· تتمة سفر دانيال تشتمل على تسبحة الثلاثة فتية في الأتون. وهذه تضاف بين الآية (23) والآية (24) في الإصحاح الثالث من سفر دانيال. كما تشتمل التتمة على الإصحاح الثالث عشر ويتكلم عن قصة سوسنة العفيفة والإصحاح الرابع عشر ويشمل قصتي الصنم بال والتنين.
· الكثير من الآباء شهدوا بصحتها، ومع هذا لم توردها نسخة بيروت للكتاب المقدس.
· هناك أجزاء كثيرة من تسبحة نصف الليل مأخوذة من هذه التتمة وبالذات الهوس الثالث.
تسبحة الثلاثة فتية القديسين:
"24 فكانوا يتمشون في وسط اللهيب مسبحين الله ومباركين الرب. 25 ووقف عزريا وصلى هكذا وفتح فاه في وسط النار وقال. 26 مبارك أنت أيها الرب اله آبائنا وحميد واسمك ممجد إلى الدهور. 27 لأنك عادل في جميع ما صنعت وأعمالك كلها صدق وطرقك استقامة وجميع أحكامك حق. 28 وقد أجريت أحكام حق في جميع ما جلبت علينا وعلى مدينة آبائنا المقدسة أورشليم لأنك بالحق والحكم جلبت جميع ذلك لأجل خطايانا. 29 إذ قد خطئنا واثمنا مرتدين عنك وأجرمنا في كل شيء. 30 ولم نسمع لوصاياك ولم نحفظها ولم نعمل بما أوصيتنا لكي يكون لنا خير. 31 فجميع ما جلبت علينا وجميع ما صنعت بنا إنما صنعته بحكم حق. 32 فأسلمتنا إلى أيدي أعداء آثمة وكفرة ذوي بغضاء وملك ظالم شر من كل من على الأرض. 33 والآن ليس لنا أن نفتح أفواهنا فقد صرنا خزيا وعارا لعبيدك والقانتين لك. 34 فلا تخذلنا إلى الانقضاء لأجل اسمك ولا تنقض عهدك. 35 ولا تصرف رحمتك عنا لأجل إبراهيم خليلك واسحق عبدك وإسرائيل قديسك. 36 الذين قلت لهم انك تكثر نسلهم كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. 37 لقد جعلنا أيها الرب اقل عددا من كل أمة ونحن اليوم أذلاء في كل الأرض لأجل خطايانا. 38 وليس لنا في هذا الزمان رئيس ولا نبي ولا قائد ولا محرقة ولا ذبيحة ولا تقدمة ولا بخور ولا موضع لتقريب البواكير أمامك. 39 ولنيل رحمتك ولكن لانسحاق نفوسنا وتواضع أرواحنا اقبلنا. 40 وكمحرقات الكباش والثيران وربوات الحملان السمان هكذا فلتكن ذبيحتنا أمامك اليوم حتى ترضيك فانه لا خزي للمتوكلين عليك. 41 أنا نتبعك الآن بكل قلوبنا ونتقيك ونبتغي وجهك. 42 فلا تخزنا بل عاملنا بحسب رأفتك وكثرة رحمتك. 43 وأنقذنا على حسب عجائبك وأعط المجد لاسمك أيها الرب. 44 وليخجل جميع الذين أروا عبيدك المساوئ وليخزوا ساقطين عن كل اقتدارهم ولتحطم قوتهم. 45 وليعلموا انك أنت الرب الإله وحدك المجيد في كل المسكونة. 46 ولم يزل خدام الملك الذين القوهم يوقدون الآتون بالنفط والزفت والمشاقة والزرجون. 47 فارتفع اللهيب فوق الآتون تسعا وأربعين ذراعا. 48 وانتشر واحرق الذين صادفهم حول الآتون من الكلدانيين. 49 أما أصحاب عزريا فنزل ملاك الرب إلى داخل الآتون وطرد لهيب النار عن الآتون. 50 وجعل وسط الآتون ريحا ذات ندى تهب فلم تمسهم النار البتة ولم تسؤهم ولم تزعجهم. 51 حينئذ سبح الثلاثة بفم واحد ومجدوا وباركوا الله في الآتون قائلين. 52 مبارك أنت أيها الرب اله آبائنا وحميد ورفيع إلى الدهور ومبارك اسم مجدك القدوس ورفيع إلى الدهور. 