سفر الملوك الثانى
كنيسة السيدة العذراء بالفجالة
الإصحاح الأول
آية 1:- وعصى مواب على اسرائيل بعد وفاة اخاب.
وعصى موآب = كان داود قد فتح موآب (2 صم 2:8) وربما إستقلت عند موت سليمان ثم أخضعها عمرى ملك إسرائيل (كما علمنا من الحجر الموآبى – حجرأثرى تاريخى) وكان الموآبيون يؤدون الجزية لإسرائيل (2 مل 4:3) فى مدة ملك عمرى وربما بعد تشتت الجيش بعد أن مات أخاب إنتهزت موآب الفرصة وعصت إسرائيل.
آية 2:- وسقط اخزيا من الكوة التي في عليته التي في السامرة فمرض وارسل رسلا وقال لهم اذهبوا اسالوا بعل زبوب اله عقرون ان كنت ابرا من هذا المرض.
بعل زبوب = معناه إله الذباب أى الذى يمنع عنهم الذباب. وكون أن الملك يسأل بعل زبوب لهو دليل عدم إيمانه بالله وأنه مستمر فى طريق أبائه أى عبادة البعل
آية 3:- فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله تذهبون لتسالوا بعل زبوب اله عقرون.
لاحظ أن ملاك الله يخبر إيليا بما حدث فهو لا يحتاج لإنسان أن يخبره.
آية 8:- فقالوا له انه رجل اشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه فقال هو ايليا التشبي.
رجل أشعر = أى ثوبه من الشعر فالشعر ملابس أفقر الناس وملابس الأنبياء
الآيات 9-12:- ارسل اليه رئيس خمسين مع الخمسين الذين له فصعد اليه واذا هو جالس على راس الجبل فقال له يا رجل الله الملك يقول انزل. فاجاب ايليا وقال لرئيس الخمسين ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتاكلك انت والخمسين الذين لك فنزلت نار من السماء واكلته هو والخمسين الذين له.ثم عاد وارسل اليه رئيس خمسين اخر والخمسين الذين له فاجاب وقال له يا رجل الله هكذا يقول الملك اسرع وانزل. فاجاب ايليا وقال له ان كنت انا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتاكلك انت والخمسين الذين لك فنزلت نار الله من السماء واكلته هو والخمسين الذين له.
لاحظ أن الملك يرسل 50 رجلا ليمسكوا رجلا واحدا وهذا يدل على خوفه من إيليا مما سمعه عنه أو رآه منه. وبالرغم من هذا يرسل ليمسكه ويسجنه. بل عجيب أن رؤساء الخماسين الأول والثانى يقولون له يا رجل الله.. الملك يقول لك إذا هم عرفوا أنه رجل الله بل كلموه كمن لهم هم أيضا سلطان عليه ولم يعاملوه بالإحترام الكافى، وظنوا أنه تحت حكم ملكهم وتمت أمره. وأغلب الظن أن هؤلاء الجنود كانوا من عباد البعل مثل ملكهم وظنوا أن الله إله إيليا فى مستوى البعل أو أقل منه وهذه الحادثة أظهرت سلطان إيليا وقوته فكم وكم يكون سلطان الله وقدرته.
وهناك من يلوم إيليا على هذا الحكم القاسى أن ينزل نار من السماء لتأكل الجنود لكن كما رأينا فإن إيليا يعرف كل شىء عن طريق ملاك يكلمه وما كان ليأمر بنار تنزل على الجنود إلا بموافقة وإرشاد الله. وكون أن الله يقبل وتنزل النار فهذا علامة قبول الله ورضاه. وبعد هذا فى (15) نجد الملاك يقول لإيليا
إنزل ولا تخف = إذا فالإتصال مازال مستمرا بين الله وإيليا. وإيليا هنا لا ينتقم لنفسه بل يطلب مجد الله لذلك يستجيب الله عكس ما صنع التلاميذ حينما طلبوا نزول نار من السماء فهم كانوا يطلبون الإنتقام لكرامتهم لذلك رفض المسيح.
ونلاحظ غضب الله على من يستشير الأرواح النجسة. وهكذا كانت سقطة شاول وهكذا يفعل كل من يتعامل مع الأرواح الشريرة (أحجبة وأعمال وفك أعمال.... الخ) ومن يذهب ليستشير هؤلاء ويتعامل معهم فليعلم أنه سيلقى مصير أخزيا ويموت ويهلك. والعجيب أن أخزيا كان سيقبل حكم الموت لو صدر من بعل زبوب لكنه فى حالة عمى رفض الله ونبيه وقرار الله. وحالة العمى التى أصابت أخزيا لأنه يتعامل مع آلهة عمياء !! وخرساء ومن يتبع آلهة عمياء وخرساء يصير مثلها. وإعلانات الله القوبة كالنار التى تنزل من السماء سببها إنحدار الناس وإبتعادهم عن الله فهى إعلانات قوية وتأديب قاسى ربما يرتدعوا. وسؤال إيليا نارا من السماء ليعلم الجميع غضب الله عليهم ولاحظ كثرة المشاكل فى فترة ملك أخزيا لإنعدام البركة:-
1. حرب مع أرام أيام أبيه.
2. عصيان موآب.
3. سقوطه من الكوة ومرضه.
4. يملك سنتين فقط... إذا المصائب سببها إنعدام البركة بسبب الشر.
ولنلاحظ أيضا طول أناة الله ومراحمه فهو لم يهلكه حالا بل أعطاه فرصا عديدة ويرسل له إنذارات فهلاك مجموعتين من رجاله ومرضه هى إنذارات.
الآيات 13-16:- ثم عاد فارسل رئيس خمسين ثالثا والخمسين الذين له فصعد رئيس الخمسين الثالث وجاء وجثا على ركبتيه امام ايليا وتضرع اليه وقال له يا رجل الله لتكرم نفسي وانفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك. هوذا قد نزلت نار من السماء واكلت رئيسي الخمسينين الاولين وخمسينيهما والان فلتكرم نفسي في عينيك.فقال ملاك الرب لايليا انزل معه لا تخف منه فقام ونزل معه الى الملك. وقال له هكذا قال الرب من اجل انك ارسلت رسلا لتسال بعل زبوب اله عقرون اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله لتسال عن كلامه لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت.
لم يستفيد الملك ولا رجال الخمسين الأول والثانى بما حدث أما رئيس الخمسين الثالثة فقد سمع بما حدث لزميليه لأنه كان هناك شهود للحادث وشعب ملتف حول إيليا يرى أعماله. فمثل هذا العمل بالتأكيد يريد الله أن ينتشر وأن يذاع فيخشى الله الشعب. ولم يكن عملا فى السر فلو تم سرا لما ظهر مجد الله ولصار ما حدث إنتقام شخصى من إيليا. لذلك نجد رئيس الخمسين الثالثة جثا على ركبيته فهو إستفاد مما حدث وخاف من الله إله إيليا وخضع للرب ولإيليا نبى الرب. ونحن لن نأخذ شيئا من الله سوى بأن نخضع ونخشع ونسجد له فى تضرع. ونلاحظ خروج إيليا سليما من بيت الملك الذى كان يريد قتله أو سجنه؟! وهل يستطيع أحد أن يعتدى على رجل الله إذا أراد الله حمايته. لذلك فالملاك يقول لإيليا لا تخف منه أى من الملك. فالملك ورجاله بل وكل جيشه هم فى يد الله لذلك قال المسيح لبيلاطس " لم يكن لك على سلطان إن لم تكن قد أعطيت من فوق "
آية 17:- فمات حسب كلام الرب الذي تكلم به ايليا وملك يهورام عوضا عنه في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا لانه لم يكن له ابن.
وملك يهورام عوضا عنه فى السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا وقارن مع 2 مل 1:3. وملك يهورام بن أخاب فى السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك 12 سنة ومع 1 مل 42:22 نجد أن يهوشافاط ملك 25 سنة.
ومع 2 مل 16:8 وفى السنة الخامسة ليورام بن أخاب ملك إسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا ملك يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا، ولتداخل الآيات راجع الرسم. وحل الإشكال بسيط فيهورام بن يهوشافاط ملك مع أبيه فى السنة السابعة عشرة ليهوشافاط. وكان ذلك غالبا لإنشغال يهوشافاط فى حرب أرام مع أخاب فترك الملك لإبنه كملك أو نائب ملك أو شريكا فى الملك وقبل موت يهوشافاط مباشرة بثلاث سنوات ربما أشركه فعلا فى الحكم. وكانت هذه العادة منتشرة وسط ملوك يهوذا وإسرائيل بل وبابل وخلافهم أن يشرك الأب إبنه فى الحكم.
حسب الرسم نلاحظ أن يهورام بن يهوشافاط ملك مرتين مرة كنائب لأبيه بسبب الحرب مع أرام فى السنة 17 لأبيه ومرة قبل موت أبيه بثلاث سنوات حيث إشترك فعليا فى الحكم مع أبيه أى فى السنة 22 لأبيه. ونلاحظ أنه فى الحسابات تحسب أجزاء السنة سنة كاملة لذلك قيل فى السنة الخامسة ليورام بن أخاب ملك يورام بن يهوشافاط والمدة أربع سنوات لكن يبدو أن هناك كسور من السنة هنا أو هناك. وملك يهورام = يهورام هو إبن أخاب وأخو أخزيا (2 مل 1:3). وتضيف السبعينية هنا أن يهورام إبن أخاب.
الإصحاح الثانى
فى الإصحاح السابق نجد ملك شرير يغادر العالم فى خزى وهنا نرى نبياً عظيماً يغادر العالم فى مجد. فقد إنتقل إيليا إلى السماء بجسده مثل أخنوخ.
الآيات 1-8:- وكان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال.فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل فقال اليشع حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك ونزلا الى بيت ايل.فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له هل اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا.ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا فقال حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك واتيا الى اريحا.فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع وقالوا له اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا.ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن فقال حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك وانطلقا كلاهما.
فذهب خمسون رجلا من بني الانبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد ووقف كلاهما بجانب الاردن.و اخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما في اليبس
إليشع كان يخدم إبليا 1 مل 21:19 + 2 مل 11:3 وتتلمذ عليه. وفى (2) فقال إيليا = إيليا عرف أن زمان إنتقاله قد أتى وغالبا فقد عرف إليشع ذلك أيضا. ولذلك فمن محبة إليشع لإيليا لم يشاء أن يفارقه فى ساعاته الأخيرة. وقول إيليا لأن الرب قد أرسلنى = نفهم منه أن الله رسم له حوادث تلك الساعات الأخيرة وأرسله إلى أماكن تجمعات الأنبياء ليفتقدهم ويزورهم ويشجعهم ويباركهم بكلامه الأخير قبل إنتقاله وقول إيليا لإليشع إمكث هنا = أى فى الجلجال لأنه أراد أن ينفرد قبل إنتقاله أو لأنه أشفق على تلميذه إليشع فهو يعرف محبته أو هو عرف كيف سينتقل ومن تواضعه لم يشأ أن يعرف أحد وهذا يخجل من يتكلم عن نجاحه فى خدمته وعن مواهبه. وفى (3) بنوا الأنبياء = هم التلاميذ فى مدرسة الأنبياء وكان رئيسهم وقد علموا أن إيليا قد قرب إنتقاله ربما بإعلان من الله أو من إيليا فكانوا يشجعون إليشع ويعزونه وقول إليشع فأصمتوا = معناه أنه لا يريد الكلام فى الموضوع حتى لا يزداد حزنه وإيليا أخذ يزور مدارس الأنبياء من بيت إيل إلى أريحا. وأخيرا فى (6) يقول :-
الرب قد أرسلنى إلى الأردن... ثم فلق إيليا الأردن فلماذا شق الأردن؟
1. ليكون صعوده فى عبر الأردن فى مكان منفرد كما صعد موسى ليموت فى جبل بنو.
2. كما شق موسى البحر ليعبر بنو إسرائيل من العبودية للحرية يصنع إيليا نفس الشىء ليلفت نظر الجميع أن يتركوا عبادة الأوثان التى إستعبدتهم مثل عبودية مصر.
3. كان شق نهر الأردن على يد يشوع سابقا وعبور الشعب إلى كنعان الأرضية رمز لدخول المؤمنين بعد الموت إلى كنعان السماوية (فشق الأردن يشير للموت) وبهذا يكون عبور إيليا لنهر الأردن رمز لإنتقاله للحياة وصعوده للسماء. وهكذا المسيح بموته شق لنا النهر (نهر الموت) ليكون عبورنا سهلا (فأسهل أن تعبر نهرا جفت مياهه عن أن نعبره وماؤه جارى) والمسيح بموته إبتلع الموت وجفف لنا تياراته الخطرة فأصبح مرورنا عبر الأردن (أو عبر الموت) سهلا لذلك تصلى الكنيسة ليس موت لعبيدك يا رب بل هو إنتقال = ليس غرق فى مياه الأردن بل هو عبور لقد صار عبورنا إلى السماء سهلا.
4. صعود إيليا بهذه الصورة فيها رمز لما سيحدث بعد ذلك مع المسيح (مع الفارق).
5. هو شهادة لجيل فاسد بقداسة إيليا وغيرته النارية وحبه المتقد لله.
وفى آية (7) فذهب خمسون رجلا = وهذا يشير لكثرة عدد الأنبياء وفى (8) رداؤه = هو نفس الرداء الذى طرحه على إليشع حين دعاه. فعبرا كلاهما فى اليابس = العبور السهل
الآيات 10،9:- ولما عبرا قال ايليا لاليشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان اوخذ منك فقال اليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي. فقال صعبت السؤال فان رايتني اوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون.
نصيب إثنين من روحك = البكر له نصيب إثنين تث 17:21 فإليشع إعتبر نفسه الإبن البكر لإيليا. فكما قلنا إيليا كان يعتبر هو أب جميع الأنبياء وإليشع بسؤاله هذا يريد أن يكون البكر وهو طامع ليس فى ميراث أرضى أو زمنى أو ثروة أو صحة بل هو يطلب قوة روحية تعينه فى الخدمة وهو يطلب من إيليا أن يتشفع له عند الله. هو طلب قوة للخدمة فيكون كالبكر وسط الأنبياء يتقدمهم فى الخدمة والمخاطر والواجبات وهذا النوع من الطمع يفرح الله. لذلك يقول بولس الرسول "من إبتغى الأسقفية فيشتهى عملا صالحا" 1 تى 1:3 لأن الذى يبتغى الأسقفية فى زمان بولس الرسول ما كان يبتغى مجدا أو خلافه بل كان يعرف أنه سيخدم شعب الله وهو معرض للهوان والتعذيب والإستشهاد. صعبت السؤال = فإليشع يطلب خدمة صعبة قد لا يكون مقدرا لجسامتها فضلا عن أنه ليس من حق إيليا أن يعين خليفته. فإن رأيتنى فى (2 مل 17:6) نرى تلميذ إليشع بصلوات إليشع تنفتح عينه فيرى المركبات النارية لأن هذه رؤية روحية وهى ليست لكل إنسان وإيليا يعلم أن إنتقاله سيكون فى مركبة نارية وهذه ليست شيئا مرئيا لكل إنسان. وكانت العلامة التى أعطاها إيليا لإليشع أن يرى هذه المركبات النارية وهى تحمله فإن رآها فقد أعطاه الله رؤيا روحية تؤهله لهذه الخدمة ويكون قد قبله خليفة لمعلمه إيليا. وحينما رأى إليشع هذا المنظر أدرك أن الله أعطاه قوة النظر وبصيرة روحية ليرى ويفهم ما لا يراه ولا يفهمه غيره.
الآيات 12،11:- وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة الى السماء.و كان اليشع يرى وهو يصرخ يا ابي يا ابي مركبة اسرائيل وفرسانها ولم يره بعد فامسك ثيابه ومزقها قطعتين.
لقد مجد الله إيليا بهذا الصعود حتى يتعلم الأنبياء الشهادة للحق مثله مهما كلفهم هذا. ونفس الكلام موجه لكل خادم. ولكن ترتفع أنظار كل واحد إلى أن هناك حياة فى السماء، والموت ليس نهاية وليعمل كل واحد أعمالا صالحة حتى تكون لحظة إنتقاله مجيدة. وإلتصاق إليشع بمعلمه درس لكل واحد أن يلتصق بالمسيح ليأخذ بركة. فإليشع رفض الراحة وظل ملتصقا بإيليا بالرغم من مشقات الطريق. وإيليا لم يمت بل هو محفوظ فى مكان ما لا نعلمه مثل أخنوخ وتقول معظم التفسيرات أنهما هما الشاهدين اللذين سيتنبأ فى أيام ضد المسيح ويقتلهما ضد المسيح ويعلق جثتاهما ثم تدب فيهما روح حياة بعد 3 أيام إعلانا بقرب نهاية العالم (رؤ 11). يا أبى = فهو كان تلميذ لإيليا كإبنه. مركبة إسرائيل وفرسانها = كان إيليا لإسرائيل أعظم من جيش بأكمله بمركباته وفرسانه فهو يرشدهم ويحذرهم وبصلواته وشفاعته ينتصرون مهما كان عددهم قليلا. وتمزيق إليشع ثيابه هو إعلانا منه عن حزنه لخسارة هذا الرجل العظيم.
وصعود إيليا فى مركبة نارية كان كمن يدخل منتصرا ظافرا فهو عاش مشتعلا بالروح فصعد للسماء فى مركبة نارية عاش فى حماس نارى فى خدمته ومحبته فأخذته مركبة من نار ولقد ضعف إيليا فترة بسيطة من حياته حين قال ليتنى أموت فهل كان يعلم وقتها ما إدخره له الله من مجد كانت هذه لحظة يأس وضعف والله الرحوم قد غفرها ونشكر الله أنه كثيرا ما يسامحنا على ما نقوله فى لحظات اليأس.
ومما يؤكد عودة إيليا فى الأيام الأخير نبوة ملاخى (مل 6،5:4) فهو سيأتى قبل المجىء الثانى للمسيح حين يأتى للدينونة وكما كان فى مجيئه الأول يرد شعب إسرائيل عن عبادة البعل إلى عبادة الله الحق هكذا سيرد قلوب الأباء على الأبناء لأن فى هذه الأيام ستبرد محبة الكثيرين من كثرة الإثم. فإن كان قلب الأب قد قسا على إبنه فكيف يكون موقف الأب القاسى هذا من الله؟! هذا هو عمل إيليا القادم.
الآيات 13-18:- ورفع رداء ايليا الذي سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الاردن.فاخذ رداء ايليا الذي سقط عنه وضرب الماء وقال اين هو الرب اله ايليا ثم ضرب الماء ايضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع. و لما راه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح ايليا على اليشع فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض.و قالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلا ذوو باس فدعهم يذهبون ويفتشون على سيدك لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية فقال لا ترسلوا.فالحوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا فارسلوا خمسين رجلا ففتشوا ثلاثة ايام ولم يجدوه.و لما رجعوا اليه وهو ماكث في اريحا قال لهم اما قلت لكم لا تذهبوا.
نلاحظ أن إليشع يسير على نفس طريق أبيه الروحى فى كل شىء وهو هنا يحاول شق النهر كما فعل إيليا. فضرب النهر لأول مرة فلم ينشق وكان هذا إمتحان لإيمان إليشع وقد إجتاز الإمتحان بنجاح ولم ييأس (وهكذا يثبت الله إيمانه وإيماننا) فقال أين هو الرب إله إيليا = هو نادى الرب إله إيليا بثقة فجاءت القوة وإنفلق النهر وفى (16) خمسون رجلا = يبدو أن الأنبياء كانوا كالجنود كل فرقة خمسون رجلا ولم يشأ إليشع أن يمنعهم عن البحث عن إيليا 1) حتى يؤمنوا 2) حتى لا يقولوا أنه فرح بمركزه الجديد وبأنه تخلص من إيليا كسيد له ومعلم له ويتعجل الرئاسة.
الآيات 19-25:- وقال رجال المدينة لاليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي واما المياه فردية والارض مجدبة. فقال ائتوني بصحن جديد وضعوا فيه ملحا فاتوه به.فخرج الى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال هكذا قال الرب قد ابرات هذه المياه لا يكون فيها ايضا موت ولا جدب.فبرئت المياه الى هذا اليوم حسب قول اليشع الذي نطق به.ثم صعد من هناك الى بيت ايل وفيما هو صاعد في الطريق اذا بصبيان صغار خرجوا من المدينة وسخروا منه وقالوا له اصعد يا اقرع اصعد يا اقرع.فالتفت الى ورائه ونظر اليهم ولعنهم باسم الرب فخرجت دبتان من الوعر وافترستا منهم اثنين واربعين ولدا.و ذهب من هناك الى جبل الكرمل ومن هناك رجع الى السامرة
نرى إبتداء من هنا عدد كبير من المعجزات لإليشع تقرب من ضعف معجزات إيليا
1- معجزة إبراء المياه :-
سمع رجال المدينة من بنى الأنبياء ما فعل إيليا وإليشع بالأردن فإغتنموا الفرصة ليطلبوا منه بركة لمدينتهم وموقع مدينة أريحا حسن وكان عند سفح الجبل وأمام المدينة سهل الأردن وحولها النخل وغيرها من الأشجار وأعشاب لها رائحة طيبة وكان موقع المدينة جيد للتجارة ولكن المياه ردية والأرض مجدبة أى غير مثمرة ونسبوا جدبها لرداءة مياهها. وطلب إليشع صحن والملح. والملح فى حد ذاته لا يبرىء المياه بل يفسدها وكذلك الصحن ولكن الصحن والملح هما مادة المعجزة مثل الماء فى سر المعمودية ومثل جهاد البشر لكن نعمة الله هى التى تغير الفساد الذى فينا. وإحضار صحن وملح هو إمتحان لمن يحضرهم وبالملح صارت المياه حلوة وكذلك الأرض والملح له معنى رمزى فهو يشير لعدم الفساد وهكذا لنصلح حياتنا وطريقنا علينا أن نصلح قلوبنا بملح النعمة. والمعجزة رمزية وتشير لأن ديانة إسرائيل أصبحت فاسدة ولو إستمع الشعب لإليشع لابد وأنه يشفى.
2- معجزة أطفال بيت إيل:-
ذهب إليشع ليزور مدرسة الأنبياء فى بيت إيل وهناك فى بيت إيل عجل يربعام وأهل بيت إيل يكرهون من يوبخهم على هذه العبادة ولذلك كانوا دائماً يسخرون من الأنبياء فى مدرسة الأنبياء التى فى بيت إيل والآن هم يسخرون من إليشع ومن صلعته وهذا فى حد ذاته عيب كبير أن يسخر أحد من آخر لضعف فيه أو عيب فيه فكم وكم لو كان هذا الإنسان نبيا. وقولهم إصعد يا أقرع = هى سخرية من قصة صعود إيليا للسماء فكأنهم يسخرون من إليشع قائلين إصعد للسماء مثل معلمك فنحن لا نريدك. ولم يكن العيب فى الأطفال الصغار بل فى أبائهم الذين حرضوهم على هذا وعلموهم السخرية من أنبياء الله بل أرسلوهم ليطردوا إليشع. ولعنة إليشع لهم كانت غيرة لمجد الله الذى يهان فى هذا المكان. وإذا كانت لعنة إليشع لهم لكرامة شخصية لما إستجاب الله له. ولنلاحظ أن موت الأطفال هو تأديب لأبائهم فهناك الآن 42 بيت مع باقى أسرهم فى حزن عميق على ما فعلوه بعد أن مات أبنائهم ولنلاحظ خطورة السخرية من رجال الله. على أن هناك رأى أى كلمة غلام المترجمة هنا صبيان صغار قد تعنى سن الشباب فيكونوا مسئولين عن عملهم. سواء هذا أو ذاك كانت لعنة إليشع للصبيان فيها تأديب لبيت إيل كلها لترهب الله الذى تركوه.
الإصحاح الثالث
الآيات 1-3:- وملك يهورام بن اخاب على اسرائيل في السامرة في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا ملك اثنتي عشر سنة.و عمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كابيه وامه فانه ازال تمثال البعل الذي عمله ابوه الا انه لصق بخطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ لم يحد عنها.
ملك يهورام بن أخاب لأن أخاه أخزيا كان قد مات ولم يترك إبن وملك فى السنة 18 ليهوشافاط وكان قد صار ليهورام بن يهوشافاط سنتان ملكا على يهوذا مع أبيه (17:1) وسبب الألفة والمودة بين يهوذا وإسرائيل أن يهورام بن يهوشافاط كان قد تزوج عثليا بنت أخاب والعجيب أنه بينما أقلع ملك إسرائيل يهورام عن عبادة البعل دخلت عبادة البعل إلى يهوذا. وقد ذكر الله ليهورام عمله الطيب فى أنه أزال عبادة البعل لكن هذا مثل من يترك خطية واحدة ويتمسك بباقى خطاياه.
الآيات 4-12 :- وكان ميشع ملك مواب صاحب مواش فادى لملك اسرائيل مئة الف خروف ومئة الف كبش بصوفها.و عند موت اخاب عصى ملك مواب على ملك اسرائيل.و خرج الملك يهورام في ذلك اليوم من السامرة وعد كل اسرائيل.و ذهب وارسل الى يوشافاط ملك يهوذا يقول قد عصى علي ملك مواب فهل تذهب معي الى مواب للحرب فقال اصعد مثلي مثلك شعبي كشعبك وخيلي كخيلك فقال من اي طريق نصعد فقال من طريق برية ادوم.فذهب ملك اسرائيل وملك يهوذا وملك ادوم وداروا مسيرة سبعة ايام ولم يكن ماء للجيش والبهائم التي تبعتهم. فقال ملك اسرائيل اه على ان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد مواب.
فقال يهوشافاط اليس هنا نبي للرب فنسال الرب به فاجاب واحد من عبيد ملك اسرائيل وقال هنا اليشع بن شافاط الذي كان يصب ماء على يدي ايليا. فقال يهوشافاط عنده كلام الرب فنزل اليه ملك اسرائيل ويهوشافاط وملك ادوم.
خضعت موآب لعمرى ودفعت الجزية 100.000 خروف وتمردت أيام أخزيا ربما لضعفه ومرضه. وفى آية (8) كان إلى موآب طريقان أولهما طريق سهل على الشرق ثم عبور الأردن ثم جنوبا. والثانى طريق أصعب جدا فيتجهون إلى الجنوب غرب بحر لوط ثم إلى الشرق إلى أدوم ومنها إلى الشمال إلى موآب. ويهوشافاط فضل الطريق الأصعب وهو الأطول فموآب تتوقع الهجوم من الشمال حيث الطريق السهل المتوقع أن يسلكه ملوك إسرائيل ويهوذا ولم تتوقع أن يكون الهجوم من الجنوب وهناك سبب ثان لإختيار يهوشافاط وهو أن ينضم لهم جيش آدوم. وملك أدوم هذا غالبا هو الوكيل الذى يعينه ملك يهوذا 1 مل 47:22 أو هو ملك أدومى أقامه يهوشافاط ويكون خاضعا له. ولكن كان هناك سوء تدبير من الملوك فهم قادوا جيوشهم هذه المسيرة الطويلة وبجيش كبير بلا مؤونة كافية من الماء فى طرق ليس بها ماء وفى آية (10) كلام ملك إسرائيل يفهم منه أن الله قادهم لهذا المصير بسبب خطاياهم وفى (11) نجد يهوشافاط يسأل متأخرا عن نبى لكن عموما سؤاله عن نبى هو دليل تقواه. فأجاب واحد من عبيد ملك إسرائيل هنا إليشع = هل كان إليشع فى مكان قريب منهم أو كان يسير مع الجيش أو الرب أظهر لهم وجوده قريبا إستجابة لصلاتهم؟ لا نعلم تماما لكن الأغلب أن إليشع تبعهم من نفسه ليكون هو مركبة إسرائيل وفرسانها والملك لم يكتشف وجود هذا الكنز معه لكن إكتشفه جندى بسيط كان معه
الآيات 13-20 :- فقال اليشع لملك اسرائيل ما لي ولك اذهب الى انبياء ابيك والى انبياء امك فقال له ملك اسرائيل كلا لان الرب قد دعا هؤلاء الثلاثة الملوك ليدفعهم الى يد مواب.فقال اليشع حي هو رب الجنود الذي انا واقف امامه انه لولا اني رافع وجه يهوشافاط ملك يهوذا لما كنت انظر اليك ولا اراك.و الان فاتوني بعواد ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب.فقال هكذا قال الرب اجعلوا هذا الوادي جبابا جبابا.لانه هكذا قال الرب لا ترون ريحا ولا ترون مطرا وهذا الوادي يمتلئ ماء فتشربون انتم وماشيتكم وبهائمكم.و ذلك يسير في عيني الرب فيدفع مواب الى ايديكم.فتضربون كل مدينة محصنة وكل مدينة مختارة وتقطعون كل شجرة طيبة وتطمون جميع عيون الماء وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة.و في الصباح عند اصعاد التقدمة اذا مياه اتية عن طريق ادوم فامتلات الارض ماء.
3- معجزة إرواء الجيش
إذهب إلى أنبياء أبيك وأمك = هو إذاً أزال التمثال ولكن ترك أنبياء البعل. وإليشع هنا يوبخه بجرأة على ذلك. وهو غالباً كان يصطحبهم معه خلال هذه الحملة. ورد ملك إسرائيل كلا = فرفضه للذهاب لأنبياء البعل يدل على أنه ترك أنبياء البعل لأسباب سياسية وليس لإقتناعه بهم (غالباً هو تركهم فى سلام بتعليمات من أمه إيزابل المسيطرة) وفى 14 إنى رافع وجه يهوشافاط = فالله يسمع لأجل يهوشافاط وهذه فائدة وجود بار وسط الناس ولكن وجود يهوشافاط وسط هؤلاء الأشرار كان سبب ضيقات كثيرة له وبسبب هذا لامه الله (2 أى 1:19-3، 20-37) ويهوشافاط تعرض لأخطار جسيمة من قبل فى حربه مع أخاب وها هو يتعرض لضيقات كثيرة الآن فالله يستجيب له لبره ولكن يؤدبه ليتعلم حتى لا يشترك مع الأشرار ثانية فكل شركة مع الأشرار تسبب خسارة وفى (15) والآن فأتونى بعواد = كما كان داود يضرب بالعود لأجل شاول ليخرج الروح الشرير هكذا شعر إليشع بوجود روح شرير وسط الجيش بسبب وجود هؤلاء الأنبياء الأشرار الذين للبعل وأراد أن يصنع كما صنع داود أن يسبح ويرتل ليصرف هذا الروح الردىء ويرضى الله عن شعبه. وفى وسط تسبيحه وترتيله كانت عليه يد الرب فقال فى (16) إجعلوا هذا الوادى جبابا جبابا = الجباب هى حفر لحفظ المياه الساقطة من الأمطار. وفى هذه الوصية إمتحان إيمان لهم فهم سيحفرون بلا أى دليل على سقوط الأمطار ولكن إستعدادا لبركة غير منظورة معدة لهم، الأيام لم تكن أيام شتاء أو أيام أمطار.ونحن علينا أن نصدق مواعيد الله والمجد المعد لنا حتى وإن لم نرى علامات ونجاهد (ونحفر الأرض جبابا) بإيمان منتظرين هذا المجد.
وفى حياتنا الآن نجاهد فتنسكب النعمة فالجهاد = حفر الجباب والنعمة = هطول المطر وفى (17) لا ترون مطرا = فالمطر سقط بعيدا عنهم وجرى من الجبال على الوادى الذى هم فيه وفى (18) فيدفع موآب إلى أيديكم = الماء كان عربون البركة الأكبر أى الإنتصار على موآب وفى (19) تأديب الموآبيين بهذا العنف لأنهم كانوا قد قتلوا كل الأسرى الإسرائيليين وقدموهم ذبيحة إلى كموش إلههم. وفى (20) عند إصعاد التقدمة = أى وقت إصعاد التقدمة فى الهيكل فى أورشليم. فيهوشافاط لن يقدم هو تقدمة خارج أورشليم وخارج الهيكل ودانيال كانت صلاته فى هذه الساعة المعروفة. ووجه وجهه إلى الهيكل كما قال سليمان.
ملحوظة:- راجع (1 صم 5:10) نجد أن عادة مدرسة الأنبياء هى إستعمال العود فى صلواتهم وتسابيحهم وإليشع من مدرسة الأنبياء. وربما بل غالبا كانوا يصلون مزامير داود بعد أن وضعها داود طبعا.
آتية عن طريق آدوم = لأن المطر سقط على آدوم.
الآيات 21-27:- ولما سمع كل الموابيين ان الملوك قد صعدوا لمحاربتهم جمعوا كل متقلدي السلاح فما فوق ووقفوا على التخم.و بكروا صباحا والشمس اشرقت على المياه وراى الموابيون مقابلهم المياه حمراء كالدم.فقالوا هذا دم قد تحارب الملوك وضرب بعضهم بعضا والان فالى النهب يا مواب.و اتوا الى محلة اسرائيل فقام اسرائيل وضربوا الموابيين فهربوا من امامهم فدخلوها وهم يضربون الموابيين.و هدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملاوها وطموا جميع عيون الماء وقطعوا كل شجرة طيبة ولكنهم ابقوا في قير حارسة حجارتها واستدار اصحاب المقاليع وضربوها.فلما راى ملك مواب ان الحرب قد اشتدت عليه اخذ معه سبع مئة رجل مستلي السيوف لكي يشقوا الى ملك ادوم فلم يقدروا.فاخذ ابنه البكر الذي كان ملك عوضا عنه واصعده محرقة على السور فكان غيظ عظيم على اسرائيل فانصرفوا عنه ورجعوا الى ارضهم.
المياه حمراء = الموآبيون لم يروا هذا الوادى وبه ماء من قبل فإمتلاء الوادى معجزة لم يفهمها الموآبيون والله جعل وهما فى عقول الموآبيين أن يتصوروا أن هذا الماء الأحمر هو دم ولكنه كان ماء به طمى (تراب أرض أدوم الآتى منها) وبإنعكاس الشمس على الماء تصوروا أنه دم. وعجيب أن الإنسان يرى ما يحلم به، فهم كانت شهوتهم أن يروا دماء إسرائيل فرأوها ولكن من وحى أوهامهم. وما نريده ونشتهيه بشدة يسهل علينا تصديقه. ولذلك من السهل خداع من يخدعون أنفسهم ومن يخدع نفسه فمن السهل تدميره (رؤ 8:20) قد تحارب الملوك = أى إنقسم يهوشافاط على يهورام.
