسيح بفدائه صار لنا كفارة عن خطايانا، فداءً كاملاً).

 

آية 18:- وعمل الملك وليمة عظيمة لجميع رؤسائه وعبيده وليمة استير وعمل راحة للبلاد واعطى عطايا حسب كرم الملك.

ما أقرب هذه الصورة إلى ما ذكر فى سفر الرؤيا رؤ 7:19-9.

 

الآيات 21-23:-  في تلك الايام بينما كان مردخاي جالسا في باب الملك غضب بغثان وترش خصيا الملك حارسا الباب وطلبا ان يمدا ايديهما الى الملك احشويروش.فعلم الامر عند مردخاي فاخبر استير الملكة فاخبرت استير الملك باسم مردخاي.ففحص عن الامر ووجد فصلبا كلاهما على خشبة وكتب ذلك في سفر اخبار الايام امام الملك.

ربما كان هذان الخائنان من رجال وشتى وأرادوا الإنتقام لسيدتهما. ونلاحظ أن مردخاى الأمين لم يكافأ مباشرة بل كُتِبَ ما عمله فى سفر. هكذا نحن لن نكافأ هنا عن كل عمل صالح بل ننتظر مكافأتنا فى السماء فكل ما نعمله من أعمال صالحة مسجل لنا حتى كل كأس ماء بارد قدمناه لأحد. ونحن لا نريد مكافأة أرضية بل أن نكلل بإكليل الحياة الأبدية وندخل لشركة مجد الرب لنحيا معه وجهاً لوجه.

الإصحاح الثالث

الآيات 2، 1:-  بعد هذه الامور عظم الملك احشويروش هامان بن همداثا الاجاجي ورقاه وجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه.فكان كل عبيد الملك الذين بباب الملك يجثون ويسجدون لهامان لانه هكذا اوصى به الملك واما مردخاي فلم يجث ولم يسجد.

هامان الأجاجى = من نسل عماليق (1 صم 9، 3:15) عظمه الملك فإنتفخ قلبه وطلب سجود الجميع لهُ وحينما رفض مردخاى طلب هامان قتل جميع اليهود أى شعب الله. أو ليست هذه صفات إبليس الذى خلقه الله جميلاً قوياً فتكبر وسقط وطلب سجود البشر لهُ. وكان هذا طلبه للمسيح نفسه " أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى مت 9:4. وألم يقل عنه المسيح أنه كان قتالاً للناس منذ البدء يو 44:8 لذلك نفهم أن هامان يرمز للشيطان فى هذه القصة ورفض مردخاى السجود لهامان للأسباب الأتية.

1-  ربما إمتنع هامان عن السجود لهذا العماليقى فاليهود يحتقرون شعب عماليق لأنه شعب مرفوض من الرب. وغالباً كان هذا شعور كل اليهود لذلك طلب هامان قتلهم كلهم. وكانت خطته الإنتقام منهم جميعاً. وإبليس لا يطيق شعب المسيح بكونه مملكة الله.

2-  لقد إعتاد اليهود السجود أمام ملوكهم لتكريمهم  (2 صم 4:14، 26:18، 1 مل 16:1) وكان هذا بالإنحناء لتقديم الإحترام. ولكن عند الفرس كان السجود بالإنطراح أمام الشخص المكرم على الأرض واليدين مفرودتين والفم فى التراب. وكان هذا سجود عبادة وهذا ما رفضه مردخاى

الذين بباب الملك = أى حراس أو بوابون للقصر. فوظيفة مردخاى كانت بسيطة محتقرة لكنه بعد أن رفعه الملك صار رمزاً للمسيح الذى رُفع للمجد بعد أن كان قد أخلى ذاته وهناك رموز فى شخصية مردخاى للمسيح

 

مردخاى

المسيح

*هامان يضطهد مردخاى

*مردخاى صلى ودبر لخلاص شعبه

*مردخاى خلص من خطة هامان

 

*كما جلس مردخاى فى المسوح

*بمردخاى صارت إستير مرضية لدى الملك

*إستير حلت محل وشتى

*مردخاى يطلب الصوم من أستير

 

*مردخاى يتمجد

*إبليس واليهود إضطهدوا المسيح

*المسيح فدى شعبه وهو يشفع فيهم

*المسيح بقيامته إنتصر على إبليس وخلص شعبه

*هكذا أخلى المسيح ذاته أخذاً جسدنا

*بالمسيح يسوع صارت الكنيسة موضع رضى الآب

*الكنيسة حلت محل اليهود

*المسيح يطلب من الكنيسة الصوم والصلاة

*يسوع المسيح يتمجد

    

آية 4:- واذ كانوا يكلمونه يوما فيوما ولم يكن يسمع لهم اخبروا هامان ليروا هل يقوم كلام مردخاي لانه اخبرهم بانه يهودي.

هل يقوم كلام مردخاى = أى هل كونه يهودياً يحله من إطاعة أمر الملك.

 

آية5:-  ولما راى هامان ان مردخاي لا يجثو ولا يسجد له امتلا هامان غضبا.

إمتلأ هامان غضباً = هذا مما يثبت كبرياء هامان الشديد.

 

آية 7:-  ي الشهر الاول اي شهر نيسان في السنة الثانية عشرة للملك احشويروش كانوا يلقون فورا اي قرعة امام هامان من يوم الى يوم ومن شهر الى شهر الى الثاني عشر اي شهر اذار.

كانوا يلقون فوراً = فوراً هى كلمة فارسية معناها قرعة. وهى نوع من العرافة لإكتشاف الأيام حسنة الطالع. فإن هامان كان يبحث عن طريق العرافين عن أكثر الأيام حظاً لضمان نجاح خطته وهى أن يضرب اليهود كلهم فى يوم واحد فيبيدهم. وكانت القرعة تتم بتحديد الشهر أولاً ثم بتحديد اليوم وتحدد ذلك عن طريق العرافين ليكون اليوم المحدد لإبادة اليهود هو يوم 13 من الشهر الأخير من السنة. وكانت الخطة أن يكون اليوم بعيداً حتى يعد هامان رجاله فى كل أنحاء المملكة فتكون الضربة نهائية. وإستصدر هامان أمراً من الملك بهذا وكان باقياً حوالى 11 شهراً منذ صدور القرار حتى يوم تنفيذه ونلاحظ :-

1-   طول الوقت سمح به الله ليستطيع اليهود تدبير طريقة للخلاص

2-   كان هذا اليوم هو يوم شؤم على هامان وهكذا كل من يلجأ للعرافين ولهذه الأساليب الشيطانية ويترك وعود الله الصادقة

3-   كانت هذه الحادثة بعد تتويج إستير بأربع سنوات

4-   كلمة فوراً هى أصل كلمة عيد الفوريم الذى فيه يذكر الشعب عمل الله فى خلاصهم

 

آية 8:-  فقال هامان للملك احشويروش انه موجود شعب ما متشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك وسننهم مغايرة لجميع الشعوب وهم لا يعملون سنن الملك فلا يليق بالملك تركهم.

