عوبديا

 

كنيسة السيدة العذراء بالفجالة

 

 

المقدمة. 1

التفسير. 4

 


 

المقدمة

1.     عوبديا كلمة عبرية معناها عبد يهوه أو المتعبد ليهوه.

2.  بعد أن سقطت أورشليم في يد البابليين. تحالف الأدوميون مع البابليين في إلحاق أكبر أذى بالشعب. فاشترك أدوم في نهب المدينة، وسدوا الطرق أمام الهاربين، وكانوا يمسكونهم ويقتلونهم أو يبيعونهم كعبيد. ومع أن المفروض أن أدوم هو أخو يعقوب إلاّ أنهم شمتوا في بليتهم وساندوا أعدائهم واشتركوا معهم في تحطيمهم بكل الطرق.

3.     هذه النبوة القصيرة موجهة ضد أدوم وملخصها "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك".

4.  تمتد أدوم من جنوب البحر الميت حتى خليج العقبة، والجزء الجنوبي من أدوم يسمى تيمان، ويستعمل اسم تيمان كتعبير عن كل أدوم. وأشهر مدنهم هما بصري وسالع (بترا). واشتهرت أدوم بمناعة حصونها الطبيعية. فأكثر أرضها جبال. وعاصمتهم في وادٍ ضيق بين الجبال العالية. والطريق الوحيد لهذا الوادي ضيق وعرضه ما بين 4-13 ذراع فقط. وعلى الجانبين جبال واقفة، ويقال أن مئة من أهل البلاد قادرين أن يردوا 10.000مهاجم، ولذلك تكبَّر قلبهم، وهذه خطيتهم الأساسية.

5.  أدوم هو عيسو. وفي (تك8:36) نسمع أن عيسو سكن في جبل سعير وصار اسم سعير مرادفاً لأدوم. وسعير = ذو شعر كثيف وأدوم = دموي أو من الأرض. والنبي يستخدم اسم أدوم هنا لدمويتهم ضد شعب الله.

6.     إتخِذَ أدوم رمزاً للشيطان كما أن يعقوب هو رمز للكنيسة شعب الله:

                     أ‌-         لأن أدوم متكبر.

        ب‌-   أدوم أو عيسو وُلِدَ في بيت إبراهيم وإسحق، البيت الذي في عهد مع الله أي وُلِدَ داخل حدود العهد، لكنه كان مستبيحاً وباع بكوريته، وبهذا أخفق في تقرير ما كان إمتيازاً له بالولادة فخسر بركته، وهكذا كان إبليس إبناً لله، ولكن لأجل خطاياه خسر كل شئ.

        ت‌-   إبليس كان قتالاً للناس منذ البدء (يو44:8) وأدوم يعني دموي. وشعب أدوم كانوا يقتلون شعب الله الهاربين من أمام جيش بابل.

        ث‌-   هناك عداوة تقليدية بين عيسو ويعقوب منذ كانا في البطن أي منذ البداية وشعب أدوم إمتنع عن السماح بمرور الشعب وسط أرضهم (عد14:20-21) بل وحاولوا أن يحاربوهم، وهذا سبب لهم ضيقات كثيرة. وحرب أدوم المستمرة ضد شعب الله وعداوته التقليدية، جعلت أدوم رمزاً لإبليس.

        ج‌-   ظن أدوم خطأ أن لا شئ سوف يصيبه لأن حصانته الطبيعية تحميه، هكذا إبليس ظن أنه في حماية وأن لا شئ من الدينونة سوف يصيبه.

                    ح‌-       استعبد إبليس الإنسان، والأدوميون باعوا شعب الله كعبيد.

                    خ‌-       شماتة الأدوميون في شعب الله = شماتة إبليس في سقوطنا.

                     د‌-        كما نسمع عن دينونة أدوم هنا سيدان إبليس في يوم الرب.

                     ذ‌-        يشير أدوم أيضاً لكل أعداء الكنيسة الذين ظلموها كالرومان وكان إبليس يحركهم.

7.  النبوة تشير لخلاص الشعب (رمزاً لخلاص الكنيسة). وتكون صهيون مركز نجاة روحية، ومقدساً للرب وميراثاً له. وناراً ضد الأعداء. وينتهي السفر بهذه الآية الرائعة ويكون الملك للرب. فالمعنى الروحي للسفر هو خراب مملكة الشيطان، وتكون الكنيسة ناراً ضده، وخراب كل أعداء الكنيسة وتأسيس ملكوت الله. فيتعبد الناس للرب يسوع فقط (يهوه). وهنا نجد تطابق بين اسم النبي وموضوع نبوته.

