مقدمة العهد القديم القمص تادرس يعقوب
ثالثاً : الأسفار الحكمية أو الشعرية
أولاً : أسفار موسى الخمسة
رحلتي في أسفار موسى الخمسة
التكوين (الله خالقي): خلقني ملكاً حياً وبإرادتي صوت عبداً ميتاً!
الخروج (الله محرري): يحملني من أرض العبودية نحو السماء، مقدماً دمه ثمناً لحريتي.
اللاويين (الله مقدس): يقدسني بدمه، وعمله الكهنوتي، وكلمته المطهرة، وحياته السماوية المفرحة.
العدد (الله قائدي): يظلل علىّ بجناحيه، ويسير أمامي نوراً لحياتي، ويهبني طعاماً من السماء، ومياه حية.
التثنية (الله خليلي): يهبني وصيته بحب فأطيعها، ويود اللقاء معي كما على جبل سيناء. يفتح فمي بالتسبيح، ويجعل من حياتي بركة للآخرين.
أسفار موسى الخمسة
سفر التكوين = التهيئة للخلاص.
سفر الخروج= تحقيق الخلاص بدم الحمل
سفر اللاويين = التقديس والعبادة.
سفر العدد= حياتنا رحلة جهاد في الرب.
سفر التثنية = الاستعداد للحياة الأخرى.
تسميتها: تسمى في اليونانية Pentateuch، أي "الأسفار الخمسة" ويسميها اليهود "الناموس" أو التوراة (يش7:1).
وحدتها: تمثل هذه الأسفار وحدة تاريخية تبدأ بالخليقة وتنتهي بالوقوف على الشاطئ الشرقي للأردن حيث يسلم موسى (الناموس) القيادة ليشوع (يسوع).
في هذه الأسفار يمتزج التاريخ بالعقيدة، فيمثل التاريخ جزء لا يتجزأ من العقيدة الإيمانية. يحسب هذا التاريخ تمهيداً لمجيء المخلص.
تلتحم هذه الأسفار معاً بأمور أربعة تعمل معاً كخيوط أساسية فيها، هي: الوعد الإلهي اختيار الله لنا، العهد الإلهي، الشريعة.
كاتبها: موسى النبي، بشهادة العهدين: القديم والجديد (عز2:3، مت4:8) وبشهادة السيد المسيح وتلاميذه (مت8: 4، 19/ 8 أع21:5).
(1) التهيئة للخلاص
سفر التكوين
1- الخليقة: الخلقة مقدمة لتاريخ الخلاص 1-11
2- البطاركة: إبراهيم 12-25 اسحق 25-26 يعقوب 26-36 يوسف 37-50 اهتمام الله بالمؤمن الفرد حتى إن فسد العالم.
(2) اختيار شعبه
سفر الخروج 1
اختيار شعبه وتحريره من العبودية 1-18
اهتمام الله بالجماعة كما يهت بالفرد الواحد
(3) مساندة شعبه
سفر الخروج 2
بتقديم الشريعة والدخول معهم في عهد 19-24 بقبوله إقامة مقدس له في وسطهم 25-31 بتجديد العهد (لوحا العهد) 32-34 بإقامة مقدس كظل للسماء 35-40
سفر اللاويين
بطلبه ذبائح بطقوس متنوعة 1-7
بسيامة هرون الكاهن وبينه 8-10
بالتطهير الناموسي 11-16
بالقداسة 17-26
بقبوله نذورهم وعشورهم 27
(4) الشعب في البرية
سفر العدد
إحصاء الشعب وتدبير إقامتهم 1-10 الرحلة من سيناء إلى موآب 11-22
أحداث موآب 23-36
هي رحلة الله مع شعبه ليختبروا حبه ورعايته حتى يدخلوا كنعان السماوية.
(5) موسى في موآب
سفر التثنية
موسى يستعيد الأحداث 1-4: 33
شرح معنى العهد 4: 34-11
الشريعة 12-26
البركات واللعنات 27-30
اختيار يشوع 31
تسبحة النصرة 32
مباركة الأسباط 33
موت موسى ودفنه 34
قدم الوصية + البركات الإلهية + روح التسبيح + النصرة على الخوف من الموت.
مقدمة في أسفار موسى الخمسة[1]
1. وحدة الأسفار الخمسة.
2. موسى والأسفار الخمسة.
3. محتويات الأسفار الخمسة.
١ وحدة الأسفار الخمسة
تسميتها :
تسمي الأسفار الخمسة الأولي من العهد القديم في اليونانية Pentateuch، تعني "الأسفار الخمسة"، وقد استخدم هذا الاسم في المسيحية منذ عصر مبكر. حاول بعض الدارسين أن يربطوا بين الأسفار الأربعة الأولي في وحدة واحدة معًا تحت اسم Tetrateuch إذ نظروا إلى سفر التثنية بكونه أشبه بمقدمة لتاريخ إسرائيل منذ بدء دخوله إلى الموعد (سفر يشوع)، بينما حاول البعض ضم سفر يشوع إلى الأسفار الخمسة لتكوين وحدة واحدة بين الأسفار الستة الأولي تحت اسم Hexateuch، وأحيانًا حاول البعض ضم الثمانية أسفار الأولي باسم Octateuch لتشمل التاريخ حتى بدء عهد الملوك، لكن لا يزال الفكر التقليدي الأصيل يسود علي الباحثين في الربط بين الأسفار الخمسة الأولي كأساس تاريخي عليه قام شعب الله.
هذه الوحدة عرفها اليهود أيضًا، فالكتاب المقدس في العبرية ينقسم إلى ثلاث وحدات حسب واضعيها:
أولاً- الناموس أو التوراة: يحوي أسفار موسى الخمسة.
ثانيًا- الأنبياء: ينقسمون إلى أنبياء أولين وإلى أنبياء متأخرين. القسم الأول يضم يشوع والقضاة حتى الملوك، أما القسم الثاني فيشمل إشعياء وإرميا وحزقيال والاثنى عشر نبيًا الصغار.
ثالثًا- الكتوهيم وينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام: كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب، وكتب ميحيلوت مثل النشيد وراعوث والمراثي والجامعة وأستير، وكتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام.
بهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمي "الناموس" وإن كانت قد حملت أسماء أخري مختلفة وردت في العهدين، منها:
التوراة أو الشريعة أو الناموس (يش 1: 7، مت 5: 17؛ 12: 5).
سفر الشريعة أو كتاب الناموس (يش 1: 8، غلا 2: 10).
سفر توراة موسى (يش 8: 31).
سفر شريعة الله ( يش 24: 26).
كتاب موسى (2 أي 25: 4؛ مر 12: 26)
ناموس (شريعة) الرب (2 أي 31: 3؛ لو 2: 23).
شريعة موسى (1 مل 2: 3، عز 7: 6، لو 2: 22).
وحدة تاريخية :
تمثل هذه الأسفار وحدة تاريخية مترابطة معًا، تبدأ بخلق العالم من أجل الإنسان ثم خلق الإنسان نفسه، وإذ سقط الإنسان هيأ له الخلاص فاختار الله الآباء الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب، وفي مصر بدأت البذرة الأولي للشعب الذي هيأه الله ليتحقق خلاله خلال البشرية كلها، ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب، أخرجه من عبودية فرعون وخلاله تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء، وأخيرًا وقف بهم عند الشاطئ الشرقي للأردن ليسلمهم في يد قائد جديد هو يشوع، وكأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث. هكذا تحقق هذه الأسفار حقبة هامة متكاملة في حياة البشرية من جهة علاقتها بالله، وتمثل دورًا هامًا يعيشه الإنسان، فيه يلمس رعاية الله له واهتمامه بخلاصه.
هذا ومما يجدر ملاحظته أن التاريخ في هذه الأسفار يمتزج بالإيمان، فلا انفصال بين الأحداث التاريخية والعقيدة الإيمانية.
بين التاريخ والإيمان في اليهودية والمسيحية :
في جميع الأمم القديمة ارتبط التاريخ بالدين، فكان الدين يمثل دورًا رئيسيًا في كل جوانب حياتهم اليومية والأسرية والاقتصادية وتحركاتهم السياسية، لكن مع هذا فالتاريخ وهو متأثر بالعقيدة لا يمثل جزءًا منها، أما بالنسبة لليهود فلا انفصال بين التاريخ والإيمان؛ فالتاريخ ليس فقط متأثرًا بالعقيدة وإنما يمثل جزءًا لا يتجزأ من عقيدتهم. بمعنى آخر ترتبط النظرة اللاهوتية للتاريخ بالنظرة اللاهوتية للعقيدة. تاريخ هذا الشعب يمثل جزءًا لا يتجزأ من كلمه الله، ويمثل تدبيرًا إلهيًا فائقًا لأجل خلاص البشرية كلها. بدأ التاريخ بخلق الإنسان حيث يظهر كسفير الله على الأرض يحمل سلطانًا وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في أعماق البحار وما في الجو وحتى الفضاء، ليس له سيد من كل الخليقة بل هو سيد الخليقة الأرضية. وجاء التاريخ يعلن اختيار الله للآباء البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب... وفي كل تصرف وكل عمل ورد في تاريخهم يعلن الله ذاته لنا، بل وفي مفهومنا المسيحي تحمل حياتهم رموزًا متعددة عن مجيء السيد المسيح كمخلص وعمله الخلاصي.
ونحن كمسيحيين لا نرى في هذا التاريخ ماضيًا قد زال، إنما نرى فيه تهيئة إلهية لتدبير خلاصنا، ورموزًا بلا حصر لعمل الله معنا حتى هذا اليوم إنه ليس بالتاريخ في مفهومه العلمي العام، لكنه يقدم لنا سر علاقتنا مع الله وإدراكنا أسراره والتعرف على حكمته السماوية من نحونا. إنه تاريخ حاضر يحمل قوة الحياة خلال لقائنا بالسيد المسيح الذي أعلنه هذا التاريخ وهيأ لمجيئه!
سرّ الوحدة بين الأسفار الخمسة :
يرى[2] R. de Vaux وجود أربعة خيوط ذهبية تربط هذه الأسفار الخمسة معًا في وحدة متكاملة؛ هذه الخيوط هي: الوعد، الاختيار، العهود، الشريعة.
1. الوعد الإلهي: عصب هذه الأسفار تأكيد وعد الله للإنسان الذي أُبرز بصورة خاصة مع إبراهيم فصار أبًا للمؤمنين. فيه نرى الوعد إلهي لخلاص آدم وبنيه متجسمًا، وقد تجدد هذا الوعد خلال الأجيال المتعاقبة. حقًا إن شعب إسرائيل في بداية انطلاقه لم يكن يحمل ثقافة حضارية ذات شأن إذا ما قورنوا بالشعوب المحيطة بهم مثل الفراعنة والبابليين، ولكنهم تمتعوا بنوال الوعد الإلهي عن طريق آبائهم البطاركة المتجولين وخلال هذا الوعد قام وجود الشعب الإسرائيلي.
2. الاختيار: ظهر الوعد الإلهي متجليًا في الاختيار، فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحمل السيادة على الأرض كلها، ولا فضل للآباء البطاركة في اختيارهم كرجال الله، ولا للشعب في اختياره كأمُة مقدسة، إنما هي محبة الله الفائقة وتدبير حكمته (تث 7: 6) العاملة. إذن لله فضل الاختيار بلا تحيز ولا مجاملة على حساب الحياة المقدسة.