خطة هامان ضد اليهود أن يجعل سمعتهم سيئة عند الملك فهو صورهم بأنهم مشردين مشتتين لا قيمة لهم وهم من أهل السبى فهم إذاً عبىء على المملكة وهم يسببون مشاكل فى الأماكن التى يسكنون فيها. ولهم عادات وسنن مختلفة عن فارس وعاداتهم ضارة فهم إذاً خطرين على المملكة فهم سيؤثرون على شعب المملكة بعاداتهم الغريبة. وهذه هى نفس خطة أعداء الكنيسة دائماً فهذا نفس ما عمله أعداء المسيحية أيام الإضطهادات. فكل مقاومى الكنيسة لهم أب واحد هو إبليس. وطريقة هامان هنا هى نفس خطة إبليس فى عرض الوقائع فهو يضع جزء من الكذب فى الخبر الصحيح " وهذا ما فعلته الحية مع حواء ". فشعب اليهود فعلاً لهم ناموس مختلف عن الوثنين ولكنهم ليسوا من مقاومى الملك.

 

آية 9:-  فاذا حسن عند الملك فليكتب ان يبادوا وانا ازن عشرة الاف وزنة من الفضة في ايدي الذين يعملون العمل ليؤتى بها الى خزائن الملك.

حتى يضمن هامان الشرير أن لا يرفض الملك نجده هنا يغريه بالمال ويعده بأن يدفع لهُ مقابل هذا 10.000 وزنة من الفضة فهامان يعرف جشع الملك ويعرف خسائره الكثيرة فى حربه مع اليونان. وكان هامان يمنى نفسه بأنه سيحصل على هذه الأموال من ثروات اليهود القتلى الذين كانوا أغنياء.

 

آية 10:-  فنزع الملك خاتمه من يده واعطاه لهامان بن همداثا الاجاجي عدو اليهود.

هذه الآية تشهد بإستهتار الملك الذى كان غالباً غارقاً فى خمره وشهواته.

 

آية11- وقال الملك لهامان الفضة قد اعطيت لك والشعب ايضا لتفعل به ما يحسن في عينيك.

الفضة أعطيت لك = الأموال تنتقل بالوراثة من الميت للوارث. فكأن الملك أعطى لهامان أن يقتل الشعب ويرثه هو. إلى هذه الدرجة وصل حب الملك وثقته فى هامان وحقاً كان من العجيب أن يتغير قلب الملك من حب وثقة فى هامان إلى عطف على اليهود وغيظ من هامان بل قتله ولكنها يد الله التى تعتنى بشعبه.

 

الآيات 13، 12:-  فدعي كتاب الملك في الشهر الاول في اليوم الثالث عشر منه وكتب حسب كل ما امر به هامان الى مرازبة الملك والى ولاة بلاد فبلاد والى رؤساء شعب فشعب كل بلاد ككتابتها وكل شعب كلسانه كتب باسم الملك احشويروش وختم بخاتم الملك.و ارسلت الكتابات بيد السعاة الى كل بلدان الملك لاهلاك وقتل وابادة جميع اليهود من الغلام الى الشيخ والاطفال والنساء في يوم واحد في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر اي شهر اذار وان يسلبوا غنيمتهم.

هذا يعتبر صورة لما حدث للبشر بسبب حسد إبليس، إذ صار الجميع تحت حكم الموت رو 12:5 + 20:8 ولكن هذا الحكم المر إنقلب على هامان خلال مردخاى وإستير بل صارت الحادثة عيداً لشعب الله وهكذا إن كنا بإبليس سقطنا تحت حكم الموت فبالمسيح (مردخاى) تمتعت إستير وشعبها (الكنيسة) بالخلاص والفرح وتحولت أحزان البشرية إلى أفراح(كو 15، 14:2).

 

آية 15: - فخرج السعاة وامر الملك يحثهم واعطي الامر في شوشن القصر وجلس الملك وهامان للشرب واما المدينة شوشن فارتبكت.

وجلس الملك وهامان للشرب = هو ملك فاسد فعلاً فبعد أن يأمر بإبادة شعب بأكمله يجلس للشرب، وهو أصدر قراره دون أن يفحص، بل سلم كل شىء فى يد هامان وإذ خشى هامان لئلا يتراجع الملك ويدرك الأمر أو يتحرك ضميره بسبب هذا القرارالوحشى صار يشرب مع الملك ليلهى الملك بملذاته على حساب شعبه

أما المدينة شوشن فإرتبكت = هو قرار عجيب قتل شعب بأكمله، إن دل على شىء فيدل على أن الملك بلا عقل وأن مشيروه فقدوا عقولهم فكيف يقتل شعب وتسلب أموالهم ويكون هذا بتسليح أعدائهم ليقتلوهم. وكان اليهود قد ذابوا وسط المجتمع الفارسى وتزاوجوا معهم وإختلطت مصالحهم. ولو بدأ حمام الدم فسيسيل حتى الدم الفارسى، فالفرس إختلطوا بالزواج مع اليهود. وسينهب اموال كثيرة من الفرس بالإضافة إلى أن الفرس حينما عاشروا اليهود وجدوهم مسالمين لم يؤذوا أحداً فإضطرب الشعب بسبب اوامر المذبحة ضدهم وكان حزن فى وسط الشعب فنحن لا نتصور أن الشعب كله كانوا أشرار بلا ضمير ولا عدل ولا رحمة حتى وإن كان لهم ملك فاسد كهذا الملك.

الإصحاح الرابع

آية 1:-  ولما علم مردخاي كل ما عمل شق مردخاي ثيابه ولبس مسحا برماد وخرج الى وسط المدينة وصرخ صرخة عظيمة مرة.

إذ سمع مردخاى بما فعله هامان تذلل أمام الله، وكان شق ثيابه علامة الحزن الشديد ولبس المسوح علامة إنسحاق قلبه، فهو يعلم أن ما حدث كان بسببه. ولكن مردخاى كان شجاعاً فلم يختفى بل التجأ إلى الله فى تذلل وبدأ يفكر بحكمة فى طريقة لإنقاذ شعبه وإن كان مردخاى يمثل المسيح. فالمسيح خلص شعبه

مردخاى خلع ثيابه

لبس المسوح

خرج هكذا إلى المدينة

صرخ صرخة مرة

المسيح اخلى ذاته لأجلنا

المسيح لبس جسدنا

المسيح جاء إلى العالم

المسيح صرخ على الصليب

 

آية 2:-  وجاء الى قدام باب الملك لانه لا يدخل احد باب الملك وهو لابس مسحا.

لم يدخل مردخاى القصر بسبب مسوحه فالملوك الزمنيين يعيشون فى قصورهم لا يبالون بشعبهم المتألم، بل لا يريدون رؤية الحزانى، أما ملكنا السماوى فنزل لذلنا ليرفعنا لمجده.

 

آية3:- وفي كل كورة حيثما وصل اليها امر الملك وسنته كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب وانفرش مسح ورماد لكثيرين.

كانت مناحة = فيها ندموا أنهم لم يعودوا لأورشليم حينما سمح لهم كورش بذلك.

إنفرش مسح = تحولت حياة اليهود إلى مناحة فى كل مكان وصل إليه قرار الملك هكذا صلى المؤمنين أن يذكروا يوم الرب العظيم فيبكوا على خطاياهم.

 

آية 4:-  فدخلت جواري استير وخصيانها واخبروها فاغتمت الملكة جدا وارسلت ثيابا لالباس مردخاي ولاجل نزع مسحه عنه فلم يقبل.

