المقدمة

·        يحوى الكتاب المقدس طبعة بيروت سفر إستير حتى الإصحاح العاشر آية (4).

·        وتبدأ الأسفار القانونية الثانية من الآية (5:10) حتى نهاية الإصحاح السادس عشر.

·   تتضمن هذه الأجزاء المحذوفة ذكر حلم مردخادي ونص رسالة الملك التي أشار إليها سفر إستير في  (14:3) ولكنه لم يورد نصها. وفي هذه الرسالة يعطي الملك لهامان عدو شعب الله السلطة كي يبيد الشعب. ونجد هنا نص صلاة مردخاي الوارد ذكرها في (17:4) دون أن يرد النص. وفي الإصحاح (14) نص صلاة إستير التي لم توردها نسخة بيروت. ويتضمن الإصحاح التالي كيف أنقذت الملكة شعبها. وفي الإصحاح السادس عشر نص الرسالة المشار إليها في (إس13:8) وفيها يكشف الملك كذب هامان وخديعته ومؤامرته وفشل دسائسه.

·   الأجزاء المحذوفة من السفر والتي نحن بصددها هي أصلاً كانت داخلة ضمن سفر إستير ولكنها لأسباب متعددة جمعت ووضعت في نهاية السفر. وربما سبب وجود هذه الأجزاء منفصلة أن اليهود فصلوها عن السفر الأصلي، لأن الأجزاء المفصولة أو ما تسمى تتمة السفر هي أجزاء يذكر فيها إسم الله كثيراً. وكان هذا بسبب أن عيد الفوريم قد تحول لحفلات صاخبة لليهود والوثنيين معهم. ولذلك أسماه العرب بعيد المساخر. وكان السفر يستخدم في هذا العيد ويقرأونه فيه، فلإحترامهم لإسم الله فصلوا الأجزاء التي تحتوي على إسم الله. وهناك سبب آخر أوقع أن مردخاي حين كتب السفر نشر الأجزاء التي لم تتضمن إسم الله حتى لا يثير الفرس وقتها. وكان مردخاي ينقل عن أوراق رسمية في قصر الملك لا يذكر فيها إسم الله وأضاف الباقي بعد ذلك.

إقتباسات إستخدمت في ليتورجية الكنيسة:

1.  (15:13-17) "أيها الرب .. إرحم شعبك. .لا تهمل نصيبك.. إعطف على نصيبك وميراثك.." هذه تستعملها الكنيسة في البركة التي يقولها الكاهن في نهاية الصلوات الجماعية في العهدين القديم والجديد "خلص شعبك، بارك ميراثك، إرفعهم.."

2.  (19:14) "فإستجب لأصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك.." هذه تستعملها الكنيسة في أوشية المرضى "يا رجاء من ليس له رجاء، معين من ليس له معين.."


 

الإصحاح العاشر

"4 وقال مردكاي أن هذا كله إنما كان من قبل الله. 5 وقد ذكرت حلما رايته يشير إلي ذلك فلم يسقط منه شيء. 6 ينبوع صغير ازداد فصار نهرا ثم انقلب فصار نورا وشمسا وفاض بمياه كثيرة فهذا هو إستير التي اتخذها الملك زوجة وشاء أن تكون ملكة. 7 والتنينان أنا وهامان. 8 والأمم المجتمعون هم الذين طلبوا أن يمحوا اسم اليهود. 9 وشعبي هو إسرائيل الذي صرخ إلى الرب فأنقذ الرب شعبه وخلصنا من جميع الشرور وصنع آيات عظيمة ومعجزات في الأمم. 10 وأمر أن يكون سهمان أحدهما لشعب الله والآخر لجميع الأمم. 11 فبرز السهمان أمام الله في اليوم المسمى منذ ذلك الزمان لجميع الأمم. 12 وذكر الرب شعبه ورحم ميراثه. 13 لذلك يحفظ هذان اليومان من شهر آذار اليوم الرابع عشر والخامس عشر من هذا الشهر بكل غيرة وفرح فيجتمع الشعب جماعة واحدة في كل أجيال شعب إسرائيل فيما بعد."