53 مبارك أنت في هيكل مجدك القدوس ومسبح وممجد الى الدهور. 54 مبارك أنت في عرش ملكك ومسبح ورفيع إلى الدهور. 55 مبارك أنت أيها الناظر الأعماق الجالس على الكروبين ومسبح ورفيع إلى الدهور. 56 مبارك أنت في جلد السماء ومسبح وممجد إلى الدهور. 57 باركي الرب يا جميع أعمال الرب سبحي وارفعيه إلى الدهور. 58 باركوا الرب يا ملائكة الرب سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 59 باركي الرب أيتها السماوات سبحي وارفعيه إلى الدهور. 60 باركي الرب يا جميع المياه التي فوق السماء سبحي وارفعيه إلى الدهور. 61 باركي الرب يا جميع جنود الرب سبحي وارفعيه إلى الدهور. 62 باركا الرب أيها الشمس والقمر سبحا وارفعاه إلى الدهور. 63 باركي الرب يا نجوم السماء سبحي وارفعيه إلى الدهور. 64 باركي الرب يا جميع الأمطار والأنداء سبحي وارفعيه إلى الدهور. 65 باركي الرب يا جميع الرياح سبحي وارفعيه إلى الدهور. 66 باركا الرب أيها النار والحر سبحا وارفعاه إلى الدهور. 67 باركا الرب أيها البرد والحر سبحا وارفعاه إلى الدهور. 68 باركا الرب أيها الندى والجليد سبحا وارفعاه إلى الدهور. 69 باركا الرب أيها الجمد والبرد سبحا وارفعاه إلى الدهور. 70 باركا الرب ايها الصقيع والثلج سبحا وارفعاه إلى الدهور. 71 باركا الرب أيها الليل والنهار سبحا وارفعاه إلى الدهور. 72 باركا الرب أيها النور والظلمة سبحا وارفعاه إلى الدهور. 73 باركي الرب أيتها البروق والسحب سبحي وارفعيه إلى الدهور. 74 لتبارك الأرض الرب لتسبح وترفعه إلى الدهور. 75 باركي الرب أيتها الجبال والتلال سبحي وارفعيه إلى الدهور. 76 باركي الرب يا جميع أنبتة الأرض سبحي وارفعيه إلى الدهور. 77 باركي الرب أيتها الينابيع سبحي وارفعيه إلى الدهور. 78 باركي الرب أيتها البحار والأنهار سبحي وارفعيه إلى الدهور. 79 باركي الرب أيتها الحيتان وجميع ما يتحرك في المياه سبحي وارفعيه إلى الدهور. 80 باركي الرب يا جميع طيور السماء سبحي وارفعيه إلى الدهور. 81 باركي الرب يا جميع الوحوش والبهائم سبحي وارفعيه إلى الدهور. 82 باركوا الرب يا بني البشر سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 83 باركوا الرب يا إسرائيل سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 84 باركوا الرب يا كهنة الرب سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 85 باركوا الرب يا عبيد الرب سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 86 باركوا الرب يا أرواح ونفوس الصديقين سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 87 باركوا الرب أيها القديسون والمتواضعو القلوب سبحوا وارفعوه إلى الدهور. 88 باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه إلى الدهور لأنه أنقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط آتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار. 89 اعترفوا للرب لأنه صالح لان إلى الأبد رحمته. 90 باركوا يا جميع القانتين الرب اله الآلهة سبحوا واعترفوا لان إلى الأبد رحمته."