أخبرت إستير بما فعله مردخاى، ولم تكن تعلم قرار الملك. وسمعت أن مردخاى بسبب مسوحه لا يستطيع دخول القصر بل هو قدام باب الملك (2). فأرسلت ثياباً له

آية 5:- فدعت استير هتاخ واحدا من خصيان الملك الذي اوقفه بين يديها واعطته وصية الى مردخاي لتعلم ماذا ولماذا.

أرسلت إستير هتاخ (ويبدو أنه يهودى فمردخاى قال لهُ كل شىء) لتعلم ماذا ولماذا أى ماذا حدث ولماذا يرتدى مردخاى المسوح.

 

آية11:-  ان كل عبيد الملك وشعوب بلاد الملك يعلمون ان كل رجل دخل او امراة الى الملك الى الدار الداخلية ولم يدع فشريعته واحدة ان يقتل الا الذي يمد له الملك قضيب الذهب فانه يحيا وانا لم ادع لادخل الى الملك هذه الثلاثين يوما.

شريعة واحدة = أى شريعة بالسوية على الكل. والشريعة أى قانون المملكة هذه سنها ديوسيس ملك مادى الأول ليزيد من سلطته وبعده تبناها ملوك الفرس وبناء على هذه الشريعة خافت إستير أن تدخل للملك فهو لم يدعها للدخول منذ 30 يوماً.

 

الآيات 14، 13:- فقال مردخاي ان تجاوب استير لا تفتكري في نفسك انك تنجين في بيت الملك دون جميع اليهود.لانك ان سكت سكوتا في هذا الوقت يكون الفرج والنجاة لليهود من مكان اخر واما انت وبيت ابيك فتبيدون ومن يعلم ان كنت لوقت مثل هذا وصلت الى الملك.

رد مردخاى على إستير يمثل منتهى الفهم الروحى العميق ويشتمل على :-

1-   هو آمن أن الخلاص قادم لا محالة، إذاً صراخه وإنسحاقه لم يكونا عن يأس بل برجاء

2-   الخلاص سيأتى بإستير أو بغيرها لكنه سوف يأتى

3-  الله له وسائله فى تدبير الخلاص لشعبه ولن يعدم الوسيلة. ولكن من سيتجاوب مع دعوة الله ويكون أداة الخلاص سيكون لهُ إكليل. وعلى إستير أن تنتهز الفرصة ليكن لها دور فى الخلاص القادم حتى لا تخسر إكليلها.

4-  الله وضع إستير فى هذا المركز حتى يكون لها دور فى خلاص شعبها " والله يضع كل منا فى مركزه وفى مكان وفى زمان ليكون قادراً أن يقدم خدمة لإخوته وكنيسته.

5-  على إستير أن تخرج من دائرة الأنا الضيقة مفتكرة فى نفسها أنها ملكة ولن يستطع أحد أن يمسها بسوء، لأن ما يصيب شعبها يمس حياتها وحياة بيت أبيها، وعليها أن لا تخاف من الموت فماذا تنتفع لو عاشت هى وقتل شعبها كله.

نظرة مردخاى نظرة كلها إيمان بأن الله سيد التاريخ، ومهما كانت المؤامرات التى تحاك ضد شعبه فهو قادر أن يجد لها حلاً فقبل أن تكتمل مؤامرة هامان بأربع سنوات سمح الله لإستير أن تجلس كملكة لتنقذ شعبها ولكن الله يطلب أدوات وطوبى لمن يخضع لخطة الله ويعمل كاداة للخلاص فى كرم الرب فهذا لهُ إكليل.

 

آية 16:-  اذهب اجمع جميع اليهود الموجودين في شوشن وصوموا من جهتي ولا تاكلوا ولا تشربوا ثلاثة ايام ليلا ونهارا وانا ايضا وجواري نصوم كذلك وهكذا ادخل الى الملك خلاف السنة فاذا هلكت هلكت.

لم تفكر إستير بطريقة بشرية زمنية، فهى لم تهتم كيف تتزين لتجذب الملك، بل لجأت للصوم والصلاة، وطلبت أن يشترك معها مردخاى واليهود، كما أشركت جواريها معها. فنحن نؤمن أن الله سيتدخل ويدبر الخلاص لشعبه لكن علينا بالتذلل والإنسحاق فى صوم وصلاة وبهذا نغلب. وهذا الصوم والصلاة هو الذى فتح قلب الملك المتوحش لإستير ولنعرف صورة عن وحشيته " فى حرب من حروبه طلب إليه ليسياس صديقه أن يترك إبنه الأبكر ولا يأخذه فى الحرب وقدم لهُ خمسة من إخوته الاخرين فما كان منهُ إلا أن أمر بشطر الولد إلى شطرين وطلب من الجند أن يسيروا على جثته حتى يعرف الكل حزمه وصرامته " لكن صلاة إستير وصومها غيرا هذا القلب. والصوم 3 أيام يشير لقبول الألام مع المسيح 3 أيام فى قبره لتكون لنا قيامة معه. ولاحظ أن إستير لم تلق باللوم على مردخاى بل صلت وصامت فإستير تمثل الكنيسة المطيعة لمسيحها (مردخاى) تصلى عن شعبها وتضحى بنفسها لأجل أولادها.

الإصحاح الخامس

الآيات 1-4:-  وفي اليوم الثالث لبست استير ثيابا ملكية ووقفت في دار بيت الملك الداخلية مقابل بيت الملك والملك جالس على كرسي ملكه في بيت الملك مقابل مدخل البيت.فلما راى الملك استير الملكة واقفة في الدار نالت نعمة في عينيه فمد الملك لاستير قضيب الذهب الذي بيده فدنت استير ولمست راس القضيب.فقال لها الملك ما لك يا استير الملكة وما هي طلبتك الى نصف المملكة تعطى لك. فقالت استير ان حسن عند الملك فليات الملك وهامان اليوم الى الوليمة التي عملتها له.

وفى اليوم الثالث = أى اليوم الثالث من الصوم ورقم (3) يشير للقيامة وبهذا نفهم أن وليمة أستير تشير إلى الصليب فبه خلص الله شعبه وصلب إبليس وكل أعماله الشريرة، فما أصاب هامان كان بعد هذه الوليمة، وما أصاب الشيطان من هلاك كان بصليب الرب القائم من الأموات، على الصليب هلك هامان الحقيقى أى إبليس لأن المرتفع على الصليب هو " القيامة " بعينه ولأن إستير إنطلقت للملك فى اليوم الثالث كانت مرتدية الثياب الملكية. وبحكمة أعدت وليمة للملك لتسر قلبه. وكما ذهب هامان إلى الوليمة فرحاً شاعراً أنه يوم إنتصار لهُ، ذهب الشيطان للصليب شاعراً أنه يوم إنتصاره وكما كانت هذه الوليمة هزيمة وإنكسار لهامان، هكذا كان الصليب للشيطان.

 

آية8:- ان وجدت نعمة في عيني الملك واذا حسن عند الملك ان يعطى سؤلي وتقضى طلبتي ان ياتي الملك وهامان الى الوليمة التي اعملها لهما وغدا افعل حسب امر الملك.