3. العهود: كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أُقيم بين إبراهيم وأبيمالك (تك 21: 23)، وبين يعقوب وحميه (تك 31: 44)، وبين داود ويوناثان (1 صم 23: 28). وفي الأسفار الخمسة الأولى يبرز الوحي الإلهي تقدير الله للإنسان، فيرفع من شأنه ليقيم معه عهدًا بل ويدخل معه في عهود متتالية. دخل مع آدم في عهد غير معلن بطريقة مباشرة إن كان آدم في الفردوس قد أدرك محبة الله له فيرد له الحب بالحب. لكنه عصى الله فشوّه صورة العهد، لذلك أقام الله العهد من جديد مع نوح بعد تجديد الأرض خلال مياه المعمودية وسجل علامته في الطبيعة خلال قوس قزح (تك 9). وإذ لم يدرك إنسان مفاهيم هذا العهد أُعطى للعهد علامة في جسد كل ذكر، أي الختان؛ وأخيرًا عند جبل سيناء أقام الله عهده مع شعبه (خر 19). الذي ختمه بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهد الذي يسجله الآب على الصليب بدم ابنه الحبيب! هذا هو خيط الحب الذي ربط الأسفار الخمسة معًا ليدخل بنا إلى العهد الجديد.
4. ارتبط العهد بالشريعة: ففي سيناء التحمت الشريعة بقوانين أو شرائع العبادة ودون انفصال بين الوصية والعبادة، أو بين الشرائع والذبائح.
أسفار موسى الخمسة وسفر المزامير:
إذ تنقسم الشريعة إلى خمسة أسفار، يحمل سفر المزامير ذات التقسيم، كل قسم منها ينتهي ببركة:
الكتاب الأول: مز 1 - 41.
الكتاب الثاني: مز 42 - 72.
الكتاب الثالث: مز 73 – 89.
الكتاب الرابع: مز 90 – 106.
الكتاب الخامس: مز 107 - 150 (+ المزمور 151 في الترجمة السبيعنية).
٢ موسى والأسفار
موسى كاتب الأسفار :
حوالي عام 1167م استلفت نظر ابن عزرا Ibn Ezra كلمات الوحي: "وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض" (تك 12: 6). كأن الكاتب يتحدث بعد ترك الكنعانيين للأرض، الأمر الذي لم يتحقق في أيام موسى النبي، مما جعله ينادي بأن واضع هذه الأسفار آخر غير موسى. وجاءت القرون من السابع عشر حتى العشرين مشحونة بالدراسات النقدية المتطورة للبحث عن مدى علاقة موسى النبي بهذه الأسفار، إن كان هو خلال التقليد الشفوي أو الكتابي الذي تسلمه، أو لعله سجل ملاحظات على الشرائع التي تسلمها وأن شخصًا آخر اعتمد على مذكراته ليضع هذه الأسفار. وأيضًا إن كان هناك مصدر آخر غير ما سلمه موسى شفاهة أو كتابة لكتابة هذه الأسفار. الأمور التي لا أود الإطالة فيها. خاصة وقد ظهر اتجاه جديد مع بدء القرن العشرين بين الدارسين والنقاد يعود إلى تأكيد الفكر التقليدي التاريخي أن واضع هذه الأسفار هو موسى النبي، لكننا قد فضلنا قبل استعراض تطور هذه الدراسات أن نسجل الدلائل والشهادات على أن موسى هو واضع هذه الأسفار بوحي روح الله القدوس.
أولاً- شهادة العهد القديم :
يستطيع الدارس لأسفار موسى الخمسة أن يدرك وجود ثلاثة أجسام للناموس لابد أن يكون موسى النبي نفسه هو الذي سجلها، وهي:
أ. كتاب العهد (خر 20: 22 – خر 23)، والوصايا العشر التي تمثل حجر الزاوية في الشريعة (خر 20: 1-17؛ 24: 1-12؛ 31: 12-18؛ 34: 17-28).
وجاء في سفر الخروج: "فكتب موسى جميع أقوال الرب" (خر24: 4).
ب. الشرائع الخاصة بخيمة الاجتماع والخدمة (خر25-31؛ 35-40)، وقد أكد السفر نفسه أن الرب أعلن هذه الشرائع بكل تفاصيلها المذكورة لموسى النبي (خر 25: 1).
ج. أُفتتح سفر التثنية بخطاب لموسى النبي وجهه للجيل الجديد قبل دخولهم أرض كنعان، يحوى مختصرًا تاريخيًا للطريق الذي قادهم الله فيه، مكررًا فيه أجزاء من الناموس. وجاء في هذا السفر: "كتب موسى هذه التوراة وسلمها للكهنة بنى لاوي حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل" (تث 31: 9، 24-26).
إن كانت الأسفار الخمسة تشهد أن موسى النبي هو كاتب هذه الأجسام الثلاثة الرئيسية للناموس، فإن العهد القديم ككل يشهد أن موسى هو واضع هذه الأسفار، نذكر بعض العبارات الواردة فيه:
"وقام يشوع بن يوصادق وأخوته الكهنة... وبنوا مذبح إله إسرائيل ليصعدوا علية محرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله" (عز 3: 2).
"وأقاموا الكهنة في فرقهم واللاويين في أقسامهم على خدمة الله التي في أورشليم كما هو مكتوب في سفر موسى" (عز 6: 18).
"اجتمع كل الشعب كرجل واحد... وقالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب إسرائيل" (نح 8: 1).
"في ذلك اليوم قرىء في سفر موسى في آذان الشعب" (نح 13: 1).
"كما كتب في شريعة موسى قد جاء علينا كل هذا الشر" (دا 9: 13).
يختتم العهد القديم بالعبارة التالية: "اذكروا شريعة موسى التي أمرته بها في حوريب على إسرائيل الفرائض والأحكام" (ملا 4: 4).
ثانيًا- شهادة العهد الجديد :
أ. أقتبس السيد المسيح من الأسفار الخمسة عبارات نسبها لموسى النبي، من ذلك ما جاء في الإنجيل: "فقال لهم يسوع: انظر لا تَقُـل لأحد، بل اذهب أرِ نفسك للكاهن وقدّم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم" (مت 8: 4، راجع لا 14: 4، 10). قارن أيضًا (مت 19: 8، مر 10: 5 مع تث 24: 1؛ مر 7: 10 مع خر 20: 12؛ 21: 17؛ مر 12: 26، لو 20: 37 مع خر 3: 6).
ب. في حديث السيد المسيح عن الناموس نسبه لموسى النبي، وكان هذا هو رأى اليهود في عهده[3]. فلو أن السيد المسيح يعلم أنهم مخطئون لصحح مفاهيمهم، أو على الأقل حين يقتطف منه لا ينسبه لموسى. فيكون السيد المسيح هو الحق (يو 14: 6)، الذي جاء ليشهد للحق (يو 8: 37)، فإنه لا يقبل الخطأ ويصدق عليه.
ج. شهادة رجال العهد الجديد: فقد اعتبروا القراءة في الناموس هي قراءة في موسى (أع 15: 21؛ 2 كو 3: 15، راجع أيضًا رو 10: 5، 19؛ 1 كو 9: 19).
ثالثًا: نحن نؤمن أن الوحي الإلهي يقدس الفكر الإنساني والثقافة البشرية، فهو لا يملي على واضع السفر كلمات معينة بحرفيتها، إنما يلهب قلبه بالكتابة ويتكلم فيه وبه ويحوط به حتى لا يخطئ، تاركًا إياه يكتب خلال ثقافته الخاصة، فيكتب الإنسان البسيط كعاموس النبي بلغة البساطة، ويكتب الرسول بولس بفكر فلسفي روحي... وهنا إذ يستخدم روح الله موسى النبي نلحظ في أسلوبه ما يشير إلى موسى كرجل تربى في مصر وتعلم حكمة المصريين. فالكاتب يظهر كشخص له إلمام دقيق بمصر، الأمر الذي لا يتحقق مع آخر غير موسى ممن عاشوا في كنعان بعد الخروج بقرون. هذا ما لاحظه كثير من الدارسين في تفصيل، نوجزه في النقاط التالية:
1. جاءت الأسفار الخمسة تضم الكثير من الكلمات المصرية، من ذلك الاسم الذي أعطاه فرعون ليوسف: "صفنات فعنيح" (تك 41: 45) وهو اسم مصري يناسب يوسف الذي خلص مصر من المجاعة، معناه (الله يتكلم وهو يعيش[4]) (أو المولود حديثًا يعيش[5]) ، وذكر اسم زوجة يوسف "أسنات" (تك 41: 45)، وهو اسم مصري يعني (تنتمي للإلهة نيث Neith[6]). وذكر اسم مدينة هليوبوليس حيث كانت مركز عبادة إله الشمس باسمها المصري القديم "أون" (تك 41: 45، 50؛ 46: 20). وذكر أيضًا الاسم المصري لمدينة رعمسيس (تك 47: 11؛ خر 1: 11؛ 12: 37؛ عد 33: 3، 5)، وأيضًا فيثومPi-Tum الاسم الذي أشير إليه في آثار الأسرة الـ 19، الأمر الذي يتفق تمامًا مع الخروج. ولقب كأس يوسف الذي أمر بوضعه في فم عدل بنيامين بالاسم المصري للكأس الإلهي "طاسى"، التعبير الذي لم يُستخدم في غير الأسفار الخمسة إلاَّ في (إر 35: 5)، وقد وُجد إرميا في مصر. وهناك كلمات أخرى كثيرة مصرية، أو مصرية عبرانية أي حملت مسحة عبرانية.
2. بجانب الكلمات المصرية سجلت لنا هذه الأسفار بعض العادات المصرية الدقيقة التي لا يعرفها إلا من عاش في مصر في ذلك الحين، منها عادة زواج الخصيان التي لم يُشر إليها في كل العهد القديم سوى في (تك 37: 36؛ 39: 1). ربما كلمة "خصي" هنا تشير إلى صاحب وظيفة كبرى لدى فرعون (تك 40: 20)، وهي عادة لم تعرف في إسرائيل، وإنما حدثت مرة واحدة في زمن متأخر مع هيرودس الملك (مت 14: 6؛ مر 6: 21). كذلك عادة تقديم الخاتم ووضع طوق ذهب في عنق من يوّد تكريمه بالسلطة (تك 41: 42) لم تعرف في إسرائيل، إنما وجدت في مصر وفارس وبابل (إش 3: 10، 12؛ 8، 10؛ دا 5: 29). أيضًا عزل إخوة يوسف عن يوسف والمصريين على المائدة (تك 43: 32) مع تقديم عبارة توضيحية أن المصريين لا يأكلون خبزًا مع العبرانيين إذ هو رجس عند المصريين. كذلك تقديم ملاحظة أن كل راعي غنم هو رجس عند المصريين (تك 46: 34). هذا وقد أوضح الكاتب أنه على دراية بأرض الكهنة في مصر (تك 47: 22).
3. من الناحية الجغرافية يعرف الكاتب سمات شاطئ نهر النيل كما يعرف رمل البرية (خر 2: 12)، والبردي المصري (خر 2: 3)، وموقع رعمسيس وسكوت (خر 2: 37) وإيثام (خر 13: 20) وفم الحيروث (خر 14: 2). ويظهر إدراكه لجغرافيتها من قوله: "قد استغلق عليهم القفر" (خر 24: 3).
رابعًا: يرى كثير من الدارسين أن القوانين الخاصة باللآويين (خر20-23؛ 25-31؛ 35-40 ؛ عد 5؛ 6؛ 8-10 ؛ 15-19) والواردة في سفر اللآويين... تحمل علامات تشير إلى أنها وضعت في أيام موسى وليس في عصر متأخر عنه. ومن الدلائل التي قدمها Rawlinson على ذلك هي[7]:
1. يرى[8] Prof. Main أن هذه الشرائع بدائية تناسب عصر موسى إذ جاءت مزيجًا بين شرائع دينية وأخرى مدنية وسلوكية واقتصادية.