8.  هناك شبه تطابق بين (أر14:49،16) مع عو1-4 + أر9:49،10 مع عو5،6 + أر7:49،22 مع عو8،9). ولا عجب في ذلك، فالروح القدس الذي أوحى لأرمياء وأوحى لعوبديا هو واحد. فالكتاب كله موحى به من الله وبهذا فهناك شاهدين بنفس الكلمات والتحذيرات يرسلهما الله ليشهدا لأدوم بالخراب الآتي، لعل أدوم تتوب.

9.  كان خراب أدوم على مراحل، وقد تنبأ عن خرابهم كل من أرمياء وصفنيا وحزقيال وعوبديا. وضربتهم بابل ولكن خرابهم النهائي كان على يد تيطس الروماني فتمت فيهم نبوات الأنبياء. ولقد استطاع يهوذا المكابي إخضاعهم وجاء بعده يوحنا هركانيوس وأرغمهم على التهود سنة 125ق.م. فصاروا كشعب واحد مع اليهود. ومن الأدوميين جاءت عائلة هيرودس.

10. ما فعله الأدوميون في اليهود أثناء محنتهم على يد نبوخذ نصَّر، ظل اليهود يذكرونه بأسى وهم في السبي في بابل. كانوا يذكرون غدرهم في يوم خرب نبوخذ نصر أورشليم. ورتلوا في السبي هذا المزمور "أذكر يا رب لبني أدوم يوم أورشليم، القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها" (مز7:137). وكأن هذا هو قولهم لجيش بابل ليدكوا أورشليم.

11. سقوط أورشليم كان سنة 586ق.م. ولا نعرف متى تنبأ عوبديا بنبوته هذه غير أن ملك بابل نبوخذ نصر بعد أن حطّم أورشليم بزمن قليل استدار على أدوم وحطمها هي الأخرى. وهناك احتمال أن تكون النبوة بعد خراب أورشليم وقبل خراب أدوم، فهي موجهة لأدوم لعلهم يتوبون. وقد تكون قبل خراب أورشليم فالأنبياء يرون المستقبل كأنه حادث أمامهم.


 

التفسير

الآيات (1-9): "رؤيا عوبديا هكذا قال السيد الرب عن أدوم سمعنا خبرا من قبل الرب وأرسل رسول بين الأمم قوموا ولنقم عليها للحرب.أني قد جعلتك صغيرا بين الأمم أنت محتقر جدا. تكبر قلبك قد خدعك أيها الساكن في محاجئ الصخر رفعة مقعده القائل في قلبه من يحدرني إلى الأرض. أن كنت ترتفع كالنسر وأن كان عشك موضوعا بين النجوم فمن هناك احدرك يقول الرب. أن أتاك سارقون أو لصوص ليل كيف هلكت أفلا يسرقون حاجتهم أن أتاك قاطفون أفلا يبقون خصاصة. كيف فتش عيسو وفحصت مخابئه. طردك إلى التخم كل معاهديك خدعك وغلب عليك مسالموك أهل خبزك وضعوا شركا تحتك لا فهم فيه. ألا أبيد في ذلك اليوم يقول الرب الحكماء من أدوم والفهم من جبل عيسو. فيرتاع أبطالك يا تيمان لكي ينقرض كل واحد من جبل عيسو بالقتل."