الله يسمح بالتجارب ولا يرفعها عن عبيده وأبنائه، بل يأتي ويعزيهم ويرافقهم وسط الضيقة كما حدث هنا. وفائدة التجارب هي قطع رباطات الخطية وهذا ما حدث للثلاثة فتية هنا، إذ لم تحترق ملابسهم لكن إحترقت الأربطة التي كانت تربطهم (دا 25:3) (بحسب نسخة بيروت). وحينما تتقطع الرباطات يسبح الإنسان الله. فعلى أنهار بابل لم يستطيعوا التسبيح إذ مازالوا في العبودية، مربوطين برباطات العبودية (مز1:137-4). ولكن هؤلاء المحررين من الرباطات يرون الله فيسبحونه. والذي يسبح لا يطلب شئ من الله، بل هو فرح بالله وهذا يكفي. لذلك فالتسبيح أرقى درجات الصلاة. ونرى أن عزريا هو الذي بدأ التسبيح (25) ثم سبح الثلاثة بفمٍ واحد (51). وهذا يعني أن تسبيح عزريا أشعل محبتهم لله فإمتلأوا بالروح، فنطق الروح على ألسنتهم جميعاً (مز1:45) صارت ألسنتهم قلم واحد لكاتب ماهر واحد هو الروح القدس.
ونرى من إمتلأ بالروح لا ينسب لله ظلماً ولا عتاباً على ما هو فيه من ألم، بل ينسب الألم لخطاياه هو (28-33). لقد إنفتحت عينا مثل هذا الإنسان فرأي الله في محبته، ويراه أنه لا يمكن أن يؤذي أولاده ، ويفهم أن الضربات هي للتأديب، يرى الله في وداعته وعينيه المملوئتين شفقة ومحبة ويتأمل في صفاته فيسبحه. إحتراق الرباطات ينقي القلب، فيرى الإنسان الله (مت8:5) ومن يرى الله يحبه فيسبحه. ويرى أيضاً بشاعة قلبه فيعترف بخطيته (إر9:17). وبهذا يعترف بعدل الله في كل أحكامه. وإن سمح الله بنار تجربة فسيخرج منها أبناءه بعد أن تحترق رباطاتهم، إذاً هي لتنقية القلب. والله له أدوات يصنع بها هذا، مثل هذا الأتون ومثل الملك الظالم نبوخذ نصر وجيشه. وبعد أن يتم التأديب يؤدب الله الملوك الظالمين (إر50،51). صرنا عاراً= الوثنيون رأوهم سبايا محتقرين (33).
والمؤمن وسط التجربة عليه أن لا يكف عن التضرع لله ليخلصه= لا تخذلنا إلى الإنقضاء (34) ولا تنقض عهدك= فعدم أمانتنا لن يجعل الله ينقض عهده ويكون غير أميناً (رو3:3،4) لأجل إبراهيم خليلك وإسحق عبدك وإسرائيل قديسك (34،35) هذا النص موجود في قطع صلاة الساعة التاسعة.
(37) لقد جعلنا أيها الرب أقل عدداً= فلقد ذهب كثيرين إلى السبي (تث62:28)، وبهذا تنبأ لهم موسى.
(38) ليس لنا نبي ولا..= صاروا بلا عبادة ولا ذبائح ولا هيكل في السبي. والله قطع علاقته معهم. وهم كانوا أصدقاء لدانيال ولكن في هذا الوقت لم يعرفوا دانيال كنبي، فهذا قد ظهر في أواخر أيامه. وأما حزقيال فلقد أخذوه من ضمن سبايا السبي الثاني. وكان دانيال والفتية الثلاث قبله بسنوات في بابل.. ولا محرقة ولا ذبيحة= ولكن تسبحتهم هذه عند الله لهي أفضل من المحرقات والذبائح [(هو2:14) وقد ترجمت عجول شفاهنا في السبعينية "ثمر شفاه معترفة بإسمه" وهكذا إقتبسها بولس الرسول في (عب15:132)] والمعنى أن الشفاه المعترفة بإحسانات الله والتي تسبحه لهي أفضل من عجول المحرقات. وما أحلى تسبحة هؤلاء الفتية عند الله وهم وسط تجربة الأتون. والأعداد (41-43) أخذتها الكنيسة لترتل بها في التسبحة اليومية. إنقذنا على حسب عجائبك= وليس على حسب إستحقاقنا. ولماذا؟ لتتمجد أنت يا رب= إعط المجد لإسمك أيها الرب.. وليعلموا أنك أنت الرب الإله وحدك (43-45). فلا تخزنا بل عاملنا بحسب رأفتك وكثرة رحمتك (42) هي ما نصلي بها في صلوات القداس (كرحمتك يا رب ولا كخطايانا).
