الإصحاح الأول

الآيات 1-4:-  كلام نحميا بن حكليا حدث في شهر كسلو في السنة العشرين بينما كنت في شوشن القصر. انه جاء حناني واحد من اخوتي هو ورجال من يهوذا فسالتهم عن اليهود الذين نجوا الذين بقوا من السبي وعن اورشليم. فقالوا لي ان الباقين الذين بقوا من السبي هناك في البلاد هم في شر عظيم وعار وسور اورشليم منهدم وابوابها محروقة بالنار. فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت اياما وصمت وصليت امام اله السماء.

نحميا بن حكليا = من سبط لاوى لأن أخاه حنانى مذكور مع البوابين والمغنيين واللاويين (1:7) كسلو = الشهر التاسع السنة العشرين = هى لملك ارتحشستا وفى 1:2 ذكر شهر نيسان من السنة العشرين وهو الشهر الأول من السنة الجديدة وحل هذه المشكلة بسيط جداً فهى السنة العشرين لملك ارتحشستا ومن المحتمل أن ملك ارتحشستا بدأ مثلاً فى منتصف السنة ففى خلال هذه السنة العشرين لملكه سيمر الشهر التاسع أولاً ثم الشهر الأول من السنة الجديدة ثانياً. شوشن = عاصمة فارس على بعد حوالى 300 كم شرق بابل وكان الملوك يشتون فيها ويصيفون فى اكبتانا فى الجبال. حنانى = أخا نحميا. رجال من يهوذا = رجال أتوا حديثاً من اليهودية. الذين بقوا من السبى = نسل المسبيين وهؤلاء كانوا فى شر عظيم فالأسوار منهدمة وهم يلاقون مقاومة وإحتقار من الشعوب المحيطة. جلست وبكيت = هو لا يبكى على ما فعلهُ نبوخذ نصر وهدمه للأسوار بل هو يبكى على الحال الذى عليه أورشليم خصوصاً عندما سمع أن مساعى عزرا لبناء الأسوار فشلت أو أن الأعداء هدموا ما بناه عزرا. وقوله جلست وبكيت تشير لما يجب أن يفعله كل منا حين تواجهه مشكلة ما، أن يختلى فى خلوة مع الله ويصلى ويرجع إلى نفسه كما رجع الإبن الضال إلى نفسه. وصمت وصليت = الصلاة هى دعوة لله أن يتدخل ويحل المشكلة ومن المؤكد أن الله سيتدخل ولكن بدون صلاة فهذا يعنى أننى أريد حل المشكلة وحدى بدون معونة الله.

 

الآيات 5-11:-  وقلت ايها الرب اله السماء الاله العظيم المخوف الحافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه. لتكن اذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذي يصلي اليك الان نهارا وليلا لاجل بني اسرائيل عبيدك ويعترف بخطايا بني اسرائيل التي اخطانا بها اليك فاني انا وبيت ابي قد اخطانا. لقد افسدنا امامك ولم نحفظ الوصايا والفرائض والاحكام التي امرت بها موسى عبدك. اذكر الكلام الذي امرت به موسى عبدك قائلا ان خنتم فاني افرقكم في الشعوب. وان رجعتم الي وحفظتم وصاياي وعملتموها ان كان المنفيون منكم في اقصاء السماوات فمن هناك اجمعهم واتي بهم الى المكان الذي اخترت لاسكان اسمي فيه. فهم عبيدك وشعبك الذي افتديت بقوتك العظيمة ويدك الشديدة. يا سيد لتكن اذنك مصغية الى صلاة عبدك وصلاة عبيدك الذين يريدون مخافة اسمك واعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمة امام هذا الرجل لاني كنت ساقيا للملك

الإله العظيم المخوف = الذى ظهرت عظمته فى تاديب شعبه ولكن تظهر عظمته بالأكثر فى مراحمه لشعبه التائب وهذا هو رجاء نحميا لذلك قال الحافظ العهد = عهده مع إبراهيم وإسحق ويعقوب. لمحبيه وحافظى وصاياه = إن كنتم تحبوننى فإحفظوا وصاياى (يو 15:14). عيناك مفتوحتين = لترى ما يعانى منه شعبك فترحم وتسمع صلاة عبدك. بنى إسرائيل عبيدك = هم أخطأوا ولكنهم ما زالوا عبيد لله.

انا وبيت أبى قد اخطأنا = هو يصنع نفس ما صنعه عزرا. وهذا هو المنهج الروحى السليم لكل خادم. وما أتى فى أيات 9، 8 لم يحدث حرفياً بل نجد معناه. فتفريقهم فى الشعوب مذكور فى تث 27:4 والوعد بالرجوع فى لا 40:26-42+ تث 5، 4:30 والكلام فى تث 1:30-5 أقرب ما يكون لما أتى هنا. فمن هناك أجمعهم = كما يفتش الراعى عن الخراف الضالة حز 11:34-16. آتى بهم إلى المكان = أى إلى أورشليم والهيكل. وفى (8) اذكر الكلام = هكذا تصلى الكنيسة دائماً " أذكر يا رب كذا وكذا. . . " وليس معنى هذا أن الله ينسى فنذكره. بل الله يفرح بهذا لأنه يريدنا أن نكون واثقين فى مواعيده التى سبق فقالها. وهو هنا يقول للرب اذكر فأنت وعدت بأن تجمع شعبك شعبك الذى إفتديت = أى الذى أخرجته من أرض مصر بقوة وذراع شديدة. فالآن نحن نسل هؤلاء وكما صنعت لهم إصنع بنا، هو يطلب بثقة من الله أن ينجز مواعيده. وهكذا نصلى بنفس المفهوم " كما كان وهكذا يكون من جيل إلى جيل. . . . . . فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد عب 8:13 فالله الذى خلص فى ذلك الزمان ما المانع أن يخلص الآن بل هو سيفعل.

ساقياً للملك = هى وظيفة سامية فى بيت الملك. والله دبر لنحميا هذه الوظيفة ليُعين شعبه. فالله يضع رجاله فى قصر الملك لينفذوا خطته. وهكذا كان رجال لله فى قصر قيصر وكان موسى النبى فى قصر فرعون وعوبديا فى قصر أخاب ودانيال فى قصر نبوخذ نصر. ولاحظ أن نحميا مثل موسى فكان يمكن أن ينشغل بالحياة المرفهة فى القصر ولكنه كان بقلبه هناك فى أورشليم المحروقة بالنار ومع الشعب المحتقر ولكنه لم يحتقر فقرهم ولم يطلب راحته وسلامته (أع 23:7) ونحميا بسبب محبته لشعبه عرض نفسه للخطر فكان للملك أن يحيى وأن يميت.


 

الإصحاح الثانى

الآيات 1-8:- وفي شهر نيسان في السنة العشرين لارتحشستا الملك كانت خمر امامه فحملت الخمر واعطيت الملك ولم اكن قبل مكمدا امامه. فقال لي الملك لماذا وجهك مكمد وانت غير مريض ما هذا الا كابة قلب فخفت كثيرا جدا. وقلت للملك ليحيى الملك الى الابد كيف لا يكمد وجهي والمدينة بيت مقابر ابائي خراب وابوابها قد اكلتها النار. فقال لي الملك ماذا طالب انت فصليت الى اله السماء. وقلت للملك اذا سر الملك واذا احسن عبدك امامك ترسلني الى يهوذا الى مدينة قبور ابائي فابنيها فقال لي الملك والملكة جالسة بجانبه الى متى يكون سفرك ومتى ترجع فحسن لدى الملك وارسلني فعينت له زماناو قلت للملك ان حسن عند الملك فلتعط لي رسائل الى ولاة عبر النهر لكي يجيزوني حتى اصل الى يهوذا ورسالة الى اساف حارس فردوس الملك لكي يعطيني اخشابا لسقف ابواب القصر الذي للبيت ولسور المدينة وللبيت الذي ادخل اليه فاعطاني الملك حسب يد الهي الصالحة علي.

رأينا فى الإصحاح السابق كيف جاهد نحميا مع الله وصارع معه فى صلاته ونرى هنا كيف جاهد مع الملك ومع الأعداء ثم مع شعبه فجعلهم يعملون ويبنون. وغلب واستجيبت صلاته فصار مثل يعقوب الذى جاهد مع الله والناس وقدر تك 28:32 لماذا وجهك مكمد. . . فخفت كثيراً جداً = من واجبات الساقى أن يشرب قليلاً من الخمر قبلما يعطيها للملك ليؤكد لهُ أنها بدون سم. ونحميا خاف حينما لاحظ الملك إضطرابه وحزنه فهذا يعتبر عند الملوك دليل عدم رضى أو تمرد وعصيان أو يكون إضطرابه بسبب أنه يدبر مؤامرة ضد الملك. وفى حالات كهذه يأمر الملك بقتل الشخص فوراً.

 بيت مقابر أبائى = كانت المقابر مقدسة عند القدماء ومنهم ملك فارس ونحميا بهذا يحرك مشاعر الملك نحو شعب اليهود ونحو نحميا. فصليت إلى إله السماء = هو صلى كثيراً وجلس قبل وقوفه أمام الملك وبكى وتذلل وصلى ومع هذا وقبل أن يجيب الملك نجده يصلى ثانية ولاحظ أن وقوفه الآن أمام الملك يأتى بعد سماعه الأخبار عن أورشليم بحوالى أربعة أشهر ولاحظ أنه يصلى لإله السماء بينما هو واقف أمام ملك فارس فهو يشعر أنه واقف امام ملك السماء والأرض دائماً أيا كان مكانهُ. وهناك ملحوظة أخرى أن ملك فارس الوثنى إهتم بأن يسأل نحميا لماذا وجهه مكمد وحاول ان يرضيه فكم بالأولى الله يهتم بأن يكون عبيده فى فرح. فأبنيها = هنا لهُ طلبين

1-    أن تبنى الأسوار

2-    أن يُعينه الملك على هذا العمل

والملكة جالسة = هذه العبارة أو الملحوظة تعنى

1-   أن نحميا كان يعتمد على الملكة وتعاونها معهُ وانها ستعينه وتؤيد مطلبه كصديقة لليهود

2-  أو تعنى عكس هذا تماماً أن الملكة كانت ضد اليهود وضده ورغم هذا وافق الملك. وفى كلتا الحالتين نرى تأثير الله القوى على الملك وتدبير الله. فعينت له زماناً = هو ذهب لأورشليم وبعد أن أكمل عملهُ عاد للملك ليقدم تقريراً ثم عاد ثانية كوالٍ على أورشليم. فردوس الملك = هى كلمة فارسية تعنى مكان مسور فيه أشجار. القصر = أو قلعة كانت للبيت أى بجانب الهيكل. البيت الذى أدخل إليه = أى بيت نحميا لكونه صار والياً. وفى هذا البيت أضاف كثيرين بكرم. فالملك أعطاه أكثر من طلبه فقد عينه والٍ أيضاً (14:5) حسب يد إلهى الصالحة = لاحظ أنه لم يقل الملك أعطانى لأمانتى معهُ ولأننى خدمته بأمانة بل الله هو الذى فعل.

 

الآيات 10، 9:-  فاتيت الى ولاة عبر النهر واعطيتهم رسائل الملك وارسل معي الملك رؤساء جيش وفرسانا. ولما سمع سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني ساءهما مساءة عظيمة لانه جاء رجل يطلب خيرا لبني اسرائيل.

رؤساء جيش وفرسان = نحميا لم يطلب ولكن الملك أرسل معهُ وهو كوالٍ يكون له قوة حراسة ومن يرسله الملك يرسل معهُ قوة حراسة ومن يرسلهُ الله يرسل معهُ جيش ملائكة. ونلاحظ أن عزرا لإيمانه لم يطلب قوة حراسة ونحميا لإيمانه أيضاً لم يطلب بل الملك أعطاه فلماذا يرفض. فالله قد يسخر لنا وسائل بشرية عادية لحمايتنا.

سنبلط الحورونى = من بيت حورون شمال غرب أورشليم بحوالى 28 كم والظاهر أنه من رؤساء السامريين. وظهر من اوراق الألفنتين انه كان والياً على السامرة. وربما كان يطمع فى أن يتولى يهوذا أيضاً. طوبيا العبد = رفيق سنبلط فى مقاومة اليهود وربما كان حاكماً على العمونيين وكان هناك كراهية شديدة بين اليهود والعمونيين. جاء رجل ربما قال سنبلط وطوبيا هذا " جاء رجلاً يقصد الإحتقار لشخص نحميا.

 

الآيات 11-18:-  فجئت الى اورشليم وكنت هناك ثلاثة ايام- ثم قمت ليلا انا ورجال قليلون معي ولم اخبر احدا بما جعله الهي في قلبي لاعمله في اورشليم ولم يكن معي بهيمة الا البهيمة التي كنت راكبها. وخرجت من باب الوادي ليلا امام عين التنين الى باب الدمن وصرت اتفرس في اسوار اورشليم المنهدمة وابوابها التي اكلتها النار. وعبرت الى باب العين والى بركة الملك ولم يكن مكان لعبور البهيمة التي تحتي. فصعدت في الوادي ليلا وكنت اتفرس في السور ثم عدت فدخلت من باب الوادي راجعا. ولم يعرف الولاة الى اين ذهبت ولا ما انا عامل ولم اخبر الى ذلك الوقت اليهود والكهنة والاشراف والولاة وباقي عاملي العمل. ثم قلت لهم انتم ترون الشر الذي نحن فيه كيف ان اورشليم خربة وابوابها قد احرقت بالنار هلم فنبني سور اورشليم ولا نكون بعد عارا. واخبرتهم عن يد الهي الصالحة علي وايضا عن كلام الملك الذي قاله لي فقالوا لنقم ولنبن وشددوا اياديهم للخير.

ثلاثة أيام = إلى أن. تنصرف أعين المراقبين له. ومن المؤكد ان نحميا رجل الصلاة قضى هذه الثلاثة أيام فى الصلاة

قمت ليلاً = جعل الأمر سراً حتى يعد كل شىء حتى لا يقاوموه ويفسدوا العمل وهو أراد أن يعاين بنفسه كل شىء ليحدد حجم العمل. باب الوادى = وادى إبن هنوم. ونحميا خرج منهُ ودار دورة كاملة حول المدينة وعاد ودخل من باب الوادى الذى خرج منهُ

عين التنين = سميت هكذا لأنهم جعلوا تمثال تنين يخرج الماء من فمه. ثم قلت لهم = هو جمع الأشراف وباقى العاملين وشجعهم فالعمل عمل جماعى.

