الإصحاح الأول

الآيات 1-4:- وشاخ الملك داود تقدم في الايام وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفا. فقال له عبيده ليفتشوا لسيدنا الملك على فتاة عذراء فلتقف امام الملك ولتكن له حاضنة ولتضطجع في حضنك فيدفا سيدنا الملك. ففتشوا على فتاة جميلة في جميع تخوم اسرائيل فوجدوا ابيشج الشونمية فجاءوا بها الى الملك. وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها.

عمر الملك داود الآن حوالى 70 عاما فهو ملك وعمره 30 عاما وملك 40 عاما. وواضح أنه فى سن السبعين يوجد كثيرين لهم حيوية أكثر من ذلك فلماذا إنهارت صحة داود هكذا ؟ لقد رأى داود أياما صعبة بسبب خطيته فى موضوع أوريا وكان أصعبها، فتنة إبنه عليه بل سعيه وراءه ليقتله ثم حزنه على أولاده وما حدث لهم ومنهم وهو ذوالشخصية المملوءة حبا وحنانا. ونجد هنا مشورة بإحضار فتاة حاضنة جميلة للملك وهى أبيشج الشونمية وهذه الفكرة إنما كانت من وزراء ومشيرى داود بحسب شهواتهم هم وليس حسب طلبه ويقال أنها طريقة يونانية للعلاج فهذه تعمل كممرضة تنام بجوار المريض. وموضوع أبيشج ذكر هنا كمقدمة لما سيحدث بعد ذلك فى موضوع أدونيا إبن داود. وذكر موضوع ضعف داود لإظهار سبب الإسراع بتنصيب ملك أخر من أولاده.

 

الآيات 5-10:- ثم ان ادونيا بن حجيث ترفع قائلا انا املك وعد لنفسه عجلات وفرسانا وخمسين رجلا يجرون امامه. ولم يغضبه ابوه قط قائلا لماذا فعلت هكذا وهو ايضا جميل الصورة جدا وقد ولدته امه بعد ابشالوم. وكان كلامه مع يواب ابن صروية ومع ابياثار الكاهن فاعانا ادونيا واما صادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وناثان النبي وشمعي وريعي والجبابرة الذين لداود فلم يكونوا مع ادونيا. فذبح ادونيا غنما وبقرا ومعلوفات عند حجر الزاحفة الذي بجانب عين روجل ودعا جميع اخوته بني الملك وجميع رجال يهوذا عبيد الملك. واما ناثان النبي وبناياهو والجبابرة وسليمان اخوه فلم يدعهم.

هنا نسمع عن إبن داود أدونيا وكل ما عرفناه عنه أنه جميل الصورة جدا فكان فى عينى أبيه كجوهرة ولكنه صار كشوكة. وهو أكبر أبناء داود الأحياء لأن أمنون وإبشالوم ماتا وهذا مسجل كتابيا وغالبا كيلأب ايضا. وفى آية (5) ترفع قائلا = كان أدونيا له كثير من البركات التى أنعم بها عليه لكن دخل الكبرياء قلبه عوضا عن الشكر وحاول إغتصاب ما لم يدعه الله إليه. وعد لنفسه عجلات وفرسانا = هذا ليس للحرب ولكن للتعظيم كما فعل إبشالوم وكما لم يفعل داود أبدا وهذه وسائل بشرية.

ولم يغضبه أبوه قط = الآب الذى لا يغضب إبنه ويعلمه أن يمتنع عن الشر كأنه يعلمه أن يفعل الشر ولذلك هو إستغل شيخوخة أبيه ومرضه وإغتصب الملك وأدونيا كان يعلم نية أبيه أنه سيعطى الملك لسليمان 1 أى 9:22 وهذا يتضح فى تجاهله لأبوه داود وعدم دعوة سليمان لذلك يعتبرما عمله أدونيا مؤامرة ضد الملك المختار من الله. وهذا فعله اليهود حين قالوا عن المسيح هذا لا يملك علينا. وقد ولدته أمه بعد إبشالوم = أم أدونيا هى حجيث وأم إبشالوم هى معكة فهما من أمين مختلفين والمعنى المقصود أن أدونيا كان أصغر سنا من إبشالوم.

 وكان كلامه مع يوآب = يوآب فضل أن يملك أدونيا ضعيف الشخصية عن أن يملك سليمان القوى وإذا ملك أدونيا صار الملك الفعلى ليوآب وغريب أن ينحازرجال داود ضد رغبة داود. ولكن هم غالبا رأوا ضعف داود الصحى وربما فضلوا أن يملك أدونيا حتى يضمنوا لهم مراكز قيادية بعد داود. وأما إنحياز أبياثار الكاهن لأدونيا فهو غريب فعلا لكن يبدو أن هذا كان بسماح من الله حتى تتم النبوة فى بيت عالى الكاهن. فسليمان حين ملك عزل أبياثار وعين صادوق مكانه وظلت عائلة صادوق فى رياسة الكهنوت حتى مجىء المسيح وإنتهى بعزل أبياثار بيت عالى الكاهن تماما.

وكان ابياثار كاهنا فى أورشليم حيث التابوت. وصادوق كاهنا فى جبعون حيث خيمة الإجتماع

 (1 أى 39:16). فذبح أدونيا = إتضح سوء نية أدونيا فى أنه لم يدع سليمان، إذا هو يعرف أن داود إختاره ملكا بعده. وحتى تكتمل الصورة قدم ذبائح فمعه أبياثار رئيس الكهنة فكأنه يبدأ ملكه بصبغة دينية ولكنها مزيفة.

 

الآيات 11-31:- كلم ناثان بثشبع ام سليمان قائلا اما سمعت ان ادونيا ابن حجيث قد ملك وسيدنا داود لا يعلم. فالان تعالي اشير عليك مشورة فتنجي نفسك ونفس ابنك سليمان. اذهبي وادخلي الى الملك داود وقولي له اما حلفت انت يا سيدي الملك لامتك قائلا ان سليمان ابنك يملك بعدي وهو يجلس على كرسيي فلماذا ملك ادونيا. وفيما انت متكلمة هناك مع الملك ادخل انا وراءك واكمل كلامك. فدخلت بثشبع الى الملك الى المخدع وكان الملك قد شاخ جدا وكانت ابيشج الشونمية تخدم الملك. فخرت بثشبع وسجدت للملك فقال الملك ما لك. فقالت له انت يا سيدي حلفت بالرب الهك لامتك قائلا ان سليمان ابنك يملك بعدي وهو يجلس على كرسيي. والان هوذا ادونيا قد ملك والان انت يا سيدي الملك لا تعلم ذلك. وقد ذبح ثيرانا ومعلوفات وغنما بكثرة ودعا جميع بني الملك وابياثار الكاهن ويواب رئيس الجيش ولم يدع سليمان عبدك. وانت يا سيدي الملك اعين جميع اسرائيل نحوك لكي تخبرهم من يجلس على كرسي سيدي الملك بعده. فيكون اذا اضطجع سيدي الملك مع ابائه اني انا وابني سليمان نحسب مذنبين. وبينما هي متكلمة مع الملك اذا ناثان النبي داخل. فاخبروا الملك قائلين هوذا ناثان النبي فدخل الى امام الملك وسجد للملك على وجهه الى الارض. وقال ناثان يا سيدي الملك اانت قلت ان ادونيا يملك بعدي وهو يجلس على كرسيي. لانه نزل اليوم وذبح ثيرانا ومعلوفات وغنما بكثرة ودعا جميع بني الملك ورؤساء الجيش وابياثار الكاهن وها هم ياكلون ويشربون امامه ويقولون ليحي الملك ادونيا. - واما انا عبدك وصادوق الكاهن وبناياهو بن يهوياداع وسليمان عبدك فلم يدعنا هل من قبل سيدي الملك كان هذا الامر ولم تعلم عبدك من يجلس على كرسي سيدي الملك بعده. فاجاب الملك داود وقال ادع لي بثشبع فدخلت الى امام الملك ووقفت بين يدي الملك. فحلف الملك وقال حي هو الرب الذي فدى نفسي من كل ضيقة. انه كما حلفت لك بالرب اله اسرائيل قائلا ان سليمان ابنك يملك بعدي وهو يجلس على كرسيي عوضا عني كذلك افعل هذا اليوم. فخرت بثشبع على وجهها الى الارض وسجدت للملك وقالت ليحي سيدي الملك داود الى الابد.

لم يكن فى ذلك الحين قد تم الإستقرار كيف يورث الملك هل يرث البكر، أم الذى يختاره الملك، أم الذى يختاره الشعب لذلك فى (20) قالت بثشبع أعين جميع إسرائيل نحوك لكن تخبرهم من يجلس على كرسى سيدى الملك. ثم نجد خطة ناثان والتى إشترك فيها مع بثشبع لإخبار داود بما فعله أدونيا دون علمه. وناثان لم يستطع السكوت على هذه المؤامرة لأنه يعرف أن سليمان هو حبيب الرب فهو اسماه يديديا (2 صم 25:12) وناثان لم يكن ليتدخل إن لم يكن يعلم أن الأمر من الله. وكان دخول ناثان وراء بتشبع لزيادة حماس داود. ولقد أضاف ناثان أنهم لم يدعوه للإحتفال وهذا معناه أنهم لم يستشيروا الملك ولم يستشيروا الله. بل نادوا يحيا الملك أدونيا كأن أبيه الملك داود قد مات. ونلاحظ إرتباط ناثان بسليمان فهو الذى حمل النبوة الخاصة به. وقول ناثان لبثشبع فى (12) فتنجى نفسك = لأنه كان من عادة الملوك الوثنيين أن يقتلوا كل من يخافوا أن ينافسهم فى الملك حين يملكوا. ولذلك قالت بثشبع فى (21) إنى أنا وإبنى نحسب كمذنبين = أى أن أدونيا سيعتبر سليمان محاولا لإغتصاب العرش فيقتله هو وأمه. وفى (29). فحلف الملك... وفى (30) أنه كما حلفت لك = الحلف السابق الذى حلفه داود لبثشبع غير مذكور لكن ذكر وعد الرب 1 أى 6،5:28 ولا شك أن داود حلف لبثشبع بناء على وعد الرب. ولاحظ سجود ناثان للملك مع أنه سبق ووبخه على خطيته لكن يجب إحترام من له الإحترام. وفى (22) بينما كانت بثشبع تتكلم مع داود ودخل النبى ناثان فخرجت هى إحتراما فهناك نبى يتكلم مع ملك ونبى لذلك نجد فى نهاية كلام ناثان أن الملك يطلب أن يحضروا له بثشبع (آية 28). وفى (27) يقول ناثان ولم تعلم عبدك = فكان داود يخبر ناثان بكل شىء لأن ناثان كان يحمل لداود كلام الله. طبعا كان كلام ناثان وبثشبع حسب الخطة كل منهما مستقل وكل منهما له إتجاهه فبثشبع تركز على أن الملك حلف لها وأنه إن لم يملك إبنها ستتعرض هى وسليمان للقتل. وناثان يركز على أنه كنبى حمل ويحمل أقوال الله كان يجب أن يعلم. ولذلك خرجت بثشبع. عند دخول ناثان حتى لا يبدو للملك أن هناك إتفاق بينهما. وفى (31) ليحى سيدى الملك إلى الأبد = تقول هذا حتى لا يفهم أنها تتمنى موت الملك ليملك إبنها. ونلاحظ فى آية (15) وكانت أبيشج تخدم الملك هذه الآية مذكورة هنا لإحتمالين:

1.     نوع من إظهار خطأ داود فى قبوله أن يكون له حاضنة وزوجاته موجودات.

2.     ربما كان لها يد فى مؤامرة أدونيا وربما كان دورها أن تحجب أخبار تمليك أدونيا عن الملك داود.

 

الآيات 32-40:- وقال الملك داود ادع لي صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع فدخلوا الى امام الملك. فقال الملك لهم خذوا معكم عبيد سيدكم واركبوا سليمان ابني على البغلة التي لي وانزلوا به الى جيحون. وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا على اسرائيل واضربوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سليمان. وتصعدون وراءه فياتي ويجلس على كرسيي وهو يملك عوضا عني واياه قد اوصيت ان يكون رئيسا على اسرائيل ويهوذا. فاجاب بناياهو بن يهوياداع الملك وقال امين هكذا يقول الرب اله سيدي الملك. كما كان الرب مع سيدي الملك كذلك ليكن مع سليمان ويجعل كرسيه اعظم من كرسي سيدي الملك داود. فنزل صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع والجلادون والسعاة واركبوا سليمان على بغلة الملك داود وذهبوا به الى جيحون. فاخذ صادوق الكاهن قرن الدهن من الخيمة ومسح سليمان وضربوا بالبوق وقال جميع الشعب ليحيي الملك سليمان. وصعد جميع الشعب وراءه وكان الشعب يضربون بالناي ويفرحون فرحا عظيما حتى انشقت الارض من اصواتهم.

نرى هنا إجراءات داود لحفظ حق سليمان فى العرش ولإبطال مؤامرة أدونيا. ولقد إستعان داود برجاله المخلصين له دائما (ناثان وصادوق وبناياهو) ولقد صاروا بعد ذلك رجال سليمان. وطلب داود أن يصطحبوا عبيده أى رجال الحرب فهو يعلم قوة يوآب. ونلاحظ أن صادوق مسح سليمان فالمسح علامة حلول نعمة من الله لكن لم نسمع أن ابياثار قد مسح أدونيا فهم إكتفوا بالإحتفال وذلك لأن الله لم يسمح بذلك فهو لم يدع أدونيا. جيحون = هى مكان قرب أورشليم وغالبا هى عين ماء وغالبا كان الإختيار ليكون الإحتفال بتنصيب سليمان ملكا أمام الشعب لأن الشعب يجتمع حول عيون الماء والتنصيب بقرب عين ماء كأنه طلب أن تكون المملكة مستمرة مثل عين الماء الذى ينساب أبدياً.

الخيمة هى التى بها تابوت العهد وليست خيمة الإجتماع 2 صم 17:6.

 

الآيات 41-53:- فسمع ادونيا وجميع المدعوين الذين عنده بعدما انتهوا من الاكل وسمع يواب صوت البوق فقال لماذا صوت القرية مضطرب. وفيما هو يتكلم اذا بيوناثان بن ابياثار الكاهن قد جاء فقال ادونيا تعال لانك ذو باس وتبشر بالخير. فاجاب يوناثان وقال لادونيا بل سيدنا الملك داود قد ملك سليمان. وارسل الملك معه صادوق الكاهن وناثان النبي وبناياهو بن يهوياداع والجلادين والسعاة وقد اركبوه على بغلة الملك. ومسحه صادوق الكاهن وناثان النبي ملكا في جيحون وصعدوا من هناك فرحين حتى اضطربت القرية هذا هو الصوت الذي سمعتموه. وايضا قد جلس سليمان على كرسي المملكة. وايضا جاء عبيد الملك ليباركوا سيدنا الملك داود قائلين يجعل الهك اسم سليمان احسن من اسمك وكرسيه اعظم من كرسيك فسجد الملك على سريره. وايضا هكذا قال الملك مبارك الرب اله اسرائيل الذي اعطاني اليوم من يجلس على كرسيي وعيناي تبصران. فارتعد وقام جميع مدعوي ادونيا وذهبوا كل واحد في طريقه. وخاف ادونيا من قبل سليمان وقام وانطلق وتمسك بقرون المذبح.

 فاخبر سليمان وقيل له هوذا ادونيا خائف من الملك سليمان وهوذا قد تمسك بقرون المذبح قائلا ليحلف لي اليوم الملك سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف. - فقال سليمان ان كان ذا فضيلة لا يسقط من شعره الى الارض ولكن ان وجد به شر فانه يموت. فارسل الملك سليمان فانزلوه عن المذبح فاتى وسجد للملك سليمان فقال له سليمان اذهب الى بيتك.

 

يوناثان إبن أبياثار هو الذى ذهب وأخبر داود بكلام حوشاى الأركى 2 صم 36،27:15 + 17:17. ونلاحظ هنا أن مؤامرة الشر إستمرت ساعات وأعقبها خزى ورعب ونجد أن أدونيا يشجع نفسه بأن قال عن يوناثان ذو بأس وتبشر بخير وفى رد يوناثان وقوله بل سيدنا الملك قد ملك سليمان = أى لا أبشركم بخير.

وفى (49) وذهبوا كل واحد فى طريقه = فليس هناك محبة تجمعهم، ولا أى شىء مخلص بل مصالح شخصية وغايات نفعية نفسية. وفى (50) خوف أدونيا الشديد هو تعبير ودليل عن نيته السيئة وما كان ناويا أن يعمله بسليمان وامه وفى (52) إن كان ذا فضيلة = أى لا يستمر فى ثورته على الحكم وضد الملك ويكون أمينا معه. فسجد الملك على سريره = للصلاة فقال له سليمان إذهب إلى بيتك = ولا تتداخل فى الحكم.


 

الإصحاح الثانى

الآيات 1-11:- انا ذاهب في طريق الارض كلها فتشدد وكن رجلا. احفظ شعائر الرب الهك اذ تسير في طرقه وتحفظ فرائضه وصاياه واحكامه وشهاداته كما هو مكتوب في شريعة موسى لكي تفلح في كل ما تفعل وحيثما توجهت. لكي يقيم الرب كلامه الذي تكلم به عني قائلا اذا حفظ بنوك طريقهم وسلكوا امامي بالامانة من كل قلوبهم وكل انفسهم قال لا يعدم لك رجل عن كرسي اسرائيل. وانت ايضا تعلم ما فعل بي يواب ابن صروية ما فعل لرئيسي جيوش اسرائيل ابنير بن نير وعماسا بن يثر اذ قتلهما وسفك دم الحرب في الصلح وجعل دم الحرب في منطقته التي على حقويه وفي نعليه اللتين برجليه. فافعل حسب حكمتك ولا تدع شيبته تنحدر بسلام الى الهاوية. وافعل معروفا لبني برزلاي الجلعادي فيكونوا بين الاكلين على مائدتك لانهم هكذا تقدموا الي عند هربي من وجه ابشالوم اخيك. وهوذا معك شمعي بن جيرا البنياميني من بحوريم وهو لعنني لعنة شديدة يوم انطلقت الى محنايم وقد نزل للقائي الى الاردن فحلفت له بالرب قائلا اني لا اميتك بالسيف. والان فلا تبرره لانك انت رجل حكيم فاعلم ما تفعل به واحدر شيبته بالدم الى الهاوية. واضطجع داود مع ابائه ودفن في مدينة داود.

وكان الزمان الذي ملك فيه داود على اسرائيل اربعين سنة في حبرون ملك سبع سنين وفي اورشليم ملك ثلاثا وثلاثين سنة

وصايا الملك داود الأخيرة لإبنه سليمان الملك:-

1.     كن رجلا = يُظن أن عمر سليمان وقتها كان حوالى 20 سنة. وداود يطلب منه أن يتشدد ويكون قراره واضحا وغير متردد فالخوف سر كل فشل.

2.     إحفظ شعائر الرب = تث 18:17-20 حفظ وصية الله هى حصن للملك ويفهم من (4) أنه حتى يحفظ الله كرسى داود للأبد فهذا وعد به الرب بشرط أن يحفظوا الوصايا لكن هناك وعد غير مشروط أن المسيح سيأتى من نسل داود.

3.     هناك وصايا بخصوص إصدار أحكام عادلة وليضرب الأشرار حتى يستقر كرس ملكه:-

‌أ.        يوآب = داود كان يشعر أنه لم يتصرف بالعدل معه حين أبقى على حياته. وسفك دم الحرب فى الصلح = هو فى وقت الصلح بيننا وبين أبنير سفك يوآب دم أبنير وكأنه فى حرب معه وهذه خيانة وكذلك مع عماسا. وجعل دم الحرب فى.... = لم يخجل أن يظل مرتديا المنطقة والحذاء اللذان تلوثا بدم أبنير وعماسا فهو قتلهما بغدر وهو يحتضنهما فسال دمهما عليه.

‌ب.    برزلاى = فداود لم ينسى محبته والله لا ينسى كأس ماء بارد.

‌ج.     شمعى = داود هنا لا يثأر لكرامته فلو كان هكذا لقتله منذ زمان (راجع تفسير 2 صم 19).

 

الآيات 12-25:- وجلس سليمان على كرسي داود ابيه وتثبت ملكه جدا. ثم جاء ادونيا بن حجيث الى بثشبع ام سليمان فقالت اللسلام جئت فقال للسلام. ثم قال لي معك كلمة فقالت تكلم. فقال انت تعلمين ان الملك كان لي وقد جعل جميع اسرائيل وجوههم نحوي لاملك فدار الملك وصار لاخي لانه من قبل الرب صار له. والان اسالك سؤالا واحدا فلا ترديني فيه فقالت له تكلم. فقال قولي لسليمان الملك لانه لا يردك ان يعطيني ابيشج الشونمية امراة. فقالت بثشبع حسنا انا اتكلم عنك الى الملك. فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه ووضع كرسيا لام الملك فجلست عن يمينه. وقالت انما اسالك سؤالا واحدا صغيرا لا تردني فقال لها الملك اسالي يا امي لاني لا اردك. فقالت لتعط ابيشج الشونمية لادونيا اخيك امراة. فاجاب الملك سليمان وقال لامه ولماذا انت تسالين ابيشج الشونمية لادونيا فاسالي له الملك لانه اخي الاكبر مني له ولابياثار الكاهن وليواب ابن صروية. وحلف سليمان الملك بالرب قائلا هكذا يفعل لي الله وهكذا يزيد انه قد تكلم ادونيا بهذا الكلام ضد نفسه. والان حي هو الرب الذي ثبتني واجلسني على كرسي داود ابي والذي صنع لي بيتا كما تكلم انه اليوم يقتل ادونيا. فارسل الملك سليمان بيد بناياهو بن يهوياداع فبطش به فمات.

سليمان كان قد سامح أدونيا لكن نجد هنا أن أدونيا جلب الشر على نفسه حتى يَثبُت ملك سليمان. وسليمان فهم خطة أدونيا الجديدة. فأدونيا يفعل ما سبق وفعله إبشالوم حين دخل على سرارى ابيه. فما لم يحصل عليه أدونيا بالقوة (أى عرش المملكة) فيحصل عليه بالزواج. وغالبا فسليمان بحكمته إكتشف الخطة والتى دبرها غالبا أبياثار الكاهن وهذا يتضح من معاملة سليمان لأبياثار بعد ذلك. والخطة كانت تتلخص فى أن يتزوج أدونيا أبيشج ثم ينادى بأنه زوج حاضنة الملك داود فله حق فى العرش خصوصا أنه أكبر أولاد داود وهذه الخطة واضحة فعلا فيما قاله أدونيا لبثشبع أنه له الحق فى الملك. ونلاحظ معاملة سليمان لأمه بمنتهى الوقار وجلوس الملكة عن اليمين = تكريمها عند اليهود والعرب واليونان ولكن هو كشف لأمه معنى طلب أدونيا وأن هذه خطة مدبرة آية (22) فأسألى له الملك أيضا لأنه أخى الأكبر منى. له ولأبياثار وليوآب إذا ابياثار ويوآب كانوا يساندونه.

 

الآيات 26-34:- وقال الملك لابياثار الكاهن اذهب الى عناثوث الى حقولك لانك مستوجب الموت ولست اقتلك في هذا اليوم لانك حملت تابوت سيدي الرب امام داود ابي ولانك تذللت بكل ما تذلل به ابي. وطرد سليمان ابياثار عن ان يكون كاهنا للرب لاتمام كلام الرب الذي تكلم به على بيت عالي في شيلوه. فاتى الخبر الى يواب لان يواب مال وراء ادونيا ولم يمل وراء ابشالوم فهرب يواب الى خيمة الرب وتمسك بقرون المذبح. فاخبر الملك سليمان بان يواب قد هرب الى خيمة الرب وها هو بجانب المذبح فارسل سليمان بناياهو بن يهوياداع قائلا اذهب ابطش به. فدخل بناياهو الى خيمة الرب وقال له هكذا يقول الملك اخرج فقال كلا ولكنني هنا اموت فرد بناياهو الجواب على الملك قائلا هكذا تكلم يواب وهكذا جاوبني. فقال له الملك افعل كما تكلم وابطش به وادفنه وازل عني وعن بيت ابي الدم الزكي الذي سفكه يواب. فيرد الرب دمه على راسه لانه بطش برجلين بريئين وخير منه وقتلهما بالسيف وابي داود لا يعلم وهما ابنير بن نير رئيس جيش اسرائيل وعماسا بن يثر رئيس جيش يهوذا. فيرتد دمهما على راس يواب وراس نسله الى الابد ويكون لداود ونسله وبيته وكرسيه سلام الى الابد من عند الرب فصعد بناياهو بن يهويادع وبطش به وقتله فدفن في بيته في البرية.

أدونيا إشترك معه كما رأينا أبياثار ويوآب. لذلك نجد سليمان هنا يعاتب كلاهما وخصوصا أن داود قد أوصى سليمان بعقاب يوآب لقتله أبنير وعماسا ولكن نجد العقاب مختلف فسليمان إحترم كهنوت ابياثار وإكتفى بعزله إلى عناثوث مدينة الكهنة وهى فى بنيامين، لأن الله لا ينسى أتعابه وكل الخير الذى صنعه مع داود. أما يوآب الذى عاش عمره لا يحترم وصية ولا مذبح بل عاش فى غدر فلماذا يحميه المذبح الآن. ولقد خطط يوآب أن يحتمى بالمذبح ليحميه فهو يتصور أنه لا يمكن قتله عند المذبح لمجرد مشورته على أدونيا ولو فعل سليمان لأساء لنفسه ولكن سليمان كان يعرف الناموس وأن المذبح لا يحمى القاتل (خر 14:21) لذلك لم يذكرهنا إنحياز يوآب لأدونيا كجريمة تستوجب القتل عند المذبح بل ذكر قتل يوآب لأبنير ولعماسا. ويكون لداود ونسله سلام = حينما يعاقب يوآب القاتل يكون سلام لبيت داود وإن لم ينفذ سليمان العقوبة فإن دم القتلى الأبرياء يكون على سليمان وبيته. فدفن فى بيته = هو أخذ عقوبته لكنه كقائد عظيم فى إسرائيل ولزمان طويل دفن فى بيته بإكرام فكان الدفن فى بيت الشخص إكرام للشخص وهذا عملوه مع صموئيل النبى (1 صم 1:25). ولاحظ أن سليمان سمى أبنير قائد جيش إسرائيل فهو من بيت شاول وهو الذى جلس إيشبوشث على إسرائيل بينما عماسا من يهوذا ومن بيت داود.

 

الآيات 35-46:- وجعل الملك بناياهو بن يهوياداع مكانه على الجيش وجعل الملك صادوق الكاهن مكان ابياثار. ثم ارسل الملك ودعا شمعي وقال له ابن لنفسك بيتا في اورشليم واقم هناك ولا تخرج من هناك الى هنا او هنالك. فيوم تخرج وتعبر وادي قدرون اعلمن بانك موتا تموت ويكون دمك على راسك. فقال شمعي للملك حسن الامر كما تكلم سيدي الملك كذلك يصنع عبدك فاقام شمعي في اورشليم اياما كثيرة. وفي نهاية ثلاث سنين هرب عبدان لشمعي الى اخيش بن معكة ملك جت فاخبروا شمعي قائلين هوذا عبداك في جت. فقام شمعي وشد على حماره وذهب الى جت الى اخيش ليفتش على عبديه فانطلق شمعي واتى بعبديه من جت. فاخبر سليمان بان شمعي قد انطلق من اورشليم الى جت ورجع. فارسل الملك ودعا شمعي وقال له اما استحلفتك بالرب واشهدت عليك قائلا انك يوم تخرج وتذهب الى هنا وهنالك اعلمن بانك موتا تموت فقلت لي حسن الامر قد سمعت. فلماذا لم تحفظ يمين الرب والوصية التي اوصيتك بها. ثم قال الملك لشمعي انت عرفت كل الشر الذي علمه قلبك الذي فعلته لداود ابي فليرد الرب شرك على راسك. والملك سليمان يبارك وكرسي داود يكون ثابتا امام الرب الى الابد. وامر الملك بناياهو بن يهوياداع فخرج وبطش به فمات وتثبت الملك بيد سليمان.

سليمان لم يستحسن قتل شمعى لأن داود كان قد حلف له أنه لا يقتل وسليمان بحكمته حدد إقامته فى أورشليم حتى لا يعود لأهله وعشيرته فى بنيامين ويدبر خطة لقتل سليمان فهو رجل مخادع لذلك قال له لا تبرره آية (9). وحين خرج شمعى ليبحث عن خادمين فقد حياته. وبالنسبة لنا فالعالم هو الخادمين فهو خادم لنا لكن علينا أن لا نبحث عنه ونجرى وراءه ونترك أورشليمنا (الكنيسة) فنفقد حياتنا وسليمان هنا يمثل بالنسبة لنا الله وكما حدد حدودا لشمعى هكذا حدد الله لنا وصايا إن خرجنا منها للعالم نفقد حياتنا. وبهذا صار سليمان بلا أعداء فى الخارج والداخل.


 

الإصحاح الثالث

الآيات 1-4:- صاهر سليمان فرعون ملك مصر واخذ بنت فرعون واتى بها الى مدينة داود الى ان اكمل بناء بيته وبيت الرب وسور اورشليم حواليها. الا ان الشعب كانوا يذبحون في المرتفعات لانه لم يبن بيت لاسم الرب الى تلك الايام. واحب سليمان الرب سائرا في فرائض داود ابيه الا انه كان يذبح ويوقد في المرتفعات. وذهب الملك الى جبعون ليذبح هناك لانها هي المرتفعة العظمى واصعد سليمان الف محرقة على ذلك المذبح.

إيجابيات سليمان التى ظهرت هنا هى محبته لله ومن يحب الله لا يهتم بتكاليف العبادة فنجد أن سليمان قدم 1000 محرقة وكان سليمان يسير حسب وصايا الله ولكن كان لسليمان سلبياته:

1.     تزوج بنت فرعون وهى وثنية وربما كان هذا بسبب سياسى فمصر كانت من الأمم العظيمة فى ذلك الوقت. وربما تهودت بنت فرعون هذه بعد ذلك فلم نسمع فى 1:11-8 أن سليمان بنى مذابح لآلهة المصريين من ضمن ما بنى. وإذا فهمنا أن سليمان كبانى للهيكل يرمز للمسيح فبنت فرعون تشير لكنيسة الأمم التى إقترن بها المسيح.

2.     أنه أبقى على المرتفعات ليذبح عليها الشعب بينما أن الله حدد فى (تث 1:12-14) أن يكون الذبح فى مكان واحد فقط بل قدم هو نفسه ذبائحه فى المرتفعات ولم يكن مثل داود أبيه الذى إلتزم بوصية الله وقدم ذبائحه فى الخيمة فقط. وكان تقديم الذبائح على المرتفعات عادة وثنية قلدهم فيها اليهود ولقد سميت جبعون المرتفعة العظمى = حيث كانت الخيمة والمذبح النحاسى وسميت هكذا لأنها على هضبة. ولأن الشعب إعتاد تقديم الذبائح على المرتفعات فأسموها مرتفعة وأطلقوا عليها عظمى لوجود الخيمة

 

الآيات 5-15:- ي جبعون تراءى الرب لسليمان في حلم ليلا وقال الله اسال ماذا اعطيك. فقال سليمان انك قد فعلت مع عبدك داود ابي رحمة عظيمة حسبما سار امامك بامانة وبر واستقامة قلب معك فحفظت له هذه الرحمة العظيمة واعطيته ابنا يجلس على كرسيه كهذا اليوم. والان ايها الرب الهي انت ملكت عبدك مكان داود ابي وانا فتى صغير لا اعلم الخروج والدخول. وعبدك في وسط شعبك الذي اخترته شعب كثير لا يحصى ولا يعد من الكثرة. فاعط عبدك قلبا فهيما لاحكم على شعبك واميز بين الخير والشر لانه من يقدر ان يحكم على شعبك العظيم هذا. فحسن الكلام في عيني الرب لان سليمان سال هذا الامرفقال له الله من اجل انك قد سالت هذا الامر ولم تسال لنفسك اياما كثيرة ولا سالت لنفسك غنى ولا سالت انفس اعدائك بل سالت لنفسك تمييزا لتفهم الحكم. هوذا قد فعلت حسب كلامك هوذا اعطيتك قلبا حكيما ومميزا حتى انه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك. وقد اعطيتك ايضا ما لم تساله غنى وكرامة حتى انه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل ايامك. فان سلكت في طريقي وحفظت فرائضي ووصاياي كما سلك داود ابوك فاني اطيل ايامك. فاستيقظ سليمان واذا هو حلم وجاء الى اورشليم ووقف امام تابوت عهد الرب واصعد محرقات وقرب ذبائح سلامة وعمل وليمة لكل عبيده.

أمام محبة سليمان ظهرت إستجابة الله له فورا فلقد ظهر الله له فى حلم وواضح أن الحلم هو من الله كأحلام فرعون يوسف ونبوخذ نصر ويوسف رجل مريم العذراء. غير أنه هناك أحلام من خيالات الإنسان وغيرها من الشيطان وهذه تسبب القلق للإنسان فعلينا أن لا نهتم بالأحلام. والله يستجيب لنا بالصلاة وليس بالأحلام لذلك يقول السيد المسيح مهما سألتم بإسمى فذلك أفعله يو 13:14. وقال الله إسأل ماذا أعطيك = الله يسأل سليمان ماذا يريد لأن الله خلق الإنسان حرا ويضع أمامه كل الطرق وعلى الإنسان أن يختار. والسيد المسيح قال "إطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" مت 33:6. وهذا ما حدث هنا. ونلاحظ رد سليمان الحلو.

1.     فهو يعترف بمراحم الله عليه وعلى ابيه.

2.     وشعوره بالمسئولية تجاه شعب الله والله إستجاب لسليمان بعد محبته التى ظهرت فى تقديم ذبائح كثيرة فمن يزرع بالشح بالشح يحصد.. وماذا نقدم نحن لله؟ وكون أن سليمان يجيب على الله هذه الإجابة فهذا يشير لأن سليمان منشغل بهذا الأمر (كيف يحكم وسط شعب الله بالحكمة) حتى وهو نائم. إعط عبدك قلبا فهيماً = كلمة فهيماً = سامعاً (الكتاب بشواهد) أى يستمع لصوت الله وإرشاده ويحكم على هذا الأساس. ولقد حصل سليمان على الحكمة لأنه طلبها وعلى الثروة لأنه لم يطلبها. وكان هناك شرط لإستمرارية عطاء الله = فإن سلكت فى طريقى.. إذا عطايا الله مشروطة بأن نلتزم وصاياه ولقد أخذ سليمان كثيرا ولكن لأنه لم يلتزم بوصايا الله تغير الموقف بل لم يطل عمر سليمان أكثر من 60 عاما. وفى (15) نلاحظ أن سليمان بعد لقائه مع الله ذهب لتابوت العهد مباشرة وقدم ذبائح كأن هذا إعتراف منه بأنه أخطأ فى موضوع المرتفعات ولأنه يريد أن يستلم الملك من الله شخصيا وقول سليمان فى (7) لا أعلم الخروج والدخول = الخروج والدخول يشير لأعمال الإنسان كلها من أولها إلى آخرها فالإنسان يخرج ليبدأ عمله وعندما ينتهى يدخل بيته ثانية أو العبارة تشير إلى أننى كالطفل لا أعرف الخروج والدخول ولا كيف أمشى وفى (9) شعبك فسليمان يفهم أنه خادم لشعب والشعب هو شعب الله وليس شعبه.