(46) النفط= منتجات البترول. المشاقة= مثل الشعر الذي يمشط من نسيج الصوف. زرجون هو مادة كحولية تستخدم كخمر وتساعد على الإشتعال.
نزل ملاك الرب إلى داخل الأتون وطرد لهيب النار عن الأتون= هذه هي طريقة الرب مع أولاده، هو لا يرفع التجربة حتى تؤتي ثمارها، لكنه يأتي ويكون مع أولاده يعزيهم، فهو يعطي مع التجربة المنفذ (1كو13:10)= جعل وسط الأتون ريحاً ذات ندى.
وفي تسبحة الثلاثة فتية معاً بعد ذلك نراهم يطلبون من الخليقة كلها أن تسبح الله والمعنى أن الخليقة حتى الجامدة منها تعلن مجد الله وقدرته وعظمته. وهذا رد من الفتية على نبوخذ نصر الذي إعتبر تمثاله الذهبي إلهاً.
"1 وكان في بابل رجل اسمه يوياقيم. 2 وكان متزوجا امرأة اسمها سوسنة ابنة حلقيا جميلة جدا ومتقية للرب. 3 وكان أبواها صديقين فأدبا ابنتهما على حسب شريعة موسى. 4 وكان يوياقيم غنيا جدا وكانت له حديقة تلي داره وكان اليهود يجتمعون إليه لأنه كان أوجههم جميعا. 5 وكان قد أقيم شيخان من الشعب للقضاء في تلك السنة وهما من الذين قال الرب فيهم أن الإثم قد صدر من بابل من شيوخ قضاة يحسبون مدبري الشعب. 6 وكانا يترددان إلى دار يوياقيم فيأتيهما كل ذي دعوى. 7 وكانت سوسنة متى انصرف الشعب عند الظهر تدخل وتتمشى في حديقة رجلها. 8 فكان الشيخان يريانها كل يوم تدخل وتتمشى فكلفا بهواها. 9 واسلما عقولهما إلى الفساد وصرفا أعينهما لئلا ينظرا إلى السماء فيذكرا الأحكام العادلة. 10 وكانا كلاهما مشغوفين بها ولم يكاشف أحدهما الآخر بوجده. 11 حياء من كشف هواهما ورغبة في مضاجعتها. 12 وكانا كل يوم يجدان في الترقب لكي ينظراها. 13 وان أحدهما قال للآخر لننصرف إلى بيوتنا فأنها ساعة الغذاء فخرجا وتفارقا. 14 ثم انقلبا ورجعا إلى الموضع فسال بعضهما بعضا عن سبب رجوعه فاعترفا بهواهما وحينئذ اتفقا معا على وقت يمكنهما فيه أن يخلوا بها. 15 وكان في بعض الأيام بينما هما مترقبان اليوم الموافق أنها دخلت مثل أمس فما قبل ومعها جاريتان فقط وأرادت أن تغتسل في الحديقة لأنه كان حر. 16 ولم يكن هناك أحد إلا الشيخان وهما مختبئان يترقبانها. 17 فقالت للجاريتين ائتياني بدهن وغسول واغلقا أبواب الحديقة لاغتسل. 18 ففعلتا كما أمرتهما أغلقتا أبواب الحديقة وخرجتا من أبواب السر لتأتيا بما أمرتا به ولم تعلما أن الشيخين مختبئان هناك. 19 فلما خرجت الجاريتان قام الشيخان وهجما عليها وقالا. 20 ها أن أبواب الحديقة مغلقة ولا يرانا أحد ونحن كلفان بهواك فوافقينا وكوني معنا. 21 وإلا فنشهد عليك انه كان معك شاب ولذلك صرفت الجاريتين عنك. 22 فتنهدت سوسنة وقالت لقد ضاق بي الأمر من كل جهة فأني أن فعلت هذا فهولي موت وان لم افعل فلا أنجو من أيديكما. 23 ولكن خير لي أن لا افعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطأ أمام الرب. 24 وصرخت سوسنة بصوت عظيم فصرخ الشيخان عليها. 25 وأسرع أحدهما وفتح أبواب الحديقة. 26 فلما سمع أهل البيت الصراخ في الحديقة وثبوا إليها من باب السر ليروا ما وقع لها. 27 ولما تكلم الشيخان بكلامهما خجل العبيد جدا لأنه لم يقل قط مثل هذا القول على سوسنة. 28 وفي الغد لما اجتمع الشعب إلى رجلها يوياقيم أتى الشيخان مضمرين نية أثيمة على سوسنة ليهلكاها. 