 

الآيات 20، 19:-  ولما سمع سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني وجشم العربي هزاوا بنا واحتقرونا وقالوا ما هذا الامر الذي انتم عاملون اعلى الملك تتمردون. فاجبتهم وقلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني واما انتم فليس لكم نصيب ولا حق ولا ذكر في اورشليم

جشم العربى = أحد رؤساء العرب. وواضح أنه كان هناك إتحاد بين السامريين والعمونيين والعرب ضد اليهود، بل غالباً كان هناك شعوب أخرى ضد اليهود. إحتقرونا = لأن اليهود كانوا قليلى العدد وغير قادرين على العمل. أعلى الملك تتمردون = ربما لم يعلموا بأن هناك أمر من ملك فارس بالبناء. ولكنهم حاولوا تخويف الشعب من البناء. ونجد أن نحميا لم يقل لهم أن ملك فارس أصدر أمراً بالبناء بل قال إله السماء يعطينا النجاح، هناك دائماً مقاومات لكل أعمال الله والمقاومات هنا إشتملت على:

1-   الإستهزاء بالعمل

2-   إحتقار القائمين به

3-   تخويفهم بإتهامهم بأنهم متمردين على الملك

وكان رد نحميا "إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى" ولاحظ أن نحميا لم يُشر للمرسوم الملكى الذى معه، فهو يعتمد على الله وليس الملك.


 

الإصحاح الثالث

 نجد هنا أسماء الذين قاموا بالعمل بحماس لتكريمهم ولتشجيع كل من يعمل فى كرم الرب.

ونجد أيضاً نظام العمل وتقسيمه. فإلهنا إله نظام وليس إله تشويش (معجزة إشباع الجموع) فنجد أن العمل قد تم توزيعه فكان لكل واحد من العاملين معهُ أو عائلته نصيباً من العمل وهذا مفهوم التكامل فى الجسد الواحد أى الكنيسة فلكل دورهُ فى بناء الكنيسة.

مضمون الإصحاح ترميم الأسوار وكان فى ذلك صعوبة لوجود الأعداء المقاومين للعمل. ولكن نجد نحميا بحكمة قد قسم العمل على 42 فرقة من العمال ودبر العمل على طريقة بها يرمم كل واحد مقابل بيته أو مقابل بلدته وكان الجميع يعملون وفى نفس الوقت يصلون.

 

آية1- وقام الياشيب الكاهن العظيم واخوته الكهنة وبنوا باب الضان هم قدسوه واقاموا مصاريعه وقدسوه الى برج المئة الى برج حننئيل.

باب الضأن = هذا الباب كان قرب الهيكل وسُمى هكذا لأن عنده كان سوق الغنم الذى كان يُطلب منه كثير من الغنم لذبائح الهيكل. وكان موقع الباب موافقاً لهذه التجارة لأن الغنم كانت تأتى من الشرق، والباب كان يوجد جهة الشمال الشرقى.

ونلاحظ ان أول باب يتم ترميمه هو باب الضأن. والمسيح هو باب الخراف وراعيها وبه ندخل إلى أورشليم لذلك نجد أن من رمم هذا الباب هو رئيس الكهنة والكهنة. وقدسوه = أى أقاموا حفلة تدشين وشكر لله بعد أن رمم الكهنة الباب برج حنئيل وبرج المائة = كانا فى زاوية المدينة الشمالية الشرقية. والسور يوجد به عدة أبراج. ولنلاحظ المعنى الروحى فبرج المئة يشير لقطيع المسيح (رقم 100 يشير لقطيع المسيح) وهم فى المسيح كأنهم فى برج فهم فى حمايتة "إسم الرب برج حصين يلجأ إليه القديس ويتمنع " والبرج يشير أيضاً للعلو السمائى الذى يوجد فيه المؤمنين. ولقدرتهم على إكتشاف العدو. وبرج حننئيل = حننئيل تعنى الله يرحم فكل ما حصلنا عليه هو من رحمة الله فمن مراحم الله أننا دخلنا من الباب، باب الضأن وصرنا من قطيع المسيح المقدس = وقدسوه ولنلاحظ دور الخدام والكهنة. فالكهنة لهم عمل مع قطيع المسيح لذلك نجد أن الكهنة هم الذين بنوا باب الضأن وقدسوه. الياشيب = هو إبن يوياقيم بن يشوع رئيس الكهنة. وهو الذى عمل مع نحميا فى ترميم الأسوار ولكنه كان قريباً لطوبيا العمونى (4:13) وكان حفيده صهراً لسنبلط (28:13). ومن المؤكد فهذه القرابات كانت عائقاً للعمل.

 

آية 2:-  وبجانبه بنى رجال اريحا وبجانبهم بنى زكور بن امري.

رجال أريحا = رمموا ما كان مقابل مدينتهم التى كانت فى الشرق.

 

آية 3:-  وباب السمك بناه بنو هسناءة هم سقفوه واوقفوا مصاريعه واقفاله وعوارضه.

باب السمك= ربما كان بجانبه سوقاً للسمك. ولكن السمك يرمز أيضاً لشعب المسيح الذى يسير ضد التيار بزعانف النعمة، وهم يعيشون فى العالم (البحر) بكل خطاياه ولا يغرقون ويموتون. ولقد إتخذ المسيحين الأوائل السمكة شعاراً لهم فسمكة باليونانية " إخثيس " وهى مكونة من 5 حروف كل حرف منها هو الحرف الأول من عبارة " يسوع المسيح إبن الله مخلصنا".

 

آية 5:-  وبجانبهم رمم التقوعيون واما عظماؤهم فلم يدخلوا اعناقهم في عمل سيدهم.

واما عظماؤهم. . = سيدهم هنا هو نحميا الوالى ولعلهم إنقادوا للمقاومين لكن لنلاحظ أن العظمة تقود للكبرياء. والكبرياء عائق عن دخول أورشليم السماوية. وهنا من إعتبر نفسه عظيماً على عمل الرب خسر تسجيل إسمه فى قائمة الشرف وفى أورشليم السماوية.

 

آية 6:-  والباب العتيق رممه يوياداع بن فاسيح ومشلام بن بسوديا هما سقفاه واقاما مصاريعه واقفاله وعوارضه.

الباب العتيق = فى السور الشمالى إلى جهة الغرب. ولعلهُ مدخل المدينة القديمة ويقال أنه من أيام ملشيصاداق وأنه هو الذى بناه حين كانت المدينة تدعى ساليم. وهذا الباب يدل على أن دخول أورشليم السماوية ليس قاصراً على شعب العهد الجديد فهو مفتوح لشعب العهد القديم أيضاً الذين ماتوا على الرجاء.

 

آية 7:-  وبجانبهما رمم ملطيا الجبعوني ويادون الميرونوثي من اهل جبعون والمصفاة الى كرسي والي عبر النهر.

أهل جبعون والمصفاة =هى إلى جهة شمال غرب أورشليم أى ناحية الباب العتيق.

إلى كرسى والى عبر النهر =ربما أن والى عبر النهر فى إحدى زياراته جعل كرسيه فى مكان بقرب باب المدينة الشمالى وبقى إسم المكان " كرسى الوالى" حتى بعد ذهابه

 

آية 8:-  وبجانبهما رمم عزيئيل بن حرهايا من الصياغين وبجانبه رمم حننيا من العطارين وتركوا اورشليم الى السور العريض.

قام الصياغين والعطارون بترميم قسم كبير من السور (آية 32، 31) فمن أعطاه الله المال يجب أن يكرم الله بوزناته التى أعطاها الله لهُ. وتركوا أورشليم إلى السور العريض = هذا يعنى إما أنهم تركوا ترميم قسم من سور أورشليم لأنه كان سالماً لا يحتاج إلى ترميم حتى وصلوا إلى السور العريض فرجعوا إلى العمل. أو أنهم تركوا قسماً من مدينة أورشليم القديمة لأنها كانت بلا سكان فى زمانهم وبنوا ما يكفى لأورشليم الحالية. وقوله السور العريض لأنه فى هذه المنطقة كان السور عريضاً أكثر من غيره.

 

الآيات 9-12:-  وبجانبهم رمم رفايا بن حور رئيس نصف دائرة اورشليم. وبجانبهم رمم يدايا بن حروماف ومقابل بيته وبجانبه رمم حطوش بن حشبنيا. قسم ثان رممه ملكيا بن حاريم وحشوب بن فحث مواب وبرج التنانير. وبجانبه رمم شلوم بن هلوحيش رئيس نصف دائرة اورشليم هو وبناته.

نجد هنا فى(12، 9) رئيسان لأورشليم، كل منهم رئيس نصف لأورشليم. وربما كانت هذه سياسة فارسية ليراقب كل منهما الآخر آية (16)، (17) فحث موآب = فحث كلمة أشورية معناها رئيس وربما كان فحث من سبط يهوذا وله سلطة فى موآب (1 اى 22:4) وبناته = قد تعنى الكلمة القرى التابعة لهُ أو الضياع التى تتبعه فالكلمة تشير لصغير يعتمد على كبير أو تعنى بناته فعلاً وهن بهذا يستحققن التكريم فعمل البناء شاق على البنات.

 

آية 13:-  باب الوادي رممه حانون وسكان زانوح هم بنوه واقاموا مصاريعه واقفاله وعوارضه والف ذراع على السور الى باب الدمن.

باب الوادى = الوادى هو إبن هنوم رمز جهنم فمن يخرج من أورشليم أى يترك المسيح بإرادته فلا مكان لهُ سوى هذا " ديماس تركنى إذ أحب العالم الحاضر"

إلى باب الدمن = باب الروث ومنه تخرج فضلات الحيوانات والقاذورات ولاحظ إقتران باب الوادى وباب الدمن. فإن لم نطهر أنفسنا من خطايانا ونلقيها خارجاً سيكون طبيعياً أن يكون مصيرنا باب الوادى.

 

آية 15:-  وباب العين رممه شلون بن كلحوزة رئيس دائرة المصفاة هو بناه وسقفه واقام مصاريعه واقفاله وعوارضه وسور بركة سلوام عند جنينة الملك الى الدرج النازل من مدينة داود.

باب العين = غالباً هو باب الماء (1:8) وقارن مع 14:2 فمن باب العين يكون العبور إلى بركة الملك. والماء يشير للمعمودية فلا دخول سوى بالمعمودية، مدخل الأسرار هى بركة الملك وغالباً هى نفسها بركة سلوام (قارن مع يو 6:9) (آية 26)

الدرج النازل = المدينة كانت تحوى داخلها عدة تلال وهى ليست مستوية فكان هناك سلالم للصعود من مكان إلى مكان. مدينة داود = الإشارة هنا إلى قسم من المدينة قرب الهيكل. وأما الإسم مدينة داود فقد أطلق قديماً على المدينة كلها. وكان موضع الهيكل خارجاً عن الأسوار حتى بنى الهيكل فإنضم إليها.

 

آية16:- وبعده رمم نحميا بن عزبوق رئيس نصف دائرة بيت صور الى مقابل قبور داود والى البركة المصنوعة والى بيت الجبابرة.

البركة المصنوعة = لقد طم حزقيا العيون الموجودة حول أورشليم لكى لا يستفيد منها الأشوريون أثناء حصارهم لأورشليم (2اى 4:32) ولعله أقام هذه البركة كخزان للمدينة.

 

آية 25:-  وفالال بن اوزاي من مقابل الزاوية والبرج الذي هو خارج بيت الملك الاعلى الذي لدار السجن وبعده فدايا بن فرعوش.

 

البرج الذى هو خارج بيت الملك = أو البرج الأعلى وكان البرج خارج بيت الملك أى ناتئاً عنه لأجل الدفاع عن المكان. (ووُجد أساس هذا البرج فعلاً فى الأثار).

 

آية 26:- وكان النثينيم ساكنين في الاكمة الى مقابل باب الماء لجهة الشرق والبرج الخارجي.

الأكمة المذكورة هى جنوبى الهيكل وكانت حصينة ومنيعة. وكان باب الماء أمامهُ ساحة واسعة (3، 1:8) والآية (26) هى جملة معترضة.

 

آية 28:-  وما فوق باب الخيل رممه الكهنة كل واحد مقابل بيته.

باب الخيل = هو إلى الشرق وهو مشرف على وادى قدرون وربما هو مكان الخيل المذكور فى 2 مل 11:23 المخصص لعبادة الشمس أو هو الباب الذى تدخل منه خيول الملك إلى اسطبلاتها.

 

آية 30:-  وبعده رمم حننيا بن شلميا وحانون بن صالاف السادس قسما ثانيا وبعده رمم مشلام بن برخيا مقابل مخدعه.

مقابل مخدعه = ربما كان مشلام من الكهنة ورفيع الشأن وكان لهُ مخدع فى دار بيت الرب.

 

آية 31:-  وبعده رمم ملكيا ابن الصائغ الى بيت النثينيم والتجار مقابل باب العد الى مصعد العطفة.

بيت النثينيم = إن النثينيم كانوا ساكنين فى الأكمة وربما كان البيت المذكور هنا بيت إدارة للذين خدموا الهيكل

الأبواب

أبواب أورشليم الأرضية لها إشارات واضحة للكنيسة

1-   باب الضأن = منه تدخل الذبائح وهذا يشير للمؤمنين الذبائح الحية الذين يدخلون خلال إيمانهم بالمسيح باب الخراف

2-  باب السمك = أن كان باب الضأن يشير للخراف الموجودة فعلاً داخل الحظيرة، فالسمك يشير للنفوس التى ضاعت فى العالم المشبه بالبحر والمسيح أتى للكل. وتلاميذ المسيح كانوا صيادى سمك فهم أتوا بكل العالم الوثنى للإيمان.

3-   الباب العتيق:-

سواء باب الضأن أو باب السمك فهما إشارة للمسيح فهو الباب، وهنا يسمى بالباب العتيق فهو الأزلى كلمة الله

4-   باب الوادى-

إشارة لأن الإتضاع هو الطريق الوحيد للدخول لأورشليم، ونكون مثمرين. فالوادى تجرى إليه مياه الأنهار وتجعله مثمراً

5-   باب الدمن :-

أى النفاية. وهذا شرط آخر للإثمار. أن نعتبر أن العالم نفاية فى 8:3

6-   باب العين = العين تختلف عن البئر. فالبئر يحفرها إنسان. لكن العين تفيض من نفسها. فهى إشارة للروح القدس يو 37:7-39

7-   باب الماء:-

منه يجلبون الماء الذى يستخدمونه فى الغسلات. وهذا يرمز للمعمودية

8-   باب الخيل:-

هى ترمز للجهاد فالخيل تستعمل فى الحروب ونحن فى حرب مستمرة حتى تنتهى هذه الحياة

9-   باب الشرق:-

جهادنا مستمر إلى أن يشرق مسيحنا فى مجيئه الثانى وهو شمس البر

10-                      باب العد:-

عند هذا الباب كانوا يحصدون الجند عند ذهابهم للحرب وعند عودتهم. وكل أولاد الله الأمناء معروفين عنده بأسمائهم.