 

الآيات 16-28:- حينئذ اتت امراتان زانيتان الى الملك ووقفتا بين يديه. فقالت المراة الواحدة استمع يا سيدي اني انا وهذه المراة ساكنتان في بيت واحد وقد ولدت معها في البيت. وفي اليوم الثالث بعد ولادتي ولدت هذه المراة ايضا وكنا معا ولم يكن معنا غريب في البيت غيرنا نحن كلتينا في البيت. فمات ابن هذه في الليل لانها اضطجعت عليه. فقامت في وسط الليل واخذت ابني من جانبي وامتك نائمة واضجعته في حضنها واضجعت ابنها الميت في حضني. فلما قمت صباحا لارضع ابني اذا هو ميت ولما تاملت فيه في الصباح اذا هو ليس ابني الذي ولدته. وكانت المراة الاخرى تقول كلا بل ابني الحي وابنك الميت وهذه تقول لا بل ابنك الميت وابني الحي وتكلمتا امام الملك. فقال الملك هذه تقول هذا ابني الحي وابنك الميت وتلك تقول لا بل ابنك الميت وابني الحي. فقال الملك ايتوني بسيف فاتوا بسيف بين يدي الملك. فقال الملك اشطروا الولد الحي اثنين واعطوا نصفا للواحدة ونصفا للاخرى. فتكلمت المراة التي ابنها الحي الى الملك لان احشاءها اضطرمت على ابنها وقالت استمع يا سيدي اعطوها الولد الحي ولا تميتوه واما تلك فقالت لا يكون لي ولا لك اشطروه. فاجاب الملك وقال اعطوها الولد الحي ولا تميتوه فانها امه. ولما سمع جميع اسرائيل بالحكم الذي حكم به الملك خافوا الملك لانهم راوا حكمة الله فيه لاجراء الحكم.

هذه القصة إثبات لأن وعد الله قد تحقق وإن حكمة سليمان كانت عجيبة والنقاد يقولون أن هناك تعارض بين ما نراه من حكمة سليمان هنا وما جا فى أم 2:30 والرد بسيط فغالبا من كتب أم 2:30 هو شخص إسمه أجور ولكن حتى إن كان كاتبها هو سليمان فهى من باب التواضع أمام الله. وهذه القضية هنا حتى تصل إلى سليمان فهى عرضت على محاكم القضاة وفشل القضاة فى إيجاد حل لها والمرأتين كانتا زانيتين = فلم نسمع عن رجالهما وهما يعيشان سويا فى بيت زنا مشترك وينامان سويا. " فى قضايا مماثلة عالميا حكم قاض على إمرأة ترفض الإعتراف ببنوة إبنها، أن تتزوجه حينئذ رفضت وإعترفت بالحقيقة وكان هذا فى أيام كلوديوس قيصر. وفى قضية أخرى إدعى 3 أشخاص أنهم أولاد أحد الولاة وكان هذا الوالى قد مات وذهب الـ 3 أشخاص للملك يطلب كل منهم أن يصير الوالى عوضا عن أبيه. فطلب الملك الحكيم أن يرمى كل واحد جثة الوالى بسهم فرمى إثنان منهم الجثة أما الإبن الحقيقى فرفض أن يرمى جثة أبيه كان الله (آية 28) أى حكمة عظيمة جدا مصدرها الله نفسه. فسليمان رغماً عن صغر سنه فحكمته التى أخذها من الله أعلنت له أن المحبة التى للأم أقوى من الحسد. وأما الآخرى الكاذبة فكان حسدها أقوى من محبتها للولد فطلبت قتله لأنها تريد الولد لتحرم الأم الحقيقية منه.


 

الإصحاح الرابع

الآيات 1-20:- وكان الملك سليمان ملكا على جميع اسرائيل. وهؤلاء هم الرؤساء الذين له عزرياهو بن صادوق الكاهن. واليحورف واخيا ابنا شيشا كاتبان ويهوشافاط بن اخيلود المسجل. وبناياهو بن يهوياداع على الجيش وصادوق وابياثار كاهنان. وعزرياهو بن ناثان على الوكلاء وزابود بن ناثان كاهن وصاحب الملك. واخيشار على البيت وادونيرام بن عبدا على التسخير. وكان لسليمان اثنا عشر وكيلا على جميع اسرائيل يمتارون للملك وبيته كان على الواحد ان يمتار شهرا في السنة. وهذه اسماؤهم ابن حور في جبل افرايم. ابن دقر في ماقص وشعلبيم وبيت شمس وايلون بيت حانان. ابن حسد في اربوت كانت له سوكوه وكل ارض حافر. ابن ابيناداب في كل مرتفعات دور كانت طافة بنت سليمان له امراة. بعنا بن اخيلود في تعنك ومجدو وكل بيت شان التي بجانب صرتان تحت يزرعيل من بيت شان الى ابل محولة الى معبر يقمعام. ابن جابر في راموت جلعاد له حووت يائير ابن منسى التي في جلعاد وله كورة ارجوب التي في باشان ستون مدينة عظيمة باسوار وعوارض من نحاس. اخيناداب بن عدو في محنايم. - اخيمعص في نفتالي وهو ايضا اخذ باسمة بنت سليمان امراة. بعنا بن حوشاي في اشير وبعلوت. ويهوشافاط بن فاروح في يساكر. شمعي بن ايلا في بنيامين. جابر بن اوري في ارض جلعاد ارض سيحون ملك الاموريين وعوج ملك باشان ووكيل واحد الذي في الارض. وكان يهوذا واسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة ياكلون ويشربون ويفرحون.

فيما يلى نجد ما يشبه مجلس الوزراء لتدبير شئون الدولة فى (1) على جميع إسرائيل وكانت المملكة قد وصلت أيام سليمان إلى أوج إتساعها ومجدها. عزرياهو بن صادوق = صادوق هو أبو أخيمعص وأخيمعص أبو عزرياهو 1 أى 9:6 وعزرياهو هنا منسوب لجده لشهرة صادوق. كاتبان ومسجل ويكتبان أخبار المملكة التى أخذ منها كتاب الأسفار صادوق وأبياثار كاهنان = أبياثار كان كاهنا وقد عزله سليمان. والآن يصير لدينا كاهنان صادوق وحفيده عزرياهو. وهناك إحتمالين :

1.     أن يكون صادوق كاهنا فى أورشليم بينما عزرياهو كاهنا فى جبعون.

2.     ربما قوله فى آية (2) عن عزرياهو أنه الكاهن أن يفهم هذا أن الكاهن هنا وظيفة إدارة عظيمة بمعنى شفيع كما كان أولاد داود (2 صم 18:8) وراجع (2 صم 26:20) ولأن هذه الوظيفة ذكرت أولا فربما تكون منصبا عاليا كرئيس وزراء. وهكذا كان زابود بن ناثان كاهن وصاحب الملك = وهذه الوظيفة تعنى مشير للملك.

وفى (5) الوكلاء = هم معينين على أعمال مختلفة وسيأتى أسماؤهم فى (7) فمنهم من كان مكلفاً بجمع الضرائب ومنهم من كلف بالإشراف على الهيكل ومنهم من كلف ببناء المخازن أخيشار على البيت هذه وظيفة جديدة ألا وهى ترتيب البيت (بيت الملك لذلك تعجبت ملكة سبأ من حسن ترتيب البيت التسخير = أى الجزية وكان هذا لبناء الهيكل وأبنية سليمان العظيمة ومدن المخازن. وكان التسخير مكروها عند الشعب لذلك رجموا أدونيرام فى زمن رحبعام. وفى (7) 12 وكيل = لكل وكيل قطيعة من المملكة يأخذ منها لأجل الملك ولكل واحد منهم شهر معين يمتار فيه، أى يقدم لسليمان الجزية فى شهر معين حتى يضمن سليمان الجزية كل العام ولذلك كانت مبانى سليمان حمل على الشعب. وكان إثنين من الوكلاء متزوجين إثنتين من بنات سليمان مما يثبت أنه يعتقد أن الزيجات السياسية تضمن إستقراره (لذلك تزوج بنت فرعون) ويوجد بعض الأسماء هنا منسوبة للأباء ولم تذكر أسماؤهم هم مثل إبن حور فى جبل أفرايم إبن دقر فى... وغالبا فهم معينين مجاملة لأبائهم المشهورين. وفى (20) يأكلون ويشربون ويفرحون = الكل يفرح لأن سليمان يملك وهكذا فى مملكة المسيح (تناول من الجسد والدم + سلام وفرح) وهذا لأن سليمان رمز للمسيح وشعبه أى شعب سليمان كالرمل من الكثرة... وهكذا شعب المسيح لا يحصى ولا يعد. فسليمان إمتاز بالحكمة والمسيح هو أقنوم الحكمة.

 

الآيات 21-28:- وكان سليمان متسلطا على جميع الممالك من النهر الى ارض فلسطين والى تخوم مصر كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل ايام حياته. وكان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كر سميذ وستين كر دقيق. وعشرة ثيران مسمنة وعشرين ثورا من المراعي ومئة خروف ما عدا الايائل والظباء واليحامير والاوز المسمن. لانه كان متسلطا على كل ما عبر النهر من تفسح الى غزة على كل ملوك عبر النهر وكان له صلح من جميع جوانبه حواليه. وسكن يهوذا واسرائيل امنين كل واحد تحت كرمته وتحت تينته من دان الى بئر سبع كل ايام سليمان. وكان لسليمان اربعون الف مذود لخيل مركباته واثنا عشر الف فارس.

 وهؤلاء الوكلاء كانوا يمتارون للملك سليمان ولكل من تقدم الى مائدة الملك سليمان كل واحد في شهره لم يكونوا يحتاجون الى شيء. وكانوا ياتون بشعير وتبن للخيل والجياد الى الموضع الذي يكون فيه كل واحد حسب قضائه.

راجع الخريطة فى المقدمة لترى إتساع مملكة سليمان

جميع الممالك = كل مقاطعة لها والى وهو كملك صغير تحت حكم سليمان. من النهر = النهر هو نهر الفرات. الهدايا = هى جزية وسميت هكذا لكنها كانت إجبارية. الكر = 400 لتر اليحامير = حيوانات من فصيلة الأيائل كمية الطعام المذكورة تكفى لإطعام 3000 – 4800 فرد. فسليمان هو رمز للمسيح الذى أشبع 5000 نفس وهو يشبعنا من مائدته يومياً.

كل ما عبر النهر= أى كل ما هو غربى نهر الفرات تفسح = على نهر الفرات جهة الغرب.

كل ما عبر النهر= أى كل ما هو غربى نهر الفرات. تحت كرمته وتحت تينته = دليل الراحة والأمان والخصب 40. 000 مذود = (راجع المقدمة). ولكن زيادة الخيول هو ضد الشريعة راجع تث 16:17. فالخيل رمز للقوة والله يريد أن ملوك إسرائيل يعرفون أن القوة هى قوة الله وليست قوتهم أو قوة وعدد خيولهم وفرسانهم. ملحوظة:- هناك تفسير آخر لإختلاف عدد المذاود بين سفر الملوك وسفر الأيام وهى أن عدد سفرالأيام مأخوذ فى أول فترة حكم سليمان (4000) وعدد سفر الملوك فى أواخر فترة حكمة (40000) وكان لسليمان خيل ومركبات أكثر ممن حوله من الملوك. ولم تكن المملكة مشرقة ومزدهرة كما كانت أيام سليمان رمزا لملكوت المسيح. وقد خضع لسليمان ودفع الجزية (أرام سوريا / موآب / عمون) ولكن فلسطين لم تخضع ربما بإتفاق. لقد خضعوا منذ أيام داود وإستمر الخضوع أيام سليمان.

 

الآيات 29-34:- واعطى الله سليمان حكمة وفهما كثيرا جدا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر. وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر. وكان احكم من جميع الناس من ايثان الازراحي وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول وكان صيته في جميع الامم حواليه. وتكلم بثلاثة الاف مثل وكانت نشائده الفا وخمسا. وتكلم عن الاشجار من الارز الذي في لبنان الى الزوفا النابت في الحائط وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك. وكانوا ياتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الارض الذين سمعوا بحكمته.

رحبة قلب كالرمل الذى على شاطىء البحر = إشارة إلى إتساع فكره وغزارة علمه فى جميع الفروع على إختلاف أنواعها كما أن الرمل يحيط ببحر عميق هكذا حكمة سليمان كانت عميقة وكان علمه ممتدا فى علوم النبات والحيوان والشعر والفلسفة والأمثال والبناء والزراعة والسياسة والحكمة فى التدبير. بنى المشرق = إمتازوا بالحكمة كأصحاب أيوب ومثل المجوس (من بابل والفرس) ومثل المصريين والعرب وبعض أمثال سليمان نجدها فى سفر الأمثال والباقى لم يدون. ونشائد = كنشيد الأناشيد وبعض المزامير 127،72 ولاحظ أن له أمثال وأناشيد كثيرة لم تسجل فما تم تسجيله هو الموحى به من الله فقط.

ورحبة قلب تشير أيضا لعدم ضيقه من أى شىء فحكمته قادرة على حل أى مشكلة. وكل هذا لأن الله أعطاه والله قادر أن يعطى دائما أبنائه حكمة. ومن حكمته أرسل الملوك الذين حوله سفراء له ليستفيدوا منه. هو مثال للمسيح المذخر فيه كل كنوز المعرفة وفى آية (33) تكلم فى الأشجار من الأرز (أكبر الأشجار) إلى الزوفا (أصغر النباتات) فهو خبير فى كل شىء؟


 

الإصحاح الخامس

الآيات 1-9:- وارسل حيرام ملك صور عبيده الى سليمان لانه سمع انهم مسحوه ملكا مكان ابيه لان حيرام كان محبا لداود كل الايام فارسل سليمان الى حيرام يقول. انت تعلم داود ابي انه لم يستطع ان يبني بيتا لاسم الرب الهه بسبب الحروب التي احاطت به حتى جعلهم الرب تحت بطن قدميه. والان فقد اراحني الرب الهي من كل الجهات فلا يوجد خصم ولا حادثة شر. وهانذا قائل على بناء بيت لاسم الرب الهي كما كلم الرب داود ابي قائلا ان ابنك الذي اجعله مكانك على كرسيك هو يبني البيت لاسمي. والان فامر ان يقطعوا لي ارزا من لبنان ويكون عبيدي مع عبيدك واجرة عبيدك اعطيك اياها حسب كل ما تقول لانك تعلم انه ليس بيننا احد يعرف قطع الخشب مثل الصيدونيين. فلما سمع حيرام كلام سليمان فرح جدا وقال مبارك اليوم الرب الذي اعطى داود ابنا حكيما على هذا الشعب الكثير. وارسل حيرام الى سليمان قائلا قد سمعت ما ارسلت به الي انا افعل كل مسرتك في خشب الارز وخشب السرو. عبيدي ينزلون ذلك من لبنان الى البحر وانا اجعله ارماثا في البحر الى الموضع الذي تعرفني عنه وانفضه هناك وانت تحمله وانت تعمل مرضاتي باعطائك طعاما لبيتي

ظلت خيمة الإجتماع تهيم من مكان إلى مكان من البرية إلى جبعون حتى بنى الهيكل فى أورشليم، وهكذا عروس المسيح لن تجد مستقرا لها سوى فى أورشليم السماوية. ونجد سليمان هنا يبدأ الإعداد لبناء بيت الرب ويشرك رجال حيرام مع رجاله وهو هنا رمز للمسيح الذى بنى هيكل جسده من اليهود والأمم (أش 10:60) وكانت صور فى سلام دائما مع إسرائيل وصور دولة بحرية تجارية على حدود إسرائيل ويبدو أن داود بعلاقاته الطيبة مع حيرام جعله يحب الرب. وفى (1) وأرسل حيرام ملك صور = وهو أرسل بعثه للتعزية فى وفاة داود. ويقال أن حيرام هذا هو إبن حيرام صديق داود. فأرسل سليمان مع البعثة إلى حيرام ليساعده فى بناء البيت وسليمان علًل أن داود لم يبنى بيت الله بأنه كان منشغلاً فى حروبه فهو ورجاله إنشغلوا فى الحروب فلا يوجد خصم = حرفيا لا يوجد شيطان مقاوم والمسيح بنى كنيسته بعد هزيمة إبليس. وسليمان رجل السلام رمز للمسيح ملك السلام. والآن الشيطان مقيد والكنيسة فى سلام فياليتنا نهتم بالبناء الروحى فى وقت السلام وقد وافق حيرام ووضع شروطا تجارية

1.     هو يحمل الخشب إلى مكان يحدده سليمان.

2.     لنقل سيكون بالبجر أرماثا (آية 9) = وهذا يعنى تربيط الخشب على شكل الطوف بضمه بعضه إلى بعض ويوضع فى البحر وهذه الطريقة كانت تستعمل لنقل الخشب من لبنان حتى مصر وإلى بابل.

3.     يقوم سليمان بنقل الخشب من المكان المتفق عليه حتى أورشليم.

4.     يدفع سليمان أجر العمال ويرسل طعام لبيت ملك صور إذا هى مقايضة فحيرام يرسل الخشب وسليمان يرسل من منتجاته الزراعية (ألبان / زيوت / منتجات زراعية).

فملك صور يعلم أن إسرائيل دولة زراعية. أما أهل صور فلهم حرف أخرى

وفى (6) الصيدونيين =وهو يقصد الفينيقيين بوجه عام والمنطقة التى بها الأرز هى صيدا ويبدو أن صيدا كانت خاضعة لصور. هم كانوا أهل صناعة وفلك وبرعوا فى تقطيع وتهذيب الحجارة الضخمة ومثال ذلك هياكل بعلبك الشهيرة، وبرعوا فى تقطيع أشجار الأرز الضخمة وتصنيعها كأخشاب صالحة للبناء وبرعوا فى نقل الأخشاب الضخمة والأحجار الضخمة. والصيدونيين هو الإسم الذى إستخدمه العهد القديم للفينيقيين وكانت عاصمتهم صور وبذلك إستفادت إسرائيل من خبرات صور فى البناء وإستفادت صور من زراعات إسرائيل وخشب الأرز = شجرة الأرز طولها 80 قدما ومحيطها 36 قدما رائحتها حلوة وخشبها مر المذاق جدا ولا ينخره السوس لذلك ويمكن أن يبقى 2000 سنة.

 

الآيات 10-18:- كان حيرام يعطي سليمان خشب ارز وخشب سرو حسب كل مسرته.  واعطى سليمان حيرام عشرين الف كر حنطة طعاما لبيته وعشرين كر زيت رض هكذا كان سليمان يعطي حيرام سنة فسنة. والرب اعطى سليمان حكمة كما كلمه وكان صلح بين حيرام وسليمان وقطعا كلاهما عهدا. وسخر الملك سليمان من جميع اسرائيل وكانت السخر ثلاثين الف رجل. فارسلهم الى لبنان عشرة الاف في الشهر بالنوبة يكونون شهرا في لبنان وشهرين في بيوتهم وكان ادونيرام على التسخير. وكان لسليمان سبعون الفا يحملون احمالا وثمانون الفا يقطعون في الجبل. ما عدا رؤساء الوكلاء لسليمان الذين على العمل ثلاثة الاف وثلاث مئة المتسلطين على الشعب العاملين العمل. وامر الملك ان يقلعوا حجارة كبيرة حجارة كريمة لتاسيس البيت حجارة مربعة. فنحتها بناؤو سليمان وبناؤو حيرام والجبليون وهياوا الاخشاب والحجارة لبناء البيت

صورة أخرى للكنيسة. العمال من اليهود والأمم يعملون وسليمان يطعمهم = المسيح يطعمنا ويشبعنا حنطة وخمر وزيت (راجع 2 أى 10:2 تجد سليمان يعطيهم خمرا).

وفى (11) 20. 000 كر حنطة + 20 كر زيت رض = زيت الرض هو أفخر أنواع الزيوت لأنه بلا شوائب. أما الزيت الذى يخرج بالطحن فهو مملوء شوائب. وواضح أن الحنطة والزيت هى لبيت حيرام ملك صور = طعاما لبيته. وفى سفر الأيام يقول أن سليمان أعطى القطاعين 20. 000 كر حنطة 20. 000 كر شعير، 20. 000 بث خمر، 20. 000 بث زيت (2 أى 10:2) فلا تعارض فسفر الملوك يذكر ما أرسله سليمان لبيت الملك حيرام لذلك يرسل له أفخر أنواع الزيوت وأما سفر الأيام فيذكر ما أعطاه سليمان للعمال لذلك نجده أعطاهم شعير. والكر = 10 بث وهذا مثال آخر يتضح فيه أنه لا خلاف وإن بدا ظاهريا أن هناك خلاف.

وفى (13) سخر الملك سليمان من جميع إسرائيل 30. 000 = هؤلا كانوا يعملون بنظام النوبات فكان سليمان يرسل 10. 000 منهم إلى لبنان للعمل شهرا ويعودون لبيوتهم فى إسرائيل لمدة شهرين على أن يذهب مكانهم 10. 000 آخرين وهكذا. ونظام التسخير للبناء إتبعه داود ثم توسع فيه سليمان غير أنه كان يعامل المسخرين من اليهود غير معاملة المسخرين من الغرباء فنجد فى (15) 70. 000 يحملون أحمالا، 80. 000 يقطعون فى الجبل = هؤلاء من الغرباء مثل الكنعانيين الذين رفضوا التهود وعاشوا وسط الشعب، هؤلاء كان إستعبادهم وتسخيرهم دائم وليس بنظام الشهر والشهرين (راجع 2 مل 22:9 فهو يقول أن بنو إسرائيل لم يجعل منهم سليمان عبيداً) العمل السهل كقطع الأشجار كان للإسرائيليين أما قطع الحجارة وحملها تركه للكنعانيين. وكان سليمان يرسل إلى لبنان من الشعب الإسرائيلى وليس من العبيد الغرباء حتى يكونوا تحت إشراف قادتهم ومسخريهم وقوله أنهم يقطعون فى الجبل = فهو يقصد جبال فلسطين وفى (18) الجبليون = هم أهل جبيل وهى على شاطىء البحر على بعد 40 كم من بيروت وإشتهر سكانها بقطع الأحجار. وهناك خلاف آخر يبدو ظاهريا أنه خلاف بين سفرى الملوك والأيام فهنا يذكر أن عدد الرؤساء المتسلطين 3300 وفى 2 أي 18،17:2يقول 3600 ولكن كما قلنا فالتقسيم المذكور فى الملوك غير الأيام. ولنرى الآن عدد الرؤساء الكلى المذكورين فى كل من الملوك والأيام فنجد أنه لا خلاف فى المجموع

العدد الكلى للرؤساء فى الملوك 3300 (16:5) + 550 (23:9) = 3850

العدد الكلى للرؤساء فى الأيام 3600 (2 أى 18:2) + 250 (2 أى 10:8) = 3850

إذاً كل كاتب حصل على معلوماته من مصدر صحيح لكن كل مصدر له توزيع خلاف الآخر


 

الإصحاح السادس

الهيكل الذى أقامه سليمان الملك كان يرمز لجسد المسيح وهكذا كانت خيمة الإجتماع والفارق أن الخيمة كانت ترمز لجسد المسيح أو للكنيسة على الأرض أما الهيكل فيرمز لها فى السماء.

1.     أبعاد المحراب 20 × 20 × 20 وهو قدس الأقداس بينما قدس الأقداس فى الخيمة كانت أبعاده 10×10×10 = 1000 وهو رقم يشير للسماويات بينما 20×20×20 = 8000 = 8×1000 هى السماويات فى الأبدية، فرقم 8 يشير للأبدية.

2.     أرض الخيمة كانت ترابية فالخيمة كانت أرضيتها تراب أما الهيكل فالأرضيات كلها ذهب بل الهيكل كله مغطى بالذهب لأن الخيمة تشير للكنيسة التى مازالت على الأرض أما الهيكل فيشير للتى فى السماء. ولأننا ما زلنا على الأرض وما فى السماويات هو مازال غامضاً علينا فإننا الآن ننظر كما فى لغز كما فى مرآة 1 كو 12:13 لذلك كانت مواصفات الهيكل الموجودة فى الكتاب قليلة جدا وشحيحة

وكلمة هيكل هى كلمة سومرية معناها البيت الكبير فالهيكل هو مكان عبادة الله ولكن اليهود أطلقوا كلمة هيكل على هيكل سليمان فى أورشليم فقط أما باقى أماكن العبادة فكانت تسمى مجامع.

ولقد هدم البابليون هيكل سليمان عند سبى بابل سنة 586 ق. م وأقام زربابل الهيكل الثانى سنة 538 ق. م بإذن من كورش الملك الفارسى بعد سقوط دولة بابل على يد الفرس وإستغرق إقامة هيكل زربابل 22 سنى وإنتهوا من بنائه سنة 515 ق. م بسبب الصعوبات التى قابلتهم وهيكل زربابل تهدم بعض منه على يد اليونانيين ثم جدده المكابيين ثم عاد وتهدم بعضهم وجدده هيرودس وبدأ فى تجديد الهيكل سنة 20 ق. م وإستمر 46 سنة أى إنتهوا منه سنة 26 ق. / وأضيفت أماكن جديدة لكل من هيكل زربابل ثم هيكل هيرودس.

وكما حدث فى خيمة الإجتماع أن الله أظهر لموسى مثال للخيمة على الجبل نجد هنا أن داود قد أفهمه الله تصميم الهيكل بل سلمت إليه كتابة وهو سلمها لسليمان 1 أى 19:28

وكان داود هو الذى بدأ حملة التبرع لبناء الهيكل وداود هو الذى عين مكان البناء. الهيكل بنى على جبل المريا وفى نفس المكان قدم إسحق ذبيحة وعلى جبل المريا صلب المسيح. وجبل المريا جزء من جبل صهيون وفى هذا المكان كان بيدرأرونة اليبوسى حيث بنى داود مذبحا للرب (2 صم 28:24-35).

الأبعاد المعطاة للهيكل هى من الداخل وليس من الخارج أى لا تشمل سمك الجدران.

 

آية 1:- وكان في سنة الاربع مئة والثمانين لخروج بني اسرائيل من ارض مصر في السنة الرابعة لملك سليمان على اسرائيل في شهر زيو وهو الشهر الثاني انه بني البيت للرب.

السنة الرابعة = قضى سليمان 3 سنوات أولا فى تجميع كل المواد وتسخير العمال وتنظيمهم وجمع الأخشاب والحجارة شهرزيو = هو نصف أبريل ومايو أنه بنى = أى شرع فى بنائه

 (2 أى 1:3).

 

الآيات 2،3:- والبيت الذي بناه الملك سليمان للرب طوله ستون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وسمكه ثلاثون ذراعا. و الرواق قدام هيكل البيت طوله عشرون ذراعا حسب عرض البيت و عرضه عشر اذرع قدام البيت.

 

طوله ستون ذراعا = هو مجموع طول القدس وقدس الأقداس وسمكه = أى إرتفاعه ولاحظ أن إرتفاع قدس الأقداس 20 ذراع بينما إرتفاع القدس 30 ذراع ولاحظ أن الهيكل لم يكن كبيرا جدا مثل كثير من الكنائس اليوم لكن الهيكل لم يكن مكانا لإجتماع الشعب بل للكهنة فقط. ولكن لم يكن مثله فى جماله خصوصا فى ذلك الزمان.

 

آية 4:- وعمل للبيت كوى مسقوفة مشبكة.

كوىً مسقوفة مشبكة = فوق سطح الغرفات كانت كوى وكانت مسقوفة أى كان فوقها جزء من حائط البيت وكانت مشبكة ليدخل الهواء دون الطيور وفى آية (10) سمك الغرفات 5 أذرع وهى على ثلاث طبقات فيكون الإرتفاع الإجمالى زائد سمك طبقات الأخشاب المبنى عليها الغرف حوالى 20 ذراع وتكون الكوى فوق هذا المستوى والكوى تكون عريضة من الداخل ضيقة من الخارج.

1.     لنتعلم أن نتطلع منها للسماء ولكن ما يبدو لنا فيه كثير من الغموض (كلغز أو مرآة) 1كو12:13وهكذا كان يبدو سر التجسد فى القديم وهكذا تبدو السماء الآن نش9:2.

2.     هذا التصميم يجعل الضوء فى الداخل ضعيف فمازالنا فى العهد القديم لم يتضح تماما كل شىء.

3.     لنتعلم أن ننظر لأنفسنا ونفحصها ولا ننظر للآخرين لندينهم.

آية 5:- وبنى مع حائط البيت طباقا حواليه مع حيطان البيت حول الهيكل والمحراب وعمل غرفات في مستديرها.

الغرفات كانت للكهنة والكتبة (أر20،10:36) ولوضع التقدمات والبخور والآنية والعشور والرفائع وكانت الغرف مبنية على 3 طوابق حول 3 جوانب من البيت ولا يعرف عدد الغرف ولا أطوالها وكانت الغرف تتسع كلما صعدنا لأعلى.

 

آية 6:- فالطبقة السفلى عرضها خمس اذرع والوسطى عرضها ست اذرع والثالثة عرضها سبع اذرع لانه جعل للبيت حواليه من خارج اخصاما لئلا تتمكن الجوائز في حيطان البيت.

لم يستحسن سليمان أن تتمكن جوائز الغرف فى حيطان البيت (الجوائز هى العوارض الخشبية التى تشكل أرضية الغرفة (أو سقف الغرفة) وكلمة تتمكن أى يحفر فى الحيطان لكى يضع الخشب فهو كان لا يريد أى نوع من الحفر أو النقر فى مكان العمل) فعمل الحائط بين البيت والغرف فى الطبقة السفلى أسمك من الحائط بين البيت والغرف فى الطبقة الوسطى وهذا بدوره أسمك من الحائط بين البيت والغرف فى الطبقة العليا فإرتكزت جوائز الغرف (العوارض الخشبية) فى الطبقة الوسطى والطبقة العليا على ما تحتها ولم يحدث حفر فى حائط البيت الأخصام = هى البروزات التى إستند عليها الخشب.

 

آية 7:- والبيت في بنائه بني بحجارة صحيحة مقتلعة ولم يسمع في البيت عند بنائه منحت ولا معول ولا اداة من حديد.

لم يسمع فى البيت عند بنائه منحت = إحتراما للمكان كانت الحجارة يتم تشكيلها وتحتها بعيدا وتأتى لمكان الهيكل مضبوطة لتوضع فى مكانها وكان النحت يتم فى الجبل حيث يقتلعون الحجارة والمعنى الروحى لذلك أن الحجارة تشير للمؤمنين (1 بط 5:2) والنحت يشير للآلام والتجارب التى تصيب المؤمنين فى العالم لتنقيهم ليأتوا للسماء حيث مكانهم محفوظ هناك وهناك لا توجد تجارب ولا آلام (ولا نحت فى الهيكل).

وفى السماء لا بكاء ولا أنين ولا آلام = لا معول ولا أداة من حديد(رؤ 17،16:7).

 

الآيات 8،9:- وكان باب الغرفة الوسطى في جانب البيت الايمن وكانوا يصعدون بدرج معطف الى الوسطى ومن الوسطى الى الثالثة. فبنى البيت و اكمله و سقف البيت بالواح و جوائز من الارز.

درج معطف = سلم حلزونى. وكان باب الغرفة الوسطى = أى الغرفة التى تتوسط الغرفات التى بالدور الأسفل. وهذه الغرفة مدخلها من الجانب الأيمن ثم نجد سلماً حلزونيا للصعود للدور الأوسط والدور العلوى.

 

آية 10:- وبنى الغرفات على البيت كله سمكها خمس اذرع وتمكنت في البيت بخشب ارز.

وتمكنت فى البيت بخشب أرز = أى إستندت وإرتكزت على الأخصام أو المناكب أو البروزات المذكورة.

 

الآيات 11-14:- وكان كلام الرب الى سليمان قائلا هذا البيت الذي انت بانيه ان سلكت في فرائضي وعملت احكامي وحفظت كل وصاياي للسلوك بها فاني اقيم معك كلامي الذي تكلمت به الى داود ابيك. واسكن في وسط بني اسرائيل ولا اترك شعبي اسرائيل. فبنى سليمان البيت واكمله.

قد يكون كلام الله لسليمان برؤيا أو عن طريق ناثان ومعنى الكلام أن المبنى فى حد ذاته لا قيمة له دون حفظ الوصايا وهذا الكلام أيضا منه تشجيع لسليمان ربما لأنه شعر أن العمل ضخم وأكبر منه ومعنى الكلام أن الهيكل مكان أو رمز لسكنى الله وسط شعبه وحلوله وسطهم.

 

الآيات 15-22:- وبنى حيطان البيت من داخل باضلاع ارز من ارض البيت الى حيطان السقف وغشاه من داخل بخشب وفرش ارض البيت باخشاب سرو. وبنى عشرين ذراعا من مؤخر البيت باضلاع ارز من الارض الى الحيطان وبنى داخله لاجل المحراب اي قدس الاقداس. واربعون ذراعا كانت البيت اي الهيكل الذي امامه. وارز البيت من داخل كان منقورا على شكل قثاء وبراعم زهور الجميع ارز لم يكن يرى حجر. وهيا محرابا في وسط البيت من داخل ليضع هناك تابوت عهد الرب. ولاجل المحراب عشرون ذراعا طولا وعشرون ذراعا عرضا وعشرون ذراعا سمكا وغشاه بذهب خالص وغشى المذبح بارز. وغشى سليمان البيت من داخل بذهب خالص وسد بسلاسل ذهب قدام المحراب وغشاه بذهب. وجميع البيت غشاه بذهب الى تمام كل البيت وكل المذبح الذي للمحراب غشاه بذهب.

وبنى حيطان البيت من داخل بأضلاع أرز = البيت مبنى كله من الحجارة ثم غشاه من الداخل بألواح من خشب الأرز إلى حيطان السقف = السقف نفسه أيضا كان مغشى بالخشب والمعنى أن الألواح الرأسية إمتدت من الأرض حتى تلامست مع أخشاب السقف مؤخر البيت = يقصد قدس الأقداس فهو آخر جزء من البيت فى الداخل وبنى 20 ذراعا من مؤخر البيت بأضلاع أرز = أى بنى حائط فاصل بين قدس الأقداس والقدس بأضلاع أرز من الأرض حتى جوائز السقف. وفى هذا الحائط الخشبى أو الفاصل باب يدخل منه إلى قدس الأقداس = وبنى داخله لأجل المحراب = أى داخل الحائط الخشبى كان هناك فراغ لتركيب باب بعد ذلك وهذا يتضح من آية (31). وهذا الباب وضع أمامه سلاسل من ذهب (آية 21) وكان هناك أيضا حجاب من أسمانجونى الخ 2 أى 14:3.

وقدس الأقداس بلا كوى فهو يشير للسماء وهناك فى السماء لا توجد شمس فالرب الإله ينير عليها رؤ 5:22 وفى قدس الأقداس النور الوحيد كان نورا إلهيا يسمى الشكينة يراه رئيس الكهنة بين الكاروبيم المظللين على تابوت العهد وغشى كل المذبح الذى للمحراب = أى مذبح البخور الذى أمام المحراب.

 

الآيات 23-30:- وعمل في المحراب كروبين من خشب الزيتون علو الواحد عشر اذرع. وخمس اذرع جناح الكروب الواحد وخمس اذرع جناح الكروب الاخر عشر اذرع من طرف جناحه الى طرف جناحه. وعشر اذرع الكروب الاخر قياس واحد وشكل واحد للكروبين. علو الكروب الواحد عشر اذرع وكذا الكروب الاخر. وجعل الكروبين في وسط البيت الداخلي وبسطوا اجنحة الكروبين فمس جناح الواحد الحائط وجناح الكروب الاخر مس الحائط الاخر وكانت اجنحتهما في وسط البيت يمس احدهما الاخر. وغشى الكروبين بذهب. وجميع حيطان البيت في مستديرها رسمها نقشا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج.

 وغشى ارض البيت بذهب من داخل ومن خارج

كروبين من خشب = هم غير الكاروبين المظللين على تابوت العهد والكاروبين يفترقان عن كاروبا تابوت العهد فى أنهما:

1.     هم على الأرض وليس على الغطاء.

2.     هم من خشب مغشى بالذهب.

3.     الكاروبان أجنحتهما حسب الرسم أما أجنحة كاروبا التابوت فهما متصلين كليهما بعضهما ببعض وكلاهما يظللان على الغطاء.

4.     الكاروبين وجها هما للقدس أما كاروبا الغطاء فينظران للغطاء ولبعضها البعض كأنهم فى شركة عبادة مع البشر فى الهيكل.

 

آية (29)

الخشب محفور على أشكال الكاروبيم والنخيل وبراعم الزهور ومن المعروف أن الكاروبيم لهم أربعة وجوه (إنسان / ثور / أسد / نسر) وبإضافة النخيل وبراعم الزهور نجد الخليقة كلها كأن الخليقة كلها فى الهيكل تسبح خالقها من داخل ومن خارج = الداخل أى قدس الأقداس والخارج أى القدس ولاحظ أن كل شىء مغشى بالذهب فالذهب يرمز للسمائيات والهيكل رمز للسماء.