بعد الأحداث التي حدثت والمذكورة خلال السفر يتذكر مردخاي أنه رأى حلماً، كشف الله له فيه ما سيحدث، وأن الله بسابق علمه يعلم ما سيحدث لشعبه وأنه يدبر له الخلاص. والخلاص هنا سيكون على يد امرأة ضعيفة هي إستير كما حدث هذا من قبل مع ياعيل ومع يهوديت. لكن الخلاص هو من الله وليس من بشر بدليل إعلان الله لهذا الخلاص قبل أن تحدث الأحداث نفسها. وفي هذا الإصحاح نسمع عن تفسير الحلم الذي رآه مردخاي.

ينبوع أصبح نهراً= هو إستير الفتاة الضعيفة التي بمعونة روح الله صارت مصدر خير وبركة وخلاص لشعبها. التنينان= [1] هامان لمكره وشره فالشيطان يعمل فيه [2] مردخاي لحكمته "كونوا حكماء كالحيات". هما قوتان متصارعتان واحدة للخير وأخرى للشر. من جملة أهل الجلاء= من نسل من تم سبيهم مع يكينا ملك يهوذا، ولم يرجع إلى يهوذا مع العائدين في العودة من السبي. ولنجاح هؤلاء حسدهم جيرانهم. وهنا نرى نجاح مردخاي في قصر الملك. صنع سهمان= أي نصيبين = نصيب لليهود ونصيب للأمم وإحتفلوا بهذا العيد على يومين. لكن هذا الخلاص كان رمزاً للخلاص بالمسيح وهذا لليهود كما هو للأمم لذلك قال نصيبين فكلاهما يحتفل بالخلاص.


 

الإصحاح الحادي عشر

"2 وكان في السنة الثانية من ملك ارتحششتا الأكبر في اليوم الأول من شهر نيسان أن مردكاي بن يائير بن شمعي بن قيش من سبط بنيامين رأى حلما. 3 وهو رجل يهودي مقيم بمدينة شوشن رجل عظيم من عظماء بلاط الملك. 4 وكان من جملة أهل الجلاء الذين أخذهم نبوكد نصر ملك بابل من أورشليم مع يكنيا ملك يهوذا. 5 وهذا حلمه رأى كان أصواتاً وضوضاء ورعودا وزلازل واضطرابا في الأرض. 6 ثم إذا بتنينين عظيمين متهيئان للاقتتال. 7 وقد تهيجت كل الأمم بأصواتهما لتقاتل شعب الأبرار. 8 وكان ذلك اليوم يوم ظلمة وهول وشدة وضنك ورعب عظيم على الأرض. 9 فاضطرب شعب الأبرار خوفا من شرورهم متوقعين الموت. 10 وصرخوا إلى الله وفيما هم يصرخون إذا بينبوع صغير قد تكاثر حتى صار نهرا عظيما وفاض بمياه كثيرة. 11 ثم اشرق النور والشمس فارتفع المتواضعون وافترسوا المتجبرين. 12 فلما رأى مردكاي ذلك ونهض من مضجعه كان يفكر في ماذا يريد الله أن يفعل وكان ذلك لا يبرح من نفسه وهو يرغب أن يعرف ما معنى الحلم."

هنا نرى الحلم نفسه الذي رآه مردخاي. والله طالما إستخدم الأحلام كوسيلة يكلم بها الناس (يوسف/ نبوخذ نصر/ فرعون/ دانيال/ يوسف النجار..)

شعب الأبرار= هو شعب اليهود فهم الشعب الوحيد الذي يعرف الله في ذلك الوقت، وسط جو عالمي وثني لا يعرف الله. أصواتاً وضوضاء ورعوداً..= مؤامرة هامان لإبادة الشعب. فإرتفع المتواضعون= اليهود الضعفاء البسطاء المسبيين.

"1 كان في السنة الرابعة من ملك تلماي وكلوبطرا أن دوسيتاوس الذي كان يقول عن نفسه انه كاهن ومن نسل لاوي وابنه تلماي آتيا برسالة فوريم هذه قائلين أنها قد ترجمت في أورشليم بيد لوسيماكوس بن تلماي."

حكم بطليموس وكليوباترا كان في سنة 78- سنة 77 ق.م. هو التوقيت الذي أضيفت فيه هذه التتمة على النسخة التي كانت موجودة في مكتبة الإسكندرية. وهذه التتمة أتى بها دوسيتاوس من أورشليم.