29 وقالا أمام الشعب أرسلوا إلى سوسنة بنة حلقيا التي هي امرأة يوياقيم فأرسلوا. 30فاتت هي ووالداها وبنوها وجميع ذوي قرابتها. 31 وكانت سوسنة ترفة جدا وجميلة المنظر. 32 فأمر هذان الفاجران أن يكشف وجهها وكانت مبرقعة ليشبعا من جمالها. 33 وكان أهلها وجميع الذين يعرفونها يبكون. 34 فقام الشيخان في وسط الشعب ووضعا أيديهما على رأسها. 35 فرفعت طرفها إلى السماء وهي باكية لان قلبها كان متوكلا على الرب. 36 فقال الشيخان أننا كنا نتمشى في الحديقة وحدنا فإذا بهذه قد دخلت ومعها جاريتان وأغلقت أبواب الحديقة ثم صرفت الجاريتين. 37 فاتاها شاب كان مختبئا ووقع عليها. 38 وكنا نحن في زاوية من الحديقة فلما رأينا الإثم أسرعنا إليهما ورأيناهما متعانقين. 39 أما ذاك فلم نستطع أن نمسكه لأنه كان أقوى منا ففتح الأبواب وفر. 40 وأما هذه فقبضنا عليها وسألناها من الشاب فأبت أن تخبرنا هذا ما نشهد به. 41 فصدقهما المجمع لأنهما شيخان وقاضيان في الشعب وحكموا عليها بالموت. 42 فصرخت سوسنة بصوت عظيم وقالت أيها الإله الأزلي البصير بالخفايا العالم بكل شيء قبل أن يكون. 43 انك تعلم انهما إنما شهدا علي بالزور وها أنا أموت ولم اصنع شيئا مما افترى علي هذان. 44 فاستجاب الرب لصوتها. 45 وإذ كانت تساق إلى الموت نبه الله روحا مقدسا لشاب حدث اسمه دانيال. 46 فصرخ بصوت عظيم أنا بريء من دم هذه. 47 فالتفت إليه الشعب كله وقالوا ما هذا الكلام الذي قلته. 48 فوقف في وسطهم وقال أهكذا انتم أغبياء يا بني إسرائيل حتى تقضوا على بنت إسرائيل بغير أن تفحصوا وتتحققوا الأمر. 49 ارجعوا إلى القضاء فان هذين إنما شهدا عليها بالزور. 50 فأسرع الشعب كله ورجع فقال له الشيخان هلم اجلس بيننا وافدنا فقد أتاك الله مزية الشيوخ. 51 فقال لهم دانيال فرقوهما بعضهما عن بعض فاحكم فيهما. 52 فلما فرقا الواحد عن الآخر دعا أحدهما وقال له يا أيها المتعتق الأيام الشريرة لقد أتت عليك خطاياك التي ارتكبت من قبل. 53 بقضائك أقضية ظلم وحكمك على الأبرياء وإطلاقك للمجرمين وقد قال الله البريء والزكي لا تقتلهما. 54 فالان ان كنت قد رايتها فقل تحت أية شجرة رايتهما يتحدثان فقال تحت الضروة. 55 فقال دانيال لقد صوبت كذبك على رأسك فملاك الله قد أمر من لدن الله بان يشقك شطرين. 56 ثم نحاه وأمر بإقبال الآخر فقال له يا نسل كنعان لا يهوذا قد فتنك الجمال واسلم الهوى قلبك الى الفساد. 57 هكذا كنتما تصنعان مع بنات إسرائيل وكن يحدثنكما مخافة منكما أما بنت يهوذا فلم تحتمل فجوركما. 58 فالان قل لي تحت أية شجرة صادفتهما يتحدثان فقال تحت السنديانة. 59 فقال له دانيال وأنت أيضاً قد صوبت كذبك على رأسك فملاك الله واقف وبيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما. 60 فصرخ المجمع كله بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يرجونه. 61 وقاموا على الشيخين وقد اثبت دانيال من نطقهما انهما شهدا بالزور وصنعوا بهما كما نويا ان يصنعا بالقريب. 62 عملا بما في شريعة موسى فقتلوهما وخلص الدم الزكي في ذلك اليوم. 63 فسبح حلقيا وامرأته لأجل ابنتهما مع يوياقيم رجلها وذوي قرابتهم لأنه لم يوجد فيها شيء قبيح. 64 وعظم دانيال عند الشعب من ذلك اليوم فما بعد. 65 وانضم الملك اسطواج إلى آبائه واخذ كورش الفارسي ملكه."
