المقدمة

1- يسمى السفر فى العبرانية بأول كلمات فيه وهذه هى الطريقة العبرانية فى تسمية الأسفار. ويسمى هذا السفر فى اليونانية DEUTRO NOMY وهى مأخوذة منDEUTEROS  ومعناها ثانية ومنها  بالفرنسية DEUX = رقم  2  

   NOMOS  ومعناها ناموس

   فيكون المعنى الشريعة الثانية أو تكرار الشريعة. وهكذا دُعى فى السبعينية.

وبالعبرية يسمى التثنية أو تثنية الإشتراع أى إعادة الشريعة وتكرارها ثانية. ودُعى السفر هكذا لأن موسى أعاد على الشعب فيه الكثير من تاريخهم ومن الوصايا والشرائع التى أعطاها لهم الرب سابقاً وسبق ذكرها فى أسفار اللاويين والعدد والخروج.

وموسى قال ما قاله بوحى من الروح القدس

2- هل تكرار هذه الوصايا والشرائع والتاريخ هو تكرار بدون فائدة؟! من المؤكد أن لكل كلمة فائدتها فى الكتاب المقدس ونستطيع أن نلمح تمايزاً بين سفر التثنية وباقى الأسفار نلخصه فيما يلى:-

أ‌-  سفر اللاويين والعدد هما أسفار موجهة للكهنة واللاويين ليجدوا فيها الشرائع وطقوس العبادة والأحكام. أما سفر التثنية فهو موجه للشعب لذلك تجد فيه الكثير من الإيضاحات والشرح والتفسير والحث على الإلتزام بها.

ب‌- ألقى موسى عظات هذا السفر فى آخر أيام حياته كأحاديث وداعية بعد أن إختبر الوصايا ونفذها وإلتزم بالطقوس والشرائع، وبعد أن نفذها، تذوقها، وتذوق طعم العشرة مع الله وحلاوة تنفيذ وصاياه. ونجده هنا لا يريد أن يغادر العالم قبل أن يظهر لشعبه أن الوصايا ليست جامدة ولا الطقس جامد بل فيه كل الحب. هو يشرح الآن كمختبر متذوق يود لو أن كل فرد فى شعبه يتذوق هذه الحلاوة مثله

ج- موسى الخادم الأمين مثل بولس الرسول الخادم الأمين لا يجدون تكرار الوصايا والتعليم ثقيل (فى1:3) وذلك لمحبتهم لشعبهم. فهذا السفر هو خلاصة محبة موسى لشعبه حتى يؤمنهم.

د- موسى لا يكرر الكلام بدون داعٍ بل هو سفر التذكرة لوصية الله ( 8:6) وهو شرح فى ضوء الأحداث التى عاشوها خلال الأربعين سنة. ونحن نحتاج للتذكرة لأننا ننسى. خصوصاً فموسى يقدمها للشعب قبل دخولهم أرض الميعاد لتكون دستورهم فى الأرض الجديدة.

هـ- نغمة هذا السفر هى الطاعة القائمة على المحبة. ولنلاحظ أن وصية موسى والتى لخصها السيد المسيح "أن تحب الرب إلهك وتحب قريبك..." (لو28،27:10) فهو دعوة للطاعة ودعوة للحب ليكون لهم راحة وليدخلوا أرض الميعاد ويكون لهم راحة وإستقرار وثبات فيها. ولاحظ أن الطاعة تقود للحب فلو أطعنا الوصية سنتلامس مع الله ونحبه، ولو أحببنا الله لأطعناه من كل القلب "من يحبنى يحفظ وصاياى" وهذا ما إختبره موسى وود لو إختبره كل فرد فى شعبه وهذا ما إختبره الشعب إذ هلك أبائهم فى البرية لعدم طاعتهم وموسى يحذرهم حتى لا يفعلوا مثلهم بل يطيعوا الوصايا.

و- هو سفر الحب المشترك بين الله وشعبه، الله أحب شعبه وخلصه وحفظه فى رحلته فى البرية وعليهم حفظ وصايا الله إعلاناً لحبهم فتكريس قلوبهم بالطاعة والعبادة هو الطريق العملى لإعلان الحب وهذا هو طريق دخول أرض الميعاد.

ز- طالما هو سفر الطاعة والحب لذلك سمعنا فيه لأول مرة عن نبوة صريحة عن مجىء المسيح بالجسد كنبى مثل موسى ومن وسط إسرائيل (تث15:18-19). بل أول مرة نسمع عن لعنة الصليب (23:21) فتجسد المسيح وصليبه ظهر فيهم المحبة والطاعة ( فى 6:2-8 + رو 32:8 + يو 13:15).

ح- لأنه سفر الحب ينفرد عن باقى الأسفار فى بعض المصطلحات مثل " حملك الرب إلهك " 31:1. ومثل تحب الرب إلهك من كل قلبك 5:6

ط- تكرار الشريعة كان لازماً لأن الجيل الأول الذى إستلمها لأول مرة مات جميعه فى البرية. وكان موسى يريد أن يتأكد من فهمهم للوصايا قبل دخول الأرض الجديدة فلا يتشبهوا بأهلها فى عباداتهم الوثنية. هو أب حنون يريد أن يطمئن على أولاده ومحبة موسى لشعبه هى صورة بسيطة من محبة الله لهم.

3-  كاتب السفر هو بلا شك موسى النبى ما عدا الإصحاح 34 الذى يتضمن خبر موته.

4-  لأهمية هذا السفر نجد:-

أ‌-     كل ملك يجلس على كرسيه يكتب نسخة من هذا السفر ليحفظها ويعمل بها ( 18:17)

ب‌- على الشعب أن يكتب نصوصه على نصب من الحجارة يكون أمام أعينهم (3،2:27)

ج‌-  سلم موسى للكهنة والشيوخ هذا السفر وأمرهم بقراءاته على مسامع الشعب فى عيد المظال 9:31-13

د- إقتبس السيد المسيح ردوده على إبليس يوم التجربة من هذا السفر (16،13:6 + 3:8)

5-  كتب موسى هذا السفر فى أواخر السنة الأربعين للخروج.

6-  سفر التثنية وسط الأسفار الخمسة

لقد إقتنى الله لنفسه شعباً فى سفر التكوين وقد رأى ضرورة إنفصاله عن كل أثار الخطية والعبودية فى سفر الخروج. وكان لابد له من شريعة يسير عليها ليعرف طريق العون السماوى وهو دم الفداء الثمين وذلك فى سفر اللاويين. وعلى هذا الشعب أن يتدرب ويتعلم من الله وهذا ما أعلنه سفر العدد. والآن ونحن على أبواب كنعان التى حُرم منها الشعب بسبب عدم طاعته نجد موسى يدعوهم للطاعة ليدخلوا للمجد.

7-  تقسيم السفر:- ينقسم السفر إلى ثلاث عظات ونشيد وبركة وختام

         العظة الأولى 1-4                   العظة الثانية 5-28

         العظة الثالثة 29-30                النشيد 31-32

         بركة موسى للشعب  33            الختام 34

8-  هناك أفكار رئيسية فى هذا السفر وتتكرر لأهميتها حتى لا ينساها الشعب

أ‌-     العبودية والفداء:- لا يجب أن ينسى إسرائيل أنه كان عبداً فى مصر ( الخطية هى السبب)

ب‌- محبة الله:- فهو خلصهم بذراع شديدة فعليهم أن يحبوه ( ولو أحبوا آلهة أخرى يستعبدوا لها) ولو أطاعوا تكون لهم البركة.

ج- النصيب الصالح :- الرب أعطاهم أرضاً جيدة تفيض لبناً وعسلاً

د- شعب الرب:- هم أخص من جميع الشعوب ويجب أن يكونوا نوراً للعالم

و- مذبح الرب:- فى المكان الذى يختاره الرب ( أصبح أورشليم بعد ذلك)

9- يتسم هذا السفر بكلمات معينة مثل " إسمع / تعلم / إحترز / إعمل وليس المقصود بالسمع هو السمع فقط بل أن يسمع الإنسان ويعمل. " طوبى لمن لهُ أذنان للسمع..." فالدعوة للسمع هى دعوة للطاعة أيضاً فالسماع ليس للمعرفة فقط بل حتى ننفذ ما نسمع ونضبط أنفسنا على حسب ما نسمع.

10-       كان موسى يذكرهم بخطاياهم فى البرية ومحبة الله لهم وعنايته والتكرار حتى لا ينسوا أعمال الله. فنحن نذكر خطايانا حتى لا ننتفخ ونتكبر ونذكر محبة الله فتلتهب قلبونا حباً نحوه....

11-       إمتلاك الأرض وحب الله لهم وعطاياه هو نعمة مجانية لا يستحقونها بسبب خطاياهم فهم شعب عنيد. ولكن هناك شرط أن يظلوا فى الأرض ولا يحرموا منها، ألا وهو الطاعة وهذه تشبه " من يغلب... لن أمحو إسمه من سفر الحياة"

12-                     كاتب الإصحاح الأخير غالباً هو يشوع بن نون الذى أكمل المسيرة ودخل بالشعب إلى أرض الميعاد

13-                     موسى يقدم فى سفر التثنية ما يمكن تسميته تفسير التاريخ بطريقة روحية فمثلاً:-

أ‌-     هم قضوا 40 سنة توهان فى البرية ولكن هذا لم يكن صدفة بل عقوبة من الله بسبب عصيانهم

ب‌- ثيابهم لم تبلى هذه السنين كلها بل وأحذيتهم أيضاً وربما هم لم يلاحظوا هذا ولكن موسى هنا يشير لهذه المعجزة وهى دليل عناية الله بشعبه

ج- خروجهم من مصر ونجاتهم يشيران لقوة الله وإختيارهم كشعب لهُ.

إذاً فتفسير التاريخ بطريقة روحية سيؤدى إلى أن نفهم أن الله هو ضابط الكل

14-       إقتبس العهد الجديد من هذا السفر 83 مرة تقريباً. فالمسيح فى حواره مع المجرب رد عليه بأيات من هذا السفر وإقتبس منه حينما لخص الناموس

15-       يمكن القول أن السفر هو معاهدة بين الله والشعب إن التزموا بوصاياه يباركهم والعكس. والله يود أن يتبادل الحب مع شعبه إن أحبوه سيفرحون ويجدوا بركات. وعلامة حب الله لهم بركاته وعلامة محبتهم لله طاعتهم. وهذا نفس ما حدث مع آدم


 

الإصحاح الأول

آية1:- هذا هو الكلام الذي كلم به موسى جميع اسرائيل في عبر الاردن في البرية في العربة قبالة سوف بين فاران و توفل و لابان و حضيروت و ذي ذهب.

فى عبر الأردن = وردت هذه العبارة مرات عديدة للإشارة إلى الجانب الشرقى من نهر الأردن ووردت عدة مرات للإشارة إلى الجانب الغربى والمقصود هنا الضفة الشرقية

العربة = المنحدر الذى يجرى فيه نهر الأردن ويقصد به المنطقة الشرقية الممتدة من البحر الأحمر إلى شمال البحر الميت. قبالة سوف = كانوا مواجهين للبحر الأحمر وبالذات لخليج العقبة. ولاحظ تحديد المكان بدقة إشارة لإهتمام الله بشعبه وفى كل مكان عينه عليهم.

فاران = برية على حدود آدوم جنوب الأردن تجاه جبل سيناء. هى غالباً صحراء التيه.

 

آية2:- احد عشر يوما من حوريب على طريق جبل سعير الى قادش برنيع.

أحد عشر يوماً من حوريب... إلى قادش برنيع = قادش برنيع كانت المكان الذى أرسلوا منه الجواسيس وفيه حُكم عليهم بالتوهان 40 سنة وذكر المدة 11 يوماً ربما للتوبيخ فما نقطعه فى 11 يوماً قطعناه فى سنين طويلة بسبب العصيان. ونحن كم مرة ندور ونرجع للوراء ونخسر كثيراً بسبب ذلك. حوريب = حيث ظهر الله لموسى أولاً ( خر1:3)

 

آية3:- ففي السنة الاربعين في الشهر الحادي عشر في الاول من الشهر كلم موسى بني اسرائيل حسب كل ما اوصاه الرب اليهم.

لاحظ انهم الآن على وشك الدخول فى معارك حربية مع شعوب قوية. ولكن موسى نجده لا يكلمهم عن معارك حربية وخطط بل عن حب الله وطاعة وصاياه. فهذا هو ما يجعلهم ينتصرون لو أن الله فى وسطهم إن تقدسوا .

 

آية4:- بعدما ضرب سيحون ملك الاموريين الساكن في حشبون و عوج ملك باشان الساكن في عشتاروث في اذرعي.

ذكر إنتصاراتهم على سيحون وعوج هو لتشجيعهم قبل دخول معارك مع شعب كنعان. وإذرعى هى عاصمة باشان وعشتاروت هو إله القمر الذى يعبدونه.

 

آية5:- في عبر الاردن في ارض مواب ابتدا موسى يشرح هذه الشريعة قائلا.

يشرح = إذاً هو لا يكرر بل يفسر ويشرح. الشريعة = شريعة بالعبرية تسمى توراة وقد يسمى سفر التثنية بالتوراة وقد تسمى أسفار موسى بالتوراة وقد يسمى العهد القديم كله بالتوراة من باب إطلاق الجزء على الكل.

 

آية6:- الرب الهنا كلمنا في حوريب قائلا كفاكم قعود في هذا الجبل.

قضى الشعب فى حوريب حوالى سنة. وكان الشعب خلال هذه المدة فى تدريب روحى عظيم ورأوا هناك إعلانات روحية وتسلموا الشريعة. ثم نجد الله يقول لهم كفاكم قعود فى هذا الجبل = هذا هو إشتياق الله الذى يمسك بأيدينا ليدخلنا مجده فهو لا يكتفى بوجودنا على الأرض حتى لو كنا فى جبل حوريب. وحتى لو سمح الله بفترة ضيق 40 سنة فهو الذى يعلم متى يضعنا فى الضيق ومتى يخرجنا منه بل هو يصحبنا ويقودنا وهو الذى يخطط ويدبر وهو الذى يدعو حتى نصل إلى كنعان السماوية.

 

آية7:- تحولوا و ارتحلوا و ادخلوا جبل الاموريين و كل ما يليه من العربة و الجبل و السهل و الجنوب و ساحل البحر ارض الكنعاني و لبنان الى النهر الكبير نهر الفرات.

هنا يحدد لهم الله حدود بلادهم الموعود بها وهذه لم تتحقق سوى أيام سليمان. وجبل الأموريين = لأن قبائل الأموريين كانت تحتل المنطقة. أرض الكنعانى = يقصد بها فلسطين بوجه عام، فنسل كنعان سكن هذه البلاد.

 

آية8:- انظر قد جعلت امامكم الارض ادخلوا و تملكوا الارض التي اقسم الرب لابائكم ابراهيم و اسحق و يعقوب ان يعطيها لهم و لنسلهم من بعدهم.

أنظر = يكلمهم الله بصيغة المفرد بإعتبارهم شعباً فكأنه يقول أنظر يا شعبى وهو سماهم من قبل إسرائيل إبنى البكر فالله يود أن يرى الوحدة فى شعبه

 

آية10،9:- و كلمتكم في ذلك الوقت قائلا لا اقدر وحدي ان احملكم. الرب الهكم قد كثركم و هوذا انتم اليوم كنجوم السماء في الكثرة.

كان يثرون حمو موسى هو صاحب هذه المشورة.

 

آية11:- الرب اله ابائكم يزيد عليكم مثلكم الف مرة و يبارككم كما كلمكم.

موسى هنا يطلب البركة لشعبه.

 

آية13،12:- كيف احمل وحدي ثقلكم و حملكم و خصومتكم. هاتوا من اسباطكم رجالا حكماء و عقلاء و معروفين فاجعلهم رؤوسكم.

معروفين = أى مشهوداً لهم

 

آية14-16:- فاجبتموني و قلتم حسن الامر الذي تكلمت به ان يعمل.فاخذت رؤوس اسباطكم رجالا حكماء و معروفين و جعلتهم رؤوسا عليكم رؤساء الوف و رؤساء مئات و رؤساء خماسين و رؤساء عشرات و عرفاء لاسباطكم. و امرت قضاتكم في ذلك الوقت قائلا اسمعوا بين اخوتكم و اقضوا بالحق بين الانسان و اخيه و نزيله.