 

الإصحاح الرابع

الآيات 1-6:- ولما سمع سنبلط اننا اخذون في بناء السور غضب واغتاظ كثيرا وهزا باليهود. وتكلم امام اخوته وجيش السامرة وقال ماذا يعمل اليهود الضعفاء هل يتركونهم هل يذبحون هل يكملون في يوم هل يحيون الحجارة من كوم التراب وهي محرقة. وكان طوبيا العموني بجانبه فقال ان ما يبنونه اذا صعد ثعلب فانه يهدم حجارة حائطهم. اسمع يا الهنا لاننا قد صرنا احتقارا ورد تعييرهم على رؤوسهم واجعلهم نهبا في ارض السبي. ولا تستر ذنوبهم ولا تمح خطيتهم من امامك لانهم اغضبوك امام البانين. فبنينا السور واتصل كل السور الى نصفه وكان للشعب قلب في العمل.

نجد هنا مقاومات الأعداء لعمل الله، فالعمل الناجح لابد له من مقاومة داخلية وخارجية. وفى (2) إخوته = أى رؤساء السامريين. جيش السامرة = أى السامريون القادرون على الحرب. وغالباً هم جماعة غير منظمة تجمعوا خوفاً من أن يقوم اليهود ببناء مدينتهم أورشليم فترجع مملكتهم إلى ما كانت عليه. أو يكون جيش السامرة هو الحامية الخاضعة لسنبلط كوالى والغالب هم المجموعتين معاً. هل يتركونهم = أى هل سيتركهم ملك فارس ورجاله يقومون بهذا العمل. كُوم التراب = وجد الذين نبشوا حديثاً أساسات الهيكل أن التراب والحجارة تكومت فوق الأساسات فى بعض الأماكن 125 قدماً. وهى محرقة = فقد هدم البابليين كل شىء من حجارة وأحرقوا كل ما كان من خشب. وفى (3) إذا صعد ثعلب = اى أن حيوان خفيف يهدم الحائط إذا صعد عليه. ولاحظ أنهم كانوا يهزاون من اليهود بينما هم كانوا خائفين منهم. وفى آية (4) إسمع يا إلهنا = صلى نحميا بحسب عادته. إذاً نحميا لم يرد على السخرية بل صلى. ونلاحظ فى صلاته أنه يطلب عقابهم. وهذه تعتبر بروح النبوة وليس بروح الإنتقام. وهو لا يطلب هذا لمجد شخصى أو لأنه قد لحقته إهانة شخصية بل لأنه غار على مجد الله = لأنهم أغضبوك أمام البانين (آية 5)= لقد قصد الأعداء أن تصل كلمات السخرية أمام الشعب الذى يبنى السور ليلقوا الإضطراب بينهم فيبعدونهم عن قائدهم ويكفوا عن العمل، كما فعل ربشاقى (2 مل 26:18-28). وفى (6) إلى نصفه = أى إلى نصف العلو المقصود. لأننا نرى فى آية (7) أنهم كانوا قد اكملوا دائرة السور وإتصل كلهُ بعضه ببعض وكان ذلك فى مدة 52 يوماً.

 

الآيات 7-14:- ولما سمع سنبلط وطوبيا والعرب والعمونيون والاشدوديون ان اسوار اورشليم قد رممت والثغر ابتدات تسد غضبوا جدا. وتامروا جميعهم معا ان ياتوا ويحاربوا اورشليم ويعملوا بها ضررا. فصلينا الى الهنا واقمنا حراسا ضدهم نهارا وليلا بسببهم. وقال يهوذا قد ضعفت قوة الحمالين والتراب كثير ونحن لا نقدر ان نبني السور. وقال اعداؤنا لا يعلمون ولا يرون حتى ندخل الى وسطهم ونقتلهم ونوقف العمل. ولما جاء اليهود الساكنون بجانبهم قالوا لنا عشر مرات من جميع الاماكن التي منها رجعوا الينا. فاوقفت الشعب من اسفل الموضع وراء السور وعلى القمم اوقفتهم حسب عشائرهم بسيوفهم ورماحهم وقسيهم. ونظرت وقمت وقلت للعظماء والولاة ولبقية الشعب لا تخافوهم بل اذكروا السيد العظيم المرهوب وحاربوا من اجل اخوتكم وبنيكم وبناتكم ونسائكم وبيوتكم.

الأشدوديون = إحدى مدن فلسطين الخمس. ولاحظ كثرة أعداء الشعب

صلينا. . . . وأقمنا حراساً = الصلاة أولاً ثم العمل والجهاد فكلاهما مكمل للآخر. فالصلاة وحدها لا تكفى بدون العمل. والعمل وحده لا يكفى بدون صلاة. والنعمة والجهاد يكملون بعضهما. وقال يهوذا = كانوا قد تعبوا لأن حجم العمل كان عظيماً، والمقاومة كانت عظيمة، فمن الخارج مقاومات ومن الداخل مخاوف. والتراب كثير = فكان عليهم أن يحفروا كثيراً ليكشفوا الأساس أو يضعوا أساس جديد. هنا مشكلة أخرى فالتخاذل الآن من اليهود أنفسهم بحجة أن التراب كثير. ومعنى آية (11) أن الأعداء نشروا إشاعات ليرعبوهم، أن الأعداء سيدخلوا عليهم ويقتلونهم على حين غرة. ومعنى آية (12) أن اليهود الساكنون فى أماكن خارج أورشليم ومجاورة للسامريين والعمونيين والعرب كانوا يأتون ليعملوا فى السور، وحينما يأتون كانوا يأتوا معهم بما يسمعون من إشاعات ومؤامرات الأعداء ضد الشعب، أن الأعداء سيأتون فجأة ويدخلون ويقتلون ويوقفون العمل. عشر مرات = أى مرات عديدة فهم كل ما يأتوا للعمل يحملوا أخباراً مخيفة

فأوقفت الشعب = أخذ جزءاً من الشعب وجعلهم حراساً. البعض كان تحت السور للدفاع والبعض فوق السور للمراقبة. ونظرت = نظرت إلى فوق إلى الله مصدر المعونة

لا تخافوهم بل اذكروا السيد = مهما كان العدو جباراً عاتياً قوياً فالله أقوى والعدو الجبار امامه كلا شىء.

 

الآيات 15-23:-  ولما سمع اعداؤنا اننا قد عرفنا وابطل الله مشورتهم رجعنا كلنا الى السور كل واحد الى شغله. ومن ذلك اليوم كان نصف غلماني يشتغلون في العمل ونصفهم يمسكون الرماح والاتراس والقسي والدروع والرؤساء وراء كل بيت يهوذا. البانون على السور بنوا وحاملو الاحمال حملوا باليد الواحدة يعملون العمل وبالاخرى يمسكون السلاح. وكان البانون يبنون وسيف كل واحد مربوط على جنبه وكان النافخ بالبوق بجانبي. فقلت للعظماء والولاة ولبقية الشعب العمل كثير ومتسع ونحن متفرقون على السور وبعيدون بعضنا عن بعض. - فالمكان الذي تسمعون منه صوت البوق هناك تجتمعون الينا الهنا يحارب عنا. - فكنا نحن نعمل العمل وكان نصفهم يمسكون الرماح من طلوع الفجر الى ظهور النجوم وقلت في ذلك الوقت ايضا للشعب ليبت كل واحد مع غلامه في وسط اورشليم ليكونوا لنا حراسا في الليل وللعمل في النهار. ولم اكن انا ولا اخوتي ولا غلماني ولا الحراس الذين ورائي نخلع ثيابنا كان كل واحد يذهب بسلاحه الى الماء.

كان ما حدث أن نحميا يقسم العاملين قسمين، قسم للبناء وقسم للحرب معطلاً للبناء. فلما وصل لنحميا أن الأعداء فهموا أنهم مستعدين أعاد الرجال للبناء. وفى (15) وأبطل الله = كان قد طلب المعونة من الله، وهنا يعترف أن الله هو الذى أبطل مشورتهم

وفى (16) نصف غلمانى = أى خدامه المخصصون له كوالٍ. والرؤساء وراء = يعلمون ويقودون ويشددون أيادى الشعب. وآية (17) باليد الواحدة يعملون. . . وبالأخرى يمسكون السلاح هذا لا يفهم حرفياً وتفسيرها فى (18) أن السيف معلق على جنب كل واحد والبناء يتم بكلتا اليدين. وروحياً فسلاحنا هو كلمة الله وعلينا أن لا نتركها بينما نعمل اليوم كله وكلمة الله هى سيف ذو حدين. . . عب 12:4 وبها حارب السيد المسيح إبليس. وبنفس المفهوم نفهم وكان النافخ بالبوق بجانبى = فالحرب الروحية تحتاج لنافخ البوق الذى ينبه بأن هناك هجوم والهجوم قد يأتى من أى جانب. والبوق أيضاً هو كلمة الله (اش 1:58) وهو يجمع الكل ليحارب الجميع وهذا معنى آية (20) فإذا سمعت الكنيسة عن جهة أو شخص ضعيف عليه أن يساندوه بصلواتهم ومحبتهم ورعايتهم لهُ حتى لا يفشل. وفى (21) فكان نصفهم = أى نصف غلمان نحميا المذكورين فى آية (16) وهؤلاء تقلدوا السلاح الثقيل (رماح/ أتراس / قسى / دروع) وإكتفى الشعب العادى الذى يبنى بحمل السيوف. وفى (22) ليبت كل واحد = كان عليهم خطر إذا تركوا أورشليم وذهبوا إلى اماكنهم وكان خطر أيضاً على الباقين فى أورشليم لأنهم أصبحوا قليليين. وفى (23) نخلع ثيابنا = أى كانوا مستعدين للقتال فى كل وقت حتى فى وقت نومهم القليل. وهذا القول عن نحميا وغلمانه الحراس. بسلاحه إلى الماء = هم مستعدون دائماً، فكانوا يذهبون للإستحمام والشرب وهم بسلاحهم حتى لا يفاجئهم العدو.


 

الإصحاح الخامس

قد تكون احداث هذا الإصحاح حدثت أثناء حكم نحميا بعد أن تم بناء السور. ولكنها بدأت فى الظهور، والشكاوى بدأت تظهر أثناء بناء السور ووضع هذا الإصحاح هنا لنعرف أن عمل الله له مقاومين من الخارج والداخل فنحميا عانى من الحروب الخارجية والحروب الداخلية. فبينما كان هناك شعب كثير مشغول بالبناء والحرب كان هناك فى داخل الشعب من هو مشغول بالحصول على الربا من إخوته الفقراء. وأحداث هذا الإصحاح يصعب أن نحدث خلال 52 يوماً لكنها بدأت خلالها. فالشعب الذى إنشغل بالبناء أهمل أعماله الخاصة فإضطروا للإستدانة ليأكلوا فإستغلهم الآخرون بالربا.

 

الآيات 1-5:- وكان صراخ الشعب ونسائهم عظيما على اخوتهم اليهودو كان من يقول بنونا وبناتنا نحن كثيرون دعنا ناخذ قمحا فناكل ونحيا. وكان من يقول حقولنا وكرومنا وبيوتنا نحن راهنوها حتى ناخذ قمحا في الجوع. وكان من يقول قد استقرضنا فضة لخراج الملك على حقولنا وكرومناو الان لحمنا كلحم اخوتنا وبنونا كبنيهم وها نحن نخضع بنينا وبناتنا عبيدا ويوجد من بناتنا مستعبدات وليس شيء في طاقة يدنا وحقولنا وكرومنا للاخرين.

وكان صراخ = من قلة الأمان فى الخارج وكثرة العمل فى ترميم الأسوار أهملوا أعمالهم العادية كالعمل فى الأرض والتجارة فإفتقروا وإضطروا للإقتراض من إخوتهم اليهود الذين إستغلوا الظرف وأقرضوهم بالربا. وفى (2) دعنا نأخذ قمحاً = هم لم يجدوا طعاماً لأنفسهم ولبيوتهم. وهنا نجدهم يطلبون الطعام ليحيبوا. هذا بينما إخوتهم يفتنون على حسابهم. وفى (4) خراج الملك = أى أن الضرائب كانت ثقيلة عليهم بالإضافة للديون والربا. وفى (5) لحمنا كلحم إخوتنا = هنا يشتكى الشعب أنهم بسبب الديون إضطروا أن يبيعوا حقولهم وبيوتهم بل حتى أولادهم ومعنى شكواهم هل يليق هذا أن يشترى إخوتنا اليهود أولادنا ولحمنا كلحمهم أى كلنا شعب واحد. وكلنا نحتاج للطعام والشراب.

 

الآيات 6-13:- فغضبت جدا حين سمعت صراخهم وهذا الكلام. فشاورت قلبي في وبكت العظماء والولاة وقلت لهم انكم تاخذون الربا كل واحد من اخيه واقمت عليهم جماعة عظيمة. وقلت لهم نحن اشترينا اخوتنا اليهود الذين بيعوا للامم حسب طاقتنا وانتم ايضا تبيعون اخوتكم فيباعون لنا فسكتوا ولم يجدوا جوابا. وقلت ليس حسنا الامر الذي تعملونه اما تسيرون بخوف الهنا بسبب تعيير الامم اعدائنا. وانا ايضا واخوتي وغلماني اقرضناهم فضة وقمحا فلنترك هذا الربا. ردوا لهم هذا اليوم حقولهم وكرومهم وزيتونهم وبيوتهم والجزء من مئة الفضة والقمح والخمر والزيت الذي تاخذونه منهم ربا. فقالوا نرد ولا نطلب منهم هكذا نفعل كما تقول فدعوت الكهنة واستحلفتهم ان يعملوا حسب هذا الكلام. ثم نفضت حجري وقلت هكذا ينفض الله كل انسان لا يقيم هذا الكلام من بيته ومن تعبه وهكذا يكون منفوضا وفارغا فقال كل الجماعة امين وسبحوا الرب وعمل الشعب حسب هذا الكلام.