قير حارسة = قير معناها سور وربما كانت هى المدينة الوحيدة المسورة فأبقاها الإسرائيليون بعد ما هدموا باقى المدن غير أنهم ضربوها بالمقاليع وضايقوا أهلها. لكى يشقوا إلى ملك أدوم = ربما وجدوا جبهته هى الأضعف. فأخذ إبنه وأصعده محرقة = أى أن ملك موآب قدم إبنه محرقة لإلهه كموش ليرضى عنه وهذه عادة وثنية. ويرى آخرون أن الذى قدم ذبيحة هو إبن ملك آدوم ويرون أن (عا 1:2) دليل على ذلك. فكان ذنب ملك موآب الذى يذكره عاموس أنه أحرق عظام ملك آدوم ولكن هذا الإحتمال بعيد لأنه لو فعل ذلك لما كان الجميع إسرائيل ويهوذا وأدوم إنصرفوا دون أن يفعلوا شيئا ولكنها كانت عادة وثنية أن يقدم الأب إبنه ذبيحة لإسترضاء آلهته بل أن اليهود تعلموا هذه العادة البشعة منهم وصاروا يقدمون أولادهم ذبائح حية (حز 20:16 + 31،26:20 + أر 31:7) ولبشاعة ما عمله ملك موآب.
كان غيظ عظيم على إسرائيل = هذه تعنى إما أن ملك يهوذا وملك أدوم تضايقا مما حدث وإغتاظوا من ملك إسرائيل لأنه كان السبب فى هذه الحرب التى إنتهت بهذه المأساة الدموية أو أن موآب حين رأوا الخراب الذى حل بهم وموت ولى العهد إغتاظوا من إسرائيل التى كانت السبب.
الإصحاح الرابع
الآيات 1-7:- وصرخت الى اليشع امراة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات وانت تعلم ان عبدك كان يخاف الرب فاتى المرابي لياخذ ولدي له عبدين فقال لها اليشع ماذا اصنع لك اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت.فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة لا تقللي.ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبي في جميع هذه الاوعية وما امتلا انقليه.فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب.و لما امتلات الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء فوقف الزيت.فاتت واخبرت رجل الله فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينك وعيشي انت وبنوك بما بقي.
4-معجزة إمتلاء الآنية بالزيت
بحسب الناموس كان من حق الدائن أن يستعبد المديون إن لم يستطع أن يوفى. نساء بنى الأنبياء= فكان الأنبياء يتزوجون ويحيون حياة عادية ولهم أعمالهم وكان إليشع رئيسا عليهم فأتت له هذه المرأة ليحل لها مشكلتها. ماذا أصنع لك = فهو لن يستطيع أن يمنع هذا الدائن الطماع. دهنة زيت = أى ما يكفى لدهن لقمة خبز. ومرة أخرى نتقابل مع الجهاد والنعمة فكانت دهنة الزيت هى كل ما عند المرأة ونحن يجب أن نبذل كل جهدنا "لم تقاوموا بعد حتى الدم" (عب 4:12). وإمتلاء الآنية بالزيت هو النعمة. كما طلب المسيح الخمس خبزات والسمكتين (جهاد) وبارك فيها فأشبعت 5000 رجل (نعمة) إستعيرى = إمتحان إيمان للمرأة فبقدر ما ستستعير بقدر ما ستحصل على نعمة، أى بقدر ما تصدق يكون لها. لا تقللى = فلنطلب من الله فهو يعطى بسخاء ولا يعير. إغلقى الباب = لكى تصلى وتوجه قلبها لله وتسبح وتفرح بعمل الله الذى سيظهر فى ملء آنيتها. وهى علامة أن الزيت لم يأتى من الخارج بل هى معجزة حقيقية. هذه يفهم منها أن المقدسات ليست لفرجة الشعب وحياتنا الداخلية ليست للآخرين فعلاقتنا مع الله هى علاقة سرية "إن أردت أن تصلى أدخل إلى مخدعك". وأيضا فالمعجزات هى عمل محبة. وقول إليشع إغلقى الباب هو مشابه لقول المسيح "إذهب ولا تخبر أحدا" فهى عمل محبة وليس للفرجة
وأخبرت رجل الله = هى حسبت أن الزيت من الله وهو لله وهى تسأل وما هى الطريقة التى أتصرف بها فيما أعطاه الله لى. ونحن بكل إمكانياتنا وقلوبنا وأفكارنا ومواهبنا ووقتنا كلنا لله ولنسأله يا رب الكل لك فماذا تريد فى أن أفعل به. والله يسكب علينا فى غرفتنا ونحن قد أغلقنا الباب علينا من نعمته ويملأنا من روحه القدس وعلينا أن نسأل ماذا تريدنى يا رب أن أفعل. وكان رد إليشع بيعى الزيت. وهكذا قال إيليا إصنعى لى كعكة. وهكذا قال المسيح وزعوا الخمس خبزات والسمكتين. إذا هناك مبدأ روحى أن نمتلىء نحن أولا ثم نتاجر بما أخذنا ونبيعه "والمروِى يروَى هو أيضا".
ولنسكب كل شىء تحت قدمى المسيح. ونلاحظ أنها هى التى تسكب وليس إليشع فهى التى تعمل بعد أن قال لها إليشع وهكذا نحن علينا أن نخدم ولكن بعد أن ترسلنا الكنيسة فليس من سلطة إنسان أن يفوض نفسه فى عمل الكرازة (رو 15:10) ونحن لابد أن نتاجر بقدر ما نستطيع (كل الأوانى) فنعمة الله لا تنقطع بل نحن المحدودين فى إيماننا وليس الله هو المحدود فى عطائه وطوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون اما الذى يظن أنه غير محتاج فلا يأخذ. ولاحظ قول إليشع = إوفى دينك = فنحن من كثرة ما أخذنا مديونين لكل العالم وعلينا أن نعطيه (رو 15،14:1) ولا نخاف من العطاء بل ما يتبقى سيكفى لمعيشتنا نحن وأولادنا = وعيشى أنت وبنوك بما بقى.
الآيات 8-17:- وفي ذات يوم عبر اليشع الى شونم وكانت هناك امراة عظيمة فامسكته لياكل خبزا وكان كلما عبر يميل الى هناك لياكل خبزا فقالت لرجلها قد علمت انه رجل الله مقدس الذي يمر علينا دائما.
فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسيا ومنارة حتى اذا جاء الينا يميل اليها وفي ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العلية واضطجع فيها.فقال لجيحزي غلامه ادع هذه الشونمية فدعاها فوقفت امامه.فقال له قل لها هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به الى الملك او الى رئيس الجيش فقالت انما انا ساكنة في وسط شعبي.ثم قال فماذا يصنع لها فقال جيحزي انه ليس لها ابن ورجلها قد شاخ.فقال ادعها فدعاها فوقفت في الباب.فقال في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنا فقالت لا يا سيدي رجل الله لا تكذب على جاريتك.فحبلت المراة وولدت ابنا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها اليشع.
5-الشونمية ترزق إبنا
شونم = كانت لسبط يساكر. إمرأة عظيمة = إمرأة غنية أو إمرأة رجل غنى. ولكن سنكتشف بعد ذلك أن لها صفات روحية عظيمة. ومن المعزى أن نجد أناسا روحيين فى وسط هذا الإنحطاط فى إسرائيل. فأمسكته = كان إليشع يمر على شونم كثيرا وهو فى طريقه من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء فى الجلجال وبيت إيل. وهو كان يبيت ليلته فى فندق إذا جاء إلى شونم ولاحظت المرأة هذا فصنعت له العلية = وهى مكان منفرد عن بقية البيت ليختلى فيه النبى... ما يتكلم به إلى الملك = نرى هنا أن إليشع بعد معركة موآب وعمله مع الجيش صارت له كلمة عند الملك ورئيس الجيش فهما صارا يخافا منه ويخشاه ويسمعان له بالرغم من شرورها. ليس لها إبن = المرأة لم تذكر هذا لإليشع ربما ليأسها من حل هذه المشكلة وربما لأن هناك من إعتاد أن يترك كل أموره لله دون أن يسأل فهو يثق فى محبة الله وأن إختياره هو الأصلح والأقرب إلى المنطق هو الرأى الثانى فأين نجد مرأة لا تريد شيئا من الملك ولا من رئيس الجيش، لا تطلب أرضا ولا مالاً. هى قانعة بحياتها وسط جيرانها وأهلها رافضة أى واسطة لتحسين معيشتها مثل هذه تقنع بما يقسمه الله لها.
الآيات 18-31:- وكبر الولد وفي ذات يوم خرج الى ابيه الى الحصادين. وقال لابيه راسي راسي فقال للغلام احمله الى امه فحمله واتى به الى امه فجلس على ركبتيها الى الظهر ومات.فصعدت واضجعته على سرير رجل الله واغلقت عليه وخرجت.و نادت رجلها وقالت ارسل لي واحدا من الغلمان واحدى الاتن فاجري الى رجل الله وارجع.فقال لماذا تذهبين اليه اليوم لا راس شهر ولا سبت فقالت سلام وشدت على الاتان وقالت لغلامها سق وسر ولا تتعوق لاجلي في الركوب ان لم اقل لك.و انطلقت حتى جاءت الى رجل الله الى جبل الكرمل فلما راها رجل الله من بعيد قال لجيحزي غلامه هوذا تلك الشونمية.اركض الان للقائها وقل لها اسلام لك اسلام لزوجك اسلام للولد فقالت سلام.فلما جاءت الى رجل الله الى الجبل امسكت رجليه فتقدم جيحزي ليدفعها فقال رجل الله دعها لان نفسها مرة فيها والرب كتم الامر عني ولم يخبرني.فقالت هل طلبت ابنا من سيدي الم اقل لا تخدعني.فقال لجيحزي اشدد حقويك وخذ عكازي بيدك وانطلق واذا صادفت احد فلا تباركه وان باركك احد فلا تجبه وضع عكازي على وجه الصبي.فقالت ام الصبي حي هو الرب وحية هي نفسك انني لا اتركك فقام وتبعها.
وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولا مصغ فرجع للقائه واخبره قائلا لم ينتبه الصبي.
رأسى رأسى = غالباً هى ضربة شمس. لماذا تذهبين اليوم = هو إما أنه لم يعرف بموت الولد وهى لم ترد أن تشركه فى الحزن أو عرف ولا يصدق أن هناك أمل فى إحيائه ثانية. وغالبا فإن هذه المرأة سمعت عن إقامة إيليا لإبن الأرملة فى صرفة صيدا. فذهبت ولها إيمان أن إليشع يصنع لها نفس الشىء ولم ترد أن يعوقها زوجها فإيمانها أقوى لا تتعوق لأجلى = أى قد الأتان بسرعة ولا تهتم من أن تزعجنى فكان الغلام يجرى أمام الحمار ليحثه على السير سريعا اركض الآن للقائها = عرف من مجيئها فى وقت غير عادى أنه قد حدث شىء يستلزم المساعدة. سلام = هى تريد النبى نفسه ولا تريد تضييع الوقت. ليدفعها = هو لم يفكر فى محنة المرأة بل فى واجبات الإحترام للنبى. أما النبى ففكر فى آلامها المرة. هل طلبت إبنا من سيدى = من هذه الجملة فهم إليشع أن الولد قد مات ففى نظرها أن لا يكون لها ولد خير من أن يكن لها ولد ثم يموت وتفقده. وخذ عكازى = العكاز فى يد إليشع غيره فى يد جيحزى فإليشع نبى ورجل صلاة والله إستجاب لصلاته ولجاجته عن الولد. والله إستجاب:-
1. لإيمان المرأة العجيب وتشبثها بالنبى كرجل لله.
2. لإيمان النبى وجهاده فكان يمكن أن يقول لها إذهبى وسأصلى لأجلك ليعزيك الله.
الآيات 32-37 :- ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره.فدخل واغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى الى الرب.ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك.فاتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت.
6- إقامة الميت
وصلى إلى الرب = بإيمان عظيم. وتمشى فى البيت = كان يسير فى البيت مصليا باكيا لمحبته للعائلة والولد. وهو نام فوق الولد ليدفئه ووضع فمه على فم الولد لينفخ فيه فهو يفعل ما فى إستطاعته
(مثل الدقيق والملح والزيت والخمس الخبزات.... هذا هو جهاد الإنسان)
ولكن نعمة القيامة هى من الله.
الآيات 38-41:- ورجع اليشع الى الجلجال وكان جوع في الارض وكان بنو الانبياء جلوسا امامه فقال لغلامه ضع القدر الكبيرة واسلق سليقة لبني الانبياء.و خرج واحد الى الحقل ليلتقط بقولا فوجد يقطينا بريا فالتقط منه قثاء بريا ملء ثوبه واتى وقطعه في قدر السليقة لانهم لم يعرفوا.و صبوا للقوم لياكلوا وفيما هم ياكلون من السليقة صرخوا وقالوا في القدر موت يا رجل الله ولم يستطيعوا ان ياكلوا.فقال هاتوا دقيقا فالقاه في القدر وقال صب للقوم فياكلوا فكانه لم يكن شيء رديء في القدر.
7-إبراء القدر المسموم
هذه المعجزة حدثت غالباً وقت المجاعة المذكورة بعد ذلك فى (إصحاح 8). يقطينا بريا = القثاء البرى ويرجح أنه الحنظل وطعمه مر وفعله مسهل عنيف يحدث مغص وقىء شديدين. صرخوا وقالوا = عرفوه من طعمه المر وتوقفوا عن الأكل حتى لا يتسمموا بزيادة. هاتوا دقيق = هو المادة الوسيطة مثل الملح فى تبرئة المياه والدقيق يشير لحياة المسيح على الأرض، حياته التى أعطاها لنا ليصلح حياتنا ويحيينا. وظهر إيمان بنو الأنبياء أنهم إستمروا فى الأكل بعد وضع الدقيق. (لاحظ بساطة أكل الأنبياء فهو أعشاب مسلوقة).
تأمل:-
فى القدر موت = نقول هذا مع أشياء كثيرة فنقول فى السيجارة موت وفى الخمور موت وفى الطعام أو الرزق الذى نحصل عليه بالغش موت بل فى كل طعام نأكله بلا شكر وبتذمر وبلا بركة الرب.
الآيات 42-44:- وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعير وسويقا في جرابه فقال اعط الشعب لياكلوا.فقال خادمه ماذا هل اجعل هذا امام مئة رجل فقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم.فجعل امامهم فاكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب.
8- إطعام كثيرين بخبز قليل
نقول أيضا أن هذه المعجزة حدثت فى وقت المجاعة (إصحاح 8). بعل شليشة = قريبة من الجلجال. سويق = الطحين الناعم. إعط الشعب ليأكلوا = نرى هنا كرم الرجل الذى ينفذ وصية الباكورات ويأتى بهذه الهدية لرجل الله، وكرم النبى الذى لم يحتفظ بها لنفسه وكلاهما ظهر كرمه بالأكثر لأن الوقت وقت مجاعة. أكلوا وفضلوا = هذه هى البركة فلنقدم لله والله يبارك.
الإصحاح الخامس
9- إبراء نعمان من برصه
الآيات 1-7:- وكان نعمان رئيس جيش ملك ارام رجلا عظيما عند سيده مرفوع الوجه لانه عن يده اعطى الرب خلاصا لارام وكان الرجل جبار باس ابرص.و كان الاراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من ارض اسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدي امراة نعمان.فقالت لمولاتها يا ليت سيدي امام النبي الذي في السامرة فانه كان يشفيه من برصه.فدخل واخبر سيده قائلا كذا وكذا قالت الجارية التي من ارض اسرائيل.فقال ملك ارام انطلق ذاهبا فارسل كتابا الى ملك اسرائيل فذهب واخذ بيده عشر وزنات من الفضة وستة الاف شاقل من الذهب وعشر حلل من الثياب.و اتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول فيه فالان عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه.فلما قرا ملك اسرائيل الكتاب مزق ثيابه وقال هل انا الله لكي اميت واحيي حتى ان هذا يرسل الي ان اشفي رجلا من برصه فاعلموا وانظروا انه انما يتعرض لي.
هذه القصة حدثت غالبا فى أوخر أيام إليشع وغالبا كان هذا فى أيام ياهو الملك (بعد إصحاحات 7،6).
(أى بعد الأحداث التى وقعت فيها) وملك أرام = غالبا هو بنهدد. مرفوع الوجه = رفعه الملك وكرمه. أعطى الرب خلاصا لأرام = أى إنتصارا فى حروبها ضد أعدائها ولا يعقل أن يقال هذا إذ كان العدو هو إسرائيل فيكون معنى الكلام عدوا آخر غالبا هو أشور. أبرص = كان اليهود بحسب الناموس يعزلون البرص من الحياة العامة ولكن بالنسبة للأراميين فلا مانع عندهم من ذلك. النبى الذى فى السامرة = كان إليشع له بيت معروف ومكانه معروف ومشهورا وسط الشعب وليس مثل إيليا. فإنه كان يشفيه لاحظ أن فتاة صغيرة أسيرة شهدت لله. وسنرى الآن الملك على كرسيه فى خزى ممزق الملابس فالله قادر أن يعمل ويحول الصغار لشهود له. والله الذى سمح بغزوة أرام لإسرائيل لخطاياهم تأديبا لهم سمح لهذه الفتاة البريئة أن تسقط فى أيديهم أسيرة ولكن نجد الله قد حماها وتعهدها فى أرض السبى بل إستخدمها فى البشارة فكل الأمور تعمل معاً للخير.
ولكن من المؤكد أن أهل هذه البنت علموها أمور دينها وهى صغيرة وكان هذا سببا فى خلاص عظيم. فى (4). فدخل وأخبر سيده = دخل نعمان وأخبر سيده الملك بما قالته الفتاة وفى (5) نجد ملك أرام يرسل خطابا لملك إسرائيل وهذا يشير لعلاقات ودية بينهما فى هذه الفترة. ولكن يبدو أن ملك إسرائيل كان قد نسى إليشع أو هو لم يصدق أن يصنع معجزة كهذه لذلك ظن أن ملك أرام يخطط لغزو إسرائيل ويطلب شيئا صعبا كشفاء نعمان حتى أنه حين يفشل فى علاجه يعلن الحرب عليه لذلك مزق ثيابه. ونلاحظ أن نعمان وملك أرام لم يخطئوا بأن يرسلوا لإستدعاء إليشع بل أعطوا كرامة للنبى بذهاب نعمان بنفسه وفى هيئة رسمية وذهبوا لملك إسرائيل أولا ثم ذهبوا للنبى فى مكانه وهم لم يذهبوا فارغين بل ومعهم هدايا. ونلاحظ أن شفاء نعمان رمز لشفاء الأمم وهذه الفتاة الصغيرة التى نشرت الإيمان بعد أن تشتت الشعب إلى إرام تشير لتشتت المسيحيين من أورشليم ونشرهم المسيحية (أع4:8).
الآيات 8-14:- ولما سمع اليشع رجل الله ان ملك اسرائيل قد مزق ثيابه ارسل الى الملك يقول لماذا مزقت ثيابك ليات الي فيعلم انه يوجد نبي في اسرائيل.فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت اليشع.
فارسل اليه اليشع رسولا يقول اذهب واغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت انه يخرج الي ويقف ويدعو باسم الرب الهه ويردد يده فوق الموضع فيشفي الابرص.اليس ابانة وفرفر نهرا دمشق احسن من جميع مياه اسرائيل اما كنت اغتسل بهما فاطهر ورجع ومضى بغيظ.فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا ابانا لو قال لك النبي امرا عظيما اما كنت تعمله فكم بالحري اذا قال لك اغتسل واطهر.فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطهر
سبع مرات = رقم كامل ومقدس. فغضب نعمان = بعد أن ترك قصر الملك ذهب ووقف بباب النبى وظن هذا تنازلا كبيرا منه خصوصا أن إليشع لم يخرج لإستقباله ولكن غالبا إليشع لم يخرج ليس بسبب الكبرياء لكن هو أراد أن يظهر له أن الذى يشفيه هو الله وليس إليشع فنعمان إنتظر ممارسات سحرية مثلما يفعل كهنة بلاده وأن يضع إليشع يده على موضع المرض ولكن إليشع أراه أن الله هو مصدر النعمة. بالإضافة إلى أن نعمان بحكم مركزه فهو رجل متكبر ولكى يحصل على نعمة من الله يجب أن يتواضع وتنكسر كبرياؤه وهو فعلا رجع ووقف بتواضع أمام النبى فقد شفى من كبريائه. ونهر أبانة= هو نهر بردى الحالى وهو يمر وسط دمشق وفرفر = غالبا هو نهر الأعرج الذى يخرج من جبل الشيخ وهما أنهار كبيرة بالمقارنة بنهر الأردن. وقد أظهر نعمان طاعة فى أنه إستجاب لتعليمات إليشع. ومن الناحية الرمزية:-
فالبرص يشير للخطية والإغتسال فى الأردن يشير للتطهير من الخطية فى المعمودية. ولقد تشكك نعمان من الشفاء بهذا الأسلوب السهل والمعمودية فى منتهى السهولة فتغطيس المعمد فى ماء المعمودية يشفى من برص الخطايا الأصلية والتى صنعها الإنسان وهكذا التوبة والإعتراف المعمودية الثانية. وهو خلاص مجانى لكل من يريده لذلك رفض إليشع الهدية والمعمودية تعطى ولادة جديدة.... لاحظ قول إليشع فيرجع لحمك إليك وتطهر آية 10.
إن أنهار دمشق بعظمتها التى تسقى أرض شعوب وثنية أقصى ما تستطيعه هو تنظيف الجسد أما نهر الأردن الذى يسقى أرض الله يشفى البرص. وكان أمر الله أن يغتسل نعمان فيه.
الآيات 15-19:- فرجع الى رجل الله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هوذا قد عرفت انه ليس اله في كل الارض الا في اسرائيل والان فخذ بركة من عبدك.فقال حي هو الرب الذي انا واقف امامه اني لا اخذ والح عليه ان ياخذ فابى.فقال نعمان اما يعطى لعبدك حمل بغلين من التراب لانه لا يقرب بعد عبدك محرقة ولا ذبيحة لالهة اخرى بل للرب عن هذا الامر يصفح الرب لعبدك عند دخول سيدي الى بيت رمون ليسجد هناك ويستند على يدي فاسجد في بيت رمون فعند سجودي في بيت رمون يصفح الرب لعبدك عن هذا الامر.فقال له امض بسلام ولما مضى من عنده مسافة من الارض.
هنا نرى نعمان الذى تطهر ليس فقط من البرص بل من وثنيته:-
1. رجوعه إلى إليشع (آية 15). هوذا قد عرفت أنه ليس إله فى كل الأرض إلا إله إسرائيل. هو آمن بالله فالإغتسال فتح عينيه مثلما فتح الإغتسال فى بركة سلوام عينى المولود أعمى فآمن بالمسيح أنه إبن الله. لقد أعطاه الإغتسال إستنارة (سر المعمودية).
2. هو عاد كل المسافة من الأردن إلى الكرمل حيث إليشع ليقدم الشكر = والآن فخذ بركة أى خذ الهدية فأتبارك أنا. هنا هو يشبه الأبرص الذى عاد من وسط 10 برص شفاهم المسيح (لو 12:17-19). وفى مثل السيد المسيح كان الذى عاد سامريا غريب الجنس مثل نعمان وبرجوعه للمسيح حصل هذا السامرى على الخلاص..." إيمانك خلصك" وهكذا نعمان.
3. رفض نعمان أن يقدم ذبائح لإله آخر غير يهوة بل سيصنع مذبحا من تراب إسرائيل ليقدم ذبائح ليهوة عليه. لذلك يطلب حمل بغلين من التراب لأنه إعتبر أن أرض إسرائيل أرض الرب هى أرض مقدسة فهذا الذى إحتقر الأردن هو الآن يقدس تراب إسرائيل.
4. نجد لنعمان هنا ضعفة إيمانية آية (18) فهو يطلب إستثناء من إليشع أنه عند عودته لدمشق فهو كرئيس للجيش يجب عليه أن يقدم سجودا لآلهة أرام فى بيت رمون وهو يرى أنه غير قادر على المجاهرة بأنه سيمتنع عن ذلك. ونجد إليشع بحكمة يقول له إمض بسلام فهو ترك له حرية القرار حينما رآه مترددا فهو لا يستطيع أن يوافقه على عبادة وثنية وبعد أن أعلن إيمانه بالله ولا يستطيع إرغامه كقائد جيش وحديث الإيمان بالله أن يتغير تغييرا فجائيا. بل إليشع ترك التغيير لله مع الوقت. وهل نلوم نعمان على هذه الضعفة ولا نلوم إسرائيل الذى يعبد الله والبعل.
5. رفض إليشع للهدية درس لهذا المؤمن الجديد بأن أولاد الله يحتقرون ماديات العالم ويظهر له أن الشفاء هو من إله إسرائيل وهو مجانى
الآيات 20-27:- قال جيحزي غلام اليشع رجل الله هوذا سيدي قد امتنع عن ان ياخذ من يد نعمان الارامي هذا ما احضره حي هو الرب اني اجري وراءه واخذ منه شيئا. فسار جيحزي وراء نعمان ولما راه نعمان راكضا وراءه نزل عن المركبة للقائه وقال اسلام.فقال سلام ان سيدي قد ارسلني قائلا هوذا في هذا الوقت قد جاء الي غلامان من جبل افرايم من بني الانبياء فاعطهما وزنة فضة وحلتي ثياب.فقال نعمان اقبل وخذ وزنتين والح عليه وصر وزنتي فضة في كيسين وحلتي الثياب ودفعها لغلاميه فحملاها قدامه.و لما وصل الى الاكمة اخذها من ايديهما واودعها في البيت واطلق الرجلين فانطلقا.و اما هو فدخل ووقف امام سيده فقال له اليشع من اين يا جيحزي فقال لم يذهب عبدك الى هنا او هناك.فقال له الم يذهب قلبي حين رجع الرجل من مركبته للقائك اهو وقت لاخذ الفضة ولاخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار.
فبرص نعمان يلصق بك وبنسلك الى الابد وخرج من امامه ابرص كالثلج.
لاحظ أن جيحزى يحلف بإسم الرب وهو ينوى الكذب والخيانة = حى هو الرب وفى (21) نزل من المركبة = أعطاه نعمان هذا التكريم لأنه تلميذ إليشع ولكن تلميذ إليشع هذا خدعه. وفى (26) الم يذهب قلبى... = الله أعلم إليشع بما حدث فكأنه رأى وسمع ما فعله جيحزى. أهو وقت = بل هو وقت كرازة بالله وسط الأراميين الوثنين هذا هو الفارق بين الخادم الحقيقى الذى يهتم بخلاص النفوس وبين الخادم الذى يهتم بمكسبه المادى أولا. لأخذ الفضة والثياب = وهذه أخذها. وزيتون وكروم.... هذه التى كانت نيته متجهة لشرائها بوزنتى الفضة، لقد رأى إليشع ما فى قلب جيحزى. وفى 27 فبرص = هو إشتهى ما لنعمان فأخذ أيضا برصه. عجيب أن جيحزى تلميذ إليشع يكون بهذه الصورة عوضا أن يكون قديسا بينما أن رجال نعمان الوثنيين كانت مشورتهم صالحة وكانوا أفضل منه كثيرا. نعمان هذا يشير لقبول الأمم للمسيح بينما جيحزى هذا يشير لليهود الذين رفضوا المسيح فلصقت بهم خطيتهم فهم لم يستفيدوا من إمكانيات دم المسيح. وكان اليهود من خاصة المسيح من شعبه ومن لحمه وعظامه ورفضوه كما أن جيحزى كان خادم إليشع الملتصق به ولم يستفد من قداسته. وخطايا جيحزى متعددة:-
1. محبته للمال ومحبة المال أصل كل الشرور.
2. أدان معلمه النبى العظيم داخل قلبه وحسبه أخطأ إذ رفض الهدية فهو حسب نفسه أحكم من معلمه.
3. حسد هذا الأعمى الغريب إذ حصل على هذه النعمة مجانا.
4. وسارق إذ أخذ الهدية التى كان يجب أن يعطيها لسيده.
5. شوه صورة سيده أمام الغرباء فهو أظهر صورته كمن ندم على كرمه وكان هذا كفيلا بأن يرتد نعمان عن إيمانه.
6. أخفى ما أخذه وكذب على إليشع وكثرة الخطايا سببت له عمى فهو لم يدرك أن إليشع الذى يعلم كل شىء قادر أن يكشف خداعه. وهذه الحقيقة أن إليشع قادر أن يعرف كل شىء أدركها حتى الأعداء (2 مل 12:6) فهذه الحقيقة عرفها الوثنيين لكن لم يدركها جيحزى لجشعه. فالخطايا والأغراض الخبيثة داخل القلب تسبب عمى القلب عن إدراك ما يدركه أبسط الناس بل أن حتى كذبته كانت ساذجة فهل غلامان من بنى الأنبياء يحتاجان وزنة من الفضة (3000 شاقل وثمن العبد 30 شاقل) بسبب كل هذا وقع عليه عقاب شديد كما حدث مع حنانيا وسفيرة اللذان كذبا على الروح القدس هو كسب وزنتى فضة ولكنه خسر صحته وكرامته وسمعته وربما خلاص نفسه، وإلتصاق البرص به وببيته للأبد وهذا ما دعى بعض المفسرين أن يقولوا أن عائلته قد إنقرضت سريعا.
الإصحاح السادس
الآيات 1-7- وقال بنو الانبياء لاليشع هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه امامك ضيق علينا. فلنذهب الى الاردن وناخذ من هناك كل واحد خشبة ونعمل لانفسنا هناك موضعا لنقيم فيه فقال اذهبوا. فقال واحد اقبل واذهب مع عبيدك فقال اني اذهب.فانطلق معهم ولما وصلوا الى الاردن قطعوا خشبا.و اذ كان واحد يقطع خشبة وقع الحديد في الماء فصرخ وقال اه يا سيدي لانه عارية.فقال رجل الله اين سقط فاراه الموضع فقطع عودا والقاه هناك فطفا الحديد فقال ارفعه لنفسك فمد يده واخذه.
10- طفو الحديد
زاد عدد الأنبياء حتى أن مقرهم لم يعد يسعهم وكان هذا بتأثير إليشع وكانوا مقيمين فى أريحا قرب نهر الأردن وكان إليشع يزورهم ويتردد عليهم كل فترة لأنه كان يفتقد باقى المدارس. كل واحد خشبة = كانوا يعملون بأيديهم لأنهم كانوا يريدون بناء موضع لا يكلفهم شيئا سوى تعبهم. ومن محبتهم لإليشع أصروا أن يصحبهم. عارية =أى هو إستعارة أو سأل أحد أصدقائه أن يعطيه إياه فكلمة عارية تعنى سؤال.
والحديد كان غالياً فى ذلك الوقت. والعود الذى رماه إليشع فى الماء يناظر الدقق والملح وتمدده فوق الولد الميت... الخ ويماثل العود الذى رماه موسى فى ماء مارة فصار عذبا والسؤال هل تحدث معجزة بسبب حديد فأس؟ هذه تثبت أن الله يهتم بكل صغيرة وكبيرة فى حياتنا فشعرة من رؤوسنا لا تسقط بدون إذنه. ويشير هذا الحديد لقلوبنا الغارقة فى وحل هذا العالم والعود إلى الصليب الذى إنتشلنا به المسيح خارج الماء فأصبحنا نهتم بالسماويات.
الآيات 8-13:- واما ملك ارام فكان يحارب اسرائيل وتامر مع عبيده قائلا في المكان الفلاني تكون محلتي.فارسل رجل الله الى ملك اسرائيل يقول احذر من ان تعبر بهذا الموضع لان الاراميين حالون هناك. فارسل ملك اسرائيل الى الموضع الذي قال له عنه رجل الله وحذره منه وتحفظ هناك لا مرة ولا مرتين. فاضطرب قلب ملك ارام من هذا الامر ودعا عبيده وقال لهم اما تخبرونني من منا هو لملك اسرائيل. فقال واحد من عبيده ليس هكذا يا سيدي الملك ولكن اليشع النبي الذي في اسرائيل يخبر ملك اسرائيل بالامور التي تتكلم بها في مخدع مضجعك.فقال اذهبوا وانظروا اين هو فارسل واخذه فاخبر وقيل له هوذا في دوثان.
11- كشف مؤامرات الأعداء
الحرب المذكورة كانت بين بنهدد ويهورام وهى من نوع الغزوات فكانوا يكمنون للإسرائيليين. وتآمر مع عبيده = أى إتفق على مكان للكمين مع عبيده. وفى (9) نجد أن إليشع يكتشف الأماكن التى يكمنون فيها فالله يكشفها له وهو يرشد ملك إسرائيل فأرسل رجل الله = فبالرغم من خطايا الملك كان الله يشفق على شعبه إسرائيل وينجيهم.
وفى (10) فأرسل ملك إسرائيل = هذه لها تفسيران إما أن ملك إسرائيل أرسل جواسيس للمكان الذى أرشده إليه النبى ليتحقق من صدق نبوته أو هو أرسل حامية مسلحة لتحصن المكان حتى إذا جاء العدو وجدها محصنة ويفاجأ بأن ما كان يعتبره مكانا مفتوحا إذ به محصن. ونلاحظ أن حرب أعداء الله ضد شعب الله حرب لا تكف ولكن الله يرسل خدامه لنتحفظ. ونلاحظ أن ملك إسرائيل إستمع لإليشع فى هذا لكنه لم يستمع لدعوته له بالتوبة عن عبادته المرفوضة ولو إستمع لخلص نفسه أيضاً.