لا نعرف لماذا أجلت إستير طلبتها من الملك ربما لأنها شعرت أنه مسرور أثناء الوليمة فأرادت أن تدخل سروراً أكثر إلى قلبه، وربما أنها أرادت أن تصلى فتزداد شجاعتها، أو لعلها بحكمتها لم ترد أن تتعجل الطلب حتى لا يشعر الملك انها إستغلت حبه لها لتضغط عليه. لكن الأحداث بعد هذا كشفت أن هذا التأجيل كان بتدبير إلهى فحين أجلت إستير طلبها إلى غد كان شر هامان قد إكتمل وإمتلأ كأس شره بصنع صليب لمردخاى وفى نفس الليلة ينزع نوم الملك منه ويذكر أن مردخاى أنقذ حياته من الموت فيكون صليب مردخاى لهامان نفسه وكأن هامان أشعل ناراً ليحترق بها هو نفسه عوضاً عن حرق مردخاى عدوه.

والآن نسأل من الذى جعل إستير تطلب التأجيل للغد مرتين؟ الإجابة هى حكمة من الله

ومن الذى أعطاها هذه الحكمة؟ والإجابة ألم تصلى وتصوم فالله سمع وإستجاب " إسألوا تعطوا". ولماذا طلبت إستير أن يأتى هامان لوليمتها؟ هى أرادت أن تشتكيه للملك لكن فى مواجهة حتى لا تكون لهُ فرصة أن يدبر مؤامرة من ورائها بل تفاجئه امام الملك.

 

آية9:-  فخرج هامان في ذلك اليوم فرحا وطيب القلب ولكن لما راى هامان مردخاي في باب الملك ولم يقم ولا تحرك له امتلا هامان غيظا على مردخاي.

هذا فكر المتكبر دائماً فهو لا يهدأ إن رأى أحداً لا يعطيه إحتراماً فهو يطلب إحترام وتوقير كل أحد ولا يشبع من هذا أبداً، فهو فى نظر نفسه يستحق كل إحترام وتوقير. وهذا المتكبر الذى لا يفكر إلا فى نفسه شبع تكريماً فى وليمة الملكة وفى صحبته للملك لكنه حين رأى مردخاى وأنه رفض السجود لهُ كان كل التكريم الذى رآه لا يساوى شيئاً. وبذلك يعيش المتكبر دائماً غير سعيداً وغير راضياً بسبب أى بادرة من شخص تدل على أنه لا يعطيه كل الإحترام لكن السبب الحقيقى وراء الألم الذى يشعر به المتكبر ليس أنه فقد إحترام شخص ما بل لأنه فاقد وجود الله فى قلبه وهكذا كل خاطىء. فأخاب كان سر ألمه ليس أن نابوت لم يعطه أرض كرمه بل لأن الله ليس فى قلبه فلا سلام لهُ. ولاحظ كيف إمتلأت نفس هامان عظمة = فخرج فرحاً وطيب القلب بسبب دعوة الملكة له وتصور أن هذه الدعوة هى لتعظيمه ولم يعلم أنها لهلاكه، فكل متكبر يظل ينتفخ إلى أن يهلك بسبب تصورات كبرياء قلبه. ونجد هامان فى كبريائه:-

1-   أراد أن يكرم كملك فارس(6:6-9) فقلب المتكبر لا يشبع أبداً

2-   هو ظن أن الملك لا يتكلم عن سواه فهو لا يفكر سوى فى نفسه ويدور حول ذاته فقط.

3-   غضبه الجنونى على مردخاى بل التفكير فى قتل شعب باكمله بسبب هذا الغضب.

وماذا تكون نتيجة الكبرياء؟ حياة معذبة بلا سلام وخسارته لحياته الأبدية، وصلبه على الصليب بدلاً من مردخاى فهو خسر كل شىء حياته وبيته وكرامته وأبديته.

 

الآيات 12، 11:-  وعدد لهم هامان عظمة غناه وكثرة بنيه وكل ما عظمه الملك به ورقاه على الرؤساء وعبيد الملك.و قال هامان حتى ان استير الملكة لم تدخل مع الملك الى الوليمة التي عملتها الا اياي وانا غدا ايضا مدعو اليها مع الملك.

 

هذه سمة أخرى للمتكبر فهو دائم الحديث عن نفسه.

 

آية14:-  فقالت له زرش زوجته وكل احبائه فليعملوا خشبة ارتفاعها خمسون ذراعا وفي الصباح قل للملك ان يصلبوا مردخاي عليها ثم ادخل مع الملك الى الوليمة فرحا فحسن الكلام عند هامان وعمل الخشبة

هامان فى غيظه لم يستطع أن ينتظر اليوم الذى حددته القرعة بل هو يريد إنتقاماًفورياً من مردخاى لذلك رحب بفكرة صلبه. وهذا ما حدث مع إبليس لكن تدبيره إرتد فوق راسه كو 15، 14:2. الصليب الذى أعطانا الحرية ورمزه هنا صليب هامان وطوله 50 ذراعاً ورقم 50 يشير للحرية (سنة اليوبيل التى فيها يتحرر العبيد) فبالصليب تحررنا.

الإصحاح السادس

الآيات 1-4:-  في تلك الليلة طار نوم الملك فامر بان يؤتى بسفر تذكار اخبار الايام فقرئت امام الملك.فوجد مكتوبا ما اخبر به مردخاي عن بغثانا وترش خصيي الملك حارسي الباب اللذين طلبا ان يمدا ايديهما الى الملك احشويروش.فقال الملك اية كرامة وعظمة عملت لمردخاي لاجل هذا فقال غلمان الملك الذين يخدمونه لم يعمل معه شيء.فقال الملك من في الدار وكان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك ان يصلب مردخاي على الخشبة التي اعدها له.

كل الأمور اعمل معاً للخير... لخير شعب الله. ولنرى التوقيت العجيب فبينما كانت إستير تعد الوليمة ولم يكن سهلاً عليها أن تهاجم هامان المحبوب لدى الملك، وكان هامان يسهر الليلة كلها يعد لمردخاى صليباً ضخماً، كان الله يستخدم كل الأحداث معاً لتحقيق خطته الخلاصية فى أروع صورة، ونجد الله نفسه ينزع نوم الملك " وهذا ليس فى إمكان إستير ولا مردخاى أن يفعلوه.... لكن ما علينا أن نصلى ونجاهد بقدر ما نستطيع فيعمل الله ما لا نستطيعه نحن". ويطلب الملك بالذات سفر أخبار الأيام ويسمع ما عمله مردخاى فيطلب مكافأته. هنا ونذكر قصة تفسيرية من الترجوم اليهودى " التقليد اليهودى" فهم يقولون أن الملك حلم حلماً فى تلك الليلة أطار النوم من عينه فهو رأى فى منامه رجلاً يكلمه قائلاً إن هامان يخطط لأن يأخذ منك العرش ويقتلك، وأنه سيأتى صباحاً لك ليطلب قتل من أنقذ حياتك من قبل. والرجل فى الحلم أشار على الملك بأن يسأل هامان هذا السؤال " ماذا أفعل للرجل.." لذلك نجد أن الملك سأل من الذى أنقذ حياته وبماذا كوفىء هذا الشخص ثم سأل من الذى فى القصر الآن وحين عرف أنه هامان إضطرب"

عموماً هذا ما ورد فى الترجوم وربما يفسر آية4، لكن المهم أن الأمور كلها تم ترتيبها بطريقة يعجز عنها أى فكر بشرى. إذاً هى يد الله. وهى إستجابة الله لصلوات مردخاى وإستير بل والشعب كله. ولنتأمل حياة ومواقف مردخاى القديس:-

1-   لم يقبل أن ينافق هامان فيما حسبه خيانة لله معرضاً نفسه لإنتقامه وذلك لغيرته لله.