هذه المشكلة لا تنتظر حتى إتمام السور فماذا فعل نحميا؟" العدل لا يؤجل "

1-   غضبت جداً. . . . . . آية 6 إظهار الغضب ليخيف المخطىء

2-   فشاورت قلبى. . . . . آية 7 أى تفكير بحكمة وليس بإنفعال

3-   بكت العظماء. . . . . . آية 7 هو بكت الأغنياء سبب المشكلة والغنى عليه أن يرحم أخيه

4-   أقمت عليهم جماعة عظيمة آية 7 هنا يشهد عليهم جماعة عظيمة ليشهدوا على ما قالهُ

5-   أنا. . . وغلمانى أقرضناهم آية 10 هنا نحميا يصير مثلاً لهم

6-   ردوا لهم. . . حقولهم. . . آية 11 هذا عمل إيجابى

7-   دعوت الكهنة واستحلفتهم آية 12 هنا يشهد الكهنة عليهم

وفى (7) جماعة عظيمة = أى عدداً كبيراً من الشعب. وفى (8) نحن إشترينا إخوتنا = ربما يشير إلى ما كانوا قد عملوه فى مكان السبى أى أنهم إفتدوا إخوتهم من العبودية. وهذا ليبكتهم إذ إستعبدوا هم إخوتهم الفقراء. وفى (10) نجد نحميا يقرض المحتاجين منهم بدون ربا أو يعطيهم مجاناً بقدر ما أمكنه ليكون قدوة لكل قادر. ويمكن تفسير هذه الآية أن نحميا هنا يعترف بأن غلمانه فعلوا نفس الشىء أى أقرضوا الشعب بالربا. والجزء من مئة آية11 معناها الفائدة 1% شهرياً أى 12% سنوياً ولقد وافق الجميع فأشهد عليهم الكهنة (12) وفى (13) نفضت حجرى= عمل رمزى يشير أن الله يرفض وينفض عنه من لا يعمل بموجب هذا الكلام الذى تم الإتفاق عليه ويكون محروماً فى إسرائيل. وسبحوا الرب = لأنه خلصهم من ضيقهم وخلصهم من الإنشقاق.

الآيات 14-19:-  وايضا من اليوم الذي اوصيت فيه ان اكون واليهم في ارض يهوذا من السنة العشرين الى السنة الثانية والثلاثين لارتحشستا الملك اثنتي عشرة سنة لم اكل انا ولا اخوتي خبز الوالي. ولكن الولاة الاولون الذين قبلي ثقلوا على الشعب واخذوا منهم خبزا وخمرا فضلا عن اربعين شاقلا من الفضة حتى ان غلمانهم تسلطوا على الشعب واما انا فلم افعل هكذا من اجل خوف الله. وتمسكت ايضا بشغل هذا السور ولم اشتر حقلا وكان جميع غلماني مجتمعين هناك على العمل. وكان على مائدتي من اليهود والولاة مئة وخمسون رجلا فضلا عن الاتين الينا من الامم الذين حولنا. وكان ما يعمل ليوم واحد ثورا وستة خراف مختارة وكان يعمل لي طيور وفي كل عشرة ايام كل نوع من الخمر بكثرة ومع هذا لم اطلب خبز الوالي لان العبودية كانت ثقيلة على هذا الشعب. اذكر لي يا الهي للخير كل ما عملت لهذا الشعب.

خبز الوالى = كناية عن كل ما كان على الشعب أن يقدموه للوالى. وهو يقول هذا عن نفسه ليصير مثلاً لكل حاكم. وفى (15) أربعين شاقلاً = كان ذلك مطلوباً من الشعب كل يوم نقداً. وغلمانهم تسلطوا = بلا رحمة وكان ذلك بعلم سادتهم. وأما نحميا فقام بنفقاته ولم يثقل على الشعب وكان كريماً وأضاف كثيرين بل تمسك هو وغلمانه بشغل السور ولم أشتر حقلاً = كان لهُ فرصة ليمتلك حقولاً لكنه أنفق نقوده على المتضايقين وفى (17) اليهود والولاة = اليهود الذين أتوا من بابل ليسكنوا أورشليم. والولاة كانوا يهوداً وأجانب وكان نحميا يصرف على هذه الولائم من مرتبه كوالى وساقى للملك وما إدخره من وجوده بالقصر. وفى (19) اذكر لى يا إلهى = هو لا يطلب مقابل من إنسان بل من الله


 

الإصحاح السادس

الآيات 1-9:- ولما سمع سنبلط وطوبيا وجشم العربي وبقية اعدائنا اني قد بنيت السور ولم تبق فيه ثغرة على اني لم اكن الى ذلك الوقت قد اقمت مصاريع للابواب. ارسل سنبلط وجشم الي قائلين هلم نجتمع معا في القرى في بقعة اونو وكانا يفكران ان يعملا بي شرا. فارسلت اليهما رسلا قائلا اني انا عامل عملا عظيما فلا اقدر ان انزل لماذا يبطل العمل بينما اتركه وانزل اليكما. وارسلا الي بمثل هذا الكلام اربع مرات وجاوبتهما بمثل هذا الجواب. فارسل الي سنبلط بمثل هذا الكلام مرة خامسة مع غلامه برسالة منشورة بيده مكتوب فيها. قد سمع بين الامم وجشم يقول انك انت واليهود تفكرون ان تتمردوا لذلك انت تبني السور لتكون لهم ملكا حسب هذه الامور. وقد اقمت ايضا انبياء لينادوا بك في اورشليم قائلين في يهوذا ملك والان يخبر الملك بهذا الكلام فهلم الان نتشاور معا. فارسلت اليه قائلا لا يكون مثل هذا الكلام الذي تقوله بل انما انت مختلقه من قلبك. لانهم كانوا جميعا يخيفوننا قائلين قد ارتخت ايديهم عن العمل فلا يعمل فالان يا الهي شدد يدي.

قبل هذا رأينا إبليس كأسد زائر فهم يهاجمون بعنف وهنا نجدهم يحاولون بالخداع. نجد هنا خطة جديدة ضد نحميا. فالآن قد تم بناء السور ولكن المصاريع لم  تكن قد وضعت فهذه فرصة الأعداء الأخيرة فلو وضعت المصاريع لإنتهى الأمر. والخطة الجديدة هى أن يدعوا الأعداء نحميا إلى بقعة أونو وهذه تبعد عن أورشليم 32 كم أى مسافة بعيدة وأونو هى بلا أسوار حتى لا يشك نحميا أنهم سيحبسونه داخلها. لكنهم خططوا لقتله فى الطريق غالباً هذا هو خداع الحية، وهم يدعونه بحجة التشاور بمحبة وغرضهم أسره وقتله فى الطريق وربما إستعد آخرون للهجوم على أورشليم لو نجحوا فى قتل نحميا. لكن نحميا فهم خطتهم وغايتهم ولكننا نجد نحميا لا يدخل فى حوار معهم "فالحوار مع إبليس ورجاله ممنوع فنتيجته الموت". وهذا ما حدث مع آدم وحواء. وكان رد نحميا رائعاً إنى عامل عمل عظيم = هذا ما يجب أن يقوله كل منا ما دام عملنا هو خلاص نفوسنا. فلا وقت للنقاش لأن عندنا عمل عظيم والوقت منذ الآن مقصر. لماذا يبطل العمل = هذا رد كله حكمة فهو لم يقل لهم أنه فهم مؤامراتهم وذلك حتى لا يثيرهم. ولو قبل نحميا أن يذهب لغاب عن أورشليم 3 أيام وتعطل العمل برسالة منشورة = أى مكتوبة على رق لتنشر بين الناس وحين ينتشر الخبر بين الناس يخافون ويضطربون فيتركون العمل فيلتزم نحميا أن يذهب لأعدائه. ومضمون الرسالة أنهم إتهموا نحميا بأنه يتآمر ضد الملك. وأن مؤامرته ليكون ملكاً على اليهود. وأن هذا الخبر الآن قد إنتشر بين الأمم المحيطة. وهناك شاهد مهم على ذلك هو جشم = جشم يقول. إذاً الخبر مثبت بشهادة أحد المعتبرين. وهم ظنوا أن نحميا سيخاف من هذا وأن الشعب سوف يضطرب ويضطر نحميا للذهاب لهم ليساعدوه فى دحض هذه الإفتراءات أمام الملك.

 

الآيات 10-14:-  ودخلت بيت شمعيا بن دلايا بن مهيطبئيل وهو مغلق فقال لنجتمع الى بيت الله الى وسط الهيكل ونقفل ابواب الهيكل لانهم ياتون ليقتلوك في الليل ياتون ليقتلوك. فقلت ارجل مثلي يهرب ومن مثلي يدخل الهيكل فيحيا لا ادخل. فتحققت وهوذا لم يرسله الله لانه تكلم بالنبوة علي وطوبيا وسنبلط قد استاجراه. لاجل هذا قد استؤجر لكي اخاف وافعل هكذا واخطئ فيكون لهما خبر رديء لكي يعيراني. اذكر يا الهي طوبيا وسنبلط حسب اعمالهما هذه ونوعدية النبية وباقي الانبياء الذين يخيفونني.

العدو لا يهدأ وحيله ضد أولاد الله تتنوع. ونجد هنا حيلة جديدة. فهم يخيفوه ليختبىء فيظهر للناس أنه جبان فيفشل كقائد ومن ثم يفشل العمل. فإذا إختبأ نحميا فقدالشعب قائده وإذا خاف القائد ذعر الشعب وخافوا وتركوا البناء فيجىء سنبلط ويضرب أورشليم ويهدم السور. شمعيا = هو يدعى النبوة ولكنه نبى كاذب إستأجره طوبيا وسنبلط ليردد أقوالهما الخبيثة امام نحميا. وهو مغلق = هو أغلق الباب عليه وعلى نحميا ليكون الإجتماع سرياً، أو هو يدعى خلوة مع الله ولا يقابل إنسان بل الله فقط، أو هو أغلق على نفسه كإشارة ليعطى نحميا مثلاً فيغلق على نفسه فى الهيكل. وهكذا فعل صدقيا بقرنيه الحديد مع ملك يهوذا (نبى كاذب) وهكذا فعل أغابوس بمنطقة بولس وكانت دعوة شمعيا لنحميا أن يدخل الهيكل ويغلق على نفسه فيها مشكلتان 1- أن يظهر للناس خوفه              2- دخوله وهو ليس بكاهن للهيكل فيتعدى على الناموس ويحدث شقاق بينه وبين الكهنة.

لذلك كان رد نحميا على هاتين النقطتين

1-   أرجل مثلى يهرب

2-   ومن مثلى يدخل الهيكل فيحيا

نوعدية = هى أيضاً نبية كاذبة. فالأعداء إستأجروا عدداً من الأنبياء ضد نحميا.

 

الآيات 15-19:-  وكمل السور في الخامس والعشرين من ايلول في اثنين وخمسين يوما. ولما سمع كل اعدائنا وراى جميع الامم الذين حوالينا سقطوا كثيرا في اعين انفسهم وعلموا انه من قبل الهنا عمل هذا العمل. وايضا في تلك الايام اكثر عظماء يهوذا توارد رسائلهم على طوبيا ومن عند طوبيا اتت الرسائل اليهم. لان كثيرين في يهوذا كانوا اصحاب حلف له لانه صهر شكنيا بن ارح ويهوحانان ابنه اخذ بنت مشلام بن برخيا. وكانوا ايضا يخبرون امامي بحسناته وكانوا يبلغون كلامي اليه وارسل طوبيا رسائل ليخوفني.

كمل السور فى 52 يوماً لأنه كان فى أماكن كثيرة لم يهدم للأرض وعبر السنوات الماضية كانت هناك محاولات للبناء ولكنها كانت تقاوم دائماً وتتوقف الأعمال ولكن الآن بتنظيم وحكمة نحميا وتشجيعه تم العمل. وفى (16) سقطوا كثيراً فى أعين أنفسهم = هم عرفوا أن الله ولو أنه كان يؤدب شعبه لفترة إلا أنه يحبهم ويساندهم ولأنهم لم ينجحوا فى كل مؤامراتهم. وفى (17) نجد مشاكل جديدة لنحميا. فهناك من عظماء اليهود من كان لهُ قرابة جسدية مع طوبيا أو فى تحالف معهُ = أصحاب حلف. فطوبيا تزوج يهودية وكان بينه وبين رئيس الكهنة  إلياشيب قرابة جسدية (4:13). وفى (19) حسناتة = هو وزع مالاً على اليهود لعله على سبيل الرشوة. ويبدو أن عظماء اليهود فضلوا التساهل والتحالف مع جيرانهم ولولا نحميا لكانوا إتفقوا مع الأمم وصاروا مثلهم فى حياتهم وعبادتهم. هنا حرب جديدة هى من الداخل من ضعاف النفوس من اصحاب الزواج المختلط. فطوبيا أرسل رسائل يخيف بها نحميا. وهو أولاً أراد أن يظهر بمظهر الصديق ثم ظهرت عداوته.


 

الإصحاح السابع

الآيات 1-4:-  ولما بني السور واقمت المصاريع وترتب البوابون والمغنون واللاويون. اقمت حناني اخي وحننيا رئيس القصر على اورشليم لانه كان رجلا امينا يخاف الله اكثر من كثيرين. وقلت لهما لا تفتح ابواب اورشليم حتى تحمى الشمس وما داموا وقوفا فليغلقوا المصاريع ويقفلوها واقيم حراسات من سكان اورشليم كل واحد على حراسته وكل واحد مقابل بيته. وكانت المدينة واسعة الجناب وعظيمة والشعب قليلا في وسطها ولم تكن البيوت قد بنيت.

بعد أن بنى نحميا الأسوار إهتم بالآتى

1-   حماية وحفظ المدينة (فتح وغلق الأبواب) الآيات 1-4

2-   تعمير المدينة وملأها بالناس      الآيات 5-73

البوابون = بدون بوابون فالأسوار لا قيمة لها ويسهل الهجوم عليها (اش 6:62) بل لأن الوقت كان خطير فقد وقف المغنون واللاويون مع البوابون على الأسوار ليساعدوهم وربما كان المغنيين واللاويين يساعدون البوابون إذا لم يكن لهم عمل فى الهيكل. ونلاحظ أن عبادة الله هى حماية لأى مكان وخدام الله الأمناء هم الحراس فوق الأسوار أقمت حنانى = هو الذى أخبره بحال أورشليم 2:1. وحننيا رئيس القصر = إذ ثبتت امانته فى عمله فى القصر إستحق عملاً أكبر " الذى يكون أميناً فى القليل يستامن على الكثير. وغالباً أقام نحميا كل الإثنين حنانى وحننيا مكانه لسفره إلى فارس. حتى تحمى الشمس = لئلا يدخل الأعداء المدينة وكانت العادة فتح الأبواب عند أول ضوء شمس والسبب فى هذا التأخير كثرة الأعداء.