 

الآيات 31-35:- وعمل لباب المحراب مصراعين من خشب الزيتون الساكف والقائمتان مخمسة. والمصراعان من خشب الزيتون ورسم عليهما نقش كروبيم ونخيل وبراعم زهور وغشاهما بذهب ورصع الكروبيم والنخيل بذهب. وكذلك عمل لمدخل الهيكل قوائم من خشب الزيتون مربعة. ومصراعين من خشب السرو المصراع الواحد دفتان تنطويان والمصراع الاخر دفتان تنطويان. ونحت كروبيم ونخيلا وبراعم زهور وغشاها بذهب مطرق على المنقوش.

كان باب المحراب فى الحائط الفاصل بين القدس وقدس الأقداس والساكف هو ما فوق الباب والقائمان = هما على جانبى الباب وكانت مخمسة = أى كان عرض الباب خمس عرض البيت أى أربع أذرع وفى (33) مربعة = عرض الباب من القدس إلى الرواق ربع عرض البيت أى 5 أذرع وفى (36) ذهب مطرق على المنقوش = البيت من داخل كله كان مغطى بالخشب والخشب معظمه كان منقوشا أى نقش حفر (كاروبيم وزهور) فالخشب العادى غشوه بألواح من ذهب. والخشب المنقوش كانوا يضعون عليه ألواح ذهبية رقيقة، كانوا يضعونها على الخشب المنقوش ويطرقون عليها فيتشكل الذهب بشكل نقش الخشب.

 

آية 36:- وبنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوتة وصفا من جوائز الارز.

الدار الداخلية = حول الهيكل كانت هناك عدة مبان منها

1.     الدار الداخلية وهى دار للكهنة.

2.     الدار العظيمة وهذه كانت لعموم الشعب. وبالرجوع إلى أر 10:36 نفهم أن دار الكهنة سميت الدار العليا. إذا هى فى مستوى أعلى من الدار العظيمة ويبدو أن البناء كان كالآتى :- الدار العظيمة التى للشعب كانت فى مستوى الأرض ومحاطة بثلاث طوابق من الحجارة وموضوع عليها ألواح أرز = صفا من جوائز الأرز وعلى الأرز تم بناء بيوت الكهنة أو دار الكهنة أو الدار العليا.

 

الآيات 38،37:- في السنة الرابعة اسس بيت الرب في شهر زيو. وفي السنة الحادية عشرة في شهر بول وهو الشهر الثامن اكمل البيت في جميع اموره واحكامه فبناه في سبع سنين.

يظهر أن سليمان قضى 3 سنين فى الإستعداد لجمع مواد الهيكل وتنظيم العمل وإبتدأ فى البناء فى شهر زيو وأكمل البيت فى شهر بول فكانت المدة كلها 7. 5 سنة ولقد صنع سليمان كل شىء جديدا ما عدا تابوت العهد

والهيكل الذى بناه سليمان يرمز لجسد المسيح وللكنيسة التى هى جسد المسيح

1.     المسيح هو الهيكل الحقيقى يو 21:2.

2.     الله أعد له جسدا عب 5:10.

3.     فيه أى فى المسيح حل كل ملء اللاهوت جسديا كو 9:2 كما كانت الشكينة فى الهيكل. الشكينة هى مجد الله الذى كان يظهر بين الكاروبين فى قدس الأقداس.

4.     الهيكل بناه اليهود والأمم وفى المسيح يتقابل كل إسرائيل الروحى فهو جعل الإثنين واحدا أف 14:2.

5.     الهيكل منقوش عليه كله كاروبيم وقدس الأقداس به كاروبيم إشارة لإجتماع السمائيين مع الأرضيين فالكل يخدمون الله والمسيح صالح السمائيين مع الأرضيين.

6.     كل مؤمن هو هيكل يسكن الله فيه 1 كو 16:3 وكل مؤمن هو حجر من حجارة البيت 1 بط 5:2 والمسيح هو حجر الزاوية المبنى عليه البيت 1 بط 7،6:2.

7.     الهيكل لا يدخله سوى الكهنة ونحن فى المسيح لنا جميعا كهنوت روحى بالمفهوم العام أى كهنوت تقديم ذبائح الشكر والتسبيح بل تقديم أجسادنا ذبائح حية 1 بط 9:2 + رو 1:12 + عب 15:13.

8.     فى الهيكل أجزاء مرئية (القدس) وأجزاء غير مرئية (قدس الأقداس) كما أن الكنيسة الآن قسمين قسم مرئى هو الكنيسة المجاهدة على الأرض وجزء غير مرئى أى الكنيسة المنتصرة فى السماء.

9.     والملائكة تحيط بنا على الأرض لتخدمنا وتعتنى بنا عب 14:1.

10. لم يكن سوى هيكل واحد وهذا حسب ما أمر به الله على يد عبده موسى تث 5:12-14.

 

والفروق بين هيكل سليمان والكنيسة:-

1.     هيكل سليمان مبنى على السخرة وبتبرعات الشعب أما الكنيسة بيت الله الروحى فنفقتها دم المسيح ذاته.

2.     هذا الهيكل بقى قائماً 400 سنة فقط وأما الكنيسة فدائمة للأبد.

3.     الهيكل كله به حجاب يفصل القدس عن قدس الأقداس أما الآن فالحجاب إنشق. والآن لا حجاب بين السماء والأرض يو 51:1 ولا حاجز متوسط يفصل الأمم عن الهيكل أف 14:2.

4.     البيت كله مغشى بالذهب المنقى بالنار ونحن نتنقى بالتجارب لنصير سماويين.

5.     الكنيسة لكل الناس فالكل لهم كهنوت عام أما الهيكل فكان للكهنة فقط.


 

الإصحاح السابع

الآيات 1-12:- واما بيته فبناه سليمان في ثلاث عشرة سنة واكمل كل بيته. وبنى بيت وعر لبنان طوله مئة ذراع وعرضه خمسون ذراعا وسمكه ثلاثون ذراعا على اربعة صفوف من اعمدة ارز وجوائز ارز على الاعمدة. وسقف بارز من فوق على الغرفات الخمس والاربعين التي على الاعمدة كل صف خمس عشرة. والسقوف ثلاث طباق وكوة مقابل كوة ثلاث مرات. وجميع الابواب والقوائم مربعة مسقوفة ووجه كوة مقابل كوة ثلاث مرات. وعمل رواق الاعمدة طوله خمسون ذراعا وعرضه ثلاثون ذراعا ورواقا اخر قدامها واعمدة واسكفة قدامها. وعمل رواق الكرسي حيث يقضي اي رواق القضاء وغشي بارز من ارض الى سقف. وبيته الذي كان يسكنه في دار اخرى داخل الرواق كان كهذا العمل وعمل بيتا لابنة فرعون التي اخذها سليمان كهذا الرواق. كل هذه من حجارة كريمة كقياس الحجارة المنحوتة منشورة بمنشار من داخل ومن خارج من الاساس الى الافريز ومن خارج الى الدار الكبيرة. وكان مؤسسا على حجارة كريمة حجارة عظيمة حجارة عشر اذرع وحجارة ثمان اذرع. ومن فوق حجارة كريمة كقياس المنحوتة وارز. وللدار الكبيرة في مستديرها ثلاثة صفوف منحوتة وصف من جوائز الارز كذلك دار بيت الرب الداخلية ورواق البيت.

بعد ما أكمل سليمان بيت الرب بنى عدة بيوت أخرى:

1.     بنى بيته الخاص (آية 1).

2.     بيت وعرلبنان (آية 2).

3.     بيت لإبنة فرعون (آية 8).

وشرح تفاصيل المبانى الوارد هنا مختصر جدا حتى أنه ليس من السهل تصور المبانى تصورا دقيقا ولكن ذكر هذه المبانى كان غرضه إظهار أن سليمان بناء حكيم ويرمز للمسيح. ولاحظ أن الهيكل تم بناؤه فى 7 سنوات وهذه البيوت فى 13 سنة ورقم 7 يشير لعمل الله الكامل "العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته يو 4:17 "...... " قد أكمل" فالمسيح بنى بيت الرب أى عمل العمل الذى أرسله الله ليعمله وكان عمله كاملاً. ثم بعد ذلك بنى المسيح بيته أى جسده هو الخاص. وبيت وعرلبنان حيث يدير الملك شئون مملكته فهو مكان الملك والقضاء والحكم. وهذا يشير للكنيسة حيث يملك المسييح والكنيسة جسده. ثم بيت لإبنة فرعون رمز لقبول الأمم عروسا للمسيح. وهذه البيوت إستغرق بناؤها 13 سنة ورقم 13 يشير للمسيح الرأس + كنيسته = 1 + 12 = 13.

بيت وعرلبنان = هو مكان الإدارة السياسية وبيت للأسلحة وسمى هكذا لكثرة عواميده والمعمولة من الأرز القادم من لبنان. على أربعة صفوف من أعمدة أرز = أنظر الرسم كان البيت على شكل بهو داخله أعمدة والأعمدة على 4 صفوف ولم يذكر عدد الأعمدة فى كل صف. وكانت الغرفات مبنية على ثلاث جهات كغرفات الهيكل غير أن غرفات الهيكل كانت خارجة عن حيطانه لاصقة بها وأما غرفات بيت وعرلبنان فكانت داخلا راكزة على الأعمدة راجع الرسم لترى توزيع الغرفات وكان المبنى 3 أدوار.

وكل دور به 15 غرفة فيكون العدد الكلى للغرف 45 غرفة بالمبنى (آية 3). كل صف خمس عشرة أى كل طابق 15 غرفة. والسقوف ثلاث طباق = أى المبنى 3 طوابق وكوة مقابل كوة = أى الشبابيك فوق بعضها وجميع الأبواب والقوائم مربعة ومسقوفة = كانت أسقف الباب مستوية مسطحة وكان ما فوقها على هيئة سقف وليس على هيئة قنطرة ووجه كوة مقابل كوة ثلاث مرات = تتقابل الكوى مع بعضها أى شباك غرفة (1) يقابل شباك غرفة (15) وشباك غرفة (2) يقابل شباك غرفة (14) وهكذا. وهذا يعنى أن الكوى تنظر لداخل المبنى وليس للخارج. وفى آية (6) رواق الأعمدة = كان الرواق مسقوفا والسقف راكزا على الأعمدة بلا حيطان ورواق آخر قدامها = أى قدام بهو الأعمدة عمل رواق آخر كمدخل ويبدو أنه كان درج يصعد به إلى رواق له أعمدة ومنه إلى رواق ثالث يدخل منه إلى كرسى القضاء حيث كان الملك يجلس على الكرسى للقضاء (بينما
كان الملوك يجلسون قديما عند أبواب المدينة للقضاء). ورواق الأعمدة هو إما رواق داخل بيت وعرلبنان (لهم نفس العرض) أو إمتداد له. وبيت وعرلبنان أيضا كان يستعمل كمخازن للأسلحة وخلافه (2 مل 17:10) + (أش 8:22). وبيته الذى كان يسكن فى دار أخرى داخل الرواق = الرواق المقصود به رواق العرش أو رواق القضاء أو رواق الكرسى. وبيت الملك سليمان كان له مدخل على هذا الرواق كان كهذا العمل = أى على ثلاث طوابق وأعمدة أرز... ألخ وهذا تصور للأروقة.

كل هذا من حجارة كريمة = أى حجارة عظيمة منحوتة من أحسن نوع وأحسن نحت وكان الكل مغطى بعد ذلك بخشب الأرز. الإفريز = هو الإكليل أو الإطار الخارجى لسقف المبنى.

ومعنى آية (12) أن نفس تصميم بيت الوعر (الدار الكبيرة) هو تصميم الدار الداخلية لبيت الرب. وربما كان هناك دار عظيمة تحيط ببيوت الملك وبيت الرب.

 

الآيات 13-22:- وارسل الملك سليمان واخذ حيرام من صور. وهو ابن امراة ارملة من سبط نفتالي وابوه رجل صوري نحاس وكان ممتلئا حكمة وفهما ومعرفة لعمل كل عمل في النحاس فاتى الى الملك سليمان وعمل كل عمله. وصور العمودين من نحاس طول العمود الواحد ثمانية عشر ذراعا وخيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط بالعمود الاخر. وعمل تاجين ليضعهما على راسي العمودين من نحاس مسبوك طول التاج الواحد خمس اذرع وطول التاج الاخر خمس اذرع. وشباكا عملا مشبكا وضفائر كعمل السلاسل للتاجين اللذين على راسي العمودين سبعا للتاج الواحد وسبعا للتاج الاخر. وعمل للعمودين صفين من الرمان في مستديرهما على الشبكة الواحدة لتغطية التاج الذي على راس العمود وهكذا عمل للتاج الاخر.  والتاجان اللذان على راسي العمودين من صيغة السوسن كما في الرواق هما اربع اذرع. وكذلك التاجان اللذان على العمودين من عند البطن الذي من جهة الشبكة صاعدا والرمانات مئتان على صفوف مستديرة على التاج الثاني. واوقف العمودين في رواق الهيكل فاوقف العمود الايمن ودعا اسمه ياكين ثم اوقف العمود الايسر ودعا اسمه بوعز. وعلى راس العمودين صيغة السوسن فكمل عمل العمودين.

حيرام = أو حورام وإسمه كإسم ملك صور وفى 2 أى 13:2، 16:4 له إسم حورام أبى. وحورام هى نفسها حيرام وأبى تعنى بالعربية أبو بمعنى إقتداره فى مهنته وفنه وإقتداره وكونه رئيسا للعمال وهذا اللفظ يناظر لقب معلم فى أيامنا وكانت أمه من بنات دان (2 أى 14:2) ساكنة فى سبط نفتالى وأبوه صورى. وكان ماهراً فى صناعة النحاس. ونلاحظ (1) أن نسبه يختلط فيه دماء الأمم مع دماء اليهود. فالمسيح (ورمزه سليمان) بنى هيكله أى جسده من كلا اليهود والأمم فالله محب لكل البشرية 2) لأن أمه كانت يهودية فكان لسليمان دالة عليه أن يطلبه بالإسم وحيرام كان ممتلئا حكمة = مقتدر عقليا وماهرا فى صنعته وعمل كل عمله = أى ما يخص النحاس (آية 45)

العمودين = طول العمود 18 ذراع وفى 2 أى 15:3 يذكر أن طول العمود 35 ذراع لأن كاتب سفر الأيام أضاف طول التاجين وهما (5 + 4 = 9 ذراع) ويبدو أنه كان هناك قاعدة للعمود 8 أذرع فيكون الإرتفاع الكلى للعمود 18 + 9 + 8 = 35 ذراع ومحيط العمود 12 ذراع = وخيط 12 ذراع يحيط بالعمود الآخر والتاجين اللذان على العمود التاج الأسفل = شباكا عملا مشبكا = به نوافذ أو شبابيك محلاة بسلاسل مضفورة من أسلاك نحاسية.

 وكان عدد الشبابيك فى التاج سبعة = سبعا للتاج الواحد. والتاج العلوى على شكل زهرة السوسن ويفصل العمود عن التاج الأسفل 100 رمانة ويفصل التاج الأسفل عن التاج العلوى 100 رمانة. كما فى الرواق = ولم يذكر من قبل أن بداخل الرواق أى رواق الهيكل شكل السوسن إلا لو كان يقصد نقش الزهور على الخشب (29:6)

ولا يعرف تماما هلى كان العمودين للزينة فقط (وهو الأغلب) أو كان الهيكل مستندا عليهما خصوصاً أن الهياكل الفينيقية القديمة كان لها أعمدة أمامها للزينة فقط ولا يوجد أسقف عليها. ياكين = الرب يثبت وبوعز = بعزة. وربما كانت الأسماء منقوشة على الأعمدة وفى أر 21:52-23 يذكر مواصفات أكثر للعمود فيقول أنه أجوف وسمك المعدن 4 أصابع ويقسم الرمانات إلى 4+96 فيبدو أن هناك 4 مثبتين على التاج الأسفل والشباك أو السلاسل مثبتة فيهما أما ال 96 فيحيطون بالعمود أو بالتاج حسب الرسم. وإذا رجعنا إلى رؤ 2:3 + 11:3 نجد أن المؤمنين سيكونون كأعمدة فى هيكل الله، والله سيهبهم إكليل البر. والأعمدة من نحاس علامة القوة من ناحية وعلامة على دينونة الخطية فالمسيح دان الخطية بقوة بصليبه ووهبنا إكليل البر. هو صار خطية لنصبح نحن بر الله فيه. وإذا رجعنا إلى نش 1:2 نجد أن المسيح مشبه بالسوسن فهو إكليلنا وهو رأس الكنيسة والسوسن يشير للطهارة والقداسة. والكنيسة مؤسسة على المسيح، هو يثبتها بقوة وعزة (بوعز وياكين) والكنيسة صارت على شكل عريسها كالسوسن نش 2:2.

 

الآيات 23-26:- وعمل البحر مسبوكا عشر اذرع من شفته الى شفته وكان مدورا مستديرا ارتفاعه خمس اذرع وخيط ثلاثون ذراعا يحيط به بدائره. وتحت شفته قثاء مستديرا تحيط به عشر للذراع محيطة بالبحر بمستديره صفين القثاء قد سبكت بسبكه. وكان قائما على اثني عشر ثورا ثلاثة متوجهة الى الشمال وثلاثة متوجهة الى الغرب وثلاثة متوجهة الى الجنوب وثلاثة متوجهة الى الشرق والبحر عليها من فوق وجميع اعجازها الى داخل. وغلظه شبر وشفته كعمل شفة كاس بزهر سوسن يسع الفي بث.

البحر = مرحضة ليغتسل الكهنة فيها قبل دخولهم إلى الهيكل وسميت بحرا لكبرها بالنسبة للمرحضة التى كانت مستخدمة فى خيمة الإجتماع. بزهر سوسن : شفة البحر على مثال زهر سوسن ومشبهة به كشفة كأس لأجل الشرب.

2000 بث = هذا حجم الماء الذى يوضع فى البحر بحيث لا ينسكب الماء منه خارجا حين يستعمل الكهنة البحر للإغتسال قبل دخولهم الهيكل. والمرحضة تشير للمعمودية والتوبة.

فكليهما إغتسال والتوبة يسمونها معمودية ثانية. ولاحظ أن البحر مقام على ثيران (والثور يستخدم للذبائح) فالمعمودية والتوبة يكتسبون قوتهم من ذبيحة المسيح. وهم 12 ثورا (عدد رمزى لكنيسة المسيح) وينظرون للأربعة الإتجاهات.

 فالمسيح يوجه دعوته لكل إنسان فى كل العالم ليستفيد من المعمودية والتوبة.

 

الآيات 27-30:- وعمل القواعد العشر من نحاس طول القاعدة الواحدة اربع اذرع وعرضها اربع اذرع وارتفاعها ثلاث اذرع. وهذا عمل القواعد لها اتراس والاتراس بين الحواجب. وعلى الاتراس التي بين الحواجب اسود وثيران وكروبيم وكذلك على الحواجب من فوق ومن تحت الاسود والثيران قلائد زهور عمل مدلى. ولكل قاعدة اربع بكر من نحاس وقطاب من نحاس ولقوائمها الاربع اكتاف والاكتاف مسبوكة تحت المرحضة بجانب كل قلادة.

البحر كان يغتسل فيه الكهنة والموصوف فى هذه الآيات المراحض المتحركة ذات العجلات أو المركبة على عربات لها عجلات لإمكانية إستخدامها فى أماكن متعددة. وكانت هذه المراحض تستخدم فى غسيل الذبائح التى تقدم كمحرقات على المذبح وهذا مذكور فى 2 أى 6:4. القواعد العشر = هى العربات التى يتم وضع المراحض العشر (مذكورة فى آية 38) عليها وكانت القواعد مربعة (4×4 ذراع) الأتراس بين الحواجب = جوانب العربة تم تركيبها كألواح لها أطر (مثل صورة لها برواز والألواح منقوشة بأشكال أسود وثيران وكروبيم وكلها من نحاس (الترس هو اللوح والحواجب هى الأطر أو البراويز المحيطة بالألواح) والحواجب أيضا منقوشة ولكل قاعدة أربع بكر = أى 4 عجلات وقطاب من نحاس = أى محاور العجلات نحاسية.

ولقوائمها الأربع أكتاف = لكل عجلة أكتاف والمحور يصل العجلة بالأكتاف.

 

آية 31:- وفمها داخل الاكليل ومن فوق ذراع وفمها مدور كعمل قاعدة ذراع ونصف ذراع وايضا على فمها نقش واتراسها مربعة لا مدورة.

الإكليل = هو الألواح المحيطة بالعربة وفمها داخل الإكليل = ربما يكون الفم هو ثقب فى سطح القاعدة وهذا الثقب وما بعده من آيات وأبعاد يصف شكل العربة والتجاويف والبروز التى فيها والتى يتم تثبيت المرحضة بواسطتها وتصورها صعب للغاية ولكن الأيادى والأتراس وما ورد فى الوصف كل هذا لتثبيت المرحضة على العربة.

 

الآيات 32-39:- و البكر الاربع تحت الاتراس و خطاطيف البكر في القاعدة و ارتفاع البكرة الواحدة ذراع و نصف ذراع. و عمل البكر كعمل بكرة مركبة خطاطيفها و اطرها و اصابعها و قبوبها كلها مسبوكة. و اربع اكتاف على اربع زوايا القاعدة الواحدة و اكتاف القاعدة منها. و اعلى القاعدة مقبب مستدير على ارتفاع نصف ذراع من اعلى القاعدة اياديها و اتراسها منها. و نقش على الواح اياديها و على اتراسها كروبيم و اسودا و نخيلا كسعة كل واحدة و قلائد زهور مستديرة. هكذا عمل القواعد العشر لجميعها سبك واحد و قياس واحد و شكل واحد. و عمل عشر مراحض من نحاس تسع كل مرحضة اربعين بثا المرحضة الواحدة اربع اذرع مرحضة واحدة على القاعدة الواحدة للعشر القواعد. و جعل القواعد خمسا على جانب البيت الايمن و خمسا على جانب البيت الايسر و جعل البحر على جانب البيت الايمن الى الشرق من جهة الجنوب.

 

الآيات 40-51:- وعمل حيرام المراحض والرفوش والمناضح وانتهى حيرام من جميع العمل الذي عمله للملك سليمان لبيت الرب. العمودين وكرتي التاجين اللذين على راسي العمودين والشبكتين لتغطية كرتي التاجين اللذين على راسي العمودين. واربع مئة الرمانة التي للشبكتين صفا رمان للشبكة الواحدة لاجل تغطية كرتي التاجين اللذين على العمودين.  والقواعد العشر والمراحض العشر على القواعد. والبحر الواحد والاثني عشر ثورا تحت البحر. والقدور والرفوش والمناضح وجميع هذه الانية التي عملها حيرام للملك سليمان لبيت الرب هي من نحاس مصقول. في غور الاردن سبكها الملك في ارض الخزف بين سكوت وصرتان. وترك سليمان وزن جميع الانية لانها كثيرة جدا جدا لم يتحقق وزن النحاس. وعمل سليمان جميع انية بيت الرب المذبح من ذهب والمائدة التي عليها خبز الوجوه من ذهب. والمنائر خمسا عن اليمين وخمسا عن اليسار امام المحراب من ذهب خالص والازهار والسرج والملاقط من ذهب. والطسوس والمقاص والمناضح والصحون والمجامر من ذهب خالص والوصل لمصاريع البيت الداخلي اي لقدس الاقداس ولابواب البيت اي الهيكل من ذهب. واكمل جميع العمل الذي عمله الملك سليمان لبيت الرب وادخل سليمان اقداس داود ابيه الفضة والذهب والانية وجعلها في خزائن بيت الرب.

عمل حيرام كل ما يتعلق بالنحاس وأما ما هو مصنوع من ذهب كان أخر هو الذى عمله لذلك قيل فى (48) وعمل سليمان. وفى (46) فى غور الأردن = لأن أرضه تحتوى على طين (خزف) صالح للسباكة وأيضا فالسباكة يجب أن تكون بعيدا عن الهيكل فالمسابك الأرضية بنارها التى تصفى المعادن تشير لتجارب العالم التى تصغى الإنسان وتشكله فيصير صالحا للملكوت. وفى (48) المذبح من ذهب = يقصد مذبح البخور والمذبح كان من حجر مغشى بالأرز، والأرز مغشى بالذهب (1 مل 22،20:6) ولم ترد إشارة هنا لمذبح المحرقة النحاسى ولكننا نجد فى 1 مل 64:8 إشارة للمذبح النحاسى فربما يكونوا قد إستعانوا بمذبح المحرقة الخاص بخيمة الإجتماع أولا وغالبا صنعوا مذبحا آخر أكبر منه بعد ذلك 2 أى 1:4 والمائدة = وقيل فى 2 أى 8:4. عشر موائد والأرجح أنهم إستعملوا مائدة واحدة. لذلك غالبا كانت هناك مائدة لخبز الوجوه فقط وعشر موائد أو تسع موائد للإستعمالات العادية ربما لوضع البخور والزيوت وخلافه. ونفس الشىء مع المنائر فقد صنعوا 10 منائر وربما كان ما معناه منارة واحدة حسب ما كان يحدث فى خيمة الإجتماع وربما أيضا هذا مع الموائد توضع 10 موائد لكن ما يستخدم هو مائدة واحدة. وربما كل أسبوع يستخدمون مائدة وهناك إحتمال ثالث أن العشر موائد كانوا لوضع العشر منائر فوقهم وكان هناك مائدة مختلفة عنهم لخبز الوجوه. وكانت الطسوس للزيت والمقاص لفتائل السرج والمناضج للماء أو الدم للرش منها والصحون للبخور. وأدخل سليمان = كان الذى صنعه سليمان كثير جدا فإستعملوا جزء منه والباقى أدخل للمخازن.


 

الإصحاح الثامن

الآيات 1-11:- حينئذ جمع سليمان شيوخ اسرائيل وكل رؤوس الاسباط رؤساء الاباء من بني اسرائيل الى الملك سليمان في اورشليم لاصعاد تابوت عهد الرب من مدينة داود هي صهيون. فاجتمع الى الملك سليمان جميع رجال اسرائيل في العيد في شهر ايثانيم هو الشهر السابع. وجاء جميع شيوخ اسرائيل وحمل الكهنة التابوت. واصعدوا تابوت الرب وخيمة الاجتماع مع جميع انية القدس التي في الخيمة فاصعدها الكهنة واللاويون. والملك سليمان وكل جماعة اسرائيل المجتمعين اليه معه امام التابوت كانوا يذبحون من الغنم والبقر ما لا يحصى ولا يعد من الكثرة. وادخل الكهنة تابوت عهد الرب الى مكانه في محراب البيت في قدس الاقداس الى تحت جناحي الكروبين. لان الكروبين بسطا اجنحتهما على موضع التابوت وظلل الكروبان التابوت وعصيه من فوق. وجذبوا العصي فتراءت رؤوس العصي من القدس امام المحراب ولم تر خارجا وهي هناك الى هذا اليوم. لم يكن في التابوت الا لوحا الحجر اللذان وضعهما موسى هناك في حوريب حين عاهد الرب بني اسرائيل عند خروجهم من ارض مصر. وكان لما خرج الكهنة من القدس ان السحاب ملا بيت الرب. ولم يستطع الكهنة ان يقفوا للخدمة بسبب السحاب لان مجد الرب ملا بيت الرب.

هى ايام ذهبية لإسرائيل رمز مملكة المسيح. الكل فى فرح، الشعب وعلى رأسه سليمان وذلك بحلول التابوت فى وسطهم. ولم يظهروا أمام الرب فارغين بل بذبائح كثيرة. وفرح سليمان بالتابوت كما فرح أبيه ونلاحظ أن فى التابوت الآن اللوحين فقط وإذا قارننا مع عب 4:9 نجد أن بولس يذكر أن التابوت يحتوى أيضا طاس المن وعصا هارون التى أفرخت. وحل هذا الإشكال بسيط فالزمن الذى يتكلم عنه بولس الرسول يختلف عن الزمن الذى يتكلم عنه كاتب سفر الملوك. وقد يكون طاس المن وعصا هرون كانوا موضوعين داخل التابوت أثناء فترة تجوله الطويلة وبعد الإستقرار فى الهيكل أيام سليمان رفعوا طاس المن والعصا ووضعوهم فى صندوق وحدهم. والإحتمال الآخر أن يكون طاس المن والعصا قد تم إدخالهم للتابوت فى أزمنة لاحقة أى بعد سليمان وفى (4) نجد أنهم أتوا للهيكل بخيمة الإجتماع. وإذا كانت خيمة الإجتماع تشير لجسد المسيح فإن دخولها الهيكل يرمز لدخول المسيح بالجسد إلى السماء. والخيمة التى أدخلت إلى الهيكل هى التى صنعها موسى فى البرية وليست الخيمة التى صنعها داود للتابوت. وظهرت العصى من القدس = وقيل فى 2 أى 9:5 ظهرت العصى من التابوت. وكلاهما بنفس المعنى لأن القدس المقصود به الكاروبيم وجذب العصوين بمعنى أنه لم يعد لهما إستخدام فلا إنتقال بعد ذلك. ولاحظ فى (10) أن مجد الله (الشكينة) لم يظهر إلا بعد إنصراف الكهنة خوفا عليهم من أن يموتوا " لا يرانى الإنسان ويعيش " وقد ظهر المجد من خلال السحاب الذى ملأ البيت كله حتى أن الكهنة الذين كانوا يقدمون البخور لم يستطيعوا الوقوف للخدمة. والسحاب يصاحب عادة كل ظهور لمجد الله حتى نرى ما نحتمل رؤيته. وحلول المجد فى الهيكل يرمز للتجسد ففى المسيح حل كل ملء اللاهوت جسديا. وفى آية (1) مدينة داود وهى صهيون = هى فى الأكمة التى بُنى عليها الهيكل ولكن قوله لإصعاد = فهذا ليس إصعاد من مكان إلى مكان أعلى منه بل لأن الهيكل له مكانة سامية. وفى (2) فى العيد = هو عيد المظال الذى يقع فى الشهر السابع. ونلاحظ فى 38:6 أن الهيكل تم بناؤه فى الشهر الثامن. إذاً هناك إحتمالين :-

1.     أن يكون سليمان قام بعمل التدشين قبل الإنتهاء مستغلا وجود الشعب فى أورشليم بسبب عيد المظال ففى عيد المظال يجتمع الشعب من كل مكان فى أورشليم للإحتفال.

2.     أن يكون سليمان قد أجل التدشين للعام الذى بعد الإنتهاء من الهيكل منتظرا عيد المظال وهذا هو الأرجح.

ولأن إحتفالات التدشين إرتبطت بإحتفالات عيد المظال قيل فى الآيات (66،65) سبعة أيام وسبعة أيام = أى سبعة أيام إحتفالات بالتدشين وسبعة أيام لعيد المظال وفيه كان يسكن الشعب فى مظال لمدة سبع أيام وفى اليوم الثامن يقام إحتفال كبير جداً. وكانت إحتفالات التدشين أولا تلاها إحتفالات عيد المظال وفى اليوم الثامن أى بعد الإحتفال الكبير بعيد المظال صرف سليمان الشعب

وفى (3) حمل الكهنة التابوت = بدلا من اللاويين لأنه لم يكن مسموحا بدخول الهيكل سوى للكهنة.

 

الآيات 12-21:- حينئذ تكلم سليمان قال الرب انه يسكن في الضباب. اني قد بنيت لك بيت سكنى مكانا لسكناك الى الابد. وحول الملك وجهه وبارك كل جمهور اسرائيل وكل جمهور اسرائيل واقف. وقال مبارك الرب اله اسرائيل الذي تكلم بفمه الى داود ابي واكمل بيده قائلا. منذ يوم اخرجت شعبي اسرائيل من مصر لم اختر مدينة من جميع اسباط اسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك بل انما اخترت داود ليكون على شعبي اسرائيل. وكان في قلب داود ابي ان يبني بيتا لاسم الرب اله اسرائيل. فقال الرب لداود ابي من اجل انه كان في قلبك ان تبني بيتا لاسمي قد احسنت بكونه في قلبك. الا انك انت لا تبني البيت بل ابنك الخارج من صلبك هو يبني البيت لاسمي. واقام الرب كلامه الذي تكلم به وقد قمت انا مكان داود ابي وجلست على كرسي اسرائيل كما تكلم الرب وبنيت البيت لاسم الرب اله اسرائيل. وجعلت هناك مكانا للتابوت الذي فيه عهد الرب الذي قطعه مع ابائنا عند اخراجه اياهم من ارض مصر.

قال سليمان... قال الرب أنه يسكن فى الضباب = قال هذا ليهدىء روع الكهنة ويشجعهم لأنهم خافوا من السحابة الكثيفة ومن ظهور مجد الله وهو هنا يشرح لهم أن هذا علامة لحضور الله وقبوله لهم لا 2:16. ولكن الضباب يشير لعجز الخليقة عن رؤية الله فى مجده وهذا يوم مجد فلا داعى للخوف. ومجد الرب الذى حل يشير لحلول الروح القدس على الكنيسة عند التدشين وعلى المؤمن عند سر الميرون وحول وجهه وبارك الشعب = ثم بدأ سليمان يشرح الأمر للشعب ولكن بإسهاب وكلمة بارك هنا قد تعنى أن يعطيهم إحساس بالطمأنينة والسلام والهدوء وأنه يصلى لأجلهم وشرح سليمان أن الله إختار داود ليقود الشعب وإختاره هو لبناء البيت فالله هو الذى أوحى لدواد بهذا وهو الذى يحدد وظيفة كل واحد. والله هو الذى يأمر ببناء البيت ولذلك لا سلطة لإنسان أن يقيم بيتا لله دون أن ترسله الكنيسة التى تسلمت سلطانها يوم الخمسين والآية 16:-

مختصرة هنا ونجد تكملتها أو هى بالكامل فى 2 أى 6،5:6.

 

الآيات 22-44:- ووقف سليمان امام مذبح الرب تجاه كل جماعة اسرائيل وبسط يديه الى السماء. وقال ايها الرب اله اسرائيل ليس اله مثلك في السماء من فوق ولا على الارض من اسفل حافظ العهد والرحمة لعبيدك السائرين امامك بكل قلوبهم. الذي قد حفظت لعبدك داود ابي ما كلمته به فتكلمت بفمك واكملت بيدك كهذا اليوم. والان ايها الرب اله اسرائيل احفظ لعبدك داود ابي ما كلمته به قائلا لا يعدم لك امامي رجل يجلس على كرسي اسرائيل ان كان بنوك انما يحفظون طرقهم حتى يسيروا امامي كما سرت انت امامي. والان يا اله اسرائيل فليتحقق كلامك الذي كلمت به عبدك داود ابي. لانه هل يسكن الله حقا على الارض هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك فكم بالاقل هذا البيت الذي بنيت. فالتفت الى صلاة عبدك والى تضرعه ايها الرب الهي واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك امامك اليوم. لتكون عيناك مفتوحتين على هذا البيت ليلا ونهارا على الموضع الذي قلت ان اسمي يكون فيه لتسمع الصلاة التي يصليها عبدك في هذا الموضع. واسمع تضرع عبدك وشعبك اسرائيل الذين يصلون في هذا الموضع واسمع انت في موضع سكناك في السماء واذا سمعت فاغفر. اذا اخطا احد الى صاحبه ووضع عليه حلفا ليحلفه وجاء الحلف امام مذبحك في هذا البيت. فاسمع انت في السماء واعمل واقض بين عبيدك اذ تحكم على المذنب فتجعل طريقه على راسه وتبرر البار اذ تعطيه حسب بره. اذا انكسر شعبك اسرائيل امام العدو لانهم اخطاوا اليك ثم رجعوا اليك واعترفوا باسمك وصلوا وتضرعوا اليك نحو هذا البيت. فاسمع انت من السماء واغفر خطية شعبك اسرائيل وارجعهم الى الارض التي اعطيتها لابائهم. اذا اغلقت السماء ولم يكن مطر لانهم اخطاوا اليك ثم صلوا في هذا الموضع واعترفوا باسمك ورجعوا عن خطيتهم لانك ضايقتهم. فاسمع انت من السماء واغفر خطية عبيدك وشعبك اسرائيل فتعلمهم الطريق الصالح الذي يسلكون فيه واعط مطرا على ارضك التي اعطيتها لشعبك ميراثا. اذا صار في الارض جوع اذا صار وبا اذا صار لفح او يرقان او جراد جردم او اذا حاصره عدوه في ارض مدنه في كل ضربة وكل مرض. فكل صلاة وكل تضرع تكون من اي انسان كان من كل شعبك اسرائيل الذين يعرفون كل واحد ضربة قلبه فيبسط يديه نحو هذا البيت. فاسمع انت من السماء مكان سكناك واغفر واعمل واعط كل انسان حسب كل طرقه كما تعرف قلبه لانك انت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر. لكي يخافوك كل الايام التي يحيون فيها على وجه الارض التي اعطيت لابائنا. وكذلك الاجنبي الذي ليس من شعبك اسرائيل هو وجاء من ارض بعيدة من اجل اسمك. لانهم يسمعون باسمك العظيم وبيدك القوية وذراعك الممدودة فمتى جاء وصلى في هذا البيت. فاسمع انت من السماء مكان سكناك وافعل حسب كل ما يدعو به اليك الاجنبي لكي يعلم كل شعوب الارض اسمك فيخافوك كشعبك اسرائيل ولكي يعلموا انه قد دعي اسمك على هذا البيت الذي بنيت. اذا خرج شعبك لمحاربة عدوه في الطريق الذي ترسلهم فيه وصلوا الى الرب نحو المدينة التي اخترتها والبيت الذي بنيته لاسمك.