قصة سوسنة العفيفة:
تقرأ هذه القصة ليلة أبو غالمسيس لما فيها من [1] براءة سوسنة وطهارتها [2] خبث الشيوخ وشهادتهم الزور عليها [3] ثبوت براءة سوسنة. وهذا ما حدث مع المسيح الذي تبرر في الروح (1تي16:3) وثبتت براءته بقيامته. وسوسنة تعني زهرة السوسن، وهذا هو الإسم الذي قالته عروس النشيد عن عريسها المسيح (نش1:2). وأيضاً ولأن الكنيسة هي شبيهة بعريسها (غل19:4). شبهت الكنيسة عروس النشيد بزهرة السوسن (نش2:2) + (نش2:6،3). وكما شهد الشيوخ، يقودهما الشيطان، ضد سوسنة، هكذا الشيطان دائماً يدبر المؤامرات لعروس المسيح أي كنيسته.
وكان الكثير من اليهود قد إغتنوا جداً في بابل، والسلطات البابلية أفسحت لهم المجال ليكون لهم قضاتهم يحكمون لهم بحسب شريعتهم.
قال الرب فيهم إن الإثم قد صدر من بابل (5) لا يوجد هذا النص في العهد القديم ولكن المعنى واضح، فبابل ترمز للشر في العهد القديم والجديد. من يوم قيل عن نمرود أنه جبار صيد أمام الرب وكان إبتداء مملكته بابل (تك8:10-10). وسميت بابل هكذا لبلبلة ألسنتهم إذ أرادوا أن يتحدوا الله (تك4:11-9) فبداية الإثم وتحدي الله كان من بابل وكانت نبوات الأنبياء ضد بابل كثيرة لشرها ووثنيتها (إر50،51) "لأنها بغت على الرب على قدوس إسرائيل" (إر29:50). وراجع سفر حبقوق وماذا قال عن بابل. وهكذا كتب متى عن السيد المسيح أنه بالأنبياء قيل عنه سيدعى ناصرياً (مت23:2). ولا توجد نبوة بهذا المعنى. لكن المعنى موجود في النبوات. وبهذا نفهم أن الشيخان اللذان أقيما للقضاء، هما فيهما روح بابل أي روح تحدي الله، روح إبليس.
ولاحظ خبث الشيخان إذ أرادا إستمالة دانيال فقالا له "هلم إجلس بيننا وأفدنا إذ أتاك الله مزية الشيوخ. وإنضم الملك أسطواج إلى آبائه= هو إستياجيس ملك مادي سنة 585 – سنة 550 ق.م وملك كورش مكانه، وكورش هذا هو الذي أسقط بابل وقتل رؤسائها وملكها سنة 536ق.م، لكنه أبقى على دانيال مشيراً له وهذه الآية مقدمة لأن دانيال إستمر حتى كورش الفارسي وغالباً فقد حدثت القصص الآتية في عصر كورش.