وما داموا وقوفاً = حينما تفتح الأبواب على الحراس أن ينتبهوا ويكونوا وقوفاً. سكان أورشليم= تنظمت الحراسات. وكان كل إنسان مسئولاً عن حراسة بيته وما حوله، وهكذا ينبغى أن يكون روحياً. وكانت مشكلة أورشليم ونحميا أن الشعب قليل داخل أورشليم

 

الآيات 5-73:- فالهمني الهي ان اجمع العظماء والولاة والشعب لاجل الانتساب فوجدت سفر انتساب الذين صعدوا اولا ووجدت مكتوبا فيه. هؤلاء هم بنو الكورة الصاعدون من سبي المسبيين الذين سباهم نبوخذناصر ملك بابل ورجعوا الى اورشليم ويهوذا كل واحد الى مدينته. الذين جاءوا مع زربابل يشوع نحميا عزريا رعميا نحماني مردخاي بلشان مسفارث بغواي نحوم وبعنة عدد رجال شعب اسرائيل. بنو فرعوش الفان ومئة واثنان وسبعون. بنو شفطيا ثلاث مئة واثنان وسبعون. بنو ارح ست مئة واثنان وخمسون. بنو فحث مواب من بني يشوع ويواب الفان وثمان مئة وثمانية عشر. بنو عيلام الف ومئتان واربعة وخمسون. بنو زتو ثمان مئة وخمسة واربعون. بنو زكاي سبع مئة وستون. بنو بنوي ست مئة وثمانية واربعون. بنو باباي ست مئة وثمانية وعشرون. بنو عزجد الفان وثلاث مئة واثنان وعشرون. بنو ادونيقام ست مئة وسبعة وستون. بنو بغواي الفان وسبعة وستون. بنو عادين ست مئة وخمسة وخمسون. بنو اطير لحزقيا ثمانية وتسعون. بنو حشوم ثلاث مئة وثمانية وعشرون. بنو بيصاي ثلاث مئة واربعة وعشرون. بنو حاريف مئة واثنا عشر. بنو جبعون خمسة وتسعون. رجال بيت لحم ونطوفة مئة وثمانية وثمانون. رجال عناثوث مئة وثمانية وعشرون. رجال بيت عزموت اثنان واربعون. رجال قرية يعاريم كفيرة وبئيروت سبع مئة وثلاثة واربعون. رجال الرامة وجبع ست مئة وواحد وعشرون. رجال مخماس مئة واثنان وعشرون. رجال بيت ايل وعاي مئة وثلاثة وعشرون. رجال نبو الاخرى اثنان وخمسون. بنو عيلام الاخر الف ومئتان واربعة وخمسون. بنو حاريم ثلاث مئة وعشرون. بنو اريحا ثلاث مئة وخمسة واربعون. بنو لود بنو حاديد واونو سبع مئة وواحد وعشرون. بنو سناءة ثلاثة الاف وتسع مئة وثلاثون. اما الكهنة فبنو يدعيا من بيت يشوع تسع مئة وثلاثة وسبعون. بنو امير الف واثنان وخمسون. بنو فشحور الف ومئتان وسبعة واربعون. بنو حاريم الف وسبعة عشر. اما اللاويون فبنو يشوع لقدميئيل من بني هودويا اربعة وسبعون. المغنون بنو اساف مئة وثمانية واربعون. البوابون بنو شلوم بنو اطير بنو طلمون بنو عقوب بنو حطيطا بنو شوباي مئة وثمانية وثلاثون. النثينيم بنو صيحا بنو حسوفا بنو طباعوت. بنو قيروس بنو سيعا بنو فادون. وبنو لبانة وبنو حجابا بنو سلماي. بنو حانان بنو جديل بنو جاحر. بنو رايا بنو رصين وبنو نقودا. بنو جزام بنو عزا بنو فاسيح. بنو بيساي بنو معونيم بنو نفيشسيم. بنو بقبوق بنو حقوفا بنو حرحور. بنو بصليت بنو محيدا بنو حرشا. بنو برقوس بنو سيسرا بنو تامح. بنو نصيح بنو حطيفا. بنو عبيد سليمان بنو سوطاي بنو سوفرث بنو فريدا. بنو يعلا بنو درقون بنو جديل. بنو شفطيا بنو حطيل بنو فوخرة الظباء بنو امون. كل النثينيم وبني عبيد سليمان ثلاث مئة واثنان وتسعون. وهؤلاء هم الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وادون وامير ولم يستطيعوا ان يبينوا بيوت ابائهم ونسلهم هل هم من اسرائيل. بنو دلايا بنو طوبيا بنو نقودا ست مئة واثنان واربعون. ومن الكهنة بنو حبابا بنو هقوص بنو برزلاي الذي اخذ امراة من بنات برزلاي الجلعادي وتسمى باسمهم. هؤلاء فحصوا عن كتابة انسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت. وقال لهم الترشاثا ان لا ياكلوا من قدس الاقداس حتى يقوم كاهن للاوريم والتميم. كل الجمهور معا اربع ربوات والفان وثلاث مئة وستون. فضلا عن عبيدهم وامائهم الذين كانوا سبعة الاف وثلاث مئة وسبعة وثلاثين ولهم من المغنين والمغنيات مئتان وخمسة واربعون. وخيلهم سبع مئة وستة وثلاثون وبغالهم مئتان وخمسة واربعون. والجمال اربع مئة وخمسة وثلاثون والحمير ستة الاف وسبع مئة وعشرون. والبعض من رؤوس الاباء اعطوا للعمل الترشاثا اعطى للخزينة الف درهم من الذهب وخمسين منضحة وخمس مئة وثلاثين قميصا للكهنة. والبعض من رؤوس الاباء اعطوا لخزينة العمل ربوتين من الذهب والفين ومئتي منا من الفضة. وما اعطاه بقية الشعب ست ربوات من الذهب والفا منا من الفضة وسبعة وستون قميصا للكهنة. واقام الكهنة واللاويون والبوابون والمغنون وبعض الشعب والنثينيم وكل اسرائيل في مدنهم ولما استهل الشهر السابع وبنو اسرائيل في مدنهم.

فألهمنى إلهى = نحميا يعتبر كل شىء صالح هو من عند الله فهو يصلى لله. والله يدبر كل شىء ويرشده فى كل شىء ويقوده فى كل شىء. ونجد هنا تكراراً للأسماء الواردة فى عز (ص2) فتكرار الأسماء والعطايا يشير أن الله عينه على اولاده. وهو يعرفهم بالإسم هؤلاء الذين لهم أسماء مكتوبة فى سفر الحياة. والله يفرح بعطاياهم. ونجد أن نحميا أراد أن لا يسكن فى أورشليم إلا اليهود الأنقياء النسب(من أصل يهودى معروف) لذلك رجع لسجلات زربابل ويشوع سنة 536 وكانت أساساً لخطته. وهو أسكن فى أورشليم (10:1) منهم (1:11) وكان ذلك بالقرعة ومن اهمية هذه القوأئم أنهم حين يرجعون إليها سيجدون أن عددهم زاد جداً فيمجدوا الله. وهناك أهمية قصوى لهذه القوائم وهو معرفة نسب المسيح.


 

الإصحاح الثامن

فى هذا الإصحاح نرى الإهتمام بحفظ الشريعة ودراستها. فبدون ذلك سيعودون للسبى ثانية.

الآيات 1-8:- اجتمع كل الشعب كرجل واحد الى الساحة التي امام باب الماء وقالوا لعزرا الكاتب ان ياتي بسفر شريعة موسى التي امر بها الرب اسرائيل. فاتى عزرا الكاتب بالشريعة امام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم ما يسمع في اليوم الاول من الشهر السابع. وقرا فيها امام الساحة التي امام باب الماء من الصباح الى نصف النهار امام الرجال والنساء والفاهمين وكانت اذان كل الشعب نحو سفر الشريعة. ووقف عزرا الكاتب على منبر الخشب الذي عملوه لهذا الامر ووقف بجانبه متثيا وشمع وعنايا واوريا وحلقيا ومعسيا عن يمينه وعن يساره فدايا وميشائيل وملكيا وحشوم وحشبدانة وزكريا ومشلام. وفتح عزرا السفر امام كل الشعب لانه كان فوق كل الشعب وعندما فتحه وقف كل الشعب. وبارك عزرا الرب الاله العظيم واجاب جميع الشعب امين امين رافعين ايديهم وخروا وسجدوا للرب على وجوههم الى الارض. ويشوع وباني وشربيا ويامين وعقوب وشبتاي وهوديا ومعسيا وقليطا وعزريا ويوزاباد وحنان وفلايا واللاويون افهموا الشعب الشريعة والشعب في اماكنهم. وقراوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى وافهموهم القراءة.

الشهر السابع = كمل السور فى 25 من أيلول أى الشهر السادس (15:6) كرجل واحد إلى الساحة التى أمام باب الماء = باب الماء يشير للمعمودية مدخل الأسرار التى بها نمتلىء بالروح ونصير جسداً واحداً وروحاً واحداً فهذا عمل الروح القدس أن يجعل الكنيسة عروس واحدة للمسيح " خطبتكم لأقدم عذراء ". . . . . . . عذراء واحدة وليس عذارى. وكان الإجتماع فى ساحة بيت الله فهى متسعة وتحتمل عدد كبير من الشعب. وكان هذا الإجتماع وما سبقه فى بابل حين كانوا يجتمعون لدراسة الشريعة بداية المجامع. والمجمع هو مكان يقرأ فيه الناموس ثم يفسره المعلمون كما حدث هنا. وقالوا لعزرا = هنا اول ذكر لعزرا فى السفر لأن عزرا كان مشغولاً بتجميع وضبط الأسفار فكانت هذه خدمته بعد وصول نحميا. والشعب بعد أن أكملوا الأسوار منتصرين على مقاومة أعدائهم شعروا بأنهم شعب الله الخاص وأنهم منفصلين عن الأمم وما فرزهم هو وجود شريعة الرب عندهم فطلبوا أن يسمعوا هذه الشريعة وكان عزرا قد أتم عمله غالباً فطلبوا منهُ أن يأتى بكتاب. والكنيسة تبنى على التعليم" لاحظ نفسك والتعليم 1 تى 16:4" فى اليوم الأول من الشهر السابع = هو عطلة هتاف البوق. ونلاحظ أنه فى عيد الأبواق يقرأون الشريعة وكلمات الكتاب هى بوق إنذار لكل واحد. وفى (4) منبر الخشب = ليراه الجميع وهذا يناظر المنجلية فى الكنيسة الآن. وفى (5) نلاحظ وقوف الشعب عند فتح السفر إحتراماً لكلمة الله وهكذا نقف فى الكنيسة عند سماع قراءة الإنجيل. وكان عزرا يقرأ ومعه مساعدون وللتفسير (أسماؤهم فى آية 7) وربما كانوا يترجمون من العبرانية إلى الأرامية فكثير من الشعب يتكلم الآن الأرامية وفى (6) وبارك عزرا الرب = وهكذا فى الكنيسة وبعد قراءة الإنجيل نبارك الرب بقولنا والمجد لله دائماً آمين.

فوق كل الشعب = علينا أن نتضع أمام كلمة الله لنفهمها. وفى (7) واللاويون = المذكورين هنا لاويون فحرف العطف لا يضيف شىء بل هو صفة لهؤلاء المذكورين، هو عطف تفسيرى أى " وهؤلاء اللاويون".

 

الآيات 9-12:-  ونحميا اي الترشاثا وعزرا الكاهن الكاتب واللاويون المفهمون الشعب قالوا لجميع الشعب هذا اليوم مقدس للرب الهكم لا تنوحوا ولا تبكوا لان جميع الشعب بكوا حين سمعوا كلام الشريعة. فقال لهم اذهبوا كلوا السمين واشربوا الحلو وابعثوا انصبة لمن لم يعد له لان اليوم انما هو مقدس لسيدنا ولا تحزنوا لان فرح الرب هو قوتكم. وكان اللاويون يسكتون كل الشعب قائلين اسكتوا لان اليوم مقدس فلا تحزنوا. فذهب كل الشعب لياكلوا ويشربوا ويبعثوا انصبة ويعملوا فرحا عظيما لانهم فهموا الكلام الذي علموهم اياه.

هذا اليوم مقدس = لأنه أول الشهر السابع ولأنهم إستمعوا فيه لكلمة الله.

لا تنوحوا = هم ناحوا لأنهم فهموا أن كل مصائبهم كانت بسبب خطاياهم. والحزن على الخطيئة هو من فعل روح الله فى قلوبهم يو 8:16. ولكن الحزن على الخطية يتحول لفرح روحى وهناك وقت للحزن ووقت للفرح، لذلك قالوا لم لا تنوحوا. وهكذا نتعلم التوازن الدقيق بين الحزن والدموع على خطايانا والفرح بغفران الله ومحبته ورحمته. فقال لهم = غالباً عزرا إذهبوا كلوا السمين وإشربوا الحلو وأبعثوا انصبة = ونحن فى القداس الإلهى بعد أن نسمع كلمة الله المقدسة والإنجيل ونصلى باكين على خطايانا فرحين بالخلاص، نأكل ونشرب جسد ودم المسيح وتشترك الكنيسة كلها فى هذه الوليمة التى نفرح بها لآن فرح الرب هو قوتكم = الفرح الروحى هو علاج دائم للنفس والجسد وليس الفرح بملذات العالم بل بعطايا الله ونعمته وغفرانه ومحبته. ونلاحظ أن الفرح يأتى بعد الدموع فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج ونلاحظ وصية عزرا " إبعثوا أنصبة" فكانوا فى الأعياد عليهم أن يأكلوا أفخر طعام وعليهم أيضاً أن يشركوا من لا يستطيع ذلك من الفقراء. وفرح الرب هو قوتكم = فهم لو نظروا لسلاحهم وعددهم لخافوا وحزنوا ولكنهم لو نظروا للرب وحمايته ومواعيده ومحبته وقدرته لتشددوا وفرحوا.

 

الآيات 13-18و في اليوم الثاني اجتمع رؤوس اباء جميع الشعب والكهنة واللاويون الى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة. فوجدوا مكتوبا في الشريعة التي امر بها الرب عن يد موسى ان بني اسرائيل يسكنون في مظال في العيد في الشهر السابع. وان يسمعوا وينادوا في كل مدنهم وفي اورشليم قائلين اخرجوا الى الجبل واتوا باغصان زيتون واغصان زيتون بري واغصان اس واغصان نخل واغصان اشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب. فخرج الشعب وجلبوا وعملوا لانفسهم مظال كل واحد على سطحه وفي دورهم ودور بيت الله وفي ساحة باب الماء وفي ساحة باب افرايم. وعمل كل الجماعة الراجعين من السبي مظال وسكنوا في المظال لانه لم يعمل بنوا اسرائيل هكذا من ايام يشوع بن نون الى ذلك اليوم وكان فرح عظيم جدا. وكان يقرا في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الاول الى اليوم الاخير وعملوا عيدا سبعة ايام وفي اليوم الثامن اعتكاف حسب المرسوم.