ونزيلة = من عدالة الشريعة عدم التفريق بين اليهودى والغريب المستوطن  عرفاء = المشرفين على تنفيذ أوامر الرؤساء. معروفين:- إختبروا حكمتهم من قبل

 

آية18،17:- لا تنظروا الى الوجوه في القضاء للصغير كالكبير تسمعون لا تهابوا وجه انسان لان القضاء لله و الامر الذي يعسر عليكم تقدمونه الي لاسمعه. و امرتكم في ذلك الوقت بكل الامور التي تعملونها.

أساس القضاء العادل خوف الله. والعمل على نشر العدالة بحسب إرادته.

 

آية19:- ثم ارتحلنا من حوريب و سلكنا كل ذلك القفر العظيم المخوف الذي رايتم في طريق جبل الاموريين كما امرنا الرب الهنا و جئنا الى قادش برنيع

القفر العظيم المخوف = الأجزاء الشمالية من سيناء والجزء الجنوبى من برية فاران وهو مخوف لإتساعه ووعورته وندرة المياه ومتاعب السفر والوحوش والأعداء من الشعوب المجاورة.من ساعدهم فى أن يسلكوا هذا القفر العظيم هو الله، كان قادراً أن يكمل معهم لكنهم نسوا عمل الله وشكوا.

 

آية21،20:- فقلت لكم قد جئتم الى جبل الاموريين الذي اعطانا الرب الهنا.انظر قد جعل الرب الهك الارض امامك اصعد تملك كما كلمك الرب اله ابائك لا تخف و لا ترتعب.

هنا كانوا قد وصلوا إلى قادش برنيع بالقرب من أرض الميعاد ودعاهم موسى لأن يمتلكوا.

 

آية22-25:- فتقدمتم الي جميعكم و قلتم دعنا نرسل رجالا قدامنا ليتجسسوا لنا الارض و يردوا الينا خبرا عن الطريق التي نصعد فيها و المدن التي ناتي اليها. فحسن الكلام لدي فاخذت منكم اثني عشر رجلا رجلا واحدا من كل سبط. فانصرفوا و صعدوا الى الجبل و اتوا الى وادي اشكول و تجسسوه. و اخذوا في ايديهم من اثمار الارض و نزلوا به الينا و ردوا لنا خبرا و قالوا جيدة هي الارض التي اعطانا الرب الهنا.

هنا نجد موسى يشرح ما ورد فى سفر العدد. فنحن فى سفر العدد لم نفهم لماذا أرسل موسى الجواسيس إلى أرض الميعاد بعد أن وعده الله بأن ينصرهم فالتجسس هنا مثل من يضىء شمعة فى نور الشمس. ولكن نفهم هنا أن موسى وافق بديموقراطية على طلب الشعب. وهنا موسى ينبههم على ضعفهم حتى لا يقعوا فى هذا الفخ ثانية. فبعد أن يقودهم الله فى سحابة ما معنى إرسال جواسيس.

 

آية26:- لكنكم لم تشاءوا ان تصعدوا و عصيتم قول الرب الهكم.

انظر كم تحملوا من خسارة بسبب عدم طاعتهم. إذاً هى دعوة للطاعة.

 

آية27-30:- تمرمرتم في خيامكم و قلتم الرب بسبب بغضته لنا قد اخرجنا من ارض مصر ليدفعنا الى ايدي الاموريين لكي يهلكنا. الى اين نحن صاعدون قد اذاب اخوتنا قلوبنا قائلين شعب اعظم و اطول منا مدن عظيمة محصنة الى السماء و ايضا قد راينا بني عناق هناك. فقلت لكم لا ترهبوا و لا تخافوا منهم. الرب الهكم السائر امامكم هو يحارب عنكم حسب كل ما فعل معكم في مصر امام اعينكم

تمرمرتم = تذمرتم. الرب بسبب بغضته لنا؟! = هل بعد كل ما صنعه الرب لهم يقال هذا! ولكن القلب الفاسد لا يعترف بمحبة الله وبأن كل الأمور تعمل معاً للخير.

 

آية32،31:- و في البرية حيث رايت كيف حملك الرب الهك كما يحمل الانسان ابنه في كل الطريق التي سلكتموها حتى جئتم الى هذا المكان. و لكن في هذا الامر لستم واثقين بالرب الهكم.

لقد سبق موسى وإشتكى أنه يحملهم (عد12:11) والآن أدرك أن الله يحملهم جميعاً. وتعبير أن الله يحملهم كما تحمل الأم رضيعها تعبير خاص بسفر التثنية ودعوة للحب.

 

آية33:- لسائر امامكم في الطريق ليلتمس لكم مكانا لنزولكم في نار ليلا ليريكم الطريق التي تسيرون فيها و في سحاب نهارا.

هذه الآية تساوى انا ذاهب لأعد لكم مكاناً فهو الطريق.

 

آية34-36:- و سمع الرب صوت كلامكم فسخط و اقسم قائلا. لن يرى انسان من هؤلاء الناس من هذا الجيل الشرير الارض الجيدة التي اقسمت ان اعطيها لابائكم. ما عدا كالب بن يفنة هو يراها و له اعطي الارض التي وطئها و لبنيه لانه قد اتبع الرب تماما.

هنا يذكر كالب ولا يذكر يشوع فيشوع الآن هو القائد المنتظر (آية38)

 

آية 37:- و علي ايضا غضب الرب بسببكم قائلا و انت ايضا لا تدخل الى هناك.

كان بين حادث الجواسيس وحادثة حرمان موسى 37 سنة وموسى يذكر هذا هنا الآن فالحادثتين أديا لحرمان الشعب وموسى من دخول أرض الميعاد.

 

آية38:- شوع بن نون الواقف امامك هو يدخل الى هناك شدده لانه هو يقسمها لاسرائيل.

شدده = بوضع يديك عليه ليحل عليه روح الرب ( عد 23،22:27) وزوده بنصائحك وإرشاداتك وعزز مركزه أمام الشعب.

 

الآيات 40،39:- و اما اطفالكم الذين قلتم يكونون غنيمة و بنوكم الذين لم يعرفوا اليوم الخير و الشر فهم يدخلون الى هناك و لهم اعطيها و هم يملكونها. و اما انتم فتحولوا و ارتحلوا الى البرية على طريق بحر سوف

الآباء الذين خافوا على أولادهم لم يدخلوا أرض الميعاد والأولاد دخلوا

 

آية41-43:- فاجبتم و قلتم لي قد اخطانا الى الرب نحن نصعد و نحارب حسب كل ما امرنا الرب الهنا و تنطقتم كل واحد بعدة حربه و استخففتم الصعود الى الجبل. فقال الرب لي قل لهم لا تصعدوا و لا تحاربوا لاني لست في وسطكم لئلا تنكسروا امام اعدائكم. فكلمتكم و لم تسمعوا بل عصيتم قول الرب و طغيتم و صعدتم الى الجبل.

طغيتم = تجبرتم بوقاحة وتحديتم أوامر الله

 

آية45،44:- فخرج الاموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم و طردوكم كما يفعل النحل و كسروكم في سعير الى حرمة. فرجعتم و بكيتم امام الرب و لم يسمع الرب لصوتكم و لا اصغى اليكم.

بكيتم = هو ندم ولكنها توبة غير حقيقية. هم كانوا مثل عيسو (عب 17:12) الأموريون = قارن مع (عد45:14) فالعمالقة والكنعانيون أسماهم هنا أموريون فالأموريون يطلق أسمهم على كل الشعوب فهم الأعظم فى المنطقة

 

آية 46:- و قعدتم في قادش اياما كثيرة كالايام التي قعدتم فيها

أياماً كثيرة = قيل أن الشعب كان قد تمركز فى قادش وكان يذهب ويجىء إليها وقيل أنهم قضوا فى قادش 19 سنة عادوا بعدها للإرتحال فى البرية لمدة طويلة حتى فنى كل الجيل من الرجال الذين خرجوا من مصر كالأيام التى قعدتم فيها = بالعربية قعدتم ما قعدتم

ملحوظة:- حين طلب منهم الله أن يصعدوا إمتنعوا، وحين طلب منهم عدم الصعود صعدوا. المشكلة أنهم يريدون تنفيذ إرادتهم الخاصة لذلك يعلمنا السيد المسيح أن نصلى لتكن مشيئتك


 

الإصحاح الثانى

آية1:-  ثم تحولنا و ارتحلنا الى البرية على طريق بحر سوف كما كلمني الرب و درنا بجبل سعير اياما كثيرة.

كانت مدة التوهان عقاب للجيل الشرير من الشعب حتى يموتوا فى البرية لعدم إيمانهم وتمردهم، وتدريب روحى للجيل الجديد ليتعلم الإيمان والطاعة ولكن لنلاحظ عدم تذمر موسى وكالب ويشوع الذين لم يدخلوا بالرغم من أنهم لم يخطئوا مثل باقى الشعب وكانوا مستعدين للدخول، لكن كان عزاؤهم أن الله فى وسطهم والسحابة هى التى تقودهم وهذا فى حد ذاته راحة ما بعدها راحة. وحتى تكون لنا راحة فى كنعان ينبغى أن تكون لنا هنا فى أرض التعب راحة فى الرب ويكون لنا خضوع لمشيئته.

 

آية 2، 3: ثم كلمني الرب قائلا. كفاكم دوران بهذا الجبل تحولوا نحو الشمال.

بعد أن إنتهى الله من تأديبهم ظهر إشتياقه مرة أخرى لدخولهم لأرض الميعاد والله يشتاق لدخولنا للسماء حتى لو أدبنا هنا. ولذلك يكرر كفاكم دوران

 

آية4،5:- و اوص الشعب قائلا انتم مارون بتخم اخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير فيخافون منكم فاحترزوا جدا. لا تهجموا عليهم لاني لا اعطيكم من ارضهم و لا وطاة قدم لاني لعيسو قد اعطيت جبل سعير ميراثا.

دعا الرب بنى عيسو إخوتهم فعيسو اخو يعقوب ولذلك عليهم ان يذكروا هذا فلا يعتدوا عليهم بالرغم من ان الله سيعطيهم رهبة فى عيون الجميع وكلمة إحترزوا = معناها أن يذكروا أن هذه الرهبة والخوف هما من الله وليس لقوتهم الذاتية وهم ليسوا أحراراً أن يعتدوا على من يشاءوا. (يش 9:2)

 

آية6:- طعاما تشترون منهم بالفضة لتاكلوا و ماء ايضا تبتاعون منهم بالفضة لتشربوا.

كان شعب أدوم أكثر كرماً من ملكهم الذى رفض مرورهم.

 

آية7 ، 8:- لان الرب الهك قد باركك في كل عمل يدك عارفا مسيرك في هذا القفر العظيم الان اربعون سنة للرب الهك معك لم ينقص عنك شيء. فعبرنا عن اخوتنا بني عيسو الساكنين في سعير على طريق العربة على ايلة و على عصيون جابر ثم تحولنا و مررنا في طريق برية مواب.

باركك = كان الشعب قد ورث ثروة  من أبائه غير ما أخذوه من المصريين وكان لهم مواشى كثيرة وكثيرين تعلموا صناعات فى مصر مما أدى بالتأكيد للتجارة مع شعوب المنطقة فما دام لهم المال فليشتروا من آدوم إحتياجاتهم من اموالهم. إيلة = هى إيلات، سيناء على خليج العقبة

 

آية9:- فقال لي الرب لا تعاد مواب و لا تثر عليهم حربا لاني لا اعطيك من ارضهم ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيت عار ميراثا.

موآب إبن لوط هو أيضاً لهُ قرابة مع يعقوب ولكن واضح أن الله يحدد لهم من يضربون ومن لا يجب أن تمتد إليهم أيديهم. ولم يكن فى قصد الله أن يعطى لهم أرض موآب.

 

الآيات 10-23:- الايميون سكنوا فيها قبلا شعب كبير و كثير و طويل كالعناقيين. هم ايضا يحسبون رفائيين كالعناقيين لكن الموابيين يدعونهم ايميين. و في سعير سكن قبلا الحوريون فطردهم بنو عيسوا و ابادوهم من قدامهم و سكنوا مكانهم كما فعل اسرائيل بارض ميراثهم التي اعطاهم الرب. الان قوموا و اعبروا وادي زارد فعبرنا وادي زارد. و الايام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني و ثلاثين سنة حتى فني كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلة كما اقسم الرب لهم. و يد الرب ايضا كانت عليهم لابادتهم من وسط المحلة حتى فنوا. فعندما فني جميع رجال الحرب بالموت من وسط الشعب. كلمني الرب قائلا. انت مار اليوم بتخم مواب بعار. فمتى قربت الى تجاه بني عمون لا تعادهم و لا تهجموا عليهم لاني لا اعطيك من ارض بني عمون ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيتها ميراثا. هي ايضا تحسب ارض رفائيين سكن الرفائيون فيها قبلا لكن العمونيين يدعونهم زمزميين. شعب كبير و كثير و طويل كالعناقيين ابادهم الرب من قدامهم فطردوهم و سكنوا مكانهم. كما فعل لبني عيسو الساكنين في سعير الذين اتلف الحوريين من قدامهم فطردوهم و سكنوا مكانهم الى هذا اليوم. و العويون الساكنون في القرى الى غزة ابادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور و سكنوا مكانهم.

فى هذه الأعداد يضرب الرب لموسى ولشعبه أمثلة تاريخية عن بعض الشعوب التى أخذت أراضيها من شعوب أخرى قبلها وهذه الشعوب هى شعب موآب وشعب آدوم وشعب العمونيين وشعب الكفتوريين وهذه الشعوب ليست شعب الله فإن إهتم الله بهم وأعطاهم أرضاً عوضاً عن شعوب أخرى شريرة فالله قادر أن يفعل نفس الشىء لشعبه، وذكر هذه الأحداث حتى يشجعهم قبل دخولهم لأرض الميعاد. ثم يضرب لهم الله مثلاً حياً حاضراً فى أذهانهم بعد ذلك ألا وهو إنتصارهم على سيحون وعوج ملكا الأموريين وإستيلائهم على أراضيهم (باقى هذا الإصحاح والإصحاح الثالث) ولاحظ محبة الله لشعبه فهو يشرح لهم ويقنعهم ليس فقط يعطى لهم أوامر

وبالرجوع إلى (تك 6،5:14) نجد هذه الشعوب الرفائيين والزوزيين والإيميين والحوريين. وكانت شعوباً مزدهرة أيام إبراهيم وقد ضربهم كدر لعومر. وغالباً كانت هذه الضربة مقدمة لإندثارهم وإحلال الشعوب الأخرى مكانهم وربما إختلطوا وذابوا فى الآخرين

ولماذا لم يسمح الله لإسرائيل بدخول موآب وعمون وآدوم

1-  لكل واحد أرضه حتى الأشرار

2-  الله هو الذى يوزع الأرض

3-  شر هؤلاء لم يصل لدرجة نزع الأرض منهم أو إبادتهم

4-  هم نسل أبرار ( إبراهيم ولوط )

وغالباً فإن الزمزميون والزوزيين هما شىء واحد وقد يكون الزوزيين والإيميون شعوباً متشعببة من الرفائيين. وهذه الشعوب لم تكن شعوباً ضعيفة بل قوية وهذا درس لإسرائيل... أنتم ستحتلون أراضى كنعان ولكن هذا لخطيتهم فإذا أخطأ تم مثلهم ستطردون من الأرض

 

آية10:-

شهادة بأن الإيميون شعب قوى

 

آية11:-

سكن الإيميون فى فلسطين.  وكانوا من نسل الرفائيين = يحسبون رفائيين ولكن الموآبيون يدعونهم إيميون = أى يعتبرونهم شعباً قائماً بذاته لأهميتهم وقوتهم كما نقول فى مصر. أن أبناء الصعيد هم مصريون لكننا نقول عليهم صعايدة لنشير لإصرارهم وعزيمتهم وعنادهم.