نجد سليمان هنا يسلم البيت الذى بناه ليكون بيتا لله الذى أظهر قبوله له. وصلاة سليمان تعنى أن يكون البيت ليس بيتا للذبائح فقط بل يكون بيتا للصلاة مثل الكنيسة الآن. مت 13:21. وقد سبقت لذلك صلاته تقديم الذبائح. وسليمان فى صلاته هنا يرمز للمسيح الشفيع فى شعبه لدى الآب. وسليمان فى صلاته وقف بجانب المذبح فما يعطى للصلاة دالة وقوة هو الذبيحة المقدمة على المذبح والمسيح شفاعته مبنية على ذبيحته. والكنيسة لا تصير كنيسته بدون مذبح وذبيحة. والصلاة تجاه الهيكل التى يتكلم عنها سليمان هى رمز لصلاتنا للمسيح الهيكل الحقيقى والوسيط الحقيقى لنا لدى الآب، والمسيح هو الذى يجب أن تكون عيوننا إليه " كل ما تطلبونه بإسمى يستجاب لكم " ويتضح من صلاة سليمان أنه ينسب كل ألم (هزيمة من الأعداء / مجاعة / وباء.... الخ) للخطية ويطلب أنه لو رفع الشعب عينه للهيكل وصلى يستجيب الرب لتوبتهم وصلاتهم ورجوعهم إليه. ونجد هنا طلبة رائعة أن يستجيب الله للأمم والغرباء إذا طلبوا منه، حتى ينتقل الإيمان لكل الأمم، هى نظرة مستقبلية رائعة لقبول الأمم. فحين ييأس الوثنى من إستجابة أوثانه له يلجأ لله فيستجيب له الله وهذا معنى صلاة سليمان. ويتحول هذا الوثنى إلى كارز وسط شعبه سماء السموات لا تسع الله = الله لا يسكن فى مكان بل هو فى كل مكان لكنه من محبته قبل أن يحل مجده فى هذا الهيكل أو يظهر جزء من مجده فى هذا الهيكل. وجاء الحلف أمام مذبحك = آية (31) أى جاء الرجل المتهم وحلف أمام مذبحك كذبا فلتكشف أنه كاذب فهم كانوا يلجأون للحلف إن لم يوجد دليل قاطع ليتصرف الله مع المذنب جراد جردم (37) = نوع يتكاثر بالملايين وفى (44) المقصود الحروب التى يرسلهم الرب فيها وبتكليف منه وهذا حدث أيام موسى وأيام شاول الملك ضد عماليق. وفى أيامنا هذه الحروب تكون ضد إبليس.

 

الآيات 45-61:- فاسمع من السماء صلاتهم وتضرعهم واقضي قضائهم. اذا اخطاوا اليك لانه ليس انسان لا يخطئ وغضبت عليهم ودفعتهم امام العدو وسباهم سابوهم الى ارض العدو بعيدة او قريبة. فاذا ردوا الى قلوبهم في الارض التي يسبون اليها ورجعوا وتضرعوا اليك في ارض سبيهم قائلين قد اخطانا وعوجنا واذنبنا. ورجعوا اليك من كل قلوبهم ومن كل انفسهم في ارض اعدائهم الذين سبوهم وصلوا اليك نحو ارضهم التي اعطيت لابائهم نحو المدينة التي اخترت والبيت الذي بنيت لاسمك. فاسمع في السماء مكان سكناك صلاتهم وتضرعهم واقض قضاءهم. واغفر لشعبك ما اخطاوا به اليك وجميع ذنوبهم التي اذنبوا بها اليك واعطهم رحمة امام الذين سبوهم فيرحموهم. لانهم شعبك وميراثك الذين اخرجت من مصر من وسط كور الحديد. لتكون عيناك مفتوحتين نحو تضرع عبدك وتضرع شعبك اسرائيل فتصغي اليهم في كل ما يدعونك. لانك انت افرزتهم لك ميراثا من جميع شعوب الارض كما تكلمت عن يد موسى عبدك عند اخراجك اباءنا من مصر يا سيدي الرب وكان لما انتهى سليمان من الصلاة الى الرب بكل هذه الصلاة والتضرع انه نهض من امام مذبح الرب من الجثو على ركبتيه ويداه مبسوطتان نحو السماء. ووقف وبارك كل جماعة اسرائيل بصوت عال قائلا. مبارك الرب الذي اعطى راحة لشعبه اسرائيل حسب كل ما تكلم به ولم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى عبده. ليكن الرب الهنا معنا كما كان مع ابائنا فلا يتركنا ولا يرفضنا. ليميل بقلوبنا اليه لكي نسير في جميع طرقه ونحفظ وصاياه وفرائضه واحكامه التي اوصى بها اباءنا. وليكن كلامي هذا الذي تضرعت به امام الرب قريبا من الرب الهنا نهارا وليلا ليقضي قضاء عبده وقضاء شعبه اسرائيل امر كل يوم في يومه. ليعلم كل شعوب الارض ان الرب هو الله وليس اخر. فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه وتحفظون وصاياه كهذا اليوم

وقف سليمان ليبارك الجماعة ولكنه بدأ بأن يبارك الرب الذى أعطى شعبه راحة فهو رمز لملك السلام الذى سيعطينا سلاما وراحة أبدية بعد طول آلام هذا العالم. وهنا طلبتين هامتين:

1.     ليكن الرب معنا.

2.     يميل قلوبنا إليه. ليعلم كل الشعوب = هذه إشارة أخرى لقبول الأمم وفيها شهوة قلب سليمان وكل مؤمن، أن يعرف غير المؤمنين الرب.

 

الآيات 62-66:- م ان الملك وجميع اسرائيل معه ذبحوا ذبائح امام الرب. وذبح سليمان ذبائح السلامة التي ذبحها للرب من البقر اثنين وعشرين الفا ومن الغنم مئة الف وعشرين الفا فدشن الملك وجميع بني اسرائيل بيت الرب. في ذلك اليوم قدس الملك وسط الدار التي امام بيت الرب لانه قرب هناك المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلامة لان مذبح النحاس الذي امام الرب كان صغيرا عن ان يسع المحرقات والتقدمات وشحم ذبائح السلامة. وعيد سليمان العيد في ذلك الوقت وجميع اسرائيل معه جمهور كبير من مدخل حماة الى وادي مصر امام الرب الهنا سبعة ايام وسبعة ايام اربعة عشر يوما. وفي اليوم الثامن صرف الشعب فباركوا الملك وذهبوا الى خيمهم فرحين وطيبي القلوب لاجل كل الخير الذي عمل الرب لداود عبده ولاسرائيل شعبه.

الشعب كان كثيرا جدا فهم فى عيد المظال وكان هذا سببا فى كثرة الذبائح وادى مصر = وادى العريش. وهذه الذبائح كانت على مدى 14 يوما وفى آية (64) نفهم أن سليمان أعد مذابح حجرية مؤقتة لإستيعاب كل هذه المحرقات داخل ساحة الهيكل = وسط الدار التى أمام بيت الرب. وكثرة الذبائح تشير لأن المسيح قدم لنا ذبيحة ومائدة مشبعة. باركوا الملك = صلوا لأجله.

 

ملحوظة:- لم يشر سليمان لكل الذهب وفخامة الهيكل كسر عظمة للهيكل بل لوجود الله وسطهم ممثلاً فى تابوت العهد آية(21).


 

الإصحاح التاسع

الآيات 1-9:- وكان لما اكمل سليمان بناء بيت الرب وبيت الملك وكل مرغوب سليمان الذي سر ان يعمل. ان الرب تراءى لسليمان ثانية كما تراءى له في جبعون. وقال له الرب قد سمعت صلاتك وتضرعك الذي تضرعت به امامي قدست هذا البيت الذي بنيته لاجل وضع اسمي فيه الى الابد وتكون عيناي وقلبي هناك كل الايام وانت ان سلكت امامي كما سلك داود ابوك بسلامة قلب واستقامة وعملت حسب كل ما اوصيتك وحفظت فرائضي واحكامي. فاني اقيم كرسي ملكك عن اسرائيل الى الابد كما كلمت داود اباك قائلا لا يعدم لك رجل عن كرسي اسرائيل. ان كنتم تنقلبون انتم او ابناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياي فرائضي التي جعلتها امامكم بل تذهبون وتعبدون الهة اخرى وتسجدون لها. فاني اقطع اسرائيل عن وجه الارض التي اعطيتهم اياها والبيت الذي قدسته لاسمي انفيه من امامي ويكون اسرائيل مثلا وهزاة في جميع الشعوب وهذا البيت يكون عبرة كل من يمر عليه يتعجب ويصفر ويقولون لماذا عمل الرب هكذا لهذه الارض ولهذا البيت. فيقولون من اجل انهم تركوا الرب الههم الذي اخرج اباءهم من ارض مصر وتمسكوا بالهة اخرى وسجدوا لها وعبدوها لذلك جلب الرب عليهم كل هذا الشر

إستجاب الله لسليمان بنار قبلت الذبائح 2 أى 1:7 ثم جاء رد آخر لسليمان بعد أن أكمل بناء بيته أى بعد 13 سنة من التدشين. ويبدو أن سليمان كان قد بدأ فى محبته الغريبة لنسائه الوثنيات وبدأ قلبه يزيغ وراء الهتهن ولذلك يحذره الله هنا بأن شرط إستمرار نعمته ووجوده وسطهم أن يحفظوا وصاياه وفى (8) يكون عبرة ترجمتها هو ما حدث للهيكل بعد ذلك فعلا من أنه صار كومة خرائب وهدم تماما ويصفر من الدهشة. فالهيكل هو بيت الزوجية الذى يجتمع فيه الله (العريس) مع عروسه (كنيسته) لذلك إذا خطب العريس عروسه يملأ بيت الزوجية من مجده لكن إن خانت العروس عريسها يترك لها البيت وهذا ما حدث حينما مالت إسرائيل وراء عبادة الأوثان ففارق مجد الله الهيكل حز 23:11 وأصبحت أورشليم والهيكل بدون حماية الله فخربت بابل الهيكل وأورشليم. وحدث هذا ثانية حينما رفضت إسرائيل عريسها وصلبته فخرب الرومان الهيكل " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا مت 37:23-39. ويقال نفس الكلام عن كل من يفسد جسده بالخطية 1 كو 17،16:3,

 

الآيات 10-14:- وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بني سليمان البيتين بيت الرب وبيت الملك.  وكان حيرام ملك صور قد ساعف سليمان بخشب ارز وخشب سرو وذهب حسب كل مسرته اعطى حينئذ الملك سليمان حيرام عشرين مدينة في ارض الجليل. فخرج حيرام من صور ليرى المدن التي اعطاه اياها سليمان فلم تحسن في عينيه. فقال ما هذه المدن التي اعطيتني يا اخي ودعاها ارض كابول الى هذا اليوم. وارسل حيرام للملك مئة وعشرين وزنة ذهب.

عشرين سنة = 7 لبناء الهيكل + 13 لبناء بيوت الملك. من آية (11) يتضح أن حيرام أرسل لسليمان الذهب ومن آية (14) نجده أرسل له ذهبا 120 وزنة وفى آية (11)

20 مدينة فى أرض الجليل = قد نكون المدن هى ضمانة للقرض (120 وزنة الذهب) الذى أعطاه حيرام لسليمان والقرض كان بسبب إنشاءاته الكثيرة والسبعينية ترجمت كلمة كابول الواردة هنا فى آية (13) أنها أرض حدود مما يشير أنها خارج حدود إسرائيل لأنه ليس من حق سليمان أن يعطى أرض إسرائيل لأحد فهى أرض الله. ولذلك يبدو أن هذه المدن كانت خارج حدود إسرائيل وهى من اراضى الكنعانيين شمال الجليل وقد بسط سليمان نفوذه عليها ثم أعطاها هدية لحيرام مقابل الذهب. وهى غالبا قريبة من صور أو على حدود صور. وفى آية (13)

ما هذه = لعل المدن كانت خربة أو هو طمع فى مدن أكبر أو أنها كانت مدنا زراعية وهو أراد مدنا ساحلية فأهل صور أهل تجارة فى البحر لا يفهمون فى الزراعة. ولكن عموما لم يحدث خلاف عميق فمازال حيرام يدعوه يا أخى ومن (2 أى 2:8) نستنتج أن حيرام أعاد المدن لسليمان فبناها سليمان وأسكن فيها شعبه وغالبا أرسل سليمان هدية أخرى لحيرام. وحتى يعيد سليمان القرض (120 وزنة ذهب) إلى حيرام فرض على شعبه جزية كبيرة. كابول = كلمة فينيقية تعنى عدم رضاء وإستياء وهى إسم إحتقار وعموما فشروط الإتفاق لم تشمل أن يعطى سليمان لحيرام مدنا.

 

الآيات 15-28:- وهذا هو سبب التسخير الذي جعله الملك سليمان لبناء بيت الرب وبيته والقلعة وسور اورشليم وحاصور ومجدو وجازر. صعد فرعون ملك مصر واخذ جازر واحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة واعطاها مهرا لابنته امراة سليمان. وبنى سليمان جازر وبيت حورون السفلى. وبعلة وتدمر في البرية في الارض. وجميع مدن المخازن التي كانت لسليمان ومدن المركبات ومدن الفرسان ومرغوب سليمان الذي رغب ان يبنيه في اورشليم وفي لبنان وفي كل ارض سلطنته. جميع الشعب الباقين من الاموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين الذين ليسوا من بني اسرائيل. ابناؤهم الذين بقوا بعدهم في الارض الذين لم يقدر بنو اسرائيل ان يحرموهم جعل عليهم سليمان تسخير عبيد الى هذا اليوم واما بنو اسرائيل فلم يجعل سليمان منهم عبيدا لانهم رجال القتال وخدامه وامراؤه وثوالثه ورؤساء مركباته وفرسانه. هؤلاء رؤساء الموكلين على اعمال سليمان خمس مئة وخمسون الذين كانوا يتسلطون على الشعب العاملين العمل ولكن بنت فرعون صعدت من مدينة داود الى بيتها الذي بناه لها حينئذ بنى القلعة. وكان سليمان يصعد ثلاث مرات في السنة محرقات وذبائح سلامة على المذبح الذي بناه للرب وكان يوقد على الذي امام الرب واكمل البيت. وعمل الملك سليمان سفنا في عصيون جابر التي بجانب ايلة على شاطئ بحر سوف في ارض ادوم. فارسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان. فاتوا الى اوفير واخذوا من هناك ذهبا اربع مئة وزنة وعشرين وزنة واتوا بها الى الملك سليمان.

معنى (15) أن خدمة التسخير التى فرضها سليمان فكانت بداعى بناء هيكل الرب وباقى المبانى. القلعة = ربما كانت قلعة قديمة من أيام اليبوسيين (2 صم 6:5 + 2 أى 5:32) وصارت جزء من سور أورشليم. جازر = هى كانت تتبع إسرائيل يش 33:10 + 12:12 وربما تمرد أهلها أو أخذها الكنعانيين فجاء فرعون فأخضعها وأعطاها هدية لسليمان بعد زواجه من إبنته مدن المركبات = فكان له 1400 مركبة، 12. 000 فارس وقد تم توزيع الخيل والفرسان على المدن ليجدوا طعاما وهذا ما أثقل كاهل الشعب بالضرائب لذلك حذر صموئيل الشعب قديما من أن يكون لهم ملكا يستخدمهم كعبيد ويثقل كاهلهم بالضرائب ويزيد من خيله ونسائه. مرغوب سليمان = من جنات وفراديس وكروم... الخ ثوالث = كل مركبة بها سائق ومحاربان والثالث قد يكون قائد المركبة أو عدد المركبات. وقد يكون الثالث هو الذى يرافق الملك وسائقه فى عربة الملك وبذلك تكون وظيفة الثالث وظيفة عظيمة 3 مرات فى السنة = فى الأعياد الكبيرة (الفصح والأسابيع والمظال) عصيون جابر = مدينة على خليج العقبة على البحر الأحمر وإيلة بجانبها. وفى (25) وكان سليمان يُصعِد.. ويوقد = قطعا كان هذا عن طريق الكهنة. فى أرض أدوم = فداود وضع محافظين فى أرض أدوم، وكان الأدوميين عبيدا لداود وصارت أدوم تحت حكم إسرائيل. فأرسل حيرام فى الغد عبيده = أرسل البحارة الصوريين ذوى الخبرة مع بحارة سليمان المبتدئين أوفير = قد تكون فى شرق إفريقية أو الهند وقد تكون سيلان. 420 وزنة = وفى 2 أى 18:8.

قيل 450 وزنة فيكون أن حيرام أخذ لنفسه 30 وزنة. ولاحظ فى 21،20 أن سليمان جعل الكنعانيين عبيدا وبذلك تحققت نبوة نوح عليهم (تك 25:9-27).

هنا فى هذا الإصحاح رأينا سليمان يهتم بالتجارة والأعمال العامة.


 

الإصحاح العاشر

الآيات 1-13:- وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الرب فاتت لتمتحنه بمسائل. فاتت الى اورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة اطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة واتت الى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها. فاخبرها سليمان بكل كلامها لم يكن امر مخفيا عن الملك لم يخبرها به. فلما رات ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه. وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد. فقالت للملك صحيحا كان الخبر الذي سمعته في ارضي عن امورك وعن حكمتك.  ولم اصدق الاخبار حتى جئت وابصرت عيناي فهوذا النصف لم اخبر به زدت حكمة وصلاحا على الخبر الذي سمعته طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين امامك دائما السامعين حكمتك. ليكن مباركا الرب الهك الذي سر بك وجعلك على كرسي اسرائيل لان الرب احب اسرائيل الى الابد جعلك ملكا لتجري حكما وبرا. واعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب واطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة لم يات بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي اعطته ملكة سبا للملك سليمان. وكذا سفن حيرام التي حملت ذهبا من اوفير اتت من اوفير بخشب الصندل كثيرا جدا وبحجارة كريمة. فعمل سليمان خشب الصندل درابزينا لبيت الرب وبيت الملك واعوادا وربابا للمغنين لم يات ولم ير مثل خشب الصندل ذلك الى هذا اليوم. واعطى الملك سليمان لملكة سبا كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما اعطاها اياه حسب كرم الملك سليمان فانصرفت وذهبت الى ارضها هي وعبيده.

نرى هنا عظمة غنى وحكمة سليمان التى جذبت إليه ملكة سبأ = وهى بلاد اليمن وإشتهرت هذه البلاد بكثرة الذهب والأطياب والحجارة الكريمة وكان للنساء فيها إعتبار كبير ومنهن من جلس على العرش. وقد تكون ملكة سبأ هى بلقيس (وهناك أسطورة يقولها أهل الحبشة، فهم يظنون أنهم من نسل ملكة سبأ وأن ملكة سبأ طلبت أن يكون لها نسل من سليمان فأجابها لطلبها (آية 13) وهى أنجبت منه ولدا إسمه منلك. ومن نسلها كنداكة (أع 27:8) وغالبا فهذا ليس صحيحاً) وقد سمعت ملكة سبأ عن سليمان عن طريق قوافل التجار وسمعت عن حكمته ومجده وأبنيته ونجاحه. ومن الرائع أنها قالت... ليكن مباركا الرب إلهك آية (9) فهى نسبت كل هذا للرب. وفى (1) تمتحنه بمسائل = أى بألغاز أو مشاكل لا تجد لها حلولا وهى كانت إمرأة فاضلة راغبة فى العلم، وربما سألته عن أمور العالم الآخر ولم يكن فى بلادها من يدلها وهى بدأت فى السؤال عن الرب والتعرف عليه حينما رأت سليمان يقدم ذبائحه فى خشوع. وفى (3) لم يكن أمر مخفيا = أى أجاب على كل أسئلتها.

لم يبق فيها روح بعد = وجدت كل حكمتها كلا شىء وفى (8) طوبى لرجالك = لأنك أنت ملكهم.

تأمل :- أتت ملكة سبأ لسليمان بسبب حكمته وغناه فكم وكم تكون حكمة المسيح وغنى ملك السلام. هى لم تأتى للتجارة أو المعاهدات بل لتطلب حكمة من ملك حكيم فهل تأتى للمسيح وهو مصدر الحكمة بل أقنوم الحكمة ومذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم على أننا يجب أن نقف أمامه شاعرين بتفاهة حكمتنا وعقلنا وهى دفعت هدايا جواهر وذهب فماذا قدمنا؟ الله يطلب القلب ولا يطلب أموال فهل نظهر فارغين. وماذا أعطاها سليمان ربما القوانين التى يحكم بها أوخلاصة أمثاله وحكمته وأعطاها هدايا. ولقد مدح المسيح ملكة سبأ لأنها طلبت الحكمة مت 42:12. وهى لم تكتفى بالسمع بل سافرت محتملة مشقات كثيرة لتسمع الحكمة فأين جهادنا لنختبر شخص يسوع على أنها هى جاءت لسليمان من أقصى الأرض بينما أتى لنا المسيح من أقصى السموات ليجعلنا نحن الذين كنا بعيدين نصير قريبيين.

وفى (7) هوذا النصف لم أخبر به = غالبا الخبر يزيد عن الحقيقة ولكن العكس حدث هنا وهكذا سنقول بعد أن نرى السماء وفى (11) خشب الصندل = خشب أحمر ثمين رائحته زكية يؤتى به من الهند عدا ما أعطاها إياه (13) عوضها بهداياه عن ما أتت به وزيادة

 

الآيات 14-29:- وكان وزن الذهب الذي اتى سليمان في سنة واحدة ست مئة وستا وستين وزنة ذهب. ما عدا الذي من عند التجار وتجارة التجار وجميع ملوك العرب وولاة الارض. وعمل الملك سليمان مئتي ترس من ذهب مطرق خص الترس الواحد ست مئة شاقل من الذهب. وثلاث مئة مجن من ذهب مطرق خص المجن ثلاثة امناء من الذهب وجعلها سليمان في بيت وعر لبنان. وعمل الملك كرسيا عظيما من عاج وغشاه بذهب ابريز. وللكرسي ست درجات وللكرسي راس مستدير من ورائه ويدان من هنا ومن هناك على مكان الجلوس واسدان واقفان بجانب اليدين. واثنا عشر اسدا واقفة هناك على الدرجات الست من هنا ومن هناك لم يعمل مثله في جميع الممالك. وجميع انية شرب الملك سليمان من ذهب وجميع انية بيت وعر لبنان من ذهب خالص لا فضة هي لم تحسب شيئا في ايام سليمان. لانه كان للملك في البحر سفن ترشيش مع سفن حيرام فكانت سفن ترشيش تاتي مرة في كل ثلاث سنوات اتت سفن ترشيش حاملة ذهبا وفضة وعاجا وقرودا وطواويس. فتعاظم الملك سليمان على كل ملوك الارض في الغنى والحكمة. وكانت كل الارض ملتمسة وجه سليمان لتسمع حكمته التي جعلها الله في قلبه. وكانوا ياتون كل واحد بهديته بانية فضة وانية ذهب وحلل وسلاح واطياب وخيل وبغال سنة فسنة. وجمع سليمان مراكب وفرسانا فكان له الف واربع مئة مركبة واثنا عشر الف فارس فاقامهم في مدن المراكب ومع الملك في اورشليم. وجعل الملك الفضة في اورشليم مثل الحجارة وجعل الارز مثل الجميز الذي في السهل في الكثرة. وكان مخرج الخيل التي لسليمان من مصر وجماعة تجار الملك اخذوا جليبة بثمن. وكانت المركبة تصعد وتخرج من مصر بست مئة شاقل من الفضة والفرس بمئة وخمسين وهكذا لجميع ملوك الحثيين وملوك ارام كانوا يخرجون عن يدهم.

آية (14) 666 وزنة ذهب = رقم 666 هو رقم سىء فى الكتاب المقدس (رؤ 18:13 + عز 13:2) وكأن الوحى يريد أن ينبهنا إلى شىء هام أن سليمان بالرغم من غناه غير العادى لم تتوقف شهوته لمزيد من الغنى، إذا وجود هذا الرقم كدخل لسليمان يشير للجشع الشيطانى ومحبة هذا العالم (1 يو 15:2-17) والسيد المسيح جعل المال سيد يمكن أن يضل الإنسان وراءه (مت 24:6). ونلاحظ هنا علامات المحبة العالمية فهو يستورد طواويس وخيول وفضة وذهب وصنع أتراس من الذهب لتسير أمامه فى موكبه وصنع كرسيه من العاج المطهم بالذهب ومن كثرة الغنى ايامه وكثرة الذهب صارت الفضة كلا شىء (21) [ بنفس المقياس فروحياً من يكتشف مجد السماويات (الذهب) يصير عنده مجد الأرضيات (الفضة) كلا شىء ] على أن سليمان نفسه إكتشف هذا وسجله فى سفر الجامعة. وفى (15) ما عدا الذى من عند التجار وتجارة التجار = فهو شيد طرقا للتجارة وحصل رسوما من التجار وجميع ملوك العرب = ربما أدى هؤلاء جزية عن مواشيهم. وولاة الأرض = ال 12 الذين يؤدون الجزية لسليمان كل واحد شهرا فى السنة (2:4-19). الوزنة = 3000 شاقل والمنا = 100 شاقل (الآيات 17،16).

وفى (22) سفن ترشيش = ترشيش هى غالبا اسبانيا أو قرطاجنة وقد تكون هناك مدينة بعيده لها إسم ترشيش مجهولة المكان ولعل إسم سفن ترشيش تعنى سفن كبيرة الحجم قادرة على السفر إلى ترشيش البعيدة. وفى (28) تفهم هكذا " وقد إستُورِدت خيل سليمان من مصر وكان تجار الملك يتسلمونها بثمن معين [ وغالبا بثمن مخفض نظرا لقرابة سليمان مع فرعون ].

 وفى (29) تفهم هكذا وكان تجار الملك يستوردون المركبات من مصر ب 600 شاقل والفرس ب 150 شاقل ثم يصدرونها لجميع ملوك الحثيين وملوك الأراميين [ بسعر أعلى مما إشتروا به من مصر ] الحثيين = ممالك صغيرة بين نهر الفرات فى الشرق والشام وحماة فى الغرب.


 

الإصحاح الحادى عشر

نفس قصة الإنسان المؤلمة تتكرر. فالله يعطى بسخاء والإنسان يسقط فى محبة العالم بكل ما فيه من شهوة وكما حدث مع آدم حدث مع سليمان. فلقد رأينا سليمان سابقا فى مجده لكننا رايناه وقد إنجذب لمحبة هذا المجد وعيناه إشتهت أكثر فأكثر فظل ينجرف من شهوة إلى شهوة أخرى. لذلك نجد هنا شمسه وقد بدأت تغيب بسبب قلبه الذى مال وزاغ وراء الخطية. وكما هو متوقع فبعد أن كان فى سلام وراحة من كل الجهات قام أعداء كثيرون فى وجهه. وربما هم قاموا فى وجهه قبلا لكنهم لم يشكلوا أى خطورة إلا فى أيام سقوطه الأخيرة.

 

الآيات 1-8:- واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون موابيات وعمونيات وادوميات وصيدونيات وحثيات من الامم الذين قال عنهم الرب لبني اسرائيل لا تدخلون اليهم وهم لا يدخلون اليكم لانهم يميلون قلوبكم وراء الهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة.  وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فامالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه املن قلبه وراء الهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. فذهب سليمان وراء عشتروث الاهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين. وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود ابيه. حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموابيين على الجبل الذي تجاه اورشليم ولمولك رجس بني عمون. وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لالهتهن.

 بدأ سليمان يشتهى المال ثم إشتهى النساء وهو سقط بسبب النساء ولم يتعظ من درس شمشون ودليلة وكما خالف أمر الله فى زيادة الخيول والذهب خالف أمره فى زيادة النساء وربما كان عدد زوجاته أكثر من سراريه لأنه إهتم بالزيجات السياسية وتكثير داود لنسائه أعطى مثلا سيئا لإبنه بل وتمادى فى هذا الخطأ. وحبه لكل هذا العدد سبب زيادة نفقاته وبالتالى زيادة الضرائب بل ربما أهمل شئون مملكته وأسوأ الكل أن قلبه مال وراء آلهة غريبة هى آلهة نسائه هو لم يترك محبة الله أو ينكره تماما بل فترت محبته الأولى وترك محبته الأولى لذلك لم يكن كاملا أمام الله هو قال كما يقول كثيرين الأديان كلها لله والطوائف كلها لله فلماذا التعصب ولاحظ أنه بنى هيكل لكموش على الجبل الذى تجاه أورشليم = إن هذا يعتبر تحدى لله!! وأى قلب منقسم هذا القلب الذى يرفع إلها آخر فى قلبه أمام الله. وكما يقول أرمياء أنه ذهب يبحث لنفسه عن أبار مشققة لا تضبط ماء أر 13:2. هوذهب ليبحث لنفسه عن ماء ليرتوى فإذا به الماء الذى يشرب منه لابد أن يعطش يو 13:4 لذلك يقول أرمياء متعجبا كيف إكدر الذهب مرا 1:4. شهوات العالم هى الماء الذى من يشربه يعطش فالعالم مشبه بالبحر وماؤه مالح ومن يشربه يزداد عطشا بل بعد فترة بسيطة يتغير لون وجهه ويسود. ولنلاحظ ونفهم ونتساءل:-

1.     هل أنا أحكم من سليمان؟ قطعا لا فالأحذر حتى لا أسقط "من هو قائم ليحذر حتى لا يسقط".

2.     هل أنا أقوى من سليمان؟ قطعا لا فلأهرب من الخطية "فكل قتلاها أقوياء".

ونعمة الله تحفظ الذى يجاهد حذرا ساهرا وتحفظ من يهرب من أماكن الشر.

وهناك مشكلة أكبر أن سليمان بسماحه إقامة هذه المذابح الوثنية علم الشعب العبادة الوثنية فصار سبب عثرة لكثيرين وبقيت هذه المذابح حتى أيام يوشيا ولأن الجميع سقطوا فلقد إستحق الجميع العقاب. ولاحظ فى آية (4) أنه يقال فى زمان شيخوخته وهو مازال إبن خمسين سنة بينما موسى لم تفارقه نضارة وجهه وعمره 120 سنة والسبب فى هذه الشيخوخة الخطية. فالشاب يبدو هرما قبل الأوان وينحط جسديا وعقليا ولاحظ فشهوة الزنا قادت داود للقتل وقادت سليمان للوثنية.

 

الآيات 9-13:- فغضب الرب على سليمان لان قلبه مال عن الرب اله اسرائيل الذي تراءى له مرتين. واوصاه في هذا الامر ان لا يتبع الهة اخرى فلم يحفظ ما اوصى به الرب. فقال الرب لسليمان من اجل ان ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي اوصيتك بها فاني امزق المملكة عنك تمزيقا واعطيها لعبدك. الا اني لا افعل ذلك في ايامك من اجل داود ابيك بل من يد ابنك امزقها. على اني لا امزق منك المملكة كلها بل اعطي سبطا واحدا لابنك لاجل داود عبدي ولاجل اورشليم التي اخترتها.

قال الرب لسليمان = ربما عن طريق النبى أخيا فهو الذى كلم يربعام بعد ذلك. ذلك عندك = لأن الخطية فى قلبه الذى فسد. أمزق المملكة = فماذا تنفعه مركباته وخيله، ذهبه وفضته إن كان الله أصدر الأمر. سبطا واحدا = فبنيامين قد إندمج فى يهوذا بسبب أنه سبط صغير جدا وصار كأنهما سبطاً واحداً. فبنيامين بعد حربه مع الأسباط قض 48،47:20 صار عددهم قليل جدا وهو بالنسبة لسبط يهوذا لا شىء وشمعون أصلا تم إبتلاعه فى يهوذا ولاوى موزع على كل الأسباط. ولكن من أجل داود سيبقى الله سبطا وهذا يعنى (1) حتى تبقى عبادة الله فى الأرض سيبقى الله سبطا واحدا ليحفظ العبادة فى أورشليم (2) من أجل أن يأتى المسيح إبن داود وحتى يظل النسل الملكى موجودا ليأتى منه المسيح. ولاحظ أن مما ضاعف خطية سليمان عطايا الله الكثيرة له ومعرفته الفائقة وظهور الله له مرتين وهناك إحتمال كبير أن يكون سليمان قد قدم توبة بعد هذا الإنذار وكتب سفر الجامعة الذى يشهد فيه بأن كل شىء جربه إذ إشتهاه فوجده باطل (النساء والفراديس والذهب...).

إذا الله لم يمزق المملكة فى عهد سليمان من أجل أن يقوده للتوبة، طول أناة الله إقتادته للتوبة.

 

الآيات 14-25:- واقام الرب خصما لسليمان هدد الادومي كان من نسل الملك في ادوم. وحدث لما كان داود في ادوم عند صعود يواب رئيس الجيش لدفن القتلى وضرب كل ذكر في ادوم. لان يواب وكل اسرائيل اقاموا هناك ستة اشهر حتى افنوا كل ذكر في ادوم. ان هدد هرب هو ورجال ادوميون من عبيد ابيه معه لياتوا مصر وكان هدد غلاما صغيرا. وقاموا من مديان واتوا الى فاران واخذوا معهم رجالا من فاران واتوا الى مصر الى فرعون ملك مصر فاعطاه بيتا وعين له طعاما واعطاه ارضا. فوجد هدد نعمة في عيني فرعون جدا وزوجه اخت امراته اخت تحفنيس الملكة. فولدت له اخت تحفنيس جنوبث ابنه وفطمته تحفنيس في وسط بيت فرعون وكان جنوبث في بيت فرعون بين بني فرعون. فسمع هدد في مصر بان داود قد اضطجع مع ابائه وبان يواب رئيس الجيش قد مات فقال هدد لفرعون اطلقني الى ارضي. فقال له فرعون ماذا اعوزك عندي حتى انك تطلب الذهاب الى ارضك فقال لا شيء وانما اطلقني. واقام الله له خصما اخر رزون بن اليداع الذي هرب من عند سيده هدد عزر ملك صوبة. فجمع اليه رجالا فصار رئيس غزاة عند قتل داود اياهم فانطلقوا الى دمشق واقاموا بها وملكوا في دمشق. وكان خصما لاسرائيل كل ايام سليمان مع شر هدد فكره اسرائيل وملك على ارام.

فى 1 مل 4:5. وجدنا أن الرب أراح سليمان من كل جهة. ولكننا نسمع الآن عكس هذا فها هو الله يقيم خصوما لسليمان. هم كانوا موجودين من قبل إلا أن الله كان يبطل مشورتهم ولكن الله الآن تركهم لتأديب سليمان. وفى هذا الإصحاح نجد جميع خصوم سليمان وهم بدأ عداؤهم له منذ فترة لكنهم بدأوا فى الهجوم عليه حينما رأوا علامات الضعف فى مملكته.