2. امتزجت الشرائع بالجنب التاريخي القصصي مما يدل على أنها كُتبت أثناء التجول في البرية.
3. جاءت بعض هذه الشرائع تناسب الرّحل ساكني الخيام.
4. يلاحظ في هذه الشرائع تجنب الحديث عن الشمس بطريقة مكرمة كما في العبادة (مز 19: 4)، مما يدل على أن الكاتب خشي عليهم لئلا يسقطوا في عبادة الشمس مثل المصريين...
خامسًا: يرى بعض الدارسين أن سفر التثنية يحمل في داخله شهادة على أنه موضوع في موسى النبي وليس كما ادعى البعض أنه في عهد يوشيا الملك أو منسى، من ذلك طريقة معالجته لطرد الكنعانيين من مدن البلاد إذ جاءت تناسب أيام موسى لا أيام الملوك (تث 20: 10-20).
تطور الدراسات في أسفار موسى الخمسة :
قلنا أن ابن عزرا في القرن الثاني عشر لاحظ من (تك 12: 6) أن واضع السفر يتحدث عن طرد الكنعانيين كحدث ماضٍ، وكأن الكاتب جاء بعد موسى النبي.
وفي القرن السابع عشر قال Richard Simon (عام 1685) أن الأسفار الخمسة قد استخدمت ملاحظات موسى ومذكراته لكن الواضع أضاف إليها بعض الموارد. ورأى الفيلسوفThomas Hobbes أن هذه الأسفار مع أسفار الملوك من وضع عزرا الكاتب.
وفيما يلي ملخص سريع لتطور الدراسات الخاصة بالأسفار الخمسة:
1. نظرية المصادر القديمة: The Old Documents Hypothesis
ملخص هذه النظرية أن موسى النبي استخدم وثائق سابقة، اتسمت كوثيقة بذكر اسم الله بلقب مختلف عن الوثائق الأخرى. فقد لاحظ H.B. Witter (عام 1711) أن اسم الجلالة في هذه الأسفار تارة يكتب ألوهيم Elohim وأخرى يهوهJehovah هذا وقد ذُكرت الخليقة مرتين في سفر التكوين (1-3: 24) مما جعله يعتقد بوجود مصدرين سابقين استخدمهما موسى، يمثلان تقليدًا استلمه موسى شفاهة أو كتابة. وقد اتخذ الطبيب الفرنسيJean Astruc (عام 1753) بنفس النظرية خلال دراسته المستقلة عن Witter، فقال إن موسى استقى معلوماته عن مصدر ألوهيميElohistic (أي يستخدم كلمة ألوهيم) وآخر يستخدم اسم يهوهYahwistic ، هذا بجانب عشرة مصادر أخرى قدمت مقتطفات صغيرة، فروعها في أربعة أنهر، أخيرًا ظهر سفر التكوين.
أخذ أيضًاJ.G. Eichorn بنظرية وجود مصدرين سابقين لموسى في كتابه Introl to the O.T. (1780-1783)، أماK.D. Ilgen (1798م) فنادى بوجود ثلاثة مصادر سابقة، أحد هذه المصادر استخدم تعبير "يهوه" والمصدران الآخران استخدما تعبير "ألوهيم".
2. نظرية المصادر غير الكاملة: The Fragment Hypothesis
إن كانت النظرية السابقة قد قامت في جوهرها على وجود مصدرين أو ثلاثة استخدمها موسى النبي في وضع هذه الأسفار، فإن النظرية أو وجهة النظر التي مثلها Vater (1805م) وHartman (1831م) تقوم على استخدام مصادر غير كاملة (مجموعة متفرقات) تبلغ حوالي الثلاثين أو أكثر، كل منها مستقل عن الأخرى، لكن هذه النظرية لم تجد استجابة من الدارسين.
3. نظرية التكميل: The Supplementary Hypothesis
تقوم على أساس وجود عدة وثائق لاحقة لموسى النبي، قام واضع هذه الأسفار بتكميلها فيما بينها. أقترح هذه النظريةH.G. Ewald (1831م)، وتبعة Bleek (1836م)، ثم تبناهاJ.C.F. Tuch (1938م) في تعليقاته على سفر التكوين، وأيضًا F. Delitzsch (1852م). اعتقد Ewald بوجود مصدر ألوهيمي في عصر متأخر عن موسى أضيف إليه أجزاء أقدم منه مثل الوصايا العشر وكتاب العهد. وتلقف آخر هذا الإنتاج ليضيف عليه أجزاء من وثيقةYahwistic تستخدم تعبير "يهوه". مع أنEwald هو مؤسس هذه النظرية لكنه وصل بنفسه إلى هدمها، مناديًا في كتابةHistory of Israel (1843- 1855) بوجود نهرين: ألوهيمي و Yahwistic.
4. نظرية الوثائق الحديثة:
قدمH. Hupfeld (1853م) اتجاهًا جديدًا في الدراسات الخاصة بالأسفار الخمسة، خلال دراسته لسفر التكوين، جاء فيه أن الوثائق وهي متأخرة عن عصر موسى ليست مكملة لبعضها البعض لكنها تمثل ثلاثة أنهر قصصية كاملة: ألوهيمية الأصل، وألوهيمية متأخرة، ويهودية، ثم قامت يد رابعة منقحة تربط بين هذه الوثائق معًا.
وفي عام 1805م نادىWette بوجود وثيقة أخرى خاصة بالتثنية اكتشفت حوالي عام 621 ق.م، وأنها وضعت قبل ذلك بفترة قصيرة. وفي عام 1854 نادىE. Reuss بوجود وثيقة رابعة دعاها بالوثيقة الكهنوتية Priestly Document، وقد أعطيت رموز لهذه الوثائق هي:
E الألوهيمية Elohist
J اليهودية Yahwistic
D خاصة بالتثنية Deuteronomy
P الكهنوتية Priestly
قامGraft بنشر هذه النظرية عام 166، ودافع عنهاA. Kuenen (1869-1870)، وفيما بعد أعطاهاJ. Welhausen (1878م) تعبيرات كلاسيكية في كتابة History Of Israel I، وقد عرفت النظرية باسمGraft. Welhausen أو Welhausen وحده، وأُدخلت عليها بعض التعديلات.
5. النقد التقليدي – التاريخي: The Tradits - Historical Criticism
مع بداية القرن العشرين ظهر اتجاه قوي بضرورة العودة إلى الفكر التقليدي الأصيل: أن الكاتب هو موسى النبي نفسه، وإن كانت بعض العبارات القليلة قد أضيفت بعده مثل قصة موته.
تأسست هذه النظرية في إسكندنافيه في مدرسةUppsala يمثلها 1. Engell عام 1945 الذي نادي بأنه من الخطأ التطلع إلى وجود وثائق متوازية معًا عند وضع هذه الأسفار، خاصة أنه لا أثر لهذه الوثائق.
الرد علي اعتراضات النقاد :
إن كانت الدراسات السابق الإشارة إليها تقوم علي أساس عقلي بحت بعيد كل البعد عن الجانب الإيماني وعن مفهوم الوحي الإلهي، فإنني إذ قدمت لها عرضًا سريعًا أقدم حجج المعترضين علي كون موسى هو واضع هذه الأسفار ورد الدارسين عليها.
الاعتراض الأول :
رأينا أن العامل الرئيسي لظهور هذه النظريات هو ذكر اسم الجلالة بألقاب كثيرة، خاصة اللقبين "ألوهيم ويهوه" مما جعل النقاد ينادون بوجود أكثر من مصدر لهذه الأسفار.
الـرد :
لو أن الكاتب مجرد منقح لأكثر من مصدر فإنه لم يكن يصعب عليه في التنقيح أستخدم لقب آخر لله، وأن أعطيته لقبًا آخر فلا يكون بكثرة ولا في نفس الموضع. ففي قصة الخليقة (تك1: 1؛ 2: 4) يُلقب الله بألوهيم، وفي تكملة القصة (تك 2: 4-25) يستخدم لقب يهوه. وهكذا أيضًا في قصة الطوفان (تك 6: 5؛ 9: 19) يستخدم أحيانًا ألوهيم وأحيانًا يهوه... مما يؤكد أن الوحي أراد تقديم الله للمؤمنين خلال أكثر من لقب ليعلن لهم عن عمله مع البشرية. فتارة يستخدم لقب: "ألوهيم" وهي جمع كلمة "الله" ليؤكد التثليث ليهيئ البشرية للعمل الخلاصي إذ يرسل الآب الابن فدية عنا ويقوم الروح القدس بالشركة بيننا وبين الله... وأخري يلقبه: "يهوه" معلنًا أنه فوق كل الادراكات[9]، وثالثة: "مشاداي" بكونه ضابط الكل المهتم بكل كبيرة وصغيرة في حياة أولاه، ورابعة: "الايليون" El Elyon أي العلي لكي يرفع قلوب مؤمنيه إلى الأعالي، وخامسًا: "الأولام" El Olam أي الأبدي لكي ينطلق بنا إلى ما هو فوق الزمن فنشتهي أن نوجد معه في الأبديات... في اختصار أن ألقاب الله ليست دليلاً علي وجود وثائق مختلفة للأسفار وإنما غايتها إعلان سر الله وسماته التي تمس إيماننا وتتفاعل مع حياتنا ومفاهيمنا وسلوكنا.
الاعتراض الثاني :
يعترض بعض الدارسين بقولهم أن موسى كان قائدًا عمليًا وليس كاتبًا[10].
الـرد :
إن كنا قد تعرفنا علي أعمال موسى النبي القيادية خلال الكتاب المقدس، فإن الكتاب يقدمه لنا أيضًا ككاتب[11]، لم يكن يوجد في عهده ولا من بعده من هو أقدر منه علي الكتابة، يستخدمه الروح القدس لتقديم كلمة الله الحية خلال تاريخ تلك الحقبة الزمنية ممتزجة بالشريعة الإلهية.
أولاً: إن كان موسى قد تعلم حكمة المصريين (خر 2: 10، أع 7: 21) التي تشمل الكتابة، فإن الله الذي يقدس المواهب البشرية أعطاه ما هو أعظم من الحكمة المصرية... ملأه من حكمته الإلهية، فسجل لنا هذه الأسفار المقدسة بوحي الروح القدس ليعمل الله بها عبر الأجيال.
ثانيًا: تسلم موسى النبي المعلومات الخاصة بالخليقة عن التقليد الذي يمكن أن يكون قد سُلم من آدم الرجل الأول حتى آخر من رآه من أحفاده، والأخير قدم ما سمعه بأذنيه من آدم إلى آخر حفيد له قد عاصره، وهكذا يكون موسى الشخص الخامس الذي تسلم التقليد نقلاً عن آدم. ويري بعض الدارسين أن يوسف إذ جاء إلى مصر وجاء بعده والده أودع في خزانة فرعون ما تسلمه عن آبائه، الأمر الذي تسلمه موسى عن القصر.
ثالثًا: حملت الأسفار الخمسة الوصايا العشر والشريعة الأمور التي تسلمها موسى نفسه، كما سجل دقائق أحداث الخروج والبرية الأمور التي لا يعرف أحد تفاصيلها مثله.