الآيات 14-23:- فارسل الى هناك خيلا ومركبات وجيشا ثقيلا وجاءوا ليلا واحاطوا بالمدينة.فبكر خادم رجل الله وقام وخرج واذا جيش محيط بالمدينة وخيل ومركبات فقال غلامه له اه يا سيدي كيف نعمل.فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم وصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر ففتح الرب عيني الغلام فابصر واذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول اليشع.و لما نزلوا اليه صلى اليشع الى الرب وقال اضرب هؤلاء الامم بالعمى فضربهم بالعمى كقول اليشع.فقال لهم اليشع ليست هذه هي الطريق ولا هذه هي المدينة اتبعوني فاسير بكم الى الرجل الذي تفتشون عليه فسار بهم الى السامرة فلما دخلوا السامرة قال اليشع يا رب افتح اعين هؤلاء فيبصروا ففتح الرب اعينهم فابصروا واذا هم في وسط السامرة.فقال ملك اسرائيل لاليشع لما راهم هل اضرب هل اضرب يا ابي.فقال لا تضرب تضرب الذين سبيتهم بسيفك وبقوسك ضع خبزا وماء امامهم فياكلوا ويشربوا ثم ينطلقوا الى سيدهم.فاولم لهم وليمة عظيمة فاكلوا وشربوا ثم اطلقهم فانطلقوا الى سيدهم ولم تعد ايضا جيوش ارام تدخل ارض اسرائيل.
12- إصابة جيش الأعداء بالعمى
فى (14) جيشاً ثقيلاً = لا يفهم من هذا أن الجيش كان بالآلاف لكن ربما عدة عشرات مسلحين فهو جيش ثقيل بالنسبة للمهمة المطلوبة أى القبض على شخص واحد وهو إليشع ولكن لاحظ أنهم خائفون منه. فملك أرام صمم على أسر إليشع ليمنع إسرائيل من الإستفادة منه وربما فكر فى سذاجة أن يستغل إليشع فى أن يكشف له تحركات إسرائيل. ولكن هذه أفكار ساذجة فمن إكتشف تحركات ملك أرام وهو فى منزله أهو غير قادر أن يحمى نفسه؟! وفى (17) رأى التلميذ خيلا ومركبات = هو تصوير بطريقة بشرية يفهمها تلميذ إليشع الذى إضطرب من خيل ومركبات العدو. وربما إليشع نفسه لم يرى هذه الخيل والمركبات فهو مؤمن واثق أن الله سيحميه فالرؤى يسمح بها الله لضعاف الإيمان ليشتد إيمانهم "طوبى لمن آمن ولم يرى".
فالله يفضل أن نسلك بالإيمان لا بالعيان وأن نثق فى حمايته ومحبته دون رؤى أو معجزات ولكن إن وجد الله أن الإنسان فى ضعفه لن يؤمن سوى بهذه الطريقة كحالة تلميذ إليشع يلجأ الله إليها. غير أننا ومن الجانب الآخر نجد أنه لو زاد الإيمان عند شخص لدرجة أصبحت تقارب العيان نجد أن هذا الشخص ذو الدرجة العالية قادر أن يرى ما لا يراه الإنسان العادى فلقد أصبحت له حواس روحية تعطيه نظرة روحية وإعلانات لا يراها الإنسان العادى وهذا ما كنا نسمعه عن قديسين عظماء كان عاديا بالنسبة لهم أن يروا ملائكة وقديسين بل رأوا المسيح وحملوه مثل الأنبا بيشوى. فالله يطلب لنا أن نسلك بالإيمان "الإيقان بأمور لا ترى" (عب 1:11) وهو يدربنا يوميا حتى يزداد إيماننا ويشتد لأننا بالإيمان نخلص. ولكن متى وجد الله أن إيماننا قد إشتد يسمح حينئذ ببعض الإعلانات والرؤى.
فضربهم بالعمى = هو ليس عمى كلى ولكنه نوع من عدم القدرة على تمييز ما يراه الشخص، هى حالة من عدم التوافق بين ما يراه الشخص وما يدركه فهم لم يعرفوا إليشع. والكلمة التى إستخدمها الكتاب تدل على هذا وليس على العمى الكامل وهى نفس الكلمة التى إستخدمت فى حالة عمى سدوم وعمورة. ليست هى الطريق = نص كلام إليشع قد يفهم أنه كذب لكن قوله ليست هى الطريق ليس كذبا فالله يريد لهم أن يسلكوا طريقا آخر. فأسير بكم إلى الرجل الذى تفتشون عليه = أليست حربهم ضد إسرائيل موجهة لملك إسرائيل فهو أخذهم إلى الرجل الذى يفتشون عليه ويعلنون الحرب ضده وضد شعبه. فهو قادهم لملك إسرائيل حين تصوروا أن أليشع سقط فى قبضة يدهم. الله أراد أن يعطيهم درسا آخر. وفى (21) يا أبى = تدل على إعتبار الملك له. وبعد هذا نجد أن معاملة ملك إسرائيل لهم قد أثرت فيهم وإمتنعوا عن الحرب إلى حين. ونرى أن إليشع فى معجزاته التى تتسم بالمحبة يرمز للمسيح خصوصا أنه جاء بعد إيليا. فهنا نرى محبته وتسامحه مع الأعداء بل أن عودتهم سالمين بعد ما حدث هو أعظم شهادة للأراميين عن عظمة إله إسرائيل ورجاله. ولاحظ قوة الله فهو يفتح أعين خادم إليشع ويغلق عيون أعدائه فهو الذى يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح.
الآيات 24-33:- وكان بعد ذلك ان بنهدد ملك ارام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة.و كان جوع شديد في السامرة وهم حاصروها حتى صار راس الحمار بثمانين من الفضة وربع القاب من زبل الحمام بخمس من الفضة.و بينما كان ملك اسرائيل جائزا على السور صرخت امراة اليه تقول خلص يا سيدي الملك.
فقال لا يخلصك الرب من اين اخلصك امن البيدر او من المعصرة.ثم قال لها الملك ما لك فقالت ان هذه المراة قد قالت لي هاتي ابنك فناكله اليوم ثم ناكل ابني غدا.فسلقنا ابني واكلناه ثم قلت لها في اليوم الاخر هاتي ابنك فناكله فخبات ابنها.فلما سمع الملك كلام المراة مزق ثيابه وهو مجتاز على السور فنظر الشعب واذا مسح من داخل على جسده.فقال هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد ان قام راس اليشع بن شافاط عليه اليوم وكان اليشع جالسا في بيته والشيوخ جلوسا عنده فارسل رجل من امامه وقبلما اتى الرسول اليه قال للشيوخ هل رايتم ان ابن القاتل هذا قد ارسل لكي يقطع راسي انظروا اذا جاء الرسول فاغلقوا الباب واحصروه عند الباب اليس صوت قدمي سيده وراءه.و بينما هو يكلمهم اذا بالرسول نازل اليه فقال هوذا هذا الشر هو من قبل الرب ماذا انتظر من الرب بعد.
وكان بعد ذلك = يقال بعد سنة مما سبق وبعد أن نسوا معروف إسرائيل.
راس الحمار = ما لم يؤكل قط أكلوه. ربع القاب من زبل الحمام = 0568 لتر وزبل الحمام هو نوع من الحبوب القطانى له هذا الإسم ويأكلونه. ولكن إن كان زبل حمام فعلا فهو يستخدم كوقود. وفى (26) جائزا على السور = كان يسير على السور يتفقد جيشه الذى يحارب وفى (27) لا يخلصك الرب = معنى كلامه إن كان الله لا يخلصك فكيف أخلصك أنا. وفى (30) مسح من الداخل = هى علامة حزن وربما إفتكر أنه بهذا يرضى الرب أو ألهته البعل ولكنه كان لا يظهر هذا المسح حتى لا يضعف همة الشعب. وفى (31) نجده وقد إستشاط غضبا على إليشع ويريد قتله. وإليشع غالبا كان قد وبخه على الوثنية المتفشية وجاءت المجاعة حتى يتنبهوا لكن عوضا عن التوبة عن وثنيتهم نجده يهدد بقتل إليشع. وغالبا هو طلب من إليشع رفع المجاعة وإليشع رفض حتى يأتى التأديب بثماره. وهذا النوع من التأديب بالمجاعات المؤلمة سبق موسى وتنبأ به (تث 57،56:28) فموسى هدد بهذا وإليشع أنذر عدة مرات ولكن الملك فى يأسه يهدد إليشع فما أسهل أن نلوم الآخرين وما أصعب أن نلوم أنفسنا. وهنا نجد ملك شره واضح يلوم قديس نبى لله بصلواته يحفظ الله البلد والملك.
الآيات 33،32:-
يحتاجان لإعادة ترجمة "وكان إليشع أنئذ مجتمعا فى بيته مع شيوخ إسرائيل فوجه الملك رسولا إليه يتقدمه. وقبل أن يصل الرسول قال إليشع للشيوخ "أرأيتم كيف أن إبن القاتل هذا قد أرسل رسولا ليقطع رأسى. فحالما يأتى الرسول أغلقوا الباب واتركوه موصدا فى وجهه. فإن وقع خطوات سيده الملك يتجاوب وراءه. وبينما هو يخاطبهم أقبل الرسول إليه، وتبعه الملك الذى قال "إن هذا الشر قد حل بنا من عند الرب، فأى شىء أتوقع من الرب بعد" لقد أرى نبيه ما قاله الملك. والنبى يسميه إبن القاتل فهو إبن أخاب قاتل الأنبياء وقاتل نابوت. وهو أوصد الباب فى وجه الرسول حتى لا يكرر الكلام مرتين مرة أمام الرسول ومرة أمام الملك الذى كان عارفا أنه آت وراء رسوله ناويا قتله.
الأصحاح السابع
الأيات 2،1:- وقال اليشع اسمعوا كلام الرب هكذا قال الرب في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة.و ان جنديا للملك كان يستند على يده اجاب رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون هذا الامر فقال انك ترى بعينيك ولكن لا تاكل منه.
13- نبوة إليشع بإنتهاء المجاعة
نجد هنا بقية كلام إليشع للملك والشيوخ. كان يستند على يده = هذا تعبير عن أن هذا الجندى له منصب هام فهو جليس الملك ويستند على يده أى على مشورته كنعمان عند ملك أرام راجع 18:5 وهذا سخر من كلام إليشع فى عدم إيمان. وللآن نجد من يتساءل فى عدم إيمان هل الأسرار المقدسة قادرة أن تعطى نعمة.
الأيات 3-11:- وكان اربعة رجال برص عند مدخل الباب فقال احدهم لصاحبه لماذا نحن جالسون هنا حتى نموت.اذا قلنا ندخل المدينة فالجوع في المدينة فنموت فيها واذا جلسنا هنا نموت فالان هلم نسقط الى محلة الاراميين فان استحيونا حيينا وان قتلونا متنا.فقاموا في العشاء ليذهبوا الى محلة الاراميين فجاءوا الى اخر محلة الاراميين فلم يكن هناك احد.فان الرب اسمع جيش الاراميين صوت مركبات وصوت خيل صوت جيش عظيم فقالوا الواحد لاخيه هوذا ملك اسرائيل قد استاجر ضدنا ملوك الحثيين وملوك المصريين لياتوا علينا.فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم وخيلهم وحميرهم المحلة كما هي وهربوا لاجل نجاة انفسهم.و جاء هؤلاء البرص الى اخر المحلة ودخلوا خيمة واحدة فاكلوا وشربوا وحملوا منها فضة وذهبا وثيابا ومضوا وطمروها ثم رجعوا ودخلوا خيمة اخرى وحملوا منها ومضوا وطمروا.ثم قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسنا هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون فان انتظرنا الى ضوء الصباح يصادفنا شر فهلم الان ندخل ونخبر بيت الملك.فجاءوا ودعوا بواب المدينة واخبروه قائلين اننا دخلنا محلة الاراميين فلم يكن هناك احد ولا صوت انسان ولكن خيل مربوطة وحمير مربوطة وخيام كما هي.فدعا البوابين فاخبروا بيت الملك داخلا.
رجال برص = بحسب الناموس هؤلاء البرص يبقون خارج أسوار المدينة لا يدخلونها وكان أهل المدينة يرمون لهم من على الأسوار شيئا من الطعام وبسبب المجاعة لم يعد أحد يرمى لهم شيئا. فسقط إلى محلة الأراميين = أى نلجأ للأراميين ونترك ملك إسرائيل وننحاز لأرام لنأكل. ملوك المصريين = كانت مصر فى بعض الأحيان تنقسم ويحكمها عدة ملوك. ونجد هنا أن الله إستخدم خداع الصوت كما إستخدم من قبل خداع العين والآن جعلهم فى رعب أوقعهم فى خطأ حسابى فكيف يتفق إسرائيل مع مصر البعيدة أو مع ملوك الحثيين البعيدون من الجهة الأخرى وهم محاصرون وفى (9) يصادفنا شر = إى إذا عرف الملك أننا أخفينا الأمر سوف يؤذيهم. وفى (10) دعوا بواب المدينة = من ناحية هم ممنوعون من الدخول لبرصهم ومن ناحية أخرى فالمدينة مغلقة بسبب الحرب. ونلاحظ أن من يبشر بالخلاص هم مجموعة محتقرة من البرص تذوقوا الشبع وذهبوا ليبشروا. والله إختار فقراء العالم ليبشروا المسكونة كلها بالخلاص. والتقليد اليهودى يقول إن الأربعة البرص هم جحزى وأولاده.
الآيات 13-20:- فاجاب واحد من عبيده وقال فلياخذوا خمسة من الخيل الباقية التي بقيت فيها هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين بقوا بها او هي نظير كل جمهور اسرائيل الذين فنوا فنرسل ونرى. فاخذوا مركبتي خيل وارسل الملك وراء جيش الاراميين قائلا اذهبوا وانظروا.
فانطلقوا وراءهم الى الاردن واذا كل الطريق ملان ثيابا وانية قد طرحها الاراميون من عجلتهم فرجع الرسل واخبروا الملك.فخرج الشعب ونهبوا محلة الاراميين فكانت كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب.و اقام الملك على الباب الجندي الذي كان يستند على يده فداسه الشعب في الباب فمات كما قال رجل الله الذي تكلم عند نزول الملك اليه.فانه لما تكلم رجل الله الى الملك قائلا كيلتا شعير بشاقل وكيلة دقيق بشاقل تكون في مثل هذا الوقت غدا في باب السامرة.و اجاب الجندي رجل الله وقال هوذا الرب يصنع كوى في السماء هل يكون مثل هذا الامر قال انك ترى بعينيك ولكنك لا تاكل منه فكان له كذلك داسه الشعب في الباب فمات.
آية (13) تحتاج لإعادة ترجمة " فأجاب واحد من الضباط وقال "ليأخذ بعض منا خمسة من الخيل الباقية فى المدينة. فإن أصابهم شر يكونون نظير بقية الإسرائيليين المعتصمين بالمدينة، أو نظير من هلكوا من الإسرائيليين فلنرسل ونستطلع الأمر" ولاحظ أنهم فكروا أن يذهب خمسة خيول فلم يجدوا سوى إثنين صالحين (14) والباقى إما مات أو أكلوه أو غير قادر. وفى (15) إلى الأردن = كانوا قد إنطلقوا شرقا إلى بلادهم. وفى (17) داس الشعب المتزاحم الخارج للنهب ذلك الجندى الذى سخر من إليشع.
الإصحاح الثامن
الأيات 1-6:- وكلم اليشع المراة التي احيا ابنها قائلا قومي وانطلقي انت وبيتك وتغربي حيثما تتغربي لان الرب قد دعا بجوع فياتي ايضا على الارض سبع سنين.فقامت المراة وفعلت حسب كلام رجل الله وانطلقت هي وبيتها وتغربت في ارض الفلسطينيين سبع سنين.و في نهاية السنين السبع رجعت المراة من ارض الفلسطينيين وخرجت لتصرخ الى الملك لاجل بيتها وحقلها.و كلم الملك جيحزي غلام رجل الله قائلا قص علي جميع العظائم التي فعلها اليشع وفيما هو يقص على الملك كيف انه احيا الميت اذا بالمراة التي احيا ابنها تصرخ الى الملك لاجل بيتها ولاجل حقلها فقال جيحزي يا سيدي الملك هذه هي المراة وهذا هو ابنها الذي احياه اليشع.فسال الملك المراة فقصت عليه ذلك فاعطاها الملك خصيا قائلا ارجع كل ما لها وجميع غلات الحقل من حين تركت الارض الى الان.
هذه المجاعة جاءت بعد فك الحصار فالضربات تأتى متوالية لكنهم لم يتوبوا بعد. ويتضح هنا أن الضربة هى ضد إسرائيل فقط وليست ضد أرض فلسطين المجاورة. وقبل المجاعة حذر إليشع المرأة الشونمية لتهرب. وربما كان جيحزى هنا مازال سليماً دون برص أى قبل قصة نعمان (فالأحداث ليست مرتبة زمنيا) وربما صار مقرباً للبلاط بعد بشارته حول هرب أرام. ونلاحظ أن الله له وسائله المتعددة للتأديب فمن حصار أعداء إلى مجاعة ولكن من تحجر قلبه يرفض التوبة (رؤ21،20:9) والمرأة الشونمية صدقت كلام إليشع وقامت وتركت كل مالها. وفى (5) تصرخ إلى الملك = نرى تدبير الله فى أن يتم وصول المرأة للملك بينما جيحزى يقص قصتها. جميع غلات الحقل = إذاً الجوع لم يكن كاملاً بل الأرض كانت تدر شيئا من الغلة ولكن إليشع طلب منها الهرب لأن المجاعات يلازمها نوع من الفوضى بل وقتل من يملك فهى كانت معرضة للقتل ولنهب ممتلكاتها.
ولنتأمل:- ما الذى دفع الملك لسؤال جيحزى عن معجزات إليشع فى وقت وصول المرأة ؟ هى العناية الإلهية وتدبير الله العجيب وليس شىء يأتى مصادفة بل الله يدبر كل شىء بدقة.
الأيات 7-15:- وجاء اليشع الى دمشق وكان بنهدد ملك ارام مريضا فاخبر وقيل له قد جاء رجل الله الى هنا. فقال الملك لحزائيل خذ بيدك هدية واذهب لاستقبال رجل الله واسال الرب به قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فذهب حزائيل لاستقباله واخذ هدية بيده من كل خيرات دمشق حمل اربعين جملا وجاء ووقف امامه وقال ان ابنك بنهدد ملك ارام قد ارسلني اليك قائلا هل اشفى من مرضي هذا. فقال له اليشع اذهب وقل له شفاء تشفى وقد اراني الرب انه يموت موتا.فجعل نظره عليه وثبته حتى خجل فبكى رجل الله فقال حزائيل لماذا يبكي سيدي فقال لاني علمت ما ستفعله ببني اسرائيل من الشر فانك تطلق النار في حصونهم وتقتل شبانهم بالسيف وتحطم اطفالهم وتشق حواملهم.فقال حزائيل ومن هو عبدك الكلب حتى يفعل هذا الامر العظيم فقال اليشع قد اراني الرب اياك ملكا على ارام.فانطلق من عند اليشع ودخل الى سيده فقال له ماذا قال لك اليشع فقال لي انك تحيا.و في الغد اخذ اللبدة وغمسها بالماء ونشرها على وجهه ومات وملك حزائيل عوضا عنه.
وجاء إليشع إلى دمشق = ربما ذهب ليفتقد نعمان ويثبته فى إيمانه الجديد أو هو جاء لتنفيذ وصية سابقة لإيليا بتعيين حزائيل ملكا على إسرائيل. وإليشع كان معروفا فى أرام. خذ بيدك هدية = ربما تذكر شفاء نعمان من برصه. شفاء تشفى.. يموت موتا= معنى قول إليشع أن مرضه قابل للشفاء ولكنه سيموت بسبب آخر سوى مرضه. لقد رأى إليشع ما سيفعله حزائيل الذى يرد على الملك بكلام ناعم وهو يدبر له شرا. بل هو رأى ما سيفعله حزائيل بشعبه إسرائيل فبكى. وعجيب أن ملك إسرائيل يذهب ليسأل إله عقرون بعل زبوب هل يشفى أم لا وعنده إيليا. وبن هدد لا يذهب لآلهته بل يسأل إليشع. وبنهدد هنا لا يسأل آلهته واوثانه التى طالما سجد لها وجعل نعمان يسجد لها متضررا لكنه فى مرضه عاد ليسأل الله. فالضيقات لها فوائد عظيمة. بل أن بنهدد إستخدم لغة إسرائيل فهو خاطب النبى على لسان حزائيل قائلاً إبنك بنهدد = فهكذا يخاطبون الأنبياء. وفى (10) حتى خجل = لأ أنه شعر أن أفكاره السرية ظاهرة أمام رجل الله. ونحن لابد أن نخجل أمام الله الذى يعرف كل شىء ويفحص القلوب والكلى. وفى (13) ومن هو عبدك الكلب = من أنا حتى أصير ملكاً عظيماً.ولاحظ أنه حين سمع ما تنبأ به النبى حكم على من يفعل هذا بأنه كلب أى متعطش للدماء ولكنه مثل كثيرين يحكمون على الخطية بأنها بشعة ويدينون من يرتكبها ولكنهم بسهولة يسقطون فيها. فقال لى أنك تحيا = وأخفى عنه باقى الكلام. وفى الغد هو كان يدبر المؤامرة ضد بنهدد والنبى كشفه وحينما سمع أنه سيشفى من مرضه لم ينتظر فهو غالباً كان يتعجل موته ليرث الملك وحينما علم أنه سيشفى قتل الملك بطريقة لم يدركها أحد وقتها ولكن النبى الذى يعرف كل شىء عرف وشرح الطريقة وسجلها عبر الدهور. وهو قتل مليكه بطريقة سرية فهو أخذ اللبدة = وهذه ربما كانت غطاء للملك أو فرش على الأرض كبساط أو كما فى ترجمات أخرى دثار مخمل أو قطيفة يلقيها الرجل على نفسه وقت النوم وغمسها بالماء لكى يقطع الهواء عن الملك الضعيف أصلا بسبب مرضه فيختنق ويظهر أنه مات من مرضه.
الأيات 16-24:- وفي السنة الخامسة ليورام بن اخاب ملك اسرائيل ويهوشافاط ملك يهوذا ملك يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا.كان ابن اثنتين وثلاثين سنة حين ملك وملك ثماني سنين في اورشليم.و سار في طريق ملوك اسرائيل كما فعل بيت اخاب لان بنت اخاب كانت له امراة وعمل الشر في عيني الرب.و لم يشا الرب ان يبيد يهوذا من اجل داود عبده كما قال انه يعطيه سراجا ولبنيه كل الايام.و في ايامه عصى ادوم من تحت يد يهوذا وملكوا على انفسهم ملكا.و عبر يورام الى صعير وجميع المركبات معه وقام ليلا وضرب ادوم المحيط به ورؤساء المركبات وهرب الشعب الى خيامهم.و عصى ادوم من تحت يد يهوذا الى هذا اليوم حينئذ عصت لبنة في ذلك الوقت.و بقية امور يورام وكل ما صنع اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.و اضطجع يورام مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود وملك اخزيا ابنه عوضا عنه.
يهورام ملك أثناء والده ما كان يملك. وبعد موت يهوشافاط والده قام وقتل كل إخوته 2 أى 21:2-4 وملك 8 سنين بعد موت أبيه (منفردا فى الملك) أو (8-3) = خمس سنين بحكم إشتراكه مع أبيه 3 سنوات. بنت أخاب=وهى عثليا. صعير = سعير غالباً وفى (21) الكلام مختصر جدا ولكن معناه انه أثناء حصار الأدوميين أحاطوا به ليلاً ربما فى مغسكره الخاص وكان فى خطر عظيم ولكنه هجم على الفرقة التى حاصرته وإخترق صف رؤسائهم ومركباتهم وتمكن من الهرب وحينما عرف جيشه ما حدث هرب كل واحد منهم إلى بلده. وبعد هذه الحادثة إستقلت أدوم حتى أيام المكابيين حين أخضعهم يوحنا هركانوس وأجبرهم على التهود. وأيام يهورام تحققت نبوة إسحق القديمة بأن أدوم يكسر نير يهوذا (أى يعقوب) وفى أيام هذا الملك أيضا حدثت ثورة فى لبنة وهى من مدن يهوذا وغالبا هى مدينة كهنة وهم تمردوا على الملك لوثنيته وربما فعلت مدن أخرى نفس الشىء وإستقلوا عن أوامر الملك (المشاكل تحيط بالأشرار).
الأيات 25-29:- في السنة الثانية عشرة ليورام بن اخاب ملك اسرائيل ملك اخزيا بن يهورام ملك يهوذا.
كان اخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنة واحدة في اورشليم واسم امه عثليا بنت عمري ملك اسرائيل.و سار في طريق بيت اخاب وعمل الشر في عيني الرب كبيت اخاب لانه كان صهر بيت اخاب.
و انطلق مع يورام بن اخاب لمقاتلة حزائيل ملك ارام في راموت جلعاد فضرب الاراميون يورام فرجع يورام الملك ليبرا في يزرعيل من الجروح التي جرحه بها الاراميون في راموت عند مقاتلته حزائيل ملك ارام ونزل اخزيا بن يهورام ملك يهوذا ليرى يورام بن اخاب في يزرعيل لانه كان مريضا.
فى السنة الثانية عشرة = وفى 29:9 يقول فى السنة الحادية عشرة والسبب طرق الحساب المختلفة وربما كان جزء من سنة فى الأول أو فى الأخر محسوبا سنة كاملة أو أنه ملك مع أبيه سنة كاملة (هذه الإختلافات التافهة التى يدعى البعض انها دليل وجود أخطاء هى دليل على صحة الكتاب المقدس فالكاتب لأمانته ينقل الخبر كما هو دون أن يخضعه لعقله ومن يتهمون اليهود بتزوير الكتاب المقدس نقول لهم ولماذا لم يصلح اليهود مثل هذه الأخطاء التى دائما هى مثار إشكالات لهم؟ الإجابة أنه لا يستطيع أحد أن يعبث فى كلام الله).
أخزيا = أو يهو أحاز هما إسم واحد بمعنى عضده الرب. إبن 22 سنة حين ملك وفى 2 أى 2:22 يذكر أن عمره كان 42 سنة وقطعا رقم 42 سنة غيرمعقول فيهورام أبوه مات إبن 40 سنة. والحل كما قلنا فى المقدمة أن الكاتب ينسب العمر بداية من حكم عمرى أصل بيت أخاب وبيت أخزيا فهو الجد الكبير وهو الذى تنسب له وثنية أبنائه فهم بوثنيتهم وبملوكهم منسوبين لييت عمرى. وهذا معنى باقى الأيات فبيت يهوذا منسوب لعمرى من جهة الأم لذلك قال عثليا بنت عمرى ولم يقل عثليا بنت أخاب. وبيت ملك إسرائيل منسوب لعمرى من جهة الأب. ولاحظ أن عثليا ويورام أولاد أخاب. عثليا = من يبليه يهوة يورام = الله يعلى. فأسماء أولاد أخاب منسوبة ليهوة لأنه يعرج بين الفرقتين كما قال إيليا. ونجد هنا أن أخزيا ذهب للحرب مع يورام ملك إسرائيل فى راموث والظاهر أنه إستولى عليها وأعادها لإسرائيل لأننا نجد أن ياهو مسح ملكا فيها (1:9-15) ولكنه جرح هناك (أى يورام) فى المعركة.
ونزل اخزيا = نزل من أورشليم هو كان قد عاد لأورشليم بعد المعركة التى جرح فيها يورام ثم نزل من أورشليم إلى يزرعيل (مصيف ملوك إسرائيل) ليزوره فى مرضه. ولاحظ المجاملات السياسية فى تبادل الأسماء بين أخاب ويهوشافاط.
إبنه يهورام والثانى أخزيا إبنه يهورام وإبن يهورام أخزيا
الإصحاح التاسع
الآيات 1-10:- ودعا اليشع النبي واحدا من بني الانبياء وقال له شد حقويك وخذ قنينة الدهن هذه بيدك واذهب الى راموت جلعاد.و اذا وصلت الى هناك فانظر هناك ياهو بن يهوشافاط بن نمشي وادخل واقمه من وسط اخوته وادخل به الى مخدع داخل مخدع.ثم خذ قنينة الدهن وصب على راسه وقل هكذا قال الرب قد مسحتك ملكا على اسرائيل ثم افتح الباب واهرب ولا تنتظر فانطلق الغلام اي الغلام النبي الى راموت جلعاد. ودخل واذا قواد الجيش جلوس فقال لي كلام معك يا قائد فقال ياهو مع من منا كلنا فقال معك ايها القائد. فقام ودخل البيت فصب الدهن على راسه وقال له هكذا قال الرب اله اسرائيل قد مسحتك ملكا على شعب الرب اسرائيل.فتضرب بيت اخاب سيدك وانتقم لدماء عبيدي الانبياء ودماء جميع عبيد الرب من يد ايزابل. فيبيد كل بيت اخاب واستاصل لاخاب كل بائل بحائط ومحجوز ومطلق في اسرائيل. واجعل بيت اخاب كبيت يربعام بن نباط وكبيت بعشا بن اخيا.و تاكل الكلاب ايزابل في حقل يزرعيل وليس من يدفنها ثم فتح الباب وهرب.
كانت أدوات تأديب أخاب، حزائيل وياهو وإليشع ولما قدم أخاب توبة تأجل هذا التأديب لأيام إبنه. ولذلك لم نسمع أن إيليا مسح ياهو أو حزائيل بل أن من مسحهما هو إليشع. وقد يكون إيليا مسح إليشع على أن ينفذ مهمته حين يكلفه الله بذلك.
شد حقويك = أى إستعد للسفر. ولم يمسح إلا ياهو من كل ملوك إسرائيل ومسحه كان لإتمام رسالة معينة وهى ضرب بيت أخاب. وكان الملك يورام فى يزرعيل وترك الحرب فى راموث جلعاد بسبب جروحه ويبدو أن هذه الجروح كانت لا تستحق أن يترك جنوده وقادة جيشه بدليل خروجه على مركبته للقاء ياهو. وكان تقاعس يورام عن الحرب سببا فى تذمر قادة جيش إسرائيل عليه فهم نسبوا له الجبن والتخلى عنهم. ياهو = يبدو أنه كان متهورا وقائدا حاد الطباع، غيور وشجاع لا يخاف إنسان ولكنه لا يكترث بالأمور الروحية. من وسط إخوته = أى من وسط باقى قادة الجيش. مخدع داخل مخدع = ليكون لياهو حرية فى الكلام والتدبير. وإليشع لم يذهب بنفسه فهو معروف ولا يمكنه أن يصنع شيئا فى السر. ويقول التقليد اليهودى أن النبى الذى مسح ياهو هو يونان النبى.
وفى (5) يسأل النبى مع من منا كلنا = يبدو أن ياهو فهم من مجىء نبى إليه أن وراء هذا خبر جيد أو شرف كبير له فهناك نبى يأتى إليه لذلك سأل هذا السؤال فلا يقول باقى القادة أن ياهو فرض نفسه فرضا على النبى. ويقال أن هناك تناقض بين هذه الآيات وبين هو(4:1)
ففى هوشع سيعاقب ياهو على دم يزرعيل بينما النبى هنا يكلفه بأن يقضى على بيت أخاب.
والسبب أن ياهو لم يضرب بيت أخاب لحساب مجد الله بل لحساب مجد نفسه وبوحشية مرعبة لا يرضى عنها الله (وراجع 1:10-9) وكما إستخدم الله بابل لتأديب أورشليم ثم عاقبها على وحشيتها يستخدم هنا ياهو ولكن لا يمكن أن يوافق على ما عمله وإنتقامه لنفسه ودمويته.
الآيات 11-26:- واما ياهو فخرج الى عبيد سيده فقيل له اسلام لماذا جاء هذا المجنون اليك فقال لهم انتم تعرفون الرجل وكلامه.فقالوا كذب فاخبرنا فقال بكذا وكذا كلمني قائلا هكذا قال الرب قد مسحتك ملكا على اسرائيل.فبادر كل واحد واخذ ثوبه ووضعه تحته على الدرج نفسه وضربوا بالبوق وقالوا قد ملك ياهو. وعصى ياهو بن يهوشافاط بن نمشي على يورام وكان يورام يحافظ على راموت جلعاد هو وكل اسرائيل من حزائيل ملك ارام.و رجع يهورام الملك لكي يبرا في يزرعيل من الجروح التي ضربه بها الاراميون حين قاتل حزائيل ملك ارام فقال ياهو ان كان في انفسكم لا يخرج منهزم من المدينة لكي ينطلق فيخبر في يزرعيل. وركب ياهو وذهب الى يزرعيل لان يورام كان مضطجعا هناك ونزل اخزيا ملك يهوذا ليرى يورام. وكان الرقيب واقفا على البرج في يزرعيل فراى جماعة ياهو عند اقباله فقال اني ارى جماعة فقال يهورام خذ فارسا وارسله للقائهم فيقول اسلام.فذهب راكب الفرس للقائه وقال هكذا يقول الملك اسلام فقال ياهو ما لك وللسلام در الى ورائي فاخبر الرقيب قائلا قد وصل الرسول اليهم ولم يرجع.فارسل راكب فرس ثانيا فلما وصل اليهم قال هكذا يقول الملك اسلام فقال ياهو ما لك وللسلام در الى ورائي فاخبر الرقيب قائلا قد وصل اليهم ولم يرجع والسوق كسوق ياهو بن نمشي لانه يسوق بجنون.فقال يهورام اشدد فشدت مركبته وخرج يهورام ملك اسرائيل واخزيا ملك يهوذا كل واحد في مركبته خرجا للقاء ياهو فصادفاه عند حقلة نابوت اليزرعيلي.فلما راى يهورام ياهو قال اسلام يا ياهو فقال اي سلام ما دام زنى ايزابل امك وسحرها الكثير.فرد يهورام يديه وهرب وقال لاخزيا خيانة يا اخزيا.فقبض ياهو بيده على القوس وضرب يهورام بين ذراعيه فخرج السهم من قلبه فسقط في مركبته.و قال لبدقر ثالثه ارفعه والقه في حصة حقل نابوت اليزرعيلي واذكر كيف اذ ركبت انا واياك معا وراء اخاب ابيه جعل الرب عليه هذا الحمل. الم ار امسا دم نابوت ودماء بنيه يقول الرب فاجازيك في هذه الحقلة يقول الرب فالان ارفعه والقه في الحقلة حسب قول الرب.