2-   لم يطلب جزاءً عن كشفه المؤامرة ضد الملك

3-   لبسه المسوح وحزنه حينما عرف أن الإنتقام سيكون على كل شعبه

4-   صلاته وتذلله ودموعه ولبسه المسوح عن شعبه

5-   تدبيره وتوجيهاته لإستير " فهو لم يكتفى بالصلاة بل كان له عمل وجهاد"

6-   إيمانه بأن الله لابد وسينقذ شعبه بعنايته وتدبيره.

 

آية 5:-  فقال غلمان الملك له هوذا هامان واقف في الدار فقال الملك ليدخل.

جاء هامان فى الصباح المبكر بعد ليلة ربما قضاها مع النجارين فى عمل الصليب، وهو أتى ليقابل الملك ليستأذنه فى صلب مردخاى حتى ينعم بالسلام الداخلى قبل تمتعه بوليمة إستير.

 

الآيات 6-9:-  ولما دخل هامان قال له الملك ماذا يعمل لرجل يسر الملك بان يكرمه فقال هامان في قلبه من يسر الملك بان يكرمه اكثر مني.فقال هامان للملك ان الرجل الذي يسر الملك بان يكرمه.ياتون باللباس السلطاني الذي يلبسه الملك وبالفرس الذي يركبه الملك وبتاج الملك الذي يوضع على راسه.و يدفع اللباس والفرس لرجل من رؤساء الملك الاشراف ويلبسون الرجل الذي سر الملك بان يكرمه ويركبونه على الفرس في ساحة المدينة وينادون قدامه هكذا يصنع بالرجل الذي يسر الملك بان يكرمه.

هامان فى كبرياء قلبه ظن أنه ليس من إنسان يحبه الملك مثله، فبالغ فى التكريم جداً ولم يُدرك أنه قبل الكسر الكبرياء أم 18:16. ولقد حمل هامان روح إبليس الذى كرمه الله من قبل السقوط فكان كاروباً مع أعلى الطغمات السمائية، وفى كبرياء أراد أن يختلس ما لله لحساب نفسه، هكذا أراد هامان أن يختلس ثوب الملك وفرسه وكرامته.

وفى (8) وبتاج الملك الذى يوضع على رأسه :- قد يكون المقصود التاج الملكى فعلاً ولكن يقال أن تركيب الجملة فى العبرانية يشير لتاج يوضع على رأس إشارة لأن الراكب هو الملك، هو شىء مثلما يوضع الآن علم على سيارات الرؤساء.

 

آية 10:-  فقال الملك لهامان اسرع وخذ اللباس والفرس كما تكلمت وافعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في باب الملك لا يسقط شيء من جميع ما قلته.

حقاً يرفع الله المتضعين وينزل الأعزاء عن الكراسى " فالله رفع مردخاى المتضع إلى كرامة فائقة. أما هامان المتكبر فهوى إلى أسفل. ورفع مردخاى يشير لمجد المسيح بعد إتضاعه.

 

آية12- ورجع مردخاي الى باب الملك واما هامان فاسرع الى بيته نائحا ومغطى الراس.

إذ كُرم مردخاى فى ساحة المدينة ونال مجداً لم يكن يتوقعه احد عاد إلى بيت الملك مرفوع الرأس أما هامان الذى كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحاً ومغطى الرأس وكانت تغطية الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار (2 صم 30:15) فمن لا يسعى وراء الكرامة ويرفضها تجرى وراءه الكرامة ومن يجرى وراء الكرامة تهرب منهُ الكرامة.

رجع مردخاى إلى باب الملك = أى إلى عمله الأصلى كبواب. فهو رجل متواضع لا يريد شيئاً فهو قبل ما أمر به الملك، هو لم يسعى إلى شىء وعاد سريعاً لعمله كبواب دون تذمر ودون طلبات. ولم يعطى لنفسه قدراً أكبر من حجمه. هو نال إكراماً لمدة ساعة ثم عاد لباب الملك ولكن بعد ذلك صار عظيماً عند الملك بينما فقد هامان ثقة الملك.

 

آية 13:-  وقص هامان على زرش زوجته وجميع احبائه كل ما اصابه فقال له حكماؤه وزرش زوجته اذا كان مردخاي الذي ابتدات تسقط قدامه من نسل اليهود فلا تقدر عليه بل تسقط قدامه سقوطا.

عاد هامان إلى بيته ليلتقى مع زوجته وحكمائه (السحرة) الذين حطموا نفسه بالأكثر فهم أدركوا أن تخطيطهم الذى إنقلب رأساً على عقب ضد مردخاى هو ليس مصادفة بل أن هناك يد خفية قوية وراء الأمر وأن ما حدث هو بداية إنهيار هامان وسقوطه للنهاية.

 

آية 14:- فيما هم يكلمونه وصل خصيان الملك واسرعوا للاتيان بهامان الى الوليمة التي عملتها استير

وصل خصيان الملك = فهو تأخر عن الذهاب إذ صار متراخياً محطماً لا رجاء لهُ فى شىء.

الإصحاح السابع

 

آية 1:-  فجاء الملك وهامان ليشربا عند استير الملكة.

وليمة إستير تشير لوليمة الصليب التى يشرب فيها الملك بفرح إذ أنقذ خاصته فصاروا له أبناء وفى ذات الوليمة شرب الشيطان (هامان) من كأس غضب الله لأعماله الشريرة.

 

آية2:-  فقال الملك لاستير في اليوم الثاني ايضا عند شرب الخمر ما هو سؤلك يا استير الملكة فيعطى لك وما هي طلبتك ولو الى نصف المملكة تقضى.

لك بإستير وشرب من محبتها، نجده هنا يناديها بإسمها ويسألها أن تطلب ولو إلى نصف مملكته، إذ حسبها له وشريكة معه فى مجده بل يسميها الملكة ليذكرها بمركزها الملوكى فمن حقها أن تطلب بدالة وجرأة وهذه مشاعر الله نحونا  يو 24:16.

 

الآيات 4، 3:-  فاجابت استير الملكة وقالت ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك ايها الملك واذا حسن عند الملك فلتعطى لي نفسي بسؤلي وشعبي بطلبتي.لاننا قد بعنا انا وشعبي للهلاك والقتل والابادة ولو بعنا عبيدا واماء لكنت سكت مع ان العدو لا يعوض عن خسارة الملك.

طريقة إستير فى عرضها لقضيتها كانت مؤثرة جداً فى الملك الذى يحبها جداً إذ هى فاجأته 1- بأن حياتها وهى محبوبته معرضة للخطر

2حياة شعب بأكمله هو شعبها معرضة للخطر

1-   هى لا تطلب سوى أن تعيش ولا تقتل هى وشعبها.