وفى اليوم الثانى = هم اتوا فى اليوم الثانى لأنهم تذوقوا بالأمس حلاوة كلمة الله ودراستها. وعلى الكهنة والخدام أن يدرسوا كلمة الله ليعلموها لآخرين. ولذلك نجد هنا الرؤوس والكهنة واللاويون يأتون لعزرا ليتعلموا ويفهموا. وماذا سمعوا؟ أن يلتزموا بأن يعيدوا عيد المظال. وما يلزم الكنيسة بعد أن تدرس كلمة الله أن تحيا بروح الغربة فى هذا العالم. ولقد نفذ الشعب عيد المظال بفرح وتقوى وتوبة ورجوع إلى الله فكان بصورة لم يوجد مثلها من أيام يشوع بن نون. فالتأديب والتعليم حرك قلوبهم للبكاء، والبكاء قادهم لفرح وتقوى وهذا إختبار جديد لم يعرفه من سبقهم الذين كانوا يفرحون ويعيدون فى مظهرية. إعتكاف = أى حبس النفس عن التصرفات العادية فى يوم يخصص للعبادة الدينية فقط.


 

الإصحاح التاسع

نجد هنا مثال آخر للتوازن بين الفرح والبكاء. ففى الإصحاح السابق نجدهم فرحين بالرب وإحساناته. وهنا نجدهم باكين فى صوم وتذلل إختيارى فى يوم إختاروه هم بأنفسهم وليس هو يوم الكفارة. وصاحب صومهم صلاة وتذلل. ومثل هذا الصوم يقبل (أش 5:58) ومثال لهذا التوازن فى طقوس كنيستنا أننا نصلى صلاة الشكر وبعدها دائماً المزمور الخمسين. الفرح حين ننظر إلى الله والحزن حين ننظر لخطايانا

ونجد الشعب هنا يعترف بخطاياه وخطايا أبائه وأنهم هم كرروا نفس الخطايا. ومما ضاعف من خطاياهم أنهم لم يتأدبوا لا بإحسانات الله ولا بتأديباته.

 

الآيات 1-3:- وفي اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنوا اسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب. وانفصل نسل اسرائيل من جميع بني الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم  واقاموا في مكانهم وقراوا في سفر شريعة الرب الههم ربع النهار وفي الربع الاخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم.

اليوم الرابع والعشرين = كان أول عيد المظال اليوم 15 من الشهر واليوم الثامن من اليوم هو اليوم 23 من الشهر وكان هذا يوم الإعتكاف (لا 39:23) فكان إجتماعهم هنا فى اليوم 24 من الشهر إجتماعاً إختيارياً للإعتراف بالخطايا. فهم فرحوا قبل ذلك فى عيد المظال ثم حزنوا وبكوا على خطاياهم بعد ذلك. هم فرحوا حين نظروا إلى الرب وإحساناته وحزنوا حين نظروا إلى نفوسهم. وإنفصل نسل إسرائيل = فى تقواهم وإعترافهم بخطاياهم ثم فى عهودهم للرب بأن يسيروا فى مخافته وفى إتضاعهم وإعتزالهم الشر ثم فى إنفصالهم عن الزيجات الوثنية. رُبع النهار = أى ثلاث ساعات.

 

الآيات 4-38:-  ووقف على درج اللاويين يشوع وباني وقدميئيل وشبنيا وبني وشربيا وباني وكناني وصرخوا بصوت عظيم الى الرب الههم. وقال اللاويون يشوع وقدميئيل وباني وحشبنيا وشربيا وهوديا وشبنيا وفتحيا قوموا باركوا الرب الهكم من الازل الى الابد وليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة وتسبيح. انت هو الرب وحدك انت صنعت السماوات وسماء السماوات وكل جندها والارض وكل ما عليها والبحار وكل ما فيها وانت تحييها كلها وجند السماء لك يسجد. انت هو الرب الاله الذي اخترت ابرام واخرجته من اور الكلدانيين وجعلت اسمه ابراهيم. ووجدت قلبه امينا امامك وقطعت معه العهد ان تعطيه ارض الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين واليبوسيين والجرجاشيين وتعطيها لنسله وقد انجزت وعدك لانك صادق. ورايت ذل ابائنا في مصر وسمعت صراخهم عند بحر سوف. واظهرت ايات وعجائب على فرعون وعلى جميع عبيده وعلى كل شعب ارضه لانك علمت انهم بغوا عليهم وعملت لنفسك اسما كهذا اليوم. وفلقت اليم امامهم وعبروا في وسط البحر على اليابسة وطرحت مطارديهم في الاعماق كحجر في مياه قوية. وهديتهم بعمود سحاب نهارا وبعمود نار ليلا لتضيء لهم في الطريق التي يسيرون فيها. ونزلت على جبل سيناء وكلمتهم من السماء واعطيتهم احكاما مستقيمة وشرائع صادقة فرائض ووصايا صالحة. وعرفتهم سبتك المقدس وامرتهم بوصايا وفرائض وشرائع عن يد موسى عبدك. واعطيتهم خبزا من السماء لجوعهم واخرجت لهم ماء من الصخرة لعطشهم وقلت لهم ان يدخلوا ويرثوا الارض التي رفعت يدك ان تعطيهم اياها. ولكنهم بغوا هم واباؤنا وصلبوا رقابهم ولم يسمعوا لوصاياك. وابوا الاستماع ولم يذكروا عجائبك التي صنعت معهم وصلبوا رقابهم وعند تمردهم اقاموا رئيسا ليرجعوا الى عبوديتهم وانت اله غفور وحنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة فلم تتركهم. مع انهم عملوا لانفسهم عجلا مسبوكا وقالوا هذا الهك الذي اخرجك من مصر وعملوا اهانة عظيمة. انت برحمتك الكثيرة لم تتركهم في البرية ولم يزل عنهم عمود السحاب نهارا لهدايتهم في الطريق ولا عمود النار ليلا ليضيء لهم في الطريق التي يسيرون فيها. واعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم ولم تمنع منك عن افواههم واعطيتهم ماء لعطشهم. وعلتهم اربعين سنة في البرية فلم يحتاجوا لم تبل ثيابهم ولم تتورم ارجلهم. واعطيتهم ممالك وشعوبا وفرقتهم الى جهات فامتلكوا ارض سيحون وارض ملك حشبون وارض عوج ملك باشان. واكثرت بنيهم كنجوم السماء واتيت بهم الى الارض التي قلت لابائهم ان يدخوا ويرثوها. فدخل البنون وورثوا الارض واخضعت لهم سكان ارض الكنعانيين ودفعتهم ليدهم مع ملوكهم وشعوب الارض ليعملوا بهم حسب ارادتهم. واخذوا مدنا حصينة وارضا سمينة وورثوا بيوتا ملانة كل خير وابارا محفورة وكروما وزيتونا واشجارا مثمرة بكثرة فاكلوا وشبعوا وسمنوا وتلذذوا بخيرك العظيم. وعصوا وتمردوا عليك وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين اشهدوا عليهم ليردوهم اليك وعملوا اهانة عظيمة. فدفعتهم ليد مضايقيهم فضايقوهم وفي وقت ضيقهم صرخوا اليك وانت من السماء سمعت وحسب مراحمك الكثيرة اعطيتهم مخلصين خلصوهم من يد مضايقيهم. ولكن لما استراحوا رجعوا الى عمل الشر قدامك فتركتهم بيد اعدائهم فتسلطوا عليهم ثم رجعوا وصرخوا اليك وانت من السماء سمعت وانقذتهم حسب مراحمك الكثيرة احيانا كثيرة. واشهدت عليهم لتردهم الى شريعتك واما هم فبغوا ولم يسمعوا لوصاياك واخطاوا ضد احكامك التي اذا عملها انسان يحيا بها واعطوا كتفا معاندة وصلبوا رقابهم ولم يسمعوا. فاحتملتهم سنين كثيرة واشهدت عليهم بروحك عن يد انبيائك فلم يصغوا فدفعتهم ليد شعوب الاراضي. ولكن لاجل مراحمك الكثيرة لم تفنهم ولم تتركهم لانك اله حنان ورحيم. والان يا الهنا الاله العظيم الجبار المخوف حافظ العهد والرحمة لا تصغر لديك كل المشقات التي اصابتنا نحن وملوكنا ورؤساءنا وكهنتنا وانبياءنا واباءنا وكل شعبك من ايام ملوك اشور الى هذا اليوم. وانت بار في كل ما اتى علينا لانك عملت بالحق ونحن اذنبنا. وملوكنا ورؤساؤنا وكهنتنا واباؤنا لم يعملوا شريعتك ولا اصغوا الى وصاياك وشهاداتك التي اشهدتها عليهم. وهم لم يعبدوك في مملكتهم وفي خيرك الكثير الذي اعطيتهم وفي الارض الواسعة السمينة التي جعلتها امامهم ولم يرجعوا عن اعمالهم الردية. ها نحن اليوم عبيد والارض التي اعطيت لابائنا لياكلوا اثمارها وخيرها ها نحن عبيد فيها. وغلاتها كثيرة للملوك الذين جعلتهم علينا لاجل خطايانا وهم يتسلطون على اجسادنا وعلى بهائمنا حسب ارادتهم ونحن في كرب عظيم. ومن اجل كل ذلك نحن نقطع ميثاقا ونكتبه ورؤساؤنا ولاويونا وكهنتنا يختمون.

الترجمة السبعينية تنسب كلام هذه الصلاة لعزرا. وهى تنقسم لنقط تحول هامة فى التاريخ، تاريخ معاملات الله مع شعبه. هو نشيد يبارك الله على كل عطاياه لشعبه وأن الله أمين على شعبه فهو إذا وعد ينفذ ما وعد به. ومن محبة الله لشعبه أنه يؤدبهم لو أخطأوا.

1-   خلق العالم

2-   دعوة إبراهيم

3-   الخروج وإعطاء الشريعة

4-   عناية الله بشعبه فى البرية

5-   تمرد الشعب الدائم + رحمة الله المستمرة وغفرانه

6-   دخول كنعان

7-   تمرد الشعب وتاديب الله لهم + الله يرسل قضاة

8-   تمرد الشعب على الأنبياء

9-   الله يؤدب ولكنه رحيم لا يفنيهم

10-                       لكنهم الآن فى عبودية للفرس

وبعد أن تذكروا حالهم وعبوديتهم للفرس وجدوا أن الفارق كبير بين حالهم الآن وبين وعود الله لهم. لذلك رغبوا أن يجددوا عهد سيناء. ولنلاحظ أن التأمل فى إحسانات الله لنا ولأبائنا يزيد من خجلنا على خطايانا ويزيد محبتنا لله وإيمانه بأنه سيفعل ثانية ويباركنا.

آية 4:-درج اللاويين = أى المنبر الذى وقفوا عليه حين القراءة (4:8) وأسماء اللاويين هنا 8 أسماء ويبدو أنهم قسموا الشعب 8 فرق وقاد كل فرقة فى الصلاة أحدهم.

آية 7:جعلت إسمهُ إبراهيم = كان تغيير الإسم علامة نسبته الجديدة إلى الله

آية 14:-عرفتهم سبتك المقدس = كانت وصية السبت مما إمتاز به شعب الله وهى ليست نيراً عليهم بل عطية صالحة ترفع فكرهم للراحة السماوية المعدة لشعب الله

آية 20:-أعطيتهم روحك الصالح = ليفتح أذانهم ويكشف عن أعينهم ويجدد قلوبهم ويبكتهم على خطاياهم ويعزيهم فى ضيقاتهم ويميلهم إلى محبة الله. . . . . روحك القدوس لا تنزعه منى. . .

آية 38:-من أجل كل ذلك = حينما تذكروا أعمال محبة الله السابقة. أرادوا أن يجددوا العهد مع الله واثقين فى رجاء أن الله سيعيد بركاته ونعمه ورضاه عليهم  


 

الإصحاح العاشر

الآيات 1-27:-  والذين ختموا هم نحميا الترشاثا ابن حكليا وصدقيا. وسرايا وعزريا ويرميا. وفشحور وامريا وملكيا. وحطوش وشبنيا وملوخ. وحاريم ومريموث وعوبديا. ودانيال وجنثون وباروخ. ومشلام وابيا وميامين. ومعزيا وبلجاي وشمعيا هؤلاء هم الكهنة. واللاويون يشوع بن ازنيا وبنوي من بني حيناداد وقدميئيل. واخوتهم شبنيا وهوديا وقليطا وفلايا وحانان. وميخا ورحوب وحشبيا. وزكور وشربيا وشبنيا. وهوديا وباني وبنينو. رؤوس الشعب فرعوش وفحث مواب وعيلام وزتو وباني. وبني وعزجد وبيباي. وادونيا وبغواي وعادين. واطير وحزقيا وعزور. وهوديا وحشوم وبيصاي. وحاريف وعناثوث ونيباي. ومجفيعاش ومشلام وحزير. ومشيزبئيل وصادوق ويدوع. وفلطيا وحانان وعنايا. وهوشع وحننيا وحشوب. وهلوحيش وفلحا وشوبيق. ورحوم وحشبنا ومعسيا. واخيا وحانان وعانان. وملوخ وحريم وبعنة.

نجد إسم عزرا يختفى هنا كما إختفى أثناء بناء السور. فدور عزرا بعد أن وصل نحميا إقتصر على إعداد أسفار العهد القديم. صدقيا = لأن إسمه بعد الوالى مباشرة قد يكون كاتبه أو شخص ذو مكانة كبيرة وربما من العائلة الملكية وعدد الكهنة المذكورين هنا 21. بينما رؤساء الكهنة مفروض أن يكونوا 24 لذلك قد يكون بعضهم قد إمتنع عن التوقيع. ورؤوس الشعب = الأسماء هى أسماء الأسر.

 

الآيات 28-31:-  وباقي الشعب والكهنة واللاويين والبوابين والمغنين والنثينيم وكل الذين انفصلوا من شعوب الاراضي الى شريعة الله ونسائهم وبنيهم وبناتهم كل اصحاب المعرفة والفهم- لصقوا باخوتهم وعظمائهم ودخلوا في قسم وحلف ان يسيروا في شريعة الله التي اعطيت عن يد موسى عبد الله وان يحفظوا ويعملوا جميع وصايا الرب سيدنا واحكامه وفرائضه. وان لا نعطي بناتنا لشعوب الارض ولا ناخذ بناتهم لبنينا. وشعوب الارض الذين ياتون بالبضائع وكل طعام يوم السبت للبيع لا ناخذ منهم في سبت ولا في يوم مقدس وان نترك السنة السابعة والمطالبة بكل دين.