هذا المجنون= هذا يدل على أن النبى دخل وخرج بعجلة وربما لم يعرفوا أنه نبى. أو هى حالة من عدم الإكثراث بالدين إذا كان يلبس لباس الأنبياء. وربما هو تصرف كمجنون فعلا حتى لا يعرف أحد رسالته. أنتم تعرفون = هو إمتحان من ياهو لهم ربما لهم يد فى إرسال النبى. فقالوا كذب = أى لا نعرف شيئا فأخبرنا أنت خصوصاً أنهم لابد ولاحظوا الدهن على وجهه. أن يكون معنى الكلام أن ياهو فى تواضع لم يرد أن يقول لهم عن السر أنه مُسِحَ ملكا فقال أنتم تعرفون أن الرجل مجنون فلا تهتموا بما قاله وبعد أن رأوا الدهن قالوا هذا كذب فهو قال شيئاً مهماً. ولكن كان واضحا أنهم يريدون الخلاص من بيت أخاب ولذلك سارعوا بعمل عرش لياهو من ثيابهم. ولاحظ أن الجيش كله كان فى راموث جلعاد والملك وحده فى يزرعيل لذلك كانت فرصة سانحة لياهو ليقتله إذا أسرع ووصل إلى يزرعيل قبل أن يصل خبر التمرد إلى الملك. إن كان فى أنفسكم = هو يستشيرهم ولا يأمرهم فهو لم يملك بعد. فيقول أسلام = لأنه مهتم بأمر راموث جلعاد وكان خائفاً أن تسقط فى يد أرام. دُر إلى ورائى = فلم يسمح لهُ بأن يعود ويخبر الملك.
مالك وللسلام = أى لا يعنيك ما يحدث فى شىء. وخرج يهورام = لم يستطع أن يصبر فعدم عودة الرسولين لهُ معنى الشر. فصادفاه عند حقلة نابوت = هو تدبير إلهى ليتم ما تنبأ به النبى. زنى إيزابل أمك وسحرها الكثير = واضح أنه الزنا الروحى وعبادة البعل.
وفى (25) بدقر ثالثه = كان فى كل مركبة 3 أفراد سائق وإثنان وأحدهما الضابط أو القائد ولذلك ربما سُمى القادة الضباط ثوالث. وقد يكون الثوالث هم أصحاب الرتبة الثالثة بعد النبلاء (الملك والأمراء 1 ثم النبلاء 2 ثم الثوالث 3 من الضباط القادة).
هذا الحمل = هذا العقاب الذى هو فيه. ولكن كلمة حمل تعنى نبوة فهو غالبا يشير لنبوة إيليا فى عقاب بيت أخاب والتى قد تحققت. وفى (26) دماء بنيه = غالبا قتلوا اولاد نابوت حتى لا يكون هناك ورثة. ملحوظة :- فى آية (13) تحت الدرج = الكلمة المستخدمة هنا تشير لدرجات المزولة أو الساعة الشمسية وهى مكان مناسب لتنصيب ياهو ملكا. ووضع ملابسهم تحته يعنى كل مالنا تحت أمرك.
الآيات27-29:- ولما راى ذلك اخزيا ملك يهوذا هرب في طريق بيت البستان فطارده ياهو وقال اضربوه فضربوه ايضا في المركبة في عقبة جور التي عند يبلعام فهرب الى مجدو ومات هناك فاركبه عبيده الى اورشليم ودفنوه في قبره مع ابائه في مدينة داود.في السنة الحادية عشرة ليورام بن اخاب ملك اخزيا على يهوذا.
بيت البستان = من الأملاك التابعة للقصر. فطارده ياهو = أو هو امر جنوده أن يطاردوه. فى عقبة جور = وفى 2 اى 22: 9 وطلب اخزيا فأمسكوه وهو مختبىء فى السامرة وأتوا به إلى ياهو فقتلوه وإذا قابلنا الآيتين يكون المعنى أن جنود ياهو ضربوا اخزيا فى عقبة جور فهرب إلى مجدو ثم إنتقل للسامرة وهو مصاب وإختبأ هناك حيث أمسكه خدام ياهو واتوا به لياهو ليقتله.
الآيات 30-37:- فجاء ياهو الى يزرعيل ولما سمعت ايزابل كحلت بالاثمد عينيها وزينت راسها وتطلعت من كوة.و عند دخول ياهو الباب قالت اسلام لزمري قاتل سيده.فرفع وجهه نحو الكوة وقال من معي من فاشرف عليه اثنان او ثلاثة من الخصيان.فقال اطرحوها فطرحوها فسال من دمها على الحائط وعلى الخيل فداسها.و دخل واكل وشرب ثم قال افتقدوا هذه الملعونة وادفنوها لانها بنت ملك.و لما مضوا ليدفنوها لم يجدوا منها الا الجمجمة والرجلين وكفي اليدين.فرجعوا واخبروه فقال انه كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده ايليا التشبي قائلا في حقل يزرعيل تاكل الكلاب لحم ايزابل. وتكون جثة ايزابل كدمنة على وجه الحقل في قسم يزرعيل حتى لا يقولوا هذه ايزابل.
كحلت بالإثمد عينيها = عجيب هذا القلب القاسى فهى تتجمل بدلا من ان تبكى على أولادها أو على مصيرها. وربما قصدت أن تغوى ياهو بجمالها او أنها عرفت أنه سيقتلها ففضلت أن تموت فى كامل زينتها كملكة وعمرها لم يكن أقل من 55 سنة فحفيدها أخزيا وهو إبن بنتها كان عمره 23 سنة حينما قُتِلَ. أسلام لزمرى = هى تذكر ياهو بأن زمرى حين قتل ملكه قُتِلَ بعد 7 أيام وهى تقول هذا لتخيفه من أن يكون له نفس مصير زمرى إن قتلها. من معى = هو يدعو الجميع للعصيان ضد إيزابل ولطاعة أوامره. فداسها = داسها ياهو بخيله علامة إحتقاره لها. ولقد تركت إيزابل إسما مكروها إلى الأبد رؤ 20:2 فأطلق إسمها على النبية الكاذبة.
الإصحاح العاشر
الآيات 1-14:- وكان لاخاب سبعون ابنا في السامرة فكتب ياهو رسائل وارسلها الى السامرة الى رؤساء يزرعيل الشيوخ والى مربي اخاب قائلا.فالان عند وصول هذه الرسالة اليكم اذ عندكم بنو سيدكم وعندكم مركبات وخيل ومدينة محصنة وسلاح.انظروا الافضل والاصلح من بني سيدكم واجعلوه على كرسي ابيه وحاربوا عن بيت سيدكم.فخافوا جدا جدا وقالوا هوذا ملكان لم يقفا امامه فكيف نقف نحن.فارسل الذي على البيت والذي على المدينة والشيوخ والمربون الى ياهو قائلين عبيدك نحن وكل ما قلت لنا نفعله لا نملك احدا ما يحسن في عينيك فافعله.فكتب اليهم رسالة ثانية قائلا ان كنتم لي وسمعتم لقولي فخذوا رؤوس الرجال بني سيدكم وتعالوا الي في نحو هذا الوقت غدا الى يزرعيل وبنو الملك سبعون رجلا كانوا مع عظماء المدينة الذين ربوهم. فلما وصلت الرسالة اليهم اخذوا بني الملك وقتلوا سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وارسلوها اليه الى يزرعيل.فجاء الرسول واخبره قائلا قد اتوا برؤوس بني الملك فقال اجعلوها كومتين في مدخل الباب الى الصباح.و في الصباح خرج ووقف وقال لجميع الشعب انتم ابرياء هانذا قد عصيت على سيدي وقتلته ولكن من قتل كل هؤلاء.فاعلموا الان انه لا يسقط من كلام الرب الى الارض الذي تكلم به الرب على بيت اخاب وقد فعل الرب ما تكلم به عن يد عبده ايليا.و قتل ياهو كل الذين بقوا لبيت اخاب في يزرعيل وكل عظمائه ومعارفه وكهنته حتى لم يبق له شاردا.ثم قام وجاء سائرا الى السامرة واذ كان عند بيت عقد الرعاة في الطريق.صادف ياهو اخوة اخزيا ملك يهوذا فقال من انتم فقالوا نحن اخوة اخزيا ونحن نازلون لنسلم على بني الملك وبني الملكة فقال امسكوهم احياء فامسكوهم احياء وقتلوهم عند بئر بيت عقد اثنين واربعين رجلا ولم يبق منهم احدا.
70 إبنا = من اولاد احفاد أخاب. إلى رؤساء يزرعيل = ربما كان رؤساء يزرعيل قد هربوا إلى السامرة من ياهو وتحصنوا فيها. مربى أخاب = الذين ربوا اولاده وأحفاده. ولنلاحظ أن ياهو نفذ اوامر الله لكن هو تصرف بوحشية وقتل البرىء مع المذنب. وهؤلاء المربين بالقطع خونة لسادتهم لكن كيف يلتف الشرفاء حول الخطاة وكيف يلتف الصالحين الأمناء الأتقياء حول ملك كأخاب عابد للوثن. ونلاحظ وحشية ياهو فى وضع الرؤوس فى سلال وتركها للصباح فى كومتان فالله أرسل ياهو ولكنه بالقطع لا يوافق على هذه التصرفات الوحشية. فياهو لا يتبرر فى تصرفاته ولكن الله يتبرر فى احكامه.
آية(2) هو يتهكم عليهم إذ تحصنوا بأسوار السامرة ومعنى كلامه عندكم أبناء الملك وعندكم مركبات فهلم نتحارب ولكنه كان يعلم أنهم لا يستطيعون. وقوله فى (6) غدا فهو لم يعطهم وقتا للتامل والمراجعة. ولكن لو كان عندهم بعض الأمانة والوفاء لملكهم ما كانوا فعلوا ما فعلوه وبهذه السرعة وقطعا بفعلتهم هذه صاروا أتباع لياهو وشركاء له فى قتل الملك وأبنائه. وفى (7) أرسلوها = هم أرسلوها ولم يذهبوا ربما خوفا من ياهو أو خجلا من عملهم القبيح. وتصرف ياهو الوحشى بعد ذلك رما أراد به أن يلقى الرعب فى قلوب الشعب فيهابونه. وفى (12) بيت عقد الرعاة = هو المكان الذى كان الرعاة يجزون فيه غنمهم لأنهم كانوا يربطون الغنم قبل جزها. إخوة أخزيا = هوأولاد إخوته لأن إخوته كانوا قد قتلوا (2 اى 17:21+ 8:22).
الآيات 15-17:- ثم انطلق من هناك فصادف يهوناداب بن ركاب يلاقيه فباركه وقال له هل قلبك مستقيم نظير قلبي مع قلبك فقال يهوناداب نعم ونعم هات يدك فاعطاه يده فاصعده اليه الى المركبة.و قال هلم معي وانظر غيرتي للرب واركبه معه في مركبته.و جاء الى السامرة وقتل جميع الذين بقوا لاخاب في السامرة حتى افناه حسب كلام الرب الذي كلم به ايليا.
يهوناداب = رئيس قبيلة القينيين (أر 6:35-9) وكان رجلا مشهورا بقداسته ومحبته وأمانته لله. وياهو رأى أنه بإتحاده مع هذا الإنسان المعتبر قديسا يجذب إليه القبيلة كلها وكل من يعبد الرب. نعم ونعم = جوابه يدل على غيرة وإتفاق قلبى ورجاء أن يقضى الملك الجديد على عبادة الوثن. هات يدك = علامة المعاهدة وليصعد معه إلى المركبة فيظهر هذا للناس أنهم متحدون. غيرتى للرب = قصد عبادة الرب على طريقة يربعام. ويوناداب هذا كان أولاده بعد 300 سنة فى أيام أرمياء ملتزمين بما أوصاه بهم أبيهم يوناداب.
الآيات 18-24:- ثم جمع ياهو كل الشعب وقال لهم ان اخاب قد عبد البعل قليلا واما ياهو فانه يعبده كثيرا. والان فادعوا الي جميع انبياء البعل وكل عابديه وكل كهنته لا يفقد احد لان لي ذبيحة عظيمة للبعل كل من فقد لا يعيش وقد فعل ياهو بمكر لكي يفني عبدة البعل.و قال ياهو قدسوا اعتكافا للبعل فنادوا به.و ارسل ياهو في كل اسرائيل فاتى جميع عبدة البعل ولم يبق احد الا اتى ودخلوا بيت البعل فامتلا بيت البعل من جانب الى جانب.فقال للذي على الملابس اخرج ملابس لكل عبدة البعل فاخرج لهم ملابس. ودخل ياهو ويهوناداب بن ركاب الى بيت البعل فقال لعبدة البعل فتشوا وانظروا لئلا يكون معكم ههنا احد من عبيد الرب ولكن عبدة البعل وحدهم. ودخلوا ليقربوا ذبائح ومحرقات واما ياهو فاقام خارجا ثمانين رجلا وقال الرجل الذي ينجو من الرجال الذين اتيت بهم الى ايديكم تكون انفسكم بدل نفسه.
أخاب عبد البعل قليلا = فهو كان يعرج بين الفرقتين فهو أقام هيكلا للبعل وسمى أولاده بإسم يهوة. إعتكاف = يوم بطالة لأجل خدمة دينية لا 36:23 بيت البعل = الذى بناه أخاب. توزيع الملابس على كهنة البعل = حتى يتم تمييزهم ليقتلوا.
الآيات 25-28:- ولما انتهوا من تقريب المحرقة قال ياهو للسعاة والثوالث ادخلوا اضربوهم لا يخرج احد فضربوهم بحد السيف وطرحهم السعاة والثوالث وساروا الى مدينة بيت البعل واخرجوا تماثيل بيت البعل واحرقوها.و كسروا تمثال البعل وهدموا بيت البعل وجعلوه مزبلة الى هذا اليوم.و استاصل ياهو البعل من اسرائيل.
مدينة بيت البعل = مجموع أبنية مختصة بعبادة البعل. وأحرقوا تماثيل = التى من خشب. مزبلة = علامة الإحتقار.
الآيات 29-31:- ولكن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ لم يحد ياهو عنها اي عجول الذهب التي في بيت ايل والتي في دان.و قال الرب لياهو من اجل انك قد احسنت بعمل ما هو مستقيم في عيني وحسب كل ما بقلبي فعلت ببيت اخاب فابناؤك الى الجيل الرابع يجلسون على كرسي اسرائيل.و لكن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب اله اسرائيل من كل قلبه لم يحد عن خطايا يربعام الذي جعل اسرائيل يخطئ.
خطايا يربعام = إستعمال العجل فى العبادة وترك أورشليم والله كافأ ياهو على ما عمله حسنا وعاقبه على خطاياه. فأولاده جلسوا على كرسيه حتى الجيل الرابع وهو ملك 28 سنة. وعائلته إستمرت 120 سنة بينما أن عائلة أخاب إستمرت حتى الجيل الثالث فقط (يورام واخزيا أخوه) وإستمرت 45 سنة فالله يكافىء من يؤدى له عملا وليس معنى هذا أنه وافق على كل ما عمله. فالله كافأ نبوخذ نصر على تدميره لصور بأن اعطاه مصر. والله يكافىء البعض مكافأة أرضية حتى لا يظل مديونا لأحد. أما الخلاص الأبدى كمكافأة فهذا موضوع آخر. ونجد ان ياهو لم يتحفظ للسلوك فى شريعة الرب.
الايات 32-36:- في تلك الايام ابتدا الرب يقص اسرائيل فضربهم حزائيل في جميع تخوم اسرائيل. من الاردن لجهة مشرق الشمس جميع ارض جلعاد والجاديين والراوبينيين والمنسيين من عروعير التي على وادي ارنون وجلعاد وباشان.و بقية امور ياهو وكل ما علم وكل جبروته اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.و اضطجع ياهو مع ابائه فدفنوه فى السامرة وملك يهواحاز ابنه عوضا عنه.و كانت الايام التي ملك فيها ياهو على اسرائيل في السامرة ثمانيا وعشرين سنة.
فى تلك الأيام = لم يتحفظ ياهو والنتيجة إبتدأ الرب يقص إسرائيل لقد سلمه الله لأعدائه. وكان حزائيل ألة فى يد الله مثل مقص قص به الرب من مملكة إسرائيل كل ما كان شرقى الأردن وهى أرض مخصبة جدا وتمت نبوة إليشع لحزائيل. ياهو كان متحمسا لكنه غير متدين ولقد وافق هواه أن يملك لكنه لم يسير فى طريق الله فنفهم أن الله إستخدمه كأداة.
الإصحاح الحادى عشر
الآيات 1-3:- فلما رات عثليا ام اخزيا ان ابنها قد مات قامت فابادت جميع النسل الملكي فاخذت يهوشبع بنت الملك يورام اخت اخزيا يواش بن اخزيا وسرقته من وسط بني الملك الذين قتلوا هو ومرضعته من مخدع السرير وخباوه من وجه عثليا فلم يقتل وكان معها في بيت الرب مختبا ست سنين وعثليا مالكة على الارض.
عثليا هى بنت أخاب وإيزابل وهى أرملة يهورام ملك يهوذا وهى ادخلت عبادة البعل ليهوذا وكانت تشبه أمها فى شرورها وقوتها. وظهرت وحشيتها فى شهوتها للسلطة فى قتل كل النسل الملكى وربما هى أرادت أن تبيد كل عائلة داود. ولقد تسلطت على زوجها (2 مل 27،18:8 + 2 اى 6:21) وعلى إبنها (2 اى 2:22-4) ومما فعله يهورام أنه قتل جميع إخوته 2 أى 4:21 وكان الفلسطينيين والعرب قد قتلوا أولاد يهورام (2 اى 1:22) وكان ياهو قد قتل إخوة أخزيا أى أولاد إخوته (2 مل 14،13:10) والذين أبادتهم عثليا هم اولاد اخزيا ما عدا يوآش الذى حفظه الله لأجل وعده لداود. يهوشبع = هى بنت يهورام من إمراة أخرى غير عثليا وكانت زوجة للكاهن يهوياداع (2 اى 11:22) وخبأت الطفل فى غرف بيت الرب. وعثليا لم تجسر على وضع يديها على كهنة الرب ولكن عبادة الرب أُهملت وإنتشرت عبادة البعل. وهناك تامل:-
كما إختبأ يوآش فى بيت الرب هكذا علينا كلنا أن نحتمى بالكنيسة منتظرين إنتهاء فترة غربتنا على الأرض لإستعلان المجد الذى لنا. ولاحظ أن يوآش قد قضى فى إختبائه 6 سنين ليتمجد على العرش وهو فى سن السابعة أى الكمال.
الآيات 4-16:- وفي السنة السابعة ارسل يهوياداع فاخذ رؤساء مئات الجلادين والسعاة وادخلهم اليه الى بيت الرب وقطع معهم عهدا واستحلفهم في بيت الرب واراهم ابن الملك.و امرهم قائلا هذا ما تفعلونه الثلث منكم الذين يدخلون في السبت يحرسون حراسة بيت الملك.و الثلث على باب سور والثلث على الباب وراء السعاة فتحرسون حراسة البيت للصد.و الفرقتان منكم جميع الخارجين في السبت يحرسون حراسة بيت الرب حول الملك.و تحيطون بالملك حواليه كل واحد سلاحه بيده ومن دخل الصفوف يقتل وكونوا مع الملك في خروجه ودخوله.ففعل رؤساء المئات حسب كل ما امر به يهوياداع الكاهن واخذوا كل واحد رجاله الداخلين في السبت مع الخارجين في السبت وجاءوا الى يهوياداع الكاهن.فاعطى الكاهن لرؤساء المئات الحراب والاتراس التي للملك داود التي في بيت الرب.و وقف السعاة كل واحد سلاحه بيده من جانب البيت الايمن الى جانب البيت الايسر حول المذبح والبيت حول الملك مستديرين واخرج ابن الملك ووضع عليه التاج واعطاه الشهادة فملكوه ومسحوه وصفقوا وقالوا ليحي الملك.و لما سمعت عثليا صوت السعاة والشعب دخلت الى الشعب الى بيت الرب.و نظرت واذا الملك واقف على المنبر حسب العادة والرؤساء ونافخوا الابواق بجانب الملك وكل شعب الارض يفرحون ويضربون بالابواق فشقت عثليا ثيابها وصرخت خيانة خيانة.فامر يهوياداع الكاهن رؤساء المئات قواد الجيش وقال لهم اخرجوها الى خارج الصفوف والذي يتبعها اقتلوه بالسيف لان الكاهن قال لا تقتل في بيت الرب.فالقوا عليها الايادي ومضت في طريق مدخل الخيل الى بيت الملك وقتلت هناك.
غالباً كان يهوياداع هو رئيس الكهنة. وهو دعا القادة والسعاة من اللاويين وكان الجميع فى إشتياق للخلاص من حكم عثليا. ويهوياداع إختار يوم السبت يوم تجمع الشعب ويوم تغيير الحرس فكان داود قد قسم الكهنة واللاويين 24 قسما يخدم كل قسم أسبوع ثم يذهب للراحة وياتى القسم الجديد ليبدأ الخدمة فكان القسمان أو المجموعتان يتواجدان معاً يوم السبت. وهو قسم الحراس حسب الإعتياد حتى لا تلاحظ عثليا أن هناك مؤامرة لكنه ركز على حراسة الملك يوآش. باب سور= هو الباب الأساسى هكذا إسمه فى 2 اى 5:23 وفى (7) الخارجين فى السبت = هم من أنهوا مدة خدمتهم ويستعدون للإنصراف. هؤلاء كان عليهم عدم الإنصراف والإلتفاف حول الملك لحراسته. وفى (9) الداخلين مع الخارجين = الداخلين هم من أتى دورهم للخدمة. إذا المعنى أن العدد قد تضاعف. وفى (12) وأعطاه الشهادة = تنفيذاً لوصية موسى تث 18:17-20 وفى (10) الحراب والأتراس التى للملك داود = هذه كانت للزينة فقط ولكنها أعطيت هنا لللاويين 2 اى 9:23 أما الحراس فكانت أسلحتهم معهم.
تامل :-
كما حيا الجميع الملك يوآش بعد طرد عثليا علينا بطرد الشيطان ومحبة الخطايا من قلوبنا لنسبح المسيح حين يملك على قلوبنا. بل هذا ما سيحدث فى اليوم الأخير حين يطرح الشيطان وجنوده فى البحيرة المتقدة بالنار أما المخلصين فسيكون لهم تسبيحتهم.
آية 17:- وقطع يهوياداع عهدا بين الرب وبين الملك والشعب ليكونوا شعبا للرب وبين الملك والشعب.
قطع يهوياداع 3 عهود:
1. بين الله والشعب فالشعب يعبد الله دائما.
2. وبين الملك والشعب ليخدم شعبه.
3. والشعب والملك ليحبوه.
الإصحاح الثانى عشر
الآيات 1-3:- في السنة السابعة لياهو ملك يهواش ملك اربعين سنة في اورشليم واسم امه ظبية من بئر سبع. وعمل يهواش ما هو مستقيم في عيني الرب كل ايامه التي فيها علمه يهوياداع الكاهن.
الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات
ذكر الأم بإسمها دلالة أنه كان لها نوع من الإحترام والسلطة وواضح هنا أمانة يهوياداع فى تعليم الملك يوآش. ويتضح تأثير يهوياداع عليه فى أنه بعد أن مات يهوياداع سمع لرؤساء يهوذا وعبدوا السوارى والأصنام (2 اى 17:24-19) ولكن الآية فى أخبار الأيام لا تشير أنه هو بنفسه الذى عبد الأصنام بل أنه سمح لرؤساء يهوذا بذلك ولكنها مسئوليته فهو الملك. المرتفعات = كان الشعب قد تعود على ذلك وكان ذلك مخالفاً للشريعة ولكنه لم يكن خطية فظيعة مثل السجود للبعل.
الايات 4-8:- وقال يهواش للكهنة جميع فضة الاقداس التي ادخلت الى بيت الرب الفضة الرائجة فضة كل واحد حسب النفوس المقومة كل فضة يخطر ببال انسان ان يدخلها الى بيت الرب.لياخذها الكهنة لانفسهم كل واحد من عند صاحبه وهم يرممون ما تهدم من البيت كل ما وجد فيه متهدما.و في السنة الثالثة والعشرين للملك يهواش لم تكن الكهنة رمموا ما تهدم من البيت.فدعا الملك يهواش يهوياداع الكاهن والكهنة وقال لهم لماذا لم ترمموا ما تهدم من البيت فالان لا تاخذوا فضة من عند اصحابكم بل اجعلوها لما تهدم من البيت.فوافق الكهنة على ان لا ياخذوا فضة من الشعب ولا يرمموا ما تهدم من البيت.
كانت عثليا وأتباعها قد إعتدوا على الهيكل وحطموا منه وهم صيروا أقداسه للبعليم (2 اى 7:24) فأراد يوآش ترميم الهيكل ووضع تدبيرا للكهنة بأن كل الفضة التى تدخل للهيكل يأخذوها ويستعملونها فى الترميم وكانت مصادر الفضة 1- ثمن التقدمات التى أراد أصحابها فدائها بفضة (لا 12،11:227) 2- الفضة الرائجة = اى فضة النفوس وهى 2/1 شاقل لكل نفس 3- التبرعات. ولكن هذه الطريقة لم تنجح لأن الكهنة إهتموا بمصالحهم بالأكثر ولذلك وبعد مضى زمان طويل لم يحدث تقدم فى ترميم الهيكل ولذلك منع الملك الكهنة من أن يأخذوا الفضة من الشعب.
الآيات 9-16:- فاخذ يهوياداع الكاهن صندوقا وثقب ثقبا في غطائه وجعله بجانب المذبح عن اليمين عند دخول الانسان الى بيت الرب والكهنة حارسو الباب جعلوا فيه كل الفضة المدخلة الى بيت الرب. وكان لما راوا الفضة قد كثرت في الصندوق انه صعد كاتب الملك والكاهن العظيم وصروا وحسبوا الفضة الموجودة في بيت الرب.و دفعوا الفضة المحسوبة الى ايدي عاملي الشغل الموكلين على بيت الرب وانفقوها للنجارين والبنائين والعاملين في بيت الرب.و لبنائي الحيطان ونحاتي الحجارة ولشراء الاخشاب والحجارة المنحوتة لترميم ما تهدم من بيت الرب ولكل ما ينفق على البيت لترميمه.الا انه لم يعمل لبيت الرب طسوس فضة ولا مقصات ولا مناضح ولا ابواق كل انية الذهب وانية الفضة من الفضة الداخلة الى بيت الرب.بل كانوا يدفعونها لعاملي الشغل فكانوا يرممون بها بيت الرب.و لم يحاسبوا الرجال الذين سلموهم الفضة بايديهم لكي يعطوها لعاملي الشغل لانهم كانوا يعملون بامانة.و اما فضة ذبيحة الاثم وفضة ذبيحة الخطية فلم تدخل الى بيت الرب بل كانت للكهنة.
إستخدم الملك نظام الصندوق المثقوب لتجميع الفضة ومن لهُ سلطان على فتح هذا الصندوق كان هو رئيس الكهنة وكاتب الملك ولكن هذه الطريقة سببت شىء من الخسارة للكهنة. وجعله بجانب المذبح = مذبح المحرقة حتى يراه كل الداخلين ألا أنه فى (14،13) قارن مع 2اى 14:24 لم يعمل أنية لبيت الرب حتى اكملوا ترميمه ولما اكملوا أتوا بالفضة وعملوها أنية لبيت الرب. وكان البيت فارغا لأن الملوك كانوا قد أخذوا آنيته وأعطوها لأعدائهم (1 مل 26:14 + 18:15).
الآيات 17-21:- حينئذ صعد حزائيل ملك ارام وحارب جت واخذها ثم حول حزائيل وجهه ليصعد الى اورشليم.فاخذ يهواش ملك يهوذا جميع الاقداس التي قدسها يهوشافاط ويهورام واخزيا اباؤه ملوك يهوذا واقداسه وكل الذهب الموجود في خزائن بيت الرب وبيت الملك وارسلها الى حزائيل ملك ارام فصعد عن اورشليم.و بقية امور يواش وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.و قام عبيده وفتنوا فتنة وقتلوا يواش في بيت القلعة حيث ينزل الى سلى لان يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير عبديه ضرباه فمات فدفنوه مع ابائه في مدينة داود وملك امصيا ابنه عوضا عنه.
كعادة كاتب سفر الأيام أنه يبحث عن الخطية التى كانت سببا فى الضربة الموجهة لشعب الرب نجد ان كاتب الأيام يذكر أن يوآش بعد موت الكاهن يهوياداع قد إستماله رؤساء يهوذا لعبادة الأصنام (2 اى 15:24-21) ولم يتركه الله بلا إنذار فأرسل لهُ زكريا بن يهوياداع الكاهن ليحذر من نتائج عبادة الأصنام فأمر الملك برجم زكريا فرجموه فى دار بيت الرب (ولعل هذه هى الحادثة التى أشار إليها السيد المسيح مت 35:23. لذلك نجد أن الله سمح لحزائيل بالصعود على يهوذا لأن حزائيل كان قد إستولى على كل أرض جلعاد باشان من إسرائيل ولم يعد هناك حاجز بين أرام ويهوذا وتمت نبوة إليشع (12:8) وحارب جت = جت كانت فى بعض الأحيان خاضعة ليهوذا وفى أحيان أخرى خاضعة للفلسطينين ولا نستطيع معرفة لمن كان تخضع فى ذلك الوقت (1 صم 8:5 + 2 اى 8:11 + 6:26) إلا أن حزائيل قد إستولى عليها ثم إستدار منها ليصعد على أورشليم 2 اى 24،23:24 ونجد أن الرب دفع رؤساء يهوذا ليد حزائيل ودفع الجيش كله ليده. وإضطر يوآش أن يلجأ لموقف مخزى ويستسلم ثم أعطاه يوآش كل ما فى خزائن بيت الرب. وربما أن حزائيل صعد إلى أورشليم مرتين الأولى هى المذكورة فى سفر الملوك وفيها أعطى يوآش لحزائيل كل ما فى بيت الرب والثانية ضرب الجيش والرؤساء وترك يوآش فى مرض عظيم وهذه المرة الثانية كانت بعد الأولى بسنة وهى المذكورة فى سفر الأيام والسبب فى هذا التفسير قوله. وفى مدار السنة 2 اى 23:24 وكان الإستسلام المخزى وتسليم آنية بيت الرب لحزائيل هو الذى شجعه أن يصعد ثانية إلى أورشليم. وفى 2 اى 25:24 نجد أن يوآش مرض بعد صعود الأراميين بأمراض كثيرة فلازم الفراش وإنتهز عبداه هذه الفرصة فقتلاه. ولم توضح أسباب الفتنة وربما أن يوآش لم يتماشى مع سياسة هؤلاء ولكن السبب الواضح أن الله لن يتركه طالما أمر برجم رئيس الكهنة البرىء الذى كانت كل خطيته أنه نبهه إلى خطورة عبادة الأوثان. بيت القلعة = الذى بناه سليمان وكان يوآش قد أحتمى به فى وقت الخطر. سلى = غالباً هى الطريق إلى بيت القلعة. ولاحظ عدم دفنه فى قبور الملوك بل فى مدينة داود دليل عدم الإكرام الإعتيادى للملوك.
الإصحاح الثالث عشر
آية 2،1:- في السنة الثالثة والعشرين ليواش بن اخزيا ملك يهوذا ملك يهواحاز بن ياهو على اسرائيل في السامرة سبع عشرة سنة. وعمل الشر في عيني الرب وسار وراء خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ لم يحد عنها.
بدأ يهوأحاز حكمه فى بداية السنة الثالثة والعشرين ليوآش وحكم 17 سنة منها 14 سنة منفردا و3 سنوات مع إبنه يوآش وكانت السنة الرابعة عشرة مبتدئة لتوها.
آية 3:- فحمي غضب الرب على اسرائيل فدفعهم ليد حزائيل ملك ارام وليد بنهدد بن حزائيل كل الايام.
كل الأيام = اى أيام يهوأحاز ولم يملك بنهدد فى زمان يهوأحاز (ع 22) وربما كان قائدا فى جيش أبيه. وبعد موت يهوأحاز وحزائيل ملك بنهدد فى أرام ويوآش فى إسرائيل ويوآش ضرب بنهدد 3 مرات.
الآيات 4-9:- وتضرع يهواحاز الى وجه الرب فسمع له الرب لانه راى ضيق اسرائيل لان ملك ارام ضايقهم.و اعطى الرب اسرائيل مخلصا فخرجوا من تحت يد الاراميين واقام بنو اسرائيل في خيامهم كامس وما قبله.و لكنهم لم يحيدوا عن خطايا بيت يربعام الذي جعل اسرائيل يخطئ بل ساروا بها ووقفت السارية ايضا في السامرة.لانه لم يبق ليهواحاز شعبا الا خمسين فارسا وعشر مركبات وعشرة الاف راجل لان ملك ارام افناهم ووضعهم كالتراب للدوس.و بقية امور يهواحاز وكل ما عمل وجبروته اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع يهواحاز مع ابائه فدفنوه في السامرة وملك يواش ابنه عوضا عنه.
وتضرع = الله يستجيب لكل من يدعوه حتى لو كان هذا الملك الخاطىء مخلصاً = المقصود أن المخلص هو أشور التى أضعفت سلطان أرام وهذا حدث فى أيام إبنه يوآش وحفيده يربعام الثانى ففى أيامهم أقام بنو إسرائيل فى خيامهم أى فى راحة بدون حرب. أما فى أيام يهوأحاز فإنحطوا إنحطاطا كاملا. ووقفت السارية = هذه التماثيل الخشبية كانت علامة وشهادة لخيانة إسرائيل للرب. ونتيجة الخطية أنظر لحالة الإنحطاط التى وصلت لها إسرائيل فكل الجنود الذين إستطاعوا تجنيدهم 10.000 + 50 فارسا + 10 مركبات وقارن مع أيام سليمان.
الآيات 10-13- وفي السنة السابعة والثلاثين ليواش ملك يهوذا ملك يهواش بن يهواحاز على اسرائيل في السامرة ست عشرة سنة.و عمل الشر في عيني الرب ولم يحد عن جميع خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ بل سار بها.و بقية امور يواش وكل ما عمل وجبروته وكيف حارب امصيا ملك يهوذا اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع يواش مع ابائه وجلس يربعام على كرسيه ودفن يواش في السامرة مع ملوك اسرائيل.