 

الإصحاح الثاني عشر

"1 وكان حينئذ يقف بباب الملك مع بجتان وتارش خصيي الملك وهما حاجبا البلاط. 2 فبعد أن وقف على نواياهما وتقصى مدققا علم انهما يحاولان أن يلقيا أيديهما على الملك ارتحششتا فاطلع الملك على ذلك. 3فألقاهما تحت العذاب فأقرا فأمر بان يساقا إلى الموت. 4 وكتب الملك ما وقع في سفر أخبار الأيام وكذلك مردكاي كتب ذكر الأمر. 5 ثم أمره الملك أن يقيم ببيت الملك وأمر له بهبات لأنه اطلعه على ذلك. 6 وكان هامان بن همداتا الاجاجي له عند الملك كرامة عظيمة فأراد أن يؤذي مردكاي وشعبه بسبب خصيي الملك المقتولين."

هنا نرى تفصيل المكيدة التي دبرها بغثان وترش (إس21:2-23). وغضب هامان من كشف مردخاي لتلك المكيدة وصلب الرجلين. مما دعا بعض المفسرين لأن يقولا أن مدبر المكيدة الأصلي هو هامان، وهذين الرجلين كانا من رجاله، أما موضوع غضبه من عدم سجود مردخاي له كان حتى لا يكشف السبب الحقيقي لحقده على مردخاي.


 

الإصحاح الثالث عشر

"1 من ارتحششتا الأكبر المالك من الهند إلى الحبشة على المئة والسبعة والعشرين إقليما إلى الرؤساء والقواد الذين في طاعته سلام. 2 أني مع كوني متسلطا على شعوب كثيرين وقد أخضعت المسكونة بأسرها تحت يدي لم احب أن أسيء إنفاذ مقدرتي العظيمة ولكني حكمت بالرحمة والحلم حتى يقضوا حياتهم بلا خوف وبسكينة ويتمتعوا بالسلام الذي يصبو إليه كل بشر. 3 فسالت أصحاب مشورتي كيف يتم ذلك فكان ان واحدا منهم يفوق من سواه في الحكمة والأمانة وهو ثنيان الملك اسمه هامان. 4 قال لي أن في المسكونة شعبا متشتتا له شرائع جديدة يتصرف بخلاف عادة جميع الأمم ويحتقر أوامر الملوك ويفسد نظام جميع الأمم بفتنته. 5 فلما وقفنا على هذا ورأينا أن شعبا واحدا متمرد على جميع الناس طائفة تتبع شرائع فاسدة وتخالف أوامرنا وتقلق سلام واتفاق جميع الأقاليم الخاضعة لنا. 6 امرنا إن كل من يشير إليهم هامان المولى على جميع الأقاليم وثنيان الملك الذي نكرمه بمنزلة أب يبادون بأيدي أعدائهم هم ونساؤهم وأولادهم ولا يرحمهم أحد في اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني عشر شهر آذار من هذه السنة. 7 حتى إذا هبط أولئك الناس الخبثاء إلى الجحيم في يوم واحد يرد إلى مملكتنا السلام الذي أقلقوه."

رسالة الملك= راجع (إس14:3). طبعاً هذه الرسالة كانت بناء على مكيدة هامان ضد اليهود. ولاحظ النغمة المتوددة التي يظهرها الملك لشعبه، وهذا يعطي مبرراً لقتل اليهود مادام هو ملك رحيم هكذا، وأن في قتلهم سلام لشعب المملكة. وفي آية (6) منزلة أبٍ= أي مستشار للملك.

"8 فأما مردكاي فتضرع إلى الرب متذكرا جميع أعماله. 9 وقال اللهم أيها الرب الملك القادر على الكل إذ كل شيء في طاعتك وليس من يقاوم مشيئتك إذا هممت بنجاة إسرائيل. 10 أنت صنعت السماء والأرض وكل ما تحت السماوات. 11 أنت رب الجميع وليس من يقاوم عزتك. 12 انك تعرف كل شيء وتعلم أني لا تكبرا ولا احتقارا ولا رغبة في شيء من الكرامة فعلت هذا أني لم اسجد لهامان العاتي. 13 فأني مستعد أن اقبل حتى آثار قدميه عن طيب نفس لأجل نجاة إسرائيل. 14 ولكن خفت أن احول كرامة الهي إلى إنسان واعبد أحداً سوى الهي. 15 فالآن أيها الرب الملك اله إبراهيم ارحم شعبك لان أعداءنا يطلبون أن يهلكونا ويستأصلوا ميراثك. 16 لا تهمل نصيبك الذي افتديته لك من مصر. 17 واستجب لتضرعي واعطف على نصيبك وميراثك وحول حزننا فرحا لنحيا ونسبح اسمك أيها الرب ولا تسدد أفواه المرنمين لك. 18 وكذلك جميع إسرائيل بروح واحد وتضرع واحد صرخوا إلى الرب من اجل أن الموت اشرف عليهم يقينا."