كبرياء أدوم:- آية (1) رؤيا = تعنى أنها بالروح القدس. سمعنا خبراً = لقد أصدر رب الجنود أمراً وهذا لا يمكن تغييره. وهذا الخبر وصل في الرؤيا للنبي. وأرسل رسول بين الأمم = حين يريد الله أن يضرب بلداً مثل أدوم يثير ضدها الأمم ليؤدبها. وهكذا يعمل دائماً. فهو أرسل رسلاً إلى بابل لتؤدب أورشليم. ثم ها هو يرسل رسولاً ليقوم من يؤدب أدوم. والله أيضاً يقيم رسلاً في كل زمان ليبعد أعداء الكنيسة ويؤدبهم. هذا الرسول يقول لهم قوموا = لتنفيذ إرادة الله. وأمام إرادة الله قالوا لنقم عليها للحرب. آية(2) جعلتك صغيراً = هم ظنوا أن جبالهم العالية تحميهم، وأنهم في حصون لا يطولها أحد. ولكنهم لم يكونوا أمة حربية مثل بابل أو أشور أو مصر، التي لها جيوش تهاجم. بل أن كل قوة أدوم في دفاعاتها. ولكن حتى هذه ستسقط لأن الله سيعاقبهم على كبريائهم. ومن يرتفع في عيني نفسه يسقط في عيون الآخرين، بل يصغر جداً في عيني الله. فليس خطية قادرة على تحطيم الإنسان مثل الكبرياء. فإذا كانت حتى دفاعاته الطبيعية لن تحميه فيصير محتقر جداً. وأي إنسان بدون حماية الله وعنايته، مهما كان كبيراً يصير صغيراً جداً ومحتقراً جداً. وفي (3) محاجئ الصخر = أي الكهوف في الجبال. فتحصينات أدوم الطبيعية في جبالها جعلها تتكبر ولكن لم يكن هذا سوى خداع فلا شئ يحمينا سوى الله. رفعة مقعده = لأن بلادهم كانت على قمة الجبال. قال أحدهم عن منطقة أدوم "هل كان للأدوميين أجنحة ليصلوا بها لمساكنهم" ولذلك خدعهم قلبهم وقالوا من يحدرني إلى الأرض = هذا نفس قول إبليس (أش13:14،14) مما يشير أن أدوم هنا رمز للشيطان في كبريائه الذي قال "أصير مثل العلي" وفي (4) مهما ارتفعوا فالله قادر أن يحدرهم. ومهما تَكَبَّرَ الشيطان فالله أعطانا الوعد أن ندوسه "تدوسوا الحيات والعقارب" والسيد المسيح قال "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" هذا الذي قال عن نفسه "أصعد إلى السماء" وآيات (5،6) نبوة بخراب تام. فاللصوص قد يتركون شيئاً في المنزل فهم يسرقون حاجتهم ويتركون الباقي. وهكذا القاطفون يقطفون بعضاً من الكروم ويتركون البقية= الخصاصة. لكن الضربة الآتية على أدوم لن تترك له بقية ولا خصاصة. فقد أتى الأمم الذين أرسلهم الرب. وفتشوا عيسو وفحصوا مخابئه أي لم يتركوا شيئاً وأمام هذا الخراب يتعجب النبي قائلاً كيف هلكت؟! أي أن الهلاك الآتي كان هلاكاً تاماً. لذلك قال لنا السيد المسيح "اكنزوا لكم كنوزاً في السماء" فكل ما في الأرض مصيره للخراب والفناء وسيأكله السوس ويسرقه اللصوص. وفي (7) طردك إلى التخم كل معاهديك= لقد تعاهد أدوم مع العمونيين والموآبيين جيرانهم ومع العرب أيضاً. ولكن في وقت بليتهم لم يقف أحد بجانبهم = خدعك = لأنهم قدموا لك وعود بحمايتك لو جاء عليك خطر، ولكنهم هربوا وقت الشدة وتخلوا عنك. وبذلك غلب عليك مسالموك= فهم بخدعتهم لك تسببوا في هزيمتك لأنك اعتمدت عليهم. بل وصلت هزيمتك لطردك من بلادك إلى حدودك بل خارج حدودك (كسبايا) = طردك إلى تخمك. وهؤلاء الذين عاهدتهم وأكلت معهم خبزاً= أهل خبزك بخديعتهم لك وضعوا شركاً تحتك. وربما لأن أدوم إتكل على معاهداته مع جيرانه تحدي الأمم الكبيرة مثل بابل أو فارس، فأتي عليه هؤلاء ودمروه إذ خذله جيرانه. وكان تحدي أدوم لهذه الأمم العظيمة = لا فهم فيه = أي كان غباء وفي (8) لقد عرف أدوم بحكمائه وفهمائه ومنهم أليفاز التيماني فلماذا حدث له ذلك؟ لماذا سقط في هذا الغباء؟ لأن الله سحب منهم عطيته أي الحكمة فهم لا يستحقونها = ألا أبيد.. الحكماء من أدوم والفهم من جبل عيسو. وفي (9) إذا تخلى الرب عن أحد يرتاع ويفزع وينقرض = أي يبيد ويتخبط في مشورته كمن يتخبط في ظلام ويهلك فالرب نورنا.