ويوآش حكم 16 سنة متضمنة المدة التى إشترك فيها مع أبيه
الأيات 14-19:- ومرض اليشع مرضه الذي مات به فنزل اليه يواش ملك اسرائيل وبكى على وجهه وقال يا ابي يا ابي يا مركبة اسرائيل وفرسانها.فقال له اليشع خذ قوسا وسهاما فاخذ لنفسه قوسا وسهاما. ثم قال لملك اسرائيل ركب يدك على القوس فركب يده ثم وضع اليشع يده على يدي الملك. وقال افتح الكوة لجهة الشرق ففتحها فقال اليشع ارم فرمى فقال سهم خلاص للرب وسهم خلاص من ارام فانك تضرب ارام في افيق الى الفناء.ثم قال خذ السهام فاخذها ثم قال لملك اسرائيل اضرب على الارض فضرب ثلاث مرات ووقف.فغضب عليه رجل الله وقال لو ضربت خمس او ست مرات حينئذ ضربت ارام الى الفناء واما الان فانك انما تضرب ارام ثلاث مرات.
يترك الوحى أخبار الملوك ليسجل لنا خبر نياحة النبى العظيم فهو رجل الله. وكان عمر إليشع 80 سنة تقريبا ونزول الملك إليه دليل إعتباره لهذا النبى العظيم. وبكى على وجهه = أى نزلت دموعه على وجه إليشع. يا مركبة إسرائيل وفرسانها = الملك بكى لأنه يعرف أن إليشع هو أقوى من كل مركبات إسرائيل بصلاته وشفاعته التى تحمى إسرائيل. فقال إليشع خذ قوساً = فى الحروب القديمة كان الجيش المهاجم يحاصر المدينة وياتى القائد المهاجم ماسكا قوسه وسهما ويرمى سهما داخل المدينة ويُصرح بسبب الحرب ويطلب إما الحرب أو الإستسلام لذلك طلب منه إليشع أن يمسك قوسه وسهامه علامة أنه سيحارب أرام. ثم وضع إليشع يده على يدى الملك. فالحرب هى للملك وهذا عمله المطلوب أن يقوم به ولكن هناك مساعدة من الرب وإليشع الآن وكيله ويكون معنى هذا أن إليشع يقول وإن كنت ساموت فالله سيسندك فحارب بقوة فما أنت إلا أداة فى يد الله (هو يُعلم يدى القتال مز 34:18، 1:144). ورمى ناحية الشرق لأن أرام عدو إسرائيل جهة الشرق. إرم = القصد بهذا العمل نبوءة بخلاص إسرائيل بمعونة الرب. أفيق = حيث تتجمع جيوش الأراميين (1 مل 26:20). لقد أصبح الآن الدرس واضحا لملك إسرائيل فعليه أن يحارب بل يعلن الحرب على أرام فى أفيق والله سيخلصه وينصره كان هذا هو الدرس الأول. وإنتقل إليشع إلى الدرس الثانى كان ان يضرب بقدر إمكانه السهام إلى الأرض وكل سهم يشير لمعركة يهزمهم فيها (حسب عادة تلك الأيام) ومن المؤكد أنه فهم المعنى ولكنه غالباً بسبب سياسى رفض أن يضرب أرام أكثر من 3 مرات وفضل أن لا يفنيهم ربما لأنه كان خائفا من أشور (وتركهم هنا هو نفس خطأ أخاب حين أطلق ملك أرام).
ولذلك غضب النبى. ولنلاحظ أن عمل الرب هو حسب إيمان الإنسان فمن يطلب كثيرا ينال كثيرا ومن يطلب قليلا ينال قليلا فكان عمل يوآش دليل ضعف إيمانه وكان غضب النبى على ضعف إيمانه وليس على عدد الضربات فهو بالتأكيد أى إليشع له من الشفافية ما جعله ما يرى ما سيحدث فى المستقبل للملك ولجيوشه وشعبه.
الآيات 20-25:- ومات اليشع فدفنوه وكان غزاة مواب تدخل على الارض عند دخول السنةو فيما كانوا يدفنون رجلا اذا بهم قد راوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه.و اما حزائيل ملك ارام فضايق اسرائيل كل ايام يهواحاز.فحن الرب عليهم ورحمهم والتفت اليهم لاجل عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب ولم يشا ان يستاصلهم ولم يطرحهم عن وجهه حتى الان. ثم مات حزائيل ملك ارام وملك بنهدد ابنه عوضا عنه.فعاد يهواش بن يهواحاز واخذ المدن من يد بنهدد بن حزائيل التي اخذها من يد يهواحاز ابيه بالحرب ضربه يواش ثلاث مرات واسترد مدن اسرائيل.
دخول غزاة موآب دليل على إنحطاط حالة إسرائيل وقيام الميت كان غرضه أن يتذكر الناس تعاليم الله الذى كان هذا النبى العظيم يعلمها لهم وهى إكرام لمن أكرم الله بحياته وبشهادته لهُ " انا أكرم الذين يكرموننى " وكما كرم الله إيليا عند إنتقاله كرم الله إليشع بعد إنتقاله وما حدث كان درسا أن الموت ليس نهاية الإنسان فإليشع له قوته بعد موته وهذا دليل على شفاعة القديسين الذين نثق فى أن لصلواتهم قوة بعد موتهم. وموتهم لن يمنع قوة صلواتهم وكان إليشع رمزا للمسيح الذى بموته أعطى حياة لمن ماتوا.
ثم نجد إتماما لنبوة إليشع بأن إسرائيل تضرب أرام 3 مرات والعجيب فإن الملك الذى كان خائفا من أرام ومن أشور جاءته الضربة من موآب فالهجوم قد يأتى من اماكن ضعيفة لا نتوقعها.
الإصحاح الرابع عشر
الآيات 1-7:- في السنة الثانية ليواش بن يواحاز ملك اسرائيل ملك امصيا بن يواش ملك يهوذا.كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه يهوعدان من اورشليم. وعمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولكن ليس كداود ابيه عمل حسب كل ما عمل يواش ابوهالا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.و لما تثبتت المملكة بيده قتل عبيده الذين قتلوا الملك اباه.و لكنه لم يقتل ابناء القاتلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى حيث امر الرب قائلا لا يقتل الاباء من اجل البنين والبنون لا يقتلون من اجل الاباء انما كل انسان يقتل بخطيته.هو قتل من ادوم في وادي الملح عشرة الاف واخذ سالع بالحرب ودعا اسمها يقتئيل الى هذا اليوم.
فى السنة الثانية = بعد أن إشترك مع أبيه فى الحكم فترة زمنية (منها كسور سنة) بعدها بدأ حكمهُ المنفرد (راجع الرسم الإصحاح السابق) ومن خطايا أمصيا سجوده لألهة آدوم ورفضه إنذار رجل الله وكبرياؤه (2 اى 14:25-16،19).
حسب كل ما عمل = هو بدأ حسنا ثم أنهى حياته فى الخطية لذلك إنكسر أمام الأعداء وسلم خزائن بيت الرب ثم قتله عبيده مثل أباه. وكان الأدوميون قد عصوا على يهوذا أيام يهورام بن يهوشافاط. هو لم يقتل أبناء قتلة أبيه = ربما أشار مشيروه بهذا لكنه التزم بالناموس.
الآيات 8-16:- حينئذ ارسل امصيا رسلا الى يهواش بن يهواحاز بن ياهو ملك اسرائيل قائلا هلم نتراء مواجهة.فارسل يهواش ملك اسرائيل الى امصيا ملك يهوذا قائلا العوسج الذي في لبنان ارسل الى الارز الذي في لبنان يقول اعط ابنتك لابني امراة فعبر حيوان بري كان في لبنان وداس العوسج.انك قد ضربت ادوم فرفعك قلبك تمجد واقم في بيتك ولماذا تهجم على الشر فتسقط انت ويهوذا معك.فلم يسمع امصيا فصعد يهواش ملك اسرائيل وتراءيا مواجهة هو وامصيا ملك يهوذا في بيت شمس التي ليهوذا فانهزم يهوذا امام اسرائيل وهربوا كل واحد الى خيمته.و اما امصيا ملك يهوذا ابن يهواش بن اخزيا فامسكه يهواش ملك اسرائيل في بيت شمس وجاء الى اورشليم وهدم سور اورشليم من باب افرايم الى باب الزاوية اربع مئة ذراع.و اخذ كل الذهب والفضة وجميع الانية الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك والرهناء ورجع الى السامرة.و بقية امور يهواش التي عمل وجبروته وكيف حارب امصيا ملك يهوذا اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع يهواش مع ابائه ودفن في السامرة مع ملوك اسرائيل وملك يربعام ابنه عوضا عنه.
بالرجوع لسفر الأيام 2 أى 13:25 نجد أن إسرائيل إقتحمت عدة مدن ويبدو أن أمصيا اراد إستردادها فرفض ملك إسرائيل فطلب ملك يهوذا أمصيا الحرب وكان كلاهما ملك يهوذا وملك إسرائيل منتفخين فهذا قد ضرب آدوم قبلها وذاك قد ضرب أرام قبل ذلك. ومعنى كلام ملك إسرائيل أن العوسج = هو أدنى الأشجار (وهو يقصد بهذا ملك يهوذا).
والارز = أعظم الأشجار (ويقصد بهذا نفسه) طلب العوسج إبنة الأرز إمرأة (يقصد طلب أمصيا إسترداد مدنهُ) وإسترداده لمدنه سيكون بالحرب لذلك سيرسل ملك إسرائيل جيشه الجبار (الحيوان البرى) ليدوس العوسج (أمصيا وجيشه) وما احلى التواضع فماذا لو سمع ملك أشور هذا الحديث وهو الملك الجبار فعلا بجيوشه وقوته وهو المشبه فعلا بالأرز لعظمته فهو أعظم ملك فى ذلك الوقت!! من المؤكد سيكون كلاهما مثار سخرية هذا الملك.
وكما هى عادة سفر الملوك فإهتمامه أخبار المملكة وما يحدث للملكة من إنتصارات وهزائم. لكن كاتب سفر الأيام يفسر الأحداث السياسية تفسيرا روحيا ويشرح أن الهزيمة سببها الخطية وهو يشرح أن عناد ملك يهوذا وإصراره على الحرب كان من قبل الله لأن الله أراد أن يؤدبهم على سجودهم لألهة أدوم. ثم أن ملك إسرائيل هدم جزء من السور حتى يستحيل الدفاع عن أورشليم وأسر أمصيا ملك يهوذا. ويبدو أنه وضع شرطا للإفراج عنه أن يأسر عددا من عظماء يهوذا ويأخذهم كرهائن حتى يقتلهم لو فكر يهوذا وملك يهوذا أن يعلنوا الحرب على إسرائيل ثانيا وهؤلاء العظماء أسماهم الكتاب هنا الرهناء آية (14).
الآيات 17-22:- وعاش امصيا بن يواش ملك يهوذا بعد وفاة يهواش بن يهواحاز ملك اسرائيل خمس عشرة سنة.و بقية امور امصيا اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.و فتنوا عليه فتنة في اورشليم فهرب الى لخيش فارسلوا وراءه الى لخيش وقتلوه هناك وحملوه على الخيل فدفن في اورشليم مع ابائه في مدينة داود. واخذ كل شعب يهوذا عزريا وهو ابن ست عشرة سنة وملكوه عوضا عن ابيه امصيا. هو بنى ايلة واستردها ليهوذا بعد اضطجاع الملك مع ابائه.
وعاش أمصيا = لم يقل أنه ملك لأنه بقية عمره بعد الهزيمة بلا كرامة وبلا عمل يذكر وربما حدث نوع من الوصاية على العرش. إيلة = إيلات وهى على خليج العقبة وهى كانت لأدوم فإستردها عزريا لأنها مركز تجارى ساحلى هام على البحر الأحمر.
الآيات 23-29:- في السنة الخامسة عشرة لامصيا بن يواش ملك يهوذا ملك يربعام بن يواش ملك اسرائيل في السامرة احدى واربعين سنة.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن شيء من خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ.هو رد تخم اسرائيل من مدخل حماة الى بحر العربة حسب كلام الرب اله اسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن امتاي النبي الذي من جت حافر. لان الرب راى ضيق اسرائيل مرا جدا لانه لم يكن محجوز ولا مطلق وليس معين لاسرائيل.و لم يتكلم الرب بمحو اسم اسرائيل من تحت السماء فخلصهم بيد يربعام بن يواش.و بقية امور يربعام وكل ما عمل وجبروته كيف حارب وكيف استرجع الى اسرائيل دمشق وحماة التي ليهوذا اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع يربعام مع ابائه مع ملوك اسرائيل وملك زكريا ابنه عوضا عنه.
كان يربعام بن يوآش (يربعام الثانى) أعظم ملوك إسرائيل وطال ملكه أطول من غيره وأيامه كانت أيام نجاح زمنى وبناء بيوت من حجارة منحوتة وكروم شهية ولكن زمانه كان زمان إنحطاط روحى وسكر وزنا وعبادة أوثان ويفهم هذا من الأنبياء (هوشع / يوئيل / عاموس) والملوك المحيطين خافوا من محاربة إسرائيل بسبب تحالفها مع أشور القوية وكانت هذه سياسة وقتية لأشور بالإضافة إلى قوة يربعام. بحر العربة = بحر لوط.
وفى (27) لم يتكلم الرب بمحو إسم إسرائيل = لأن ذنبهم كان لم يكتمل بعد ومن رحمته وطول أناته كان مازال صابرا عليهم. والله بهذا يمنح إسرائيل فرصة أخيرة للتوبة فقد يقود النجاح والرخاء إلى ما تقدهم إليه المجاعات والحروب والضيق والهزائم ولكن يظهر من أسفار الأنبياء أن هذا لم ينفع أيضا معهم بل قادهم الرخاء إلى الفساد الإجتماعى. وفى (28) حماة التى ليهوذا= فى إسرائيل (المملكة الشمالية بعد الإنفصال) ينسبون داود ليهوذا " ليس لنا نصيب فى ابن يسى).
فكان داود قد أخضع حماة وكانت تدفع له الجزية. ونفهم من هذا النص أن يربعام جعلها ثانية تدفع له الجزية كما كانت تدفعها أيام داود.
الإصحاح الخامس عشر
الآيات 1-7:- في السنة السابعة والعشرين ليربعام ملك اسرائيل ملك عزريا بن امصيا ملك يهوذا.كان ابن ست عشرة سنة حين ملك وملك اثنتين وخمسين سنة في اورشليم واسم امه يكليا من اورشليمو عمل ما هو مستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل امصيا ابوه ولكن المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات.و ضرب الرب الملك فكان ابرص الى يوم وفاته واقام في بيت المرض وكان يوثام ابن الملك على البيت يحكم على شعب الارض.و بقية امور عزريا وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع عزريا مع ابائه فدفنوه مع ابائه في مدينة داود وملك يوثام ابنه عوضا عنه.
نجح عزريا فى حروبه وتنظيم جيشه وإختراع آلات حربية وتحصين أورشليم وتحسين الفلاحة ولكن دخله الكبرياء فتعدى على الكهنوت (2 اى 26) لذلك ضربه الرب بالبرص. وأقام فى بيت المرض فربما عُزل فى بيت مخصوص لأنه ملك ولم يتركوه خارج أسوار أورشليم. ولم يكن يخالط الشعب وكان ذلك فى السنة 37 من ملكه أى بقى مريضا 15 سنة ويوثام ملك 16 سنة أى انه ملك منفردا سنة واحدة بعد موت أبيه وبعد يوثام ملك أحاز وكان ملكا شريرا وأعطى ملك أشور الخزائن التى كان جده قد جمعها وصار عبدا لملك أشور وقد حدثت زلزلة أيام عزيا ربما وقت تعديه على الكهنوت (عا 1:1 + زك 5:14).
الآيات 8-12:- في السنة الثامنة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا ملك زكريا بن يربعام على اسرائيل في السامرة ستة اشهر.و عمل الشر في عيني الرب كما عمل اباؤه لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ.ففتن عليه شلوم بن يابيش وضربه امام الشعب فقتله وملك عوضا عنه.و بقية امور زكريا هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ذلك كلام الرب الذي كلم به ياهو قائلا بنو الجيل الرابع يجلسون لك على كرسي اسرائيل وهكذا كان.
بموت زكريا إنتهت عائلة ياهو حسب نبوة النبى الذى تنبأ أن أولاده يملكون حتى الحيل الرابع (ياهو / يهوأحاز / يوآش / يربعام / زكريا) ومعظم الدارسين يضعون فترة ما بين 11-22 سنة بين يربعام وزكريا كان فيها العرش خاويا (هو 3:10) بلا ملك وكانت هذه الفترة فترة أزمات وحروب أهلية وإنتهت بجلوس زكريا على العرش 6 شهور ثم إغتياله.
الآيات 13-16:- شلوم بن يابيش ملك في السنة التاسعة والثلاثين لعزيا ملك يهوذا وملك شهر ايام في السامرة.و صعد منحيم بن جادي من ترصة وجاء الى السامرة وضرب شلوم بن يابيش في السامرة فقتله وملك عوضا عنه.و بقية امور شلوم وفتنته التي فتنها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.حينئذ ضرب منحيم تفصح وكل ما بها وتخومها من ترصة لانهم لم يفتحوا له ضربها وشق حواملها.
شهر أيام = أى شهرا كاملا 30 يوماً. وربما هذا ما قصده هوشع (هو 7:5)
ويبدو أنه كان فى إسرائيل حزبان متصارعان حزب شلوم (وهذا ملك فى السامرة) وحزب منحيم (وهذا ملك فى ترصة) وترصة = العاصمة القديمة. وحين قتل شلوم زكريا ملك مكانه فى السامرة لمدة شهر. وتقوى منحيم وأتى على شلوم وضربه وملك مكانه ويبدو أن المدينة المسماة تفصح كانت قد ناصرت شلوم فضربها منحيم وضرب حواملها إنتقاماً منهم ولاحظ كثرة الفتن والمؤامرات فى إسرائيل والحروب الأهلية. اما مملكة يهوذا فبقيت خاضعة لكرسى داود حتى النهاية وكانت كثرة الإغتيالات وعدم الإستقرار مقدمة لنهاية هذه الدولة.
الآيات17-22:- في السنة التاسعة والثلاثين لعزريا ملك يهوذا ملك منحيم بن جادي على اسرائيل في السامرة عشر سنين.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ كل ايامه.فجاء فول ملك اشور على الارض فاعطى منحيم لفول الف وزنة من الفضة لتكون يداه معه ليثبت المملكة في يده.و وضع منحيم الفضة على اسرائيل على جميع جبابرة الباس ليدفع لملك اشور خمسين شاقل فضة على كل رجل فرجع ملك اشور ولم يقم هناك في الارض.و بقية امور منحيم وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.ثم اضطجع منحيم مع ابائه وملك فقحيا ابنه عوضا عنه.
ظهرت أشور على مسرح التاريخ بقوة جبارة سنة 744 ق.م تحت حكم تغلث فلاسر الثالث وهو أحد أعظم ملوكها. فجاء فول = هناك أراء بالنسبة لملك أشور "فول" أنه بعد أن تبوأ العرش أسمى نفسه تغلث فلاسر الثالث وهناك من قال أن الكتابات الأشورية قالت أن تغلث فلاسر إسمه الأصلى فول. وهناك رأى آخر أن فول هو أبو الملك المشهور ساردنا فول الذى كان يحكم أيام يونان. وتغلث فلاسر هو من أتى بعد ساردنا فول وراجع 1اى 26:5 يظهر أن هناك ملكين فول وتغلث فلاسر لذلك نرجح الرأى الثانى. ليثبت المملكة بيده = يحامى عنه من مضايقات المقاومين من الداخل والخارج. وذلك فى مقابل دفع الجزية أى كأن منحيم صار عبداً لملك أشور.
الآيات 23-26:- في السنة الخمسين لعزريا ملك يهوذا ملك فقحيا بن منحيم على اسرائيل في السامرة سنتين.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. ففتن عليه فقح بن رمليا ثالثه وضربه في السامرة في قصر بيت الملك مع ارجوب ومع اريه ومعه خمسون رجلا من بني الجلعاديين قتله وملك عوضا عنه.و بقية امور فقحيا وكل ما عمل ها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
فقح بن رمليا = كان غالباً هو القوة المساندة والمدعمة لمنحيم وفقحيا بل ربما كان هو الحاكم الفعلى والمحرك للأحداث ويقول المفسرون أن مدة ملكه 20 سنة آية 27 محسوبة من مدة ظهوره كقوة محركة للأحداث ولكنه كان لهُ رأى مخالف لفقحيا ومنحيم فبينما هم قبلوا الخضوع لأشور ودفع الجزية كان رأى فقح الإستقلال عن أشور لذلك نجده يعمل حلفا مع أرام وحاول ضم أحاز ملك يهوذا ولكن أحاز إستغاث بملك أشور أرجوب وأريه غير معروفين الآن ولكنهم وقتها كانوا من اللامعين وهم إشتركوا فى المؤامرة ومعهم 50 رجلا.
الآيات 27-31:- في السنة الثانية والخمسين لعزريا ملك يهوذا ملك فقح بن رمليا على اسرائيل في السامرة عشرين سنة.و عمل الشر في عيني الرب لم يحد عن خطايا يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ. في ايام فقح ملك اسرائيل جاء تغلث فلاسر ملك اشور واخذ عيون وابل بيت معكة ويانوح وقادش وحاصور وجلعاد والجليل كل ارض نفتالي وسباهم الى اشور.و فتن هوشع بن ايلة على فقح بن رمليا وضربه فقتله وملك عوضا عنه في السنة العشرين ليوثام بن عزيا.و بقية امور فقح وكل ما عمل هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
بسبب إتحاد إسرائيل مع أرام وملكها رصين جاء تغلث فلاسر وضرب إسرائيل ولكن قبل هذا فقد جاء رصين وفقح وضربا يهوذا ليعزلا أحاز ويملكا إبن طبئيل وقتلوا من يهوذا 120.000 فى يوم واحدة وسبوا 200.000 ونهبوا نهبا عظيما غير أنه حسب أوامر النبى عوديد أعادوا السبايا (2 اى 5:28-15 + أش 1:7-9) وبعد ذلك إستعان أحاز ملك يهوذا بأشورالذى أتى وضرب إسرائيل وسباهم إلى أشور = إبتدعت أشور هذه الطريقة ونفذها البابليون بعدهم وهى إجلاء الشعوب الخاضعة لهم من اوطانهم إلى أماكن أخرى ثم إحلال شعوب جديدة مكانهم لقتل المشاعر الوطنية. ونلاحظ أن ملك أشور أخذ معه عجول دان (هو 5:8) وفتن هوشع = بحسب الكتابات الأشورية فإن هوشع كان خاضعا لملك أشور الذى ساعده على قتله الملك فقح. فى السنة العشرين ليوثام = وراجع آية (33) حيث نجد أن يوثام ملك 16 سنة فقط وهناك تصور للحل أن يوثام بدأ يحكم مع أبيه قبل مرضه بأربع سنوات فتكون السنة العشرين لحكم يوثام هى السنة 16 لحكمه منفردا بعد عزل أبيه فى دار المرض وكاتب الملوك هنا أراد أن يكمل قصة فقح قبل أن ياتى على ذكر يوثام (أوهو نسب المدة ليوثام وليس لأحاز لشرور أحاز).
الآيات 32-38:- في السنة الثانية لفقح بن رمليا ملك اسرائيل ملك يوثام بن عزيا ملك يهوذا.كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك ست عشرة سنة في اورشليم واسم امه يروشا ابنة صادوق.و عمل ما هو مستقيم في عيني الرب عمل حسب كل ما عمل عزيا ابوه.الا ان المرتفعات لم تنتزع بل كان الشعب لا يزالون يذبحون ويوقدون على المرتفعات هو بنى الباب الاعلى لبيت الرب وبقية امور يوثام وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.في تلك الايام ابتدا الرب يرسل على يهوذا رصين ملك ارام وفقح بن رمليا.و اضطجع يوثام مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود ابيه وملك احاز ابنه عوضا عنه.
يوثام ملك مع أبيه مشتركا 15 سنة بعد مرضه (وقد يكون إشترك قبل ذلك).
وملك منفردا لمدة سنة واحدة وهذا الرجل كان رجلا قديساً ويبدو أن الله كان قد قرر أن يعاقب شعب يهوذا بضربة يستحقونها وأراد الله ليوثام أن ينضم لأبائه فى سلام وهذا أفضل من أن يرى شعبه مضروباً (120.000 قتيل + 200.000 أسير) وعموماً فشعب يهوذا فى هذه الفترة لا يستحق هذا الملك القديس.
الإصحاح السادس عشر
الآيات 1-4:- في السنة السابعة عشرة لفقح بن رمليا ملك احاز بن يوثام ملك يهوذا.كان احاز ابن عشرين سنة حين ملك وملك ست عشرة سنة في اورشليم ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه.بل سار في طريق ملوك اسرائيل حتى انه عبر ابنه في النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل.و ذبح واوقد على المرتفعات وعلى التلال وتحت كل شجرة خضراء.
أحاز = كان إسمه يهوأحاز وكاتب السفر حرمه من إسم يهوة فهو لا يستحقه ونلاحظ فى الآية 2 أن أحاز كان عمره 20 سنة حين ملك وملك 16 سنة فكان لهُ من العمر 36 سنة حين مات. وكان إبنه حزقيا إبن 25 سنة حين ملك وليس من المستبعد أن يكون أحاز قد أنجب حزقيا وسنه 11 سنة ولكن بوضع الآيات فى الإصحاحات التالية ومقارنتها يبدو أن أحاز أنجب حزقيا فى سن أكبر من ذلك (حوالى 14 سنة).
ويتضح من هذا أن حزقيا ملك فى فترة حياة أبيه أحاز سنتين او أكثر فهذا يعنى أن حزقيا ملك وعمره 22-23 سنة فيكون عمر أحاز سنة ميلاد حزقيا 36-22 = 14 سنة وهذا ليس من المستبعد مع أبن ملك تربى فى رفاهية وفى الشرق.
واحاز هذا كان ملكاً شريراً وعمل تماثيل للبعليم 2 اى 2:28 وعبر إبنه فى النار= وفى سفر الأيام يقول أنه أحرق بنيه (أى أكثر من واحد) وذلك لإرضاء الآلهه الوثنية.
وذبح وأوقد فى المرتفعات = أجداده لم يزيلوا المرتفعات ولكنهم لم يذهبوا ليذبحوا عندها لكنه هو ذهب وأوقد عندها.
الآيات 6،5:- حينئذ صعد رصين ملك ارام وفقح بن رمليا ملك اسرائيل الى اورشليم للمحاربة فحاصروا احاز ولم يقدروا ان يغلبوه.في ذلك الوقت ارجع رصين ملك ارام ايلة للاراميين وطرد اليهود من ايلة وجاء الاراميون الى ايلة واقاموا هناك الى هذا اليوم.
التحالف بين رصين وفقح كان بسبب خوفهم من أشور وضربهم لأحاز لأنه فضل الإنحياز لأشور وكان أن ضرب أرام وإسرائيل معاًً، ضربا يهوذا ضربة عظيمة 2 اى 5:28-15.
حتى أنهم أخذوا إيلة على البحر (إيلات) وأرجعوها للأراميين وطردوا اليهود منها وصعدوا إلى أورشليم ولم يقدروا أن يدخلوها ربما بسبب تدخل أشور.
الايات 7-9:- وارسل احاز رسلا الى تغلث فلاسر ملك اشور قائلا انا عبدك وابنك اصعد وخلصني من يد ملك ارام ومن يد ملك اسرائيل القائمين علي.فاخذ احاز الفضة والذهب الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وارسلها الى ملك اشور هدية.فسمع له ملك اشور وصعد ملك اشور الى دمشق واخذها وسباها الى قير وقتل رصين.
كان تحالف يهوذا مع أشور خطأ فى نظر الله لأن الله قادر أن يسند شعبه فكان خطأ أن يتحالف يهوذا مع إسرائيل أو أرام أو أشور أو مصر. وهذا ما حدث فحينما تحالف يهوذا مع أشور إبتلعت أشور يهوذا وصار ملك يهوذا عبداً لأشور.
الآيات 10-16:- وسار الملك احاز للقاء تغلث فلاسر ملك اشور الى دمشق وراى المذبح الذي في دمشق وارسل الملك احاز الى اوريا الكاهن شبه المذبح وشكله حسب كل صناعته.فبنى اوريا الكاهن مذبحا حسب كل ما ارسل الملك احاز من دمشق كذلك عمل اوريا الكاهن ريثما جاء الملك احاز من دمشق فلما قدم الملك من دمشق راى الملك المذبح فتقدم الملك الى المذبح واصعد عليه.و اوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه ورش دم ذبيحة السلامة التي له على المذبح.و مذبح النحاس الذي امام الرب قدمه من امام البيت من بين المذبح وبيت الرب وجعله على جانب المذبح الشمالي.و امر الملك احاز اوريا الكاهن قائلا على المذبح العظيم اوقد محرقة الصباح وتقدمة المساء ومحرقة الملك وتقدمته مع محرقة كل شعب الارض وتقدمتهم وسكائبهم ورش عليه كل دم محرقة وكل دم ذبيحة ومذبح النحاس يكون لي للسؤال.فعمل اوريا الكاهن حسب كل ما امر به الملك احاز.
أجرى أحاز تعديلات فى الهيكل ليقترب من الهياكل الأشورية التى لسادته وسار الملك احاز = كان هذا من واجباته بعد ان خضع لملك أشور للتهنئة بالإنتصار وكان المذبح الذى رآه أحاز فى دمشق قد آتى به ملك أشور من بلاده. وهو مذبح أشورى وليس أرامى. فهذه هى سياسة ملك أشور أن يطبق الخاضعين لهُ سياسته الدينية وإستخدام مذبح أشورى فيه إعتراف بقوة آلهة أشور وأنهم أقوى من يهوة وأخذ أحاز رسومات هذا المذبح الأشورى وأرسلها إلى رئيس كهنته فى أورشليم ليعمل مثله إكراما لملك أشور وراجع 2 اى 23:28 فنجد ان أحاز ذبح لآلهة أعدائه الأراميين والعجيب أنه ذبح لآلهة أرام وأرام مهزوم من أشور. وفى (12) بعد عودة أحاز إلى أورشليم نجده يتقدم بنفسه ليوقد على المذبح فهو إغتصب الكهنوت أيضاً. وعجيب أن يخضع رئيس الكهنة لهذا الأمر ويقبل أن يُسلب منه حقوقه ككاهن ويسمح للملك بتقديم ذبيحة وعجيب أن يقبل إزالة مذبح الله لوضع مذبح أشورى ولكى يقدم عليه ذبائح لآلهة أشور. وعجيب أن نعمان السريانى يأخذ تراب من إسرائيل ليصنع مذبح للرب فى دمشق وأحاز اليهودى يأتى بمذبح من أرام ليقدم فيه ذبائح لآلهة وثنية والله يعاقب أحاز على تعديه على الكهنوت 1- من يحبه الرب يؤدبه فالله أدب عزيا لأنه ملك صالح 2- احاز قدم ذبائحه لآلهة وثنية وليس لله 3- هو زمن إنحلال تام ولا ينفع فيه التأديب الفردى بل هو زمن يحتاج لتأديب جماعى وضربة جماعية. وفى (15) المذبح العظيم = هو المذبح الأشورى الجديد
ومذبح النحاس = وضع بإهمال فى جانب الهيكل يكون لى للسؤال = فأفتكر فيه (ترجمة الكتاب بشواهد) أى يتم وضعه بإهمال حتى يجد له أحاز حلاً وهو يفكر فى طريقة للخلاص منهُ.
الآيات 17-20:- وقطع الملك احاز اتراس القواعد ورفع عنها المرحضة وانزل البحر عن ثيران النحاس التي تحته وجعله على رصيف من حجارة.و رواق السبت الذي بنوه في البيت ومدخل الملك من خارج غيره في بيت الرب من اجل ملك اشور. وبقية امور احاز التي عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع احاز مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود وملك حزقيا ابنه عوضا عنه.
وقطع أتراس القواعد والثيران النحاسية لإستعمال النحاس. هذا الملك أهان بيت الرب إهانة عظيمة وغير فرائضه وأكرم آلهة أشور وأرام وفى 2 أى 24:28 جمع وقطع آنية بيت الله وأغلق أبواب بيت الرب ولذلك لم يدفنوه مع ملوك يهوذا. وفى (18) رواق السبت = غالباً كان هذا الرواق لإجتماع الشعب يوم السبت المقدس للصلاة، فأزاله أحاز فهو لا يقدس السبت. ومات أحاز ليترك حزقيا الملك القديس إبنه الذى عبره بالنار بينما حرق الباقين هو عبره فى النار ليكرسه لمولك ولكن الله إختاره لهُ ليصلح ما أفسدهُ أبوه. ولنلاحظ أنه مع أشر الملوك وجد أعظم الأنبياء فمع أخاب وُجدَ إيليا ومع أحاز وجد أشعياء ومع ملوك الفترة الأخيرة ليهوذا وجد أرمياء فى يهوذا وحزقيال فى السبى، فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.
الإصحاح السابع عشر
الآيات 1-6:- في السنة الثانية عشرة لاحاز ملك يهوذا ملك هوشع بن ايلة في السامرة على اسرائيل تسع سنين.و عمل الشر في عيني الرب ولكن ليس كملوك اسرائيل الذين كانوا قبله.و صعد عليه شلمناسر ملك اشور فصار له هوشع عبدا ودفع له جزية.و وجد ملك اشور في هوشع خيانة لانه ارسل رسلا الى سوا ملك مصر ولم يؤد جزية الى ملك اشور حسب كل سنة فقبض عليه ملك اشور واوثقه في السجن.و صعد ملك اشور على كل الارض وصعد الى السامرة وحاصرها ثلاث سنين.في السنة التاسعة لهوشع اخذ ملك اشور السامرة وسبى اسرائيل الى اشور واسكنهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي.