 

آية12:-

والحوريون كانوا شعباً عظيماً ولكن بنو عيسو إحتلوا أرضهم كما فعل إسرائيل بأرض ميراثهم = كما فعلوا بسيحون وعوج وكما سيفعلون بالباقى

 

آية 13-15:-

لم يموتوا بالموت الطبيعى فقط بل بضربات خاصة كما ضرب الله الجواسيس وداثان وأبيرام

 

آية16-22:-

كما سمى الموآبيين الإيميين هكذا بنى عمون يسمون الزمزميين وهم أيضاً أقوياء

 

آية23:-

المثال الرابع الكفتوريون حاربوا العويون وأخذوا أرضهم. والكفتوريون من نسل مصرايم بن حام بن نوح. وكفتور التى سكنوها أولاً هى غالباً كريت أو قبرص أو بلدة فى مصر أما العويون فهم سكان فلسطين القدامى وخرج عليهم الكفتوريين وأخذوا أراضيهم وقد دعا الكفتوريون إسمهم بعد ذلك الفلسطينيون

 

آية24:- قوموا ارتحلوا و اعبروا وادي ارنون انظر قد دفعت الى يدك سيحون ملك حشبون الاموري و ارضه ابتدئ تملك و اثر عليه حربا.

بعد أن شجعهم الرب طلب منهم أن يمتلكوا أرض سيحون فسيحون ذنبه قد كمل (تك 16:15) أثر عليه حرباً = عَلِمَ الرب بما سيظهره سيحون من عداء لشعب الرب وأنه سيبدأ الحرب

 

آية 25-33:- في هذا اليوم ابتدئ اجعل خشيتك و خوفك امام وجوه الشعوب تحت كل السماء الذين يسمعون خبرك يرتعدون و يجزعون امامك. فارسلت رسلا من برية قديموت الى سيحون ملك حشبون بكلام سلام قائلا. امر في ارضك اسلك الطريق الطريق لا اميل يمينا و لا شمالا. طعاما بالفضة تبيعني لاكل و ماء تعطيني بالفضة لاشرب امر برجلي فقط. كما فعل بي بني عيسو الساكنون في سعير و الموابيون الساكنون في عار الى ان اعبر الاردن الى الارض التي اعطانا الرب الهنا. لكن لم يشا سيحون ملك حشبون ان يدعنا نمر به لان الرب الهك قسى روحه و قوى قلبه لكي يدفعه الى يدك كما في هذا اليوم. و قال الرب لي انظر قد ابتدات ادفع امامك سيحون و ارضه ابتدئ تملك حتى تمتلك ارضه. فخرج سيحون للقائنا هو و جميع قومه للحرب الى ياهص. فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه و بنيه و جميع قومه.

كان موقفه كموقف فرعون. والله يهلك الأشرار بقراراتهم الخاطئة التى يتخذونها بعد أن يرسل عليهم الإنذارات فهو سيتبرر متى حوكم (مز51)

 

آية35،34:- و اخذنا كل مدنه في ذلك الوقت و حرمنا من كل مدينة الرجال و النساء و الاطفال لم نبق شاردا. لكن البهائم نهبناها لانفسنا و غنيمة المدن التي اخذنا.

حرمنا = أى أهلكنا وتحريم الشخص أو الشىء معناه وقفه أى تعيينه لغرض معين لا يجب أن يتخطاه لأن تخطى هذا الغرض يعتبر حراماً أو محرماً. ومن أوجه تحريم بعض الأشخاص قتلهم ومن اوجه تحريم بعض المدن تدميرها وإهلاك ما فيها. وكان أحياناً يتم التحريم بإهلاك الناس ووقف المال لخزينة بيت الرب (يش 17:6-19) وإذا طلب الله تحريم البهائم فلأن هذه البهائم كانت مكرسة لتقديمها ذبائح للأوثان. والله سمح لإسرائيل بإبادة وتحريم هذه الشعوب 1- لخطايا هذه الشعوب البشعة (كما فعل فى سدوم وعمورة)  2- درس لإسرائيل أن هذه نتائج الخطايا فيتقدسوا 3- ولقد فعل الله بإسرائيل نفس الشىء حين أخطأوا وتعذر أصلاحهم.

 

آية36:- من عروعير التي على حافة وادي ارنون و المدينة التي في الوادي الى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا الجميع دفعه الرب الهنا امامنا.

عروعير = هى عار وهى مدينة لموآب على الحدود بين موآب والأموريين.

 

آية37:-  و لكن ارض بني عمون لم نقربها كل ناحية وادي يبوق و مدن الجبل و كل ما اوصى الرب الهنا

وكل ما أوصى الرب إلهنا = حسب أوامر إلهنا أن لا تمتد أيدينا إلى أرض بنى عمون.


 

الإصحاح الثالث

آيات 1-8:- ثم تحولنا و صعدنا في طريق باشان فخرج عوج ملك باشان للقائنا هو و جميع قومه للحرب في اذرعي. فقال لي الرب لا تخف منه لاني قد دفعته الى يدك و جميع قومه و ارضه فتفعل به كما فعلت بسيحون ملك الاموريين الذي كان ساكنا في حشبون. فدفع الرب الهنا الى ايدينا عوج ايضا ملك باشان و جميع قومه فضربناه حتى لم يبق له شارد. و اخذنا كل مدنه في ذلك الوقت لم تكن قرية لم ناخذها منهم ستون مدينة كل كورة ارجوب مملكة عوج في باشان. كل هذه كانت مدنا محصنة باسوار شامخة و ابواب و مزاليج سوى قرى الصحراء الكثيرة جدا. فحرمناها كما فعلنا بسيحون ملك حشبون محرمين كل مدينة الرجال و النساء و الاطفال. لكن كل البهائم و غنيمة المدن نهبناها لانفسنا. و اخذنا في ذلك الوقت من يد ملكي الاموريين الارض التي في عبر الاردن من وادي ارنون الى جبل حرمون.

كما فعلوا بسيحون هكذا فعلوا بعوج وأخذوا أرضه

 

آية9:- و الصيدونيون يدعون حرمون سريون و الاموريون يدعونه سنير.

 جبل حرمون = أى الجبل المقدس أو المحرم. وكان أهل صيدون يدعونه سريون بمعنى المتلألىء. والأموريون يدعونه سنير أو شنير بمعنى جبل النور. وربما دعى هكذا لإرتفاعه الشاهق الذى يجعل قمته مغطاة بالجليد طول العام وهذه تعكس أشعة الشمس ولهُ إسم آخر هو سيئون ومعناه المرتفع. ومن فوق هذا الجبل يمكن للناظر أن يرى أجزاء من فلسطين وسوريا ولبنان وهذا الجبل هو الحد الشمالى لإسرائيل.

 

آية10:- كل مدن السهل و كل جلعاد و كل باشان الى سلخة و اذرعي مدينتي مملكة عوج في باشان.

إذرعى عاصمة باشان وسلخة إحدى المدن وهما فى شرق باشان

 

آية11:- ان عوج ملك باشان وحده بقي من بقية الرفائيين هوذا سريره سرير من حديد اليس هو في ربة بني عمون طوله تسع اذرع و عرضه اربع اذرع بذراع رجل.

عوج هو الباقى من الجبابرة القدماء الرفائيين. هوذا سريره = قد يكون هو سريره الذى ينام عليه فعلاً أو هو عرشه الذى كان يجلس عليه ويجلس عظماؤه بجانبه أو هو تابوته أو مقبرته التى تضم رفاته وهو سرير ضخم (حوالى 4×1.8 متر) يدل على ضخامة هذا الملك وربما أنه مصنوع من الحديد كنوع من العظمة أو لأن الخشب لن يحتمل وزن هذا الجبار. أليس هو فى ربة عمون = ربما أخذه العمونيين فى إحدى المعارك أو بعد هزيمة باشان على يد إسرائيل أخذه العمونيين كتحفة عجيبة.

 

آية13،12:-  فهذه الارض امتلكناها في ذلك الوقت من عروعير التي على وادي ارنون و نصف جبل جلعاد و مدنه اعطيت للراوبينيين و الجاديين. و بقية جلعاد و كل باشان مملكة عوج اعطيت لنصف سبط منسى كل كورة ارجوب مع كل باشان و هي تدعى ارض الرفائيين.

موسى يتكلم عن الحب فى هذا السفر لذلك لم يشير لطمع رأوبين وجاد ومنسى فى الأرض.

 

آية15،14:- يائير ابن منسى اخذ كل كورة ارجوب الى تخم الجشوريين و المعكيين و دعاها على اسمه باشان حووث يائير الى هذا اليوم. و لماكير اعطيت جلعاد.

يائير بن منسى = أى حفيده. حووث يائير = أى قرى وضياع يائير

 

آية17،16:- و للراوبينيين و الجاديين اعطيت من جلعاد الى وادي ارنون وسط الوادي تخما و الى وادي يبوق تخم بني عمون. و العربة و الاردن تخما من كنارة الى بحر العربة بحر الملح تحت سفوح الفسجة نحو الشرق.

كنارة = هى بحيرة جنيسارت أو بحر الجليل أو بحر طبرية وبحر العربة = البحر الميت

 

آية18-22:- و امرتكم في ذلك الوقت قائلا الرب الهكم قد اعطاكم هذه الارض لتمتلكوها متجردين تعبرون امام اخوتكم بني اسرائيل كل ذوي باس. اما نساؤكم و اطفالكم و مواشيكم قد عرفت ان لكم مواشي كثيرة فتمكث في مدنكم التي اعطيتكم. حتى يريح الرب اخوتكم مثلكم و يمتلكوا هم ايضا الارض التي الرب الهكم يعطيهم في عبر الاردن ثم ترجعون كل واحد الى ملكه الذي اعطيتكم. و امرت يشوع في ذلك الوقت قائلا عيناك قد ابصرتا كل ما فعل الرب الهكم بهذين الملكين هكذا يفعل الرب بجميع الممالك التي انت عابر اليها. لا تخافوا منهم لان الرب الهكم هو المحارب عنكم.

يسوع المسيح هو هو امس واليوم وإلى الأبد (عب8:13) فلماذا نخاف

 

الآيات 23-25:- و تضرعت الى الرب في ذلك الوقت قائلا. يا سيد الرب انت قد ابتدات تري عبدك عظمتك و يدك الشديدة فانه اي اله في السماء و على الارض يعمل كاعمالك و كجبروتك. دعني اعبر و ارى الارض الجيدة التي في عبر الاردن هذا الجبل الجيد و لبنان

وسط كل هذه الحوادث نجد إشتياق موسى للدخول لأرض الميعاد ونجده هنا يصلى صلاة رائعة مع أنها قصيرة ففيها إعتراف بحسنات الله = أنت قد إبتدأت ترى عبدك وهذه العبارة تتضمن إيمان موسى بأن الله سيعمل معجزات اكثر لشعبه وفى هذه الصلاة أيضاً تمجيد لله لأعماله وقدرته وفيها التماس وتوسل أن يعبر الأردن وهذا يعتبر حنين للأرض المقدسة ومديح لها ولذلك سماها الجبل الجيد وسماها لبنان = لجمالها وخضرتها. ويجب أن يكون حنين كل مسيحى هكذا لكنعان السماوية.

 

آية26:- لكن الرب غضب علي بسببكم و لم يسمع لي بل قال لي الرب كفاك لا تعد تكلمني ايضا في هذا الامر.

تكرار موسى لحادثة رفض الله دخوله أرض الميعاد هو تحذير للشعب، إن كان الله قد رفض الغصن الأخضر أى موسى فسيفعل هذا بالغصن اليابس أى الشعب. كفاك = أى كفاك صلاة فى هذا الموضوع فقد صدر الأمر. وكان يجب أن يموت موسى ممثل الناموس قبل دخول كنعان ويدخل يشوع ( رمز يسوع المسيح ) بالشعب ولكن موسى العظيم سيتم تكريمه فى المستقبل وسيظهر على جبل التجلى مع المسيح. لقد كانت خطية موسى خطية بسيطة جداً، فهل تحرمه هذه الخطية من دخول أرض الميعاد؟! هذا فيه إشارة لأنه فى ظل الناموس (وموسى هو ممثل الناموس) أى خطية مهما صغرت تحرمنا من دخول السماء.

 

آية27:- اصعد الى راس الفسجة و ارفع عينيك الى الغرب و الشمال و الجنوب و الشرق و انظر بعينيك لكن لا تعبر هذا الاردن.

كان هذا أقصى ما يستطيعه موسى ان ينظر من بعيد لأرض الميعاد وهذا أقصى ما يستطيعه الناموس أن ينظر من بعيد للسماويات. ولقد رأى موسى أرض الميعاد لأن الله حفظ له عينين قويتين. ورمزياً فالناموس والأنبياء لهم عيون قوية لكن بدون دم المسيح لا يمكن الدخول للسماويات.

 

آية28:- و اما يشوع فاوصه و شدده و شجعه لانه هو يعبر امام هذا الشعب و هو يقسم لهم الارض التي تراها.

الدخول للسماء هو بيسوع المسيح ورمزه هنا يشوع

 

آية 29:-  فمكثنا في الجواء مقابل بيت فغورظل موسى فى هذا المكان إلى أن مات. الجواء =هى الأودية المتسعة التى خيموا فيها فى عربات موآب وهذه الأودية مجاورة لرأس الفسجة. وتجاه بيت فغور = حيث كان الموآبيون يعبدون إلههم فغور


 

الإصحاح الرابع

هو دعوة للطاعة وهو الربط بين القسم الأول أى سرد تاريخ الله معهم وعمله معهم والقسم الثانى وهو مراجعة الشريعة. ففى القسم الأول يعلمهم الطاعة وفى الثانى يعلمهم ما هى الوصايا الإلهية التى يجب أن يطيعونها. وسرد التاريخ معهم يدفعهم أولاً لأن يشكروا الله ولأن يذكروا إحساناته عليهم. لأن النسيان يدفع الإنسان لأن يتذمر ويتمرد عند أول ضيقة تقابله واما لو تذكر الإنسان أعمال الله وشكره وسبحه فهذا ينزع الشكوك التى يزرعها الشيطان فيه بأن الله تركه وأهمله. لذلك فهذا الأسلوب (الشكر وتذكار إحسانات الله) يقود الإنسان لطاعة الله والتسليم لهُ وهذا يجلب بركات الله على الإنسان

 

آية1:- فالان يا اسرائيل اسمع الفرائض و الاحكام التي انا اعلمكم لتعملوها لكي تحيوا و تدخلوا و تمتلكوا الارض التي الرب اله ابائكم يعطيكم.

إسمع... لتعملوها.. لكى تحيوا وتدخلوا وتمتلكوا = كلمات من خصائص السفر

 ومن يسمع الوصية يدخل أرض الميعاد. فالآن = بناء على ما سرده موسى من أعمال الله يطلب منهم طاعة الوصايا.

لكى تحيوا = فكلمة الرب فيها حياة. وهذه الحياة تتضمن الحياة الروحية أى تكونون قديسين والحياة المادية أى بركة الرب لشعبه فى هذا العالم والحياة الأبدية فى أرض الأحياء.

 

آية2:- لا تزيدوا على الكلام الذي انا اوصيكم به و لا تنقصوا منه لكي تحفظوا وصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها.

قارن مع (مت18،17:5 + رؤ 19،18:22)

 

آيات 3-5:- اعينكم قد ابصرت ما فعله الرب ببعل فغور ان كل من ذهب وراء بعل فغور اباده الرب الهكم من وسطكم. و اما انتم الملتصقون بالرب الهكم فجميعكم احياء اليوم. انظر قد علمتكم فرائض و احكاما كما امرني الرب الهي لكي تعملوا هكذا في الارض التي انتم داخلون اليها لكي تمتلكوها.

من يذهب وراء شهواته تاركاً الله فنصيبه الموت والهلاك

 

آية 6:- فاحفظوا و اعملوا لان ذلك حكمتكم و فطنتكم امام اعين الشعوب الذين يسمعون كل هذه الفرائض فيقولون هذا الشعب العظيم انما هو شعب حكيم و فطن.