 الخصم الأول :-

هدد الأدومى :- هرب من مذبحة يوآب أثناء إنشغال يوآب فى دفن قتلى المعركة = لدفن القتلى. وكان يوآب قد قتل كل ذكر = من جيش أدوم القادم وليس كل ذكر من آدوم وشعب آدوم بدليل (2 صم 14:8) ولاحظ أن الله يسمح لهدد أن يهرب ليكون عصا تأديب لسليمان. وهروب هدد إلى مصر كان لأن مصر فى أيام داود لم تكن على علاقات وثيقة بإسرائيل كما فى أيام سليمان. ولقد قبل فرعون لجوء هدد إليه لأنه إبن ملك بل صاهره مديان = إمتدت من طور سيناء وخليج العقبة إلى الشمال والشرق وأدوم كانت إلى الغرب والشمال من مديان وفاران برية شمال طور سيناء فى الجزيرة وإمتدت إلى تخم يهوذا الجنوبى. وغالبا ففرعون صاهر هدد لأسباب سياسية حتى يصير حليفاً له فى هذه المنطقة.

الخصم الثانى:-

رزون (راجع 2 صم 3:8-8) نجد أن هدد عزر ملك صوبة (وهى شرق حماة وشمال دمشق) وكانت دمشق تحت سلطته وضربه داود وجعل محافظين فى آرام دمشق وهرب رزون وجمع له رجالا فصار رئيس غزاة عند قتل داود إياهم أى عند قتله أهل صوبة. وبعد مدة عاد رزون وملك على دمشق وطرد المحافظين الذين من قبل داود وصار لسليمان عدوا. الآن صار لسليمان عدوين أحدهما فى الشمال وهو رزون والثانى فى الجنوب وهو هدد ولم يكن لأحد أن يعادى سليمان لولا أن سليمان عادى الله وهنا حرك الله أدواته لتأديب من يعاديه.

 

الآيات 26-40:- ويربعام بن نباط افرايمي من صردة عبد لسليمان واسم امه صروعة وهي امراة ارملة رفع يده على الملك. وهذا هو سبب رفعه يده على الملك ان سليمان بنى القلعة وسد شقوق مدينة داود ابيه. وكان الرجل يربعام جبار باس فلما راى سليمان الغلام انه عامل شغلا اقامه على كل اعمال بيت يوسف. وكان في ذلك الزمان لما خرج يربعام من اورشليم انه لاقاه اخيا الشيلوني النبي في الطريق وهو لابس رداء جديدا وهما وحدهما في الحقل. فقبض اخيا على الرداء الجديد الذي عليه ومزقه اثنتي عشرة قطعة. وقال ليربعام خذ لنفسك عشر قطع لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل هانذا امزق المملكة من يد سليمان واعطيك عشرة اسباط. ويكون له سبط واحد من اجل عبدي داود ومن اجل اورشليم المدينة التي اخترتها من كل اسباط اسرائيل. لانهم تركوني وسجدوا لعشتروث الاهة الصيدونيين ولكموش اله الموابيين ولملكوم اله بني عمون ولم يسلكوا في طرقي ليعملوا المستقيم في عيني وفرائضي واحكامي كداود ابيه. ولا اخذ كل المملكة من يده بل اصيره رئيسا كل ايام حياته لاجل داود عبدي الذي اخترته الذي حفظ وصاياي وفرائضي. واخذ المملكة من يد ابنه واعطيك اياها اي الاسباط العشرة. واعطي ابنه سبطا واحدا ليكون سراج لداود عبدي كل الايام امامي في اورشليم المدينة التي اخترتها لنفسي لاضع اسمي فيها. واخذك فتملك حسب كل ما تشتهي نفسك وتكون ملكا على اسرائيل. فاذا سمعت لكل ما اوصيك به وسلكت في طرقي وفعلت ما هو مستقيم في عيني وحفظت فرائضي ووصاياي كما فعل داود عبدي اكون معك وابني لك بيتا امنا كما بنيت لداود واعطيك اسرائيل. واذل نسل داود من اجل هذا ولكن لا كل الايام. وطلب سليمان قتل يربعام فقام يربعام وهرب الى مصر الى شيشق ملك مصر وكان في مصر الى وفاة سليمان.

الخصم الثالث :-

يربعام بن نباط : كان أحد عبيد سليمان ونرى بهذا أن المشاكل التى أحاطت بسليمان كانت من الداخل ومن الخارج وغالبا فإن الإفرايميون ومنهم يربعام كان فى داخلهم حسد ضد بيت يهوذا المالك فإفرايم سبط كبير مثل يهوذا خاصة حينما عانوا من ظلم الضرائب وإزدهار يهوذا على حسابهم هم. وغالبا إشتهوا الإنفصال عن الملك والله سهل لهم هذا تأديبا لسليمان رفع يده على الملك = أى تمرد عليه وفى (39) ولكن لا كل الأيام = فالله يرى المسيح الآتى من نسل داود. وبعد سبى بابل ستعود إسرائيل مع يهوذا فى دولة واحدة ولاحظ أن سليمان هو الذى رفع يربعام لما رآه من نشاطه فإشتهر وسط سبطه وتهيأت له الفرصة لدراسة إحتياجات شعبه ومناقشة مشاكلهم وبعد أن أخبر النبى أخيا يربعام بنبوته ومع أن أخيا أخبر يربعام بأنه لن يملك إلا بعد موت سليمان إلا أن يربعام غالبا ما تعجل الملك فقام بثورة ضد سليمان وإكتشف سليمان المؤامرة فأراد قتله فهرب إلى مصر وهناك تبلورت المؤامرة. ولنلاحظ أن أخيا مزق رداؤه هو وليس رداء يربعام لأن الرداء يرمز للملكة والمملكة لم تكن أبدا ملك يربعام بل ملك الله والنبى هنا يمثل الله يوزع الملك على من يشاء. والثوب كان جديدا لأن الله يقيم مملكة جديدة. وتمزيق المملكة بهذا الرمز تم سابقا حين مزق شاول ثوب صموئيل. ولقد أبقى الله يهوذا كمصباح ليضىء نور الإيمان بالهيكل والكهنوت ولقد أخبر النبى يربعام أن له (10) أسباط فقط حتى لا يطمع فى أن يستولى على يهوذا والمملكة تمزقت بسبب 1- عدم أمانة سليمان 2- غباوة إبنه رحبعام.

 

الآيات 41-43:- وبقية امور سليمان وكل ما صنع وحكمته اما هي مكتوبة في سفر امور سليمان. وكانت الايام التي ملك فيها سليمان في اورشليم على كل اسرائيل اربعين سنة. ثم اضطجع سليمان مع ابائه ودفن في مدينة داود ابيه وملك رحبعام ابنه عوضا عنه.

كان هناك كتاب كتبه المؤرخون لسليمان ومنه أخذ كاتب سفر الملوك بإرشاد من الروح القدس والكاتب أخذ أجزاء وترك أجزاء آخرى وما إختاره الكاتب الموحى له بالروح القدس هو ما فيه فائدة للعالم وللكنيسة خاصة فالكتاب المقدس ليس كتاب تاريخى


 

الإصحاح الثانى عشر

 الآيات 1-24:- وذهب رحبعام الى شكيم لانه جاء الى شكيم جميع اسرائيل ليملكوه. ولما سمع يربعام بن نباط وهو بعد في مصر لانه هرب من وجه سليمان الملك واقام يربعام في مصرو ارسلوا فدعوه اتى يربعام وكل جماعة اسرائيل وكلموا رحبعام قائلين. ان اباك قسى نيرنا واما انت فخفف الان من عبودية ابيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك. فقال لهم اذهبوا الى ثلاثة ايام ايضا ثم ارجعوا الي فذهب الشعب. فاستشار الملك رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون امام سليمان ابيه وهو حي قائلا كيف تشيرون ان ارد جوابا الى هذا الشعب. فكلموه قائلين ان صرت اليوم عبدا لهذا الشعب وخدمتهم واحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا يكونون لك عبيدا كل الايام. فترك مشورة الشيوخ التي اشاروا بها عليه واستشار الاحداث الذين نشاوا معه ووقفوا امامه. وقال لهم بماذا تشيرون انتم فنرد جوابا على هذا الشعب الذين كلموني قائلين خفف من النير الذي جعله علينا ابوك. فكلمه الاحداث الذين نشاوا معه قائلين هكذا تقول لهذا الشعب الذين كلموك قائلين ان اباك ثقل نيرنا واما انت فخفف من نيرنا هكذا تقول لهم ان خنصري اغلظ من متني ابي. والان ابي حملكم نيرا ثقيلا وانا ازيد على نيركم ابي ادبكم بالسياط وانا اؤدبكم بالعقارب. فجاء يربعام وجميع الشعب الى رحبعام في اليوم الثالث كما تكلم الملك قائلا ارجعوا الي في اليوم الثالث. فاجاب الملك الشعب بقساوة وترك مشورة الشيوخ التي اشاروا بها عليه. وكلمهم حسب مشورة الاحداث قائلا ابي ثقل نيركم وانا ازيد على نيركم ابي ادبكم بالسياط وانا اؤدبكم بالعقارب. ولم يسمع الملك للشعب لان السبب كان من قبل الرب ليقيم كلامه الذي تكلم به الرب عن يد اخيا الشيلوني الى يربعام بن نباط. فلما راى كل اسرائيل ان الملك لم يسمع لهم رد الشعب جوابا على الملك قائلين اي قسم لنا في داود ولا نصيب لنا في ابن يسى الى خيامك يا اسرائيل الان انظر الى بيتك يا داود وذهب اسرائيل الى خيامهم. واما بنو اسرائيل الساكنون في مدن يهوذا فملك عليهم رحبعام. ثم ارسل الملك رحبعام ادورام الذي على التسخير فرجمه جميع اسرائيل بالحجارة فمات فبادر الملك رحبعام وصعد الى المركبة ليهرب الى اورشليم. فعصى اسرائيل على بيت داود الى هذا اليومو لما سمع جميع اسرائيل بان يربعام قد رجع ارسلوا فدعوه الى الجماعة وملكوه على جميع اسرائيل لم يتبع بيت داود الا سبط يهوذا وحده. ولما جاء رحبعام الى اورشليم جمع كل بيت يهوذا وسبط بنيامين مئة وثمانين الف مختار محارب ليحاربوا بيت اسرائيل ويردوا المملكة لرحبعام بن سليمان. وكان كلام الله الى شمعيا رجل الله قائلا. كلم رحبعام بن سليمان ملك يهوذا وكل بيت يهوذا وبنيامين وبقية الشعب قائلا. هكذا قال الرب لا تصعدوا ولا تحاربوا اخوتكم بني اسرائيل ارجعوا كل واحد الى بيته لان من عندي هذا الامر فسمعوا لكلام الرب ورجعوا لينطلقوا حسب قول الرب.

رحبعام أمه عمونية وكان عمره 41 سنة حين ملك ويبدو أن أبوه لم يربيه حسنا فلم يتعلم من حكمة أبيه فالحكمة لا تورث بل هى عطية من الله، ولأن أبوه كان للأسف مشغولا بأشياء أخرى. وهو ترك لذلك مشورة الشيوخ لإنه إستحسن الغنى والسيطرة على الشعب فلم تكن فيه روح الرعاية والخدمة لشعبه. وكان الشيوخ هم الذين شرحوا له المعنى الحقيقى للملك وأنه خدمة للشعب وفى (1) ذهب رحبعام إلى شكيم وهذه بداية المؤامرة أن يدعوا رحبعام لشكيم أى فى وسط إسرائيل. وفى (3) أرسلوا فدعوا يربعام. فهم تظاهروا بأنهم يريدون أن يملكوا رحبعام فى شكيم حتى يكون معزولا وسط إسرائيل بعيدا عن جيشه فى يهوذا. فهم يخططون للإنفصال من أول وهلة. وكانت البداية طلبهم أن تخفض الضرائب ولاحظ أنهم إشتكوا من سليمان لأنه أرهقهم بالضرائب ولم يشتكوه لأجل عبادته الوثنية وهم إشتكوه بالرغم من كل التقدم والخير والإزدهار الذى حققه لإسرائيل فهو بأموالهم حصن البلاد. ولكن جشع هذا الشعب جعلهم دائمى التذمر بل إهتموا برخائهم المادى ولم يبالوا بحياتهم الدينية ونلاحظ فى رد الشباب إن خنصرى أغلظ من متنى أبى = الخنصر هو الإصبع الضعيف (الإصبع الرابع) والمتن هو وسط الإنسان أو خاصرته والمعنى أن أبى كان جالسا عليكم بخاصرته وأرهقكم أما أنا فخنصرى أشد من ابى الجالس عليكم فما بالكم لو جلست أنا عليكم. فإن كان هو يؤدبكم بالسياط فأنا سأؤدبكم بالعقارب = وربما قصد بالعقارب نوع من القسوة أو نوع من السياط ذات الكرات الحديدية التى تمزق الجلد وتقطعه. والله لم يرشد أو يلين قلب هذا الملك لأن الأمر كان من قبله. ولأنه لم يستشر الله بل الناس فقط.

آية (16) إلى خيامك يا إسرائيل تحمل معنى الإمتناع عن المفاوضات الآن أنظر إلى بيتك يا داود = أى أن أسرة داود وممثلها رحبعام لا تملك سوى سبط يهوذا بيت داود الساكنون فى يهوذا = مثل شمعون وبنيامين وباقى الأسر من اسباط إسرائيل الذين فضلوا أن يبقوا بجانب الهيكل ومن هنا بدأ الإنشقاق وأصبحت المملكة مملكتين. أرسل أدورام = دليل عدم حكمته فالتسخير ورموزه مكروهين لدى الشعب. ولقد إمتنع رحبعام عن الحرب طاعة لأوامر الرب على فم النبى شمعيا ولكنها كانت طاعة وقتية بدليل (1 مل 30:14) ونلاحظ أن الإنفصال كما كان عقوبة لرحبعام وبيت يهوذا كان عقوبة لإسرائيل فهم بوثنيتهم كانوا لا يستحقون وجود الهيكل بينهم فبالإنفصال حرموا من الهيكل. ولاحظ رحبعام فى إجاباته المتكبرة هو نفسه يهرب مذعورا بعد ذلك.

 

الآيات 25-33:- وبنى يربعام شكيم في جبل افرايم وسكن بها ثم خرج من هناك وبنى فنوئيل وقال يربعام في قلبه الان ترجع المملكة الى بيت داود. ان صعد هذا الشعب ليقربوا ذبائح في بيت الرب في اورشليم يرجع قلب هذا الشعب الى سيدهم الى رحبعام ملك يهوذا ويقتلوني ويرجعوا الى رحبعام ملك يهوذا. فاستشار الملك وعمل عجلي ذهب وقال لهم كثير عليكم ان تصعدوا الى اورشليم هوذا الهتك يا اسرائيل الذين اصعدوك من ارض مصر. ووضع واحدا في بيت ايل وجعل الاخر في دان. وكان هذا الامر خطية وكان الشعب يذهبون الى امام احدهما حتى الى دان. وبنى بيت المرتفعات وصير كهنة من اطراف الشعب لم يكونوا من بني لاوي. وعمل يربعام عيدا في الشهر الثامن في اليوم الخامس عشر من الشهر كالعيد الذي في يهوذا واصعد على المذبح هكذا فعل في بيت ايل بذبحه للعجلين اللذين عملهما واوقف في بيت ايل كهنة المرتفعات التي عملها. واصعد على المذبح الذي عمل في بيت ايل في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن في الشهر الذي ابتدعه من قلبه فعمل عيدا لبني اسرائيل وصعد على المذبح ليوقد.

وبنى شكيم = أى جعلها تكبر وعمل سورا لها لتكون عاصمة له ثم تركها إلى فنوئيل ثم إلى ترصة (17:14) جبل إفرايم = إسم لأفرايم لأنها أرض جبال. وكون أن يربعام يصنع هياكل غير هيكل أورشليم ليمنع الشعب من الذهاب لأورشليم فهذا يعتبر حكمة عالمية سياسية لكنها شيطانية نفسانية فهى ضد رأى الله. وهذا العمل أغاظ الله جدا بل صارت هذه الخطية لها إسم خطية يربعام إبن نباط الذى جعل إسرائيل يخطىء ولاحظ أنه لم يصدق وعد الله بأن الله سوف يثبت بيته فإعتمد على حكمته البشرية. وفى (28) فإستشار الملك = هو إستشار كبار الشعب الذين من حوله إذا هى خطية جماعية.

عجلى ذهب = هو لم يقصد أن يجعلها عبادة وثنية بل قصد عبادة الله لكن فى صورة مصورة وإستخدم لذلك صورة الآلهة المصريين. فالمصريين يعبدون الإله أبيس فى صورة العجل.

ولكن العامة لا يستطيعون أن يميزوا بين المعبود والواسطة ولذلك سريعا ما إنحرفت هذه العبادة للعبادة الوثنية. بيت إيل – دان = أقصى جنوب وأقصى شمال إسرائيل كهنة من أطراف الشعب = وفى 2 أى 14،13:11. إن الكهنة واللاويين تركوا مسارحهم واموالهم وإنطلقوا إلى أورشليم لأن يربعام وبيته رفضوهم وكلمة أطراف الشعب أى من عامة الشعب وليس من الرؤوس. وكان يربعام يعين الكهنة ليكونوا تحت إمرته 1 مل 33:13. وفى آية (32) بذكر بيت إيل فقط ولم يذكر دان لأن بيت إيل مقدس الملك وبيت الملك. وأصعد على المذبح = أصعد بنفسه وليس عن طريق الكهنة. فهو طرد الكهنة الذين إختارهم الرب وهو الآن الذي يعين الكهنة فلماذا لا يقدم هو الذبائح وهو جعل من نفسه رئيس للكهنة * ألا يتفق ما فعله يربعام مع من ينادون الآن بأنه لا كهنوت وكل المسيحيين كهنة.

والله لم يعاقبه بالبرص مثل عزيا فكل العبادة غير مقبولة عند الله وهذا لا يعتبر هيكل لله والمذبح ليس مذبح لله فهو إذا لم يقدم شىء لله ولم يتعدى على هيكل الله الذى حدده الله. ولنلاحظ أن يربعام صنع عبادة له وللشعب حسب أهوائه وليس حسب إرادة الله ونحت لله صورة بحسب قلبه، يربعام إخترع دين سياسى وخدع الشعب بمظهر الملك الطيب الذى يبحث عن راحة شعبه ولا يريد لهم التعب فى أن يسافروا إلى أورشليم فيجعل لهم مكانا قريبا لهم فى بيت إيل للعبادة.

بل مكانين وكل واحد يذهب للمكان الأقرب له بل هو إخترع عيدا آية (32).

وعموما لا ننسى أن عبادات سليمان الوثنية كانت هى البداية والباب لكل هذه الإنحرافات وهذه العبادات.


 

الإصحاح الثالث عشر

هذا الإصحاح هو إصحاح مخالفات كل البشر لأقوال الله. فالملك والشعب والنبى ومن إدعى النبوة كل هؤلاء لم يطيعوا الله، لم يطيع الله هنا سوى الحيوان، فنجد أسدا هو الذى أطاع.

 

الآيات 1-10:- واذا برجل الله قد اتى من يهوذا بكلام الرب الى بيت ايل ويربعام واقف لدى المذبح لكي يوقد فنادى نحو المذبح بكلام الرب وقال يا مذبح يا مذبح هكذا قال الرب هوذا سيولد لبيت داود ابن اسمه يوشيا ويذبح عليك كهنة المرتفعات الذين يوقدون عليك وتحرق عليك عظام الناس. واعطى في ذلك اليوم علامة قائلا هذه هي العلامة التي تكلم بها الرب هوذا المذبح ينشق ويذرى الرماد الذي عليه. فلما سمع الملك كلام رجل الله الذي نادى نحو المذبح في بيت ايل مد يربعام يده عن المذبح قائلا امسكوه فيبست يده التي مدها نحوه ولم يستطع ان يردها اليه. وانشق المذبح وذري الرماد من على المذبح حسب العلامة التي اعطاها رجل الله بكلام الرب. فاجاب الملك وقال لرجل الله تضرع الى وجه الرب الهك وصل من اجلي فترجع يدي الي فتضرع رجل الله الى وجه الرب فرجعت يد الملك اليه وكانت كما في الاول. ثم قال الملك لرجل الله ادخل معي الى البيت وتقوت فاعطيك اجرة. فقال رجل الله للملك لو اعطيتني نصف بيتك لا ادخل معك ولا اكل خبزا ولا اشرب ماء في هذا الموضع لاني هكذا اوصيت بكلام الرب قائلا لا تاكل خبزا ولا تشرب ماء ولا ترجع في الطريق الذي ذهبت فيه. فذهب في طريق اخر ولم يرجع في الطريق الذي جاء فيه الى بيت ايل.

إسم رجل الله مجهول لأنه خالف وصية الله بعد ذلك وكان من يهوذا وهذا ليلفت نظر شعب إسرائيل إلى أنهم تركوا العبادة الحقيقية فى أورشليم. ونادى نحو المذبح لأن البشر الواقفين حول المذبح كانوا قد قسوا قلوبهم ولا يريدون أن يسمعوا.

إسمه يوشيا = هى بنوة عجيبة فيوشيا جاء بعد 350 سنة تقريبا ولكنها تشبه نبوة كورش أش 28:44.

 ونجد تتميم النبوة فى (2 مل 15:23-20) ولأن تتميم النبوة كان بعيدا أعطى علامة أن المذبح سينشق وذلك ليفهموا أن المذبح وكهنته نجسون فى نظر الرب ولذلك سيقدمهم يوشيا ذبائح على هذا المذبح. وفى (4) مد يربعام يده = قاصدا قتله قطعا فيبست يد الملك والله له طرق كثيرة بها يوقف أعداء كنيسته. والملك خاف وقتيا ولكن قلبه كان قاسيا مثل قلب فرعون. وهو أراد إكرام البنى ليظهر أمام الشعب أنه على وفاق مع النبى الذى صنع أعجوبة أمامهم لكن رفض النبى عروض الملك ليظهر أنه لا يتفق معه فى أفعاله. ولاحظ أن الملك حارب النبى بطريقتين 1) محاولة قتله 2) محاولة إغرائه بالمال = أعطيك أجرة وفى (10) ذهب فى طريق آخر = حتى لا يعرفه أحد ممن رأوا المعجزة فيدعوه لبيته لشرح ما حدث ولاحظ قسوة قلب الملك فى (6) بقوله الرب إلهك وكان يربعام مثل فرعون فكلاهما شعرا بقوة الله وطلبا رفع الضربة لكنهم لم يقدموا توبة حقيقية بل مظهرية مكتفين برفع اثار الضربة لأنهم سعداء قلبيا بالخطية. لذلك فإن يربعام لم يتب لا بالإنذار ولا بالضربة ولا بمراحم الله التى ظهرت فى شفاء يده لكن أمين هو الرب الذى لا يضرب قبل أن ينذر.

 

الآيات 11-22:- وكان نبي شيخ ساكنا في بيت ايل فاتى بنوه وقصوا عليه كل العمل الذي عمله رجل الله ذلك اليوم في بيت ايل وقصوا على ابيهم الكلام الذي تكلم به الى الملك. فقال لهم ابوهم من اي طريق ذهب وكان بنوه قد راوا الطريق الذي سار فيه رجل الله الذي جاء من يهوذا. فقال لبنيه شدوا لي على الحمار فشدوا له على الحمار فركب عليه. وسار وراء رجل الله فوجده جالسا تحت البلوطة فقال له اانت رجل الله الذي جاء من يهوذا فقال انا هو. فقال له سر معي الى البيت وكل خبزا. فقال لا اقدر ان ارجع معك ولا ادخل معك ولا اكل خبزا ولا اشرب معك ماء في هذا الموضع. لانه قيل لي بكلام الرب لا تاكل خبزا ولا تشرب هناك ماء ولا ترجع سائرا في الطريق الذي ذهبت فيه.  فقال له انا ايضا نبي مثلك وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلا ارجع به معك الى بيتك فياكل خبزا ويشرب ماء كذب عليه. فرجع معه واكل خبزا في بيته وشرب ماء وبينما هما جالسان على المائدة كان كلام الرب الى النبي الذي ارجعه. فصاح الى رجل الله الذي جاء من يهوذا قائلا هكذا قال الرب من اجل انك خالفت قول الرب ولم تحفظ الوصية التي اوصاك بها الرب الهك.  فرجعت واكلت خبزا وشربت ماء في الموضع الذي قال لك لا تاكل فيه خبزا ولا تشرب ماء لا تدخل جثتك قبر ابائك.

هو نبى كاذب أراد إظهار صداقته لرجل الله الحقيقى ليكون له نفوذ عند الملك وعند الشعب وغالباً هو من مدرسة صموئيل للأنبياء لكن العالم جرفه. ورجوع رجل الله كان خطأ منه لأنه صدق النبى الكاذب فالله لا يتغير ولا يبدل كلامه فلا يقول شىء له وشىء مخالف للنبى الكاذب ولاشك أنه كان جائعا وعطشانا فمال إلى تصديق النبى الكاذب وهذا عكس ما فعله المسيح وهو جائع حينما جرب من إبليس. فصاح إلى رجل الله آية (21) صاح النبى الكاذب فى وجه رجل الله وعجيب أن يستخدم الله نبيا كاذبا ليصل صوته لرجله الذى خالفه ولكنه هو إستحق هذا ولقد سبق الله وإستخدم حماراً مع بلعام الشرير. ثم إستخدم بلعام الشرير فى النطق بنبوات عجيبة. والنبى الكاذب من المؤكد أنه إرتعب بعد ما حدث فإن كان هذا حكم الله على الغصن الأخضر فكم سيكون حكمة على الغصن اليابس أى هو نفسه، لقد شعر بفداحة خطيته التى صنعها وشعر بما سيحدث له هو أيضا نتيجة لكذبه. لا تدخل جثتك قبر أبائك أى يموت موتا غير طبيعيا ولا يدفن دفن عادى وذلك عصيبة عند القدماء,

 

الآيات 23-34:- ثم بعدما اكل خبزا وبعد ان شرب شد له على الحمار اي للنبي الذي ارجعه. وانطلق فصادفه اسد في الطريق وقتله وكانت جثته مطروحة في الطريق والحمار واقف بجانبها والاسد واقف بجانب الجثة. واذا بقوم يعبرون فراوا الجثة مطروحة في الطريق والاسد واقف بجانب الجثة فاتوا واخبروا في المدينة التي كان النبي الشيخ ساكنا بها. ولما سمع النبي الذي ارجعه عن الطريق قال هو رجل الله الذي خالف قول الرب فدفعه الرب للاسد فافترسه وقتله حسب كلام الرب الذي كلمه به. وكلم بنيه قائلا شدوا لي على الحمار فشدوا. فذهب ووجد جثته مطروحة في الطريق والحمار والاسد واقفين بجانب الجثة ولم ياكل الاسد الجثة ولا افترس الحمار. فرفع النبي جثة رجل الله ووضعها على الحمار ورجع بها ودخل النبي الشيخ المدينة ليندبه ويدفنه. فوضع جثته في قبره وناحوا عليه قائلين اه يا اخي.  وبعد دفنه اياه كلم بنيه قائلا عند وفاتي ادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله بجانب- لانه تماما سيتم الكلام الذي نادى به بكلام الرب نحو المذبح الذي في بيت ايل ونحو جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة. بعد هذا الامر لم يرجع يربعام عن طريقه الردية بل عاد فعمل من اطراف الشعب كهنة مرتفعات من شاء ملا يده فصار من كهنة المرتفعات. وكان من هذا الامر خطية لبيت يربعام وكان لابادته وخرابه عن وجه الارض.

واضح أن عمل الأسد غير طبيعى فهو لم يأكل جثة النبى ولا إفترس الحمار فهو هنا ينفذ إرادة الله فقط. ولقد ظهر هذا أمام الناس وشعروا بيد الله الثقيلة على كل من يخالفه. وكانت مخالفة النبى القتيل أنه برجوعه نقض ما كان قد قاله أولا. وطلب النبى الكاذب أن يدفن مع جثة النبى الحقيقى هذا ليحصل على بركة منه وإعلانا أنه صدق أنه رجل الله وصدق أن كل ما قاله لابد وسيتم بل أن كلامه هذا يدل على ندمه وتوبته على كذبته. وفى (32) مدن السامرة = من المؤكد أن النبى لم يقل السامرة بل قال مدن إسرائيل ففى وقته لم تكن السامرة قد صارت عاصمة لإسرائيل بعد. ولكن كاتب سفر الملوك أطلق الإسم المعروف وقت الكتابة. فالسامرة بنيت بعد يربعام (24:16) ونحو جميع بيوت المرتفعات = واضح أن المرتفعات إنتشرت وأن هذا النبى الشيخ فهم أن وجودها خطأ منهم. رسالة رجل الله بأن العبادة الحقيقية يجب أن تكون فى أورشليم. وفى (33) من شاء ملأ يده = وفى 2 أى 9:13. كل من أتى بثور وسبعة كباش يعطيها للملك يجعله كاهنا وكلمة ملأ يده تعنى تكريس للكهنوت كان لإبادته = أى كانت هذه الخطية سببا لهلاكه ولكن رحيم هو الله فى طرقه فهو لا يهلك دون سابق إنذار. وعجيب الله فى طرقه فهو يعاقب رجله الخاطىء ويترك يربعام والنبى الكاذب فمن يعرف أكثر يدان أكثر بل كانت ضربة رجل الله إنذار آخر للجميع أن الله لا يترك أى مخالفة. ولكن هل هلك رجل الله هلاك أبدى؟ نقول غالباً لا يمكن أن يهلك فالله لن ينسى شجاعته ووقوفه فى وجه الملك. بل هو حذره وهو عرف أنه سيموت وكانت عقوبته هذه الميتة الصعبة بواسطة الأسد بل كانت المدة من إنذار الله له حتى موته فترة توبة ورجوع لله لكن العقوبة لابد وأن تتم ولابد أن يتمجد الله فى دينونة الخطية ومن المؤكد هلاك يربعام ومن سار فى طريقه فالعقوبة تبدأ من بيت الله وتمتد للآخرين 1 بط 17:4-19.


 

الإصحاح الرابع عشر

الآيات 1-20:- في ذلك الزمان مرض ابيا بن يربعام. فقال يربعام لامراته قومي غيري شكلك حتى لا يعلموا انك امراة يربعام واذهبي الى شيلوه هوذا هناك اخيا النبي الذي قال عني اني املك على هذا الشعب وخذي بيدك عشرة ارغفة وكعكا وجرة عسل وسيري اليه وهو يخبرك ماذا يكون للغلام. ففعلت امراة يربعام هكذا وقامت وذهبت الى شيلوه ودخلت بيت اخيا وكان اخيا لا يقدر ان يبصر لانه قد قامت عيناه بسبب شيخوخته. وقال الرب لاخيا هوذا امراة يربعام اتية لتسال منك شيئا من جهة ابنها لانه مريض فقل لها كذا وكذا فانها عند دخولها تتنكر. فلما سمع اخيا حس رجليها وهي داخلة في الباب قال ادخلي يا امراة يربعام لماذا تتنكرين وانا مرسل اليك بقول قاس اذهبي قولي ليربعام هكذا قال الرب اله اسرائيل من اجل اني قد رفعتك من وسط الشعب وجعلتك رئيسا على شعبي اسرائيل. وشققت المملكة من بيت داود واعطيتك اياها ولم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي والذي سار ورائي بكل قلبه ليفعل ما هو مستقيم فقط في عيني. وقد ساء عملك اكثر من جميع الذين كانوا قبلك فسرت وعملت لنفسك الهة اخرى ومسبوكات لتغيظني وقد طرحتني وراء ظهرك. لذلك هانذا جالب شرا على بيت يربعام واقطع ليربعام كل بائل بحائط محجوزا ومطلقا في اسرائيل وانزع اخر بيت يربعام كما ينزع البعر حتى يفنى. من مات ليربعام في المدينة تاكله الكلاب ومن مات في الحقل تاكله طيور السماء لان الرب تكلم. وانت فقومي وانطلقي الى بيتك وعند دخول رجليك المدينة يموت الولد. ويندبه جميع اسرائيل ويدفنونه لان هذا وحده من يربعام يدخل القبر لانه وجد فيه امر صالح نحو الرب اله اسرائيل في بيت يربعام. ويقيم الرب لنفسه ملكا على اسرائيل يقرض بيت يربعام هذا اليوم وماذا الان ايضا. ويضرب الرب اسرائيل كاهتزاز القصب في الماء ويستاصل اسرائيل عن هذه الارض الصالحة التي اعطاها لابائهم ويبددهم الى عبر النهر لانهم عملوا سواريهم واغاظوا الرب. ويدفع اسرائيل من اجل خطايا يربعام الذي اخطا وجعل اسرائيل يخطئ. فقامت امراة يربعام وذهبت وجاءت الى ترصة ولما وصلت الى عتبة الباب مات الغلام. فدفنه وندبه جميع اسرائيل حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده اخيا النبي.

 واما بقية امور يربعام كيف حارب وكيف ملك فانها مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل والزمان الذي ملك فيه يربعام هو اثنتان وعشرون سنة ثم اضطجع مع ابائه وملك ناداب ابنه عوضا عنه.

نجد هنا إنذار جديد ليربعام أقسى وأشد فتأديب الله يتصاعد ويشتد ضد الخاطىء حتى يتوب ونجد هنا أن إبن يربعام وربما هو بكره أو ولى عهده قد مرض. ولم يرد يربعام أن يذهب إلى أخيا النبى بنفسه فهو يعرف أنه خالف أوامره وجعل إمرأته تتنكر لنفس السبب حتى لا يعرف أنها إمرأته وهو ظن أن أخيا لن يقبله ثم وهو خاف أن يعرف أحد من الشعب أنه يلجأ لنبى الله. ولنلاحظ أن يربعام لم يلجأ إلى عجوله لشفاء الولد بل لجأ إلى أخيا وإلى إله أورشليم مما يثبت أنه يعلم تماما ضلال طريقه. وهو يلجأ لله لكن ليس كتائب بل مختبئا فهل الإختباء من الله يحمى الإنسان من غضب الله (مثال لذلك يونان) وربما لو قدم يربعام توبة ونزع الأوثان لقبله الله وشفى له إبنه وثبت كرسيه. وعجيب هو طلب يربعام!!.

فكل ما طلبه أن يعرف مستقبل الغلام ولم يطلب شفاء له. ولنلاحظ أن عقله بدأ يظلم وهذا مصير كل من يخالف الله. فكيف يعرف أخيا مستقبل الغلام ولا يعرف أن المرأة زوجته ولاحظ أن ذو العين السليمة فقد الرؤية وصار يتخبط فى قراراته وأن النبى الأعمى له رؤية واضحة وحتى الآن فكثيرين مشغولون بمعرفة المستقبل ولكنهم لا يطلبون التوبة. وفى (2) شيلوه = هى جنوب شكيم وتقع بين أورشليم وشكيم. ونلاحظ هنا أن يربعام نقل مقر ملكه إلى ترصة (آية 17) وهى مدينة معروفة بجمالها نش 4:6. ولاحظ بالرغم من كل ما يحدث فى إسرائيل أن الله مازال يقول شعبى إسرائيل (آية 7) فالله لم يرفضهم حتى هذه اللحظة. وفى (10) كل بائل بحائط= وقد تشير للإنسان المشرد الذى ليس له مكان أو بيت فحتى هذا سينزع - معناها كل ذكر وهذه كناية يبدو أنها كانت مستخدمة فى تلك الأيام. وبائل معناها من يتبول فمن يتبول على حائط لابد وأن يكون ذكرا. محجوزاً ومطلقاً = هو تعبير أيضا يشير إلى جميع الناس وهناك من يفسره أنه يعنى العبيد والأحرار وهناك من فسره أنه يعنى سكان المدن ذات الأسوار (محجوز) والقرى التى لا أسوار لها (مطلق) كما ينزع البعر حتى يفنى = البعر هو الروث الجاف والتشبيه هنا أن الله سيحرق إسرائيل حتى تفنى كما تفنى النيران الروث الجاف تماما لأنهم إحتقروا الرب. وفى (13) يندبه جميع إسرائيل = ويقال أن هذا الإبن كان محبوبا وصالحا ورافضا لعبادة الأوثان وطلب رجوع العبادة لأورشليم (هكذا تقول التقاليد اليهودية) ولأن الرب أحبه أخذه حتى لا يتأثر بالعبادات الوثنية وسيكون هو الوحيد الذى سيدفن بكرامة من كل العائلة. وفى (14) هذا الملك هو بعشا 27:15-29. وماذا الآن أيضا = أى ما الفائدة أن أطيل الكلام والوقت قريب الذى فيه سيتحقق هذا الكلام. وفى (15) كإهتزاز القصب القصب علامة الضعف وعدم الثبات. ويبددهم إلى عبر النهر = هذه نبوة بالسبى إلى أشور فالنهر هو نهر الفرات وهذه النبوة تحققت بعد 230 سنة 2 مل 6:17. سواريهم = تماثيل من خشب منقوشة. وفى (17) تحققت نبوة النبى ومات الغلام = وموت الولد عند دخول أمه إلى ترصة كان علامة على أن باقى النبوة ستحقق فهل تابوا؟!! أبدا وفى (19) حارب يربعام رحبعام وأبنه أبيام (أبيا) 2 مل 30:14 + 2 أى 2:13.