هناك إحتمال للمفسرين أن هوشع إغتال فقح فى السنة الرابعة لأحاز ولكنه بدأ الحكم فى السنة الثانية عشرة لأحاز (هو 3:10).وكان هوشع شريرا لكنه كان أحسن ممن قبله ولكن شعبه كان قد إكتمل ذنبهم. وصعد عليه شلمناصر = هو كان متحالفاً مع تغلث فلاسر وبمساعدته قتل فقح وظل هوشع خاضعاً لأشور مدة حياة تغلث فلاسر وبعد موته عصى على خليفته شلمناصر فصعد عليه وأدبه فخضع لهُ ثم إنتهز فرصة إنشغال شلمناصر فى حروب أخرى فعاد وعصى عليه وأراد ان يتحالف مع سوا ملك مصر ضد أشور. وهوشع النبى نهاه عن هذا التحالف (هو 11:7 + 1:12) وفى هذه المدة صعد عليه عليه شلمناصر وحاصر السامرة مدة طويلة مات خلالها شلمناصر وتلاه سرجون وهو الذى أسقط السامرة بعد حصار 3 سنين وفى آية (4) فقبض عليه ملك أشور = غالباً هو قبض عليه قبل سقوط السامرة ولذلك كانت المدينة فى حصارها بلا قائد والتسع سنين محسوبة إلى سقوط السامرة وليست إلى تاريخ سجنه وفى الكتابات الأشورية أنه سبى 27290من إسرائيل + 50 مركبة.
الآيات 7-18:- وكان ان بني اسرائيل اخطاوا الى الرب الههم الذي اصعدهم من ارض مصر من تحت يد فرعون ملك صر واتقوا الهة اخرى.و سلكوا حسب فرائض الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل وملوك اسرائيل الذين اقاموهم.و عمل بنو اسرائيل سرا ضد الرب الههم امورا ليست بمستقيمة وبنوا لانفسهم مرتفعات في جميع مدنهم من برج النواطير الى المدينة المحصنة واقاموا لانفسهم انصابا وسواري على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء.و اوقدوا هناك على جميع المرتفعات مثل الامم الذين ساقهم الرب من امامهم وعملوا امورا قبيحة لاغاظة الرب.و عبدوا الاصنام التي قال الرب لهم عنها لا تعملوا هذا الامر.و اشهد الرب على اسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الانبياء وكل راء قائلا ارجعوا عن طرقكم الردية واحفظوا وصاياي فرائضي حسب كل الشريعة التي اوصيت بها اباءكم والتي ارسلتها اليكم عن يد عبيدي الانبياء.فلم يسمعوا بل صلبوا اقفيتهم كاقفية ابائهم الذين لم يؤمنوا بالرب الههم.و رفضوا فرائضه وعهده الذي قطعه مع ابائهم وشهاداته التي شهد بها عليهم وساروا وراء الباطل وصاروا باطلا ووراء الامم الذين حولهم الذين امرهم الرب ان لا يعملوا مثلهم.و تركوا جميع وصايا الرب الههم وعملوا لانفسهم مسبوكات عجلين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا البعل.و عبروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا انفسهم لعمل الشر في عيني الرب لاغاظته.فغضب الرب جدا على اسرائيل ونحاهم من امامه ولم يبق الا سبط يهوذا وحده.
نجد كاتب سفر الملوك هنا لأنه موحى لهُ من الروح القدس لا يرجع سقوط إسرائيل لأسباب سياسية أو عسكرية أو إقتصادية كما تكتب كتب التاريخ بل يرجعها لأسباب روحية لذلك فهو ليس بسفر تاريخى ولكنه سفر روحى فالله هو الذى يحرك التاريخ وهو الذى أتى بإسرائيل إلى هذه الأرض ليحفظوها أرضاً مقدسة لهُ والان بسبب خطاياهم فهو الذى يطردهم منها وما أشور إلا أداة فى يد الله. لذلك يراجع الكاتب هنا خيانات إسرائيل التى كانت السبب فى السبى بعد أن أدبهم الرب طويلا بدون فائدة. وطبعاً مازاد من بشاعة خطاياهم أن الرب كان قد أحبهم وإختارهم وأخرجهم من أرض مصر وأرسل لهم شريعته وأنبياؤه. وفى (8) ملوك إسرائيل الذين أقاموهم= وملوك إسرائيل أى يربعام بن نباط وكل من جاء بعده من ملوك إستقلوا عن يهوذا والشعب هو الذى حضهم على هذا الإنفصال فصار الشعب مسئولاً مع ملوكه عن محنة تقسيم شعب الله. وفى (9) برج النواطير = أى المزرعة الحقيرة إلى المدينة المحصنة = المدن الكبيرة. وفى (13) وأشهد الرب = لم ينقطع الأنبياء عن أن يحملوا رسائل الله إلى هذا الشعب والرسائل كانت كلها إنذارات ودعوة بالتوبة حتى لا يرفضهم الله والأنبياء كانوا نوعين:
1. من لم يكتب أو يسجل شيئا بل كانت أعماله (معجزات / تأديب شفوى) إيليا / إليشع.
2. كتبوا أقوالهم ليسجلوها للتاريخ ولنا أيضا أشعياء لأرمياء..
وفى (14) لم يؤمنوا بالرب = لم يصدقوا مواعيده وذهبوا وراء آلهة أخرى وفى (15) وصاروا باطلاً = من يسجد لباطل يصير باطلاً مثله. وفى (17) عرفوا عرافة = هى سجود لآلهة أخرى ليعرفوا المستقبل وتفاءلوا = هى تشمل التفاؤل والتشاؤم = كانوا يربطون المستقبل ببعض العلامات. باعوا انفسهم= الشىء المباع يفقد البائع كل سلطة لهُ عليه وتصير السلطة كلها لمن إشترى. ولكل هذه الأسباب أسلمهم الله للسبى فذهبوا إلى أرض غريبة مطرودين من الأرض التى أعطاها الله لهم. ولم يبق سوى سبط يهوذا فى الأرض = وكان مع يهوذا بنيامين وشمعون ولاوى وكل من رفض عبادة العجل وظلت يهوذا مدة 135 سنة بعد سقوط إسرائيل ثم ذهبت إلى سبى بابل هى الأخرى.
الآيات 19-23:- ويهوذا ايضا لم يحفظوا وصايا الرب الههم بل سلكوا في فرائض اسرائيل التي عملوها. فرذل الرب كل نسل اسرائيل واذلهم ودفعهم ليد ناهبين حتى طرحهم من امامه. لانه شق اسرائيل عن بيت داود فملكوا يربعام بن نباط فابعد يربعام اسرائيل من وراء الرب وجعلهم يخطئون خطية عظيمة.و سلك بنو اسرائيل في جميع خطايا يربعام التي عمل لم يحيدوا عنها.حتى نحى الرب اسرائيل من امامه كما تكلم عن يد جميع عبيده الانبياء فسبي اسرائيل من ارضه الى اشور الى هذا اليوم.
وحتى يهوذا سلكوا فى العبادات الوثنية إلا أنه كان لهم بعض الملوك الصالحين وهذا ما أجَل سقوطهم. ففى آية (19) ذكر أن يهوذا هى أيضا مخطئة حتى لا يظن شعب يهوذا أنهم قديسين ثم عاد إلى سبط إسرائيل ثانية إبتداء من آية (20) يربعام بن نباط = هو أتى بسماح من الله فالله ترك الشعب يعملون حسب إرادتهم تأديبا لهم على خطاياهم. هم تركوا الرب فتركهم الرب رو 28:1.
الآيات 24-26:- واتى ملك اشور بقوم من بابل وكوث وعوا وحماة وسفروايم واسكنهم في مدن السامرة عوضا عن بني اسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها.و كان في ابتداء سكنهم هناك انهم لم يتقوا الرب فارسل الرب عليهم السباع فكانت تقتل منهم.فكلموا ملك اشور قائلين ان الامم الذين سبيتهم واسكنتهم في مدن السامرة لا يعرفون قضاء اله الارض فارسل عليهم السباع فهي تقتلهم لانهم لا يعرفون قضاء اله الارض.
وأتى ملك أشور = ربما عدد من ملوك أشور، وكل ملك يصعد بعض سكان إسرائيل ويأتى بغيرهم. كوث = على الفرات. وسفروايم = على فرع من فروع الفرات وكانت هذه السياسة حتى تضعف مشاعرهم الوطنية فيخضعوا لملك أشور. فأرسل عليهم السباع = كان هذا ليعرف السكان الجدد فى أرض الله أن الله صاحب الأرض لهُ قوانينه فيحترموها وأنه قادر أن يجعل السباع تلتهمهم إن خالفوا وكان الله هنا يؤدبهم بالطريقة التى يفهمونها فربما كانت السباع تحمل لهم معنى مخيف فهموا منهُ أن إله الأرض غاضب ومفهوم إله الأرض هو مفهوم وثنى فهم يعتقدون أن هناك إلهاً لكل أرض. وأما شعب الله فيفهم أن الأرض كلها لله بهذا الأسلوب فهم الشعب الجديد أنهم هنا بسماح من الله وليس ضد إرادته لذلك طلبوا من يعلمهم شريعة الله والعجيب أن هؤلاء الأشوريين طلبوا معرفة شريعة الرب التى لم يقبلها الإسرائيليون ورفضوا أن يتعلموها ورفضوا أن يسلكوا فيها. ولكن نجد هذا الشعب الجديد يعبد آلهته التى يحبها لكن تبع شريعة الرب الذى خافوه.
الآيات 27-41:- فامر ملك اشور قائلا ابعثوا الى هناك واحدا من الكهنة الذين سبيتموهم من هناك فيذهب ويسكن هناك ويعلمهم قضاء اله الارض.فاتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة وسكن في بيت ايل وعلمهم كيف يتقون الرب.فكانت كل امة تعمل الهتها ووضعوها في بيوت المرتفعات التي عملها السامريون كل امة في مدنها التي سكنت فيها.فعمل اهل بابل سكوث بنوث واهل كوث عملوا نرجل واهل حماة عملوا اشيما.و العويون عملوا نبحز وترتاق والسفروايميون كانوا يحرقون بنيهم بالنار لادرملك وعنملك الهي سفروايم.فكانوا يتقون الرب ويعملون لانفسهم من اطرافهم كهنة مرتفعات كانوا يقربون لاجلهم في بيوت المرتفعات.كانوا يتقون الرب ويعبدون الهتهم كعادة الامم الذين سبوهم من بينهم.الى هذا اليوم يعملون كعاداتهم الاول لا يتقون الرب ولا يعملون حسب فرائضهم وعوائدهم ولا حسب الشريعة والوصية التي امر بها الرب بني يعقوب الذي جعل اسمه اسرائيل.و قطع الرب معهم عهدا وامرهم قائلا لا تتقوا الهة اخرى ولا تسجدوا لها ولا تعبدوها ولا تذبحوا لها.بل انما اتقوا الرب الذي اصعدكم من ارض مصر بقوة عظيمة وذراع ممدودة وله اسجدوا وله اذبحوا.احفظوا الفرائض والاحكام والشريعة والوصية التي كتبها لكم لتعملوا بها كل لايام ولا تتقوا الهة اخرى.و لا تنسوا العهد الذي قطعته معكم ولا تتقوا الهة اخرى. بل انما اتقوا الرب الهكم وهو ينقذكم من ايدي جميع اعدائكم.فلم يسمعوا بل عملوا حسب عادتهم الاولى.فكان هؤلاء الامم يتقون الرب ويعبدون تماثيلهم وايضا بنوهم وبنو بنيهم فكما عمل اباؤهم هم عاملون الى هذا اليوم.
واحد من الكهنة = كهنة العجلين ليعلمهم قضاء إله الأرض كما فرضه يربعام بيوت المرتفعات = الشعوب الجديدة وجدوا معابد مصنوعة حاضرة فإستعملوها. السامريون هذا أول ذكر للسامريين وهم يُذكرون كثيرا فى العهد الجديد وأصل دينهم كان خليطاً من عدة أديان. فأصبحوا لا يعبدون الإله الحقيقى كما ينبغى أن تكون العبادة ولا عبادتهم عبادة وثنية صرف لذلك إحتقرهم اليهود وحتى أيام المسيح (يو 9:4) وكان السامريون 3 أنواع:-
1. الساجدون للعجلين كما فرض يربعام وهؤلاء قليلون.
2. الإسرائيليون الذين أضافوا على العجلين بعض العبادات الوثنية.
3. الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام بعض ما أخذوه عن الإسرائيليون.
وفى (32) كانوا يتقون الرب = أى ممارسات خارجية بطريقتهم التى يختلط فيها عبادة الرب الحقيقية مع عبادة الأوثان لذلك عاد وقال فى (34) أنهم لا يتقون الرب = فهم لا يعبدون الله بقلوبهم وكما يريد هو. الموضوع كله أنهم كانوا يحاولون ظاهرياً إتباع طقوس دين الرب خوفاً من السباع وإستمر حالهم هكذا حتى أيام الإسكندر حين تزوج منسى أخو يادوس رئيس كهنة أورشليم بنت سنبلط حاكم السامرة وهذا ذهب إليهم بتصريح من الإسكندر وبنى هيكل فى جرزيم جذب أليه كثير من اليهود وسعي لطرد الأوثان من وسط السامريين حتي يعبدوا الله فقط. ومع هذا إستمرت بعض العادات الوثنية المتأصلة في وسطهم لذلك قال لهم المسيح "أنتم تعبدون ما لستم تعرفون يو22:4. وأما الإسرائيليون الذين ذهبوا للشتات فبعضهم حافظ علي ما إستلمه من ابائه وهؤلاء عادوا بعد العودة من سبى بابل ايام كورش ملك فارس والباقين ضاعوا تماما. ولنلاحظ اسماء بعض الآلهة الوثنية المذكورة هنا. ففي (30) سكوت نبوث = مظال البنات. فهي خيام البنات المكرسات للزنا في الهياكل الوثنيه ورمز هذه العبارة دجاجة مع أفراخها. وهي نفس عبارة فينوس (كلمة فينوس) نبوث كلمة واحدة بتبديل حروف B ,V) ونرجل =عبادة الشمس ورمزه الديك فهو يصيح في الفجر. واشيما هو إله النار. ونبخز نصفه كلب ونصفه إنسان. أدر ملك =إله الشمس. عنملك إله القمر ورمزهم بغل وحصان.
الإصحاح الثامن عشر
الآيات 1-8:- وفي السنة الثالثة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل ملك حزقيا بن احاز ملك يهوذا.كان ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في اورشليم واسم امه ابي ابنة زكريا.و عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود ابوه.هو ازال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني اسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان. على الرب اله اسرائيل اتكل وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا ولا في الذين كانوا قبله.و التصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي امر بها الرب موسى.و كان الرب معه وحيثما كان يخرج كان ينجح وعصى على ملك اشور ولم يتعبد له.هو ضرب الفلسطينيين الى غزة وتخومها من برج النواطير الى المدينة المحصنة.
حسب كل ما عمل داود أبوه = كما قيل فى الملك أسا (1 مل 11:15) والملك يوشيا (2 مل 2:22) ولم تقال سوى فى هؤلاء الثلاثة والعجيب أن كل منهم، من هؤلاء الملوك الثلاثة كان إبنا لملك شرير وكان أشعياء مشيرا لأحاز وحزقيا. أزال المرتفعات = وفى 2 أى 29 جاء أنه فى السنة الأولى لملكه فتح ابواب بيت الرب وطَهر الكهنة بيت الرب وأصعدوا ذبائح وأوقف حزقيا اللاويين للتسبيح وعملوا فصحاً للرب. وكان قد دعا لذلك أسباط إسرائيل ولما فعل هذا خرج كل إسرائيل إلى مدن يهوذا وكسروا الأنصاب وقطعوا السوارى وهدموا المرتفعات. ويحسب لهُ شجاعته فهو لم يهاب الثورة الشعبية بعد هذه الإصلاحات ولم يهاب ملك أشور. نحشتان = مشتقة إما من نحشت أى نحاس أو من نحش أى حية. وبعده لم يكن مثله = وقيل فى يوشيا ولم يكن قبله ملك مثله (25:23) فهما كلاهما ملكين قديسين وربما تميز كل منهما عن الآخر فى شىء فمثلاً تميز حزقيا بإتكاله على الرب ولا مثيل لهُ فى ذلك وتميز يوشيا فى غيرته لعبادة الرب الطاهرة وليس لهُ مثيل فى ذلك ولكن العبارة " لا قبله ولا بعده " هى عبارة عامة تفيد التميز والإمتياز. وعصى على ملك أشور = وذلك لإتكاله على الرب وربما عصاه فى أول ملكه ولكن ملك أشور لم يحاربه منذ أن عصى لأنه كان منشغلاً فى حروب آخرى مع السامرة ومع صور ومع مصر. وضرب الفلسطينين = كان سنحاريب قد أعطى قسماً من يهوذا إلى ملك غزة. وربما كانت هذه الحرب لإسترداد ما أخذوه الفلسطينين منهم.
برج النواطير إلى المدينة الحصينة = من المزرعة الحقيرة إلى المدن الكبيرة أى كل الأرض. ويبدو واضحاً أن حزقيا كان ملكاً قديساً لكن الشعب لم يرتفع إلى هذه الدرجة. فكانت الإصلاحات ظاهرية ولكن الشعب إستمر فى محبته لأوثانه داخل القلب لذلك لم نجد أشعياء سعيداً أو يعبر عن فرح قلبى بعمل حزقيا لأن أشعياء شعر أن الملك فى وادٍ والشعب فى وادٍ فإستمر فى تأنيبه وإنذاراته للشعب. ولم نسمع أن أشعياء قد وافق على عصيان ملك أشور. وربما كان ذلك بسماح من الله لتأديب هذا الشعب وليتمجد فى ملك أشور وجيشه أمام أعينهم. وكان مما دفع حزقيا لهذه الإصلاحات درس إنهيار إسرائيل أمامهُ بسبب أوثانها فهو قد إستفاد من الدرس.
الآيات 9-12:- وفي السنة الرابعة للملك حزقيا وهي السنة السابعة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل صعد شلمناسر ملك اشور على السامرة وحاصرها.و اخذوها في نهاية ثلاث سنين ففي السنة السادسة لحزقيا وهي السنة التاسعة لهوشع ملك اسرائيل اخذت السامرة.و سبى ملك اشور اسرائيل الى اشور ووضعهم في حلح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي.لانهم لم يسمعوا لصوت الرب الههم بل تجاوزوا عهده وكل ما امر به موسى عبد الرب فلم يسمعوا ولم يعملوا.
هذه الفقرة لإظهار قداسة حزقيا بالمقارنة مع إسرائيل. وبسقوط إسرائيل لم يعد هناك فاصل بين يهوذا وأشور بل صارت عرضة لهجماتهم مباشرة ثم إستراحت يهوذا بعد موت سنحاريب وهلاك جيشه. ونلاحظ ان هناك تعارض ظاهرى بين الآية 10، أش 8:7 فهنا يقول الكتاب أن السامرة سقطت بعد 3 سنين وأما أشعياء فيذكر أن هناك فترة 65 سنة تسقط بعدها السامرة وتنكسر حتى لا تقوم شعباً وحل هذه المشكلة أن تغلث فلاسر ملك أشور حارب ملك إسرائيل وقتل وسبى كثيرين وهذا يُعتبر السبى الأول وكان بعد نبوة إشعياء بسنة أو سنتين ثم بعد 20 سنة لنطق إشعياء بنبوته جاء شلمناصر ملك أشور وسبى ملك إسرائيل ورجاله (2 مل 1:17-6، 9:18-12) وهذا هو السبى الثانى ولكن تمام نبوة ال 65 سنة لإشعياء كانت أيام السبى الثالث فى أيام أسر حدون ملك أشور الذى أزال مملكة إسرائيل تماماً من الوجود وأتى بالأجانب إلى السامرة وإستعمروها تماماً وسبى منسى ملك يهوذا فى السنة 21 لملكه وكان ذلك بعد نطق إشعياء بنبوته ب 65 سنة (عز 10،3،2:4 + 2 مل 24:17 + 2 أى 11:33).
الآيات 13-16:- وفي السنة الرابعة عشرة للملك حزقيا صعد سنحاريب ملك اشور على جميع مدن يهوذا الحصينة واخذها.و ارسل حزقيا ملك يهوذا الى ملك اشور الى لخيش يقول قد اخطات ارجع عني ومهما جلعت علي حملته فوضع ملك اشور على حزقيا ملك يهوذا ثلاث مئة وزنة من الفضة وثلاثين وزنة من الذهب.فدفع حزقيا جميع الفضة الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك.و في ذلك الزمان قشر حزقيا الذهب عن ابواب هيكل الرب والدعائم التي كان قد غشاها حزقيا ملك يهوذا ودفعه لملك اشور.
حاول حزقيا أن يستعطف سنحاريب لكنه غدر به فبعد أن أخذ الفدية إستدار ليهاجم أورشليم وطلب تسليم أورشليم لهُ. وكانت هذه سقطة لحزقيا، هى لحظة ضغف أرسل فيها حزقيا الهدية المأخوذة من الهيكل إلى سنحاريب. ومن المؤكد أنه لم يستشر إشعياء فى ذلك ولكى يدفع الجزية إضطر لنزع الذهب من الهيكل وبعد غدر سنحاريب عرف خطأ عقد معاهدة مع خائن. ونلاحظ أنه من هذه الآيات (13:18 – نهاية الإصحاح 20) مكرر فى إشعياء مما يدل أن مصدرها هو إشعياء هنا وهناك.
الآيات 17-37:- وارسل ملك اشور ترتان وربساريس وربشاقى من لخيش الى الملك حزقيا بجيش عظيم الى اورشليم فصعدوا واتوا الى اورشليم ولما صعدوا جاءوا ووقفوا عند قناة البركة العليا التي في طريق حقل القصار.و دعوا الملك فخرج اليهم الياقيم بن حلقيا الذي على البيت وشبنة الكاتب ويواخ بن اساف المسجل.فقال لهم ربشاقى قولوا لحزقيا هكذا يقول الملك العظيم ملك اشور ما الاتكال الذي اتكلت.قلت انما كلام الشفتين هو مشورة وباس للحرب والان على من اتكلت حتى عصيت علي.فالان هوذا قد اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة على مصر التي اذا توكا احد عليها دخلت في كفه وثقبتها هكذا هو فرعون ملك مصر لجميع المتكلين عليه.و اذا قلتم لي على الرب الهنا اتكلنا افليس هو الذي ازال حزقيا مرتفعاته ومذابحه وقال ليهوذا ولاورشليم امام هذا المذبح تسجدون في اورشليم والان راهن سيدي ملك اشور فاعطيك الفي فرس ان كنت تقدر ان تجعل عليها راكبين.
فكيف ترد وجه وال واحد من عبيد سيدي الصغار وتتكل على مصر لاجل مركبات وفرسان.و الان هل بدون الرب صعدت على هذا الموضع لاخربه الرب قال لي اصعد على هذه الارض واخربها.فقال الياقيم بن حلقيا وشبنة ويواخ لربشاقي كلم عبيدك بالارامي لاننا نفهمه ولا تكلمنا باليهودي في مسامع الشعب الذين على السور.فقال لهم ربشاقى هل الى سيدك واليك ارسلني سيدي لكي اتكلم بهذا الكلام اليس الى الرجال الجالسين على السور لياكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم.ثم وقف ربشاقى ونادى بصوت عظيم باليهودي وتكلم قائلا اسمعوا كلام الملك العظيم ملك اشور. هكذا يقول الملك لا يخدعكم حزقيا لانه لا يقدر ان ينقذكم من يده.و لا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلا انقاذا ينقذنا الرب ولا تدفع هذه المدينة الى يد ملك اشور.لا تسمعوا لحزقيا لانه هكذا يقول ملك اشور اعقدوا معي صلحا واخرجوا الي وكلوا كل واحد من جفنته وكل واحد من تينته واشربوا كل واحد ماء بئره.حتى اتي واخذكم الى ارض كارضكم ارض حنطة وخمرا ارض خبز وكروم ارض زيتون وعسل واحيوا ولا تموتوا ولا تسمعوا لحزقيا لانه يغركم قائلا الرب ينقذنا.هل انقذ الهة الامم كل واحد ارضه من يد ملك اشور.اين الهة حماة وارفاد اين الهة سفروايم وهينع وعوا هل انقذوا السامرة من يدي.من من كل الهة الاراضي انقذ ارضهم من يدي حتى ينقذ الرب اورشليم من يدي.فسكت الشعب ولم يجيبوه بكلمة لان امر الملك كان قائلا لا تجيبوه.فجاء الياقيم بن حلقيا الذي على البيت وشبنة الكاتب ويواخ بن اساف المسجل الى حزقيا وثيابهم ممزقة فاخبروه بكلام ربشاقى.
ترتان = الترتان هو القائد العام وهذه صفة أو وظيفة وليس إسماً وهكذا الربساريس = رتبة سامية فى الجيش والربشاقى = هو الساقى الأول. ولذلك يسبقها ال للتعريف. وكان المتحدث الرسمى لهم هو الربشاقى لإجادته اللغة العبرانية. وعجيب أن يحاول هذا الربشاقى أن يعقد إتفاقاً وهو حالاً قد نقض إتفاقه السابق ولكن من يضمن أى إتفاق مع الشيطان. من لخيش = هى مدينة فلسطينية على طريق مصر ويبدو أن غرضه كان فتح مصر وفى الطريق قصد تدمير أورشليم المدينة الحصينة لتمردها. قناة البركة العليا قناة تحت الأرض لجلب الماء من خارج أورشليم للداخل (اش 3:7) ومعنى الآيات (19-21) أن الربشاقى ظن أن حزقيا عقد معاهدة مع مصر كما فعل ملك إسرائيل. ولكن هذا لم يحدث لأن أشعياء منعهم من ذلك. وفى (22) ويقول لهم إذا كنتم قد إتكلتم على الله فعبثاً لأن حزقيا هدم مذابح الله. هو كإنسان وثنى ظن أن هذه المرتفعات التى أزالها حزقيا هى مذابح لله. وباقى الكلام فى 24،23سخرية واضحة. وهذا أسلوب الشيطان التهكم والتشكيك فى كل عمل صالح نقوم به. فهنا الربشاقى يسخر ويشكك فى هدم المذابح ويسخر من قوتهم ومن إتكالهم على الله ومن إتكالهم على أى قوة أخرى مثل مصر حتى يدفعهم لليأس التام. آية (31) نجده هنا يوجه دعوة للشعب أن يتركوا أورشليم يخرجوا خارجاً وسوف يأخذهم إلى أرض جميلة ولكن هذا غش وخداع لأنه كان سيستعبدهم (وهكذا إبليس يدعونا لنترك حضن الآب ونترك الكنيسة ونذهب وراءه فيعطينا من ملذات العالم ولكنه سيستعبدنا إذا قبلنا هذا من يدهُ "أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لى " وفى (33) تشكيك واضح أن الله قادر أن ينقذهم وفى (36) لا تجيبوه = هكذا ينبغى ألا ندخل فى حوار مع إبليس. ثيابهم ممزقة = عادة يهودية أن سمعوا تجديف. ولنلاحظ أن هذه الشعوب كانت تعتقد أن الحروب هى بين الألهة فلذلك ربشاقى يشكك فى قوة الله أمام آلهته وهم ينسبون إنتصارهم للآلهة لذلك يحذر هل أنقذت آلهة الأمم الآخرى شعوبها.
الإصحاح التاسع عشر
الآيات 1-7:- فلما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب.و ارسل الياقيم الذي على البيت وشبنة الكاتب وشيوخ الكهنة متغطين بمسح الى اشعياء النبي ابن اموص.فقالوا له هكذا يقول حزقيا هذا اليوم يوم شدة وتاديب واهانة لان الاجنة قد دنت الى المولد ولا قوة للولادة.لعل الرب الهك يسمع جميع كلام ربشاقى الذي ارسله ملك اشور سيده ليعير الاله الحي فيوبخ على الكلام الذي سمعه الرب الهك فارفع صلاة من اجل البقية الموجودة.فجاء عبيد الملك حزقيا الى اشعياء.فقال لهم اشعياء هكذا تقولون لسيدكم هكذا قال الرب لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته الذي جدف علي به غلمان ملك اشور.هانذا اجعل فيه روحا فيسمع خبرا ويرجع الى ارضه واسقطه بالسيف في ارضه.
أى ملك يصل لهُ تهديد كهذا لابد وأن يجمع مجلس الحرب ليقرر ماذا يفعل ولكن حزقيا لهُ إله يلجأ لهُ ونبى يصلى لأجله فأرسل للنبى. ونجد هنا حزقيا متأثراً بالإهانة التى لحقت بإسم الله لذلك مزق ثيابه ولاحظ أن الملك لم يرد على ربشاقى بل ترك الله يرد عليه فماذا نفعل أمام أعدائنا الأقوياء المتكبرين سوى أن نلجأ لله وهو القادر أن يتعامل معهم والرسل الذين أرسلهم الملك لإشعياء هم أعلى درجة فى القصر وهذا يدل على إعتبار الملك لإشعياء وهم الذين سمعوا كلام الربشاقى فهم قادرين على نقل صورة واضحة لإشعياء ونلاحظ أن الرسل لبسوا مسوحاً كملكهم = يوم شدة وتأديب وإهانة لأن الأجنة قد دنت إلى المولد = هذا معناه أن نفوسنا مليئة بالألم للإهانة من كبرياء العدو وقد لحقنا طعنة شديدة بسبب إهانة إلهنا، وحالنا متردى جداً ولا نرى حل مشكلتنا مع أن قضيتنا عادلة وشعبنا مؤمن ولكن هم أقوى منا ونحن فى محنة ولكن نجد هنا مفهوم روحى متقدم فهم فهموا أن هذا الألم هو تأديب فالله لا يسمح لأولاده بألم إلا لو كان لتأديبهم عب 6:12. والآن هى لحظة مناسبة حتى نتخلص من الألم فبعد كل ألم يسمح به الله فمن المؤكد أن وراؤه فرح (يو 21:16) مثال الأم التى تلد) فالآن هو الوقت المناسب طالما سمح الله بالألم فهو يعدنا لخير كبير ونحن منتظرين هذا الجنين. لكن لا قوة للولادة = نحن متعبين من التجربة فصلى لأجلنا حتى يساعدنا الله على إجتياز هذه الساعات المؤلمة. إذاً الصورة التى يصورها الملك لأمتهُ هى صورة لأم ولادتها متعسرة وآلام الولادة هى أصعب آلام ويطلب صلوات معونة حتى تمر هذه الأيام لتولد أمة جديدة مزدهرة فى سلام وكان رد إشعياء رداً مطمئناً لا تخف = فربشاقى يتكلم ويجدف ويملأ الدنيا كلاماً ولكن الله حين يتدخل يرعب كل المتكبرين وها نحن سنسمع حالة الرعب التى إنتابتهم من موت... 185.000 ثم يسمعون خبراً أن ترهاقة سيهاجم أشور نفسها فيرتعبون ثم يرجع ملك أشور لأرضه ويقتله إبناه. عجيب أن يتكبر أى إنسان على الله فحزقيا إتضع أمام الله فتمجد الله ونجح، أما سنحاريب فتكبر فهزم وهلك جيشه ومات بيد إبناه من أجل البقية الموجودة = يقصد يهوذا فإسرائيل (10 أسباط) ذهبوا للسبى وضاعوا وإحترقت السامرة. هم طلبوا شفاعة النبى ومن المهم أن نطلب الشفاعة لكن بدون صلاتنا فلا معنى لذلك فهم طلبوا صلوات النبى ولكننا نجد الملك يصلى ومن المؤكد فصلاة الملك سحبت قلوب شعبه ليصلوا.
ملحوظة:-
ترهامة كان يملك على مصر وغالباً خرج فى هذا الوقت ليحارب أشور (ملك أثيوبى).
الآيات 8-19:- فرجع ربشاقى ووجد ملك اشور يحارب لبنة لانه سمع انه ارتحل عن لخيش.و سمع عن ترهاقة ملك كوش قولا قد خرج ليحاربك فعاد وارسل رسلا الى حزقيا قائلا.هكذا تكلمون حزقيا ملك يهوذا قائلين لا يخدعك الهك الذي انت متكل عليه قائلا لا تدفع اورشليم الى يد ملك اشور.انك قد سمعت ما فعل ملوك اشور بجميع الاراضي لاهلاكها وهل تنجو انت.هل انقذت الهة الامم هؤلاء الذين اهلكهم ابائي جوزان وحاران ورصف وبني عدن الذين في تلاسار.اين ملك حماة وملك ارفاد وملك مدينة سفروايم وهينع وعوا.
فاخذ حزقيا الرسائل من ايدي الرسل وقراها ثم صعد الى بيت الرب ونشرها حزقيا امام الرب.و صلى حزقيا امام الرب وقال ايها الرب اله اسرائيل الجالس فوق الكروبيم انت هو الاله وحدك لكل ممالك الارض انت صنعت السماء والارض.امل يا رب اذنك واسمع وافتح يا رب عينيك وانظر واسمع كلام سنحاريب الذي ارسله ليعير الله الحي.حقا يا رب ان ملوك اشور قد خربوا الامم واراضيهم.و دفعوا الهتهم الى النار ولانهم ليسوا الهة بل صنعة ايدي الناس خشب وحجر فابادوهم.و الان ايها الرب الهنا خلصنا من يده فتعلم ممالك الارض كلها انك انت الرب الاله وحدك.
ترك ربشاقى رسالته لأورشليم ولم يتلقى إجابة فترك جيشه أمام أورشليم وذهب إلى ملكه سنحاريب فوجده يحارب لبنة(ولبنة ولخيش قريبان من بعضهما وعلى جبال يهوذا).
ولبنة هذه هى التى سبق وتمردت على يهوذا وكان سنحاريب قبلاً عند لخيش ثم إرتحل إلى لبنة ولا نعرف السبب، ربما لأنها لا تستحق ولكنه سمع عن خروج ترهاقة ليواجه جيشهم وهذا جعلهُ يتعجل إسقاط أورشليم ليتفرغ للقاء ترهاقة لذلك أعاد تهديداته لحزقيا وهو يعلم أنه شخص يمكن أن يستسلم حينما يهدده فقد فعل ذلك من قبل (4:18). ونلاحظ كذب ربشاقى فهو يصور أنه الأقوى والذى لا مثيل له وهو خائف من أخبار ترهاقة. وهكذا الشيطان هو كذاب وأبو الكذاب ودائماً يضخم من قدرة نفسه.