 

الآيات (10-16):"من اجل ظلمك لأخيك يعقوب يغشاك الخزي وتنقرض إلى الأبد. يوم وقفت مقابله يوم سبت الأعاجم قدرته ودخلت الغرباء أبوابه والقوا قرعة على أورشليم كنت أنت أيضا كواحد منهم.  ويجب أن لا تنظر إلى يوم أخيك يوم مصيبته ولا تشمت ببني يهوذا يوم هلاكهم ولا تفغر فمك يوم الضيق. ولا تدخل باب شعبي يوم بليتهم ولا تنظر أنت أيضا إلى مصيبته يوم بليته ولا تمد يدا إلى قدرته يوم بليته. ولا تقف على المفرق لتقطع منفلتيه ولا تسلم بقاياه يوم الضيق. فانه قريب يوم الرب على كل الأمم كما فعلت يفعل بك عملك يرتد على رأسك. لأنه كما شربتم على جبل قدسي يشرب جميع الأمم دائما يشربون ويجرعون ويكونون كأنهم لم يكونوا."

ظلم أدوم لأخيه يعقوب: في الآيات السابقة ظهرت خطية أدوم الأساسية وهي الكبرياء، وهذه الخطية كانت تجاه الله. وهنا تظهر خطيته تجاه إخوته. فمن المؤكد أن من يخطئ في حق الله، هو يخطئ أيضاً في حق أخيه. ويظهر هنا في آية (10) حقدهم القديم تجاه يعقوب، وهنا يستخدم اسم يعقوب ليذكرهم للأخوة بين أدوم ويعقوب. ونلاحظ أن هذه الأخوة تضاعف من خطيتهم فغدرهم كان ضد أخوة لهم. ونلاحظ أن خطايانا تجاه الناس هي خطايا تجاه الله أيضاً، ويعاقب الله عليها فهو ديَّان الأرض كلها. والعقوبة هنا هي يغشاك الخزي أي يغطيك. وتنقرض إلى الأبد. ونلاحظ أن الحقد يأكل صاحبه. وآية (11) يوم وقفت مقابله = يوم سبي يهوذا على يد نبوخذ نصر وقف أدوم ضد أخيه يهوذا في عداء. يوم سبتْ الأعاجم قدرته = الأعاجم هم البابليين الذين أخذوا في هذا اليوم قدرة يهوذا إلى السبي. وقدرة يهوذا هم شبانهم وجيشها وفتيانها. وكان منهم دانيال والثلاثة فتية. ودخلت الغرباء أبوابه أي اقتحم الغرباء المدينة ينجسونها ويلقون قرعة على غنائمها. وكان أدوم كواحد منهم = أي واحد من الغرباء السالبين. وفي (12) كان على أدوم أن لا يشمت في أخيه يوم ضيقه ولا يفغر فمه = أي يتكلم عليه بالشر في يوم ضيقه. فأولاً يعقوب أخيه، وثانياً لأن الدور قادم عليه أي على أدوم وسيخرب ويكون في ضيق هو أيضاً. وفي (13) لا تدخل باب شعبي = أي لا تدخل لتنهب وتقتل. ولا تمد يداً إلى قدرته = أي لا تأخذوا من شبان يهوذا قدرتها عبيداً. ولاحظ قوله شعبي = فالله يتألم لألم شعبه. وفي آية (14) للحرب قوانينها مثل عدم جواز قتل من ألقى السلاح ولكن أدوم كان يلقي القبض على الهاربين، وهذا ضد أي قوانين شريفة للحرب. المفرق = حيث كان الهاربون يصلون لمفترق طرق ليبحثوا عن أحسن الطرق للهروب فوجدوا الأدوميون متربصين بهم وقتلوا بعضهم وأسروا الباقين. وفي (15) قريب يوم الرب = يوم انتقام الرب من أدوم والأرجح أنه يوم سقوطه بيد نبوخذ نصر وكان ذلك بعد سقوط أورشليم بزمن قليل. ولكن الأدوميون وهم في نشوة الانتقام من يهوذا ظنوا أن يوم الله لن يأتي قريباً. ونجد هنا قانون إلهي عادل كما فعلت يفعل بك = هذه مثل "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم" (مت2:7) وفي (16) الشرب هنا هو من كأس غضب الله. فالله أعطى شعبه أن يشرب هذا الكأس = كما شربتم على جبل قدسي = هذه موجهة لشعب الله. وسيشرب جميع الأمم أيضاً هذه الكأس بسبب خطاياهم أيضاً (أر15:25،16). وهؤلاء سيشربونها وتكون لهم كأس إفناء = كأنهم لم يكونوا. أما شعب الله فتبقى منه بقية قد تطهرت.