فأحفظوا وأعملوا... لأن ذلك حكمتكم = فكلمة الله تعطى من يحفظونها ويتمسكون بها حكمة ومعرفة (مز 130:119). وكلمة الله تهذب حياتهم فتكون أقوالهم رزينة وكلمة الله تضفى عليهم مهابة ووقار وتجعل الناس يشهدون لهم. فمن يحفظ الوصايا ويعظمها تعظمه هذه الوصايا فى أعين الآخرين ومخافة الرب هى الحكمة. وسيرى الناس حكمتهم ويعلموا أن سر هذه الحكمة شريعتهم وسيعلموا أن من عبد الأوثان ذهبت حكمته. ولاحظ فى آية (8) أن عظمة الشعب راحته لوجود الشريعة.

 

آية7:- لانه اي شعب هو عظيم له الهة قريبة منه كالرب الهنا في كل ادعيتنا اليه

شعبنا عظيم لأن إلهه وسطه ويستمع إليه ويستجيب لدعائه = فى كل أدعيتنا إليه

 

آيات 9،8:-  و اي شعب هو عظيم له فرائض و احكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي انا واضع امامكم اليوم. انما احترز و احفظ نفسك جدا لئلا تنسى الامور التي ابصرت عيناك و لئلا تزول من قلبك كل ايام حياتك و علمها اولادك و اولاد اولادك.

الوصايا ليست ثقل على الشعب بل هى سر عظمته، ومن ينفذها يدرك وجود الله آية(7)

 

آية10:- في اليوم الذي وقفت فيه امام الرب الهك في حوريب حين قال لي الرب اجمع لي الشعب فاسمعهم كلامي لكي يتعلموا ان يخافوني كل الايام التي هم فيها احياء على الارض و يعلموا اولادهم.

موسى يكلمهم هنا عن أعظم أيام حياتهم حين كانوا فى حوريب وأعطاهم الله الوصايا.

 

آية12،11:-  فتقدمتم و وقفتم في اسفل الجبل و الجبل يضطرم بالنار الى كبد السماء بظلام و سحاب و ضباب. فكلمكم الرب من وسط النار و انتم سامعون صوت كلام و لكن لم تروا صورة بل صوتا.

هم سمعوا الصوت ولم يروا الله فلا يستطيع إنسان أن يرى الله ويعيش.

ونلاحظ ان موسى يركز على أنهم لم يروا الله حتى لا يصنعوا لهُ تمثالاً يعبدوه

 

آية14،13:- و اخبركم بعهده الذي امركم ان تعملوا به الكلمات العشر و كتبه على لوحي حجر. و اياي امر الرب في ذلك الوقت ان اعلمكم فرائض و احكاما لكي تعملوها في الارض التي انتم عابرون اليها لتمتلكوها.

العهد هنا هو شريعة الرب عموماً والوصايا العشر بصفة خاصة.

 

آية15:- فاحتفظوا جدا لانفسكم فانكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار.

الله كلم الشعب من وسط النار وكلم موسى فى العليقة وسط النار وحل على التلاميذ على هيئة السنة نار ومازال بروحه النارى يعمل فى قلوب شعبه وفى الخدمة

 

آية16:- لئلا تفسدوا و تعملوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر او انثى.

فى كنيستنا لا نعمل الصور لنعبدها بل لنقتدى بفضائل أصحابها ولتكريمهم

 

الآيات 17-19:- شبه بهيمة ما مما على الارض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء. شبه دبيب ما على الارض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الارض. و لئلا ترفع عينيك الى السماء و تنظر الشمس و القمر و النجوم كل جند السماء التي قسمها الرب الهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر و تسجد لها و تعبدها.

عجيب أن ينحدر الإنسان فى الشعوب الوثنية إلى أن يعبد البهائم والنجوم التى خلقها الله لخدمته. والله يحذر الشعب هنا خصوصاً أنهم سبق وعبدوا العجل الذهبى.

واليوم العبادة الوثنية هى أن يأخذ أى شىء المركز الأول فى القلب غير الله

 

آية20:- و انتم قد اخذكم الرب و اخرجكم من كور الحديد من مصر لكي تكونوا له شعب ميراث كما في هذا اليوم.

كور الحديد = أى الفرن الذى يصهر فيه الحديد. وهذا تشبيه لعبودية الشعب فى مصر وانهم تحملوا مشقات كما يتحمل الحديد نار الفرن

تكونوا لهُ شعب ميراث = أ- بإقتنائه لكم صرتم شعب ميراث. ب- أعطاكم الأرض ميراث لكم ولأبنائكم

                               ج- الله نفسه صار لكم نصيباً وميراثاً (مز24:31).

 

آية21-23:-  و غضب الرب علي بسببكم و اقسم اني لا اعبر الاردن و لا ادخل الارض الجيدة التي الرب الهك يعطيك نصيبا. فاموت انا في هذه الارض لا اعبر الاردن و اما انتم فتعبرون و تمتلكون تلك الارض الجيدة. احترزوا من ان تنسوا عهد الرب الهكم الذي قطعه معكم و تصنعوا لانفسكم تمثالا منحوتا صورة كل ما نهاك عنه الرب الهك.

هذا التكرار يعبر عن ألم موسى لحرمانه وتحذيراً للشعب حتى لا يعصوا الله

 

آية24:- لان الرب الهك هو نار اكلة اله غيور.

الهنا نار آكلة = هو شديد الغيرة على مجده وعلى شعبه وشديد الإنتقام من أعدائه ومقاوميه ويبيدهم وناره تحرق الخطية من قلوب شعبه وهو إله غيور لا يقبل أن شعبه يعبد سواه فهو كالزوج الذى يرفض أن تحب زوجته غيره. إلهنا هو نار تقابل معه موسى فإمتلأ قلبه حباً ووجهه إمتلأ مجداً وتقابل معه  قورح وداثان فهلكوا وإحترقوا بها.

 

آية25:-  اذا ولدتم اولادا و اولاد اولاد و اطلتم الزمان في الارض و فسدتم و صنعتم تمثالا منحوتا صورة شيء ما و فعلتم الشر في عيني الرب الهكم لاغاظته.

موسى يحذر شعبه أنهم بعد ان يستريحوا فى الأرض ينسون أن الله هو الذى أخرجهم ومن ثم تفسد حياتهم. عجيب أن حياة النعيم تقود الإنسان للفساد بدل الشكر.

 

آية26:-  اشهد عليكم اليوم السماء و الارض انكم تبيدون سريعا عن الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لتمتلكوها لا تطيلون الايام عليها بل تهلكون لا محالة.

السماء = هم سكان السماء من الملائكة وأرواح الصديقين. والأرض = أى كل المخلوقات. ولقد رأى العالم كله تأديب إسرائيل على شرورها وعرفوا عدالة الله.

 

آية27:- و يبددكم الرب في الشعوب فتبقون عددا قليلا بين الامم التي يسوقكم الرب اليها.

تشتيتهم تم على يد أشور ثم بابل ثم نهائياً على يد الرومان

 

آية28:- و تصنعون هناك الهة صنعة ايدي الناس من خشب و حجر مما لا يبصر و لا يسمع و لا ياكل و لا يشم.

حينما يذهبون لهذه البلاد البعيدة سوف يقلدونهم فى وثنيتهم.

 

آية29:- ثم ان طلبت من هناك الرب الهك تجده اذا التمسته بكل قلبك و بكل نفسك.

بعد إنذارهم بالتشتيت، ها هو يفتح لهم باب التوبة والرجاء. بكل نفسك = تكريس المشاعر لله

 

آية30:- عندما ضيق عليك و اصابتك كل هذه الامور في اخر الايام ترجع الى الرب الهك و تسمع لقوله.

فى آخر الأيام = أ- أى بعد أن يتمادوا فى شرورهم ويبدأ الله فى العقاب

                    ب- فى نهاية العالم تعود البقية إلى المسيح ويؤمنوا بالمسيحية.

 

آية31: لان الرب الهك اله رحيم لا يتركك و لا يهلكك و لا ينسى عهد ابائك الذي اقسم لهم عليه.

وعد كريم من الله أنهم لو رجعوا سوف يقبلهم

 

الآيات 32-40:-  فاسال عن الايام الاولى التي كانت قبلك من اليوم الذي خلق الله فيه الانسان على الارض و من اقصاء السماء الى اقصائها هل جرى مثل هذا الامر العظيم او هل سمع نظيره. هل سمع شعب صوت الله يتكلم من وسط النار كما سمعت انت و عاش. او هل شرع الله ان ياتي و ياخذ لنفسه شعبا من وسط شعب بتجارب و ايات و عجائب و حرب و يد شديدة و ذراع رفيعة و مخاوف عظيمة مثل كل ما فعل لكم الرب الهكم في مصر امام اعينكم. انك قد اريت لتعلم ان الرب هو الاله ليس اخر سواه. من السماء اسمعك صوته لينذرك و على الارض اراك ناره العظيمة و سمعت كلامه من وسط النار. و لاجل انه احب اباءك و اختار نسلهم من بعدهم اخرجك بحضرته بقوته العظيمة من مصر. لكي يطرد من امامك شعوبا اكبر و اعظم منك و ياتي بك و يعطيك ارضهم نصيبا كما في هذا اليوم. فاعلم اليوم و ردد في قلبك ان الرب هو الاله في السماء من فوق و على الارض من اسفل ليس سواه. و احفظ فرائضه و وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لكي يحسن اليك و الى اولادك من بعدك و لكي تطيل ايامك على الارض التي الرب الهك يعطيك الى الابد.

كثيراً ما يلجأ الإنسان للتاريخ لكى يبرهن على حقيقة ما. وهنا موسى يفعل نفس الشىء ليبرهن على محبة الله العجيبة لهذا الشعب حتى لا يترك الشعب الله بعد ذلك. وفى (34) مخاوف عظيمة = أى الأمور المرعبة الكثيرة التى أجراها الرب فى المصريين. وفى (35). الله أراهم كل هذا ليؤمنوا. وفى (36) ظهور نار الله على الأرض إشارة للتجسد الذى سوف يحدث. وفى (37) أحب = باليونانية جاءت الكلمة أغابو أى محبة دون مقابل أو محبة ممنوحة كنعمة تمنح دون وجود ميزة فى المحبوب. ( هو سفر الحب بين الله وشعبه) ولقد إختار الله هذا الشعب أ- محبة مجانية (كالتى ظهرت فى تجسده وفداءه) ب- لمحبته لأبائهم  ج- لأجل وعوده للأباء د- لأجل شرور الشعوب الوثنية المحيطة. وفى (40) إلى الأبد أى إلى أجيال طويلة جداً ما دامت أمتهم قائمة وماداموا سالكين فى طريق الرب.

 

آية41-43:-  حينئذ افرز موسى ثلاث مدن في عبر الاردن نحو شروق الشمس. لكي يهرب اليها القاتل الذي يقتل صاحبه بغير علم و هو غير مبغض له منذ امس و ما قبله يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا. باصر في البرية في ارض السهل للراوبينيين و راموت في جلعاد للجاديين و جولان في باشان للمنسيين.

كان الرب قد امر موسى بتحديد 6 مدن للملجأ 3 شرق الأردن و3 آخرين غربه لكى يهرب إليها القاتل غير المتعمد. ولكن لماذا يرد هذا الخبر هنا بعد أيات المحبة، محبة المسيح. هذا للإشارة لأن هناك رجاء فى المسيح الذى يعيننا. وهذه الآية أتت بعد الآيات التى تحذرنا من عدم الخضوع للوصية لتعطينا رجاء أنه فى حالة الفشل فهناك ملجأ نحتمى فيه ونلاحظ أن موسى يحدد مدن للملجأ للسبطين ونصف فمع انهم إختاروا لأنفسهم إلا أن الله لا يحرمهم من هذا الإمتياز.

 

آية44:- و هذه هي الشريعة التي وضعها موسى امام بني اسرائيل.

تعتبر هذه الآية وإلى آخر الإصحاح مقدمة للعظة الثانية لموسى

 

آية 45:-  هذه هي الشهادات و الفرائض و الاحكام التي كلم بها موسى بني اسرائيل عند خروجهم من مصر.

شهادات = يقصد بها أقوال الله عامة وفى مقدمتها الوصايا العشر. وتسمى شهادة فهى شهادة على أن الإنسان عمل بها أو لم يعمل وهى شهادة حب وأن الله أعطاها للبشر ليحيوا  ولا يموتوا

 

آية47،46:-  في عبر الاردن في الجواء مقابل بيت فغور في ارض سيحون ملك الاموريين الذين كان ساكنا في حشبون الذي ضربه موسى و بنو اسرائيل عند خروجهم من مصر. و امتلكوا ارضه و ارض عوج ملك باشان ملكي الاموريين اللذين في عبر الاردن نحو شروق الشمس.

تحديد بيت فغور يزيد شدة التحذير

 

آية49،48:- من عروعير التي على حافة وادي ارنون الى جبل سيئون الذي هو حرمون. و كل العربة في عبر الاردن نحو الشروق الى بحر العربة تحت سفوح الفسجة

إلى جبل سيئون أى جبل الأنوار. ولاحظ التضاد بين بيت فغور أى بيت الفجور وجبل الأنوار. هذه تشير للفرق بين من يطيع الوصية ومن يرفضها.

إذاً تحديد هذه الأماكن مهم رمزياً حين يتحدث موسى عن طاعة الشريعة.


 

الإصحاح الخامس

آية1:- و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم اسمع يا اسرائيل الفرائض و الاحكام التي اتكلم بها في مسامعكم اليوم و تعلموها و احترزوا لتعملوها.

يجب علينا أيضاً أن نسمعها ونعمل بها ليكون لنا نصيب فى أورشليم السماوية

آية2:- الرب الهنا قطع معنا عهدا في حوريب.

يذكرهم موسى بالعهد المقدس الذى قطعه الرب معهم فى حوريب وأخذوا فيه الوصايا التى ذكرت فى سفر الخروج (20-23)

 

آية3:- ليس مع ابائنا قطع الرب هذا العهد بل معنا نحن الذين هنا اليوم جميعا احياء.

معنى الآية فى العبرية:- ليس مع أبائنا فقط بل معنا نحن أيضاً. إذاً هو ليس تاريخ مضى وهذا نفس ما قاله بطرس الرسول (اع39:2)

 

آية4:- وجها لوجه تكلم الرب معنا في الجبل من وسط النار.

وجهاً لوجه = الله كلمهم بصوته فعلاً وبحلوله بمجده على الجبل.

 

آية5:- انا كنت واقف بين الرب و بينكم في ذلك الوقت لكي اخبركم بكلام الرب لانكم خفتم من اجل النار و لم تصعدوا الى الجبل فقال.

وقوف موسى بينهم وبين الله لأنه كان وسيط العهد القديم يستلم من الله ويسلمهم. وفى هذا يرمز للمسيح وسيط العهد الجديد (عب 24:12)

 

آية11:- لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا.

لا تنطق بإسم الرب إلهك باطلاً = لقد ربط العبرانيون بين الإسم والشخصية فالإسم يحمل الصفات والسلطان وإسم الله عجيب محوط بالأسرار (أش 6:9)

وهو قدوس ومهوب ( لو49:1) وقد ظهرت عظمته لموسى (تث 3:32) وفى المسيح شخصياً وبواسطة تلاميذه (يو 26،6:7) وبالإيمان بإسمه تجرى المعجزات (أع 16:3). أما الوثنيون فهم يستعملون أسماء آلهتهم فى السحر وهذا باطل. وكل من يستخدم إسم الله بالباطل فى السياسة والتجارة يهين إسم الله. فلنصلى ليتقدس إسمك... ليأت ملكوتك

 

آية15:- و اذكر انك كنت عبدا في ارض مصر فاخرجك الرب الهك من هناك بيد شديدة و ذراع ممدودة لاجل ذلك اوصاك الرب الهك ان تحفظ يوم السبت.

هنا نجد الربط بين الراحة فى السبت والحرية من عبودية فرعون. وهذا يشير لأننا نعتبر يوم الأحد وليس السبت فهو يوم القيامة، يوم الراحة الحقيقية والحرية الحقيقية.

 

آية21:- و لا تشته امراة قريبك و لا تشته بيت قريبك و لا حقله و لا عبده و لا امته و لا ثوره و لا حماره و لا كل ما لقريبك.

ولا حقله = هذه لم تاتى فى الخروج فلم يكن لهم حقول.

 

آية22:- - هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم في الجبل من وسط النار و السحاب و الضباب و صوت عظيم و لم يزد و كتبها على لوحين من حجر و اعطاني اياها.