 

الآيات 21-31:- واما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا وكان رحبعام ابن احدى واربعين سنة حين ملك وملك سبع عشرة سنة في اورشليم المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع اسباط اسرائيل واسم امه نعمة العمونية. وعمل يهوذا الشر في عيني الرب واغاروه اكثر من جميع ما عمل اباؤهم بخطاياهم التي اخطاوا بها. وبنوا هم ايضا لانفسهم مرتفعات وانصابا وسواري على كل تل مرتفع وتحت كل شجرة خضراء. وكان ايضا مابونون في الارض فعلوا حسب كل ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. وفي السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر الى اورشليم. واخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك واخذ كل شيء واخذ جميع اتراس الذهب التي عملها سليمان. فعمل الملك رحبعام عوضا عنها اتراس نحاس وسلمها ليد رؤساء السعاة الحافظين باب بيت الملك. وكان اذا دخل الملك بيت الرب يحملها السعاة ثم يرجعونها الى غرفة السعاة. وبقية امور رحبعام وكل ما فعل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. وكانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الايام ثم اضطجع رحبعام مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود واسم امه نعمة العمونية وملك ابيام ابنه عوضا عنه.

ينتقل الوحى الآن إلى قصة رحبعام وذلك لأننا نجد أن قصة تاريخ يهوذا وإسرائيل متداخلتان فى كتاب الملوك. وفى (21) المدينة التى إختارها الرب= ليفرق بينها وبين العبادات فى إسرائيل ففى أورشليم هيكل الرب. وأيضا ذكر أورشليم كمدينة إختارها الرب يزيد من بشاعة خطية يهوذا الذين لهم الهيكل والشرائع والكهنوت فهم أقاموا أنصاب = تمثل الجانب المذكر فى الآلهة وهى حجر لعبادة البعل. وسوارى جمع سارية وهى تمثل الجانب المؤنث فى الآلهة وهى تماثيل خشبية. مأبونون = هم ذكور شواذ جنسياً كرسوا أنفسهم لعبادة البعل القبيحة وهم يتبرعون بدخلهم من زناهم للهيكل وكان هناك أيضا زانيات مخصصات لذلك. ولذلك سمح الله لشيشق ملك مصر أن يؤدب يهوذا وربما كان صعود شيشق بالإتفاق مع يربعام لأنه وجد فى الأوثان المصرية أن شيشق إستولى على عدة مدن فى إسرائيل وربما كانت هذه المدن مازالت تحت سلطة يهوذا فإستولى عليها شيشق وأعطاها لحليفه يربعام. وأخذ شيشق ثروة سليمان العظيمة وتحول الذهب إلى نحاس لأن عبادة الرب تحولت إلى عبادة أوثان.

ونجد أن الملك يؤدى عبادة مظاهر للرب فهو يذهب للهيكل وأمامه جنوده حاملين أتراس فهل يليق هذا بالتواضع أمام الله. ومما يثبت أن العبادة للرب ظاهرية أن القلوب كانت منقسمة ما بين عبادة الله وعبادة الأوثان.


 

الإصحاح الخامس عشر

الآيات 1-8:- وفي السنة الثامنة عشر للملك يربعام بن نباط ملك ابيام على يهوذا. ملك ثلاث سنين في اورشليم واسم امه معكة ابنة ابشالوم وسار في جميع خطايا ابيه التي عملها قبله ولم يكن قلبه كاملا مع الرب الهه كقلب داود ابيه. ولكن لاجل داود اعطاه الرب الهه سراجا في اورشليم اذ اقام ابنه بعده وثبت اورشليم. لان داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما اوصاه به كل ايام حياته الا في قضية اوريا الحثي. وكانت حرب بين رحبعام ويربعام كل ايام حياته وبقية امور ابيام وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا وكانت حرب بين ابيام ويربعام. ثم اضطجع ابيام مع ابائه فدفنوه في مدينة داود وملك اسا ابنه عوضا عنه.

معكة إبنة ابيشالوم = إبنة ابشالوم إسمها ثامار (2 صم 27:14) وقد تزوجت ثامار بأوريئيل فولدت له ميخايا أو معكة (2 أى 2:13) فكانت معكة إبنة إبنة ابشالوم. وفى (6) حرب بين رحبعام ويربعام = بدأت الحرب بين رحبعام ويربعام (30:14) وإستمرت أيام أبيا وقوله هنا بين رحبعام أى أبيا إبن رحبعام كأنه يقول حرب بين بيت رحبعام وبين يربعام. والحرب التى دارت بين أبيا بن رحبعام وبين يربعام2 أى 10:13-12 نجد أبيا إتكل فيها على الرب فنصره الرب لكن قلبه لم يكن كاملا مع الله فى (4) سراجاً فى أورشليم وكانوا يطفئون السراج فى حالة موت صاحب البيت إذا المعنى دوام حياة الشخص أى إستمرار بيت داود.

 

الآيات 9-15: وفي السنة العشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك اسا على يهوذا. ملك احدى واربعين سنة في اورشليم واسم امه معكة ابنة ابشالوم. وعمل اسا ما هو مستقيم في عيني الرب كداود ابيه. وازال المابونين من الارض ونزع جميع الاصنام التي عملها اباؤه. حتى ان معكة امه خلعها من ان تكون ملكة لانها عملت تمثالا لسارية وقطع اسا تمثالها واحرقه في وادي قدرون. واما المرتفعات فلم تنزع الا ان قلب اسا كان كاملا مع الرب كل ايامه. وادخل اقداس ابيه واقداسه الى بيت الرب من الفضة والذهب والانية.

فى (10) ملك أسا 41 سنة فنلاحظ أن عمر ملوك يهوذا الصالحين كان طويلا فهم أكرموا أبيهم السماوى فطالت أيام حياتهم على الأرض. وإسم أمه معكة واضح أن معكة هى جدته (قارن مع آية 2) ولكن يبدو أنها كانت إمرأة متسلطة قوية فذكرت هى ولم تذكر أمه الحقيقية. وربما هى التى ربته كولى للعهد وكانت معكة هذه عابدة للأوثان وادى قدرون = إلى جهة الشرق من أورشليم وليس فيه ماء إلا فى فصل الشتاء وكانوا يطرحون فيه النجاسات (2 مل 4:23 + 2 أى 16:29 + 14:30) وأما المرتفعات = هو نزع بعضها وليس كلها 2 أى 3:14 أو هو نزعها فأعادوا بنائها. وكانت بعض المرتفعات لعبادة الرب ولكن هذا أيضا ممنوع ومخالف للشريعة فموسى أوصى بالعبادة فى مكان واحد. وأدخل أقداس أبيه = أى غنيمة الحرب التى أخذها أبيه أبيام فى حربه مع يربعام وهذا ليعوض أسا على ما كان شيشق قد أخذه فى زمن رحبعام وسميت أقداس لأنه قدسها لله.

 

الآيات 16-24:- وكانت حرب بين اسا وبعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. وصعد بعشا ملك اسرائيل على يهوذا وبني الرامة لكي لا يدع احد يخرج او يدخل الى اسا ملك يهوذا. واخذ اسا جميع الفضة والذهب الباقية في خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك ودفعها ليد عبيده وارسلهم الملك اسا الى بنهدد بن طبريمون بن حزيون ملك ارام الساكن في دمشق قائلا. ان بيني وبينك وبين ابي وابيك عهدا هوذا قد ارسلت لك هدية من فضة وذهب فتعال انقض عهدك مع بعشا ملك اسرائيل فيصعد عني. فسمع بنهدد للملك اسا وارسل رؤساء الجيوش التي له على مدن اسرائيل وضرب عيون ودان وابل بيت معكة وكل كنروت مع كل ارض نفتالي. ولما سمع بعشا كف عن بناء الرامة واقام في ترصة. فاستدعى الملك اسا كل يهوذا لم يكن بريء فحملوا كل حجارة الرامة واخشابها التي بناها بعشا وبنى بها الملك اسا جبع بنيامين والمصفاةو بقية كل امور اسا وكل جبروته وكل ما فعل والمدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا غير انه في زمان شيخوخته مرض في رجليه. ثم اضطجع اسا مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه وملك يهوشافاط ابنه عوضا عنه.

وكانت حرب بين أساو بعشا = وفى 2 أى 1:14 أن الأرض استراحت 10 سنين فى أول ملك أسا أى لم تكن هناك حرب عظيمة حتى وقت هذه الحرب. وفى 2 أى 1:16. أن هذه الحرب كانت فى السنة ال 36 لملك أسا وظاهرياً فإن هذا يبدو مستحيلاً لأن بعشا ملك فى السنة الثالثة لملك أسا (آية 29،28) وقد ملك بعشا 24 سنة (آية 33) وبذلك يكون بعشا قد مات فى السنة 27 لأسا ولكن كما ذكرنا فى المقدمة فلم يكن هناك نظام واحد للتأريخ متفق عليه بين الكتاب فكاتب الأيام حين يقول السنة 36 يقصد منذ إنفصال العشرة أسباط عن يهوذا وبذلك تكون السنة 36 للإنفصال موافقة للسنة 16 لملك أسا وفى (17) نجد أن بعشا هاجم الرامة = فى أرض بنيامين وهو على هضبة عالية على شمال أورشليم بحوالى 10 كم وكان حلول بعشا فيها تهديد لأورشليم ذاتها لكى لا يدع أحد يخرج أو يدخل = أى قطع العلاقات التجارية بين يهوذا وإسرائيل منع الذين أرادوا اللجوء إلى يهوذا أو العابدين الذين يذهبون لأورشليم من سكان إسرائيل فضلاً

عن أن هذا يعتبر خطوة إستعداد للهجوم على أورشليم ونجد أسا قد تصرف بذكاء سياسى فهو قد تحالف مع ملك أرام وأرسل له هدايا ليكسر حلفه مع ملك إسرائيل ويضربه ولقد حدث هذا فعلا ونجحت الخطة لكن كان هناك عدة أخطاء لآسا:-

1.     هو دفع بنهدد لكسر معاهدة بينه وبين إسرائيل.

2.     إعتماده على ذراع بشر.

3.     أرسل المقدسات لبنهدد الملك الوثنى.

4.     ولذلك وبخه حنانى الرائى (2 أى 7:16-10) لأنه إستند على أرام. فغضب أسا وسجن الرائى ولذلك نفهم لماذا أدبه الرب بمرض فى رجليه (آية 23).

وفى (18) حزيون هو غالبا رزون خصم سليمان وفى (19) بينى وبينك عهدا = أى صلح بينه وبين بنهدد كما كان بين بنهدد وأبيه أبيام وقد وافق لأنه سيأخذ بضع مدن من إسرائيل وفى (21) كف عن بناء الرامة = فهو لا يقدر أن يحارب عدوين فى وقت واحد. وفى (22) لم يكن برىء = أى لم يستثنى أو يعفى أحد من هذا العمل القومى.

 

الآيات 25-34:- وملك ناداب بن يربعام على اسرائيل في السنة الثانية لاسا ملك يهوذا فملك على اسرائيل سنتين. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق ابيه وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ. وفتن عليه بعشا بن اخيا من بيت يساكر وضربه بعشا في جبثون التي للفلسطينيين وكان ناداب وكل اسرائيل محاصرين جبثون. واماته بعشا في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا وملك عوضا عنه. ولما ملك ضرب كل بيت يربعام لم يبق نسمة ليربعام حتى افناهم حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده اخيا الشيلوني. لاجل خطايا يربعام التي اخطاها والتي جعل بها اسرائيل يخطئ باغاظته التي اغاظ بها الرب اله اسرائيل. وبقية امور ناداب وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. وكانت حرب بين اسا وبعشا ملك اسرائيل كل ايامهما. في السنة الثالثة لاسا ملك يهوذا ملك بعشا بن اخيا على جميع اسرائيل في ترصة اربعا وعشرين سنة. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق يربعام وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ.

نلاحظ كثرة الفتن فى إسرائيل فبينما إستمر كرسى داود فى يهوذا 400 سنة أتت 9 أسرات للحكم فى إسرائيل فى مدة 250 سنة وفى(27) جبثون = هى فى أرض دان على حدود أرض الفلسطينيين وكان الفلسطينيين قد أخذوها. وحاول ناداب أن يسترجعها ولقد إستمرت هذه الحرب حتى زمان عمرى أى بعد 26 سنة. وفى (32) حرب بين أسا بعشا كل أيامهما = هى حروب مناوشات لأن الحرب الكبيرة كانت فى السنة 16 لأسا.

الحروب المستمرة بين يهوذا وإسرائيل أضعفت كليهما وذلك لحساب الملوك المجاورين.


 

الإصحاح السادس عشر

الآيات 1-7:- وكان كلام الرب الى ياهو بن حناني على بعشا قائلا. من اجل اني قد رفعتك من التراب وجعلتك رئيسا على شعبي اسرائيل فسرت في طريق يربعام وجعلت شعبي اسرائيل يخطئون ويغيظونني بخطاياهم. هانذا انزع نسل بعشا ونسل بيته واجعل بيتك كبيت يربعام بن نباط. فمن مات لبعشا في المدينة تاكله الكلاب ومن مات له في الحقل تاكله طيور السماء. وبقية امور بعشا وما عمل وجبروته اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. واضطجع بعشا مع ابائه ودفن في ترصة وملك ايلة ابنه عوضا عنه. وايضا عن يد ياهو بن حناني النبي كان كلام الرب على بعشا وعلى بيته وعلى كل الشر الذي عمله في عيني الرب باغاظته اياه بعمل يديه وكونه كبيت يربعام ولاجل قتله اياه.

ياهو بن حنانى هو إبن حنانى الرائى الذى وبخ أسا من قبل غالبا رفعتك من التراب = فهو لم يكن له نسب شريف لأجل قتله إياه = الله سمح بالقتل أى قتل ملك إسرائيل ناداب لشره وشر بيت أبيه لكن الله لا يبرىء القاتل فهو لم يقتل ناداب غيرة للرب بل فى فتنة ومؤامرة لكى يملك. وهكذا سمح الله لبابل أن تؤدب يهوذا لكنه لم يبرىء بابل على أعمالها الوحشية. وفى (2) نرى الله فى محبته ورحمته مازال يقول شعبى إسرائيل ولم يقل عليهم ليسوا شعبى إلا فى أواخر أيام مملكة إسرائيل وعلى فم هوشع النبى فالله طويل الأناة.

 

الآيات 8-14:- وفي السنة السادسة والعشرين لاسا ملك يهوذا ملك ايلة بن بعشا على اسرائيل في ترصة سنتين. ففتن عليه عبده زمري رئيس نصف المركبات وهو في ترصة يشرب ويسكر في بيت ارصا الذي على البيت في ترصة. فدخل زمري وضربه فقتله في السنة السابعة والعشرين لاسا ملك يهوذا وملك عوضا عنه. وعند تملكه وجلوسه على كرسيه ضرب كل بيت بعشا لم يبق له بائلا بحائط مع اوليائه واصحابه. فافنى زمري كل بيت بعشا حسب كلام الرب الذي تكلم به على بعشا عن يد ياهو النبي. لاجل كل خطايا بعشا وخطايا ايلة ابنه التي اخطاا بها وجعلا اسرائيل يخطئ لاغاظة الرب اله اسرائيل باباطيلهم. وبقية امور ايلة وكل ما فعل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.

عبده زمرى = جميع رجال الملك هم عبيده كبار وصغار، وزمرى مع أنه رئيس نصف المركبات إلا أنه سمى عبدا للملك ولاحظ أن الملك يسكر ويأكل ويشرب وجيشه يحارب وهذا لا يليق بل هو كان يشرب فى بيت وكيله المدعو إرصا = إرصا الذى على البيت. ولذلك غالبا كانت المؤامرة بين إرصا وزمرى. وقتل زمرى لكل أصحاب الملك جعل عمرى يخاف ويثور عليه فهو إن لم يقتل زمرى سبقتله زمرى وكان من يملك يقتل كل رجال الملك السابق حتى لا يطالب أحد بدم الملك القتيل رئيس نصف المركبات = أحد قادة الجيش كرئيس مشارك للمركبات العسكرية.

 

الآيات 15-28:- في السنة السابعة والعشرين لاسا ملك يهوذا ملك زمري سبعة ايام في ترصة وكان الشعب نازلا على جبثون التي للفلسطينيين. فسمع الشعب النازلون من يقول قد فتن زمري وقتل ايضا الملك فملك كل اسرائيل عمري رئيس الجيش على اسرائيل في ذلك اليوم في المحلة. وصعد عمري وكل اسرائيل معه من جبثون وحاصروا ترصة ولما راى زمري ان المدينة قد اخذت دخل الى قصر بيت الملك واحرق على نفسه بيت الملك بالنار فمات. من اجل خطاياه التي اخطا بها بعمله الشر في عيني الرب وسيره في طريق يربعام ومن اجل خطيته التي عمل بجعله اسرائيل يخطئ. وبقية امور زمري وفتنته التي فتنها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. حينئذ انقسم شعب اسرائيل نصفين فنصف الشعب كان وراء تبني بن جينة لتمليكه ونصفه وراء عمري. وقوي الشعب الذي وراء عمري على الشعب الذي وراء تبني بن جينة فمات تبني وملك عمري. في السنة الواحدة والثلاثين لاسا ملك يهوذا ملك عمري على اسرائيل اثنتي عشرة سنة ملك في ترصة ست سنين واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضة وبنى على الجبل ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب الجبل السامرة وعمل عمري الشر في عيني الرب واساء اكثر من جميع الذين قبله. وسار في جميع طريق يربعام بن نباط وفي خطيته التي جعل بها اسرائيل يخطئ لاغاظة الرب اله اسرائيل باباطيلهم. وبقية امور عمري التي عمل وجبروته الذي ابدى اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. واضطجع عمري مع ابائه ودفن في السامرة وملك اخاب ابنه عوضا عنه.

ملك زمرى 7 أيام لكنه فى هذه المدة البسيطة حفظ له مكان وسط ملوك إسرائيل الأشرار فهو اغتال الملك وأصدقائه الأبرياء ووافق على عبادة العجول وشق مملكة إسرائيل إلى حزبين هما حزب تبنى (من رجال زمري) وحزب عمرى وبقيت الحرب 4 سنين وأحرق قصر الملك على نفسه فمات منتحرا 1) حتى لا يمثلوا بجثته 2) حتى لا يستخدم عدوه القصر بعده. وسبب الانقسام خوف الشعب أن يحكم عمرى الشعب بالسيف فهو رجل عسكرى فخاف الشعب من سيطرة الجيش عليهم وفى (15) ملك كل إسرائيل عمرى = أى كل الجيش الذى فى جبثون. وهنا عمرى ملك بإنتخاب الشعب له وليس بالقتل كما فعل زمرى. تبنى = هو غالبا خلف زمرى فى رئاسة الحزب الذى قاوم عمرى. وعمرى ملك 7 سنوات لأنه مات فى السنة 38 لأسا (آية 29).

وهو ملك فى السنة 31 لآسا (آية 23). ولكن فى آية (23) قيل أن عمرى ملك 12 سنة والحل بسيط فالإثنى عشر سنة محسوبة من يوم ملكه الجيش. والسبع سنين محسوبة من يوم موت تبنى. وعمرى إختار السامرة لتكون عاصمة وهى مناسبة جدا لذلك فهى على جبل عال لذلك كعاصمة يسهل تحصينها جدا وهى جميلة جدا وقد بقيت عاصمة لإسرائيل 200 سنة ولقد فاق عمرى كل من قبله فى العبادة الوثنية. وغالبا فقد بنى عمرى السامرة لأن ترصة خربت فى الحرب وزمرى أحرق القصر.

والتاريخ يسجل أن عمرى كان أنجح ملوك إسرائيل سياسيا وعسكريا. ولكنه لوثنيته فهو أمام الله لا شىء ولذلك لم يذكر عنه هنا سوى القليل فالكتاب ليس كتاب تاريخى بل هو كتاب معاملات الله مع الناس وعمرى فشل فى أن يعرف الرب.

 

الآيات 29-34:- واخاب بن عمري ملك على اسرائيل في السنة الثامنة والثلاثين لاسا ملك يهوذا وملك اخاب بن عمري على اسرائيل في السامرة اثنتين وعشرين سنة وعمل اخاب بن عمري الشر في عيني الرب اكثر من جميع الذين قبله. وكانه كان امرا زهيدا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط حتى اتخذ ايزابل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين امراة وسار وعبد البعل وسجد له. واقام مذبحا للبعل في بيت البعل الذي بناه في السامرة. وعمل اخاب سواري وزاد اخاب في العمل لاغاظة الرب اله اسرائيل اكثر من جميع ملوك اسرائيل الذين كانوا قبله. في ايامه بنى حيئيل البيتئيلي اريحا بابيرام بكره وضع اساسها وبسجوب صغيره نصب ابوابها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد يشوع بن نون.

أخاب الذى فاق شره كل ملوك إسرائيل لأنه أدخل عبادة البعل فهو تزوج إيزابل زواجا سياسيا لتدعمه صور وكانت إيزابل محبة لإلهها البعل فأدخلت عبادتها الوثنية لإسرائيل وكانت الحامية لها. ولقوتها وقوة شخصيتها أمام أخاب إضطهدت عبيد يهوة (4:18) إيزابل إبنة اثبعل = وأثبعل كما قال يوسيفوس هو كاهن البعل فى صور وقيل أنه كان ايضا ملك صور وكانت إيزابل شريرة وقوية وتسلطت على زوجها وإبنها يورام وإبنتها عثليا وقتلت أتباع يهوة وسمح لها أخاب بهذا. إلا أن أخاب كان مترددا بين عبادة يهوة وعبادة البعل فهو أطلق أسماء عبرانية.

 (تشمل إسم يهوة) على أولاده بينما يسمح لإيزابل بقتل أتباع يهوة. ولقد ملك على إسرائيل ويهوذا من أولاد إيزابل فأفسدت بشرورها المملكتين وكانت عبادة عجول يربعام كما يدعى أصحابها هى عبادة للرب يهوة لكن عبادة البعل هى عبادة وثنية محضة.

وفى آية (34):-

بعد أن أسقط يشوع أسوار أريحا وهدم المدينة لعن من يبنيها ثانية فهو أراد أن تظل شاهدة على عقوبة الله ضد الخطاة وعلى المعجزة التى حدثت ولكن فى أيام أخاب ومع إهمال شريعة الرب قام هذا الرجل حيئيل البيتئيلى يبنى أريحا. وكانت أريحا قد بنيت من قبل وبعد أيام يشوع بقليل وسكنها عجلون ملك موآب قض 13:3. قم أقام فيها رجال داود الذين أهانهم ملك عمون 2 صم 5:10. لكن حيثيل هذا وسع المدينة وحصنها وبنى لها سور لذلك وقعت عليه لعنة يشوع التى لعن بها الرجل الذى يبنيها (يش 26:6) التى نص فيها أنه سيموت بكره وصغيره وتحققت نبوة يشوع فيه بأبيرام بكره وضع أساسها أى يوم بدأ البناء وبسجوب صغيره نصب أبوابها = أى يوم إنتهى من بناء الأسوار ووضع الأبواب فيوم وضع الأساس مات بكره ويوم إنتهى من أبوابها مات صغيره. ولقد سمح الله بهذا حتى يذكرهم بشريعة الرب. وقد يكون أن جميع أولاده ماتوا أثناء البناء وذكر البكر والصغير فى بداية ونهاية العمل إشارة لهلاك كل أولاده. وهناك رأى آخر أن حيئيل لوثنيته قدم أولاده ضحايا للآلهة الوثنية فى هذه المناسبة غير أن الرأى الأول أرجح ويتمشى مع فكر الكتاب فما حدث نبوة وقد تمت.


 

الإصحاح السابع عشر

إيليا النبى العظيم.

 

آية 1:- وقال ايليا التشبي من مستوطني جلعاد لاخاب حي هو الرب اله اسرائيل الذي وقفت امامه انه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين الا عند قولي.

يقول بولس الرسول " ولكن حيث كثرت الخطية إزدادت النعمة جدا رو 20:5"

ولقد كان أخاب وإيزابل ثنائى شرير جدا وأيامهم إزدادات الخطية ولم يبقى الله نفسه بلا شاهد فأرسل إيليا أحد أعظم أنبياء إسرائيل وكان عدد أنبياء وكهنة البعل قد وصل إلى 850 وقصد أخاب وإيزابل قتل أنبياء الرب (مدرسة الأنبياء التى أسسها صموئيل) وإستئصال عبادة يهوة. لذلك إستلزم الأمر قيام نبى قوى مثل إيليا ليقف فى وجه أخاب وإيزابل. بل إستدعى الأمر حدوث عجائب تشهد للنبى ليسمع له الشعب الذى ضلله ملوكه ولأن الزمن كان زمانا خطيرا إستلزم الأمر وسائل إلهية غير عادية. وكانت صلاة إيليا بوقف المطر هى بحسب مشيئة الرب ولمجازاة الشعب عن خطاياهم. وأيضا لإمتحان البعل ليرى الناس الذين عبدوه هل يقدر البعل أن يرسل المطر فهم يدعون أن البعل هو إله الطبيعة فهل تجيب الطبيعة البعل؟ لقد أعد عدو الخير أخاب وإيزابل ليضل الشعب وأعد الله إيليا الجبار ليرد شعبه.

وإيليا أو إيلياهو معنى إسمه هو إلهى أو إلهى يهوة هو والتشبى هناك من فسرها بأنها تعنى الغريب أو بأنها تعنى المصلح أو الذى يدعو للرجوع لله أو أنه ولد فى تشبه فى نفتالى. والرجوع قد يكون بدرس قاسى مثل منع المطر (مثل الإبن الضال). ونرى شجاعة إيليا فى أنه يذهب أمام أخاب ليخبره بأنه لن يكون هناك مطر سوى عند قوله وهو يعلم أن أخاب يقتل الأنبياء. وكان كلام إيليا للملك على مسمع من الجميع.

 

الآيات 2،3:- و كان كلام الرب له قائلا. انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الاردن.

وإختبىء عند نهر كريت = لأنه بعد أن ينقطع المطر سيمسكونه وإن لم يأتى بالمطر سيقتلونه. ونهر كريت هو فى شرق الأردن ويصب فى الأردن. وإختباء إيليا كان بسبب أن الله أراد أن يوقف المطر فترة طويلة حتى ينضجوا للتوبة فما معنى أن الله يستجيب فورا دون أن يكون القلب قد تحرك للتوبة ولو ظهر إيليا ربما يتعاطف مع طلبات الناس.

 

الآيات 4-7:- فتشرب من النهر وقد امرت الغربان ان تعولك هناك. فانطلق و عمل حسب كلام الرب و ذهب فاقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الاردن. و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء و كان يشرب من النهر. و كان بعد مدة من الزمان ان النهر يبس لانه لم يكن مطر في الارض.

الغربان= لماذا يختار الله الغراب ليعول إيليا؟ هذا ليظهر عمل الله الإعجازى وأنه قادر أن يخرج من الجافى حلاوة فالغراب مفروض أن يأكل الخبز واللحم ولكنه ها هو لا يأكل منهم ولا يطعم صغاره منهم بل يأتى بهم لإيليا بل وفى الميعاد صباحا ومساء.

إن أنبياء إيزابل جاعوا أما نبى الله ياكل خبز ولحم.

 

الآيات 8،9:- و كان له كلام الرب قائلا. قم اذهب الى صرفة التي لصيدون واقم هناك هوذا قد امرت هناك امراة ارملة ان تعولك.

صرفة التى لصيدون = أظهر النبى طاعته وإيمانه بذهابه إلى هذا المكان الذى يعبدون فيه البعل وكان هناك إحتمال كبير إما أن يقتلوه أو يسلمونه لأخاب ونجد هنا أمر عجيب آخر أن أرملة غريبة ومن شعب غريب هى التى تعوله وتقبله فى بيتها. والمسيح أشار لهذه الأرملة، أرملة صرفة صيدا لإعلان رحمته على الأمم ولماذا صيدون بالذات؟ لأن صيدون هى بلد إيزابل. فالله الذى جعل الغراب يأتى بالطعام لإيليا عكس الطبيعة هو قادر أن يحمى إيليا فى بلد إعدائه وهو قادر أن يحمى أولاده حتى فى أوكار أعدائهم. والله لم يستخدم نهر الأردن ليعوله بل نهر صغير بل سيجف بعد حين وهو نهر كريت. وإستخدم غربان لتطعمه وأرملة لتعوله فهو قادر أن يستخدم أصغر الأشياء لخدمة أولاده بل لنرى ماذا كان أكل إيليا خبزولحم وهو أكل الأغنياء فالله يعول أولاده بأحسن الأشياء.

 

الآيات 10-16:- فقام وذهب الى صرفة وجاء الى باب المدينة واذا بامراة ارملة هناك تقش عيدانا فناداها وقال هاتي لي قليل ماء في اناء فاشرب. وفيما هي ذاهبة لتاتي به ناداها وقال هاتي لي كسرة خبز في يدك. فقالت حي هو الرب الهك انه ليست عندي كعكة ولكن ملء كف من الدقيق في الكوار وقليل من الزيت في الكوز وهانذا اقش عودين لاتي واعمله لي ولابني لناكله ثم نموت. فقال لها ايليا لا تخافي ادخلي واعملي كقولك ولكن اعملي لي منها كعكة صغيرة اولا واخرجي بها الي ثم اعملي لك ولابنك اخيرا. لانه هكذا قال الرب اله اسرائيل ان كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص الى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرا على وجه الارض. فذهبت وفعلت حسب قول ايليا واكلت هي وهو وبيتها اياما. كوار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذي تكلم به عن يد ايليا.

كان الماء موجودا فى صرفة لأنهم يحفرون فيجدون الماء إلا أنه يكون مالحا بعض الشىء لكن أن يطلب الخبز فهذا هو الصعب وقالت المرأة حى هو الرب إلهك = وهذا لأن الوثنيين يعتقدون أن لكل واحد إلهه وهى عرفت من هيئته أنه يهودى ليست عندى كعكة = أى أصغر قطعة من الخبز. ونلاحظ أن هذه الأرملة لم تتذمر على الله الذى أوقف المطر بل هى تجمع أخر العيدان لصنع خبزة وتموت دون شكوى. وحينما سألها إيليا على الماء لم تعترض لأنه إسرائيلى أو أن الماء نادر ولم تسأله وما المقابل لما آتيك به من الماء. هى حقا إمرأة عظيمة آمنت وصدقت كلمات الله على فم نبيه.

 

الآيات 17-24:- وبعد هذه الامور مرض ابن المراة صاحبة البيت واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة. فقالت لايليا ما لي ولك يا رجل الله هل جئت الي لتذكير اثمي واماتة ابني.  فقال لها اعطيني ابنك واخذه من حضنها وصعد به الى العلية التي كان مقيما بها واضجعه على سريره. وصرخ الى الرب وقال ايها الرب الهي اايضا الى الارملة التي انا نازل عندها قد اسات باماتتك ابنها. فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه. فسمع الرب لصوت ايليا فرجعت نفس الولد الى جوفه فعاش. فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه وقال ايليا انظري ابنك حي. فقالت المراة لايليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق.

لاحظ أن حينما مات ولدها غضبت ولكن غضبها كان مقدسا فنجدها فى كلامها تعترف بخطاياها = هل جئت إلى لتذكير إثمى وإماتة إبنى = كأنها تقول لإيليا أنت بقداستك عاقبت إسرائيل بمنع المطر وها أنت تأتى إلى وتعاقبنى على خطاياى وتذكرنى بها بأن يموت إبنى. وإيليا لم يسبق ويرى أو سمع أن أحدا قام من الموت لكن ما فعله كان بوحى من الروح القدس. العلية = وجود علية فى بيتها ومكان مخصص للنبى يدل على أنها كانت متيسرة لكنها إفتقرت فى زمان القحط وكان موت إبنها وما حدث لها سببا لإيمانها. كلام الله فى فمك حق = هذا معناه أنها آمنت بالله وكان موت إبنها فائدة لها فهى تذكرت خطاياها السابقة وقدمت عنها توبة وبذلك كان إيمانها كاملا.

(وغالبا كانت خطاياها هذه سرية... وها هى تعترف بها لتغفر) وقيام إبنها من الموت كان دليلا لهاأن إيليا هو رجل الله حقا إن الله سمح بهذه التجربة 1) لتوبتها 2) لتثبيت إيمانها بالرب

ونلاحظ الآتى فى حياة إيليا :-

1.     آية 1:- حى هو الرب الذى وقفت أمامه:- هو يشعر أنه واقف أمام الرب دائما.

2.     آية 3:- إنطلاقه لنهر كريت :- هى فرصة خلوة يتأمل فيها عناية ورعاية الله لأولاده وهذه هى أهمية صلاة المخدع. هناك نختبر أن الله قادر أن يجعل ما ليس له نفع كالغربان شىء نافع عموما كانت خلوته هذه مهمة إستعدادا للمهمة العظيمة القادمة.

3.     آية 5:- فإنطلق وعمل حسب كلام الله :- هذه الطاعة الكاملة لله فى أن يذهب إلى نهر هو يعلم أنه سيجف ثم يذهب لأرملة فى صيدا وهى وثنية يعلم أنها يمكن أن تخبر عنه. هذه الطاعة كانت هى التى أعطته الفرصة ليختبر الله فلو جادل أو إمتنع لما رأى يد الله التى تقيم من الأموات ولما رأى الزيت والدقيق لا ينقصان ولما آمنت على يده أرملة صرفة صيدا. طاعة الله هى الوسيلة الوحيدة لنرى يده ونختبر أعماله ومحبته وقوته.

4.     آية 13:- إعملى لى كعكة أولا :- تشير لدرس يعطيه إيليا للأرملة. أن الله أولا وإيليا هنا يمثل الله وحين نجعل الله أولا تأتى البركة هكذا فى عشورنا وبكورنا، لنخرجها للرب فيبارك الرب فى الباقى.

5.     آية 21:- فتمدد على الولد:- ربما هى نوع من التدفئة للجسد البارد ولكنها هى صورة لما يعمله الروح القدس حين يرفرف ويظلل ليعطى حياة تك 2:1. فالله يستخدم فى المعجزات عصا موسى وعظام إليشع وظل بطرس ومناديل بولس وهنا يستخدم جسد إيليا.

6.     آية 1:- إلا عند قولى :- نلاحظ هنا شجاعة إيليا فى وقوفه ضد الملك ونلاحظ قوة الصلاة فبصلاته تقف الأمطار وبصلاته تأتى الأمطار يع 18،17:5. ولقد كان التهديد بمنع الأمطار سبق وأخبر به موسى من قبل تث 17،16:11.

7.     إيليا لم يكتب كلمة واحدة ولا نبوة واحدة ولكن بريق هذا النبى يتضح لمعانه فى العهد القديم أكثر كثيرا من الذين كتبوا النبوات. هذا النبى الجبار نال كرامة الظهور على جبل التجلى وكرامة إنتقاله حيا فى مركبة نارية.

8.     أجمعت التفسيرات تقريبا أن إيليا هو أحد النبيين اللذين سيظهران فى أيام ضد المسيح رؤ 3:11. فهما لها سلطان أن تخرج نار وتؤذى أعدائهما (2 مل 10:1) ويغلقا السماء فلا تمطر (1 مل 1:17) خصوصاً أن إيليا لم يمت بل إختطف للسماء ويسبق مجىء المسيح (ملا 5:4).