رابعًا: عاش موسى النبي نحو أربعين سنة في البرية، ومع انشغاله بالقيادة إذ سمع مشورة حميه يثرون (خر 18: 13-26) وزّع القضايا الصغرى علي شيوخ الشعب وتفرغ هو للأمور الكبرى، مما أعطاه الفرصة والوقت الكافي للكتابة.
خامسًا: فترة رعايته للغنم حوالي 40 عامًا أكسبته حيوية في التأمل في محبة الله وتدابيره، مما ألهب نفسه للكتابة بعد ذلك، فإن كان في اتضاع أعلن أنه ليس بصاحب كلام (خر 4: 10) لكنه بحق صار أداة مقدسة حية في يد الله للعمل القيادي الحيّ الملتحم بالكتابة المقدسة.
الاعتراض الثالث :
يعترض البعض علي نسبة هذه الأسفار لموسى النبي لما ظهر في الأسفار من عهد يشوع حتى السبي كأن الشريعة الخاصة باللآويين لم تكن موجودة، معتمدين علي بعض العبارات التي أهمها: "هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: ضموا محرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحمًا، لأني لم أكلم آباءكم ولا أوصيتهم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة أو ذبيحة، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً: اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهًا، وأنتم تكونون لي شعبًا، وسيروا في الطريق الذي أوصيكم به ليحسن إليكم" (إر 7: 21-23 راجع عا 5: 21-25؛ مي 6: 6-8؛ إش 1: 11-15). فيقول النقاد لو أن موسى كان قد كتب الأسفار الخمسة التي حوت شرائع الذبائح وطقوسها لما قال إرميا وغيره من الأنبياء مثل هذه العبارة.
الـرد :
لا يفهم من كلمات إرميا النبي وغيره أنهم كانوا يجهلون طقوس الذبائح، ولا عدم كتابة سفر اللآويين... فإن هذه العبارات لا تفهم بطريقة حرفية قاتلة، وإنما تُفسر هكذا:
أولاً: خلط اليهود بين تقديم الذبائح لله وللأوثان، فظنوا أنهم يرضون الله بتقديم الذبائح له في الوقت الذي فيه يقدمون ذبائح وثنية لإشباع شهواتهم، لذا قيل: "ذبحوا لأوثان ليست الله" (تث 32: 17). وجاء في سفر حزقيال أن اليهود مارسوا العبادات الوثنية برجاساتها جنبًا إلى جنب مع الطقس اليهودي فحسب الله عبادتهم له إغاظة له وفارق مجده بيته ومدينته (حز 10: 18، 19؛ 11: 32، 33). الله لا يُغش بذبائح ولا يُرتش بتقدمات من أيد دنسة مصممة علي الشر... لهذا يعلن أنه لم يطلب ذبائح ولا في حاجة إلى تقدمات.
ثانيًا: صمت الأنبياء عن الجوانب الطقسية الواردة في سفر اللآويين لا يعني عدم معرفتهم بالسفر لعدم كتابته بعد وإنما لأن الارتداد في عصرهم لم يكن عن مخالفة للطقوس الدينية وإنما ارتداد في السلوك لهذا اهتموا بالجانب السلوكي العملي.
ثالثًا: لما كانت الذبائح مجرد رمز لذبيحة المسيا، فإن الله يحسب نفسه كمن لم يوصِ بها ما دامت قد انحرفت عن غايتها وصارت في شكلية تمارس إرضاءً للضمير دون شوق للمصالحة.
رابعًا: إن كان النقاد قد نادوا بأن الأنبياء عرفوا سفر التثنية واقتبسوا منه دون سفر اللآويين، فإن سفر التثنية إنما هو تذكره لشريعة قائمة فعلاً وردت في اللآويين. هذا وأن عاموس النبي قد أشار أيضًا إلى اللآويين (عا 4: 4، 5؛ 5: 21).
الاعتراض الرابع
يستخدم بعض النقاد مدلولات جغرافية يظنون أنها تؤكد بأن هذه الأسفار وضعت في عصر لاحق لموسى، من ذلك القول: "في عبر الأردن" (تث 1: 1، 5؛ 3: 8؛ 41-49). كأن الكاتب يتكلم في الضفة الغربية ليتحدث عن الضفة الأخرى (الشرقية) حيث كان موسى مقيمًا. لكن كما يقول: J. Raven أن هذا التعبير يمكن استخدامه من كان في شرق الأردن أو في غربة علي السواء، معطيًا أمثلة بذلك: (تث 3: 20، 25؛ يش 9: 1؛ عد 22: 1؛ 32: 32؛ تك 50: 10، 11).
من الدلائل الجغرافية الأخرى أن الأسفار الخمسة تذكر مدينة "دان" عوض "لايش" (تك 14: 14؛ تث 34: 1)، مع أن لايش لم تحمل هذا الاسم إلاَّ بعد نصرة الدانيين لها بعد عصر موسى. يجيب Raven بأنه ليس بالضرورة أن تكون دان الواردة في (تك 14: 14) هي لايش، إنما يحتمل أن تكون مدينة أخري تحمل اسم دان. أما ما ورد في (تث 34: 1) فنحن نعلم أن الفصل الأخير من سفر التثنية كتب بعد موت موسى.
وأيضًا المنطقة التي سميت "حووت يائير إلى هذا اليوم" (تث 3: 14)، تشير إلى أن واضع هذا السفر بعد موسى النبي، حيث أُعطي هذا الاسم متأخرًا (عد 32: 41؛ يش 13: 3؛ قض 10: 4). لكن Raven يجيب بأن هذا الاسم يعني (قري يائير) (عد 32: 4)، ويشير إلى تسمية يائير لبعض القرى في جلعاد علي اسمه، وقد صنع ذات الأمر في باشان (تث 3: 14)، هذا وأن يائير المذكورة في الأسفار الخمسة لا تعني بالضرورة يائير المذكورة في سفر القضاة.
أيضًا قول يوسف: "لأني قد سرقت من أرض العبرانيين" (تك 40: 15)... مع أن العبرانيين لم يكونوا بعد قد امتلكوا الأرض، ولا حتى في أيام موسى النبي. ويرد علي ذلك بأن كلمة "عبرانيين" كانت تشير إلى من هم غير مستقرين في أرضهم، فقد دُعي إبراهيم بـ "عابر" (تك 14: 13)، وقد عُرف كرئيس صاحب سلطان (تك 23: 6) وأيضًا إسحق (تك 26: 13) ويعقوب (تك 34)، فالأرض التي عاش فيها هؤلاء البطاركة الثلاثة قرابة قرنين ربما حملت اسم "أرض العبرانيين"، ولعله لذات السبب نجد امرأة فوطيفار تدعوا يوسف في أكثر من موضع عبرانيًا (تك 39: 14، 17).
الاعتراض الخامس :
استخدم بعض الدلالات الخاصة بالآثار القديمة Archeological في رفض نسب هذه الأسفار لموسى النبي من ذلك ما جاء في (خر 16: 36) "وأما العُمِر فهو عشر الايفة" مدعين أنه من الناحية الأثرية لم يعرف العُمر في عصر موسى. يرد علي ذلك بأن الايفة كلمة مشتقة عن المصرية، وأنه كان من السهل علي العبرانيين الخارجين من مصر أن يعرفوا الايفة، لذلك فسر الكتاب العمر بالايفة المعروفة لموسى ومعاصريه.
كذلك تعبير "شاقل القدس" (خر 30: 13؛ 38: 24-26) يفترض أن الهيكل قد أُقيم وطقوسه قد استخدمت لمدة طويلة[12]. يُرد علي ذلك بأن هذا التعبير كان جديدًا في ذلك الوقت بدليل إيضاحه ثلاث مرات (خر 30: 13؛ لا 27: 25؛ عد 3: 47) وأنه لم يكن بعد قد أُستخدم.
يتحدث موسى النبي عن أصل عوج ملك باشان وسريره الحديدي (تث 3: 11) لسامعيه كمن لم يعرفوه مع أن السامعين في أيام موسى غلبوا الملك وقتلوه[13]. فلماذا يشرحه لهم؟ يرد علي ذلك بأن موسى الني يكتب لعامة الشعب الذين لم يعرفوا عن عوج هذه الأمور حتى وإن كانوا قد غلبوه، كما يكتب للأجيال التالية.
؟؟[14]
الاعتراض السادس :
اعتمد النقاد علي بعض الجوانب التاريخية في افتراضهم أن الكاتب غير موسى. من ذلك ما ورد في (عد 21: 14، 15) من مقتطف شعري عن "كتاب حروب يهوه" الذي شرح الكاتب أن يخص أرنون... ولما كان هذا الكتاب معاصرًا لموسى فلم تكن هناك حاجة لهذا الشرح. ويجيب الدارسون أن الشرح ضروري لأن موسى لا يكتب لمعاصريه العارفين هذه الأمور وإنما يكتب للأجيال كلها.
اعتمدوا أيضًا علي كلمة "حينئذ" في القول بأن الكنعانيين كانوا حينئذ في الأرض (تك 12: 6؛ 13: 7) كدليل علي أن الكنعانيين لم يكونوا في الأرض أثناء وضع هذا السفر، الأمر الذي لم يتحقق إلاَّ بعد موسى. يجيب Raven J. بأن الكلمة "حينئذ" في (تك 12: 6) طبيعية ولازمة، بدونها ربما يتساءل القارئ: هل كان الكنعانيون قد تركوا الأرض عند كتابة السفر. فتأكيد وجودهم أيام إبراهيم بالرغم من وجودهم حتى في أيام موسى يعطي للوعد قوة أعظم، إذ يهبها لنسله بالرغم من وجودهم. أما ذكرها في (تك 13: 7) فيمثل شرحًا وتوضيحًا بأنه لم يكن هناك موضع كافٍ لغنم إبراهيم وغنم لوط خاصة لوجود الكنعانيين بغنمهم في الأرض.
جاء أيضًا (تك 36: 31): "وهؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبلما مَلَكَ ملِك لبني إسرائيل" وكأن الكاتب قد عاصر عهد الملوك. يُرد علي ذلك بأن الكاتب موسى النبي الذي وإن كان لم يعاصر عهد الملوك لكنه وهو يتحدث عن وجود ملوك لأدوم أدرك أنه سيتحقق وعد الله ويُقام ملوك لبني إسرائيل إذ قيل لإبراهيم: "وملوك منك يخرجون" (تك 17: 6)، كما نال يعقوب ذات الوعد (تك 35: 11)، وتنبأ عن قيامهم في بركته لابنه يهوذا (تك 49: 10)، وتنبأ بلعام في عصر موسى عن قيامهم (عد 24: 7). كان في ذهن موسى النبي قيام ملوك إسرائيليين لذا قدم وصايا خاصة باختيارهم وسماتهم (تث 17: 14-20). وكأن موسى النبي في عبارته السابقة (تك 36: 31) يعلن أنه وإن كان لأدوم ثمانية ملوك لكن الله سيقيم لشعبه المختار ملوكًا بالرغم من عدم تحقق الوعد حتى تلك اللحظات[15].