هذه الكلمات = هذه الوصايا. وصوت عظيم = هو صوت الرب وصوت البوق ولم يزد = هذه هى الوصايا التى أسمعكم الرب إياها فليس لكم أن تزيدوا. وأيضاً تحمل معنى أن الله سلمهم الوصايا العشر ولم يزد وسلم موسى باقى الشرائع وتعنى أنها كافية لا تحتاج لزيادة. وكتبها = الله كتبها حتى يحترموها لأنها مكتوبة بأصبع الله نفسه أى بأمره وقوته. وإصبع الله أى روحه القدوس قارن (مت 28:12) مع (لو20:11) وفى العهد الجديد يكتب الروح القدس هذه الوصايا على قلوبنا بالمحبة وليس على ألواح حجرية (ار31:31-34)

 

آية23:- 23- فلما سمعتم الصوت من وسط الظلام و الجبل يشتعل بالنار تقدمتم الي جميع رؤساء اسباطكم و شيوخكم.

الرؤساء = هم رؤساء الأسباط

 

الآيات 24-28:- و قلتم هوذا الرب الهنا قد ارانا مجده و عظمته و سمعنا صوته من وسط النار هذا اليوم قد راينا ان الله يكلم الانسان و يحيا. و اما الان فلماذا نموت لان هذه النار العظيمة تاكلنا ان عدنا نسمع صوت الرب الهنا ايضا نموت. لانه من هو من جميع البشر الذي سمع صوت الله الحي يتكلم من وسط النار مثلنا و عاش. تقدم انت و اسمع كل ما يقول لك الرب الهنا و كلمنا بكل ما يكلمك به الرب الهنا فنسمع و نعمل. فسمع الرب صوت كلامكم حين كلمتموني و قال لي الرب سمعت صوت كلام هؤلاء الشعب الذي كلموك به قد احسنوا في كل ما تكلموا.

هم لم يحتملوا ظهور مجد الله وسطهم وخافوا وإكتفوا بأنهم رأوا ما رأوا وسمعوا ما سمعوا دون أن يموتوا. وخافوا من النيران وطلبوا من موسى أن يكلم هو الله. والرب إستصوب كلامهم لأنهم إعترفوا بوجوده ومحبته وقدرته وعظمته التى اظهرها لهم. وكانت إستجابة الله لهم

أ‌-     أن جعل موسى وسيطاً بينه وبينهم

ب‌-أرسل لهم الأنبياء يتلقون منه الإعلانات ثم يعلنوها لهم.

ج- أرسل إبنه الوحيد ليتحدث لشعبه دون أن يهلك الشعب.

 

 

 

آية29:- يا ليت قلبهم كان هكذا فيهم حتى يتقوني و يحفظوا جميع وصاياي كل الايام لكي يكون لهم و لاولادهم خير الى الابد.

يا ليت هذا الشعب يخافنى دائماً مثل اليوم فيسمعوا صوتى ويطيعوا. والله قال هذا لأنه يعلم ما فى قلب الإنسان وأنه سريع التغير وانهم سريعاً ما سيتمردوا.


 

الإصحاح السادس

آية4، 5:- اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد.فتحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك.

إسمع = بالعبرية شيما واليهود يعتبرون الآيتين 5،4 من أروع العبارات الكتابية ويرددونهما دائماً ويسمونهما شيما والسيد المسيح إستعملها بكونها الوصية العظمى فى الناموس.

الرب إلهنا رب واحد = أية تتضمن الوحدانية والتثليث إذ ذكر إسم الرب ثلاث مرات

فتحب الرب إلهك من كل قلبك = طالما أن الله احب هذا الشعب وصنع له كل هذا الفداء العجيب وخلصهم من عبودية فرعون وعالهم فى البرية واتى بهم إلى أرض الميعاد فعليهم أن يحبوه لأنه أحبهم أولاً. وهذا ما ينطبق على عمل المسيح معنا تماماً. ولاحظ ان الله طلب أن نحبه لا لإحتياجه لمحبتنا ولكن حينما تسود محبة الله قلوبنا سنمتلىء بالفرح والسلام والحرية الحقيقية ولكن إن احببنا العالم سنستعبد للشيطان الذى قال " أعطيك كل هذه... إن خررت وسجدت لى" بالإضافة إلى أن من يحب شىء فانٍ وباطل سيصير مثله (1يو15:2-17) إذاً فالله يطلب أن نحبه حتى نفرح ونتحرر ولا يسود علينا سواه فيستعبدنا ولابد أن يكون هذا من كل القلب أى لا ينقسم القلب فيحب الله جزئياً ويحب العالم أيضاً فيكون قلباً منقسماً بين محبة الله ومحبة العالم فهذا لا يعطى الفرح الكامل ولا الحرية الحقيقية. والقلب هو مركز العواطف والمشاعر. وعلينا أن نحب الله من كل النفس أى بكل حياتنا. ونحبه من كل القوة أى نضع كل طاقاتنا وقدراتنا فى خدمته وطاعته، لنعبر عن محبتنا له. ولقد أضاف السيد المسيح على ذلك فى جوابه للناموسى " ومن كل فكرك " أى من كل عقلك وإنتباهك وفى هذا توضيح اكثر لما قاله موسى. وهنا نقول أنه لو إنشغل الفكر بحب الله والصلة الدائمة بالله يشتعل القلب بحب الله لذلك علمنا الآباء أن نردد صلاة يسوع " يا ربى يسوع المسيح إرحمنى انا الخاطىء" طوال اليوم أو نردد المزامير ونرتلها وفى هذا يقول الآباء " من يحفظ المزامير تحفظه المزامير " أو ترديد أيات واللهج فيها طوال اليوم فينشغل الفكر بهذا، وكلمة الله تحيى الإنسان وتشعل قلبه بحب الله وهذا ما عناه بولس الرسول حينما قال " صلوا بلا إنقطاع " ( 1تس16:5-18)

 

آية6:- و لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك.

أى لتكن موضوع إهتمامك وتأملك ولتشغل أفكارك وذهنك دائماً (اف 18:5-20)

 

آية7:- و قصها على اولادك و تكلم بها حين تجلس في بيتك و حين تمشي في الطريق و حين تنام و حين تقوم.

قصها على أولادك = حدث أولادك بأعمال الرب فيحبونه وتكلم بها حين تجلس فى بيتك أى ليتحول بيتك إلى كنيسة وحين تمشى فى الطريق = حين تمشى مع أصحابك فليكن كلامكم عن شىء مقدس عوضاً عن الأحاديث البطالة (أف 29:4). وحين تمشى وحدك فليكن فكرك مشغولاً بالله حتى لا تنجذب إلى عثرات النظر والسمع والفكر. وحين تنام = فليكن آخر ما تفكر فيه قبل النوم هو الله ليحفظ فكرك قبل النوم وحين تقوم = مثلاً هناك من يفتح عينيه على ترديد مزمور أو صلاة قصيرة

 

آية8:- و اربطها علامة على يدك و لتكن عصائب بين عينيك.

من عادة الإنسان حين يخاف أن ينسى شيئاً أن يربط علامة على يده. وهذا ما يطلبه الله هنا ألا ننسى ومعنى الآية أن تكون شريعة الله أمام عيوننا دائماً = ولتكن عصائب بين عينيك = فلا تمتد اليد لفعل بطال = وأربطها علامة على يدك . فحينما تكون العين على الوصية دائماً ويذكرها الإنسان دائماً ستتقدس أعمال الإنسان فاليد إشارة للأعمال. ولكن اليهود فهموا هذه الوصية بمعنى حرفى فقد كتبوا كلمات الشريعة ووضعوها فى عصابة تعلق إما على الجبهة لتكون بين العينين أو على الساعد الأيسر. وقد ظن بعضهم أن هذه العصائب حرز يجلب البركة والخير ويطرد الشر وكانوا يسمون العصابة " تفيلين". ومازال يهود اليوم يلبسون شيئاً كهذا على شكل علبة جلدية على أياديهم يسمونها المازوزا. ومن المسيحيين من لا يقرأ الإنجيل ولكن يضعه فى مكتبته أو تحت مخدة سريره كبركة.

 

آية9:- و اكتبها على قوائم ابواب بيتك و على ابوابك.

ربما قصد الله فعلاً أن تكتب كلمات الشريعة على القوائم والأبواب لندرة الكتب فى تلك الأيام، وبهذه الوسيلة يحفظون كلمات الله، كما يعمل المؤمنون هذا بتعليق الأيات على الحوائط. ولاحظ أن دم خروف الفصح وضع على القوائم وبهذا يتحد الدم بالوصية ويكون الخلاص بالدم (عمل النعمة) وبحفظ الوصية (جهاد الإنسان)

 

آية10:- و متى اتى بك الرب الهك الى الارض التي حلف لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب ان يعطيك الى مدن عظيمة جيدة لم تبنها

الرب خاف أن تشغلهم البركات المادية فى الأرض الجديدة عن حفظ الوصايا فيهلكوا ويفقدوا الأرض ثانية .

 

آية11:- و بيوت مملوءة كل خير لم تملاها و ابار محفورة لم تحفرها و كروم و زيتون لم تغرسها و اكلت و شبعت.

هذه العطايا المادية تشير للعطايا الروحية من شبع روحى وإمتلاء بالروح وثمار الروح

 

آية12:- فاحترز لئلا تنسى الرب الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.

بالأسف حين يشبع الإنسان ويحيا حياة السعة ينسى الله ويتجاهل أن الله هو مصدرها وعلينا أن نهتم بالعاطى أكثر من العطية.

 

آية13:- الرب الهك تتقي و اياه تعبد و باسمه تحلف.

بهذه اجاب المسيح على إبليس. ومعناها فلتكن العبادة لله وحده.

 

آيات 15،14:- لا تسيروا وراء الهة اخرى من الهة الامم التي حولكم. لان الرب الهكم اله غيور في وسطكم لئلا يحمى غضب الرب الهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الارض.

الرب هو عريس نفوسنا فلا يجب أن العروس (نحن) أن ننشغل بآخر

 

آية16:- لا تجربوا الرب الهكم كما جربتموه في مسة.

وبهذه أيضاً أجاب المسيح على إبليس. والشعب جَرَّب الله بقوله " أفى وسطنا الله أم لا" (خر7:17) ونحن نتعرض دائماً لنفس السقطة ففى كل تجربة أو مرض نسأل نفس السؤال.

 

آيات 17-19:- احفظوا وصايا الرب الهكم و شهاداته و فرائضه التي اوصاكم بها.و اعمل الصالح و الحسن في عيني الرب لكي يكون لك خير و تدخل و تمتلك الارض الجيدة التي حلف الرب لابائك.ان ينفي جميع اعدائك من امامك كما تكلم الرب.

مع أن دخولهم للأرض هو نعمة وهبة من الله إلا أنه مشروط بعملهم الصالح

 

آية20:- اذا سالك ابنك غدا قائلا ما هي الشهادات و الفرائض و الاحكام التي اوصاكم بها الرب الهنا.

حينما يسألكم أولادكم ما أهمية وصايا الرب حتى تعطونها هذه العناية والإهتمام

 

آية21:-  تقول لابنك كنا عبيدا لفرعون في مصر فاخرجنا الرب من مصر بيد شديدة.

تشير لأهمية تعليم الصغار أعمال الله العظيمة

 

آيات 22-24:- و صنع الرب ايات و عجائب عظيمة و رديئة بمصر بفرعون و جميع بيته امام اعيننا.و اخرجنا من هناك لكي ياتي بنا و يعطينا الارض التي حلف لابائنا. فامرنا الرب ان نعمل جميع هذه الفرائض و نتقي الرب الهنا ليكون لنا خير كل الايام و يستبقينا كما في هذا اليوم.

ملخص هذا نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً. فلأنه عمل أعمالاً عجيبة معنا فنحن نحفظ وصاياه. وما صنعه الله بنعمته وفدائه لشعب العهد القديم صنعه لنا فلنحبه بكل القلب

 

آية25:- و انه يكون لنا بر اذا حفظنا جميع هذه الوصايا لنعملها امام الرب الهنا كما اوصانا

يكون لنا بر = طاعتنا لله تسمى بر. والبر هو الإمتناع عن الشر وعن كل ما يغضب الله وأيضاً أن نقوم بعمل الخير. ولاحظ ان الشعب اليهودى حسب أنه يستطيع أن يتبرر بتنفيذه للوصايا والناموس ولكنهم إكتشفوا عجزهم. وما زلنا عاجزين على هذا حتى الآن، أن نتبرر بأعمالنا. ولكن المسيح جاء وأعطانا طبيعة جديدة وصار يسوع هو القادر على تنفيذها عاملاً فينا بل حاملاً لعنة الناموس الذى كسرناه وبررنا بدمه بشفاعته الكفارية . وكل من يجاهد ليحفظ الوصايا تعينه نعمة الله فيصير باراً بالمسيح الذى فيه.


 

الإصحاح السابع

آية1:- تى اتى بك الرب الهك الى الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها و طرد شعوبا كثيرة من امامك الحثيين و الجرجاشيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين سبع شعوب اكثر و اعظم منك.

هذه الشعوب السبعة كانت خطاياها 1- الأمهات يقدمن أطفالهن للنار 2- سحر وعبادة أوثان 3- فتيات ونساء مكرسات للزنى فى الهياكل 4- الشذوذ الجنسى وكان الرب قد وعد إبراهيم بطرد 10 شعوب من أمام نسله وهذه الشعوب هم السبعة المذكورين هنا بالإضافة إلى القينيين والقنزيين والقدمونيين. وغالباً فقد إندثرت هذه الشعوب أو إندمجت فى غيرها (تك19:15). وكما يطرد الشعب هذه الشعوب الوثنية الخاطئة هكذا يجب على كل منا أن يفعل مع شهواته. وبنفس المنطق فلقد طرد الله إسرائيل من الأرض حين أخطأوا

 

آية2:- و دفعهم الرب الهك امامك و ضربتهم فانك تحرمهم لا تقطع لهم عهدا و لا تشفق عليهم.

فإنك تحرمهم = الشعب الآن شعب بدائى لا يستطيع أن يميز بين الخاطىء والخطية والأمر بإبادة الخطاة الأشرار يساوى سحق الخطية ونزعها. وعلينا كبداية للتوبة أن ننزع من حياتنا كل العثرات (صور مخلة / أفلام..) إن وجدت . وألا تقطع لهم عهداً = فكيف يدخل من له عهد مع الله فى شركة مع من له عهد مع الشيطان " لا شركة للنور مع الظلمة"والتحريم معناه تقديس شخص أو شىء للرب. إذاً لا يجوز لإنسان أن يأخذه فهو قدس أقداس وتحريم الأشخاص هنا بمعنى إبادتهم وهذا لا ظلم فيه فالله أعطاهم فرصاً كثيرة للتوبة ولم يتوبوا. هذا التحريم هو بمثابة حكم من قاضى على مجرم بالإعدام وشعب الله هنا مثل رجل الشرطة الذى ينفذ الحكم. والله له أساليبه فهو تارة يستخدم طوفان لإبادة البشر وتارة يستخدم نار للإحراق وتارة تنفتح الأرض وتبلع الخطاة وهنا يستخدم الشعب فى ذلك حتى يفهم الشعب مصير الخطاة فيمتنعوا عن الخطية ولكن حين سقط الشعب فى نفس الخطايا إستخدم الله شعوب المنطقة فى تأديب شعبه

 

آية3:- و لا تصاهرهم بنتك لا تعطي لابنه و بنته لا تاخذ لابنك.

المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة (1كو33:15) لا تكون نتيجة هذه الزيجات ابناء فاسدون

 

آية4:- لانه يرد ابنك من ورائي فيعبد الهة اخرى فيحمى غضب الرب عليكم و يهلككم سريعا.

هذا ما حدث مع سليمان فزوجاته الوثنيات دفعنه لعبادة الأوثان

 

آية5:-  و لكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم و تكسرون انصابهم و تقطعون سواريهم و تحرقون تماثيلهم بالنار.