الايات 20-34:- فارسل اشعياء بن اموص الى حزقيا قائلا هكذا قال الرب اله اسرائيل الذي صليت اليه من جهة سنحاريب ملك اشور قد سمعت هذا هو الكلام الذي تكلم به الرب عليه احتقرتك واستهزات بك العذراء ابنة صهيون ونحوك انغضت ابنة اورشليم راسها. من عيرت وجدفت وعلى من عليت صوتا وقد رفعت الى العلاء عينيك على قدوس اسرائيل.على يد رسلك عيرت السيد وقلت بكثرة مركباتي قد صعدت الى علو الجبال الى عقاب لبنان واقطع ارزه الطويل وافضل سروه وادخل اقصى علوه وعر كرمله.انا قد حفرت وشربت مياها غريبة وانشف باسفل قدمي جميع خلجان مصر.الم تسمع منذ البعيد صنعته منذ الايام القديمة صورته الان اتيت به فتكون لتخريب مدن محصنة حتى تصير روابي خربة.فسكانها قصار الايدي قد ارتاعوا وخجلوا صاروا كعشب الحقل وكالنبات الاخضر كحشيش السطوح وكملفوح قبل نموه.و لكني عالم بجلوسك وخروجك ودخولك وهيجانك علي.لان هيجانك علي وعجرفتك قد صعدا الى اذني اضع خزامتي في انفك ولجامي في شفتيك واردك في الطريق الذي جئت فيه.و هذه لك علامة تاكلون هذه السنة زريعا وفي السنة الثانية خلفة واما السنة الثالثة ففيها تزرعون وتحصدون وتغرسون كروما وتاكلون اثمارها.و يعود الناجون من بيت يهوذا الباقون يتاصلون الى اسفل ويصنعون ثمرا الى ما فوق.لانه من اورشليم تخرج البقية والناجون من جبل صهيون غيرة رب الجنود تصنع هذا.لذلك هكذا قال الرب عن ملك اشور لا يدخل هذه المدينة ولا يرمي هناك سهما ولا يتقدم عليها بترس ولا يقيم عليها مترسة.في الطريق الذي جاء فيه يرجع والى هذه المدينة لا يدخل يقول الرب. واحامي عن هذه المدينة لاخلصها من اجل نفسي ومن اجل داود عبدي.
فى (20) قد سمعت = "إسألوا تعطوا" إذاً الله لابد أن يستجيب للصلاة لذلك لن يجد سنحاريب سوى الخجل والإضطراب والذل والكسر وسيكون سخرية أورشليم = إستهزأت بك العذراء إبنة صهيون = هو ظن نفسه وعبأ لإبنة صهيون وبرعبه سيجعلها تستسلم ولكن هى ستحتقره وتهزأ به. فكل من يعادى الله يصير بائساً ولابد أن تكون هذه الرسالة قد وصلت إلى سنحاريب بطريقةما فهى موجهة لهُ. وفى (24،23). ترديد لكلام الكبرياء الذى كان سنحاريب يردده. أقطع أرزه الطويل = كان الملوك يكسرون الأشجار لتمر مركباتهم الحربية وإشتهر ملوك أشور بهذا بل تفاخروا بقدرتهم عليه. ولكن عبارة الأرز الطويل تستخدم عادة للملوك بمعنى أنه لا ملك إستطاع أن يقاومه. لم يرد فى كلام سنحاريب ورسالته التى رددها ربشاقى ما ورد فى الآيات 24،23 وربما قالها ولم تكتب وربما هى فى قلبه والله هنا يكشف ما فى القلوب فهو وحده القادر على ذلك. وهو يحاسب على تصورات القلب وهنا يكشف الله فكر سنحاريب المتكبر وأنه يتوهم نفسه قادراً على تذليل أى صعاب فإذا قابله جبل صعده وإذا قابله نهر جففه. حفرت وشربت مياها غريبة = هزمت بلاداً غريبة دخلتها مع جيوش وجنيت ثرواتها. أنشف بأسفل قدمى = جيوش جبارة وعديدة وجرارة وهى قادرة على شرب مياه الأنهار كلها فى البلدان التى أحاصرها وأحاربها وتكون الآية (23) موجهة لملوك البلدان وآية (24) موجهة لشعوب البلدان التى نهب ثرواتها. لا أحد يستطيع أن يقف أمامهُ أو يصمد قدام جبروته. وفى الآيات (25-28) رد الله على تصوراته ومعنى الكلام أن كل ما فعلته يا سنحاريب فعلته بمشورتى وخططى الأزلية وبدون سماحى لم تكن قادراً على فعل شىء. ففى آية (11) كان ربشاقى يخيف حزقيا قائلاً ألم تسمع ما فعله ملوك أشور وهنا الله يقول لهُ بل إسمع ما فعلته أنا فأنا الذى نشفت البحر امام شعبى فعلاً وهذا ما حدث منى وليس أوهام كأوهامك وكان هذا لآتى بشعبى وأسكنه كنعان بعد أن إجتازوا مصاعب عديدة فأين ما فعلته أنت بجانب ما فعلته أنا. أما ما فعلته من خراب فى أرض يهوذا فأنت ما كنت سوى ألة فى يدى الله = الآن أتيت به (25) بل كان ما فعلته فى تصورى وإرادتى وتخطيطى منذ الأزل منذ البعيد صنعته = وها أنت تنفذ الآن مشوراتى. وكان هذا لعقاب هذا الشعب المتمرد إسرائيل ويهوذا على شرورهم فهل تفتخر العصا على من يمسكها أو الفأس على الذى يمسكها أش 15،14،13:10 وفى (27) كل ما تفعله أنا أعرفه هيجانك على صعد إلى أذنى ولكنك بكل قوتك تحت سيطرتى وأنا واضع خزامتى فى أنفك = أى مسيطر عليك تمام السيطرة. ووضع الخزامة فى الأنف وهى طريقة أشورية لمعاملة الأسرى فكأن ملك اشور أسير فى يد الرب يفعل إرادته. وفى (25) قوله ألم تسمع = هل لم تسمع عن النبوات التى يتنبأ بها عليك أنبيائى وهل لم تسمع ما عملته مع شعبى عبر السنين.
وإبتداء من (29) كلام الرب لحزقيا. هذه لك علامة = أى علامة صلح الله مع شعبه ليطمأنوا أن الله تصالح معهم. ولاحظ إن نتاج الأرض قد إلتهمه الجيش الأشورى. والله هنا كأب حنون لن يرفع عنهم الجيش الأشورى فقط ثم يتركهم جوعى ولكنه سيدبر لهم طعامهم. إذا هى علامة محبته وصلحه معهم.
فهذه السنة ستأكلون زريعاً = أى ما ينبت من نفسه وهذا سيبارك الله فيه فيكفيهم كلهم فإن كان الأشوريين قد أكلوا ما زرعتموه فستأكلون أنتم ما لم تزرعوه. والسنة التى بعدها ستكون سنة سبتية ومنها ترتاح الأرض فلا يزرعون ولا يفلحون ولكن الله العجيب سيعطيهم فى هذه السنة أيضاً حصاد ما لم يزرعوه = فى السنة الثانية خلفة = وفى السنة الثانية سيذكرون أن الله هو الذى أنبت الأرض أولاً حيث لم يكن من يزرعها (تك 11:1) وفى السنة الثالثة يعودوا للزراعة وتعود الزراعة لعادتها.
وفى آية (30) يتأصلون إلى أسفل = فبعد هذه الحرب تشتتت العائلات ولكن الله سيعيدهم لأماكن سكنهم. فالنبى يشبههم بنبات لهُ جذوره الثابتة فى الأرض ولهُ ثماره أى سيثبتون ثم يزدهرون ويكون لهم ثمار نافعة للآخرين وكل مؤمن يكون لهُ جذوره بإيمانه بالمسيح ثم يصير لهُ ثماره. وهذه هى بركات الآلام التى مروا بها وهذه هى الولادة الجديدة التى تكلم عنها حزقيا الملك.
لأنه من أورشليم تخرج البقية = الذين كانوا محجوزين داخل الأسوار سيخرجون ويكون لهم حرية ولا شىء يعود يخيفهم.
وقد حدث خراب كبير ولكن هناك بقية نجت. ولكن هذه الآيات تنظر للبقية التى ستنجو من إسرائيل فى الأيام الأخيرة (رو 28،27:9) وسيدخلون مجد أولاد الله وهى إشارة لأن الخلاص سيخرج من صهيون.
الآيات 35-37:- وكان في تلك الليلة ان ملاك الرب خرج وضرب من جيش اشور مئة الف وخمسة وثمانين الفا ولما بكروا صباحا اذا هم جميعا جثث ميتة.فانصرف سنحاريب ملك اشور وذهب راجعا واقام في نينوى.و فيما هو ساجد في بيت نسروخ الهه ضربه ادرملك وشراصر ابناه بالسيف ونجوا الى ارض اراراط وملك اسرحدون ابنه عوضا عنه.
فى بعض الأحيان يتاخر تنفيذ النبوات ولكن هذه النبوة تم تنفيذها فى تلك الليلة. فقد تمرد سنحاريب وثار ضد خالقه فكان من العدل أن يثور ويتمرد عليه إبناه ويهلك جيشه. والسجلات المصرية تقول إن جيش ملك أشور هلك بوباء على حدود مصر.
الإصحاح العشرون
الآيات 1-11:- في تلك الايام مرض حزقيا للموت فجاء اليه اشعياء بن اموص النبي وقال له هكذا قال الرب اوص بيتك لانك تموت ولا تعيش.فوجه وجهه الى الحائط وصلى الى الرب قائلا.اه يا رب اذكر كيف سرت امامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسن في عينيك وبكى حزقيا بكاء عظيما.و لم يخرج اشعياء الى المدينة الوسطى حتى كان كلام الرب اليه قائلا.ارجع وقل لحزقيا رئيس شعبي هكذا قال الرب اله داود ابيك قد سمعت صلاتك قد رايت دموعك هانذا اشفيك في اليوم الثالث تصعد الى بيت الرب.و ازيد على ايامك خمس عشرة سنة وانقذك من يد ملك اشور مع هذه المدينة واحامي عن هذه المدينة من اجل نفسي ومن اجل داود عبدي. فقال اشعيا خذوا قرص تين فاخذوها ووضعوها على الدبل فبرئ.و قال حزقيا لاشعياء ما العلامة ان الرب يشفيني فاصعد في اليوم الثالث الى بيت الرب. فقال اشعياء هذه لك علامة من قبل الرب على ان الرب يفعل الامر الذي تكلم به هل يسير الظل عشر درجات او يرجع عشر درجات.فقال حزقيا انه يسير على الظل ان يمتد عشر درجات لا بل يرجع الظل الى الوراء عشر درجات.فدعا اشعياء النبي الرب فارجع الظل بالدرجات التي نزل بها بدرجات احاز عشر درجات الى الوراء.
رأينا فى الإصحاح السابق سنحاريب الذى جدف على الله فمات بيد إبنيه وفى هذا الإصحاح نجد حزقيا القديس ينجو من الموت فالأول قصر الله أيامه والثانى أطال الله أيامه.
إوص بيتك لأنك تموت = وهى وصية لكل منا أن يرتب حياته بالتوبة ليستعد لهذه اللحظة. فوجه وجهه إلى الحائط = الصلاة هى حياة خاصة مع الله وهذا أقصى ما يستطيعه وهو على فراش المرض. وهناك من يرى أنه أدار وجهه نحو الهيكل مشتاقاً أن يراه مرة أخرى. وفى (6) أنقذك من يد ملك أشور وأحامى عن هذه المدينة = وبالرجوع لآية (1) فى تلك الأيام = من الآتين يرى البعض أن هذه الحادثة حدثت قبل الحصار الأشورى وأثناءهُ ويرى البعض أنها جاءت مباشرة بعدهُ. المهم أن الله يعد حزقيا بخلاصه من العدو الأشورى وأنه هو الذى يحامى عن هذه المدينة. ونلاحظ أن علاج أشعياء كان شيئاً بسيطاً جداً ورخيصاً جداً فهو قرص تين (وهذا مثل الدقيق والملح ونزول نعمان السريانى فى مياه الأردن) ولاحظ أن حزقيا يطلب علامة ليعود إلى بيت الرب (8) هل يسير الظل أو يرجع = هو يسير للأمام قبل الظهر وهكذا قال حزقيا أنه يمتد وطلب أن يرجع للخلف أى عكس الشىء الطبيعى ليتأكد من المعجزة. وقد حدث ورجع الظل فى كل مكان على الأرض وليس فى أورشليم وحدها بل رجع حتى فى بابل (2 أى 31:32) ولاحظ أن البابليين يعبدون الشمس وهم تعجبوا ونظروا لحزقيا برهبة إذ بسبب رجع إلههم. ربما فى رجوع الشمس إشارة لرجوع حزقيا لأيام شبابه أى إطالة عمره. وحزقيا ملك 29 سنة (2:18) وهو ملك 14 سنة قبل حرب سنحاريب (13:18) و15 سنة بعد مرضه ولنلاحظ أن الله لا يغير رايه فيزيد عمر أحد، إنما هو بسابق معرفته يعلم ما سيكون عليه حزقيا من إتضاع فيعطيه أن يزيد عمره بل أعطاه دفاعاً عن المدينة ونجاه من يد ملك أشور. ولكن لهذه القصة معنى رمزى فالله لا يزيد عمر أحد مكافأة له إلا لو كان فى هذا رمز لشىء خطير يريد الله أن يلفت نظر الناس إليه. ولنقارن مع مز 6:61 "إلى أيام الملك تضيف أياماً سنينه كدور فدور " ومزمور 4:21 حيوة سألك فأعطيته طول الأيام إلى الدهر والأبد. فعمن يدور الحديث فى هذه المزامير إلا عن المسيح الذى بعد أن مات قام وزادت أيامه وأخذ حياة طول الأيام وإلى الدهر والأبد ولنتيقن أن الكلام نبوة عن المسيح نرى فى آية (5) هأنذا أشفيك فى اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب فكان الشفاء والصعود لبيت الرب فى اليوم الثالث والمسيح قام فى اليوم الثالث. ووعد الرب أن يحامى عن هذه المدينة (هى الكنيسة التى يحامى الله عنها) من أجل داود عبدى (من أجل المسيح شفيعنا لدى الآب) وأنقذك من يد ملك اشور = قارن مع مز 21،20:22 فالله لم يترك المسيح فى يد الشيطان وهو لن يترك الكنيسة ولا نفس واحدة ممن لهُ يهلكها الشيطان.
الايات 12-21:- في ذلك الزمان ارسل برودخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل وهدية الى حزقيا لانه سمع ان حزقيا قد مرض.فسمع لهم حزقيا واراهم كل بيت ذخائره والفضة والذهب والاطياب والزيت الطيب وكل بيت اسلحته وكل ما وجد في خزائنه لم يكن شيء لم يرهم اياه حزقيا في بيته وفي كل سلطنته. فجاء اشعياء النبي الى الملك حزقيا وقال له ماذا قال هؤلاء الرجال ومن اين جاءوا اليك فقال حزقيا جاءوا من ارض بعيدة من بابل.فقال ماذا راوا في بيتك فقال حزقيا راوا كل ما في بيتي ليس في خزائني شيء لم ارهم اياه.فقال اشعياء لحزقيا اسمع قول الرب.هوذا تاتي ايام يحمل فيها كل ما في بيتك وما ذخره اباؤك الى هذا اليوم الى بابل لا يترك شيء يقول الرب.و يؤخذ من بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم فيكونون خصيانا في قصر ملك بابل.فقال حزقيا لاشعياء جيد هو قول الرب الذي تكلمت به ثم قال فكيف لا ان يكن سلام وامان في ايامي.و بقية امور حزقيا وكل جبروته وكيف عمل البركة والقناة وادخل الماء الى المدينة اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع حزقيا مع ابائه وملك منسى ابنه عوضا عنه
البعثة البابلية أتت لحزقيا لتهنئته بالشفاء وكانت بابل فى ذلك الوقت مازالت خاضعة لأشور لكن نجمها كان قد بدأ فى الظهور. ونلاحظ أن البابليين قد اتوا مبهورين بحزقيا الذى أكرمته الشمس برجوعها والشمس هى آلهتهم وإكراماً لمن أهلكت السماء بصلواته جيش أشور الجبار. وكان المفروض أن يكرم حزقيا ضيوفه مع الإعتبار أنهم وثنيين ولكن حزقيا إهتم بالسياسة ورأى أنهم حلفاء أقوياء للمستقبل وفضل أن يتحالف معهم وأعطاهم كل ما آتوا لأجله. وكانت هذه فرصة لحزقيا ليشهد لإلهه الذى أمر الشمس إلههم بالرجوع لكنه لم يفعل. لقد تكبر قلبه ومر فى لحظة ضعف بشرى. لقد نجح فى تجربة اشور ونشر رسائل سنحاريب وصلى لكنه رسب فى الضربة اليمينية ولم يستشر الرب. لأن الرسائل كانت تمجده ومعها هدايا بل كان فى قوله جاءوا من أرض بعيدة = أنه سعيد بانه يستحق هذا لعظمته أن هؤلاء الرجال العظماء من بابل العظيمة تجشموا السفر لأجله وكان السؤال الذى يوجه لحزقيا... ما هى الكرامة التى سيعطيها لهُ هؤلاء الوثنيون بعد أن كرمه الله امام العالم. وما الحماية التى يمكن أن يوفروها لهُ لكى يتعاهد ويتحالف معهم إن كان الله يحميه وهو رأى يد الله. لقد أراهم حزقيا كل مالهُ حتى يعطوا تقريراً لملكهم عن قوة حزقيا فيقبل الدخول معهُ فى تحالف لقد أظهر مجده الشخصى عوضاً عن أن يشهد لله الذى أنقذه فضيع فرصة للبشارة. وكان أثمن كنز عند حزقيا هو النبى أشعياء الذى بصلواته وشفاعته كان مركبة إسرائيل وفرسانها ولكن لم يخطر على بال حزقيا أن يذهب بهؤلاء السفراء لهُ. ولكن إشعياء أتى ليوبخه على ما فعله. ولو كان حزقيا قد ذهب لإشعياء من أول يوم لمنعه من هذا وكان ذلك أجدى لهُ. ولكن لنلاحظ أن نبوة إشعياء عن ذهاب كل هذا المجد والغنى لبابل ليس عقوبة لحزقيا على خطئه بل كان عقوبة لمنسى إبنه على وثنيته وإنحرافه، وبالنسبة لحزقيا فكان ذلك التأنيب لكى يخجل من فعلته ويتوب والمعنى أن هذا الذى حاولت أن تتحالف معهُ هو لا يحبك ولن يساندك بل هو سيفعل بأولادك كذا وكذا ولاحظ أن كل المغرمين ببابل ستكون بابل هى خرابهم وهكذا العلاقة بين العالم وأولاد الله المغرمين بالعالم. ولذلك حكماء هم من يهربون من بابل (رؤ 4:18).
على أننا نرى تقوى حزقيا فى خضوعه لأحكام الله وهذا يحسب لهُ بلا شك والتائب الحقيقى لا يتذمر على أحكام الله بل يخضع لها حاسباً أن الله صالح وكل أعمالهُ صالحة.
ملحوظة:-
جيش أشور يمثل خطايا ظاهرة كثيرة فى حياتنا (وحزقيا عرف كيف ينتصر على هذه) اما بابل فتمثل خطايا الكبرياء والغرور وهذه سقط فيها حزقيا فكان كمن أخذ يعلن فضائله وصلاحه امام الاخرين فياليتنا نخفى كل ما اعطانا الرب من صلاح فى داخل أنفسنا حتى لا يسرق عدو الخيركل مالنا كما سرقت بابل كل كنوز أورشليم التى أراها حزقيا لسفراء بابل.
الإصحاح الحادى والعشرون
الآيات 1-9:- كان منسى ابن اثنتي عشرة سنة حين ملك وملك خمسا وخمسين سنة في اورشليم واسم امه حفصيبة.و عمل الشر في عيني الرب حسب رجاسات الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. وعاد فبنى المرتفعات التي ابادها حزقيا ابوه واقام مذابح للبعل وعمل سارية كما عمل اخاب ملك اسرائيل وسجد لكل جند السماء وعبدها.و بنى مذابح في بيت الرب الذي قال الرب عنه في اورشليم اضع اسمي.و بنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب.و عبر ابنه في النار وعاف وتفائل واستخدم جانا وتوابع واكثر عمل الشر في عيني الرب لاغاظته.و وضع تمثال السارية التي عمل في البيت الذي قال الرب عنه لداود وسليمان ابنه في هذا البيت وفي اورشليم التي اخترت من جميع اسباط اسرائيل اضع اسمي الى الابد. ولا اعود ازحزح رجل اسرائيل من الارض التي اعطيت لابائهم وذلك اذا حفظوا وعملوا حسب كل ما اوصيتهم به وكل الشريعة التي امرهم بها عبدي موسى.فلم يسمعوا بل اضلهم منسى ليعملوا ما هو اقبح من الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل.
رفض حزقيا الموت وطلب الشفاء ليعيش فماذا حدث فى فترة ال 15 سنة:
1. أنجب بعد 3 سنين من شفاءه إبنه منسى أشر ملوك إسرائيل. وهو ربما أسمى إبنه منسى كما سمى يوسف إبنه منسى بمعنى أنسانى الله كل تعبى. فهو كان قد شفى من مرضه وتعبه.
2. سقط فى موضوع رسول بابل وسفراءها. فماذا إنتفع بزيادة عمره ؟! وما أجمل أن نسلم تماماً لله. ونلاحظ تجاوب الشعب مع منسى الملك فى الشر وهذا يشير إلى أن إصلاحات حزقيا كانت ظاهرية بينما قلب الشعب مبتعدا بعيداً ومائلاً لمحبة الأوثان. وليس عزراً لمنسى أنه ملك وعمره 12 سنة وأن الاخرين أذابوا قلبه فيوشيا ملك وعمره 8 سنوات. وعبارة جند السموات آية (5) أى عبارة الأجرام السماوية ومنهم المنجمون الذين يدعون معرفة المستقبل عن طريق مراقبة الأجرام السماوية وكان سليمان قد أقام مذابح للآلهه الوثنية فى أماكن خارج الهيكل أما منسى فأقام هذه المذابح داخل الهيكل. أقبح من الأمم = لكن أقبح ما فعلوه وما زاد فى قباحة ما فعلوه أن هيكل الله فى وسطهم بل هم دنسوا هيكل الله نفسه
الآيات 10-18:- وتكلم الرب عن يد عبيده الانبياء قائلا.من اجل ان منسى ملك يهوذا قد عمل هذه الارجاس واساء اكثر من جميع الذي عمله الاموريون الذين قبله وجعل ايضا يهوذا يخطئ باصنامه. لذلك هكذا قال الرب اله اسرائيل هانذا جالب شرا على اورشليم ويهوذا حتى ان كل من يسمع به تطن اذناه. وامد على اورشليم خيط السامرة ومطمار بيت اخاب وامسح اورشليم كما يمسح واحد الصحن يمسحه ويقلبه على وجهه.و ارفض بقية ميراثي وادفعهم الى ايدي اعدائهم فيكونون غنيمة ونهبا لجميع اعدائهم. لانهم عملوا الشر في عيني وصارا يغيظونني من اليوم الذي فيه خرج اباؤهم من مصر الى هذا اليوم. وسفك ايضا منسى دما بريا كثيرا جدا حتى ملا اورشليم من الجانب الى الجانب فضلا عن خطيته التي بها جعل يهوذا يخطئ بعمل الشر في عيني الرب. وبقية امور منسى وكل ما عمل وخطيته التي اخطا بها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع منسى مع ابائه ودفن في بستان بيته في بستان عزا وملك امون ابنه عوضا عنه.
عبيده الأنبياء = عاصره إشعياء (يقول التقليد اليهودى أن منسى نشره (عب 37:11) وعاصره هوشع وناحوم وحبقوق وصفنيا (حيثما كثرت الخطية إزدادت النعمة جداً رو 20:5). والأنبياء كانوا يعلمون وإذا إستمر الشعب فى خطيته كانوا يوبخون وإن إستمر الشعب فى خطيته كانوا يتنبأون ضدهم بالخراب الذى سيحدث وهنا يتحول الأنبياء إلى قضاة يحكمون على الشعب. الأموريون = ربما هم أشر شعوب الكنعانيين. وفى (12) تطن أذناه = هذا ما يحدث للأذن بعد سماع صوت عالٍ مزعج. خيط السامرة = هو خيط الهدم كما يمسح الواحد الصحن = أى لا يبقى فى أورشليم شيئاً من مجدها أو غناها بل وشعبها، ومثال الصحن مثال رائع فهو لم يقل إكسر الصحن بل يمسحه فالذى يجريه الله الآن فى يهوذا هو عملية غسيل للصحن وليس رفضاً له أى تطهيراً لأورشليم وليس رفضها للأبد. وفى 14 أرفض بقية ميراثى = لأن ميراث الرب كان ال 12 سبطاً وسبق له أن رفض 10 أسباط. تفاصيل آية (15) نجد الشرور التى يتحدث عنها هنا مشروحة بالتفصيل فى النبوات وهى أنهم أقاموا عبادات وثنية فى شوارع أورشليم وصنعوا كعكاً لألهة السماء وقدموا أبناءهم ذبائح وأقاموا عند بيت الرب بيوتاً للمأبونين والرؤساء تحولوا لعتاة وأسود مفترسة ضد الشعب والقضاة إرتشوا وعوجوا القضاء وإنتشر الإثم والظلم والإغتصاب. وسفك منسى دماً بريئاً فكان يقتل كل من يثبت فى عبادة الرب. بقية أمور منسى (2أى 11:33 – 19).
فنجد أن ملك أشور أخذه إلى بابل وهناك قدم توبة فرده الرب إلى مملكته فأزال عبادة الأوثان ورمم مذائح الرب ولنلاحظ أن طريق التوبة ما زال مفتوحاً حتى لمن هو فى شر منسى وهو مفتوح أمامنا كلنا مهما بلغت شرورنا. ونرى سماح الله بالتجربة (أسر منسى الملك فى بابل) لتقوده للتوبة. عبر إبنه فى النار = ربما كنوع من تكريس الأبناء لمولك.
الآيات 19-26:- كان امون ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنتين في اورشليم واسم امه مشلمة بنت حاروص من يطبة.و عمل الشر في عيني الرب كما عمل منسى ابوه.و سلك في كل الطريق الذي سلك فيه ابوه وعبد الاصنام التي عبدها ابوه وسجد لها.و ترك الرب اله ابائه ولم يسلك في طريق الرب.و فتن عبيد امون عليه فقتلوا الملك في بيته.فضرب كل شعب الارض جميع الفاتنين على الملك امون وملك شعب الارض يوشيا ابنه عوضا عنه.و بقية امور امون التي عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.و دفن في قبره في بستان عزا وملك يوشيا ابنه عوضا عنه.
ربما قتلوه لوثنيته ولأنهم رفضوا الرجوع للوثنية وأتوا بإبنه يوشيا ليعبدوا الرب.
الإصحاح الثانى والعشرون
الآيات 1-7:- كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك وملك احدى وثلاثين سنة في اورشليم واسم امه يديدة بنت عداية من بصقة.و عمل المستقيم في عيني الرب وسار في جميع طريق داود ابيه ولم يحد يمينا ولا شمالا. وفي السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا ارسل الملك شافان بن اصليا بن مشلام الكاتب الى بيت الرب قائلا. اصعد الى حلقيا الكاهن العظيم فيحسب الفضة المدخلة الى بيت الرب التي جمعها حارسو الباب من الشعب. فيدفعوها ليد عاملي الشغل الموكلين ببيت الرب ويدفعوها الى عاملي الشغل الذي في بيت الرب لترميم ثلم البيت.للنجارين والبنائين والنحاتين ولشراء اخشاب وحجارة منحوتة لاجل ترميم البيت.الا انهم لم يحاسبوا بالفضة المدفوعة لايديهم لانهم انما عملوا بامانة.
فى طريق داود أبيه = كان ملكاً قديساً مثل حزقيا وأسا. ونلاحظ أن الإنسان يصنع الظروف ولا تصنع الظروف الإنسان فيوشيا أبوه وجده كانوا أشراراً بل كل شعبه شرير لكنه هو كان متدين بل أصلح من حال شعبه وهو بدأ تدينه فى الثامنة من عمره (راجع 2اى 3:34). فى السنة الثامنة عشر = وحينما إشتد عوده بدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسوارى بل إمتدت إصلاحاته الدينية حتى مدن منسى وإفرايم وشمعون حتى نفتالى. وفى نفس الوقت بدأ أرمياء يتنبأ (أر 2:1) فكان بلا شك مساعداً ونشطاً للملك فى عمله المذكور. شافان = هو أبو أخيتام الذى خلص أرمياء من الذين طلبوا قتله (ار 24:26) وكان جدليا إبن أخيقام إبن شافان هو الموكل على الشعب الذين أبقاهم نبوخذ نصر بعد السبى. فيحسب الفضة = كان أمر الملك للكهنة أن يحسبوا الفضة إستعداداً لترميم الهيكل كما فعل يوأش (4:12-14) وكان الهيكل قد أُهمل أيام منسى وأمون. وكان حساب الفضة حتى يدفعه منها للعمال. لم يحاسبوا = الرؤساء المشرفين على العمل كانوا لاويين وهم لم يحاسبوا العمال أى كانوا واثقين من أمانتهم وغيرتهم وجديتهم فمن يقول عملت كذا وكذا يعطوه أجرته. ولكن كاتب الملوك لم يتحدث عن أمجاد عصر يوشيا لأن إصلاحاته هو أيضاً كانت ظاهرية. أما قلوب الشعب كانت قد إنحرفت جداً. وفى (5) ثُلَم = ثغرات ملحوظة: سقطت أشور فى السنة الثانية عشرة ليوشيا.
الآيات 8-13:- فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب وسلم حلقيا السفر لشافان فقراه.و جاء شافان الكاتب الى الملك ورد على الملك جوابا وقال قد افرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها الى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب.و اخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا وقراه شافان امام الملك.فلما سمع المك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه.و امر الملك حلقيا الكاهن واخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا.اذهبوا اسالوا الرب لاجلي ولاجل الشعب ولاجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد لانه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من اجل ان اباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا.
سفر الشريعة = أى سفر التثنية أو أسفار موسى الخمسة. وكانت نسخ الشريعة قليلة جداً. وفى زمان الملوك الأشرار أهملوها ولم يسأل أحد عنها. وغالباً مع عدم وجود سفر للشريعة قبل أن يكتشفوه كان الجميع يتبع تعليمات الكهنة. ومع كل هذه الظروف خرج ملك صالح كيوشيا وهذا قطعاً عمل من أعمال نعمة الله. ولنلاحظ انهم حين وجدوه قرأوه ولم يحتفظوا به كبركة بل قرأوا فإستفادوا وهذا تاثير الكتاب المقدس واهميته أن نلهج فى شريعة الله فكلمة الله حية وفعالة....عب 12:4. وفى الآية(9) قد أفرغ عبيد له الفضة = أى افرغوا الصندوق (9:12) الذى كانت الفضة توضع فيه وفى 10 نرى الجهل المتفشى !! أعطانى حلقياً الكاهن سفراً = أى كتاباً ولم يقل سفر الشريعة فهو لا يعرف ما هو هذا الكتاب. مزق ثيابه = هو صدق كلام التهديد المخيف (تث 28، لا 26) وهو شعر بخطاياه وخطايا الشعب بإهمالهم سفر الشريعة. إذهبوا إسألوا لأجلى = أى أبحثوا عن نبى وإسألوه ماذا نفعل ليرفع الله غضبه عنا.
ملحوظات:
1. لقد أعطاهم الله هدية وأجراً صالحاً نظير إصلاحهم الهيكل وهو الكتاب المقدس، أعظم مكافأة.
2. تمزيق الملابس كان حزناً على المصير الذى ينتظر هذا الشعب.
3. رأى البعض أن ما وجدوه كان النسخة الأصلية التى كتبها موسى.
الايات 14-20:- فذهب حلقيا الكاهن واخيقام وعكبور وشافان وعسايا الى خلدة النبية امراة شلوم بن تقوة بن حرحس حارس الثياب وهي ساكنة في اورشليم في القسم الثاني وكلموها.فقالت لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل قولوا للرجل الذي ارسلكم الي. هكذا قال الرب هانذا جالب شرا على هذا الموضع وعلى سكانه كل كلام السفر الذي قراه ملك يهوذا.من اجل انهم تركوني واوقدوا لالهة اخرى لكي يغيظوني بكل عمل ايديهم فيشتعل غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ.و اما ملك يهوذا الذي ارسلكم لتسالوا الرب فهكذا تقولون له هكذا قال الرب اله اسرائيل من جهة الكلام الذي سمعت.من اجل انه قد رق قلبك وتواضعت امام الرب حين سمعت ما تكلمت به على هذا الموضع وعلى سكانه انهم يصيرون دهشا ولعنة ومزقت ثيابك وبكيت امامي قد سمعت انا ايضا يقول الرب.لذلك هانذا اضمك الى ابائك فتضم الى قبرك بسلام ولا ترى عيناك كل الشر الذي انا جالبه على هذا الموضع فردوا على الملك جوابا.
خلدة البنية = ومن النبيات أيضاً مريم (خر 20:15) ودبورة (قض 4:4) وحنة (لو36:2) فالله إذن لم يقصر النبوة على الرجال. حارس الثياب = غالباً ثياب الخدمة التى يلبسها الكهنة فى بيت الرب. القسم الثانى = أى القسم الجديد من المدينة خارجاً عن مدينة داود القديمة (2اى 14:33 + صف 10:1). ويوشيا لن يرى هذه الآلام على شعبه فالله سينقله من هذا العالم فى وسط أيامه ليرتاح ويريحه من أن يرى هذه الضربات. تذهب لقبرك فى سلام = هذه لا تتحدث عن الطريقة التى مات بها فهو مات فى حرب بل تتحدث عن الوقت الذى يموت فيه وهو قبل أن تغزو بابل يهوذا. والسلام الذى يموت فيه هو سلام مع الله فهو قديس. وكان سلام فى بلده ولاحروب. والحرب التى مات فيها كانت بين مصر وأشور وهو أدخل نفسه فيها دون داعٍ. وربما كان المعنى بسبب قراره الخاطأ فى دخول الحرب خسر الوعد بالموت فى سلام. ولكن الله تركه يتخذ القرار الخاطىء ليريحه من التأديب الذى سيحدث لأورشليم.