يسأل البعض: إن كان موسى النبي هو واضع هذه الأسفار فلماذا صمت عن ذكر اسم الأميرة التي انتشلته من الماء، واسم فرعون الذي ضايقه، وعن موت زوجته صفوره، وعن اسم زوجته الكوشية، وكيف يشير إلى نفسه كإنسان وديع؟ يُجاب علي ذلك بأن صمته عن ذكر اسمي الأميرة وفرعون أمر طبيعي، إذ كانا معروفين لمعاصري موسى النبي، ولو كان الكاتب في عصر متأخر عن موسى لالتزم بذكر الاسمين حسب التقليد المتداول بين اليهود. أما صمته عن موت زوجته الأولي صفوره واقتضاب حديثه عن الزوجة الكوشية وعدم ذكر اسمها، فإن النبي لم يرد الاسترسال في ذلك لأن الزواج الثاني غير مستحب واكتفي بالإشارة إليه بكونه رمزًا لدخول الأمم إلى الإيمان ممثلين في الكوشية. أما عن دعوة نفسه أنه وديع فلم يكتب علي سبيل الافتخار إنما ألزمه الوحي بذلك ليعلن بطريقة غير مباشرة أن المؤهل الرئيسي في القيادة الروحية السليمة هو الوداعة. وأننا نري المرتل أيضًا يدعو نفسه وديعًا (مز 9: 13، 14؛ 10: 17). إن كان رجل الله موسى لم يحذف أخطاؤه ولا قلل من شأنها ذاكرًا تأديبات الله له حتى حُرم من التمتع بالدخول إلى أرض الموعد فمن الإنصاف أن يبرز الوحي الجوانب الصالحة التي وهبه الله إياها.
3 محتويات الأسفار الخمسة
عرضت لنا هذه الأسفار المقدسة حديثًا تاريخيًا ممتزجًا بالعقيدة يكشف عن خطة الله من جهة الإنسان، فكشفت عن الله كخالق للإنسان، يهتم بكل أموره الروحية والنفسية والجسدية. أقامه صاحب سلطان، لكنه إذ حرم نفسه بنفسه من هذا المركز الفريد اهتم الله بخلاصه فاختار الآباء البطاركة كتهيئة لاختيار شعبه ومساندتهم بكل إمكانية حتى ينطلق بهم من أرض العبودية ويرافقهم في البرية ويعولهم ماديًا ويهتم بتقديم شرائع مقدسة، حتى ينطلق بهم تحت قيادة موسى النبي إلى جبل موآب حيث يقف علي شاطئ نهر الأردن ويسلمهم لقائد جديد هو يشوع رمز يسوع المسيح واهب الميراث.
أولاً: الخليقة كمقدمة لتاريخ الخلاص التكوين 1-11.
ثانيًا: اختيار البطاركة كتهيئة لاختيار شعبه 12-50.
إبراهيم. 12-25.
إسحق. 25-26.
يعقوب. 26-36.
يوسف. 37-50.
ثالثًا: اختيار شعبه وتحريره من العبودية الخروج 1-18.
رابعًا: مساندته لشعبه 19-24.
بتقديم الشريعة والدخول معهم في عهد. 19-24.
بقبوله إقامة مقدس له في وسطهم وكهنة له 25-31.
بتجديد اللوحين حتى بعد انتهاكهم المقدسات 32-34.
بإقامة المقدس. 35-40.
بطلبه ذبائح بطقوس متنوعة. اللاويين 1-7.
بسيامة هرون وبنيه. 8-10.
بالتطهير الناموسي. 11-16.
بالقداسة الموسوية. 17-26.
بقبوله نذورهم وعشورهم. 27.
خامسًا: اهتمامه بشعبه في البرية
إحصاء الشعب وتدبير إقامتهم. العدد 1-10.
الرحلة من سيناء إلى موآب 11-22.
أحداث موآب. 23-36.
سادسًا: علي جبل موآب
موسى يستعيد الأحداث. التثنية 1-4: 33.
شرح معني العهد. 4: 34-11.
الشريعة. 12-26.
البركات واللعنات. 27-30.
اختيار يشوع. 31.
تسبحة النصرة. 32.
مباركة الأسباط. 33.
موت موسى ودفنه. 34.
ثانياً : الأسفار التاريخية
أجتاز تاريخ البشرية من جهة خلاصنا المراحل التالية(1):
1- الخلقة: من اجلي خلق كل شئ ليقيمني ملكًا صاحب سلطان حتى على الفضاء
2- تجديد الأرض (نوح والطوفان): يجدد روح الله طبيعتي في مياه المعمودية، ويعمل على تجديد فكري بلا انقطاع.
1- عصر البطاركة: حينما يجحد العالم كله خالقه يجد الله إبراهيم أمينًا ومطيعًا. هكذا أود إن أكون إبنًا لإبراهيم واسحق ويعقوب حتى إن هاج العالم كله ضد الإيمان الحق. في هذا العصر ظهر ايضًا أيوب، قاومه حتى زوجته وأصدقاءه، لكن الله في السموات يدافع عنه أمام قوات الظلمة، ويذكيه ويكلله.
2- في أرض العبودية: نشا شعب الله غريبًا في مصر، واستبعده فرعون، واعد الله لهم موسى لينطلق بهم إلى الحرية، ولكنه يعجز عن أن يدخل بهم أرض الموعد. يكشف لي الناموس ما فعلته بي الخطية إذ حطمت أيقونة الله الجميلة في داخلي. شكرًا لله الذي قدم لي الناموس، فأدرك حاجتي إلى الله مخلصي ومقدسي وقائدي، ونصيبي الدائم.
3- في أرض الموعد: دخل يشوع بن نون بالشعب على ارض الموعد كما إلى عربون السماء. وقد مرّ الشعب بمراحل كثيرة هناك:
أولاً: في ظل النظام الثيؤقراطي، حيث يبقى الله هو الملك.
ثانيًا: في ظل النظام الملكي، بجانبه الشرير (شاول) والصالح (داود).
ثالثًا: انقسام المملكة، بسبب رفض رحبعام المشورة الصالحة التقية وقبوله المشورة العنيفة.
رابعاً: سقوط المملكتين تحت السبي، إسرائيل سباه أشور، ويهوذا سبته بابل، ليلقيا معه في الذل، في أرض السبي.
خامسًا:عودة الشعب إلى ارض الموعد، تحت الاستعمار الفارسي ثم اليوناني فالروماني، وانتظاره للخلاص الحقيقي.
سادسًا: مجيء المخلص- يسوع المسيح- إليهم في ارض الموعد ليرفع العالم كله على السماء!
هذه لمحة سريعة عن التاريخ، كما ورد في العهد القديم حتى يلتقي المؤمن بربنا يسوع.
ثالثاً : الأسفار الحكمية أو الشعرية
"الحكمة" في العبرية تترجم "مهارة في الحياة، إذ يتطلع اليهود إلى الحكمة لا كأفكار فلسفية مجردة، بل إمكانية حياة. لذا فإن "الله" هو مركز الحكمة ومصدرها (أم7:1). تحوي الأسفار الحكمية الآتي:
1- أمثال شعبية تعين الإنسان على الحياة اليومية المقدسة في الرب.
2- تشبيهات لها معانٍ روحية.
3- مناقشات تعالج مشاكل الحياة.
المسيح حكمتنا الحقيقية
1- الألم هو مدرسة الحكمة أو معركة الحكمة، تتجلى هذه المعركة في سفر أيوب.
2- لا يٌفقد الألم سلام المؤمن ولا فرحه الداخلي، فقد حولت الآلام شخصية داود إلى "مرتل إسرائيل الحلو"، كما يظهر في سفر المزامير.
3- يقدم لنا سليمان الحكيم يلم الحكمة الذي يرفعنا من الأرض ليدخل بنا إلى الأحضان الإلهية.
أ- ففي سفر الأمثال يؤد أن بدء الحكمة هي مخافة الرب.
ب- إذ يقتني المؤمن مخافة الرب ويدرك أبوة الله الحانية التي تقوده في كل جوانب حياته يصغر العالم جداً في عينيه، فيرى "باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح". ليس من جديد في العالم، ولا ما يشبع النفس" ها هو موضوع سفر الجامعة.
ج- أخيراً تصعد النفس على سلم الحكمة لتجد من يشبعها، العريس السماوي، فتتغنى بتسبحة نشيد الأناشيد، تسبحة العرس الأبدي.
هكذا تبدأ الأسفار الحكمية بمعركة الألم والصراع مع عدو الحكمة وتنتهي بأغنية العرس المفرحة. تبدأ بالإعلان عن الحاجة إلى المخلص قائد المعركة ضد إبليس، وواهب الحكمة بلا انقطاع، وتنتهي بان يحملنا فوق كل احداث العالم لندخل في حجال عرسه ونشاركه أمجاده الأبدية. أنهار أسفار مسيانية، مركزها المسيح حكمة الله الأزلي.
رابعاً : أسفار الأنبياء
الأنبياء عبر العصور:
رافقت النبوة آدم وتبقى حتى انقضاء الدهر.
1. ما قبل موسى: يعتبر البعض آدم والآباء البطاركة إبراهيم واسحق ويعقوب أنبياء حيث أعلن الله عن خطته الخلاصية لتعزيتهم في أرض الغربة.
2. موسى النبي: أول نبي قائد للشعب، حررهم من عبودية فرعون كرمز ونبوة عن الحرية التي ننعم بها بالصلب من عبودية إبليس وكل قواته.
3. الأنبياء الأولون: لأول مرة يظهر الأنبياء كجماعة في أيام صموئيل أخر قضاة وأول الأنبياء. ظهر أيضًا إيليا النبي وأليشع النبي.
4. الأنبياء المتأخرون: ظهروا في الفترة "الكلاسيكية" للنبوة. سجلوا لنا بروح النبوة أسفار الأنبياء الكبار والصغار. اهتموا بالتنبؤ عن السبي كتأديب إلهي، والعودة منه للتمتع بالرجاء في مراحم الله، والحث على بناء أسوار أورشليم وترميم الهيكل، وتأديب الأمم الشامتة فيهم والتي أذلتهم. أما الموضوع الرئيسي لنبواتهم فهو شخص السيد المسيح وطبيعته وعمله الخلاصي.
5. أنبياء العهد الجديد: وُهب البعض روح النبوة بالمستقبل، خاصة مجيء المسيح الأخير، كما جاء في سفر الرؤيا. نبأ البعض عن أحداث مستقبلية (أع 2: 17، 1كو 11: 5، 14: 24، 29، 1كو 12: 10، 29).
"وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما إلى سراجٍ منيرٍ في موضعٍ مظلمٍ إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2بط 1 : 19).
الأسفار النبوية
+ التمييز بين أسفار الأنبياء الكبار والأنبياء الصغار لا يقم على أهمية أشخاصهم بل على حجم ما وصل إلينا من كتاباتهم.
+ تجمع التوراة العبرية الأنبياء الكبار والصغار في مجموعة واحدة تدعي "الأنبياء"، وتجعل من سفري دانيال والمراثي بين "سائر الكتب".
+ الأنبياء الكبار: إشعياء، إرميا، حزقيال، دانيال، ويلحق بها سفرا باروخ ومراثي إرميا. وصل إلينا سفر باروخ باليونانية في الترجمة السبعينية.
+ الأنبياء الصغار، في التوراة العبرية تشكل سفراً واحداً بكونها تخدم هدفاً متكاملاً.
+ يركز الأنبياء الكبار على شخص الملك بينما يركز الأنبياء الصغار على ملكوته، وإن كلن يصعب فصل الملك عن مملكته.
* إشعياء: الملك القدوس المتألم.
* إرميا الملك واهب العهد الجديد.
* حزقيال: الملك واهب القيامة.
* دانيال: الملك محب كل الأمم.
* باروخ: الملك واهب الحكمة.
* مراثي إرميا: (مرثاة أورشليم الفاقدة ملكها).
الأنبياء الصغار
هوشع : زوجة خائنة دعوة لرجوعها.
يوئيل : حقل يغزوه الجراد التأمل في يوم الرب.
عاموس: مملكة فاسدة قيام مملكة داود.
عوبديا : أدوم الظالم يرتد عمله عليه.