"1 وكان دانيال نديما للملك ومكرما فوق جميع أصدقائه. 2 وكان لأهل بابل صنم اسمه بال وكانوا ينفقون له كل يوم اثني عشر إردباً من السميذ وأربعين شاة وستة أمتار من الخمر. 3 وكان الملك يعبده وينطلق كل يوم فيسجد له أما دانيال فكان يسجد لإلهه فقال له الملك لماذا لا تسجد لبال. 4 فقال لأني لا اعبد أصناماً صنعة الأيدي بل الإله الحي خالق السماوات والأرض الذي له السلطان على كل ذي جسد. 5 فقال له الملك أتحسب أن بالا ليس باله حي أو لا ترى كم يأكل ويشرب كل يوم. 6 فضحك دانيال وقال لا تضل أيها الملك فان هذا باطنه طين وظاهره نحاس فلم يأكل قط. 7 فغضب الملك ودعا كهنته وقال لهم ان لم تقولوا لي من الذي يأكل هذه النفقة تموتون. 8 وان بينتم أن بالا يأكل هذه يموت دانيال لأنه جدف على بال فقال دانيال للملك ليفعل كما تقول. 9 وكان كهنة بال سبعين كاهنا ما خلا النساء والأولاد فآتى الملك ودانيال إلى بيت بال. 10 فقال كهنة بال ها أنا ننصرف إلى الخارج وأنت أيها الملك ضع الأطعمة وامزج الخمر وضعها ثم اغلق الباب واختم عليه بخاتمك. 11 وفي غد ارجع فان لم تجد بالا قد أكل الجميع فأنا نموت وإلا فيموت دانيال الذي افترى علينا. 12 وكانوا يستخفون بالأمر لأنهم كانوا قد صنعوا تحت المائدة مدخلا خفيا يدخلون منه كل يوم ويلتهمون الجميع. 13 فلما خرجوا وضع الملك الأطعمة لبال فأمر دانيال غلمانه فأتوا برماد وذروه في الهيكل كله بحضرة الملك وحده ثم خرجوا وأغلقوا الباب وختموا عليه بخاتم الملك وانصرفوا. 14 فلما كان الليل دخل الكهنة كعادتهم هم ونساؤهم وأولادهم وأكلوا الجميع وشربوا. 15 وبكر الملك في الغد ودانيال معه. 16 فقال أسالمة الخواتيم يا دانيال قال سالمة أيها الملك. 17 ولما فتحت الأبواب نظر الملك إلى المائدة فهتف بصوت عال عظيم أنت يا بال ولا مكر عندك. 18 فضحك دانيال وامسك الملك لئلا يدخل إلى داخل وقال انظر البلاط واعرف ما هذه الآثار. 19 فقال الملك أنى أرى آثار رجال ونساء وأولاد وغضب الملك. 20 حينئذ قبض على الكهنة ونسائهم وأولادهم فاروه الأبواب الخفية التي يدخلون منها ويأكلون ما على المائدة. 21 فقتلهم الملك واسلم بالا إلى يد دانيال فحطمه هو وهيكله. 22 وكان في بابل تنين عظيم وكان أهلها يعبدونه. 23 فقال الملك لدانيال أتقول عن هذا أيضاً انه نحاس ها انه حي يأكل ويشرب ولا تستطيع أن تقول انه ليس إلهاً حيا فاسجد له. 24 فقال دانيال أني إنما اسجد للرب الهي لأنه هو الإله الحي. 25 وأنت أيها الملك اجعل لي سلطانا فاقتل التنين بلا سيف ولا عصا فقال الملك قد جعلت لك. 26 فاخذ دانيال زفتا وشحما وشعرا وطبخها معا وصنع أقراصاً وجعلها في فم التنين فأكلها التنين فانشق فقال انظروا معبوداتكم. 27 فلما سمع بذلك أهل بابل غضبوا جدا واجتمعوا على الملك وقالوا ان الملك قد صار يهوديا فحطم بالا وقتل التنين وذبح الكهنة. 28 وأتوا إلى الملك وقالوا له اسلم إلينا دانيال وإلا قتلناك أنت والك. 29 فلما رآهم الملك ثائرين به اضطر فاسلم دانيال إليهم. 