 

الإصحاح الثامن عشر

الآيات 1-6:- وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا في السنة الثالثة قائلا اذهب وتراء لاخاب فاعطي مطرا على وجه الارض. فذهب ايليا ليتراءى لاخاب وكان الجوع شديدا في السامرة. فدعا اخاب عوبديا الذي على البيت وكان عوبديا يخشى الرب جدا وكان حينما قطعت ايزابل انبياء الرب ان عوبديا اخذ مئة نبي وخباهم خمسين رجلا في مغارة وعالهم بخبز وماء وقال اخاب لعوبديا اذهب في الارض الى جميع عيون الماء والى جميع الاودية لعلنا نجد عشبا فنحيي الخيل والبغال ولا نعدم البهائم كلها. فقسما بينهما الارض ليعبرا بها فذهب اخاب في طريق واحد وحده وذهب عوبديا في طريق اخر وحده.

نرى الآن أحد أسباب هذا الجدب فإن أخاب وإيزابل قطعا أنبياء الرب أى قتلوهم. وهناك رأى بأن إيزابل إنتهزت فرصة إختفاء إيليا وأنه السبب فى منع المطر فقتلت أنبياء الرب (كما فعل الرومان بعد ذلك حين كانوا يقتلون المسيحيين إذا إمتنع المطر). وسواء هذا الرأى أو ذاك أى أن الجدب سببه قتل أنبياء الرب أو أن إيزابل قتلت أنبياء الرب بسبب الجدب فكلاهما يشيران لوحشية عباد البعل. إلا أن الله له رجاله فى كل مكان. ونجد هنا عوبديا الذى على البيت = فهو وكيل أعمال أخاب ونجده رجلا مؤمنا خبأ 100 من أنبياء الله كل 50 فى مغارة. وخبأهم 50 رجلا فى مغارة. وفى نسخ أخرى (الكتاب بشواهد) خمسين خمسين. أى كل 50 منهم فى مغارة. فالله يسمح بإنتقال البعض وإستشهادهم وله القدرة على إنقاذ من يريد. وعجيب أن يختار ملك شرير مثل أخاب رجلا بارا مثل عوبديا فى هذا المنصب ولكن المؤمنين لهم شهرتهم وهم محل ثقة الجميع مثل دانيال فى بابل ثم فارس ويوسف فى مصر ونفهم من أمر الله لإيليا فى آية (1) تراء لأخاب فأعطى مطراً = أن الله رأى أن الشعب إستفاد من التجربة ومن عطشهم عرفوا السبب فى ذلك وأنهم خانوا الرب وأصبحوا مستعدين للتوبة والإيمان. وفى (6) قسما الأرض بينهما = دليل ندرة العشب وهناك ملحوظتين:

1.     إيزابل حاولت قتل أنبياء الرب ولكن الله له طرقه فى حفظ أولاده فنجد أن الله له7000 ركبة لم تنحنى لبعل (18:19). وأنه أبقى 100 من أنبيائه عن طريق عوبديا.

2.     يقول هنا وفى السنة الثالثة آية (1) وفى يع 17:5 يقول أن المطر إمتنع 3. 50 سنة والحل سهل فإنذار إيليا كان قبل فترة المطر بستة أشهر وأن المطر إنقطع فترة قبل إنذار إيليا.

 

الآيات 7-16:- وفيما كان عوبديا في الطريق اذا بايليا قد لقيه فعرفه وخر على وجهه وقال اانت هو سيدي ايليا. فقال له انا هو اذهب وقل لسيدك هوذا ايليا. فقال ما هي خطيتي حتى انك تدفع عبدك ليد اخاب ليميتني. حي هو الرب الهك انه لا توجد امة ولا مملكة لم يرسل سيدي اليها ليفتش عليك وكانوا يقولون انه لا يوجد وكان يستحلف المملكة والامة انهم لم يجدوك. والان انت تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا. ويكون اذا انطلقت من عندك ان روح الرب يحملك الى حيث لا اعلم فاذا اتيت واخبرت اخاب ولم يجدك فانه يقتلني وانا عبدك اخشى الرب منذ صباي. الم يخبر سيدي بما فعلت حين قتلت ايزابل انبياء الرب اذ خبات من انبياء الرب مئة رجل خمسين خمسين رجلا في مغارة وعلتهم بخبز وماء. وانت الان تقول اذهب قل لسيدك هوذا ايليا فيقتلني. فقال ايليا حي هو رب الجنود الذي انا واقف امامه اني اليوم اتراءى له. فذهب عوبديا للقاء اخاب واخبره فسار اخاب للقاء ايليا.

فى (12) روح الرب يحملك = هم فتشوا عنه طول هذه السنين ولم يجدوه فظن أن روح الرب هو الذى إختطفه وخبأه حتى لا يجده أخاب. وظن أنه بعد أن يتركه يرجع روح الرب ويحمله ثانية لأنه واثق أن أخاب لابد وسيقتله حين يراه لذلك لابد أن يحميه روح الرب. وفى (13) يخبر إيليا بما فعله مع أنبياء الرب ليظهر لإيليا أنه غير موافق على أفعال أخاب فلا يتعرض لسخط إيليا وعقابه. ويرجو إيليا أيضا أن لا يعرضه لعقوبة أخاب إن عاد روح الرب وإختطف إيليا ثانية.

 

 الآيات 17-28:- ولما راى اخاب ايليا قال له اخاب اانت هو مكدر اسرائيل. فقال لم اكدر اسرائيل بل انت وبيت ابيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم. فالان ارسل واجمع الي كل اسرائيل الى جبل الكرمل وانبياء البعل اربع المئة والخمسين وانبياء السواري اربع المئة الذين ياكلون على مائدة ايزابل. فارسل اخاب الى جميع بني اسرائيل وجمع الانبياء الى جبل الكرمل. فتقدم ايليا الى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين ان كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة. ثم قال ايليا للشعب انا بقيت نبيا للرب وحدي وانبياء البعل اربع مئة وخمسون رجلا. فليعطونا ثورين فيختاروا لانفسهم ثورا واحدا ويقطعوه ويضعوه على الحطب ولكن لا يضعوا نارا وانا اقرب الثور الاخر واجعله على الحطب ولكن لا اضع نارا. ثم تدعون باسم الهتكم وانا ادعو باسم الرب والاله الذي يجيب بنار فهو الله فاجاب جميع الشعب وقالوا الكلام حسن. فقال ايليا لانبياء البعل اختاروا لانفسكم ثورا واحد وقربوا اولا لانكم انتم الاكثر وادعوا باسم الهتكم ولكن لا تضعوا نارا. فاخذوا الثور الذي اعطي لهم وقربوه ودعوا باسم البعل من الصباح الى الظهر قائلين يا بعل اجبنا فلم يكن صوت ولا مجيب وكانوا يرقصون حول المذبح الذي عمل. وعند الظهر سخر بهم ايليا وقال ادعوا بصوت عال لانه اله لعله مستغرق او في خلوة او في سفر او لعله نائم فيتنبه. فصرخوا بصوت عال وتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم الدم.

بترككم وصايا الرب = لأن الشعب كله ترك الرب وساروا وراء العجول.

وبسيرك وراء البعليم = هذه خطية أخاب الخاصة فهو الذى أدخل هذه العبادة ولاحظ قوة إيليا فى كلامه مع الملك وأنه يأمر الملك وأخاب يطيع فهو أى أخاب كان خائفا من قوة روحية هو غير قادر أن يراها أو يفهمها لكنه شاعرا بها. وفى (19) أنبياء البعل = أى كهنة البعل فهم يدعون أنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه فلم يجبه الشعب بكلمة = لأنهم شعروا بأن كلامه صحيح وكون إيليا يقدم ذبيحته بعد فشل أنبياء البعل فهذا سيكون له تأثير عظيم على الناس. الذى يجيب بنار لأن عبدة البعل إدعوا بأنه إله الشمس والنار، ولم يتكلم فى موضوع المطر حتى يتم الإتفاق أولا على من هو الإله الحقيقى الذى يطلبون منه المطر وعموما فالله لا ينزع الضربة قبل أن تؤتى ثمارها ونقدم توبة عن خطيتنا فهو يرجع إلينا بعد أن نرجع إليه. وإيليا إختار جبل الكرمل لأن الكنعانيون وعبدة البعل يعتبرونه أرضا مقدسة لآلهتهم. ونلاحظ أن الديانات الوثنية ديانات مجاملة فمن السهل فى نظرهم التوفيق بين البعل ويهوة فى نظام عبادة واحد. ولكن إيليا رفض هذا تماما ففى نظره أن عبادة البعل وحده أفضل من إهدار كرامة الله بعبادتهم المشتركة. وهذا ينطبق الآن على كل من يريد أن يعبد الله بمنطق " ساعة لقلبك وساعة لربك ".

فهو يذهب للكنيسة وباقى الأسبوع غارق فى لذاته أو همومه وقلبه بعيدا عن الله.

 

الآيات 29-40:- ولما جاز الظهر وتنباوا الى حين اصعاد التقدمة ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ. قال ايليا لجميع الشعب تقدموا الي فتقدم جميع الشعب اليه فرمم مذبح الرب المنهدم. ثم اخذ ايليا اثني عشر حجرا بعدد اسباط بني يعقوب الذي كان كلام الرب اليه قائلا اسرائيل يكون اسمك وبنى الحجارة مذبحا باسم الرب وعمل قناة حول المذبح تسع كيلتين من البزر. ثم رتب الحطب وقطع الثور ووضعه على الحطب وقال املاوا اربع جرات ماء وصبوا على المحرقة وعلى الحطب. ثم قال ثنوا فثنوا وقال ثلثوا فثلثوا. فجرى الماء حول المذبح وامتلات القناة ايضا ماء. وكان عند اصعاد التقدمة ان ايليا النبي تقدم وقال ايها الرب اله ابراهيم واسحق واسرائيل ليعلم اليوم انك انت الله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور. استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب انك انت الرب الاله وانك انت حولت قلوبهم رجوعا. فسقطت نار الرب واكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التي في القناة. فلما راى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الله الرب هو الله. فقال لهم ايليا امسكوا انبياء البعل ولا يفلت منهم رجل فامسكوهم فنزل بهم ايليا الى نهر قيشون وذبحهم هناك.

قبول الله للذبيحة هنا يعنى 1) صدق إيليا 2) غفران خطايا شعبه.

فلا غفران ولا صلح إلا بدم الذبيحة وكما سقط المطر بعد إصعاد الذبيحة إنسكب الروح القدس على الكنيسة بعد ذبيحة الصليب.

وفى (29) تنبأوا أى كرروا إسم البعل فى صلواتهم وصرخوا بصوت عظيم فى صلواتهم مع الرقص وسفك دمائهم مذبح الرب المنهدم = هدمه أخاب ومنع السجود للرب وترميم إيليا للمذبح علامة الرجوع إلى شريعة الرب. وهو لذلك رمم مذبح سبق إستخدامه للرب ولم يبنى مذبحا جديدا. وفى (31) 12 حجرا = هذا إشارة أن الشعب هو شعب واحد حتى لو إنقسموا إلى شعبين لأسباب سياسية وهذا أيضا معنى قوله إسرائيل يكون إسمك = أى أن الأسباط كلهم من أب واحد هو إسرائيل هكذا دعاه الله ودعاهم الله ليكونوا شعبه الواحد. وأيضا بكلامه هذا يظهر لهم كيف إنحطوا إلى هذه الدرجة وليقارنوا بين مجد يعقوب أبيهم وإنحطاطهم هم، وهم نسله. القناة المملوءة ماء = حتى لا يظن أحد أنه خبأ نارا تحتها وذلك لأن كهنة الوثنيين كانوا يخدعون البسطاء بأنهم يحفرون حول مذابحهم ويشعلون النار بطرق خفية لتلتهم الذبيحة فيظن البسطاء أن النار الإلهية أكلتها وفى (32) تسع كيلتين بذر = أى أن عمق القناة كعمق مكيال يسع كيلتين. وبعد كل هذا الماء لا يمكن لأحد أن يدعى أن النار طبيعية فكيف تلحس كل هذا الماء. الكيلة = 3 جالون.

ملحوظة :- كهنة الأوثان لهم طرقهم الملتوية فى أن يخدعوا البسطاء كما ذكرنا الآن ولكن لا يمكن أن نتصور أنهم يقبلون أن يقفوا هذا الموقف الصعب أمام إيليا وأمام الملك وكل الشعب بدون أن يكون لهم ما يستندون عليه. ونحن لا يمكن أن ننكر قوة السحر وأن الشيطان يمكنه بسهولة أن يشترك مع كهنة الأوثان فى خداع الناس. وأن هؤلاء الكهنة كان بإمكانهم وبقوة شيطانية أن ينزلوا نارا من السماء وحدث هذا فى أيام موسى وكان السحرة يقومون بأشياء شبيهة بما يفعله موسى. وفى الأيام الأخيرة سيأتى ضد المسيح ويصنع نفس الشىء وسيكون له سلطان أن ينزل نارا من السماء رؤ 13:13. وهذا بقوة إبليس فهو له قدرة إبليس رؤ 2:13. ولكن لماذا لم يتمكن كهنة البعل وأنبياؤه أن يصنعوا هذا الآن؟ لأن إيليا موجود = إيليا الآن له سلطان الله وأمام الله يخزى إبليس ومن يتبعه. وبنفس المفهوم إلتهمت حية موسى حيات السحرة. ولماذا كانت قوة إبليس قبل ذلك قادرة على خداع الناس؟ الإجابة ببساطة لأن الناس يريدون إبليس ولكن مع وجود إيليا وبسلطانه الروحى الجبار ومع توبة الشعب وإشتياقهم لأن يعرفوا الحقيقة ولرجوعهم إلى الله لم يتمكن أنبياء البعل ولا سيدهم إبليس من أن ينزلوا نارا.

حولت قلوبهم رجوعاً = هذا يثبت أن عمل الله قد إكتمل بتحويل قلوب الشعب وفى (38) النار أكلت الحجارة = هذا يشير أن الله يود لو أزالوا كل المذابح التى على المرتفعات حتى التى بأسمه يعودوا للمذبح الوحيد الذى فى أورشليم. وفى (40) يذبح إيليا أنبياء البعل ولكن هرب منهم جزء. وهناك من يقول أنه ذبح كهنة البعل من اليهود وترك كهنة البعل الصيدونيين فنحن نرى 400 منهم بعد ذلك. وهؤلاء كان لهم وظيفة آخرى فهم الذين ضللوا أخاب بعد ذلك (إصحاح 22) ومات ولحست الكلاب دمه.

 

الآيات 41-46:- وقال ايليا لاخاب اصعد كل واشرب لانه حس دوي مطر. فصعد اخاب لياكل ويشرب واما ايليا فصعد الى راس الكرمل وخر الى الارض وجعل وجهه بين ركبتيه. وقال لغلامه اصعد تطلع نحو البحر فصعد وتطلع وقال ليس شيء فقال ارجع سبع مرات. وفي المرة السابعة قال هوذا غيمة صغيرة قدر كف انسان صاعدة من البحر فقال اصعد قل لاخاب اشدد وانزل لئلا يمنعك المطر. وكان من هنا الى هنا ان السماء اسودت من الغيم والريح وكان مطر عظيم فركب اخاب ومضى الى يزرعيل. وكانت يد الرب على ايليا فشد حقويه وركض امام اخاب حتى تجيء الى يزرعيل.

إصعد كل = إيليا يعلم أن أخاب لا يهتم سوى بهذا وهو ربما نزل مع إيليا ليرى ذبح كهنة البعل. وإيليا بالإيمان يقول له إذهب فهناك حس دوى مطر = وهى كلمة إيمان فلم يكن بعد أى علامة. وفى (42) لاحظ أن أخاب ذهب ليأكل ويشرب بينما إيليا يصعد ليصلى. ومع أن الله وعد إيليا بالمطر إلا أن إيليا لا يستطيع أن يكف عن الصلاة. وكانت صلاته كصلاة يعقوب " لا أتركك إن لم تباركنى " وهى صلاة بلا يأس فنجد الغلام يذهب 6 مرات ولا يجد أى علامة وفى (46) وكانت يد الرب على إيليا = هذه الآية لها تفسيران 1) إيليا فى محبته ظل يجرى متابعا عربة أخاب مظهرا له محبته حتى يتأثر قلبه فيترك عبادة البعل ويرجع للرب. حتى تجىء إلى يزرعيل = فهو وصل مع المركب إلى يزرعيل لكنه رفض دخولها 2) أن الروح أعطى لإيليا قوة مثل ما نسمع عن السواح الآن فإنطلق إلى يزرعيل وسبق الملك وحينما وصل الملك وجد إيليا هناك وقد سبقه وكان هذا إثباتا آخر لأخاب أن إيليا مرسل من الله. هو فعل هذا ليعطى قوة لأخاب فى مواجهة إيزابل الشريرة.


 

الإصحاح التاسع عشر

الآيات 1-8:- واخبر اخاب ايزابل بكل ما عمل ايليا وكيف انه قتل جميع الانبياء بالسيف.  فارسلت ايزابل رسولا الى ايليا تقول هكذا تفعل الالهة وهكذا تزيد ان لم اجعل نفسك كنفس واحد منهم في نحو هذا الوقت غدا. فلما راى ذلك قام ومضى لاجل نفسه واتى الى بئر سبع التي ليهوذا وترك غلامه هناك ثم سار في البرية مسيرة يوم حتى اتى وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الان يا رب خذ نفسي لانني لست خيرا من ابائي. واضطجع ونام تحت الرتمة واذا بملاك قد مسه وقال قم وكل فتطلع واذا كعكة رضف وكوز ماء عند راسه فاكل وشرب ثم رجع فاضطجع. ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال قم وكل لان المسافة كثيرة عليك. فقام واكل وشرب وسار بقوة تلك الاكلة اربعين نهارا واربعين ليلة الى جبل الله حوريب.

تركنا إيليا الآن فى يزرعيل ليظهر أمام الناس علانية، أو حول يزرعيل رافضا دخولها وكان من المفروض أن يكرموا إيليا كرجل ثبت أنه رجل الله ولكن ما حدث كان عكس ذلك فالقلوب المتحجرة بدلا من أن تتوب بمعاملات الله نجدها تهتاج وتثار بالزيادة. وفى (1) أخبر أخاب إيزابل بكل ما عمل إيليا = لو كان قلب أخاب إهتز شعرة بما حدث لقيل أخبر أخاب إيزابل بكل ما عمل الله. ولكن بدا الكلام هنا كما لو كان هذا الضعيف المتخاذل أخاب يشكو إيليا لزوجته. وفى (2) هكذا تفعل الآلهة بى فهى تحلف بآلهتها وليس بالرب. وهى تهدد إيليا بالقتل ولكنها لم تنفذ فورا لأنها خافت من الشعب لسبب إعجاب الشعب به بعد المعجزة العظيمة وهى ربما قصدت تخويفه ليهرب فتتخلص منه لكى تكمل خطتها بنشر عبادة بعل فى إسرائيل إذ خافت من أن إيليا تحت ضغط من الشعب ينهى عبادة البعل. ونجد إيليا يهرب بعد تهديد إيزابل. وهربه لم يكن بأمر من الرب لذلك يسأله الله مالك ههنا يا إيليا " آيات 13،9 " وكون الله يسأله مرتين ففى هذا تأنيب له. فكان خوفه هذا من إيزابل سقطة لنبى عظيم ولكنه بشر تحت الآلام مثلنا. بئر سبع = فى أقصى الجنوب وتبعد عن يزرعيل حوالى 150 كم وكانت ليهوذا ولكن إيليا لم يأتمن يوشافاط ملك يهوذا على نفسه لأنه كان قد صاهرأخاب وترك غلامه آية (3) للإنفراد بالله * وفى (4) طلب الموت لنفسه = هذه سقطة أخرى وهى خطية يأس من إصلاح الشعب وربما خوف مما يمكن أن تصنعه له إيزابل. والله فى محبته لم يدنه على ذلك ونجد هنا أن الله يعوله بواسطة ملاك. كعكة رضف = أى مخبوزة على حجارة محماة كعادة العرب. 40 نهارا = لم يأكل طوال هذه المدة فأشبه موسى ثم المسيح. وقد أخذه الله إلى مغارة حوريب ليذكره كيف عال الله الشعب بالمن وحفظهم فى رحلتهم فلا يخور

* هناك إحتمالين لترك الغلام 1) حتى لا ينكشف بوجود الغلام معه 2) ضمان سلامة غلامه

 

الآيات 9-18:- ودخل هناك المغارة وبات فيها وكان كلام الرب اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا.  فقال قد غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي لياخذوها. فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب واذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور امام الرب ولم يكن الرب في الريح وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة. وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار وبعد النار صوت منخفض خفيف. فلما سمع ايليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة واذا بصوت اليه يقول ما لك ههنا يا ايليا. فقال غرت غيرة للرب اله الجنود لان بني اسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف فبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي لياخذوها. فقال له الرب اذهب راجعا في طريقك الى برية دمشق وادخل وامسح حزائيل ملكا على ارام. وامسح ياهو بن نمشي ملكا على اسرائيل وامسح اليشع بن شافاط من ابل محولة نبيا عوض عنك. فالذي ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذي ينجو من سيف ياهو يقتله اليشع. وقد ابقيت في اسرائيل سبعة الاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله.

فى (9) المغارة = لأن الوحى قالها بال للتعريف ظن البعض أنها مغارة معروفة " قالوا هى التى دخل فيها موسى (نقرة الصخرة خر 22:33) مالك ههنا = هذا هو الله المحب فكانت كل عقوبة إيليا على هروبه دون أمرمن الله هذا السؤال !!

بل نرى الله يعوله بواسطة ملاك ويختبر قوة الله لينعش إيمانه وهكذا الله مع كل نفس أمينة له لا يتركها فى ضيقاتها بل يسندها ويقويها حتى لا تخور فى الطريق إلى حوريب حيث تقابل الله. بل إن هذا حدث مع المسيح أن الآب أرسل له ملائكة لتعزيه وتشدده فإن مرارة نفس الإنسان إذا شعر بالتخلى لهى فى منتهى القسوة وإيليا شعر أن الكل تركوه والكل ضده وهو وحده. والله يعرف مشاعرنا ويرثى لنا ويشعرنا دائما بأنه ولو تخلى عنك الجميع فأنا معك وملائكتى يحيطونك وبالنسبة للمسيح كان حضور الملائكة مهم جدا ومعناه ولو تركك البشر فنحن ملائكتك خليقتك لن نتركك بل نحن نحبك وهذه اللمسة مهمة جدا لكل نفس شاعرة بالوحدة. بل أن الله إهتم بأن يعطيه خلوة هادئة فى مكان له ذكريات حلوة حتى يتسمع صوت الله الهادىء ويشعر بمحبته. وفى (10) بقيت أنا وحدى = هو فى يأسه لم ينتبه أن هناك آخرين فعلى الأقل كان هناك المائة الذين خبأهم عوبديا بل وعوبديا نفسه ولننتبه أن من يصيبه اليأس لا يرى سوى ما يقلق أفكاره، بل نحن محاربين دائماً بهذا وعدو الخير دائما يدفعنا دفعا إلى الشعور بالمرارة والتخلى ليقودنا لهوة اليأس. والله الرقيق فى مشاعره ومحبته نجده لا يرد على هذه النقطة مباشرة بل نجد الله فى نهاية حديثه يلمح لهذا تلميحا " قد أبقيت فى إسرائيل 7000 كل الركب التى لم تجث للبعل (آية 18). وفى (10) تركوا عهدك = الذى أخذوه فى سيناء الريح والزلزلة والنار... ثم صوت منخفض خفيف = الريح والزلزلة والنار هى علامات حضور الله. والله موجود الآن مع إيليا وهذه هى العلامات هى علامات صوت بوق الملائكة الذين يعلنون حضوره وقدومه كما يتقدم مواكب الملوك الموسيقى والأبواق. وهذه العلامات لتلقى الخشوع فى قلب إيليا فيستعد لسماع صوت الله. ولكن هذه العلامات هى للبعيدين عن الله حتى تهتز قلوبهم خوفا ورعدة فيتوبوا كما حدث فى سيناء. ولكن هل إيليا غير تائب أو قلبه متحجر؟ قطعا لا فهو ذو القلب الغيور المحب الأمين لله. ومشكلة إيليا أن نفسه ثائرة وهو كان محتاجا لمن يهدأه، كان محتاجا لروح الوداعة والهدوء وهكذا ظهر له الله وهكذا ظهر المسيح فى هدوء ووداعة ليعطى للأرض السلام. ونحن لن نسمع صوت الله فى وسط ضجيج العالم وأغانيه بل فى غرفتنا، فى مخدع الصلاة وفى جلسة هادئة مع الله وهكذا يؤسس الله ملكوته فينا بصوته الخفيف نسمعه فى خلوتنا معه. وفى (13) لف إيليا وجهه = علامة الإحترام كما يفعل الشاروبيم وعلامة الخوف المقدس (خر 6:3)

وهى علامة إحترام عند الشعوب الشرقية مالك ههنا يا إيليا = السؤال مرة ثانية للعتاب لكن إيليا فى ثورته إندفع بالإجابة السابقة وكأن الله يسأله فعلا ما الذى أتى بك إلى هنا وكأن الله لا يعرف ما الذى حدث!! لكن كان الله يعاتب كما سأل آدم أين أنت؟ هل أكلت؟ وفى (15) إذهب راجعا = هذا هو أحسن علاج أن يرجعه الله للعمل والخدمة هذا أحسن علاج لليأس (وهذا ما فعله الله مع يونان ومع بطرس " إرع غنمى ")

إمسح حزائيل = كانت هناك حرب بين أخاب وبنهدد. وكأن الله سمح لبنهدد أن يحارب أخاب عقابا له على ما فعله بإيليا. والآن فالله يعين حزائيل فى دمشق ليجرى أحكامه على إسرائيل. وحزائيل كان أحد جلساء الملك بنهدد وقتله وملك عوضا عنه (2 مل 7:8-15)

والمسح هنا بمعنى تعيين حزائيل لإتمام مهمة معينة. كما قيل عن كورش مسيح الرب (أش 1:45) وهو ملك فارسى وثنى لم يمسحه أحد من أنبياء الرب لكن كانت مهمته التى كلفه بها الرب أن يعيد الشعب لإسرائيل ويبنى الهيكل عز 1:1-4 وإمسح يا هو = مهمة ياهو ضرب عائلة أخاب وإفنائها... إمسح إليشع = فالله يقيم نبيا ليتسلم العمل من إيليا فالله لا يغفل عن شىء ولا يقصر فى شىء. يقتله إليشع = إليشع لا يقتل بسيف مثل حزائيل وياهو بل هو له سيف الروح القدس وبكلمات فمه يجرح ضمائرهم. بل ما ينطق به ضدهم لابد وسيحدث وكأنه قتل من نطق ضده بالموت ومعنى الكلام أنه لا تتعجل الأمور يا إيليا فمن تشكو منهم نهايتهم على يد هؤلاء وليس فى أيامك لكن دائما هناك وقت إسمه ملء الزمان. وفى (18) أبقيت لنفسى = فالرب يعرف خاصته. وغالبا فرقم 7000 هو رقم كامل لأن الذين بقوا على إيمانهم هم عدديا أكثر من ذلك فالعالم كما هو مملوء بالأشرار مملوء أيضا بالأبرار (قصة أبو مقار والمرأتين)

لم يقبلوا = كانت عادة عباد الأوثان أنهم يقبلونها. وهناك رأى بأن الريح والزلزلة والنار هم أدوات الله ضد أخاب وهم ربما تعبير عن حزائيل وياهو وإليشع. وإن لم يذكر الكتاب صراحة مسح إيليا لهؤلاء الثلاثة فهذا لا يمنع أن المعنى تعيينهم فى هذه المناصب ليدمروا مملكة الشر، مملكة أخاب.

 

الآيات 19-21:- فذهب من هناك ووجد اليشع بن شافاط يحرث واثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثاني عشر فمر ايليا به وطرح رداءه عليه. فترك البقر وركض وراء ايليا وقال دعني اقبل ابي وامي واسير وراءك فقال له اذهب راجعا لاني ماذا فعلت لك. فرجع من ورائه واخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بادوات البقر واعطى الشعب فاكلوا ثم قام ومضى وراء ايليا وكان يخدمه.

12 فدان بقر قدامه = فدان بقر أى زوج بقر مقترنين بنير يربطها معا ليحرثوا الأرض وتسميتهم فدان فهم يستطيعون حراثة فدان فى اليوم. ومن له 12 فدان بقر للحراثة يكون غنيا لكن إليشع ترك كل شىء وتبع إيليا. وكانت العادة أن صاحب الأرض يعمل مع العمال فكان إليشع مع زوج البقر الثانى عشر = وهو مع الثانى عشر طرح رداءه عليه = الرداء هو رداء خاص بالنبى إيليا وأردية الأنبياء كانت من شعر وطرح الرداء يعنى أن إيليا وضع إليشع تحت حمايته وسوف يعلمه ويدربه ويتعهده ويتلمذه ويصير إليشع تلميذا وخادما له. وإليشع من مدرسة الأنبياء وفهم ما قصده إيليا فلم يتردد بل ودع أهله وعلامة تركه كل شىء ذبح بقره وحرق أدواته ليعلم الكل أنه ترك حياته السابقة. ماذا فعلت لك = أى أنا لم أمانع فى إظهار عواطفك النبيلة ولا مانع عندى أن تذهب لتودعهم وأنا لم أحرضك أن تكون قاسيا مع أهلك فالله هو الذى دعاك لهذا العمل وأنت حر أن تتبعنى أو لا تتبعنى.

إن أردت أن تتبعنى فلا تتعوق مع والديك فالله هو الذى دعاك، فالتأخير هو بداية التهاون


 

الإصحاح العشرون

الآيات 1-12:- وجمع بنهدد ملك ارام كل جيشه واثنين وثلاثين ملكا معه وخيلا ومركبات وصعد وحاصر السامرة وحاربها وارسل رسلا الى اخاب ملك اسرائيل الى المدينة وقال له هكذا يقول بنهدد. لي فضتك وذهبك ولي نساؤك وبنوك الحسان. فاجاب ملك اسرائيل وقال حسب قولك يا سيدي الملك انا وجميع ما لي لك. فرجع الرسل وقالوا هكذا تكلم بن هدد قائلا اني قد ارسلت اليك قائلا ان فضتك وذهبك ونساءك وبنيك تعطيني اياهم. فاني في نحو هذا الوقت غدا ارسل عبيدي اليك فيفتشون بيتك وبيوت عبيدك وكل ما هو شهي في عينيك يضعونه في ايديهم وياخذونه. فدعا ملك اسرائيل جميع شيوخ الارض وقال اعلموا وانظروا ان هذا يطلب الشر لانه ارسل الي بطلب نسائي وبني وفضتي وذهبي ولم امنعها عنه. فقال له كل الشيوخ وكل الشعب لا تسمع له ولا تقبل. فقال لرسل بنهدد قولوا لسيدي الملك ان كل ما ارسلت فيه الى عبدك اولا افعله واما هذا الامر فلا استطيع ان افعله فرجع الرسل وردوا عليه الجواب. فارسل اليه بنهدد وقال هكذا تفعل بي الالهة وهكذا تزيدني ان كان تراب السامرة يكفي قبضات لكل الشعب الذي يتبعني. فاجاب ملك اسرائيل وقال قولوا لا يفتخرن من يشد كمن يحل. فلما سمع هذا الكلام وهو يشرب مع الملوك في الخيام قال لعبيده اصطفوا فاصطفوا على المدينة

هناك العديد من ملوك أرام بإسم بنهدد. 32 ملكا = هم أمراء أو شيوخ تحت رئاسته. حاصر السامرة = لا لشىء سوى الطمع ولم يقدر أخاب أن يحارب فتحصن بالمدينة أى السامرة وهى لها أسوار منيعة. ولى نساؤك = فى هذه القول منتهى الإهانة. وكان رد أخاب حسب قولك يا سيدى = ربما سلم بالأمر حتى يصرف غضبه برده اللين. فيفتشون بيتك هذا الطلب أصعب من الأول، أن يدخل عبيد بنهدد ويفتشون ويأخذون ما يريدون لعله قد خبأ شيئا ولكن خضوع أخاب أول مرة سبب هذا. وأما الشيوخ ففضلوا الموت على التسليم ومعنى آية (10) أنه يحلف بآلهته ويطلب منها أن تفعل به كما قصد أن يفعل بأهل السامرة إن لم يعملوا كما قال. وهو إدعى أن جنوده قادرين أن يحملوا المدينة فى قبضات أيديهم ومن كثرتهم سيحملون أيضا ترابها. ونلاحظ أى ذل تذله الخطية للإنسان فداود البار أخضع أرام والآن نرى أرام تذل أخاب عابد البعل.

لا يفتخرن من يشد كمن يحل = المعنى أنه لا أحد يعرف المستقبل. من يشد أى من يشد درعه ومنطقته ليبدأ الحرب ومن يحل أى إنتهى من الحرب وبدأ يخلع أدوات القتال الدرع والمنطقة بعد أن عاد إلى بيته.

 

الآيات 13-21:- واذا بنبي تقدم الى اخاب ملك اسرائيل وقال هكذا قال الرب هل رايت كل هذا الجمهور العظيم هانذا ادفعه ليدك اليوم فتعلم اني انا الرب. فقال اخاب بمن فقال هكذا قال الرب بغلمان رؤساء المقاطعات فقال من يبتدئ بالحرب فقال انت. فعد غلمان رؤساء المقاطعات فبلغوا مئتين واثنين وثلاثين وعد بعدهم كل الشعب كل بني اسرائيل سبعة الاف. وخرجوا عند الظهر وبنهدد يشرب ويسكر في الخيام هو والملوك الاثنان والثلاثون الذين ساعدوه. فخرج غلمان رؤساء المقاطعات اولا وارسل بنهدد فاخبروه قائلين قد خرج رجال من السامرة. فقال ان كانوا قد خرجوا للسلام فامسكوهم احياء وان كانوا قد خرجوا للقتال فامسكوهم احياء. فخرج غلمان رؤساء المقاطعات هؤلاء من المدينة هم والجيش الذي وراءهم. وضرب كل رجل رجله فهرب الاراميون وطاردهم اسرائيل ونجا بنهدد ملك ارام على فرس مع الفرسان. وخرج ملك اسرائيل فضرب الخيل والمركبات وضرب ارام ضربة عظيمة.

الله له وسائل متعددة يدعو بها أخاب للتوبة فمن إنذارات لمعجزات والآن يسمح الله بهذا العدو ومن تنازله ورحمته يرسل نبى لهذا الملك الشرير وهذا الشعب المنحرف والنبى يعطى تعليمات لأخاب حتى ينتصر والهدف = فتعلم إنى أنا الرب (آية 13) وفى (14) قال أخاب بمن = هنا أظهر أخاب إيمانه وأنه صدق كلام النبى. فقال أنت = هذا إمتحان إيمان لأخاب أن يتقدم هو الحرب. وفى (15) عجيب أن ينحط جيش إسرائيل ليصبح 7000.

خرجوا عند الظهر = وهو وقت مفاجىء كان فيه بنهدد ورجاله يأكلون ويسكرون ونلاحظ أن الذين خرجوا للحرب 232 شخص وهم غلمان رؤساء المقاطعات = هم عدد قليل وغير مدرب ولكن الله يعمل بأشياء صغيرة. وفى (18) إمسكوهم أحياء = (1) لنذلهم ونقتلهم وقتما نريد (2) نحصل منهم على معلومات وفى (20) هرب ملك أرام على فرس = وليس على مركبة كما يليق بملك. وكان يمكن لأخاب أن يستفيد من هذا النصر ويقدم توبة فيظل هو السيد فى المنطقة لكن للأسف إستمر فى ضلاله ولكن الله بعد أن يستنفذ كل الوسائل يضرب الضربة النهائية ولكنه بهذا " يتبرر فى أحكامه ويغلب إذا حوكم " مز 51.