يونان : رفضها خدمة الأمم الله يهتم حتى بالطبيعة.
ميخا: سقوط إسرائيل ويهوذا في السبي دعوة للغلبة بالمسيح مخلص العالم.
ناحوم: سلطان المؤدب (أشور) مؤقت وضع نهاية للشر.
حبقوق: سلطان المؤدب (كلدانيون) مؤقت ينتهي التأديب بتسبيح الله
صفنيا: لا محاباة في التأديب التوبة طريق الخلاص.
حجي: التراخي في بناء الهيكل المسيح يقيم هيكله.
زكريا: تراخي في بناء الهيكل المسيح يقيم هيكله.
ملاخي: ظلمة بعد العودة من السبي ترقب مجيء ملاك العهد شمس البر
الفترة |
ما قبل السبي |
بين سبي إسرائيل وسبي يهوذا |
بعد السبي |
اسم النبي |
1- يونان 2- يوئيل 3- عاموس 4- هوشع 5- إشعياء 6- ميخا |
7- ناحوم 8-صفنيا 9- إرميا 10- باروخ 11- حبقوق |
14- حجي 15- زكريا 16- عوبديا 17- ملاخي |
الملوك المعاصرون |
1- يونان: بربعام الثاني
2- يوئيل: ربما عاصر الملك يوشيا 3- عاموس: بربعام الثاني 4- هوشع: عزيا، يوثام، آحاز، حزقيا (يهوذا) 5- إشعياء: بربعام 2 6- ميخا: عزري، يوثام، آحاز، حزقيا (يهوذا). |
7- ناحوم: حزقيا (هرب إلى يهوذا عند سبي السامرة) 8- صفنيا: أوائل ملك يوشيا 9- إرميا: يوشيا، يوياكين، يكنيا، صدقيا 10- باروخ: عصر إرميا صديقه الشخصي 11-حبقوق: كتب بعد معركة كرمشيش في أيام يهوياقيم. |
حجي: داريوس الملك زكريا: داريوس الملك. عوبديا: لم يعد لهم ملوك ملاخي: لم يعد لهم ملوك
|
الظروف المحيطة
|
يونان: أُرسل إلى نينوى ليتوبوا. يوئيل: التوبة القائمة على تجديد القلب. عاموس: الخطايا الجماعية. هوشع: الله يطلب زوجته الخائنة لترجع إليه. إشعياء: الإنجيل الخامس (العصر المسياني). ميخا: يعلن التأديب مع نبوات مسيانية. |
ناحوم: يتحدث عن إدانة نينوى ويطمئن شعبه. صفنيا: يتحدث عن قرب مجيء سبي يهوذا. إرميا: يؤكد تحقق السبي ويطالب بالإصلاح القلبي. باروخ: يبدو أن سافر إلى المسبيين ليسندهم. حبقوق:أسئلة حول تأديب شعب الكلدانيين |
حجي: التشجيع على البناء الداخلي للهيكل (القلب). زكريا: تشجيع الشعب على إعادة بناء الهيكل. عوبديا: الله يؤدب أدوم لكبريائه، كراهيته. ملاخي: يعلن عن مجيء السيد المسيح يسبقه إيليا. |
غاية السفر |
يونان: الله للجميع: لليهود كما للأمم11:4. يوئيل: يوم الرب 18:3 عاموس: التأديب (نبي الويلات) 13:5 هوشع: نرجع إلى الرب: لأنه افترسنا فيشفينا 1:6 إشعياء: القدوس المخلص 5:53 ميخا: من هو مثلك عافرالإثم؟! 18:7 |
ناحوم: نهاية الشر8:1 صفنيا: الإله الغيور18:1 إرميا: تأديبات الرب ممتزجة بحنوه 12:3، 13. باروخ: الحفاظ على الإيمان 1:4-3. حبقوق: الحوار مع الله 3:1. |
حجي: بناء بيت الرب الداخلي 15:2 زكريا: غيرة الله 14:1. عوبديا: كما فعلت يُفعل بك 15:1 ملاخي: محبة الله العملية للبشرية 11:1. |
أسفار الأنبياء
رافقت النبوة آدم وتبقى حتى انقضاء الدهر.
1. ما قبل موسى: يعتبر البعض آدم والآباء البطاركة إبراهيم واسحق ويعقوب أنبياء حيث أعلن الله عن خطته الخلاصية لتعزيتهم في أرض الغربة.
2. موسى النبي: أول نبي قائد للشعب، حررهم من عبودية فرعون كرمزٍ ونبوة ٍعن الحرية التي ننعم بها بالصليب من عبودية إبليس وكل قواته.
3. الأنبياء الأولون: لأول مرة يظهر الأنبياء كجماعة في أيام صموئيل آخر القضاة وأول الأنبياء. ظهر أيضًا إيليا النبي وإليشع النبي.
4. الأنبياء المتأخرون: ظهروا في الفترة "الكلاسيكية" للنبوة. سجلوا لنا بروح النبوة أسفار الأنبياء الكبار والصغار. اهتموا بالتنبؤ عن السبي كتأديبٍ إلهيٍ، والعودة منه للتمتع بالرجاء في مراحم الله، والحث على بناء أسوار أورشليم وترميم الهيكل، وتأديب الأمم الشامتة فيهم والتي أذلتهم. أما الموضوع الرئيسي لنبواتهم فهو شخص السيد المسيح وطبيعته وعمله الخلاصي.
5. أنبياء العهد الجديد: وُهب البعض روح النبوة بالمستقبل، خاصة مجيء المسيح الأخير، كما جاء في سفر الرؤيا. تنبأ البعض عن أحداث مستقبلية (أع 17:2؛ 1 كو 5:11، 24:14، 29؛ 1 كو 10:12، 29). كثيرًا ما يُقصد بالنبوة في العهد الجديد كلمة الوعظ التي تعلن عن إرادة الله ومواعيده للمؤمنين.
"وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها كما إلى سراجٍ منيرٍ في موضعٍ مظلمٍ إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبهم"
2 بط 19:1
الأسفار النبوية
v التمييز بين أسفار الأنبياء الكبار والأنبياء الصغار لا يقم على أهمية أشخاصهم بل على حجم ما وصل إلينا من كتاباتهم.
v تجمع التوراة العبرية الأنبياء الكبار والصغار في مجموعة واحدة تُدعى "الأنبياء"، وتجعل من سفري دانيال والمراثي بين "سائر الكتب".
v الأنبياء الكبار: إشعياء، إرميا، حزقيال، دانيال، ويلحق بها سفرا باروخ ومراثي إرميا. وصل إلينا سفر باروخ باليونانية في الترجمة السبعينية.
v الأنبياء الصغار، في التوراة العبرية تشكل سفرًا واحدًا، بكونها تخدم هدفًا متكاملاً.
v يركز الأنبياء الكبار على شخص الملك، بينما يركز الأنبياء الصغار على ملكوته، وإن كان يصعب فصل الملك عن مملكته.
الأنبياء الكبار
* إشعياء: الملك القدوس المتألم.
* إرميا: الملك واهب العهد الجديد.
* حزقيال: الملك واهب القيامة.
* دانيال: الملك محب كل الأمم.
* باروخ: الملك واهب الحكمة.
* مراثي إرميا: [مرثاة أورشليم الفاقدة ملكها].
هوشع |
زوجة خائنة |
دعوة لرجوعها. |
يوئيل |
حقل يغزوه الجراد |
التأمل في يوم الرب. |
عاموس |
مملكة فاسدة |
قيام مملكة داود. |
عوبديا |
أدوم الظالم |
يرتد عمله عليه. |
يونان |
رفضها خدمة الأمم |
الله يهتم حتى بالطبيعة. |
ميخا |
سقوط إسرائيل ويهوذا في السبي |
دعوة للغلبة بالمسيح مخلص العالم. |
ناحوم |
سلطان المؤدب (أشور) مؤقت |
وضع نهاية للشر. |
حبقوق |
سلطان المؤدب (كلدانيون) مؤقت |
ينتهي التأديب بتسبيح الله. |
صفنيا |
لا محاباة في التأديب |
التوبة طريق الخلاص. |
حجي |
التراخي في بناء الهيكل |
المسيح يقيم هيكله. |
زكريا |
تراخي في بناء الهيكل |
المسيح يقيم هيكله |
ملاخي |
ظلمة بعد العودة من السبي |
ترقب مجيء ملاك العهد، شمس البرّ. |
الفترة |
اسم النبي |
الملوك المعاصرون |
الظروف المحيطة |
غاية السفر |
ما
قبل
السبي |
1. يونان 2. يوئيل 3. عاموس 4. هوشع 5. إشعياء 6. ميخا |
يربعام الثاني (مملكة إسرائيل) ربما عاصر الملك يوشيا يربعام الثاني عزيا، يوثام، آحاز، حزقيا [يهوذا]؛ يربعام 2. عزيا، يوثام، آحاز، حزقيا يوثام، آحاز، حزقيا [يهوذا]. |
أُرسل إلى نينوى ليتوبوا. التوبة القائمة على تجديد القلب. الخطايا الجماعية. الله يطلب زوجته الخائنة لترجع إليه. الإنجيل الخامس (العصر المسياني). يعلن التأديب مع نبوات مسيانية. |
الله للجميع: لليهود كما للأمم 11:4. يوم الرب 18:3. التأديب (نبي الويلات) 13:5. هلم نرجع إلى الرب:لأنه افترسنا فيشفينا 1:6. القدوس المخلص 5:53. من هو مثلك غافر الإثم؟! 18:7. |
بين سبي إسرائيل وسبي يهوذا |
7. ناحوم 8. صفنيا 9. إرميا 10. باروخ 11. حبقوق |
حزقيا [هرب إلى يهوذا عند سبي السامرة] أوائل ملك يوشيا يوشيا، يوياكين، يكنيا، صدقيا عصر إرميا صديقه الشخصي] كتب بعد معركة كرمشيش في أيام يهوياقيم. |
يتحدث عن إدانة نينوى ويطمئن شعبه يتحدث عن قرب مجيء سبي يهوذا. يؤكد تحقق السبي ويطالب بالإصلاح القلبي. يبدو أنه سافر إلى المسبيين ليسندهم. أسئلة حول تأديب الشعب الكلدانيين. |
نهاية الشر 8:1. الإله الغيور 18:1. تأديبات الرب ممتزجة بحنوه 12:3، 13. الحفاظ على الإيمان 1:4-3. الحوار مع الله 3:1. |
سبي يهوذا |
12. دانيال
13. حزقيال |
خدم أيام ممالك: بابل، مادي وفارس، في السبي. عاصر دانيال |
شهد أمام الملك الوثني بسيرته وحكمته.
فتح باب الرجاء ببناء الهيكل المسياني |
إدانة الظلمة بالنور 22:2.
مجد الرب 4:10، 18. |
بعد
السبي |
14. حجي 15. زكريا 16. عوبديا 17. ملاخي |
داريوس الملك داريوس الملك
[لم يعد لهم ملوك] |
التشجيع على البناء الداخلي للهيكل (القلب). تشجيع الشعب على إعادة بناء الهيكل. الله يؤدب أدوم لكبريائه، كراهيته يعلن عن مجيء السيد المسيح يسبقه إيليا. |
بناء بيت الرب الداخلي 15:2 غيرة الله 14:1. كما فعلت يُفعل بك 15:1. محبة الله العملية للبشرية 11:1. |
23. إشعياء
القدوس المخلص
0 قام بالعمل النبوي أكثر من 60 عامًا، في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا، واستشهد إذ نُشر بمنشار خشبي في أيام منسى.