ولقد تعجب الملك من يجسر أن يقتل الملكة زوجته ومحبوبته هى وشعبها وأصدقائها. وكلمات إستير كانت تكرار للكلمات التى وضعها هامان فى القرار الذى وقعه الملك وللهلاك والقتل والإبادة. وإستير فى طلبها عن شعبها كانت رمزاً للكنيسة الأم حين تطلب عن شعبها وكل أبنائها. وكما صامت إستير هكذا تصوم الكنيسة وتصلى عن شعبها.

 

آية 5:-  فتكلم الملك احشويروش وقال لاستير الملكة من هو واين هو هذا الذي يتجاسر بقلبه على ان يعمل هكذا.

قول الملك من يتجاسر أن يفعل هذا يدل أنه حين وقع أمر إبادة اليهود كان فى حالة من عدم الإدراك ملهياً بملذاته واكله وشربه وكان هذا عنده أهم من حياة مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال.

 

آية 6فقالت استير هو رجل خصم وعدو هذا هامان الردي فارتاع هامان امام الملك والملكة.

هنا إستير تفضح هامان الردىء الخصم فوليمة الصليب كانت خلاصاً للكنيسة (أستير) وفضيحة للشيطان (إبليس رمزه هامان) كو 15:2. فإرتاع هامان = هذا ما حدث لإبليس.

 

 الآيات 9، 8:-  ولما رجع الملك من جنة القصر الى بيت شرب الخمر وهامان متواقع على السرير الذي كانت استير عليه قال الملك هل ايضا يكبس الملكة معي في البيت ولما خرجت الكلمة من فم الملك غطوا وجه هامان.فقال حربونا واحد من الخصيان الذين بين يدي الملك هوذا الخشبة ايضا التي عملها هامان لمردخاي الذي تكلم بالخير نحو الملك قائمة في بيت هامان ارتفاعها خمسون ذراعا فقال الملك اصلبوه عليها.

إنطراح هامان امام إستير، هو إنطراح إبليس تحت قدمى المخلص وتحت أقدام كنيسته التى أعطاها المخلص سلطاناً أن تدوس على الحيات والعقارب. وقد خرج الملك إلى حديقة القصر وكانت مشاعره أولاً هى مشاعر تعجب مما سمع وتحولت لمشاعر غيظ من نفسه لأنه إنساق وراء هذا المخادع فخدعه ومن هامان لأنه خدعه، وكان يفكر فيما هو واجب عليه الآن وماذا يعمل. ثم دخل فوجد هامان منطرحاً أمام الملكة فشك الملك فى أنه يريد بها شراً = يكبس الملكة معى فى البيت = ربما ظن أنه يريد قتلها. ومن المؤكد فإن هامان فى رعبه ما كان يمكنه أن يفعل هذا ولكن كل تصرف من هامان الآن أصبح موضع شك. وكانت كلمات الملك فى ثورته مؤشراً للواقفين أنه حكم عليه بالموت لذلك غطوا وجهه إستعداداً لقتله بل هو صُلب على ذات الخشبة التى أعدها لمردخاى، منتهى العدل (أم 8:11).

الإصحاح الثامن

الآيات 2، 1:-  في ذلك اليوم اعطى الملك احشويروش لاستير الملكة بيت هامان عدو اليهود واتى مردخاي الى امام الملك لان استير اخبرته بما هو لها.و نزع الملك خاتمه الذي اخذه من هامان واعطاه لمردخاي واقامت استير مردخاي على بيت هامان.

هامان ثبت أنه يخطط ضد سلام المملكة. ومردخاى ثبت أنه أنقذ حياة الملك ورمزياً :- إن كان إبليس هامان الحقيقى، قد وضع فى قلبه أن يغتصب قلب الإنسان ويرثه بعد أن يحطمه ويهلكه، فخلال وليمة الصليب إستولى الإنسان على مركز الشيطان قبل السقوط وصار كمن قد دخل إلى الطغمات السماوية كواحد منها. ولقد سقط العدو إلى الهاوية ليقوم الإنسان ويرتفع إلى السماء ويملك عوض العدو الساقط. إن كان الشيطان قد أقام نفسه رئيساً لهذا العالم بإغراءات الخطية (يو 31:12) مغتصباً بيت الإنسان الذى وهبه لنا الله لنسكن فيه بسلطان، فخلال وليمة الصليب لم يسترد الإنسان بيته فحسب إنما إرتفع إلى السماء.

 

الآيات 3-8:-  ثم عادت استير وتكلمت امام الملك وسقطت عند رجليه وبكت وتضرعت اليه ان يزيل شر هامان الاجاجي وتدبيره الذي دبره على اليهود.فمد الملك لاستير قضيب الذهب فقامت استير ووقفت امام الملك.و قالت اذا حسن عند الملك وان كنت قد وجدت نعمة امامه واستقام الامر امام الملك وحسنت انا لديه فليكتب لكي ترد كتابات تدبير هامان بن همداثا الاجاجي التي كتبها لابادة اليهود الذين في كل بلاد الملك.لانني كيف استطيع ان ارى الشر الذي يصيب شعبي وكيف استطيع ان ارى هلاك جنسي.فقال الملك احشويروش لاستير الملكة ومردخاي اليهودي هوذا قد اعطيت بيت هامان لاستير اما هو فقد صلبوه على خشبة من اجل انه مد يده الى اليهود.فاكتبا انتما الى اليهود ما يحسن في اعينكما باسم الملك واختماه بخاتم الملك لان الكتابة التي تكتب باسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد.

لقد مات هامان ولكن المشكلة باقية فالقرار الذى وقعه الملك بإبادة اليهود مازال سارى المفعول لأن الكتابة التى تكتب بإسم الملك وتختم بخاتمه لا ترد. لذلك جاءت إستير للملك باكية لينقذ شعبها وبحكمتها لم تثير الملك قائلة " إنقذ شعبى من قرارك الظالم. بل أن يزيل شر هامان وتدبيره، فهى نسبت الشر لهامان وليس للملك وهنا هى ترجو الملك أن يجد طريقة يرفع بها الشر عن اليهود وكان رد الملك عليها " هوذا قد أعطيت بيت هامان لإستير... ليثبت حسن نيته ومحبته لكن واضح أن الملك لم يكن يعلم كيف يحل هذه المشكلة التى وضع نفسه فيها. فهو وقع قرار بإبادة اليهود والآن هو لا يريد إبادتهم وإلا قتل زوجته المحبوبة ضمناً وقرارات الملوك لا ترد. ولقد وجد الملك أسهل حل أن يترك حل المشكلة لمردخاى وأستير = فأكتبا أنتما إلى اليهود ما يحسن فى أعينكما.

 

الآيات 9-14:-  فدعي كتاب الملك في ذلك الوقت في الشهر الثالث اي شهر سيوان في الثالث والعشرين منه وكتب حسب كل ما امر به مردخاي الى اليهود والى المرازبة والولاة ورؤساء البلدان التي من الهند الى كوش مئة وسبع وعشرين كورة الى كل كورة بكتابتها وكل شعب بلسانه والى اليهود بكتابتهم ولسانهم. فكتب باسم الملك احشويروش وختم بخاتم الملك وارسل رسائل بايدي بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك.التي بها اعطى الملك اليهود في مدينة فمدينة ان يجتمعوا ويقفوا لاجل انفسهم ويهلكوا ويقتلوا ويبيدوا قوة كل شعب وكورة تضادهم حتى الاطفال والنساء وان يسلبوا غنيمتهم.في يوم واحد في كل كور الملك احشويروش في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر اي شهر اذار.صورة الكتابة المعطاة سنة في كل البلدان اشهرت على جميع الشعوب ان يكون اليهود مستعدين لهذا اليوم لينتقموا من اعدائهم.فخرج البريد ركاب الجياد والبغال وامر الملك يحثهم ويعجلهم واعطي الامر في شوشن القصر.