الأنصاب = جمع نُصُبْ وهى أعمدة من الحجارة تقام أحياناً للتذكار (تك18:28) والوثنيون يقيمونها ليعبدوها أو تذكاراً لآلهتهم وقد تكون منحوتة بشكل تماثيل أو مسلات وقد تكون منقوشة أومصورة أما السوارى = فهى جمع سارية وهى أشجار أو أعمدة من الخشب كانت تقام للآلهة الوثنية وكانوا ينحتونها على شكل إحدى الإناث من

الآلهة. وكانوا يعتقدون أن قوة الآلهة تحل فى هذه الأعمدة أو السوارى.

 

آية6:- لانك انت شعب مقدس للرب الهك اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع الشعوب الذين على وجه الارض.

مقدس = أى مفرز ومكرس لخدمة الرب من كل قلبه ومعنى أيضاً طاهر ومشع وبهى وهما صفتان لمن يتبع الله

 

آية7:- ليس من كونكم اكثر من سائر الشعوب التصق الرب بكم و اختاركم لانكم اقل من سائر الشعوب.

الله لم يختارهم لقوتهم ولا لكثرتهم بل إختار إبراهيم وحده وإختار إسحق الضعيف وترك إسمعيل القوى وإختار يعقوب الضعيف وترك عيسو القوى وحينما أتو إلى مصر كانوا 66 نفساً. والله إختار هذا الشعب لأنه أحبهم وإلتصق بهم وكثر عددهم وأوفى بوعده لأبائهم

 

آية8:- بل من محبة الرب اياكم و حفظه القسم الذي اقسم لابائكم اخرجكم الرب بيد شديدة و فداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر.

الله أمين فى وعوده حتى ولو كنا نحن غير أمناء.

 

آية9:- فاعلم ان الرب الهك هو الله الاله الامين الحافظ العهد و الاحسان للذين يحبونه و يحفظون وصاياه الى الف جيل.

إلى ألف جيل = هذا يشير لأن نبع عطايا الله وإحساناته غير محدودة. ورقم 1000 يشير للسماويات فمن يحبونه ويحفظون وصاياه يكونون فى السماويات.

 

آية10:- و المجازي الذين يبغضونه بوجوههم ليهلكهم لا يمهل من يبغضه بوجهه يجازيه.

بوجهه يجازيه = قد تعنى أنه سيأتى وقت يعاقبهم الله وجهاً لوجه وقد تعنى أن الله سيعاقب المخطئين بغاية السرعة وهم بعد على قيد الحياة. عموماً من يبتعد عن الله يفصل نفسه عن البركة والفرح . وهناك تفسير يهودى للآية " أن الله يكافىء الأشرار على الأرض عن كل عمل صالح يعملونه حتى يجازيهم فى الحياة الأخرى ويهلكهم فلا يعطيهم فرصة أن يعتمدوا على أعمالهم الصالحة فقد كافأهم عنها وهم بعد على الأرض"

 

آية11-14:- - فاحفظ الوصايا و الفرائض و الاحكام التي انا اوصيك اليوم لتعملها. و من اجل انكم تسمعون هذه الاحكام و تحفظون و تعملونها يحفظ لك الرب الهك العهد و الاحسان اللذين اقسم لابائك. و يحبك و يباركك و يكثرك و يبارك ثمرة بطنك و ثمرة ارضك قمحك و خمرك و زيتك و نتاج بقرك و اناث غنمك على الارض التي اقسم لابائك انه يعطيك اياها. مباركا تكون فوق جميع الشعوب لا يكون عقيم و لا عاقر فيك و لا في بهائمك.

ثمر بتر الخطية بإيمان وحزم هو 1- حب الله لنا ودخولنا دائرة الحب الإلهى المشبع للنفس 2- البركة مادية وروحية 3- ثمر روحى ( لا يكون هناك عقيم) وثمر روحى للجسد ( ولا فى بهائمك). إناث غنمك = لأن بركة الإناث تتضمن نسلاً وفيراً وقوياً

 

آية15-19:- و يرد الرب عنك كل مرض و كل ادواء مصر الرديئة التي عرفتها لا يضعها عليك بل يجعلها على كل مبغضيك. و تاكل كل الشعوب الذين الرب الهك يدفع اليك لا تشفق عيناك عليهم و لا تعبد الهتهم لان ذلك شرك لك. ان قلت في قلبك هؤلاء الشعوب اكثر مني كيف اقدر ان اطردهم. فلا تخف منهم اذكر ما فعله الرب الهك بفرعون و بجميع المصريين.التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك و الايات و العجائب و اليد الشديدة و الذراع الرفيعة التي بها اخرجك الرب الهك هكذا يفعل الرب الهك بجميع الشعوب التي انت خائف من وجهها.

أدواء مصر = يقصد بها جميع الأمراض التى رأوها فى مصر (سواء الأمراض العادية أو الضربات التى ضرب بها الرب المصريين ). ومعنى الآية يعطيك الرب صحة النفس والجسد.

 

آية21،20:- و الزنابير ايضا يرسلها الرب الهك عليهم حتى يفنى الباقون و المختفون من امامك. لا ترهب وجوههم لان الرب الهك في وسطك اله عظيم و مخوف.

الرب هو الذى يحارب عن شعبه وسيرسل الزنابير ( حشرات لسعتها شديدة جداً) على البقية الباقية من جيوش الأعداء والذين هربوا من سيف الشعب.

 

آية23،22:- و لكن الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من امامك قليلا قليلا لا تستطيع ان تفنيهم سريعا لئلا تكثر عليك وحوش البرية. و يدفعهم الرب الهك امامك و يوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا.

الله سيطرد الشعوب من أمامهم ولكن بحكمته لن يطردهم مرة واحدة بل قليلاً قليلاً أى تدريجياً لمصلحتهم وسلامتهم فهم شعب قليل العدد ولو طرد الله الشعوب الأخرى مرة واحدة لهاجمت الوحوش الأرض.

 والمعنى الروحى:- أنه لأجل سلامنا ونمونا الروحى لا ينهى الله المعركة مع الخطية فى لحظات حتى لا نتكبر وتهاجمنا وحوش البرية مثل العجرفة والإعتداد بالذات والكبرياء لذلك فالخطايا تنتزع منا قليلاً قليلاً

 

آية24:- يدفع ملوكهم الى يدك فتمحو اسمهم من تحت السماء لا يقف انسان في وجهك حتى تفنيهم.

هذا تحقق فى أيام يشوع فقد قتل يشوع 31 ملكاً وإستولى على مدنهم.

 

آية25:-  و تماثيل الهتهم تحرقون بالنار لا تشته فضة و لا ذهبا مما عليها لتاخذ لك لئلا تصاد به لانه رجس عند الرب الهك.

لا تظنوا أن الفضة والذهب التى كانت تغشى آلهة الأمم لها قوة إلهية خارقة فتنزلق لتقديس هذه المعادن وإكبارها فتنزلق إلى عبادة الأوثان ذاتها = لئلا تصاد وكلمة رجس = أى ممقوت ومرذول ومحرم

 

آية26:- و لا تدخل رجسا الى بيتك لئلا تكون محرما مثله تستقبحه و تكرهه لانه محرم

ربما فكر أحدهم أن يأخذ إلى بيته بعض هذه الأوثان كبركة والله ينذرهم من عاقبة هذا


 

الإصحاح الثامن

آية1:- جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها لكي تحيوا و تكثروا و تدخلوا و تمتلكوا الارض التي اقسم الرب لابائكم.

الله لا يعطينا وصايا ليتحكم فينا لكن لكى نحيا فى بركة وفرح

 

آية2:- و تتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب الهك هذه الاربعين سنة في القفر لكي يذلك و يجربك ليعرف ما في قلبك اتحفظ وصاياه ام لا.

ياليتنا ونحن نصلى صلاة الشكر تذكر كل حسنات الله وتأديباته لنا كل الحياة.

كل الطريق = أى طريقة معاملة الله لهم حيث رعاهم وأيضاً حيث أدبهم فكل اموره للخير

لكى يذلك = سمح الله لهم ببعض المشقات كعقاب لهم وكتدريب روحى لنمو الإيمان للشعور خلال التجربة بالمذلة. والله يسمح لنا بهذا النوع من الإذلال كتاديب وحتى لا نسقط فى البر الذاتى وحتى نتلامس مع الله (الثلاث فتية) فيكون لنا ثمار وهذا الإذلال يعطينا تزكية وأكاليل فى الآخرة.

ويجربك = ليس لأن الله لا يعرف ولكن حتى تعرف أنت نفسك وتعرف نقاط ضعفك

 

آية3:- فاذلك و اجاعك و اطعمك المن الذي لم تكن تعرفه و لا عرفه ابائك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان.

وأجاعك = فقد تأنى الله عليهم فترة قبل نزول المن ليعلمهم الإتكال عليه لنمو الإيمان.

وهذه الآية إستخدمها المسيح فى الرد على إبليس. ولاحظ فى ردود المسيح على إبليس أن المسيح يقول مكتوب ولم يقل أنا أرى ذلك فهو يشعر أن كلمة الله لها قوتها فهل نفعل نفس الشىء ونسلم بقوة الكلمة دون ان يكون لرأينا قيمة. والإنسان يحيا بكل ما يخرج من فم الرب = وكما أن الجائع وحده هو الذى يقدر قيمة الخبز هكذا لا يعرف قيمة كلمة الله إلا من عرف أنها تقود حياته الداخلية الخفية وتعطيها حياة، بل وحياته العملية.

كل ما يخرج من فم الرب = وماذا يخرج من فم الرب سوى كلمة الله أى كلمته الخالقة أى الأقنوم الثانى الذى به كان كل شىء وبغيره لم يكن شىء مما كان. وهو أعطى المن الذى أعطى للشعب حياة فى الماضى وأعطانا جسده مناً حقيقياً من يأكله يحيا به. ويخرج من فم الرب أيضاً كلمات الكتاب المقدس وهذه تعطينا حياة فكلمة الله حية وفعالة .

 

آية4:- ثيابك لم تبلى عليك و رجلك لم تتورم هذه الاربعين سنة.

عناية الله لهم شملت ملابسهم وأحذيتهم " وهناك تقليد يهودى يقول أن ملابسهم كانت تنمو معهم" وقد يكون هذا صحيحاً ولكن ما يفهم بالأولى عناية الله وتدبيره، حتى فى أتفه الأشياء كالملابس والأحذية (5:29)

 

آية8،7:- لان الرب الهك ات بك الى ارض جيدة ارض انهار من عيون و غمار تنبع في البقاع و الجبال.ارض حنطة و شعير و كرم و تين و رمان ارض زيتون زيت و عسل.

عيون = أبار طبيعية وصناعية وغمار = أى مياه غزيرة تخرج من الينابيع وتأتى من الأمطار. والبقاع = الأراضى المنخفضة

 

آية9:- ارض ليس بالمسكنة تاكل فيها خبزا و لا يعوزك فيها شيء ارض حجارتها حديد و من جبالها تحفر نحاسا.

ليس بالمسكنة = أى لن تأكلوا بالتقتير فالخيرات كثيرة حتى فى مناجم الحديد والنحاس

 

آية10:- فمتى اكلت و شبعت تبارك الرب الهك لاجل الارض الجيدة التي اعطاك.

الله يعلم ضعف الإنسان أنه متى شبع وعاش فى سلام ينسى الله

 

آيات 11-14:- احترز من ان تنسى الرب الهك و لا تحفظ وصاياه و احكامه و فرائضه التي انا اوصيك بها اليوم.لئلا اذا اكلت و شبعت و بنيت بيوتا جيدة و سكنت.و كثرت بقرك و غنمك و كثرت لك الفضة و الذهب و كثر كل ما لك.يرتفع قلبك و تنسى الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية.

للأسف هذه هى طبيعة الإنسان والحل هو الشكر الدائم كما تعلمنا الكنيسة على كل حال وفى كل حال

 

آية15:- الذي سار بك في القفر العظيم المخوف مكان حيات محرقة و عقارب و عطش حيث ليس ماء الذي اخرج لك ماء من صخرة الصوان.

الطريق كان شاقاً لكن الله كان الرفيق فحفظهم

 

آية16:- الذي اطعمك في البرية المن الذي لم يعرفه اباؤك لكي يذلك و يجربك لكي يحسن اليك في اخرتك.

سمح الله ببعض الآلام فى الطريق ولكن النهاية أرض كلها خيرات. وهكذا فى حياتنا الآن فلنصبر ونجاهد فخفة ضيقتنا الوقتية لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا (رو18:8 + 2كو17:4) فالآم الزمان الحاضر مهما كانت فهى خفيفة وعلينا إحتمالها ناظرين للمجد الأبدى.

 

آية18،17:- و لئلا تقول في قلبك قوتي و قدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة. بل اذكر الرب الهك انه هو الذي يعطيك قوة لاصطناع الثروة لكي يفي بعهده الذي اقسم به لابائك كما في هذا اليوم.

هذه غواية أخرى يقع فيها الإنسان إذ يظن أنه بقوته يأتى بالخيرات. ولكن نعلم أن الله هو معطى كل الخيرات

 

آية19:- و ان نسيت الرب الهك و ذهبت وراء الهة اخرى و عبدتها و سجدت لها اشهد عليكم اليوم انكم تبيدون لا محالة.

أشهد عليكم = فموسى سبق وأخبرهم

 

آية20:- كالشعوب الذين يبيدهم الرب من امامكم كذلك تبيدون لاجل انكم لم تسمعوا لقول الرب الهكم

من هذه الآية نفهم لماذا سمح الله لهم أن يحرموا الشعوب الخاطئة. وذلك ليفهموا نتيجة الخطية


 

الإصحاح التاسع

آية2:- قوما عظاما و طوالا بني عناق الذين عرفتهم و سمعت من يقف في وجه بني عناق.

شعوب هذه الأراضى من العناقيين (عد 22:13 + تث28:1) وهؤلاء معروفين بطول قامتهم وضخامتهم الذين عرفتهم = سواء ما سمعتموه من الشعوب المجاورة عن جبروتهم أو ما سمعتموه من الجواسيس الذين رأوهم بأعينهم فإرتاعوا منهم

وسمعت من يقف فى وجه بنى عناق = هذا مثل تضربه الشعوب المجاورة لخوفهم منهم.

 

آية4:- لا تقل في قلبك حين ينفيهم الرب الهك من امامك قائلا لاجل بري ادخلني الرب لامتلك هذه الارض و لاجل اثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من امامك.

هنا يحذرهم من الإغترار بقوتهم وهذا بداية السقوط فى الكبرياء.

 

آية5:- ليس لاجل برك و عدالة قلبك تدخل لتمتلك ارضهم بل لاجل اثم اولئك الشعوب يطردهم الرب الهك من امامك و لكي يفي بالكلام الذي اقسم الرب عليه لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب.

ليس لأجل برك = فالجميع زاغوا وفسدوا (رو12:3 + رو 23:11).

 

آية6:- فاعلم انه ليس لاجل برك يعطيك الرب الهك هذه الارض الجيدة لتمتلكها لانك شعب صلب الرقبة

شعب صلب الرقبة = أى معاند وعاق والتشبيه هنا مأخوذ من الحيوان الذى لا يحنى رأسه عندما يحملونه أحمالاً ثقيلة مثل الجمل.

 

آية7:- اذكر لا تنسى كيف اسخطت الرب الهك في البرية من اليوم الذي خرجت فيه من ارض مصر حتى اتيتم الى هذا المكان كنتم تقاومون الرب.

إبتداء من هنا يذكرهم موسى بخطاياهم وخطايا أبائهم فحين نتذكر خطايانا ننسحق أمام الله " خطيتى أمامى فى كل حين" ومن ثم نشكره على إحساناته التى لا نستحقها

 

آية8:- حتى في حوريب اسخطتم الرب فغضب الرب عليكم ليبيدكم.

حتى فى حوريب = فلم يكن قد مضى غير ثلاثة شهور على خروجهم من مصر بيد قوية

 

آية9-12:- حين صعدت الى الجبل لكي اخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم اقمت في الجبل اربعين نهارا و اربعين ليلة لا اكل خبزا و لا اشرب ماء. و اعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله و عليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع.و في نهاية الاربعين نهارا و الاربعين ليلة لما اعطاني الرب لوحي الحجر لوحي العهد. قال الرب لي قم انزل عاجلا من هنا لانه قد فسد شعبك الذي اخرجته من مصر زاغوا سريعا عن الطريق التي اوصيتهم صنعوا لانفسهم تمثالا مسبوكا.