سماته 0 من أروع الكتابات النبوية. باستثناء الإصحاحات الأربعة (36-39) السفر كله شعري مملوء بالاستعارات والتشبيهات.
0 دعي بالإنجيل الخامس أو إنجيل إشعياء. تحدث عن السيد المسيح من جهة ميلاده من عذراء (14:7)، لاهوته (6:9)، من نسل داود (1:11)، ممسوح لأجلنا (2:11)، معلن الحق للأمم (1:42)، يسلك بالوداعة (2:42)، واهب رجاء للكل (3:42) صّور أحداث الصليب (53)، فاتحًا بقيامته طريق الفرح للمفديين (8:35-10)، مقدمًا ملكوتًا جديدًا فيه يسكن الذئب مع الخروف (11)، أي يجمع مؤمنيه من الأمم واليهود معًا. تحدث عن الروح القدس (2:11؛ 15:32؛ 13:40؛ 1:42؛ 3:44؛ 1:61)
القدوس المؤدب ص1-35 |
القدوس واهب الغلبة 36-39 |
القدوس المعزى بالخلاص ص40-66 |
نبوات عامة: 1. نبوات خاصة بيهوذا وإسرائيل 1-12 2. نبوات خاصة بالأمم المحيطة 13-23 3. نبوات خاصة بالعالم (وأدوم) 24-35 ويلاحظ في هذه النبوات الآتي: امتزج التأديب بإعلان الخلاص، حتى لا يسقط السامعون في اليأس. رؤيا إشعياء (ص6) تسحب القلب من الاتكال على البشر إلى الله القدوس. نشيد الكرمة (ص5) يكشف عن علاقة حب عميقة تربط الله بشعبه. بعد حديثه عن الويلات (ص10) فتح باب الخلاص (ص11) وأعلن نشيد الخلاص (ص12). أعطى اهتمامًا بمصر (ص19)، إذ رأي السيد قادمًا إليها على سحابة خفيفة سريعة (القديسة مريم)، ورأي مذبح الله يُقام في وسطها وينال شعبها البركة. تسابيح الخلاص والكشف عن مقاصد الله من التأديب 25-27 |
1. هزيمة أشور 36-37 [لم يغلبه حزقيا بالسلاح ولا بذراع بشري، إنما بتدخل الله القدوس]. 2. الغلبة على الموت 38 [وهبه الله القدوس النصرة على سنحاريب، وها هو يهبه غلبة على الموت فيزيد عمره 15 عامًا. 3. انهزامه من ذاته 39 39 [كشف خزائن قلبه للغرباء] بها يبارك رب الجنود قائلاً: مبارك شعبي مصر 19: 25
|
قدم لنا هنا نبوات مفرحة حيث أعلن عن المسيّا بكونه عبدًا لله يحمل الآلام بإرادته لخلاص العالم. 1. عزوا، عزوا شعبي 40-44 2. هجوم كورش على بابل [استخدم الله بابل لتأديب شعبه وكورش لتأديب بابل] 3. أحاديث الخلاص 48-59 [نقلنا من الخلاص من سبي بابل إلى الخلاص الأبدي خلال المسيّا الذي أخذ شكل العبد وتألم عنا]. 4. بناء مدينة الرب الجديدة 60-66 [تقوم على المسيح الدائس المعصرة وحده ص63] 0 [يقدم لنا هذا القسم تسابيح العبد المتألم]. إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك، إذا مشيت في النار فلا تلدغ، واللهيب لا يحرقك 43: 2 |
لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه، محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا، محتقر فلم نعتد به، لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله و مذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" 53: 1-5
إرميا 0 تعنى "يهوه يثبت أو يمجد". وُلد في قرية عناثوث مدينة الكاهن أبياثار الذي استبعده سليمان (1مل26:2) وجاء نسله يمارس العبادة خارج أورشليم.
0 وُلد في منتصف القرن 7 ق.م حيث كانت إسرائيل تحت السبي ويهوذا تزداد شرًا بالرغم من تهديدات الله ليهوذا بالسبي.
0 عاصر ملوك يهوذا: يوشيا (قتله المصريون في مجدو). يهوآحاز ابنه (خلعه فرعون بعد 3 شهور، كان شريرًا). يهوياقيم (أقامه فرعون عوض أخيه وبقى مواليًا لمصر 4 سنوات حتى غلب ملك بابل مصر فصار مواليًا لبابل). يهوياكين ابنه (أسره نبوخذ نصر بعد 3 شهور). صدقيا عم يهوياكين (خضع لبابل لكن الشعب حسبه الملك غير الشرعي؛ فإن الشرعي هو ابن أخيه المسبي، وقد اتجه بقلبه لفرعون ضد بابل، وقد سُبي إلى بابل).
مميزاته 0 كان وطنيًا مخلصًا، لا يكف عن الدموع، لكنه أُتهم بالخيانة لأنه نادى بعدم الاتكال على فرعون ضد بابل، مطالبًا بالتوبة كطريق للنجاة.
0 اتجه للإصلاح الداخلي وحفظ الشريعة لذلك هاج عليه الكل. يعتبر هذا السفر موجه ضد الارتداد، مطالبًا بالعودة إلى حضن الله بالتوبة.
التهديد بسبي يهوذا ص1-33 |
تحقيق السبي ص34-45 |
الأمم الغريبة 46-51 |
ملحق 52 |
0 افتتح إرميا السفر بدعوته للخدمة (ص1)، بعدها قدم عدة عظات يؤكد تأديب يهوذا بالسبي إلى بابل، بسبب شكليات العبادة (ص7-10) والخلط بين الله والوثن. كما يعلن التحرر من السبي بعد 70 عامًا. 1. الدعوة للخدمة 1 2. عتاب في الأذن 2-6 3. عتاب في الهيكل (الشكلية) 7-10 4. نقض العهد 1-12 5. مثال المنطقة 13 6. التأديب بالقحط 14-15 7. منعه من الزواج 16 8. خطايا يهوذا 17 9. مثل الفخاري 18 10. مثل إبريق الفخاري 19 11. مقاومة فشحور له 20 12. صدقيا يسأله 21 13. إرميا ينادى بالتوبة 22 14. مرثاة على الرعاة 23 15. سلتا التين 24 16. إرسال السيف للتأديب 25 17. هياج الكل ضده 26 18. السقوط تحت نير بابل 27 19. لقاؤه مع حننيا النبي 28 20. بقاء السبي 70 عامًا 29 21. العودة وقيام مملكة داود 30-33 [يكشف وسط الظلمة عن مملكة المسيح الروحية كسّر خلاص للعالم]. |
1. عتق العبيد إلى حين 34 2.موقف المكابيين الأمناء 35 3. إرميا يملي باروخ 36 4. صدقيا يستشير إرميا 37 5. إرميا في الجب 38 6. سقوط أورشليم وبقاؤه فيها 40 7. قتل جدليا والى أورشليم 41 8. طلب عدم ذهابه إلى مصر42 9. إلزامه بالذهاب ونبوته43، 44 10. تعزيته لباروخ في مصر45 |
إن كان الله يؤدب شعبه بالسبي فهو يعاقب الأداة التي أذلتهم والأمم التي شمتت فيهم: 1. مصر 46 2. فلسطين 47 3. موآب 48 4.عمون وآدوم49 5. بابل 50، 51 |
ملحق تاريخي عن سبي أورشليم يعتبر خاتمة لسفر إرميا ومقدمة لمراثيه. قيل أن عزرا هو الذي وضعه مقدمة لمراثي إرميا. |
طوفوا في شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون إنسانًا أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق فأصفح عنها 5: 1
أليس بلسان في جلعاد؟ أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبي؟ 8: 22
25. مراثي إرميا
الخطية محطمة - اللَّه هو المنقذ
الكاتب. كتبه إرميا النبي بعد حصار أورشليم وسقوطها تمامًا كما جاء في الترجمة السبعينية.
سماته 0 يكشف عن شخصية إرميا النبي الذي كان يحذر، والآن بعد حلول التأديب لا تتوقف دموعه. كتب أروع رثاء عرفه العالم، انطلق من قلب محب!
0 اعتاد اليهود أن ينشدوه عند المبكى كل جمعة، ويقرأونه في كل مجمع في صوم التاسع من أغسطس متذكرين ما حلّ بهم من كوارث.
0 يحوى خمس قطع شعرية لقصائد عبرية لا تظهر في الترجمات. تحوي كل قصيدة 22 عبارة مرتبة حسب الحروف الأبجدية، ماعدا القصيدة الثالثة فتحوى 66 عبارة كل ثلاث عبارات تبدأ بذات الحرف العبري بطريقة منتظمة.
0 لم يكن أمام إرميا النبي وسط دموعه التي لا تجف إلا أن يختم كل قصيدة بصلاة يصرخ بها نحو الله، ما عدا القصيدة الرابعة.
0 ضم هذا السفر عبارات كثيرة لها مفاهيم مسيانية (12:1؛ 15:2؛ 14:3، 15، 19، 30).
أورشليم الأرملة الباكية ص1 |
أورشليم تحت الغضب ص2 |
النبي الباكي ص3 |
أورشليم الذهب المكدر ص4 |
أورشليم طالبة الله ص5 |
صارت أورشليم العظيمة أرملة بلا رجل وبلا أولاد، دموعها لا تجف، ليس لها معزٍ، صار أصدقاؤها أعداء. "أنظر يا رب وتطلع لأني صرت محتقرة" 11 1. أورشليم الباكية 1-4 2. شرها هو السبب 5-9 3. صراخ النبي لله 9-11 4. حديث إلى عابري الطريق 12-19 5. صرخة إلى الله 20-22 |
. في هذه القصيدة يكشف عن غضب الله الناري وقد اشتعل بسبب رجاسات ابنة صهيون فسقطت تحت الظلام وحرمت نفسها من النور. . لم يعد يذكر الله مدينته ولا مذبحه ولا يقبل عبادتهم ولا أعيادهم. 1. غضب الله عليها 1-5 2. رفضه عبادتها 6-7 3. تحطيم الجميع 8-19 4. صرخة إلى الله 20-22 |
. انسحق النبي بانسحاق شعبه لكنه وسط هذا المرّ تلامس مع محبة الله ومراحمه التي لا تزول. . وسط الضيق أدرك أن الله هو نصيبه، تترجاه نفسه. 1. انسحاقه مع شعبه 1-20 2. ترجيه في الرب 1-38 3. الحاجة إلى التوبة 39-54 4. صرخة إلى الله 55-56 نصيبي هو الرب قالت نفسي، من أجل ذلك أرجوه 3: 24 |
. إن كانت أورشليم (رمز السماء) فهي كنز المؤمن فان الخطية أفسدتها (أي أفسدت الفكر السماوي فينا)، لهذا سمح الله أن تتحطم، لكن إلى حين، لتأديبها، إذ يعود فيعاقب الشامتين. . لا تنتهي بصلاة ختامية. 1. الخطية تفسد الذهب 1-20 2. تأديب أدوم الشامتة 21-22 لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام؟ ارددنا يا رب إليك فنرتد، جدد أيامنا كالقديم. هل كل الرفض رفضتنا؟ هل غضبت علينا جدا؟ 5: 20-22 |
. القصيدة الأخيرة في مجملها تمثل صرخة موجهه نحو الله لكي ينظر إلى عارنا وترملنا وما بلغناه من هلاك؛ فيها اعتراف لله بالخطايا، واعتراف بالحاجة إليه، إذ صرنا بلا معين! 1.صرخة توبة لله 1-6 2. اعتراف له بخطايانا 7 3. اعتراف له بعجزنا 8-18 4. صرخة رجاء فيه 19-22 سقط إكليل رأسنا ويل لنا لأننا قد أخطأنا 5: 16 |
"لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباح" 3: 23
حزقيال 0 وُلد حوالي عام 623 ق.م بأورشليم، والده بوزي الكاهن. عاصر إرميا النبي في أواخر حياته وتأثر به.