 

الآيات (17-21): "وأما جبل صهيون فتكون عليه نجاة ويكون مقدسا ويرث بيت يعقوب مواريثهم. ويكون بيت يعقوب نارا وبيت يوسف لهيبا وبيت عيسو قشا فيشعلونهم ويأكلونهم ولا يكون باق من بيت عيسو لان الرب تكلم. ويرث أهل الجنوب جبل عيسو وأهل السهل الفلسطينيين ويرثون بلاد افرايم وبلاد السامرة ويرث بنيامين جلعاد. وسبي هذا الجيش من بني إسرائيل يرثون الذين هم من الكنعانيين إلى صرفة وسبي أورشليم الذين في صفارد يرثون مدن الجنوب. ويصعد مخلصون على جبل صهيون ليدينوا  جبل عيسو ويكون الملك للرب."

خلاص صهيون: بعد أن تنبأ النبي بخراب أدوم يتنبأ بأخبار مفرحة عن صهيون، فالله لن يتركها في ذلها. فهو وأن كان قد أدبها فهو سيرحمها، فهو الذي يجرح ويعصب. وآية (17) صورة لرد صهيون إلى قوتها وقدسيتها وكرامتها. وعلى جبلها تكون نجاة وخلاص. وصهيون هي الكنيسة السماوية = جبل صهيون لأنها جسد إلهنا السماوي. والخلاص سيكون من خلال هذا الجسد. وهذا الجسد سكن فيه الروح القدس فصار مقدساً = ويرث بيت يعقوب مواريثهم = وماذا يرث بيت يعقوب؟ في العهد القديم حينما عاد اليهود من السبي ورثوا أرضهم ثانية. أما في العهد الجديد فسمع "فإن كنا أولاد فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو17:8). وآية (18) إلهنا نار آكلة. والروح القدس إلهنا حلَّ على التلاميذ على هيئة ألسنة نار، وباسم إلهنا نحرق الشياطين وأعمالهم وكبريائهم وحسدهم = ويكون بيت يعقوب ناراً وبيت يوسف لهيباً = والسيد أعطانا سلطاناً أن ندوس الحيات والعقارب. ولماذا ذكر يعقوب ويوسف؟ قد يعني هذا عودة يهوذا وإسرائيل في وحدة وقد يعني بيعقوب كل من آمن بالمسيح فله الوعد بأن يدوس الشيطان، ولكن بشرط أن يحفظ نفسه طاهراً ويجاهد كيوسف. وأنظر إلى ضعف الشياطين ومن يتبعونهم ويضطهدون الكنيسة فهم ليسوا سوى قش. وفي (19،20) هنا الكنيسة تضم الأمم من كل الشعوب وكل الألسنة. والوصف تم بلغة اليهود. وهم حين عادوا من السبي إمتلكوا أرضهم ولكن هنا سيمتلكون ليس أرضهم فقط بل أرض من حولهم. ويرث أهل الجنوب مملكة عيسو فهي أقرب لهم. وأهل السهل في غرب البلاد يحتلون فلسطين. وسكان يهوذا يرثون أرض أفرايم التي كان يمتلكها العشرة أسباط ويرث بنيامين جلعاد. أما في آية (20) فنجد صورة للوحدة بين يهوذا وإسرائيل وهذه تشير للكنيسة التي تمتد وترث كل الأرض ليس أرض إسرائيل فقط بل كل العالم (أش18:49-23). وهنا نجد الكنيسة قد امتدت إلى صرفة التابعة لصيدا. وتمتد جنوباً.... صفارد وهذه موقعها غير معروف وقد يكون في بابل (لكن اليهود يقولون أنها فرنسا أو أسبانيا وهم يتوهمون أهم سوف يمتلكونهما بعد هلاك المسيحيين فيها، فهم يقولون أن الأدوميون هم المسيحيين) وسبي هذا الجيش. وسبي أورشليم = هم المؤمنين بالمسيح الذين كانوا في سبي الشيطان وتحرروا وورثوا الأراضي. وكان أهل أورشليم المسبيين في صفارد هذه. وفي (21) مخلصون = هم الرسل الذين كرزوا ببشارة الخلاص لكل العالم. وبكلمة كرازتهم يدينوا عيسو، وعيسو رمز للشيطان "ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة" (1كو3:6) ونأتي لغاية النبوة والكتاب المقدس كله = ويكون الملك للرب. فلنصلي ليأتي ملكوتك. (قارن مع 1كو24:15-28 + عب8:2،9).

 

 

الصفحة الرئيسية