في (إس17:4) طلبت إستير من الشعب أن يصوموا ومن المؤكد أن يصاحب الصوم صلوات وتضرعات وهنا نجد صلاة مردخاي.

فتضرع إلى الرب متذكراً جميع أعماله= هذه صلاة شاملة التوبة والندم عن كل الخطايا الماضية ومردخاي هنا يطلب أن يستمر الله في سلسلة عجائبه مع شعبه.


 

الإصحاح الرابع عشر

صلاة إستير:

"1 وان إستير الملكة أيضاً التجأت إلى الرب خوفا من الخطر المشرف. 2 فخلعت ثياب الملك ولبست ثيابا للحزن والبكاء وعوض الأطياب المختلفة ألقت على رأسها رمادا وزبلاً وذللت جسدها بالصوم وجميع المواضع التي كانت تفرح فيها من قبل ملأتها من نتاف شعر رأسها. 3 وكانت تتضرع إلى الرب اله إسرائيل قائلة أيها الرب الذي هو وحده ملكنا اعني أنا المنقطعة التي ليس لها معين سواك. 4 فان خطري بين يدي. 5 لقد سمعت من أبى انك أيها الرب اتخذت إسرائيل من جميع الأمم وآباءنا من جميع أسلافهم الأقدمين لتحوزهم ميراثا أبدياً وصنعت معهم كما قلت. 6 أنا قد خطئنا أمامك ولذلك أسلمتنا إلى أيدي أعدائنا. 7 لانا عبدنا آلهتهم وأنت عادل أيها الرب. 8 والآن لم يكفهم انهم استعبدونا عبودية شاقة جدا بل بما انهم يعزون قوة أيديهم إلى أوثانهم. 9 يحاولون أن ينقضوا مواعيدك ويمحوا ميراثك ويسدوا أفواه المسبحين لك ويطفئوا مجد هيكلك ومذبحك. 10 ليفتحوا أفواه الأمم فيسبحوا لقوة الأوثان ويمجدوا ملكا بشريا إلى الأبد. 11 لا تسلم أيها الرب صولجانك إلى من ليسوا بشيء لئلا يضحكوا من هلاكنا ولكن اردد مشورتهم عليهم واهلك الذي أبتدأ يشدد علينا. 12 اذكرنا يا رب وإستعلن لنا في وقت ضنكنا وهبني ثقة أيها الرب ملك الآلهة وملك كل قدرة. 13 الق في فمي كلاما مرصفا بحضرة ذاك الأسد وحول قلبه إلى بغض عدونا لكي يهلك هو وسائر المتواطئين معه. 14 وإيانا فأنقذنا بيدك واعني أنا التي لا معونة لها سواك أيها الرب العالم بكل شيء. 15 انك تعلم أني ابغض مجد الظالمين واكره مضجع القلف وجميع الغرباء. 16 وأنت عالم بضرورتي وأني اكره سمة ابهتي ومجدي التي احملها على رأسي أيام بروزي وامقتها كفرصة الطامث ولا احملها في أيام قراري. 17 وأني لم أكل على مائدة هامان ولا لذذت بوليمة الملك ولم اشرب خمر السكب. 18 ولم افرح أنا أمتك منذ نقلت إلى ههنا إلى اليوم إلا بك أيها الرب اله إبراهيم. 19 الإله القدير على الجميع فاستجب لأصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من أيدي الأثماء وأنقذني من مخافتي."

إستير لبست المسوح ونتفت شعرها (مجدها) إستدراراً لمراحم الرب، فهي لم تعتمد على جمالها وفتنتها بل على الله. وتعترف أنهم وقعوا في يد الأعداء لخطاياهم (6) ، (7). ونرى أنها أمام الله الملك العظيم تحتقر مجد هذه المملكة الوثنية التي هي فيها ملكة (16) وهذه تعبر عن عين مفتوحة نتيجة الصلاة والصوم.