0 عاصر السبي وحُمل إلى بابل وأقام بجوار قناة خابور في تل أبيب. لم تكن أورشليم بعد قد خُربت ولا الهيكل هُدم، وقد ظن الشعب أن المدينة والهيكل لن يصيبهما شيء، وأن السبي لن يطول، لهذا عوض التوبة ازدادوا شرًا، فجاء حزقيال يكمل رسالة إرميا ويؤكد تحقيق السبي النهائي، وفقد بيت الرب مجده!
سماته 0 بقدر ما كان حزقيال يهدد بهدم الهيكل كان يعطى رجاءً بقيام هيكلٍ جديدٍ، فاتحًا بصيرتهم على العصر المسياني ليعلن مجد الرب بصورة أعظم.
0 حُرم حزقيال من ممارسة الكهنوت بسبب السبي، فجاء السفر مرتبطًا بالهيكل والذبيحة والليتروجيات... وقد حرص أن يمارس كل تصرفاته لحساب الخدمة.
0 كان يفتح أبواب الرجاء وسط الظلمة الحالكة. وكان يُكثر من التشبيهات والرموز، حتى تصرفاته الخاصة حملت رموزًا، دُعي "صانع الرمزية".
تهديدات قبل سقوط أورشليم ص1-24 |
نبوات ضد الأمم ص25-32 |
نبوات عن الرجوع من السبي ص 33-39 |
الهيكل الجديد ص40-48 |
|
. المركبة النارية: مجد الله للتشجيع 1 . رموز خاصة بالسبي: اللبنة المرسومة، الفالج، طعام الضيق، حلق شعرة 4، 5 . تحذير إلى جبال يهوذا (الاهتمام بالبقية) 6 . حال الهيكل (الشر سبب التأديب) 8 . المجد الإلهي يفارق الهيكل والمدينة10، 11 . الأنبياء الكذبة يخدعون بالمداهنة 13 . عود الكرم (الكنيسة هي كرم الرب)15 . الكرم والنسران: فرعون وملك بابل17 . تمردهم المستمر 20 . خطايا يهوذا (تهديدها بالسبي) 22
|
. عمل كلمة الله في حياته 2، 3 . اقتراب النهاية (التأديب) 7 . جماعة المختومين (البقية) 9 . تأكيد السبي 12 . المسئولية الفردية 14، 18 . العروس الخائنة يطلبها الله 16 . مرثاة على يهوآحاز ويهوياكين 19 . أنشودة السيف المدمر 21 . أهولة (يهوذا) لم تتعظ 23 . الحصار النهائي [في النهاية يكشف عن مسئوليتهم عن هذا السبي المرّ] 24 |
دخلت أورشليم تحت السبي للتأديب، ليعود الله فيعاقب بابل مع الأمم المشتركة في التدمير والشامتة، وقد ركز أيضًا على فرعون إذ كثيرًا ما اتكل يهوذا عليه. 1. ضد عمون، وموآب، وأدوم والفلسطينيين 25 2. ضد صور [إبليس المتعجرف] 26-28 3.ضد فرعون، يسقط أمام بابل بسبب الكبرياء 29-32
|
إذ أعلن عقوبة الأمم الشامتة في أورشليم أعلن عن مجد أورشليم الجديد المتحقق بالتوبة والإصلاح الداخلي. 1. التوبة بدء الإصلاح 33 2. الله نفسه يرعى غنمه 34 . نبوة ضد سعير 35 3. غيرة الله على جبله 36 4. الله واهب القيامة 37 5. جوج وماجوج 38 6. النصرة النهائية 39 وأعطيهم قلبًا واحدًا واجعل في داخلكم روحًا جديدًا وانزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم 11: 19 |
. يقدم إسرائيل كجماعة كنسية، تقوم بخدمة الهيكل. . الهيكل بملحقاته وأبعاده يمثل كنيسة العهد الجديد. . ارتبط المجد بالذبيحة... الإفخارستيا سرّ مجدنا! . سمات المدينة الجديدة: القداسة، العدل، الفرح... . المياه (ص47) هي المعمودية (شافية وواهبة حياة) ومرتبطة بالمذبح، الأشجار هم المؤمنون. 1.الهيكل الجديد 40-43 2.العاملون وأعيادهم 44-46 3. الأرض المقدسة 47-48 |
دانيال0 غالبًا وُلد في أورشليم، وسُبى إلى بابل مثل حزقيال (1:1-3)،غير أن الأول سُبى في السبي الأول أيام يهوياقيم والثاني في الغزو الثاني.
0 حُمل إلى بابل وهو في السادسة عشر من عمره، وكان من الأشراف، إن لم يكن من البيت الملكي؛ تعلم الكلدانية مع الثلاثة فتية.
0 أعطاه الله حكمة ونعمة فخدم في أيام الممالك: بابل ومادي وفارس. ومع أمانته للملوك بقي أمينا لله لا يأكل من الأطايب المقدمة للأوثان، شجاعًا في تفسيره الرؤى والأحلام للملوك دون مجاملة.
غايته 0 عالجت نبواته موضوع "برّ الله يدين شر الوثنيين"، وكان ذلك يطابق معنى اسمه "الله ديان". لم يدن دانيال العالم الوثني بالكلام، لكن حياته التقوية غلبت الشر ودانته. وبتفسيره الرؤى والأحلام أعلن أن الله يدين الممالك الوثنية بظهور المسيّا ليملك روحيًا على القلوب.
0 أوضح هذا السفر أن رجال الله المطيعين لوصيته يتمتعون: بالنجاح في هذا العالم (9:1، 20؛ 48:2، 49) وبمعرفة أسراره الإلهية (19:2، 22، 47) وبالتعزية بحضرة الله وسط الضيق (25:3) وبالشهادة ضد الشر (30:4-37).
الحلم الذي رآه الملك
0 رأس التمثال، من الذهب، يشير إلى مملكة بابل العظيمة.
0 صدره وذراعاه، من الفضة: مملكتا مادي وفارس.
0 بطنه وفخذاه، من النحاس: مملكة اليونان.
. ساقاه وقدماه، من حديد وخزف: السلوقيون (رومان ويونان)
[الحجر الصغير الذي حطم التمثال وقد صار جبلاً ملأ الأرض كلها هو السيد المسيح الذي أخلى ذاته وأقام مملكته الروحية].
[سفر دانيال له تتمة]
الجانب التاريخي ص1-6 |
الجانب النبوي ص7-12 |
1. حياة دانيال التقوية الناسكة تدين الحياة الوثنية المدللة، رفض أطايب الملك وصام فكان يأكل القطاني أي الأطعمة النباتية فتمتع بصحة أفضل ومعرفة وحكمة. ص1 2. حياة دانيال تدين حكمة العالم الوثني، فشل فلاسفة العالم وحكماؤه عن إعلان حلم الملك، أما دانيال فأعلنه. ص2 3. حياة الفتية القديسين دانت النار، النار حلت القيود وأعلنت عن المسيح الذي فيهم. ص3 4. حياة دانيال دانت الكبرياء، نبوخذنصر وشجرة (الأنا) تُقطعص4 5. دانيال يدين الحياة الأثيمة لبيلشاصر (ابن نبوخذ نصر)، رأى الملك الكتابة على الحائط إذ نجّس آنية الرب. ص5 6. دانيال يدين الظلم، أُلقى وسط الأسود، فماذا نال؟ ص6 0 خلاص جسده. 0 صار مع ملائكة كمن في السماء. 0 صار شاهدًا للحق أمام الملك الذي أدرك قوة الحق. 0 صار رمزًا للسيد المسيح داخل القبر [أُلقى ظُلمًا، رافقته ملائكة، جاءته المجدلية (الملك) باكرًا، قام حيًا]. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وُجدت بريئا قدامه وقدامك أيضًا أيها الملك لم أفعل ذنبًا 6: 22 |
1. الوحوش الأربعة ص7 جاءت رؤيا دانيال مطابقة لحلم نبوخذنصر، إذ رأي أربعة وحوش صاعدة من البحر الكبير. الأسد المجنح يشير إلى مملكة بابل (رأس التمثال الذهبي). 0 الدب يشير إلى مملكة مادي وفارس، الأضلع الثلاثة تشير إلى الممالك التي التهمتها: ليديا، بابل، مصر. 0 النمر يشير إلى الاسكندر الأكبر، أجنحته الأربعة تشير إلى جيشه المنطلق في كل اتجاه ليسيطر على العالم، أما رؤوسه الأربعة فتشير إلى انقسام مملكته... القرن الصغير الذي ظهر هو مملكة السلوقيين. 0 الحيوان الرابع ليس له شبيه، يشير إلى السلوقيين، ورؤوسه العشرة هم الملوك: سلوقس الأول، أنطيوخوس سوتير، أنطيوخوس الثاني، سلوقس الثاني، سلوقس الثالث، أنطيوخوس الثالث، سلوقس الرابع، هليودورس، بطليموس السادس، ديمتريوس. القرن القوي هو أنطيوخوس أبيفانيوس داس الثلاثة ملوك الآخرين. [تحدث أيضا عن مجيء المسيح وظهور ملكوته على مستوى سماوي.] 2. الكبش والتيس ص8 للكبش قرنان هما مادي وفارس؛ والتيس مملكة إسكندر الأكبر؛ والأربعة قرون هم انقسام مملكته. القرن الصغير: مملكة السلوقيين ظهر فيها أنطيوخوس أبيفانيوس مضطهد القديسين. 3. السبعون أسبوعًا ص9 70× 7 =490 يومًا إشارة إلى 490 عامًا تبدأ بإعادة بناء الهيكل، وتنتهي بظهور السيد المسيح. وفي وسط الأسبوع تبطل الذبيحة والتقدمة (ع 27) حيث صلب السيد بعد 3 سنوات من خدمته فأبطلت الذبيحة الحيوانية والتقدمات التي على الطقس الموسوي. 4. رؤيا الرب ص10 رأي دانيال الرب ليسنده [ع 10- 15 ظهر له ملاك يكلمه.] 5. الرؤيا الثالثة ص11 6. ختام النبوات ص12 نهاية العالم. |
والفاهمون يضيئون كضياء الجلد، والذين ردوا كثيرين إلى البرّ كالكواكب إلى أبد الدهور
12: 3
[1] ربما يستصعب البعض هذا الفصل لأنه دراسي بحت، لذا يمكن للقارئ العادي تجاهله إن أراد.
[2] La Genèse, Paris 1951, P23.
[3] Jos Antiq. Preface 4; Apion 8.
[4] McKenzie: Dict. of the Bible, P 947.
[5] New Westminster Dict. of the Bible, P 1012.
[6] Ibid 67.
[7] Lex Mosica, P 21- 26.
[8] Ancient Law, P 16.
[9] سفر الخروج، ١٩٨١، أصحاح ٣.
[10] Green: General Introduction, N.Y. 1899, P 9.
[11] J.H. Raven: O. T. Introduction, 1910, P 93.
[12] Strack: Elinlétung in das Alte Testament, munich, 1898. P 25.
[13] Ibid.
[14] Ibid.
[15] Green: Unity of Genesis, N. Y. 1897, P 425 – 9