فسد شعبك = الله ينسب الشعب لموسى وليس لهُ بسبب خيانة الشعب. وما أحمق الإنسان الذى بخطاياه يحرم نفسه من الإنتساب لله أبيه. الإجتماع = آية10 ترجمت إككليسيا أى كنيسة وهكذا إستخدمها إسطفانوس (أع38:7)

 

آية14،13:- كلمني الرب قائلا رايت هذا الشعب و اذا هو شعب صلب الرقبة.اتركني فابيدهم و امحو اسمهم من تحت السماء و اجعلك شعبا اعظم و اكثر منهم.

اتركنى = هذه الكلمة تبين عظم الدالة والمكانة التى للأنبياء والقديسين. وهى أيضاً لدفع موسى للصلاة والشفاعة عن شعبه

 

آية15-17:- فانصرفت و نزلت من الجبل و الجبل يشتعل بالنار و لوحا العهد في يدي.فنظرت و اذا انتم قد اخطاتم الى الرب الهكم و صنعتم لانفسكم عجلا مسبوكا و زغتم سريعا عن الطريق التي اوصاكم بها الرب. فاخذت اللوحين و طرحتهما من يدي و كسرتهما امام اعينكم.

كما كسروا وصايا الله لا يستحقون إلا أن يكسر اللوحان المباركان اللذان كتبا بإصبع الله ويحرموا منهما وكسر اللوحان إشارة لفساد وخراب الإنسان، فالله حين خلق الإنسان كتب الوصايا على قلبه، ولما فسد كتب الوصايا على لوحى حجر مثل قلبه الذى صار كحجر أما فى العهد الجديد فالروح القدس سكب الحب فى قلوبنا فعادت قلوب لحم (حز19:11 + أر31:31-33 + يو 21:14)

 

آية18:- ثم سقطت امام الرب كالاول اربعين نهارا و اربعين ليلة لا اكل خبزا و لا اشرب ماء من اجل كل خطاياكم التي اخطاتم بها بعملكم الشر امام الرب لاغاظته.

يتضح من هذه الآية أن موسى صام مرتين 40 يوماً المرة الأولى ليتسلم الوصايا على اللوحين اللذين كسرهما بعد ذلك وفى نهايتها تضرع لله حتى لا يهلك الشعب والمرة الثانية عندما صعد للجبل ثانية بناء على أمر الرب وظل أربعين يوماً ثانية تسلم فيها تعليمات من الرب ورأى مجد الرب وأخذ الوصايا على لوحين آخرين وكان خلالها يتشفع عن شعبه بلجاجة ( المرة الأولى تجدها فى خر32 والثانية تجدها فى خر34)

وهذا يفهم من قوله كالأول = أى صام المرة الثانية وصلى عنهم كما فعل فى المرة الأولى

 

آية20،19:- لاني فزعت من الغضب و الغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم فسمع لي الرب تلك المرة ايضا.و على هرون غضب الرب جدا ليبيده فصليت ايضا من اجل هرون في ذلك الوقت.

فزعت = هو فزع وإرتاع عندما عَلِمَ بنية الله على إبادتهم حسب ما يستحقون.

 

آية21:- و اما خطيتكم العجل الذي صنعتموه فاخذته و احرقته بالنار و رضضته و طحنته جيدا حتى نعم كالغبار ثم طرحت غباره في النهر المنحدر من الجبل.

ما صنعه موسى بالعجل الذهبى كان مفروضاً أن يعمل فيهم هم لو لا رحمة الله بهم.

النهر المنحدر من الجبل = غالباً هو النبع الذى خرج من الصخرة (خر6:17)

 

آية22:- و في تبعيرة و مسة و قبروت هتاوة اسخطتم الرب.

تذمرهم فى تبعيرة كان بلا مبرر بل راجع لتصورات قلوبهم المريضة وأن هناك شراً ولم يكن هناك شر وتذمرهم فى مسة كان لأجل الماء وتذمرهم فى قبروت هتأوه كان لأجل الطعام

 

آية23:- و حين ارسلكم الرب من قادش برنيع قائلا اصعدوا امتلكوا الارض التي اعطيتكم عصيتم قول الرب الهكم و لم تصدقوه و لم تسمعوا لقوله.

هى شكهم فى قدرة الرب. كل هذا الكلام سببه أنهم لا ينتفخوا حين يدخلوا الأرض

 

آية24:- قد كنتم تعصون الرب منذ يوم عرفتكم.

عبارة إجمالية مريرة يقصد بها موسى أنهم شعب متمرد منذ عرفهم وهو بعد فى قصر فرعون

 

آيات 25-29:- فسقطت امام الرب الاربعين نهارا و الاربعين ليلة التي سقطتها لان الرب قال انه يهلككم.و صليت للرب و قلت يا سيد الرب لا تهلك شعبك و ميراثك الذي فديته بعظمتك الذي اخرجته من مصر بيد شديدة.اذكر عبيدك ابراهيم و اسحق و يعقوب لا تلتفت الى غلاظة هذا الشعب و اثمه و خطيته.لئلا تقول الارض التي اخرجتنا منها لاجل ان الرب لم يقدر ان يدخلهم الارض التي كلمهم عنها و لاجل انه ابغضهم اخرجهم لكي يميتهم في البرية.و هم شعبك و ميراثك الذي اخرجته بقوتك العظيمة و بذراعك الرفيعة

هنا نرى شفاعة موسى الحى، وتشفع موسى بإبراهيم وإسحق ويعقوب المنتقلين.


 

الإصحاح العاشر

آية1:- في ذلك الوقت قال لي الرب انحت لك لوحين من حجر مثل الاولين و اصعد الي الى الجبل و اصنع لك تابوتا من خشب.

كما كان كسر اللوحين إشارة لفساد الإنسان كان نحت اللوحين بواسطة موسى إشارة لجهاد الإنسان وتواضعه بين يدى الله وكتابة الله على اللوحين إشارة لأن الله بنعمته يكتب الوصايا ثانية (عمل الروح القدس)

وإصنع لك تابوتاً = قد يكون صندوق صغير لوضع اللوحين وهذا الصندوق يوضع بجانب تابوت العهد أو كان صندوق مؤقت لحفظ اللوحين حتى يصنع تابوت العهد فينتقلان إليه

 

آية2، 3:  فاكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الاولين اللذين كسرتهما و تضعهما في التابوت. فصنعت تابوتا من خشب السنط و نحت لوحين من حجر مثل الاولين و صعدت الى الجبل و اللوحان في يدي.

هذا وعد الله بأن يكتب بنفسه الوصايا مرة أخرى. (وتنفيذ هذا فى آية(4))

 

آية4:- فكتب على اللوحين مثل الكتابة الاولى الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع واعطاني الرب اياها.

كلمة الإجتماع هنا ترجمت باليونانية إكليسيا أى الكنيسة أو الإجتماع (اع38:7)

 

الآيات 5-10:-  ثم انصرفت و نزلت من الجبل و وضعت اللوحين في التابوت الذي صنعت فكانا هناك كما امرني الرب و بنو اسرائيل ارتحلوا من ابار بني يعقان الى موسير هناك مات هرون و هناك دفن فكهن العازار ابنه عوضا عنه. من هناك ارتحلوا الى الجدجود و من الجدجود الى يطبات ارض انهار ماء. في ذلك الوقت افرز الرب سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب و لكي يقفوا امام الرب ليخدموه و يباركوا باسمه الى هذا اليوم. لاجل ذلك لم يكن للاوي قسم و لا نصيب مع اخوته الرب هو نصيبه كما كلمه الرب الهك. و انا مكثت في الجبل كالايام الاولى اربعين نهارا و اربعين ليلة و سمع الرب لي تلك المرة ايضا و لم يشا الرب ان يهلكك.

كثير من المفسرين يقولون أن آية5 متصلة بآية10 وأن الآيات (6-9) أيات دخيلة لا علاقة لها بالموضوع الأصلى والحقيقة أنها فعلاً يصعب الربط بينها وبين التسلسل الواضح ما بين الأيات 10،5 وكذلك لاحظ المفسرون أن لغة التخاطب هنا أصبحت بضمير الغائب فموسى قبل ذلك كان يكلمهم بضمير المخاطب فمثلاً يقول " إرتحلتم/ صعدتم..." أو بضمير الجماعة مثل قوله " صعدنا / إرتحلنا .." ولكننا نجد فى الأيات 9،8،7،6 ضمير الغائب إرتحلوا / هناك مات هارون/ وعن لاوى يقول الرب هو نصيبه. لذلك فسر المفسرين حل هذه المعضلة بأن شخصاً غير موسى كتب هذه الأيات وأدخلها هنا فى وقت متأخر.

ولكن إذا فهمنا أن هذا يصعب جداً فما الداعى أن يزيد أحد هذه الأيات ومن كان سيسمح لهُ بهذا وما مصلحته فى ذلك. فعلينا أن نفسر وجود هذه الأيات بأن موسى كتبها بروح النبوة عن الكنيسة وعن عمل المسيح الكفارى ولنتتبع الأيات

 

آية5:-

سبق موسى وكسر اللوحين إعلاناً عن فساد الإنسان. ووضع اللوحين فى تابوت. الآن هى شهادة دائمة على إستحقاق الإنسان للموت بسبب الكسر الدائم للوصية

 

آية6:-

نجد هنا بنو إسرائيل يرتحلون من آبار بنى يعقان ( لغوياً تعنى إعوجاج) إلى موسير أو مسيروت (ومعناها لغوياً رباط أو رباطات بالجمع) وكأن شعب الله حين كسر الوصية بدأ إعوجاجه يزداد ويبتعد تدريجياً عن الله (بئر الماء الحقيقى) وقليلاً قليلاً يرتبط بعدو الخير أو يربطه عدو الخير ويستعبده حتى أصبح بلا رجاء فى أن يعود ويتحرر. ولكن بروح النبوة يذكر موسى هنا موت هارون رئيس الكهنة (صلب المسيح رئيس كهنتنا الحقيقى) وقيام لعازر عوضاً عنه (ربما يشير هذا لقيامة المسيح) فموت المسيح وقيامته قطعوا كل رباطاتنا مع إبليس وأعطانا المسيح الحرية الكاملة منه.

 

آية7:-

من هناك إرتحلوا إلى الجدجود = بمعنى جبل الجيش فالكنيسة بعد المسيح صارت بإلتصاقها به وبجهادها مرهبة كجيش بألوية... إلى يطبات أرض أنهار وماء = كنيسة ينسكب عليها الروح القدس

 

آية8:-

أفرز الرب سبط لاوى = بعد أن رأى موسى الكنيسة رأى الخدمة الكهنوتية فى الكنيسة. وسبط لاوى هنا هو رمز للكهنوت المسيحى

 

آية9:-

هؤلاء الكهنة مكرسين بالكامل لخدمة كنيسة المسيح

 

آية10:-

شفاعة موسى هنا رمز لشفاعة المسيح الكفارية الدائمة عن كنيسته.... فى هذا التسلسل نجد موسى لا يهتم بالتسلسل التاريخى بل عينه على عمل المسيح بروح البنوة. وتثير هذه الأيات أيضاً تساؤلات من ناحية التسلسل التاريخى لأن سفر العدد ذكر مسيروت قبل بنى يعقان ونقول رداً على هذا.

أ‌-  قلنا أن موسى إهتم هنا بالناحية النبوية وليس بالناحية التاريخية التى يهتم بها فى سفر الخروج وسفر العدد اللذان ذكرت فيهما رحلة الخروج بمحطاتها.

ب‌-معظم هذه المناطق مجاورة لبعضها وقد يكون أن بعض الأسباط يرسوا فى محطة وباقى الأسباط فى محطة أخرى تجاورها. وقد يكون كما ذكرنا سابقاً أن الشعب إستقر فى قادش برنيع بعد حادثة الجواسيس فترة طويلة وكانوا فى بعض الأحيان ينتقلون إلى هنا أو هناك ويعودوا لمركزهم فى قادش برنيع. فقد ينتقلون مرة من بنى يعقان إلى مسيروت ومرة من مسيروت إلى بنى يعقان

1- وفى الخط العام للرحلة إهتم موسى بتسجيلها حتى تكون عدد المحطات من مصر إلى أرض الميعاد = عدد الأجيال من إبراهيم إلى المسيح بحسب ما ذكر إنجيل متى.

2-  وفى تسلسل سفر التثنية إهتم بالخط النبوى لإظهار عمل المسيح الكفارى.

 ج- قد يكون موسى أطلق أسماء متغيرة على المناطق المختلفة بمعنى أن آبار يعقان كانت المنطقة نفسها

    ونجد فيها أماكن منها أبار بنى يعقان ومسيروت ومرة ينتقلون من هنا إلى هناك أو العكس.

  د- المهم أن موسى فى نهاية حياته حين رأى عمل المسيح لم يهتم بهذا التسلسل الزمنى بل إهتم بعمل

    المسيح الخلاصى.

 

آية11:- ثم قال لي الرب قم اذهب للارتحال امام الشعب فيدخلوا و يمتلكوا الارض التي حلفت لابائهم ان اعطيهم.

ما أعظم مراحم الرب فهو لأجل وعده للآباء سامحهم ورحمهم بالرغم من خيانتهم

 

آية13،12:- فالان يا اسرائيل ماذا يطلب منك الرب الهك الا ان تتقي الرب الهك لتسلك في كل طرقه و تحبه و تعبد الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك. و تحفظ وصايا الرب و فرائضه التي انا اوصيك بها اليوم لخيرك.

بعد كل ما رأيت يا إسرائيل من أعمال الله فالله لا يطلب سوى الطاعة ! حقاً فنيره هين.

 

آية14:- هوذا للرب الهك السماوات و سماء السماوات و الارض و كل ما فيها.

سماء السموات = تعبير عن إتساع سلطان الله. والمعنى الله لا يطلب لنفسه شيئاً منا بل هو يطلب ما يجعلنا نحيا فى فرح أما هو فله سماء السموات. الله لن يزداد شيئاً بقداستى ولن يقل شيئاً بنجاستى.

 

آية15:- و لكن الرب انما التصق بابائك ليحبهم فاختار من بعدهم نسلهم الذي هو انتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم.

التصق بأبائك = أى إتخذهم لهُ خاصة وأحبهم

 

آية16:- فاختنوا غرلة قلوبكم و لا تصلبوا رقابكم بعد.

إختنوا غرلة قلوبكم = كان الختان علامة عهد مقدس بين الله وشعبه (تك10:17)فكان يميزهم عن باقى الشعوب الأخرى. والآن مطلوب أيضاً ختان القلب أى نزع كل حب غريب وكل خطية وكل شهوة ميتة من القلب هذا علامة حبنا لله (رو25:2-29) لا تصلبوا أرقابكم بعد = هذه تساوى لا تقسوا قلوبكم (عب7:4)

 

آية17-19:- لان الرب الهكم هو اله الاهة و رب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا ياخذ بالوجوه و لا يقبل رشوة. الصانع حق اليتيم و الارملة و المحب الغريب ليعطيه طعاما و لباسا.فاحبوا الغريب لانكم كنتم غرباء في ارض مصر.

الله العادل ينصف من لا يهتم بهم المجتمع فهو لا يأخذ بالوجوه (آية17)

 

آية20-21:-  الرب الهك تتقي اياه تعبد و به تلتصق و باسمه تحلف. هو فخرك و هو الهك الذي صنع معك تلك العظائم و المخاوف التي ابصرتها عيناك.

فخرك = يشرف كل إنسان أن ينتسب لله ويكون له عبداً فلنمجده ونتحدث بعظمته.

 

آية22:- سبعين نفسا نزل اباؤك الى مصر و الان قد جعلك الرب الهك كنجوم السماء في الكثرة

أهم مظاهر بركة الله للشعب أنهم صاروا كنجوم السماء (حوالى 3 مليون نفس) بعد أن كانوا 75 نفساً


 

الإصحاح الحادى عشر

آية1:- فاحبب الرب الهك و احفظ حقوقه و فرائضه و احكامه و وصاياه كل الايام.