 

الآيات 22-34:- فتقدم النبي الى ملك اسرائيل وقال له اذهب تشدد واعلم وانظر ما تفعل لانه عند تمام السنة يصعد عليك ملك ارام. واما عبيد ملك ارام فقالوا له ان الهتهم الهة جبال لذلك قووا علينا ولكن اذا حاربناهم في السهل فاننا نقوى عليهم. وافعل هذا الامر اعزل الملوك كل واحد من مكانه وضع قوادا مكانهم. واحص لنفسك جيشا كالجيش الذي سقط منك فرسا بفرس ومركبة بمركبة فنحاربهم في السهل ونقوى عليهم فسمع لقولهم وفعل كذلك. وعند تمام السنة عد بنهدد الاراميين وصعد الى افيق ليحارب اسرائيل. واحصي بنو اسرائيل وتزودوا وساروا للقائهم فنزل بنو اسرائيل مقابلهم نظير قطيعين صغيرين من المعزى واما الاراميون فملاوا الارض. فتقدم رجل الله وكلم ملك اسرائيل وقال هكذا قال الرب من اجل ان الاراميين قالوا ان الرب انما هو اله جبال وليس هو اله اودية ادفع كل هذا الجمهور العظيم ليدك فتعلمون اني انا الرب. فنزل هؤلاء مقابل اولئك سبعة ايام وفي اليوم السابع اشتبكت الحرب فضرب بنو اسرائيل من الاراميين مئة الف راجل في يوم واحد وهرب الباقون الى افيق الى المدينة وسقط السور على السبعة والعشرين الف رجل الباقين وهرب بنهدد ودخل المدينة من مخدع الى مخدع. فقال له عبيده اننا قد سمعنا ان ملوك بيت اسرائيل هم ملوك حليمون فلنضع مسوحا على احقائنا وحبالا على رؤوسنا ونخرج الى ملك اسرائيل لعله يحيي نفسك.

 فشدوا مسوحا على احقائهم وحبالا على رؤوسهم واتوا الى ملك اسرائيل وقالوا يقول عبدك بنهدد لتحيي نفسي فقال اهو حي بعد هو اخي. فتفاءل الرجال واسرعوا ولجوا هل هو منه وقالوا اخوك بنهدد فقال ادخلوا خذوه فخرج اليه بنهدد فاصعده الى المركبة. وقال له اني ارد المدن التي اخذها ابي من ابيك وتجعل لنفسك اسواقا في دمشق كما جعل ابي في السامرة فقال وانا اطلقك بهذا العهد فقطع له عهدا واطلقه

كان الوثنيون يظنون أن لكل منطقة إلهها وهم لهم عربات وخيول وهم ظنوا أن يهوة إله إسرائيل إله جبال وغير قادر على أن يحارب فى السهول حيث العربات والخيل وفى (22)

 إذهب وتشدد = أى لا تظن أنك خلصت تماما من ملك أرام فهو سيأتى ثانية عليك. عند تمام السنة = أى عند الصيف القادم. وفى (24) إعزل الملوك = لأن القواد متمرنين أكثر من الملوك. وفى (27) وتزودوا = الكلمة تدل أنهم إبتعدوا بعيدا عن مساكنهم. قطيعين صغيرين من المعزى = أى قليلون فى العدد وضعفاء فى القوة بالنسبة إلى شعب أرام. وفى (29)7 أيام = واقفين كلاهما إسرائيل أمام أرام بلا حرب فغالبا كان الأراميين يتذكرون الإنكسار السابق ومترددين فى الحرب. والإسرائيليين أيضا كانوا خائفين لضعف إيمانهم فهم يقارنون عددهم وقوتهم بعدد وقوة أرام. وفى (30) سقط السور هم إحتموا بالسور (سور أفيق) داخل المدينة. وإذا بالسور يسقط ربما بزلزال أو بقوة خفية، المهم أن يد الله ظهرت أنها تؤيد إسرائيل. وهذا ما دفع بنهدد أن يهرب من مخدع إلى مخدع = فى الكتاب بشواهد إلى مخدع ضمن مخدع أى حوصر داخل منزل وكان يحتمى بأن يهرب بين الغرفات. حبالاً على رؤوسنا = إعلانا أنهم يستحقون الشنق وإعلانا على الإستسلام لأخاب وليربطهم جنود أخاب بهذه الحبال هو أخى = هذه ليست رحمة فالله حرمه فلماذا يطلقه هو فأن يقتل واحد خير من قتل شعب فقتل بنهدد رحمة لشعب إسرائيل بأكمله. فبنهدد هذا الذى أطلقه أخاب لم يبر بوعده بل عاد وحارب إسرائيل بعد 3 سنين. أسواقاً فى دمشق = أحياء أو حارات لليهود يسكنون فيها ويتاجرون ويعملون وأعاد له مدنه التى أخذوها من والده عمرى من قبل كل هذا للإغراء ليعفو عنه. وفى (33) حينما قال أخاب عن بنهدد هو أخى تفاءل الرجال وتشبثوا بالأمل وقالوا نعم هو أخوك فهم تصيدوا كلمة طيبة قالها أخاب وتمسكوا بها وأسرعوا ولجوا = هم كانوا فى كلامهم وإستعطافهم لأخاب كمن هم فى لجاجة ساعين بكل إجتهاد ليتصيدوا كلمة تدل على الرحمة وهم وجدوها فى قول أخاب هو أخى.

 

الآيات 35-43:- وان رجلا من بني الانبياء قال لصاحبه عن امر الرب اضربني فابى الرجل ان يضربه. فقال له من اجل انك لم تسمع لقول الرب فحينما تذهب من عندي يقتلك اسد ولما ذهب من عنده لقيه اسد وقتله. ثم صادف رجلا اخر فقال اضربني فضربه الرجل ضربة فجرحه. فذهب النبي وانتظر الملك على الطريق وتنكر بعصابة على عينيه. ولما عبر الملك نادى الملك وقال خرج عبدك الى وسط القتال واذا برجل مال واتى الي برجل وقال احفظ هذا الرجل وان فقد تكون نفسك بدل نفسه او تدفع وزنة من الفضة. وفيما عبدك مشتغل هنا وهناك اذا هو مفقود فقال له ملك اسرائيل هكذا حكمك انت قضيت. فبادر ورفع العصابة عن عينيه فعرفه ملك اسرائيل انه من الانبياء. فقال له هكذا قال الرب لانك افلت من يدك رجلا قد حرمته تكون نفسك بدل نفسه وشعبك بدل شعبه. فمضى ملك اسرائيل الى بيته مكتئبا مغموما وجاء الى السامرة.

فى (35) بنى الأنبياء = من تلاميذ الأنبياء قال لصاحبه = هو نبى مثله. من أجل أنك لم تسمع = هو لم يفهم لماذا يضرب زميله لكنه كان يجب أن يطيع أمر الرب. فما يقوم به الأنبياء من أعمال رمزية ربما لا تفهم فى وقتها، لكنهم سيفهمونها فيما بعد والمهم الطاعة حتى لو لم يفهموا

وفى (38) وتنكر = لأن الملك لو عرف أنه نبى لما سمع كلامه. وهو طلب أن يضرب حتى يظهر نفسه أمام أخاب كجندى جريح عائد من الحرب. وفى (39) وزنة من الفضة = هى مبلغ ضخم وتساوى 3000 شاقل ولاحظ أن ثمن العبد 30 شاقل فعظم الغرامة تدل على أهمية الوديعة وهذا يدل إلى أنه يشير إلى بنهدد لكن أخاب لم يفهم فى وقتها وفى (48) فعرفه ملك إسرائيل أنه من الأنبياء = فربما كان لهم علامات مميزة على جباههم. ثم وصل لأخاب بعد ذلك قصة النبى الذى إفترسه الأسد وخسر حياته لأنه رفض تنفيذ مشيئة الرب فى ضرب النبى. وكان هذا إنذارا أخر له فإن كان الله يسمح بأن أسدا يأكل نبيا صالحا لأنه خالف ورفض أن يضرب زميله فكم وكم ستكون عقوبة أخاب الذى رفض أن يضرب بنهدد. وعرف أخاب أنه لابد وسيقتل. ونلاحظ أنه ليس من حق أخاب أو من حق النبى الذى قتل أنهم يظنوا فى أنفسهم أنهم أكثر رحمة من الله فقتل بنهدد يشير لضرورة إزالة الشرور من وسطنا فهو مجدف ووثنى ومخادع وهناك آية مشجعة وهى آية 31 نكتبها كما هى ثم نعدل بعض كلماتها لتظهر روعتها سمعنا أن ملوك إسرائيل حليمون فلنضع مسوحاً وحبالا... لعله يحيى نفسك.

سمعنا أن ملك إسرائيل يهوة رحيم فنتذلل أمامه ونتوب ونعلن أننا نستحق العقوبة فنحيا.

لاحظ أن أخاب حينما أنتصر لم يقدم ذبيحة لله ولم يشكر الله ولا نسب الفضل لله.


 

الإصحاح الحادى والعشرون

الآيات 1-16:- وحدث بعد هذه الامور انه كان لنابوت اليزرعيلي كرم في يزرعيل بجانب قصر اخاب ملك السامرة. فكلم اخاب نابوت قائلا اعطني كرمك فيكون لي بستان بقول لانه قريب بجانب بيتي فاعطيك عوضه كرما احسن منه او اذا حسن في عينيك اعطيتك ثمنه فضة. فقال نابوت لاخاب حاشا لي من قبل الرب ان اعطيك ميراث ابائي. فدخل اخاب بيته مكتئبا مغموما من اجل الكلام الذي كلمه به نابوت اليزرعيلي قائلا لا اعطيك ميراث ابائي واضطجع على سريره وحول وجهه ولم ياكل خبزا. فدخلت اليه ايزابل امراته وقالت له لماذا روحك مكتئبة ولا تاكل خبزا فقال لها لاني كلمت نابوت اليزرعيلي وقلت له اعطيني كرمك بفضة واذا شئت اعطيتك كرما عوضه فقال لا اعطيك كرمي. فقالت له ايزابل اانت الان تحكم على اسرائيل قم كل خبزا وليطب قلبك انا اعطيك كرم نابوت اليزرعيلي. ثم كتبت رسائل باسم اخاب وختمتها بخاتمه وارسلت الرسائل الى الشيوخ والاشراف الذين في مدينته الساكنين مع نابوت. وكتبت في الرسائل تقول نادوا بصوم واجلسوا نابوت في راس الشعب. واجلسوا رجلين من بني بليعال تجاهه ليشهدا قائلين قد جدفت على الله وعلى الملك ثم اخرجوه وارجموه فيموت. ففعل رجال مدينته الشيوخ والاشراف الساكنون في مدينته كما ارسلت اليهم ايزابل كما هو مكتوب في الرسائل التي ارسلتها اليهم. فنادوا بصوم واجلسوا نابوت في راس الشعب. واتى رجلان من بني بليعال وجلسا تجاهه وشهد رجلا بليعال على نابوت امام الشعب قائلين قد جدف نابوت على الله وعلى الملك فاخرجوه خارج المدينة ورجموه بحجارة فمات. وارسلوا الى ايزابل يقولون قد رجم نابوت ومات. ولما سمعت ايزابل ان نابوت قد رجم ومات قالت ايزابل لاخاب قم رث كرم نابوت اليزرعيلي الذي ابى ان يعطيك اياه بفضة لان نابوت ليس حيا بل هو ميت.

 ولما سمع اخاب ان نابوت قد مات قام اخاب لينزل الى كرم نابوت اليزرعيلي ليرثه

فى (1) بعد هذه الأمور = أى الحرب مع إسرائيل. يزرعيل = هى مدينة فى سهل يزرعيل تبعد عن السامرة 32 كم وكان فيها قصر للملك وهى مدينة جميلة. وكان أخاب مولعا بالبناء

 (39:22) وفى (3) حاشالى من قبل الرب = دليل وجود شعب مازال يخاف الرب ويحفظ الناموس ولا يفرط فى الميراث تطبيقا للشريعة (عد 7:36 + لا 28،27:25)

وربما حسب نابوت أخاب كوثنى لأنه ترك عبادة الرب. لقد كان نابوت من ضمن الـ 7000

ركبة التى لم تنحن لبعل. ونلاحظ أن الأرض فى إسرائيل تشير لنصيبنا فى السماء ومن يرفض أن يفرط فى نصيبه فى الأرض، أرض الله كنعان يشير لكل مؤمن يرفض كل إغراء كثمن لأورشليم السماوية أو نصيبه فى كنعان السماوية. وقد رفض نابوت فى مقابل أرضه فضة (أموال ومجد العالم) وكرم (الكرم يشير للأفراح العالمية) آية 2 وعلى كل منا أن يرفض أى مال أو مجد أو شهوة عالمية وأن نلتزم بالوصايا كما إلتزم نابوت حتى لا نخسر نصيبنا فى كنعان السماوية وفى (4) مكتئبا مغموما... وحول وجهه ولم يأكل خبزا تظهر هنا شخصية أخاب الطفولية وتسلط إمرأته عليه. ونلاحظ أنه لم يفكر هو بنفسه فى أن يغتصب حقل نابوت ولكن كانت إيزابل هى العقل المدبر. ونلاحظ أن شعور عدم الرضا هو مشكلة داخلية فأخاب بالرغم من كل قصوره وحدائقه وكل ما يملك نجده فى حزن وعدم رضا وبولس فى سجنه نجده فى فرح وسلام فشعور عدم الرضا ناشىء من الشهوات لمجد هذا العالم. والذى يفرح بحق هو من لا يشتهى شيئا من هذا العالم ومن يكون المسيح فيه يكون كمن يملك كل شىء. ومن لا يكون المسيح فيه يكون كأنه لا يملك شىء حتى لو إمتلك كل العالم (2 كو 10:6) وأنظر كم هى تافهة أمجاد هذا العالم. فربما كان نابوت سعيدا لأنه يجاور الملك وربما كان يتباهى بذلك ولكن كان هذا الجار هو سبب موته وكم نفرح بأشياء عالمية ربما تكون سببا فى هلاكنا. وفى (8) وختمتها بخاتمه = كان الملك قد سلم لها خاتمه تفعل به ما تشاء فأخاب ترك كل شىء لإيزابل فهو يخاف أن يتخذ قرار. ولكنه يسر به حين ينفذ. وبهذا الخاتم غالبا أصدرت أمر قتل الأنبياء ونابوت. وكانت خطة إيزابل كالآتى:-

أن يجلسوا نابوت فى رأس الشعب = ليظهر أمام الشعب إنهم يكرموه فلا يشك الشعب بعد ذلك أن هناك مؤامرة ضده. خصوصا أن نابوت غالبا كان محبوبا من الشعب له مركز موقر عندهم. بالإضافة إلى أن وجود نابوت فى مركز القضاء وسط الشيوخ بل على الرأس هذا يجعله محكوما عليه أولا إن ظهر أنه خاطىء. نادوا بصوم = هم يصومون إن كان هناك مصيبة إعلانا عن غضب الله. فهم نادوا بصوم وسط الشعب وقالوا إن الله غاضب وسوف تنسكب علينا ويلاته ولابد أن نعرف سببا لهذه المصيبة وسبب غضب الله (كما فعل البحارة مع يونان) والصوم هو لرفع غضب الله ولمعرفة السبب فى غضب الله. ويجلسون صائمين ونابوت غير صائم فهو لا يعلم ويكشفوا للناس أنه غير مهتم بغضب الله. وفى وسط المناقشة يشهد شاهدا زور أن نابوت جدف على الله وعلى الملك فيقول الشيوخ الآن علمنا سبب غضب الله ويصدرون حكما برجم نابوت ولأنه جدف على الملك فهذا يعطى الملك الحق فى أن يصادر حقل نابوت. وهم قتلوا نابوت ثم بعد ذلك قتلوا أولاده حتى لا يكون له وارث 2 مل 26:9 قم رث = ولم يسأل أخاب كيف فهو فرح بالميراث هذا يكفيه.

 

الآيات 17-29:- فكان كلام الرب الى ايليا التشبي قائلا. قم انزل للقاء اخاب ملك اسرائيل الذي في السامرة هوذا هو في كرم نابوت الذي نزل اليه ليرثه. وكلمه قائلا هكذا قال الرب هل قتلت وورثت ايضا ثم كلمه قائلا هكذا قال الرب في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمك انت ايضا. فقال اخاب لايليا هل وجدتني يا عدوي فقال قد وجدتك لانك قد بعت نفسك لعمل الشر في عيني الرب. هانذا اجلب عليك شرا وابيد نسلك واقطع لاخاب كل بائل بحائط ومحجوز ومطلق في اسرائيل. واجعل بيتك كبيت يربعام بن نباط وكبيت بعشا بن اخيا لاجل الاغاظة التي اغظتني ولجعلك اسرائيل يخطئ. وتكلم الرب عن ايزابل ايضا قائلا ان الكلاب تاكل ايزابل عند مترسة يزرعيل. من مات لاخاب في المدينة تاكله الكلاب ومن مات في الحقل تاكله طيور السماء. ولم يكن كاخاب الذي باع نفسه لعمل الشر في عيني الرب الذي اغوته ايزابل امراته. ورجس جدا بذهابه وراء الاصنام حسب كل ما فعل الاموريون الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. ولما سمع اخاب هذا الكلام شق ثيابه وجعل مسحا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت. فكان كلام الرب الى ايليا التشبي قائلا. هل رايت كيف اتضع اخاب امامي فمن اجل انه قد اتضع امامي لا اجلب الشر في ايامه بل في ايام ابنه اجلب الشر على بيته.

فى أمر بنهدد يرسل الله لأخاب أنبياء مجهولين ولكن فى أمر نابوت يرسل إيليا النبى العظيم!! فالله يهتم بظلم المساكين أكثر من الإنتصارات فى الحروب. الذى فى السامرة ونلاحظ أن إيليا ذهب له فى يزرعيل لأنه كان هناك = هوذا هو فى كرم نابوت = فلماذا قال الله " الذى فى السامرة " لأن قصره فى السامرة وهى عاصمة ملكه. وكأن الله لا يريد أن يقول ملك إسرائيل وإسرائيل شعبه وهذا الملك لا يستحق أن يكون ملكا على شعبه

هل قتلت وورثت = هى مسئوليته فهو وافق على ما صنعته إيزابل ولم يسأل كيف وورث تلحس الكلاب دمك = ياهو قتل إبن أخاب 2 مل 24:9-26 وفى 1 مل 38:22 غسلت مركبة أخاب فى بركة السامرة ولحست الكلاب دمه حسب كلام الرب وتمت النبوة فى أخاب من جهة لحس الكلاب لدمه وفى إبنه من جهة المكان. وهناك رأى بأن بركة السامرة هى بركة إسمها هكذا لكنها موجودة فى يزرعيل حيث قتل نابوت فتكون النبوة قد تحققت حتى فى المكان. ولاحظ قول أخاب لإيليا هل وجدتنى يا عدوى = فمن يسير فى طريق الشر يصبح رجال الله له أعداء بل هو يصير غير محتملا لكلمة الله. (هكذا اللص يجد رجال الشرطة أعداء له) وربما هو إستيقظ ضميره فجأة. لأننا نجده وقد شق ثيابه = وعجيب هو الله فى رحمته فالله كما يرى الشرور وتحزنه جدا يفرح بالتوبة جدا. ونرى الله يفرح بتوية أخاب ولكن يبدو أن توبته كانت مجرد خوف ولم تكن توبة حقيقية. ودليل ذلك أنه مثلا لم يترك الكرم لورثة نابوت ولم يترك عبادة البعل. ونلاحظ عقوبة أخاب أنه كما قتل نابوت وأولاده قتل هو وأولاده. والذى قتل أولاده ياهو أحد قادته الذى غالبا قد رافقه وهو يتسلم كرم نابوت (2 مل 25:9) ولنلاحظ أن الإهانات التى توجه للجسد

(لحس الكلاب لدمه) إنما هى إشارة للعذاب الذى ستلاقيه الروح بعد ذلك


 

الإصحاح الثانى والعشرون

الآيات 1-12:- واقاموا ثلاثة سنين بدون حرب بين ارام واسرائيل وفي السنة الثالثة نزل يهوشافاط ملك يهوذا الى ملك اسرائيل. فقال ملك اسرائيل لعبيده اتعلمون ان راموت جلعاد لنا ونحن ساكتون عن اخذها من يد ملك ارام. وقال ليهوشافاط اتذهب معي للحرب الى راموت جلعاد فقال يهوشافاط لملك اسرائيل مثلي مثلك شعبي كشعبك وخيلي كخيلك. ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل اسال اليوم عن كلام الرب. فجمع ملك اسرائيل الانبياء نحو اربع مئة رجل وقال لهم ااذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك. فقال يهوشافاط اما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسال منه. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. فدعا ملك اسرائيل خصيا وقال اسرع الي بميخا بن يملة. وكان ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا جالسين كل واحد على كرسيه لابسين ثيابهما في ساحة عند مدخل باب السامرة وجميع الانبياء يتنباون امامهما. وعمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد وقال هكذا قال الرب بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا. وتنبا جميع الانبياء هكذا قائلين اصعد الى راموت جلعاد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك.

أتى هذا الإصحاح بعد 3 سنوات من الإصحاح السابق أى أن أخاب تمتع بالسلام 3 سنوات نتيجة إنسحاقه أمام الله ولكنه عاد لشره.

راموت جلعاد من المدن التى وعد بنهدد أن يعيدها لملك إسرائيل ولكنه لم يفعل. ثلاث سنين بدون حرب = بعد الحرب المذكورة فى إصحاح 20. نزل يهوشافاط = أورشليم أعلى من السامرة بألف قدم. ولكن الكلمة تعنى أكثر أن أورشليم مرتفعة روحيا عن السامرة هو إذا نزول روحى ليهوشافاط الملك البار وهنا نجد أول إجتماع سلمى لملك من إسرائيل وملك من يهوذا وكان يهوشافاط قد أخذ عثليا إبنة أخاب زوجة لإبنه يهورام قبل ذلك (2 أى 2،1:18)

ونجد هنا أخاب يغوى يهوشافاط أن يحارب معه (2 أى 2،1:18) وربما وافق يهوشافاط على أن يحارب أرام نتيجة الضغط أو لأنه خاف أيضا من أرام إن غلب أرام إسرائيل فبذلك يصبحون على حدود يهوذا. وراموت جلعاد فى سبط جاد وأخذها أرام وقصد أخاب إستردادها. ونلاحظ أن يهوشافاط قد أخطأ إذ سأل الرب بعد أن كان قد إتخذ قرارا بالحرب وعلى هذا وبخه ياهو النبى 2 أى 1:19-3. ولكن يهوشافاط كملك متدين لاحظ أن أنبياء أخاب لا يذكروا إسم الرب فى كلامهم فشك فيهم فهم قالوا يدفعها السيد ليد الملك = وليس هذا هو أسلوب الأنبياء الذى يعرفه يهوشافاط وشعر أنهم أنبياء كذبة فسأل عن نبى حقيقى. وفى (8) لا يقل الملك هكذا = لم يوافقه يهوشافاط على كراهيته لرجال الرب لكن للأسف إكتفى يهوشافاط بهذا القول ولم ينفذ ما قاله فيما بعد ذلك ولكن هذا نتيجة الصداقات الشريرة فنجد الإنسان يسير فى موكب الأشرار دون تفكير ويهوشافاط كرجل متدين يعرف تأثير الأنبياء الحقيقيين على نفسه فهم بكلامهم يعطونه سلام وراحة لكن كل أنبياء أخاب فشلوا فى أن يعطوه هذا الشعور بالراحة لذلك بحث عن من يعطيه هذا السلام. وفى (6) الأنبياء الكذبة ال 400 ربما هم كهنة وأنبياء أشيرا الذين خبأتهم إيزابل يوم الكرمل (يوم قتل إيليا أنبياء البعل)

قرنى الحديد = إشارة للملكين أخاب ويهوشافاط.

 

الآيات 13-28:- واما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم وتكلم بخير. فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله لي الرب به اتكلم. ولما اتى الى الملك قال له الملك يا ميخا انصعد الى راموت جلعاد للقتال ام نمتنع فقال له اصعد وافلح فيدفعها الرب ليد الملك. فقال له الملك كم مرة استحلفتك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب. فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا وقال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره.

 فقال الرب من يغوي اخاب فيصعد ويسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا.

 ثم خرج الروح ووقف امام الرب وقال انا اغويه وقال له الرب بماذا. فقال اخرج واكون روح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه وتقتدر فاخرج وافعل هكذا. والان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء والرب تكلم عليك بشر. فتقدم صدقيا بن كنعنة وضرب ميخا على الفك وقال من اين عبر روح الرب مني ليكلمك. فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ. فقال ملك اسرائيل خذ ميخا ورده الى امون رئيس المدينة والى يواش ابن الملك. وقل هكذا قال الملك ضعوا هذا في السجن واطعموه خبز الضيق وماء الضيق حتى اتي بسلام. فقال ميخا ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي وقال اسمعوا ايها الشعب اجمعون.

 

بحسب التقليد اليهودى فميخا هو الذى حذره بأنه سيموت لأنه ترك بنهدد أى هو الذى لبس العصابة وتنكر أمامه (1 مل 35:20-43) ويكمل التقليد اليهودى أن أخاب إغتاظ منه وسجنه طيلة هذه السنوات الثلاث وحتى هذه اللحظة. والآن حينما طلبه يهوشافاط أرسل أخاب ليأتى به من سجنه وهذا يفسر كيف وجدوه بسرعة وبعد أن أجاب أخاب إجابة لم تعجب أخاب رده إلى سجنه = خذ ميخا ورده إلى أمون.

وفى (15) نجد رد ميخا فيه شىء من التهكم على أخاب فهو يتكلم كما أمره رسول أخاب آية 12 والملك لاحظ هذا فقال فى (16) كم مرة أستحلفتك = إذا هما تقابلا كثيرا من قبل وفى (17) لا راعى لها = إشارة لقتل الملك وتشتت جيشه. ونجد هنا النبوة دقيقة جدا فهو لم يرى جيش إسرائيل يذبح فهذا لم يحدث بل رأى موت أخاب فقط وفى (18) أما قلت لك = قال أخاب هذا المنظر ليهوشافاط أن ميخا مغرض فى نبوته وهو لا يتكلم بالحق. وإبتداء من آية 19-23 يتكلم ميخا عن رؤيا رآها. وهو قد رأى الله جالسا على عرشه. ومن يرى الله على عرشه هل يهتم بملكين أرضيين على عروشهم الأرضية. من يرى الله سيهتم أن يرضيه ولا يرضى ملوك سيموتوا إن آجلا أو عاجلا إنما هو واقف أمام الله الجالس على عرشه وملائكته حوله يخدمونه وينفذون مشيئته والملائكة من يمينه وعن يساره. وقوات الشر لا تتحرك سوى بسماح منه ومع أنه لا يوافق على شرهم إنما هو يسمح لهم ببعض التصرفات لتأديب شعبه وتنفيذ أغراضه. من يغوى أخاب الله لا يغوى أحد لكنه جزاء ضلاله يستحق العقاب وهو يرفض أن يسمع كلام الله ولأنبياء الله بل يصغى للأنبياء الكذبة والله أعطاه حسب قلبه (مز 4:20) فسمح لروح مضل (شيطان) أن يضله فهو يريد هذا ويريد أن يسمع هذا الكلام وإذا سمع صوت الرب رفضه فتركه الله لقلبه ثم خرج الروح = أى روح الضلال من مخدع إلى مخدع = ربما حدث هذا فعلا وطاردته إيزابل أو جنود الجيش المهزوم العائد إذ إكتشفوا كذبه. وفى (27) خبز الضيق وماء الضيق أى قليل خبز وقليل ماء وفى (28) إسمعوا أيها الشعب = أى إشدوا أننى حذرته وقد رفض.

 

الآيات 29-40:- فصعد ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا الى راموت جلعاد. فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اني اتنكر وادخل الحرب واما انت فالبس ثيابك فتنكر ملك اسرائيل ودخل الحرب. وامر ملك ارام رؤساء المركبات التي له الاثنين والثلاثين وقال لا تحاربوا صغيرا ولا كبيرا الا ملك اسرائيل وحده. فلما راى رؤساء المركبات يهوشافاط قالوا انه ملك اسرائيل فمالوا عليه ليقاتلوه فصرخ يهوشافاط. فلما راى رؤساء المركبات انه ليس ملك اسرائيل رجعوا عنه.

 وان رجلا نزع في قوسه غير متعمد وضرب ملك اسرائيل بين اوصال الدرع فقال لمدير مركبته رد يدك واخرجني من الجيش لاني قد جرحت. واشتد القتال في ذلك اليوم واوقف الملك في مركبته مقابل ارام ومات عند المساء وجرى دم الجرح الى حضن المركبة. وعبرت الرنة في الجند عند غروب الشمس قائلا كل رجل الى مدينته وكل رجل الى ارضه. فمات الملك وادخل السامرة فدفنوا الملك في السامرة وغسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه وغسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلم به.

 وبقية امور اخاب وكل ما فعل وبيت العاج الذي بناه وكل المدن التي بناها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل. فاضطجع اخاب مع ابائه وملك اخزيا ابنه عوضا عنه.

 

 فى (29) كان خطأ عجيب من يهوشافاط أن يصعد للحرب بعد ما سمعه من ميخا وربما أسباب ذلك 1- مجاملة لأخاب صهره 2- وعده السابق الذى أخطأ وأعطاه لأخاب 3- ربما شك فعلا فى إخلاص ميخا إذ رأى بغض أخاب الشديد له. وفى(30) إنى أتنكر... وأما أنت فالبس ثيابك = هى خدعة واضحة من أخاب ليهوشافاط حتى لا يكتشف جنود أرام وجود أخاب فهو غير مرتدى لملابسه الملوكية. ولكنه يعرض حياة يهوشافاط للخطر. لأن يهوشافاط بملابسه يظهر أنه القائد بينما أخاب فى ملابس جندى عادى. أخاب يعرف أنه مستهدف من ملك أرام فخدع يهوشافاط لكنه هل يخدع الله الذى أصدر أمرا على فم ميخا بان أخاب يموت. ربما فكر أخاب أن موته يعنى كسر الجيش كله لذلك تنكر لكن لماذا لم يفكر فى حياة يهوشافاط، إذا هى خدعة وعجيب أن ينخدع بها يهوشافاط. فصرخ يهوشافاط = هو إما صرخ للرب وإما ليجمع جيشه حوله والرب ساعده وهرب الأراميون لأنهم إنما يفتشونذ عن ملك إسرائيل 2 أى 31:18 بين أوصال الدرع = بين درع الصدر ودروع الرجلين أى فى بطنه. وفى (35) وأوقف الملك فى مركبته = هو طلب أن يخرج لكن الجيش رفض حتى لا يتشتت الجيش كله إذا عرفوا أن ملكهم قد مات فأوقفوه فى مركبته حتى المساء حتى مات. وفى (36) كل رجل إلى مدينته = تحققت نبوة ميخا وتشتت الجيش إذ أصبح بلا راع. وربما كان سبب خداع أخاب ليهوشافاط وتنكر أخاب أنه فى قرارة نفسه كان يعلم أن ميخا صادق وستتم نبوته ولكن لغشاوة عينيه تصور أنه إذا تخفى ينجو وهل ينجو من الله. وكان أخاب يجب أن يموت فى الحرب لا أن يقع أسيرا فلربما أطلقه ملك أرام حيا ردا للجميل وهذا لا يتفق مع قرار الله. ويموت بواسطة سهم طائش لا يقصده ولكنه كان فى يد الله أى أن السهم كان فى يد الله. وفى الآيات 38،37 حسب كلام الرب = قارن مع 1 مل 19:21 فالكلاب لحست دم نابوت فى يزرعيل ودماء أخاب سالت فى بركة السامرة وهناك إحتمالين:-

1.     أن النبوة تمت حرفيا وتكون بركة السامرة هى بركة خارج يزرعيل كانت تستخدمها الزوانى ثم دخلت ضمن أملاك الملك. وأسماها الملك بركة السامرة على إسم عاصمته وعندها رجم نابوت وعندها غسلوا مركبة أخاب عند رجوعهم بجثته قبل دخولهم السامرة حتى تدخل المركبة بجثة الملك وهى نظيفة أمام الشعب الواقف ليستقبل جثة ملكه قبل الجنازة. وهذه القصة أو هذا التصور حسب التقليد اليهودى وهو الأرجح. وعبارة وغسلوا سلاحه = الأصل العبرى يمكن ترجمته وإغتسلت الزوانى فى نفس المكان وهكذا ترجمتها السبعينية والقول يدل على تدنيس دم الملك الذى أدخل العبادة الوثنية التى تتضمن الزنا إلى بلاده.

2.     أن النبوة تمت معنويا وأن الكلاب لحست دم أخاب فى مكان خارج مدينة السامرة كما لحست الكلاب دم نابوت خارج مدينة يزرعيل وفى (39) بيت العاج = ليس كله من العاج بل هو مرصع ومزين بالعاج.

 

الآيات 41-53:- وملك يهوشافاط ابن اسا على يهوذا في السنة الرابعة لاخاب ملك اسرائيل.  وكان يهوشافاط ابن خمس وثلاثين سنة حين ملك وملك خمسا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه عزوبة بنت شلحي. وسار في في طريق اسا ابيه لم يحد عنها اذ عمل المستقيم في عيني الرب الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزال يذبح ويوقد على المرتفعات. وصالح يهوشافاط ملك اسرائيل. وبقية امور يهوشافاط وجبروته الذي اظهره وكيف حارب اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. وبقية المابونين الذين بقوا في ايام اسا ابيه ابادهم من الارض. ولم يكن في ادوم ملك ملك وكيل. وعمل يهوشافاط سفن ترشيش لكي تذهب الى اوفير لاجل الذهب فلم تذهب لان السفن تكسرت في عصيون جابر. حينئذ قال اخزيا بن اخاب ليهوشافاط ليذهب عبيدي مع عبيدك في السفن فلم يشا يهوشافاط. واضطجع يهوشافاط مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه فملك يهورام ابنه عوضا عنه.

 اخزيا بن اخاب ملك على اسرائيل في السامرة في السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك على اسرائيل سنتين. وعمل الشر في عيني الرب وسار في طريق ابيه وطريق امه وطريق يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. وعبد البعل وسجد له واغاظ الرب اله اسرائيل حسب كل ما فعل ابوه

نلاحظ دائما ذكر إسم أم الملك لأنهن كن لهن سلطة وإحترام المرتفعات لم تنتزع = لأن الشعب كان قد تعود عليها. وفى (44) صالح يهوشافاط ملك إسرائيل إلا أن هذا الصلح وهذه المصاهرة بينهما كان لها مشاكل كثيرة:

1.     الحرب الفاشلة ضد أرام وتعرض يهوشافاط للموت.

2.     تسلط بيت أخاب (ممثلا فى بنته عثليا) على عرش يهوذا (أهمية إختيار الزوجة).

3.     أدخلت عثليا عبادة البعل إلى يهوذا.

4.     تسلط بيت أخاب على يهورام إبن يهوشافاط (2 أى 6:21 + 12،3:22).

5.     كسر سفن يهوذا

 

آية 47:-

ولم يكن فى أدوم ملك. ملك وكيل = هذا شرح لما سيأتى فى موضوع السفن فى آية(48) فالطريق إلى عصيون جابر يمرفى وسط آدوم فلو كان هناك ملك على أدوم لما إستطاع يهوذا أن يمر فيها. ولكنهم مروا إذ كان هناك وكيل من قبل يهوذا على أدوم. وإما قصة السفن فهى كالآتى:-

كان هناك بعثتين للسفن وفى البعثة الأولى إشترك رجال أخزيا مع رجال يهوشافاط فتكسرت السفن فبنى يهوشافاط غيرها وعند ما طلب أخزيا أن يشترك رجاله فى البعثة الثانية أو الرحلة الثانية رفض يهوشافاط فهو كان قد تعلم الدرس من الرحلة الأولى التى غالبا قد تكسرت فيها السفن نتيجة عاصفة شديدة رأى فيها يهوشافاط غضب الله. والآن علم يهوشافاط أن الإشتراك مع الأشرار ضار فى كل شىء، فى الزواج وفى الحرب وفى التجارة. ونلاحظ إزدهار يهوذا فى وقت الملوك الصالحين أمثال يهوشافاط وأسا أبيه. وراجع 2 أى 35:20-37 لترى أن هناك نبيا أعطى الدرس ليهوشافاط أن البركة تنعدم من العمل إذا إشترك فيه الأشرار. وفى 52 طريق أبيه وطريق أمه = أى عبادة البعل وطريق يربعام = أى عبادة العجلين

 

الصفحة الرئيسية