كان الحل أن يصدر الملك مرسوماً جديداً يعطى لليهود الحق أن يحاربوا أعدائهم لذلك قامت حرب بين اليهود وأعدائهم بسبب أن هناك أمرين متعارضين وما حدث ما هو إلا بربرية ووحشية ولكن هذه هى عادات العصور القديمة وإن أثبتت شىء ستثبت فساد القوانين التى كانت تحكم هذه البلاد. فما معنى أنه لا تغيير لقانون أصدره الملك، فهذا القانون ضد المنطق الإنسانى فمن هو الإنسان الذى لا يخطىء؟ وهنا ثبت أن الملك كان قراره خاطىء وندم هو نفسه على قراره. وكان نتيجة القراران المتعارضان حرب أهلية بأمر الملك ولقد إستعد الطرفان جيداً لهذه المعركة. فكان متبقياً على ميعاد المعركة أكثر من ثمانية أشهر فالقرار الثانى صدر بعد الأول بحوالى شهرين ونصف الشهر. حقاً ما حدث هو وحشية وبربرية أثبتت كبرياء الإنسان الفارغ الذى به تصور ملوك فارس أنهم لا يخطئون ولكن ما حدث هو صورة رائعة يكمل بها الرمز فى قصة إستير. فمعركة الصليب هُزم فيها الشيطان وقُيد بسلاسل رؤ 2، 1:20 لكن كان لابد وأن تجاهد الكنيسة وتحارب ضد هذا العدو المهزوم اليائس حروباً روحية أف 10:6-18. وليكمل الرمز أكثر راجع الآية 3:9 وكل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود = هذه ترمز لأننا فى معركتنا مع إبليس يساندنا الملائكة والقديسين وكل جنود الملك السماوى" وهذا ما قصده بولس الرسول بقوله " لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع امامنا عب 1:12.

وفى آية 10:- الرمك = جمع رمكة أى الفرس التى تتخذ للنسل وفى آية (11) حتى الأطفال والنساء وأن يسلبوا غنيمتهم = القرار صدر بنفس كلمات قرار هامان الأول ليكون للقرار قوة معادلة للقرار الأول (راجع 13:3) ويكون فى يد اليهود قرار بنفس القوة التى للقرار الذى فى يد أعدائهم. ولكن اليهود لم يفعلوا هذا بأعدائهم (16، 15، 10:9).

 

الآيات 15-17- وخرج مردخاي من امام الملك بلباس ملكي اسمانجوني وابيض وتاج عظيم من ذهب وحلة من بز وارجوان وكانت مدينة شوشن متهللة وفرحة.و كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة. وفي كل بلاد ومدينة كل مكان وصل اليه كلام الملك وامره كان فرح وبهجة عند اليهود وولائم ويوم طيب وكثيرون من شعوب الارض تهودوا لان رعب اليهود وقع عليهم.

فرحت شوشن بمردخاى بدلاً من هامان فغالباً إشتهر هامان بشره وجشعه والشعب فرح بخلاصه من هذا الشرير الذى كان قد إستولى على عقل الملك. ورمزياً :-

لم يكن ممكناً لمدينة شوشن أن ينزع عنها ثياب الحداد وتدخل إلى حياة التهليل والفرح ما لم يتمجد مردخاى أولاً أمام الملك ويرتدى اللباس الملوكى والتاج الذهبى والحلة التى من البز والأرجوان. وهكذا ما كان للكنيسة أن تتمتع بالتهليل السماوى والفرح الروحى ما لم يتمجد عريسها المسيح يسوع ويرتفع لأبيه، فهو كما انه من أجلنا أخلى ذاته فمن أجلنا أيضاً تمجد لكى يمجدنا معهُ. الإسمانجونى = لون سماوى إشارة للمسيح الذى نزل من السماء وصعد إلى السماء. والأبيض = رمز البر والقداسة والبز والأرجوان = لباس الملوك والمسيح أعطى هذه الصفات لكنيسته فبه نصير ملوكاً (رؤ 6:1) ونلبس طبيعة سماوية نقية.

كثيرون تهددوا = إذ رأى الأمم ما صنعه الرب مع اليهود آمنوا به. وهكذا إذ تمجد المسيح وصارت للكنيسة الطبيعة السماوية إجتذبت لها الأمم وآمن العالم كله بالمسيح.

الإصحاح التاسع

وصل لكل الكور منشوران ملكيان:

·        الأول من هامان بتاريخ 13/1 يطلب قتل اليهود وإبادتهم.

·    الثانى من مردخاى بتاريخ 23/3 يخول لليهود السلطة بالدفاع عن أنفسهم ولقد تحدد فى المنشوران ميعاداً لهذه المعركة بتاريخ 13/12 فإستعد الطرفان للمعركة.

 

الآيات 1-10:- وفي الشهر الثاني عشر اي شهر اذار في اليوم الثالث عشر منه حين قرب كلام الملك وامره من الاجراء في اليوم الذي انتظر فيه اعداء اليهود ان يتسلطوا عليهم فتحول ذلك حتى ان اليهود تسلطوا على مبغضيهم.اجتمع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك احشويروش ليمدوا ايديهم الى طالبي اذيتهم فلم يقف احد قدامهم لان رعبهم سقط على جميع الشعوب.و كل رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لان رعب مردخاي سقط عليهم.لان مردخاي كان عظيما في بيت الملك وسار خبره في كل البلدان لان الرجل مردخاي كان يتزايد عظمة.فضرب اليهود جميع اعدائهم ضربة سيف وقتل وهلاك وعملوا بمبغضيهم ما ارادوا.و قتل اليهود في شوشن القصر واهلكوا خمس مئة رجل.و فرشنداثا ودلفون واسفاثا.و فوراثا وادليا واريداثا.و فرمشتا واريساي واريداي ويزاثا.عشرة بني هامان بن همداثا عدو اليهود قتلوهم ولكنهم لم يمدوا ايديهم الى النهب.

لقد ساعد الرؤساء اليهود لأنهم فهموا ما حدث وكيف أن الملك يسهل الطريق لليهود فناصروا اليهود فهذه إرادة الملك والملكة. وبالرغم من المنشور الثانى نجد أن الأعداء بدأوا بمقاومة اليهود = الذى إنتظر فيه أعداء اليهود أن يتسلطوا عليهم. وفى آية (2) يقول طالبى أذيتهم. عدو الكنيسة دائماً لا يهدأ فهو يهيج على الكنيسة ولا يفهم الدرس أبداً فهو فيما يظن نفسه أنه قادر على الغلبة ينهزم تحت قدميها. فلقد صُلب هامان على الخشبة التى أعدها لمردخاى. ولكن محاولات العدو لا تهدأ ضد شعب الله وفى كل مرة ينهزم لكنه لا ييأس. وها هو يثير أعداء الشعب ضدهم مستغلاً القرار الملكى الأول لكن هذا يتحول لخزيهم. حقاً أبواب الجحيم لن تقوى عليها مت 18:16 + رؤ 9:3. ونجد اليهود قد إجتمعوا للدفاع عن أنفسهم (آية 2) غالباً كل مجموعة فى بلد ما فلو كانوا متفرقين لكان من السهل إبادتهم.

لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب = الكنيسة مرهبة كجيش بألوية نش 10:6 وما أقوى الكنيسة المتحدة بروح المحبة تجمع الجميع، هذه الروح روح التواضع والمحبة هى التى ترهب إبليس فحينما إجتمع اليهود للعمل بروح واحد كانوا مرعبين للعدو. خصوصاً أن من يسندهم هو مردخاى بمركزه الجديد السامى (والكنيسة يسندها عريسها المسيح الجالس عن يمين الآب) وكان يساندهم رجال الملك (الملائكة والقديسيين) لأنهم شعروا أن الملك يدعم القرار الثانى.

ملحوظة:-

يقول التقليد اليهودى أنه لم يقف أحد ضد شعب اليهود فى ذلك سوى العمالقة أقارب هامان الأجاجى الذين تقسى قلبهم كفرعون.

 

آية 13:-  فقالت استير ان حسن عند الملك فليعط غدا ايضا لليهود الذين في شوشن ان يعملوا كما في هذا اليوم ويصلبوا بني هامان العشرة على الخشبة.

طلب إستير بإستمرار الحرب فى اليوم الثانى مع صلب بنى هامان ليس حباً فى الدماء بل لأن العدو كان مازال متربصاً بالشعب ويدبر خططه فهى أرادت أن تضع حداً للأمر فتنتهى المؤامرت تماماً ضد شعبها. وصلب بنى هامان ليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يدبر شراً على أى الأحوال ما فعلته إستير يشير إلى إلتزام المؤمن بضرب أعمال إبليس حتى النهاية، فلا يترك له بقية فى داخل القلب حتى لا يعود العدو ينهض ويحارب النفس من جديد.

كان قرار الحرب لليوم الثانى فى شوشن فقط أما فى باقى الكور فكان ليوم واحد فقط.

ونلاحظ أن اليهود لم يمدوا أيديهم إلى النهب فالهدف هو الدفاع عن النفس وليس السلب.

 

الآيات 17-32:-  في اليوم الثالث عشر من شهر اذار واستراحوا في اليوم الرابع عشر منه وجعلوه يوم شرب وفرح.و اليهود الذين في شوشن اجتمعوا في الثالث عشر والرابع عشر منه واستراحوا في الخامس عشر وجعلوه يوم شرب وفرح.

  لذلك يهود الاعراء الساكنون في مدن الاعراء جعلوا اليوم الرابع عشر من شهر اذار للفرح والشرب ويوما طيبا ولارسال انصبة من كل واحد الى صاحبه. وكتب مردخاي هذه الامور وارسل رسائل الى جميع اليهود الذين في كل بلدان الملك احشويروش القريبين والبعيدين.ليوجب عليهم ان يعيدوا في اليوم الرابع عشر من شهر اذار واليوم الخامس عشر منه في كل سنة.حسب الايام التي استراح فيها اليهود من اعدائهم والشهر الذي تحول عندهم من حزن الى فرح ومن نوح الى يوم طيب ليجعلوها ايام شرب وفرح وارسال انصبة من كل واحد الى صاحبه وعطايا للفقراء.فقبل اليهود ما ابتداوا يعملونه وما كتبه مردخاي اليهم.و لان هامان بن همداثا الاجاجي عدو اليهود جميعا تفكر على اليهود ليبيدهم والقى فورا اي قرعة لافنائهم وابادتهم.و عند دخولها الى امام الملك امر بكتابة ان يرد تدبيره الرديء الذي دبره ضد اليهود على راسه وان يصلبوه هو وبنيه على الخشبة.لذلك دعوا تلك الايام فوريم على اسم الفور لذلك من اجل جميع كلمات هذه الرسالة وما راوه من ذلك وما اصابهم.اوجب اليهود وقبلوا على انفسهم وعلى نسلهم وعلى جميع الذين يلتصقون بهم حتى لا يزول ان يعيدوا هذين اليومين حسب كتابتهما وحسب اوقاتهما كل سنة. وان يذكر هذان اليومان ويحفظا في دور فدور وعشيرة فعشيرة وبلاد فبلاد ومدينة فمدينة ويوما الفور هذان لا يزولان من وسط اليهود وذكرهما لا يفني من نسلهم وكتبت استير الملكة بنت ابيحائل ومردخاي اليهودي بكل سلطان بايجاب رسالة الفوريم هذه ثانية. وارسل الكتابات الى جميع اليهود الى كور مملكة احشويروش المئة والسبع والعشرين بكلام سلام وامانة.لايجاب يومي الفوريم هذين في اوقاتهما كما اوجب عليهم مردخاي اليهودي واستير الملكة وكما اوجبوا على انفسهم وعلى نسلهم امور الاصوام وصراخهم.و امر استير اوجب امور الفوريم هذه فكتبت في السفر

تأسيس عيد الفوريم

أرسل مردخاى إلى جميع اليهود فى كل البلدان التابعة لمملكة فارس لكى يعيدوا فى اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر أذار كل عام تذكاراً لعمل الرب معهم، وأن يقدموا عطايا وهبات للفقراء، فكما إهتم الرب بهم عليهم أن يهتموا كل واحد بقريبه. وأرسل مردخاى وأستير ضرورة الإحتفال بالعيد كتسبحة شكر لله الذى تمجد بإنقاذ أولاده، وهذا العيد لتعليم الشعب ونسلهم أن الله يعتنى بأولاده فالعيد إكرام لله وتعليم للشعب.

وكلمة فوريم هى جمع فور أى قرعة. واليهود يصومون يوماً قبل العيد وفى ليلة العيد يقرأون سفر إستير. وعندما يقول القارىء إسم هامان يصرخ المصلين " ليُمح إسمه "

ويكون العيد يوم إبتهاج وعطايا للفقراء.

 

 

الإصحاح العاشر

قدم لنا هذا الإصحاح صورة عن عظمة أحشويروش الذى خضعت له كور كثيرة تقدم لهُ الجزية. وهذا مذكور هنا ليعرف القارىء عظمة وزيره مردخاى الرجل الثانى لهُ. وقول الكتاب عظيماً بين اليهود يدل على أنه إستمر ملتصقاً بشعبه البسيط ولم يستعلى منفصلاً عنهم. وكان سر عظمته هو إتساع قلبه بالحب لإخوته، ولقد صار مردخاى بركة لجيله وللأجيال التى جاءت بعده.

تتمة السفر فى الأسفار القانونية الثانية

أغلب هذه الإصحاحات صلوات ورسائل وأحلام فهناك حلم مردخاى (ص 11)

والمؤامرة ضد الملك (ص 12) والمرسوم الملكى ضد اليهود (ص 13) وصلاة مردخاى (ص 13) وصلاة إستير (ص 14) وطلبة مردخاى من إستير (ص 15) وطلبة أستير من أحشويروش (ص 15) والمرسوم الملكى لصالح اليهود (ص 16).

 

الصفحة الرئيسية