وباقى الشعب = غير المذكورين سابقاً أى الكهنة واللاويين والبوابون و. . . . الخ الذين كانوا قد إنحازوا إلى شعوب الأرض ثم إنفصلوا عنهم ورجعوا إلى شريعة الله (عز 21:6) كل أصحاب المعرفة = كل البالغين فى السن. لصقوا بإخوتهم = اى الذين ختموا على العهد بالنيابة عنهم. والمعنى أن الشعب وافق الرؤساء الذين وقعوا على ما قد عملوه فكان من غير الممكن أن يوقع كل الشعب فأنابوا نواباً عنهم. لا نأخذ منهم فى سبت = اى لن نشجع الأمم على كسر السبت وسنشترى ما نحتاجه باقى أيام الأسبوع. ونلاحظ أن كل ما مضى يسمى التوبة السلبية أى الإمتناع عن الخطأ.

 

الآيات 32-39:-  واقمنا على انفسنا فرائض ان نجعل على انفسنا ثلث شاقل كل سنة لخدمة بيت الهنا. لخبز الوجوه والتقدمة الدائمة والمحرقة الدائمة والسبوت والاهلة والمواسم والاقداس وذبائح الخطية للتكفير عن اسرائيل ولكل عمل بيت الهنا. والقينا قرعا على قربان الحطب بين الكهنة واللاويين والشعب لادخاله الى بيت الهنا حسب بيوت ابائنا في اوقات معينة سنة فسنة لاجل احراقه على مذبح الرب الهنا كما هو مكتوب في الشريعة. ولادخال باكورات ارضنا وباكورات ثمر كل شجرة سنة فسنة الى بيت الرب. وابكار بنينا وبهائمنا كما هو مكتوب في الشريعة وابكار بقرنا وغنمنا لاحضارها الى بيت الهنا الى الكهنة الخادمين في بيت الهنا. وان ناتي باوائل عجيننا ورفائعنا واثمار كل شجرة من الخمر والزيت الى الكهنة الى مخادع بيت الهنا وبعشر ارضنا الى اللاويين واللاويون هم الذين يعشرون في جميع مدن فلاحتنا. ويكون الكاهن ابن هرون مع اللاويين حين يعشر اللاويون ويصعد اللاويون عشر الاعشار الى بيت الهنا الى المخادع الى بيت الخزينة. - لان بني اسرائيل وبني لاوي ياتون برفيعة القمح والخمر والزيت الى المخادع وهناك انية القدس والكهنة الخادمون والبوابون والمغنون ولا نترك بيت الهنا

ما يأتى هنا ما نسميه التوبة الإيجابية أى أن نصنع البر لا أن نكتفى بأن نمتنع عن فعل الشر. وأقمنا على أنفسنا 1/3 شاقل = بحسب الفريضة يجب دفع ½ شاقل الغنى مثل الفقير. ولكن بسبب الظروف الحالية والفقر السائد إتفق الرؤساء على تخفيض ما يُدفع ليكون 1/3 شاقل، وأيضاً الغنى مثل الفقير. ولكنها عادت بعد إنفراج الأزمة لتكون ½ شاقل وهكذا كانت أيام المسيح. التقدمة الدائمة =(خر 38:29-42) وهى دائمة بأوقاتها المعينة. وباقى التقدمات للمواسم التزموا بتقديمها. وألقينا قرعاً على قربان الحطب = كان الحطب قليل الوجود فى أورشليم وما جاورها. وكان المطلوب للمذبح كثير من الحطب لذلك فرضوا على كل بيت من بيوت الكهنة واللاويين والشعب مقداراً من الحطب ورتبوا ترتيباً بواسطة القرعة ليعرف كل بيت فى أى وقت يُطلب منه حتى يكون الحطب موجوداً دائماً.

وفى (37) بعشر أرضنا = عشر كل ما تنتجه الأرض (حنطة / ثمار الأشجار / خمر / زيت. . . . )

أوائل عجيننا = أول ما عجنوه من الحنطة الجديدة. وفى (38) اللاويون يحصلون على عشر كل شىء من الشعب ويعطون 1/10 ما يحصلون عليه للكهنة = عشر الأعشار  وفى (39) لا نترك بيت إلهنا = طالما الشعب إلتزم بأن يقدم إحتياجات الكاهن، فعلى الكاهن أن لا يترك خدمته ولا يترك بيت الله. والكنيسة هى بيت إلهنا، الله يسكن فيها والمؤمنون هم عائلته وجسده وهو رأس الجسد. والخدام هم نظار البيت وعمل العائلة هو العبادة بحسب طقوس الكنيسة. وقد تعنى لا نترك بيت إلهنا = أننا لن نعود لعبادة الأوثان


 

الإصحاح الحادى عشر

يعود الكلام هنا إلى المشكلة التى واجهت نحميا أن المدينة متسعة وشعبها قليل وقد سكن فيها بعض الرؤساء وقليل من الشعب. والسور قد إكتمل ولكن السور بدون رجال لا قيمة لهُ وبما أن أورشليم كانت العاصمة ومركز العبادة كانت سلامة شعب اليهود كله من حروب الأعداء ومن إختلاط الشعب بالأمم مبنيين على سلامتها. واما الشعب فكانوا يفضلون السكنى فى القرى لأجل العمل فى أرضهم وخوفاً من أتعاب خدمة الحراسة فالمدينة لا يوجد فيها أى نوع من أنواع المتعة بل هى تحتاج إلى مجهود كبير لبنائها فهى خربة ومهجورة ومحط أنظار الأعداء الذين يكرهونها ويدبرون المؤامرات ضدها. ولكن لنلاحظ أنه حيث تكثر المؤامرات ضد الكنيسة تكثر نعمة الله لها وحمايته لها. وهذا لهُ معنى روحى فمن يريد أن يحيا فى نجاسته يهرب من الكنيسة أورشليم المقدسة مفضلاً أن يسكن العالم فهذا أسهل وأفضل فى نظره من الجهاد ضد الخطية ومن خدمة الكنيسة وبنائها.

ونحميا نجده يجبر البعض على السكن فى أورشليم وقد تم ذلك بالقرعة بنسبة العشر ولنلاحظ أن العشور لله. وأورشليم هى مدينة الله.

 

آية 2:-  وبارك الشعب جميع القوم الذين انتدبوا للسكنى في اورشليم.

بارك الشعب = الشعب بارك من أصابتهم القرعة ليسكنوا فى أورشليم فهم ذوى فضل فى قبولهم هذه الخدمة التطوعية. وسكن فى أورشليم مع هؤلاء الكهنة واللاويين والنثينيم.

 

آية 9:-  وكان يوئيل بن زكري وكيلا عليهم ويهوذا بن هسنواة ثانيا على المدينة.

كان يوئيل وكيلا على البنيامينيين فى المدينة ويهوذا بن هسنوأة ثانية.

 

آية 10:-  من الكهنة يدعيا بن يوياريب وياكين.

رئيس بيت الله = غالباً هو منصب إدارى وهو غير رئيس الكهنة.

 

آية 16:-  وشبتاي ويوزاباد على العمل الخارجي لبيت الله من رؤوس اللاويين.

 

على العمل الخارجى = أى خدمة اللاويين كعرفاء وقضاة للشعب خارج أورشليم.

 

آية 22:-  وكان وكيل اللاويين في اورشليم على عمل بيت الله عزي بن باني بن حشبيا بن متنيا بن ميخا من بني اساف المغنين.

وكيل = مترجمة ناظر أو إبيسكوبس (أسقف) هو مسئول عن رعايتهم.

 

آية 23:-  لان وصية الملك من جهتهم كانت ان للمرنمين فريضة امر كل يوم فيوم.

وصية الملك = البعض يفهمها أنها وصية كورش. والبعض يفهمها أنها وصية داود. والمهم أنه حتى لو كانت وصية كورش فهو بذلك يكون قد وافق على وصية داود. من جهتهم = أى من جهة اللاويين وبالأخص المغنيين. أمر كل يوم فيوم = أى تسديد نفقاتهم اليومية.

 

آية 24:-  وفتحيا بن مشيزبئيل من بني زارح بن يهوذا كان تحت يد الملك في كل امور الشعب.

فتحيا = غالباً هو الذى يجمع الضرائب من اليهود ويدفع مما يجمعه للهيكل مما خصصه الملك للهيكل ويسدد الباقى لخزينة الملك. وهو كان فى شوشن القصر. وهى نعمة من الله أن يكون هذا الشخص يهودى 1- ثقة من الملك فيه        2- يكون أميناً مع شعبه فلا يسرقهم.

 

آية 36:-  وكان من اللاويين فرق في يهوذا وفي بنيامين

كان اللاويون يسكنون وسط يهوذا وبنيامين.

لاحظ دعوة مملكة يهوذا بإسرائيل فلم يعد هناك دولتان بعد السبى.


 

الإصحاح الثانى عشر

"الصديق يكون لذكر أبدى" مز 6:112 فأسماء الصديقيين مكتوبة فى سفر الحياة لذلك يكثر الكتاب المقدس من ذكر الأسماء. والكهنة هنا فى هذه القائمة تختلف أسماؤهم عن أسماء الكهنة فى عز (2) وغالباً هؤلاء المذكورين هنا هم نسل الذين صعدوا مع زربابل ويشوع. أو المذكورين هنا هم رؤوس بيوت الكهنة المذكورين فى عز (2).

 

آية 1:-  وهؤلاء هم الكهنة واللاويون الذين صعدوا مع زربابل بن شالتيئيل ويشوع سرايا ويرميا وعزرا.

عزرا = هو غير عزرا الكاتب المشهور.

 

 الآيات 2-7:- وامريا وملوخ وحطوش. وشكنيا ورحوم ومريموث. وعدو وجنتوي وابيا. وميامين ومعديا وبلجة. وشمعيا ويوياريب ويدعيا. وسلو وعاموق وحلقيا ويدعيا هؤلاء هم رؤوس الكهنة واخوتهم في ايام يشوع.

أسماء الكهنة

 

الآيات 9، 8:-  واللاويون يشوع وبنوي وقدميئيل وشربيا ويهوذا ومتنيا الذي على التحميد هو واخوته.

  وبقبقيا وعني اخواهم مقابلهم في الحراسات.

أسماء رؤوس اللاويين. . . على التحميد = المسئول عن التسبيح فى الهيكل.

 

آية 10:-  ويشوع ولد يوياقيم ويوياقيم ولد الياشيب والياشيب ولد يوياداع.

هذه سلسة رؤساء الكهنة وتبدأ بيشوع الذى صعد مع زربابل وتنتهى بيدوع والأسماء قليلة دليل على ترك بعض الأسماء فى بيان رؤساء الكهنة. وذكر رؤساء الكهنة له أهميته فبعد العودة من السبى لم يعد هناك ملوك لإسرائيل فصار التاريخ ينسب لرؤساء الكهنة.

يدوع = هناك تفسيران بشأنه.

1-  أنه يدوع الكاهن الذى كان موجوداً سنة 333 أيام الإسكندر الأكبر فيوسيفوس المؤرخ اليهودى يذكر أن رئيس الكهنة يدوع خرج لإستقبال الإسكندر فسجد لهُ الإسكندر فأراه يدوع نبوة دانيال عنهُ. والسؤال كيف ذكر نحميا سنة 450 إسمه؟ والرد أن رؤساء الكهنة قد أضافوا إسمه فى عصور لاحقة لشهرته وهذا إحتمال بعيد

2-   أن هناك أكثر من يدوع ويدوع المذكور هنا هو جد ليدوع الموجود فى أيام الإسكندر.

 

آية 12:-  وفي ايام يوياقيم كان الكهنة رؤوس الاباء لسرايا مرايا وليرميا حننيا.

لسرايا مرايا = أى كان مرايا رئيس بيت سرايا. . . . . وهكذا.

 

آية 17:-  ولابيا زكري ولمنيامين لموعديا فلطاي.

ولمنيامين = هناك إحتمالان

1.     إسقاط إسم رئيس بيت منيامين.

2.     ولمنيامين لموعديا فلطاى = أن من نسل منيامين موعديا. ومن نسل موعديا فلطاى.

 

آية 22:-  وكان اللاويون في ايام الياشيب ويوياداع ويوحانان ويدوع مكتوبين رؤوس اباء والكهنة ايضا في ملك داريوس الفارسي.

داريوس الفارسى هنا نعود لآية (10) ويكون إحتمالان لداريوس هذا

1-   إن كان يدوع هو رئيس الكهنة أيام الإسكندر. يكون داريوس هو داريوس قدمانوس آخر ملوك الفرس

2-   إن كان يدوع هو يدوع آخر يكون داريوس هو داريوس نوثوس سنة 424 ق. م

 

آية 24:-  ورؤوس اللاويين حشبيا وشربيا ويشوع بن قدميئيل واخوتهم مقابلهم للتسبيح والتحميد حسب وصية داود رجل الله نوبة مقابل نوبة.

مقابلهم للتسبيح = كانت فرقة منهم تسبح والفرقة الأخرى تجاوبها.

 

الآيات 27-30:-  وعند تدشين سور اورشليم طلبوا اللاويين من جميع اماكنهم لياتوا بهم الى اورشليم لكي يدشنوا بفرح وبحمد وغناء بالصنوج والرباب والعيدان. فاجتمع بنو المغنين من الدائرة حول اورشليم ومن ضياع النطوفاتي. ومن بيت الجلجال ومن حقول جبع وعزموت لان المغنين بنوا لانفسهم ضياعا حول اورشليم. وتطهر الكهنة واللاويون وطهروا الشعب والابواب والسور.

تدشين السور هو تدشين للمدينة كلها التى هى داخل هذا السور. فالمدينة كلها مكرسة لله، والله هو الذى يحميها. ولقد تم بناء السور بآلام شديدة ورعب وهاهم الآن يحتفلون فى فرح. فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج. ولكى يكون التكريس أو التدشين صحيحاً نجدهم يطهرون الشعب والأبواب والسور وذلك كان بواسطة ماء طاهر (عد 9:19)  رمزاً لدم المسيح. فلكى يحمى الله المدينة يجب عليهم أن يتطهروا قلبياً أولاً. ونحن لكى نتكرس للمسيح يجب أن نتطهر 1- التطهر بدم المسيح 2- بتقديم توبة قلبية. ونجد الكهنة يتطهرون. فمن يطهر الآخرين عليه أن يطهر نفسه أولاً. وكان فرحهم لأن الله أعانهم فأكملوا. ونلاحظ أن الفرح الروحى يصاحبه تسبيح لله إذاً التدشين أو التكريس يكون 1- بدم المسيح   

2- توبة            3- قلب شاكر مسبح لله

النطوفاتى = نطوفة جنوبى أورشليم على الطريق إلى بيت لحم

 

الآيات 31-43:-  واصعدت رؤساء يهوذا على السور واقمت فرقتين عظيمتين من الحمادين ووكبت الواحدة يمينا على السور نحو باب الدمن. وسار وراءهم هوشعيا ونصف رؤساء يهوذا. وعزريا وعزرا ومشلام. ويهوذا وبنيامين وشمعيا ويرمياو من بني الكهنة بالابواق زكريا بن يوناثان بن شمعيا بن متنيا بن ميخايا بن زكور بن اساف. واخوته شمعيا وعزرئيل ومللاي وجللاي وماعاي ونثنئيل ويهوذا وحناني بالات غناء داود رجل الله وعزرا الكاتب امامهم. وعند باب العين الذي مقابلهم صعدوا على درج مدينة داود عند مصعد السور فوق بيت داود الى باب الماء شرقا. والفرقة الثانية من الحمادين وكبت مقابلهم وانا وراءها ونصف الشعب على السور من عند برج التنانير الى السور العريض. ومن فوق باب افرايم وفوق الباب العتيق وفوق باب السمك وبرج حننئيل وبرج المئة الى باب الضان ووقفوا في باب السجن. فوقف الفرقتان من الحمادين في بيت الله وانا ونصف الولاة معي. والكهنة الياقيم ومعسيا ومنيامين وميخايا واليوعيناي وزكريا وحننيا بالابواق. ومعسيا وشمعيا والعازار وعزي ويهوحانان وملكيا وعيلام وعازر وغنى المغنون ويزرحيا الوكيل. وذبحوا في ذلك اليوم ذبائح عظيمة وفرحوا لان الله افرحهم فرحا عظيما وفرح الاولاد والنساء ايضا وسمع فرح اورشليم عن بعد.