30 فالقوه في جب الأسود فكان هناك ستة أيام. 31 وكان في الجب سبعة اسود يلقى لها كل يوم جثتان ونعجتان فلم يلق لها حينئذ شيء لكي تفترس دانيال. 32 وكان حبقوق النبي في ارض يهوذا وكان قد طبخ طبيخا وثرد خبزا في جفنة وانطلق إلى الصحراء ليحمله للحصادين. 33 فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغداء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود. 34 فقال حبقوق أيها السيد أني لم أر بابل قط ولا اعرف الجب. 35 فاخذ ملاك الرب بجمته وحمله بشعر رأسه ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه. 36 فنادى حبقوق قائلا يا دانيال يا دانيال خذ الغداء الذي أرسله لك الله. 37 فقال دانيال اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك. 38 وقام دانيال واكل ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه. 39 وفي اليوم السابع آتى الملك ليبكي على دانيال فدنا من الجب ونظر فإذا بدانيال جالس. 40 فهتف بصوت عال وقال عظيم أنت أيها الرب اله دانيال ولا اله غيرك ثم أخرجه من جب الأسود. 41 أما الذين سعوا به للهلاك فألقاهم في الجب فافترسوا من ساعتهم أمامه. 42 فقال الملك ليتق جميع سكان الأرض اله دانيال فانه المخلص الصانع الآيات والعجائب في الأرض وهو الذي أنقذ دانيال من جب الأسود.
قصتي بال والتنين:
يظهر في هذه القصص سذاجة عبادة الأوثان وحكمة دانيال
بال أو بيل هو بعل. أحد ألقاب مرودخ كبير آلهة البابليين (إش1:46+ إر2:50) وكلمة بعل في العهد القديم بشكل عام تعني الصنم أو آلهة الوثنيين.
ستة أمتار (2) هي أمطار جمع مطر (يو6:2). والكمية المذكورة التي كانت تقدم للبعل كانت تكفي لعشرات العائلات. والأصنام كانت تصنع من الخشب وتكسي بالنحاس (6). وكان غالباً ما تقام مساكن الكهنة داخل هذه الهياكل. وكان هؤلاء الكهنة يأخذون ما يوضع للبعل، يأكلون ما يأكلونه ويبيعون الباقي.
أما عن التنين فكانت الشعوب القديمة تعبد ما تخافه. وربما حينما ظهر هذا التنين عبده أهل بابل خوفاً منه.
والطعام الذي وضعه دانيال للتنين دس فيه مواداً ملتهبة مزجها بالشعر مما أحدث آلاماً مبرحة داخل أحشاء التنين أدت لإنفجار بطنه.
ونتيجة موت هذا الثعبان حدث تمرد في وسط الشعب فآثر الملك أن يرضيهم بوضع دانيال في جب الأسود. وكان حبقوق قد طبخ طبيخاً (32). وجاءت كلمة طبيخ بمعنى عصيداً والعصيدة= دقيق يعجن ويجفف ثم يقطع ويطبخ في الماء ثم يضاف إليه العسل أو اللبن أو كليهما. وثرد خبزاً= أي خبز مفتوت هو خبز يابس مفتوت في حساء. وكون ملاك الرب يأخذ حبقوق فهذا حدث أيضاً مع فيلبس (أع39:8) وحزقيال (حز3:8) ويحدث مع السواح الآن.
ويقول التاريخ أن الملك ارتحشستا قد أكمل هدم وتخريب معبد بال. وغالباً كان هذا بعد أن إنكسرت شوكة البابليين عباد البعل تماماً. وأرتحشستا جاء بعد كورش بزمان. وغالباً فالفرس ما كانوا يعبدون بال، لكن غالباً كانوا يحترمون آلهة الشعوب التي يستعمرونها. ولقد إنخدع الملك الفارسي بقصة أكل بال للطعام ولما إنكشفت الحقيقة ثار لهذه الخديعة. وفي قصة التنين هو تفادي حدوث ثورة شعبية وفضل إلقاء دانيال للأسود مع محبته له