الإصحاح الثالث والعشرون
الآيات 1-3: - وارسل الملك فجمعوا اليه كل شيوخ يهوذا واورشليم. وصعد الملك الى بيت الرب وجميع رجال يهوذا وكل سكان اورشليم معه والكهنة والانبياء وكل الشعب من الصغير الى الكبير وقرا في اذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي وجد في بيت الرب.و وقف الملك على المنبر وقطع عهدا امام الرب للذهاب وراء الرب ولحفظ وصاياه وشهاداته وفرائضه بكل القلب وكل النفس لاقامة كلام هذا العهد المكتوب في هذا السفر ووقف جميع الشعب عند العهد.
جميع رجال يهوذا = المقصود نواب الشعب وشيوخهم. ومع أن الرد الذى وصل من النبية كان غير مشجع إلا أنه عمل وإجتهد ولم ييأس وهو يعمل ما عليه أى واجبه والله يفعل ما يريده. ولاحظ أن يوشيا هو الذى قرأ فهو يعتبر أن قراءة الكتاب كرامة له ولم يطلب من احداً أن يقرأ له. ووقف جميع الشعب عند العهد = أى أعلنوا رضاهم وطاعتهم وإلتزامهم وما سيأتى من إصلاحات يوشيا يظهر إلى أى مدى تفشى الفساد فى يهوذا.
الآيات 4-9:- وامر الملك حلقيا الكاهن العظيم وكهنة الفرقة الثانية وحراس الباب ان يخرجوا من هيكل الرب جميع الانية المصنوعة للبعل وللسارية ولكل اجناد السماء واحرقها خارج اورشليم في حقول قدرون وحمل رمادها الى بيت ايل.و لاشى كهنة الاصنام الذين جعلهم ملوك يهوذا ليوقدوا على المرتفعات في مدن يهوذا وما يحيط باورشليم والذين يوقدون للبعل للشمس والقمر والمنازل ولكل اجناد السماء.و اخرج السارية من بيت الرب خارج اورشليم الى وادي قدرون واحرقها في وادي قدرون ودقها الى ان صارت غبارا وذرى الغبار على قبور عامة الشعب.و هدم بيوت المابونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية.و جاء بجميع الكهنة من مدن يهوذا ونجس المرتفعات حيث كان الكهنة يوقدون من جبع الى بئر سبع وهدم مرتفعات الابواب التي عند مدخل باب يشوع رئيس المدينة التي عن اليسار في باب المدينة.الا ان كهنة المرتفعات لم يصعدوا الى مذبح الرب في اورشليم بل اكلوا فطيرا بين اخوتهم.
كهنة الفرقة الثانية = وفى 18:25 ذكر الكاهن الثانى ويبدو أن الكاهن العظيم أو رئيس الكهنة كان له نواب والنواب كانوا هم الفرقة الثانية. وأحرقها خارج أورشليم = لئلا يدنس أورشليم برمادها. وحقول قدرون كان بها مقبرة لعامة الشعب وتقع شرق أورشليم وبجانبها وادى إبن هنوم وتوفة وكان وادى إبن هنوم وتوفة مناطق متنزهات وعبادة أصنام وتقديم ذبائح لمولك وأجازة الأطفال فى النار فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد أنية العبادة الصنمية. ومن زمان يوشيا فصاعداً صارت مزبلة ترمى فيها كناسة أورشليم وتحرق فيها. وتصب فيها بواليع البلد. ثم أخذت إسم جهنم وصارت كناية عن موضع العقاب (مت 22:5 + 46:25). إلى بيت إيل = إلى مكان خارج يهوذا كلها ولأن بيت إيل كانت مقر عبادة العجلين الذين أقامهما يربعام إبن نباط فهو أراد تلويث هذه العبادة وتنجيسها. لاشى = أى طردهم حتى لا يمارسوا عبادتهم الوثنية. والمنازل = هناك عبادة الكواكب = أسموها المنازل لأنهم زعموا ان الألهه نزلوا وسكنوا فيها (سكنوا فى هذه الكواكب والبروج) أخرج السارية = أى تمثال عشتاروث الذى أقامه منسى (7:21 + 2 اى 15:33). بيوت السارية = هى بيوت زنا وكان النساء ينسجن خيام تجرى فيها هذه الأعمال القبيحة ويضعون فى الخيام تماثيل السارية. وجاء بجميع الكهنة = إلى أورشليم حتى لا يوقدون بعد فى المرتفعات بل فى أورشليم مكان العبادة الواحد. من جبع إلى بئر سبع = أى من اقصى شمال يهوذا حتى أقصى جنوبها. مرتفعات الأبواب = كانوا يوقدون على سطوح البيوت وكان عند أبواب المدينة أبراج وهى تحولت إلى معابد وثنية فسميت مرتفعات لأنها فى أبراج عند أبواب المدينة. ويبدو أن هذا كان عند باب يسمى باب يشوع. إلا أن كهنة = لم يمارسوا خدمة الكهنوت أنهم كانوا سابقاً كهنة مرتفعات ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بنى هرون فكانوا مثل الكهنة الذين بهم عيوب (لا 21:21-23) وكان خبز التقدمات فطيراً (لا 16:6-18).
ملحوظة :
توجد كلمتين عبريتين بمعنى كهنة
1. كوهانيم = الكهنة الذين يخدمون الرب.
2. كيماريم = وهم كهنة الأصنام (هى مشتقة من اللون الأسود الذى كانوا يلبسونه فى عباداتهم). وهؤلاء هم الذين لاشاهم يوشيا آية (5).
الآيات 10-14:- نجس توفة التي في وادي بني هنوم لكي لا يعبر احد ابنه او ابنته في النار لمولك. واباد الخيل التي اعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب عند مخدع نثنملك الخصي الذي في الاروقة ومركبات الشمس احرقها بالنار. والمذابح التي على سطح علية احاز التي عملها ملوك يهوذا والمذابح التي عملها منسى في داري بيت الرب هدمها الملك وركض من هناك وذرى غبارها في وادي قدرون.و المرتفعات التي قبالة اورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك اسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموابيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك.و كسر التماثيل وقطع السواري وملا مكانها من عظام الناس.
ونجس توفة = توفة هى موقدة أو مكان الإحراق لأنه فيها كانوا يحرقون الذبائح. وكان فيها تمثال مجوف نحاسى لمولك إله بنى عمون وكانوا يوقدون جوفه بنار حامية تجعله يصل لدرجة الإحمرار ثم يقدمون ضحاياهم على يدى هذا التمثال وكان هناك طريقتين:
1. إجازة الطفل بين يدى التمثال ويسمونها "عبروا أطفالهم فى النار" وهذه علامة تكريس أو تخصيص الطفل للإله مولك ويعتبرون هذا نوعاً من البركة لهم ولأطفالهم.
2. تقديم الطفل نفسه ضحية بوضعه على يد التمثال فيحترق حياً وسميت توفة من توف اى طبلة لأنهم كانوا يقرعون الطبول بشدة لكى لا يسمع أحد صراخ الأطفال. وتوفة فى الجزء الجنوبى الشرقى من وادى إبن هنوم أو وادى هنوم وهم قبيلة من الكنعانين. أش 33:30. وأباد الخيل = كان اليونانيون والرومان يشبهون الشمس براكب فى مركبة وكان يستعملون فى إحتفالاتهم الدينية مركبات الشمس، والمركبة هى مركبة يجرها الخيول. فعابدو الشمس يتصورون أن مركباتهم تخرج كل صباح لتقابل الشمس ولذلك إستعملوا الجياد لسرعتها ورشاقتها رمزاً للشمس. وكان عابدى الشمس يركبون هذه الخيول إكراماً للشمس. وجاء يوشيا وأحرق مركبات الشمس وأباد الخيل أى إمتنع عن إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا، أو هو أعدم هذه الخيول التى أصبح لها عند الشمس دلالات مقدسة. وقد يكون نثنملك = هو الخصى المتوكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب.
سطح علية أحاز = معناه أن أحاز قد بنى علية على أحد أبنية الهيكل وكانوا على سطحها قد عملوا مذابح لعبادة الأجرام السماوية. وركض من هناك = دليل على رغبته فى إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفاً على وادى قدرون. جبل الهلاك = قبالة أورشليم وهو القسم الجنوبى لجبل الزيتون ودعى هكذا لكونه مكان معابد الأصنام التى بناها سليمان فى شيخوخته لأجل نساءه. من عظام الناس عظام الأموات نجاسة وعلامة الموت والفساد. ولقد زعم عبدة الألهه المذكورة أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة المواليد.
ولكن لماذا وضع عظام ناس لينجس المرتفعات ؟ لو لم يفعل هذا لعاد الناس وبنوها مرة ثانية فهدمها فى نظرهم لن يفقدها قدسيتها. ووضع العظام على هذه المذابح لتنجيسها يشبه وضع حريق مخلفات الوثنية وإلقائها فى بيت إيل لينجس بيت إيل فلا تعود تستعمل كهيكل للرب. ووضع العظام على المذابح المحطمة والألهه المكسورة التى سحقها هو مزج الألهه الميتة بالعظام الميتة فكلاهما سواء. وكانوا يعتبرون أن وضع عظام ميت على شىء هو أكبر وأعظم نجاسة لهذا الشىء.
الآيات 15-20:- وكذلك المذبح الذي في بيت ايل في المرتفعات التي عملها يربعام بن نباط الذي جعل اسرائيل يخطئ فذانك المذبح والمرتفعة هدمها واحرق المرتفعة وسحقها حتى صارت غبارا واحرق السارية.و التفت يوشيا فراى القبور التي هناك في الجبل فارسل واخذ العظام من القبور واحرقها على المذبح ونجسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام.و قال ما هذه الصوة التي ارى فقال له رجال المدينة هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الامور التي عملت على مذبح بيت ايل.فقال دعوه لا يحركن احد عظامه فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة.و كذا جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة التي عملها ملوك اسرائيل للاغاظة ازالها يوشيا وعمل بها حسب جميع الاعمال التي عملها في بيت ايل.و ذبح جميع كهنة المرتفعات التي هناك على المذابح واحرق عظام الناس عليها ثم رجع الى اورشليم.
كون أن يوشيا يصل إلى بيت إيل نفهم منه أن تسلط أشور على الأرض كان قد ضعف فهو جاء وأصلح بلا مانع من حكام أشور. وتاريخياً ففى فترة يوشيا كانت مملكة أشور موشكة على السقوط وكان ملك اشور مشغولاً بحروبه فى الشمال مما أعطى ليوشيا تسلطاً وقتياً على أرض إسرائيل. وأحرق المرتفعة = هو أحرق ما كان خشباً وسحق الحجارة وأحرقها على الذبائح = هو أحرق العظام قبل هدم المذبح لينجسه. رجل الله الذى نادى = 1مل 2:13 ويوشيا يبدو أنه لم يكن يعرف النبوة إلا بعد أن تممها. النبى الذى من السامرة = كان النبى من بيت إيل وهى إحدى مدن السامرة 1 مل 11:13. فيوشيا أكرم هذا النبى بسبب نبوته وأكرم النبى الذى إحتمى به ولم يعبث بقبره إحتراماً للنبى الذى إحتمى به
الآيات 21-23:- - وامر الملك جميع الشعب قائلا اعملوا فصحا للرب الهكم كما هو مكتوب في سفر العهد هذا.انه لم يعمل مثل هذا الفصح منذ ايام القضاة الذين حكموا على اسرائيل ولا في كل ايام ملوك اسرائيل وملوك يهوذا.و لكن في السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا عمل هذا الفصح للرب في اورشليم.
فصحاً للرب= ما يميز فصح يوشيا كثرة الذبائح (2اى 1:35-19). فى السنة الثامنة عشرة = أى فى نفس السنة التى تم فيها ترميم الهيكل والعثور على سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم العبادة الوثنية فى يهوذا والسامرة. وفى مقارنة بيت يوشيا وياهو نجد أن ياهو دمر هيكل البعل وكذلك يوشيا لكن يوشيا بعد أن دمر عبادة الأوثان أقام الفصح ليطيع الشريعة وهذه هى التوبة الحقيقية إزالت السلبيات والأمتناع عنها وممارسة الفضائل الإيجابية.
الايات 25،24 :- وكذلك السحرة والعرافون والترافيم والاصنام وجميع الرجاسات التي رئيت في ارض يهوذا وفي اورشليم ابادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب في السفر الذي وجده حلقيا الكاهن في بيت الرب.و لم يكن قبله ملك مثله قد رجع الى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته حسب كل شريعة موسى وبعده لم يقم مثله.
الترافيم = كلمة عبرانية تعنى ألهه بيتية يضعونها كبركة فى البيوت وهذا نوع من الوثنية.
الآيات 27،26 :- - ولكن الرب لم يرجع عن حمو غضبه العظيم لان غضبه حمي على يهوذا من اجل جميع الاغاظات التي اغاظه اياها منسى.فقال الرب اني انزع يهوذا ايضا من امامي كما نزعت اسرائيل وارفض هذه المدينة التي اخترتها اورشليم والبيت الذي قلت يكون اسمي فيه.
خطايا منسى جعلت الشعب يخطىء فأحب هذه العبادات الوثنية وبينما تاب منسى إستمر الشعب فى محبته للخطية وكانت إصلاحات يوشيا إصلاحات من فوق وبقى الشعب على ما هو عليه
الآيات 28-30:- وبقية امور يوشيا وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا. في ايامه صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك اشور الى نهر الفرات فصعد الملك يوشيا للقائه فقتله في مجدو حين راه.و اركبه عبيده ميتا من مجدو وجاءوا به الى اورشليم ودفنوه في قبره فاخذ شعب الارض يهواحاز بن يوشيا ومسحوه وملكوه عوضا عن ابيه.
لم يذكر الكتاب شىء عن ال 13 سنة الأخيرة من حكم يوشيا لكن غالباً كانت فى سلام وخلالها سقطت مملكة أشور وقامت مملكة بابل. فرعون نخو= وجد هذا الفرعون أن فرصة سقوط أشور وقيام بابل الدولة الجديدة هى فرصة سانحة لغزو سوريا وما بين النهرين. فصعد الملك يوشيا = ربما فهم يوشيا أنه إن يقاوم ملك مصر فإن مملكته ستسقط بيد ملك مصر ولكن نجد أن نخو أخبر يوشيا أنه لا يريد حرباً معه بل يريد ملك أشور، لكننا نجد أن يوشيا لم يصدقه (2اى 20:35-27) وكان كلام نخو هو كلام صحيح إلا أن يوشيا لم يعرف وكان ذلك بسماح من الله الذى فضل أن ينهى حياته لأنه كان سيبدأ فى تأديب أورشليم. وسياسياً فنخو كان يريد الإستيلاء على ما كانت أشور تمتلكه قبل أن يشتد عود بابل فتأخذ هى كل ميراث اشور ويوشيا كان قد أستولى على الكثير من اراضى إسرائيل وضمها له وإستقرت مملكته وخاف أن يضيع إستقلاله. ونجد أن يوشيا أخطأ فى عدم إستشارة الله ولا الأنبياء ولا الأوريم لكن الله سمح بهذا وفى آية (30) فقتله فى مجدو = الكلمة الأصلية لقتله هنا جُرح جرحاً مميتاً وهو حمل لأورشليم ومات هناك 2 اى 24:35. وبعد يوشيا لم تر أورشليم يوماً جيداً بل جاءت المصائب واحدة تلو الأخرى إلى أن دمرت نهائياً بعد 22 سنة.
الآيات 31-37:- وكان يهواحاز ابن ثلاث وعشرين سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم واسم امه حموطل بنت ارميا من لبنة.فعمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمله اباؤه.و اسره فرعون نخو في ربلة في ارض حماة لئلا يملك في اورشليم وغرم الارض بمئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب.و ملك فرعون نخو الياقيم بن يوشيا عوضا عن يوشيا ابيه وغير اسمه الى يهوياقيم واخذ يهواحاز وجاء الى مصر فمات هناك.و دفع يهوياقيم الفضة والذهب لفرعون الا انه قوم الارض لدفع الفضة بامر فرعون كل واحد حسب تقويمه فطالب شعب الارض بالفضة والذهب ليدفع لفرعون نخو.كان يهوياقيم ابن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه زبيدة بنت فداية من رومة.و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل اباؤه.
كان يهوأحاز ثالث أبناء يوشيا (الكبير إلياقيم (يهو ياقيم) والأكبر يوحانان (1أى 16:3) وربما إختاروا الأصغر فهم تصوروا أنه الأكفأ. ويهوأحاز له إسم أخر هو شلوم. وكان الرابع هو متنياً أو صدقياً. ثلاثة شهور = بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانياً إلى كركميش وتقابل مع نبوخذ نصر وإنكسر فى الحرب وإستولى نبوخذ نصر على كل ما كان لمصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (7:24) ونجد أن فرعون خلع يهو أحاز كنوع من إظهار السلطة على يهوذا فشعب يهوذا كانوا قد ملكوه دون إستشارته. والعجيب أن الكتاب يسجل على يهوأحاز أنه فى خلال هذه المدة الصغيرة عمل الشر فى عينى الرب وهذا دليل على إصلاحات يوشيا كانت من فوق حتى أن اولاده كانوا أشرار. ولقد تجاوب الشعب مع شر يهوأحاز. وفى (35) قوَم الأرض = أى أن كل فرد يدفع نصيبه بحسب ما يملك من أرض. ولقد أخذ يهوياقيم الفضة من شعب الأرض وكان يهوياقيم شريراً ظالماً (ار 13:22-19+ 20:26 –23 + 20:36 –32) ولأول مرة يرث الأخ أخيه على عرش داود. وفرعون لم يكن ينوى أن يهاجم يهوذا لكن بعد إنتصاره على يوشيا فلماذا لا يفرض عليهم الضريبة ويتحكم فيهم. ولو صار أولاد يوشيا مثل أبيهم لكانوا قد عوملوا معاملة كريمة من فرعون ولكن لشرورهم سمح الله لهم بالذل فأحدهم سُبى إلى مصر والأخر صار خاضعاً فى ذل يدفع الجزية ولنرى عاقبة الخطية فسابقاً سلب بنو إسرائيل المصريين والآن بسبب الخطية نجد المصريين يسلبون بنى إسرائيل ويسببون لهم الفقر. ويهوياقيم = يهوه يقيم والياقيم = الله يقيم وفرعون غير الإسم ليهوياقيم نوعاً من إظهار السلطة لكن هناك فضل لنخو فهو غير الإسم لإسم دينى وكان هذا بإرشاد من رجال إسرائيل وهذا عكس ما فعلوه فى بابل فهم غيروا الأسماء لأسماء وثنية (دانيال والفتية).
ملحوظة:
سليمان : هو بانى الهيكل رمزاً للمسيح بانى الكنيسة
حزقيا : طال عمره 15 سنة رمزاً للمسيح الذى قام من الأموات فإمتد عمره.
يوشيا : مات خارج أورشليم فى حربه مع الأعداء رمزاً للمسيح الذى مات خارج أورشليم.
الإصحاح الرابع والعشرون
الآيات 1-7:- في ايامه صعد نبوخذناصر ملك بابل فكان له يهوياقيم عبدا ثلاث سنين ثم عاد فتمرد عليه. فارسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الاراميين وغزاة الموابيين وغزاة بني عمون وارسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء.ان ذلك كان حسب كلام الرب على يهوذا لينزعهم من امامه لاجل خطايا منسى حسب كل ما عمل.و كذلك لاجل الدم البريء الذي سفكه لانه ملا اورشليم دما بريا ولم يشا الرب ان يغفر.و بقية امور يهوياقيم وكل ما عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.ثم اضطجع يهوياقيم مع ابائه وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه.و لم يعد ايضا ملك مصر يخرج من ارضه لان ملك بابل اخذ من نهر مصر الى نهر الفرات كل ما كان لملك مصر.
فى أيامه = أيام يهوياقيم. وفى ار 1:25 + 2:46 نفهم أنه فى السنة الرابعة ليهوياقيم كان نبوخذ نصر فى السنة الأولى له. وخلال سنته الأولى هزم نبوخذ نصر ملك مصر فى معركة كركميش ملك بابل = كان أبو نبوخذ نصر حياً وكان نبوخذ نصر قائداً للجيش ونائباً للملك وسمى ملك بابل. وقد هاجم نبوخذ نصر يهوياقيم ليخضعه لبابل (فهو أخذ كل ما كان لمصر من الفرات لنهر مصر وكان يهوياقيم فى ذلك الوقت خاضعاً لمصر فأخضعه نبوخذ نصر له) ويبدو أن يهوياقيم عاد فتمرد على نبوخذ نصر بعد 3 سنين فأرسل الرب بعد 3 سنين من إخضاع نبوخذ نصر ليهوياقيم سمح الله له أن يتمرد ضد نبوخذ نصر وكان هذا ضد مشورات أرمياء لأن الرب سمح بأن يؤدبه هو وشعبه ونبوخذ نصر وكل جيوش الأعداء ما هو سوى أدوات فى يد الله يرسلهم وقتما يشاء يمنعهم وقتما يشاء. ويبدو أنه لإنشغال نبوخذ نصر فى حروبه بعيداً أرسل على يهوياقيم جيش من الأراميين والموأبيين والعمونيين فهو يعرف عداوتهم ليهوذا وكانوا بقيادة غزاة الكلدانيين والكلدانيين هم من جنوب ما بين النهرين. وفى هذه المعركة أخذوا سبايا 3023 أسير إلى بابل (أر 28:52) ولطالما حفظ الله شعبه من هؤلاء الغزاة بل ونصرهم عليهم مراراً لكن لماذا يحفظهم الآن وهم يطلبون آلهة وثنية. من أجل خطايا منسى = من أجل الخطايا التى علمهم إياها منسى. لكن لو كانوا قد تابوا عنها لقبلهم الله بالتأكيد. لكن طول أناة الله لا تعنى أنه يقبل الخطية. وبعد هذه الغزوة عاد يهوياقيم وتمرد ثانية فصعد عليه نبوخذ نصر وأخذه وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل ولكنه عدل عن قصده هذا وربما قتله فى وسط الطريق أو هو مات من نفسه وطرحت جثته على الأرض كجثة حمار أر 19:22.
الآيات 8-20:- كان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة حين ملك وملك ثلاثة اشهر في اورشليم واسم امه نحوشتا بنت الناثان من اورشليم.و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل ابوه. في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذناصر ملك بابل الى اورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار.و جاء نبوخذناصر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها.فخرج يهوياكين ملك يهوذا الى ملك بابل هو وامه وعبيده ورؤساؤه وخصيانه واخذه ملك بابل في السنة الثامنة من ملكه.و اخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر كل انية الذهب التي عملها سليمان ملك اسرائيل في هيكل الرب كما تكلم الرب.و سبى كل اورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة الباس عشرة الاف مسبي وجميع الصناع والاقيان لم يبق احد الا مساكين شعب الارض. وسبى يهوياكين الى بابل وام الملك ونساء الملك وخصيانه واقوياء الارض سباهم من اورشليم الى بابل.
وجميع اصحاب الباس سبعة الاف والصناع والاقيان الف وجميع الابطال اهل الحرب سباهم ملك بابل الى بابل.و ملك ملك بابل متنيا عمه عوضا عنه وغير اسمه الى صدقيا.كان صدقيا ابن احدى وعشرين سنة حين ملك وملك احدى عشرة سنة في اورشليم واسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة.و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم.لانه لاجل غضب الرب على اورشليم وعلى يهوذا حتى طرحهم من امام وجهه كان ان صدقيا تمرد على ملك بابل.
إبن ثمانى عشرة سنة = وفى 2 اى 9:36 يقول كان إبن ثمانى سنين ولكننا نجد فى آية (15) أنه كان له نساء وهناك حلين لهذه المشكلة أساسهم أن العمر الصحيح لهُ هو 18 سنة وليس 8 سنين لأنه كان لهُ نساء
1. هو جلس مع أبيه على العرش وملك معهُ وسنه 8 سنين كما هو عادة ملوك هذا الزمان.
2. مدة ال 8 سنين محسوبة من مدة السبى الأول أو من جلوس نبوخذ نصر على العرش.
صعد عبيد نبوخذ نصر = هم صعدوا أولاً ليحاصروا المدينة ثم جاء نبوخذ نصر بنفسه (آية 11) وغالباً كان أتياً من صور التى كان يحاصرها فى نفس الوقت. وسلم يهوياكين نفسه حتى يحفظ المدينة من الهدم. وفى (12) السنة الثامنة لملكه = أى مُلك مَلِك بابل. وفى (13) وكسرها = غالباً فى هجومه الأول أخذ الآنية الخفيفة وفى هذا الهجوم كسر الأوانى الكبيرة والمذابح (مذبح البخور والموائد) ليأخذ الذهب الذى فيها لأن بيلشاصر شرب فى آنية الهيكل. كما تكلم الرب = كما ذكر إشعياء لحزقيا الملك. كل الرؤساء = لكى يذل أورشليم ترك المساكين فقط وأخذ الأركان (هنا نجد فائدة للفقر) ونجد فى آية (14) أنه
سبى 10.000 وفى آية (16) نجده سبى 7.000 + صناع وأقيان 1000 = 8000
أصحاب باس فيكون عدد الرؤساء 2000
الأقيان = الحدادين فالحداد = قين
متنيا = أخو يهوأحاز فى آية 17 هو عم يهوياكين
فى آية 2اى 10:36 ملك بابل خلع يهوياكين وملك صدقيا أخاه وفى 1 اى 16،15:3 صدقيا إبن يهوياقيم
ومتينا هو عم يهوياكين فعلاً وعند العبرانيين فالأقرباء يسمونهم إخوة وإبراهيم دعى أخاً للوط وهو عمه ويهوياقيم لهُ إبن إسمه صدقيا وليس هو الملك صدقيا
ملحوظة:-
نبوخذ نصر هاجم الهيكل 3 مرات
1. أخذ الآنية ووضعها فى هيكل إلهه وهذه أعادها كورش مع عزرا عند الرجوع من السبى.
2. حين كسر الانية الكبيرة وحملها معهُ.
3. حين هدم الهيكل وأخذ كل النحاس.
الإصحاح الخامس والعشرون
الآيات 1-7:- وفي السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذناصر ملك بابل هو وكل جيشه على اورشليم ونزل عليها وبنوا عليها ابراجا حولها. ودخلت المدينة تحت الحصار الى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا.في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة ولم يكن خبز لشعب الارض.فثغرت المدينة وهرب جميع رجال القتال ليلا من طريق الباب بين السورين اللذين نحو جنة الملك وكان الكلدانيون حول المدينة مستديرين فذهبوا في طريق البرية. فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فادركوه في برية اريحا وتفرقت جميع جيوشه عنه.فاخذوا الملك واصعدوه الى ملك بابل الى ربلة وكلموه بالقضاء عليه. وقتلوا بني صدقيا امام عينيه وقلعوا عيني صدقيا وقيدوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به الى بابل.
فى السنة التاسعة = لصدقيا ملك بابل وكان تمرده غالباً أنه حاول عقد تحالف مع مصر وصور وصيدا وموآب ضد بابل. كل جيشه = (أر 1:34) يوضح أن كل ممالك الأرض التى خضعت لسلطان نبوخذ نصر وشعوبها كانوا يحاربون أورشليم. أبراجاً= أقاموا متاريس أى أكوام تراب قبالة السور ثم بنوا أبراجاً عليها ليضربوا أورشليم بالسهام والمنجنيق والرماح. فكل شعب أورشليم وجيشها محاصرون بالداخل. وقد هرب الملك ليلاً دون أن يراه الكلدانيون ولما عرفوا تبعوه ونفذوا فيه نبوتين (أر 4:32 + حز 13:12) ربلة = كانت مركزاً حربياً لملك بابل لأنه كان فى نفس الوقت الذى يحاصر فيه أورشليم كان يحاصر صور وربلة تتوسط الإثنين فإتخذها مركزاً له سلسلتين = واحدة ليديه والأخرى لرجليه. وعجيب أن أحداً من الملوك الأربعة لم يتعظ مما حدث مع سلفه وإستمروا فى شرورهم بل أكمل صدقيا مكيال الإثم حين نقض الحَلَف الذى حلفه لنبوخذ نصر ونلاحظ أن الخطية تفسد حكمة الأشرار فقرار تمرد صدقيا على ملك بابل بعدما حدث ليهوياكيم هو قرار لا يوصف سوى بالغباء.
الآيات 8-21:- وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم.و احرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت اورشليم وكل بيوت العظماء احرقها بالنار. وجميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط.و بقية الشعب الذين بقوا في المدينة والهاربون الذين هربوا الى ملك بابل وبقية الجمهور سباهم نبوزرادان رئيس الشرط.و لكن رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرامين وفلاحين. واعمدة النحاس التي في بيت الرب والقواعد وبحر النحاس الذي في بيت الرب كسرها الكلدانيون وحملوا نحاسها الى بابل.و القدور والرفوش والمقاص والصحون وجميع انية النحاس التي كانوا يخدمون بها اخذوها. والمجامر والمناضح ما كان من ذهب فالذهب وما كان من فضة فالفضة اخذها رئيس الشرط. والعمودان والبحر الواحد والقواعد التي عملها سليمان لبيت الرب لم يكن وزن لنحاس كل هذه الادوات. ثماني عشرة ذراعا ارتفاع العمود الواحد وعليه تاج من نحاس وارتفاع التاج ثلاث اذرع والشبكة والرمانات التي على التاج مستديرة جميعها من نحاس وكان للعمود الثاني مثل هذه على الشبكة.و اخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة.و من المدينة اخذ خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب وخمسة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة وكاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض وستين رجلا من شعب الارض الموجودين في المدينة.و اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط وسار بهم الى ملك بابل الى ربلة.فضربهم ملك بابل وقتلهم في ربلة في ارض حماة فسبي يهوذا من ارضه.
الهاربون الذين هربوا إلى ملك بابل = كانوا قد هربوا أثناء الحصار ولجأوا للبابليين أعمدة النحاس = من ضخامتها كسروها فزال جمالها لذلك يسجل الكاتب بحسرة مواصفات الأعمدة. صفنيا الكاهن الثانى = نائب رئيس الكهنة كان يقوم بواجب رئيس الكهنة حين كان رئيس الكهنة تمنعهُ أى موانع طقسية. الذين ينظرون وجه الملك = هم وزراؤه والقريبيين منهُ ومشيروه (هم الذين أشاروا بالتمرد) لأن عامة الشعب لا يرون وجه الملك. كاتب رئيس الجند = كان عليه أن يَعُد الجيش ويبلغهم أوامر القائد. وستين رجلاً = كانوا من الرؤساء.
فسبى يهوذا = كان السبى على 4 مراحل ولكن يبدو أنه كان أكثر من ذلك فنجد أن عدد المسبيين يختلف ما بين 2 مل 24، أر 52 ولكن نجد أن التواريخ المصاحبة تختلف أيضاً فيبدو أنه كان بين السبى والسبى يصعد جيش بابل ليأخذ بعص المسبين إلى بابل لإستخدامهم هناك والمراحل الأربعة المشهورة للسبى حسب الرسم.
قد يرجع السبب فى الإختلافات فى الأعداد (المسبين) وتواريخ السبى إلى:1. كل كاتب ينسب التواريخ لشئ مختلف.
2. الأعداد التى يكتبها واحد قد تشمل عدد من وصل لبابل فعلاً والأخر يكتب الذين أخذوا من أورشليم والبعض فُقد ومات فى الطريق.
3. هناك مرأحل أخرى للسبى غير الأربعة الكبار ونرى أن الله وجد أن أحسن علاج لخطايا يهوذا هو السبى.
الآيات 22-26- واما الشعب الذي بقي في ارض يهوذا الذين ابقاهم نبوخذناصر ملك بابل فوكل عليهم جدليا بن اخيقام بن شافان.و لما سمع جميع رؤساء الجيوش هم ورجالهم ان ملك بابل قد وكل جدليا اتوا الى جدليا الى المصفاة وهم اسماعيل بن نثنيا ويوحنان بن قاريح وسرايا بن تنحومث النطوفاتي ويازنيا ابن المعكي هم ورجالهم.و حلف جدليا لهم ولرجالهم وقال لهم لا تخافوا من عبيد الكلدانيين اسكنوا الارض وتعبدوا لملك بابل فيكون لكم خير.و في الشهر السابع جاء اسماعيل بن نثنيا بن اليشمع من النسل الملكي وعشرة رجال معه وضربوا جدليا فمات وايضا اليهود والكلدانيين الذين معه في المصفاة.فقام جميع الشعب من الصغير الى الكبير ورؤساء الجيوش وجاءوا الى مصر لانهم خافوا من الكلدانيين.
جدليا = لم يكن من النسل الملكى ولكنه كان غيوراً للوطن. رؤساء الجيوش = كانوا قد هربوا مع صدقيا ثم تفرقوا عنهُ بعد القبض عليه. إسمعيل = كان من النسل الملكى وكان مقاوماً للبابليين وربما كان لهُ أمل أن يعود للسلطة وجاءوا إلى مصر = فهم ظنوا أن ملك بابل لابد وسينتقم لقتل جدليا والبابليين الذين كانوا معهُ. ولن يميز فى إنتقامه بين إسمعيل وأتباعه وبين الباقين. وكان أرمياء قد أخبر يوحانان والذين معهُ بقرار الرب أن لا يذهبوا إلى مصر فلم يسمعوا لكلام الرب بل ذهبوا وأخذوا أرمياء معهم وتحقت نبوة موسى تث 26:28. فهم عادة بإرادتهم إلى أرض العبودية. وما فعلوه هنا يشبه ما يفعله كثيرين حين يسمح الله لهم ببعض التجارب فيتركون الكنيسة ويرجعون لأرض العبودية أى خطاياهم القديمة ويدعون أنها تعزيهم وفيها ينسون ألامهم ويجدون فيها الحماية من احزانهم
الآيات 27-30:- - وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا من السجن. وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل.و غير ثياب سجنه وكان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته.و وظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك امر كل يوم بيومه كل ايام حياته.
نجد لمحة رجاء فى آخر السفر برفع وجه يهوياكين. هى رحمة من الله وليست من ملك بابل ليعرف الشعب أن الله لم يتركهم تماماً فيكون لهم رجاء فى الخلاص والعودة وغالباً يكون ملك بابل قد فعل هذا بتأثير من دانيال والفتية الثلاث