قسم نحميا فرق الحمادين = المرتلين.

بالحمد إلى فرقتين وداروا حول المدينة مسبحين ومرتلين إشارة لأن المدينة كلها صارت مقدسة للرب.

وكان يقود الفرقة الأولى عزرا، ويقود الفرقة الثانية نحميا. (وهذا يشبه دورة القيامة أو دورة تمجيد القديسين فى الكنيسة، إذ يدور الشمامسة والكاهن حول صحن الكنيسة ثم يدخلون للهيكل) وبعد أن تدور الفرقتين حول أورشليم يتقابلون فى الهيكل حيث ينشدون معاً. وكان الشعب يراقبهم والرؤساء فوق الأسوار والجميع فى فرح. وفى آية 31:- وَكَبَت = أى سارت فى موكب. وإجتمعت الفرقتان، إحداهما عند باب الماء والثانية عند باب السجن. وباب الماء وباب السجن كلاهما عند الهيكل، أى تلاقت الفرقتان عند الهيكل. وهكذا يكون الفرح إذ هم يسبحون ويرتلون على ما صنعه الرب معهم ولوجود الله فى وسطهم.

 

الآيات 44-47:-  وتوكل في ذلك اليوم اناس على المخادع للخزائن والرفائع والاوائل والاعشار ليجمعوا فيها من حقول المدن انصبة الشريعة للكهنة واللاويين لان يهوذا فرح بالكهنة واللاويين الواقفين. حارسين حراسة الههم وحراسة التطهير وكان المغنون والبوابون حسب وصية داود وسليمان ابنه. لانه في ايام داود واساف منذ القديم كان رؤوس مغنين وغناء تسبيح وتحميد لله. وكان كل اسرائيل في ايام زربابل وايام نحميا يؤدون انصبة المغنين والبوابين امر كل يوم في يومه وكانوا يقدسون للاويين وكان اللاويون يقدسون لبني هرون.

فى ذلك اليوم = أى أيام نحميا. للخزائن = خزائن الرفائع والبكور والعشور لأن يهوذا فرح = أى قدموا بطيب خاطر. الواقفين = أى القائمين بخدمة الحراسة. . . . الخ

كان رؤوس مغنين = كان للمغنين رؤوس أيام داود وعادوا لنفس النظام أيام نحميا.

كانوا يقدسون = كلمة تقديس تعنى تخصيص. ال 1/10 للاويين، عشر العشر للكهنة.


 

الإصحاح الثالث عشر

الآيات 1-3:- في ذلك اليوم قرئ في سفر موسى في اذان الشعب ووجد مكتوبا فيه ان عمونيا وموابيا لا يدخل في جماعة الله الى الابد. لانهم لم يلاقوا بني اسرائيل بالخبز والماء بل استاجروا عليهم بلعام لكي يلعنهم وحول الهنا اللعنة الى بركة. ولما سمعوا الشريعة فرزوا كل اللفيف من اسرائيل.

قرىء فى سفر موسى = فائدة قراءةالكتاب المقدس كشف أخطائنا لنعرفها لا يدخل فى جماعة الله إلى الأبد = كانت كرامة شعب إسرائيل أنهم شعباً مفرزاً لله لا يختلط بالأمم. وهكذا كرامة شعب الله دائماً الإنعزال عن الشر. وكان من يدخل إلى جماعة الله تكون لهُ كل حقوق الجماعة من عبادة ويلتزم بكل الشريعة ويتزوج منهم وقوله فى ذلك اليوم = غالباً تعنى رجوع نحميا من فارس للمرة الثانية وكان قد قضى عند الملك حوالى سنة. فرزوا = أى منع الرؤساء الغرباء من الإشتراك فى الصلوات والأعياد ولا تعنى طردهم من المدينة.

 

الآيات 4-9:-  وقبل هذا كان الياشيب الكاهن المقام على مخدع بيت الهنا قرابة طوبيا. قد هيا له مخدعا عظيما حيث كانوا سابقا يضعون التقدمات والبخور والانية وعشر القمح والخمر والزيت فريضة اللاويين والمغنين والبوابين ورفيعة الكهنة. وفي كل هذا لم اكن في اورشليم لاني في السنة الاثنتين والثلاثين لارتحشستا ملك بابل دخلت الى الملك وبعد ايام استاذنت من الملك. واتيت الى اورشليم وفهمت الشر الذي عمله الياشيب لاجل طوبيا بعمله له مخدعا في ديار بيت الله. وساءني الامر جدا وطرحت جميع انية بيت طوبيا خارج المخدع. وامرت فطهروا المخادع ورددت اليها انية بيت الله مع التقدمة والبخور.

الياشيب = هو رئيس الكهنة. وهو إستغل غياب نحميا وعمل شراً عظيماً فهو بدد ثروة الهيكل ومخازنه ليصنع مخدع عظيم لطوبيا الوثنى والذى كان يضمر شراً ويخطط شراً لأورشليم. فكان مثل الشعب اليهودى حين إستغلوا غياب موسى على الجبل وصنعوا عجلاً ذهبياً. وهكذا الشيطان يزرع الشوك بينما الناس نيام مت 25:13. وما صنعه الياشيب يعتبر إحتقار للكهنوت إذ زوج أحد أولاده وهو كاهن أيضاً لأممية وثنية. وكان منتهى الإستهانة منه أن يعطى حجرة فى الهيكل لطوبيا الوثنى وهذا يشابه ما فعله أباؤه إذ وضعوا الوثان فى الهيكل. قرابة طوبيا = ربما كان إبن إلياشيب الذى تزوج بوثنية قريبة لسنبلط وبسبب قرابة إلياشيب لسنبلط ولصداقة سنبلط وطوبيا صار طوبيا ذو قرابة لإلياشيب، إذاًهى علاقة إرتباط وتحالف. وفى (5) هيأ له مخدعاً = المخادع كانت تستخدم كمخازن للبخور والتقدمات. . . . الخ

وطرحتُ جميع آنية طوبيا = طوبيا هنا يمثل الشيطان. لذلك يجب أن نطرح كل أدواته التى يستعملها فينا لإثارة شهواتنا لنجعل أعضائنا أعضاء بر فحين يجىء الشيطان لا يجد ما يستعمله فينا. وكما طهر طوبيا الهيكل هكذا طهر المسيح الهيكل.

 

الآيات 10-14:-  وعلمت ان انصبة اللاويين لم تعط بل هرب اللاويون والمغنون عاملو العمل كل واحد الى حقله. فخاصمت الولاة وقلت لماذا ترك بيت الله فجمعتهم واوقفتهم في اماكنهم. واتى كل يهوذا بعشر القمح والخمر والزيت الى المخازن. واقمت خزنة على الخزائن شلميا الكاهن وصادوق الكاتب وفدايا من اللاويين وبجانبهم حانان بن زكور بن متنيا لانهم حسبوا امناء وكان عليهم ان يقسموا على اخوتهم. اذكرني يا الهي من اجل هذا ولا تمح حسناتي التي عملتها نحو بيت الهي ونحو شعائره.

أنصبة اللاويين لم تعط = بسبب هذا وبخ ملاخى الشعب لإهمالهم حق بيت الله (مل 8:2) وقوله لم تعط قد تحمل معنى إهمال الشعب فى دفع أنصبتهم أو تحمل معنى أن الرؤساء أخذوا كل شىء ولم يعطوا اللاويين. فإضطر اللاويون أن يتركوا خدمتهم ويذهبوا للحقول ليحصلوا معيشتهم. لذلك جدد نحميا النظام كله.

 

الآيات 15-22:-  في تلك الايام رايت في يهوذا قوما يدوسون معاصر في السبت وياتون بحزم ويحملون حميرا وايضا يدخلون اورشليم في يوم السبت بخمر وعنب وتين وكل ما يحمل فاشهدت عليهم يوم بيعهم الطعام. والصوريون الساكنون بها كانوا ياتون بسمك وكل بضاعة ويبيعون في السبت لبني يهوذا وفي اورشليم. فخاصمت عظماء يهوذا وقلت لهم ما هذا الامر القبيح الذي تعملونه وتدنسون يوم السبت. الم يفعل اباؤكم هكذا فجلب الهنا علينا كل هذا الشر وعلى هذه المدينة وانتم تزيدون غضبا على اسرائيل اذ تدنسون السبت. وكان لما اظلمت ابواب اورشليم قبل السبت اني امرت بان تغلق الابواب وقلت ان لا يفتحوها الى ما بعد السبت واقمت من غلماني على الابواب حتى لا يدخل حمل في يوم السبت. فبات التجار وبائعو كل بضاعة خارج اورشليم مرة واثنتين.

 فاشهدت عليهم وقلت لهم لماذا انتم بائتون بجانب السور ان عدتم فاني القي يدا عليكم ومن ذلك الوقت لم ياتوا في السبت. وقلت للاويين ان يتطهروا وياتوا ويحرسوا الابواب لاجل تقديس يوم السبت بهذا ايضا اذكرني يا الهي وتراءف علي حسب كثرة رحمتك.

الصوريون الساكنون بها = كانوا يسكنون أورشليم أياماً لأجل تجارتهم. بسمك = كانوا يملحونه ويبيعونه. فخاصمت عظماء يهوذا = الذين تولوا الأمور فى غيابه. ألم يفعل أباؤكم = لأن أباؤهم أهملوا السبت عاقبهم الله. لا يفتحوها إلى ما بعد السبت = حتى لا يدخل حِمْل كما يظهر من آية (20). وأقام من غلمانه حراساً على الأبواب مؤقتاً إلى أن يترتب حراس الأبواب من اللاويين (22) أو أن اللاويين عادوا للحراسة وإنسحب غلمان نحميا بعد أن إنتهت الأزمة وعادت الأمور لطبيعتها.

 

الآيات 23-27:-  في تلك الايام ايضا رايت اليهود الذين ساكنوا نساء اشدوديات وعمونيات وموابيات. ونصف كلام بنيهم باللسان الاشدودي ولم يكونوا يحسنون التكلم باللسان اليهودي بل بلسان شعب وشعب. فخاصمتهم ولعنتهم وضربت منهم اناسا ونتفت شعورهم واستحلفتهم بالله قائلا لا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تاخذوا من بناتهم لبنيكم ولا لانفسكم. اليس من اجل هؤلاء اخطا سليمان ملك اسرائيل ولم يكن في الامم الكثيرة ملك مثله وكان محبوبا الى الهه فجعله الله ملكا على كل اسرائيل هو ايضا جعلته النساء الاجنبيات يخطئ. فهل نسكت لكم ان تعملوا كل هذا الشر العظيم بالخيانة ضد الهنا بمساكنة نساء اجنبيات.

إنتهى الآن حوالى 25 سنة منذ أن طهر عزرا الشعب من زوجاته الوثنيات ولكننا نجدهم وقد عادوا ثانية لنفس الخطأ. وكان من نتيجة ذلك أن الأولاد إما صار كلامهم نصفه عبرانى ونصفه أشدودى. أو أن نصف أولاد العائلة يتكلمون اللسان أو اللغة العبرانية والنصف الآخر يتكلم بالأشدودية وكان نحميا حازماً معهم فهو الوالى وإن تساهل فى هذا الأمر لضاع الدين اليهودى كله ولتحولوا إلى الوثنية وعبدوا الأوثان فهم ليسوا أحكم من سليمان الذى سقط نفس هذه السقطة. فبالرغم من كل حكمة سليمان غلبته النساء الوثنيات اللواتى أحبهن وتزوجهن.

الآيات 28-30:-  وكان واحد من بني يوياداع بن الياشيب الكاهن العظيم صهرا لسنبلط الحوروني فطردته من عندي. اذكرهم يا الهي لانهم نجسوا الكهنوت وعهد الكهنوت واللاويين. فطهرتهم من كل غريب واقمت حراسات الكهنة واللاويين كل واحد على عمله.

طردته من عندى= فهو أخطأ خطيئة عظيمة لكونه من نسل الكهنوت. فهو نجس الكهنوت بعمله هذا ونجس عهد الكهنوت. فالكاهن عليه أن يكون طاهراً لكى يخدم فى الهيكل. ونحميا طردهُ لأنه رفض غالباً أن يترك زوجته الوثنية ويقول يوسيفوس أن هذا الكاهن المطرود إسمه منسى. وأنه بعد أن طرده نحميا ذهب إلى حماه سنبلط فأقام لهُ هيكل على جبل جرزيم وجعلهُ رئيساً على كهنة السامرة (يو 20:4).

سؤال أخر

لماذا نجح نحميا فيما فشل فيه آخرون ولماذا إستطاع أن يبنى السور الذى ظل 140سنة مهدوماً؟

1-  الله يريد أن العمل يتم. والشيطان يريد أنه لا يتم. لذلك فكل عمل صالح لابد ويقابل بمقاومة. فلو توافقت المقاومة مع تقاعس  داخلى عند الخدام يتوقف العمل ليس لأن الشيطان قوى ولكن لأن الخادم متقاعس وفاتر

2-  حينما وُجد نحميا ذو القلب الغيور، رجل العمل والصلاة، الذى قلبه مشغول بمجد الله وحال شعبه وإهتم أن يعمل تذللت أمامه كل المعوقات وظهر ضعف إبليس أمام قوة الله. فقوة الله تظهر مع من يطلب بأمانة ومن يضع فى قلبه أن يعمل

 

الصفحة الرئيسية