 

الإصحاح الخامس عشر

"1 وأمرها أن تدخل على الملك وتتوسل إليه لأجل شعبها وأرضها. 2 وقال اذكري أيام مذلتك حيث نشأت على يدي فان هامان ثنيان الملك قد تكلم في اهلاكنا. 3 فادعي الرب وكلمي الملك في امرنا وخلصينا من الموت. 4 ثم أنها في اليوم الثالث نزعت ثياب حدادها ولبست ملابس مجدها. 5 ولما تبرجت ببزة الملك ودعت مدبر ومخلص الجميع الله اتخذت لها جاريتين. 6 فكانت تستند إلى إحداهما كأنها لم تكن تستطيع أن تستقل لكثرة ترفها ورخوصتها. 7 والجارية الأخرى كانت تتبع مولاتها رافعة أذيالها المنسحبة على الأرض. 8 وكان احمرار وجهها وجمال عينيها ولمعانهما يخفي كابة نفسها المنقبضة بشدة خوفها.        9 فدخلت كل الأبواب بابا بابا ثم وقفت قبالة الملك حيث كان جالسا على عرش ملكه بلباس الملك مزينا بالذهب والجواهر ومنظره رهيب. 10 فلما رفع وجهه ولاح من اتقاد عينيه غضب صدره سقطت الملكة واستحال لون وجهها إلى صفرة واتكأت رأسها على الجارية استرخاء. 11 فحول الله روح الملك إلى الحلم فأسرع ونهض عن العرش مشفقا وضمها بذراعيه حتى ثابت إلى نفسها وكان يلاطفها بهذا الكلام. 12 ما لك يا إستير أنا أخوك لا تخافي. 13 انك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة. 14 هلمي والمسي الصولجان. 15 وإذ لم تزل ساكتة اخذ صولجان الذهب وجعله على عنقها وقبلها وقال لماذا لا تكلمينني. 16 فأجابت وقالت أني رايتك يا سيدي كأنك ملاك الله فاضطرب قلبي هيبة من مجدك. 17 لأنك عجيب جدا يا سيدي ووجهك مملوء نعمة. 18 وفيما هي تتكلم سقطت ثانية وكاد يغشى عليها. 19 فاضطرب الملك وكان جميع أعوانه يلاطفونها."

وأمرها (ولاشك أنه مردخاي) ثنيان= من يلي الملك ويكون له ثانياً. فلما رفع وجهه ولاح من إتقاد عينيه غضب صدره= وفي (إس2:5) يقول نالت نعمة في عينيه والمعنى أن الله غير قلبه، فنالت نعمة في عينيه= فحول الله روح الملك إلى الحلم. وهكذا قال سليمان "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم1:21). أنا أخوكِ= ليطمئنها. الشريعة= أن لا يدخل أحد إلى الملك دون أن يستدعيه الملك. رأيتك يا سيدي كأنك ملاك الله= هذا تعبير يستخدمه اليهود دائماً للمجاملة، كما نقول الآن "وجهك كالقمر" (تك10:33).


 

الإصحاح السادس عشر

"1من ارتحششتا العظيم المالك من الهند إلى الحبشة إلى القواد والرؤساء في المئة والسبعة والعشرين إقليما التي في طاعتنا سلام. 2 أن كثيرين يسيئون اتخاذ المجد الممنوح لهم فيتكبرون. 3 ويجتهدون لا أن يظلموا رعية الملوك فقط ولكن إذ لا يحسنون تحمل المجد الممنوح لهم يتآمرون على الذين منحوه لهم.    4 ولا يكتفون بان لا يشكروا على الإنعام وان ينابذوا الحقوق الإنسانية بل يتوهمون انهم يستطيعون أن يفروا من قضاء الله المطلع على كل شيء. 5 وقد بلغ من حماقتهم انهم يحاولون بمكايد أكاذيبهم أن يسقطوا الذين سلمت إليهم المناصب وهم يجرونها بالتحري ويفعلون كل ما يستأهلون به شكر الجميع.     6 ويخدعوا باحتيال مكرهم مسامع الرؤساء السليمة الذين يقيسون طباع غيرهم على طباعهم. 7 وهذا أمر مختبر من التواريخ القديمة ومما يحدث كل يوم أن دسائس البعض تفسد خواطر الملوك الصالحة. 8 فلذلك ينبغي أن ينظر في سلم جميع الأقاليم. 9 فلا ينبغي أن يظن أننا نأمر بأشياء متباينة عن خفة عقل بل ذلك ناشئ عن اختلاف الأزمنة وضروراتها التي حملتنا على إبراز الحكم بحسب مقتضى نفع الجميع. 10 ولكي تفهموا كلامنا بأوضح بيانا فان هامان بن همداتا الذي هو مكدوني جنسا ومشربا وهو غريب عن دم الفرس وقد فضح رحمتنا بقساوته بعد أن أويناه غريبا. 11 وبعدما احسنا إليه حتى كان يدعى أبا لنا وكان الجميع يسجدون له سجودهم لثنيان الملك. 12 قد بلغ من شدة عتوه انه اجتهد أن يسلبنا الملك والحياة  13 لأنه سعى بدسائس جديدة لم تسمع بإهلاك مردكاي الذي إنما نحن في الحياة من أمانته وإحسانه وبإهلاك قرينة ملكنا إستير وسائر شعبها. 14 وكان في نفسه انه بعد قتلهم يترصد لنا في خلوتنا ويحول مملكة الفرس إلى المكدونيين. 15 ونحن لم نجد قط ذنبا في اليهود المقضي عليهم بالموت بقضاء اخبث البشر بل بعكس ذلك وجدنا أن لهم سننا عادلة. 16 وهم بنو الله العلي العظيم الحي إلى الأبد الذي بإحسانه سلم الملك إلى آبائنا والينا وما برح محفوظا إلى اليوم. 17 وحيث ذلك فاعلموا أن الرسائل التي وجهها باسمنا هي باطلة. 18 وبسبب تلك الجريمة قد علق أمام أبواب هذه المدينة شوشن هو صاحب تلك المؤامرة وجميع أنسبائه على خشبات فنال بذلك جزاء ما استحق من قبل الله لا من قبلنا. 19 فليعلن هذا الأمر الذي نحن منفذوه الآن في جميع المدن ليباح لليهود ان يعملوا بسننهم. 20 وينبغي لكم ان تعضدوهم حتى يستمكنوا من قتل الذين كانوا متأهبين لقتلهم في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر الذي يدعى آذار. 21 فان ذلك اليوم الذي كان لهم يوم حزن ونحيب قد حوله لهم الله القدير إلى فرح. 22 وانتم أيضاً فانظموا هذا اليوم بين سائر أيام الأعياد الأخرى وعيدوه بكل فرح حتى يعلم فيما بعد. 23 أن كل من يطيع الفرس بأمانة يثاب على أمانته ثوابا وافيا ومن يرصد لملكهم يهلك بجنايته. 24 وكل إقليم أو مدينة يأبى أن يشترك في هذا العيد فليهلك بالسيف والنار لا الناس فقط بل البهائم أيضا ليكون إلى الأبد عبرة للاستخفاف والعصيان."

هامان بن همداثا الذي هو مكدوني جنساً ومشرباً هو غريب عن دم الفرس= ويقول في (إس1:3) أنه أجاجي. والسبب بسيط أن ألد أعداء هذا الملك هم المكدونيين الذين هزموه، لذلك وكأنه يشتم هامان ويهينه قال عنه أنه مكدوني غريب عن دم الفرس. وتشير لأنه يتهمه بأنه خائن وجاسوس يريد قتله ليسلم الملك للمكدونيين (14).

ملحوظات:

1.  في (5:12) يقول أن الملك أمر بهبات لمردخاي ولكن في (3:6) يقول غلمان الملك "لم يعمل معه شئ" (والمعنى ما حصل عليه هو شئ تافه بجانب ما قدمه الملك.

2.    حلم مردخاي كان في السنة الثانية من ملك أرتحشستا (2:11) لكن إستير أخذت لبيت الملك في السنة السابعة (16:2).

3.  في (5:12) نجد مردخاي يطلع الملك على المؤامرة. وفي (إس21:2-23) نجد أن إستير هي التي أبلغت الملك. والحل بسيط فمردخاي أبلغ إستير وإستير أبلغت الملك

 

الصفحة الرئيسية