هذه تساوى من يحبنى يحفظ وصاياى (يو23،21:14)

 

آية2:- و اعلموا اليوم اني لست اريد بنيكم الذين لم يعرفوا و لا راوا تاديب الرب الهكم عظمته و يده الشديدة و ذراعه الرفيعة.

لست أريد بنيكم = فى الترجمات الأخرى لست أقصد بكلامى بنيكم الذين لم يروا أعمالى سواء المعجزات أو التاديب. فمن يعرف أكثر يدان أكثر ولكن علموا بنيكم ليعرفوا

 

آية9:- و لكي تطيلوا الايام على الارض التي اقسم الرب لابائكم ان يعطيها لهم و لنسلهم ارض تفيض لبنا و عسلا.

إذاً إستقرارهم وسلامهم مشروطاً بسلوكهم فى وصاياه

 

الآيات 10-12:- لان الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها ليست مثل ارض مصر التي خرجت منها حيث كنت تزرع زرعك و تسقيه برجلك كبستان بقول. بل الارض التي انتم عابرون اليها لكي تمتلكوها هي ارض جبال و بقاع من مطر السماء تشرب ماء. ارض يعتني بها الرب الهك عينا الرب الهك عليها دائما من اول السنة الى اخرها.

يعقد موسى هنا مقارنة بين أرض مصر وأرض كنعان فمع أن أرض مصر تربتها جيدة وغنية وشبهها الكتاب بجنة الله (تك 10:13) إلا أن الفلاح فى مصر يبذل جهداً كبيراً. تسقيه برجلك وهذه قد تعنى أنه يتعب فى شق القنوات أو دفع الآلات التى تأتى بالماء من القنوات إلى الأراضى أو يسير حاملاً الماء… إذاً هو يزرع بمجهوده أى برجله. أما أرض كنعان فهى تروى بالأمطار وفيها الفلاح ينظر للسماء منتظراً عطية الله دون مجهود منه فى ذلك. والرب يعتنى بها ويعطى المطر ولكن هناك شروط هى حفظ الوصايا. هذه الأيات موجهة لكل من يظن أن مصدر رزقه وخيراته فى يده وبمجهوده فلا يهتم أن يرضى الله ولا يحفظ وصاياه فالله يريد أن يقول هنا أنه هو مصدر خيراتنا وحتى تظل البركات تأتى علينا، علينا أن نحفظ وصاياه

 

آية13-16:- فاذا سمعتم لوصاياي التي انا اوصيكم بها اليوم لتحبوا الرب الهكم و تعبدوه من كل قلوبكم و من كل انفسكم. اعطي مطر ارضكم في حينه المبكر و المتاخر فتجمع حنطتك و خمرك و زيتك. و اعطي لبهائمك عشبا في حقلك فتاكل انت و تشبع. فاحترزوا من ان تنغوي قلوبكم فتزيغوا و تعبدوا الهة اخرى و تسجدوا لها.

المطر المبكر = يأتى فى الخريف ويصحب بذر البذار أو يليها وهو يعد التربة للزرع.

 والمطر المتأخر يأتى فى الربيع قبل الحصاد بقليل وفى أثنائه وهو يقوى النبات. وكلا النوعين لازم لنمو النبات والله يعطيه لهم. وهذه الآية تشير للعطايا الروحية فالمطر يشير للروح القدس الذى يحول قلوبنا القفر إلى فردوس مثمر فيه حنطة أى نتمتع بالشبع الروحى وخمر أى بالأفراح الروحية والزيت (المسحة الملوكية وسلطان روحى)

 

آية17:- فيحمى غضب الرب عليكم و يغلق السماء فلا يكون مطر و لا تعطي الارض غلتها فتبيدون سريعا عن الارض الجيدة التي يعطيكم الرب.

فتبيدون سريعاً = من القحط والمجاعات والأعداء والهرب من الضيقات

 

آية18-23:- فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم و نفوسكم و اربطوها علامة على ايديكم و لتكن عصائب بين عيونكم. و علموها اولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم و حين تمشون في الطريق و حين تنامون و حين تقومون. و اكتبها على قوائم ابواب بيتك و على ابوابك. لكي تكثر ايامك و ايام اولادك على الارض التي اقسم الرب لابائك ان يعطيهم اياها كايام السماء على الارض. لانه اذا حفظتم جميع هذه الوصايا التي انا اوصيكم بها لتعملوها لتحبوا الرب الهكم و تسلكوا في جميع طرقه و تلتصقوا به. يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من امامكم فترثون شعوبا اكبر و اعظم منكم.

كأيام السماء على الأرض = تكون أيامهم طويلة وأجيالهم لا حصر لها لذلك جاءت الآية فى ترجمات أخرى… مادامت السماء على الأرض. أى يكونوا فى خير دائماً وتحمل الآية أيضاً معنى أنهم يحيون بطريقة سمائية وشركة مع الله كأنهم فى السماء.

علامة على أيديكم وعصائب بين عيونكم = تذكرونها دائماً وتنفذونها

 

آية24:- كل مكان تدوسه بطون اقدامكم يكون لكم من البرية و لبنان من النهر نهر الفرات الى البحر الغربي يكون تخمكم

كل مكان تدوسه بطون أقدامكم = أى من الأراضى التى صرحت لكم أن تأخذوها لذلك حدد الله لهم الحدود من البرية ولبنان ومن نهر الفرات حتى البحر المتوسط

 

آية25-29:- لا يقف انسان في وجهكم الرب الهكم يجعل خشيتكم و رعبكم على كل الارض التي تدوسونها كما كلمكم. انظر انا واضع امامكم اليوم بركة و لعنة. البركة اذا سمعتم لوصايا الرب الهكم التي انا اوصيكم بها اليوم. و اللعنة اذا لم تسمعوا لوصايا الرب الهكم و زغتم عن الطريق التي انا اوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء الهة اخرى لم تعرفوها. و اذا جاء بك الرب الهك الى الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها فاجعل البركة على جبل جرزيم و اللعنة على جبل عيبال.

متى دخلوا الأرض كان عليهم أن يقفوا على جبل جرزيم وعلى جبل عيبال فى نظام محدد وينطقوا ببركات محددة لمن يسلك فى طريق الرب وبلعنات محددة لمن يحيد عن وصايا الرب. وجبل جرزيم هو الجبل الذى كانوا ينظرون إليه وهم يرددون كلمات البركة (جرزيم معناها مشتق من رجال الحصاد) وجبل جرزيم جبل خصب. أما جبل عيبال فهو جبل بور وإسمه مشتق من الصخور البيضاء التى تملأه والجبليين متقابلين كما أن البركة تقابل اللعنة، البركة لمن يطيع يقابلها اللعنة لمن لا يطيع. فالله لا يترك وسيلة لطبع هذه الحقيقة فى أذهان البشر. ولقد نفذ يشوع هذا. وجبل جرزيم يقع جنوب الوادى الذى تقع فيه مدينة شكيم (نابلس حالياً) وهو الجبل الذى قدسه السامريون وكان بقرية بئر يعقوب (يو12:4) وعليه بنوا مذبحهم. أما جبل عيبال فيقع شمال وادى شكيم. والجبلان متقاربان حتى أن الذى يقف عند سفح أحدهما يسمع الذى ينادى عند سفح الجبل الآخر.

وكتطبيق على موضوع البركة واللعنة نجد سفر يشوع والقضاة. فسفر يشوع نرى فيه أمانة الله وعطاياه لهم وفى سفر القضاة نرى الضربات التى لحقت بهم نتيجة عدم أمانتهم وخطاياهم. لذلك نجدهم فى سفر يشوع يمتلكون الأرض (بركة ) وفى سفر القضاة نجدهم يستعبدون للشعوب الوثنية ويذلونهم ( لعنة)

 

آية30:- اما هما في عبر الاردن وراء طريق غروب الشمس في ارض الكنعانيين الساكنين في العربة مقابل الجلجال بجانب بلوطات مورة.

يحدد لهم الوصف الجغرافى الدقيق للجبلين. وراء طريق غروب الشمس = أى ناحية الغرب. والشمس تختفى وراء الجبلين عند الغروب. بجانب بلوطات مورة = هذا ليذكرهم بوعده لأبيهم إبراهيم فيتشجعوا.


 

الإصحاح الثانى عشر

آية1:- هذه هي الفرائض و الاحكام التي تحفظون لتعملوها في الارض التي اعطاك الرب اله ابائك لتمتلكها كل الايام التي تحيون على الارض.

حتى لا يظنوا أن الفرائض الطقسية والأحكام القانونية المتعلقة بالقضاء كانت لوقت الشدة والعبودية والتوهان فى البرية فقط. بل هى لوقت الراحة والسلام أيضاً

 

آية2:- تخربون جميع الاماكن حيث عبدت الامم التي ترثونها الهتها على الجبال الشامخة و على التلال و تحت كل شجرة خضراء.

كانت الشعوب الوثنية تعبد آلهتها على قمم الجبال الشامخة والتلال وتحت الأشجار، هناك كانت تصنع مذابح لآلهتها وتقيم أنصاب وسوارى ومارسوا الفحشاء هناك. والله يأمرهم بهدم كل المذابح الوثنية حتى لا ينبهروا بها وتخدعهم فيعبدوا الأوثان ترثونها = فالله وعد بها الأباء

 

آية4:-  لا تفعلوا هكذا للرب الهكم.

أى لا تقيموا مثل هذه العبادات لله ولا تقيموا تماثيل… الخ ولا تعبدوا الرب فى كل مكان بل فى مكان واحد (وهذا يتضح من آية5) ولا تحاولوا تقليد الغير بدعوى التطوير.

آية5:-

الأرض التى إستخدمت قبلاً للدنس هى بعينها تتقدس لتحسب موضع سكنى الله والتقديس كان بدم الذبائح، وهذا ما حدث لأجسادنا بدم ذبيحة المسيح. والله قصد أن يختار المكان بنفسه ولا يترك لهم الحرية فى الإختيار حتى لا يكون ذلك سبب تنافس وتباغض بين الأسباط. ولم يعلن الرب إسم المكان من قبل حتى لا تتطاحن الأسباط على إمتلاكه. والله كان يختار مكان خيمة الإجتماع ثم إختار بعد ذلك المكان الذى يقام فيه هيكل سليمان. وحكمة الله فى إختيار مكان واحد لعبادته الجمهورية ومذبح واحد لتقديم الذبائح عليه:-

1-  يربط الشعب بإلههم الواحد ويجنبهم خطر الإعتقاد بتعدد الآلهة

2-  حتى لا يشتركوا مع الشعوب الوثنية فى تقديم ذبائح لآلهتها.

3- تذكرهم أنهم شعب واحد لهم إيمان واحد ومرتبطين معاً برباط الروح والمحبة، فهم يأتون له من كل مكان فى أعيادهم الكبيرة كالفصح لتقديم ذبائحهم (كأنه موسم حج) وحينما يجتمعون ويصلون ويسبحون يتم تصحيح مفاهيمهم العقيدية فلا تتلوث عقيدتهم.

4- يشير هذا المكان الواحد الذى يختاره الله أن هناك مسيح واحد وذبيحته واحدة غير متكررة فهو المذبح وهو الذبيحة. ونحن ليس لنا سوى شفيع واحد عند الله الآب الإنسان يسوع المسيح. وكون أن الله هو الذى يختار المكان فهذا إشارة لإختيار الآب للمخلص والفادى فهو ليس إختيار بشرى. وحين إنفصلت مملكة إسرائيل (العشرة أسباط) فيما بعد عن يهوذا عملوا لأنفسهم بمشورة يربعام بن نباط الملك هيكل خاص وحدث ما سبق التحذير منه فسرعان ما إنحدرت المملكة الشمالية إلى العبادة الوثنية.

 

آية6:-  و تقدمون الى هناك محرقاتكم و ذبائحكم و عشوركم و رفائع ايديكم و نذوركم و نوافلكم و ابكار بقركم و غنمكم.

رفائع أيديكم = الرفائع هى الجزء الذى يرفع لغرض مقدس (جزء من ذبيحة السلامة)

 

آية7:- و تاكلون هناك امام الرب الهكم و تفرحون بكل ما تمتد اليه ايديكم انتم و بيوتكم كما بارككم الرب الهكم.

هى شركة خلالها نفرح. ولاحظ أنه خلال الذبيحة تقبل تقدمات ونذور وعطايا الشعب

 

آية8-11:- لا تعملوا حسب كل ما نحن عاملون هنا اليوم اي كل انسان مهما صلح في عينيه. لانكم لم تدخلوا حتى الان الى المقر و النصيب اللذين يعطيكم الرب الهكم. فمتى عبرتم الاردن و سكنتم الارض التي يقسمها لكم الرب الهكم و اراحكم من جميع اعدائكم الذين حواليكم و سكنتم امنين. فالمكان الذي يختاره الرب الهكم ليحل اسمه فيه تحملون اليه كل ما انا اوصيكم به محرقاتكم و ذبائحكم و عشوركم و رفائع ايديكم و كل خيار نذوركم التي تنذرونها للرب.

هنا = أى فى البرية لأنهم مع تنقلهم كان المذبح كل يوم يقام فى مكان مختلف أى يقيمون المذبح أينما حلوا وليس فى مكان واحد فقط كما سيكون فى أرض الميعاد

 

آية12:- تفرحون امام الرب الهكم انتم و بنوكم و بناتكم و عبيدكم و اماؤكم و اللاوي الذي في ابوابكم لانه ليس له قسم و لا نصيب معكم.

الفرح شركة بين الجميع حتى مع العبيد واللاويين الذين ليس لهم نصيب.

 

آيات 14،13:- احترز من ان تصعد محرقاتك في كل مكان تراه. بل في المكان الذي يختاره الرب في احد اسباطك هناك تصعد محرقاتك و هناك تعمل كل ما انا اوصيك به.

تكرار للتشديد

 

آية16،15:- و لكن من كل ما تشتهي نفسك تذبح و تاكل لحما في جميع ابوابك حسب بركة الرب الهك التي اعطاك النجس و الطاهر ياكلانه كالظبي و الايل.و اما الدم فلا تاكله على الارض تسفكه كالماء.

الكلام هنا عن الذبائح للأكل وليس للعبادة. وكانوا فى البرية نادراً ما يذبحون للأكل. وهذه الوصية لأنهم داخلون الآن إلى أرض الميعاد حيث سيذبحون ليأكلوا. النجس والطاهر يأكلانه = قد يقصد بالنجس الحيوانات الممنوع تقديمها كذبيحة على المذبح كالظبى والأيل ولكن يسمح بأكلها وقد يقصد بالطاهر الحيوانات التى تقدم ذبائح على المذبح مثل الأبقار والأغنام. أو يكون المقصود بالنجس من عليه حكم نجاسة شرعية مثل ذو السيل فنجاسته لا تمنعه من الأكل العادى.

 

آية17-19:- لا يحل لك ان تاكل في ابوابك عشر حنطتك و خمرك و زيتك و لا ابكار بقرك و غنمك و لا شيئا من نذورك التي تنذر و نوافلك و رفائع يدك. بل امام الرب الهك تاكلها في المكان الذي يختاره الرب الهك انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و اللاوي الذي في ابوابك و تفرح امام الرب الهك بكل ما امتدت اليه يدك. احترز من ان تترك اللاوي كل ايامك على ارضك.

يبدو من هذه الآية وما بعد ذلك أن هناك عشرين يخصصان لله. العشر الأول هو ما يقدم إلى اللاويين وهناك عُشر ثانى وهو المقصود هنا وهذا يتم إخراجه ويستخدم فى إكرام الفقراء واللاويين وفى إقامة مآدب فرح تشترك فيها العائلة مع المحتاجين. إذاً هو نوع من الكرم وفرح مع الرب وإخوة الرب.

وهنا كان من المفروض أن يفرح بهذه الولائم فى هيكل الرب كما يتضح فى آية(18)

 

آية20:- اذا وسع الرب الهك تخومك كما كلمك و قلت اكل لحما لان نفسك تشتهي ان تاكل لحما فمن كل ما تشتهي نفسك تاكل لحما.

وسع تخومك = أى دخلت أرض الميعاد حسب ما وعدك الرب.

 

آية21:- 21- اذا كان المكان الذي يختاره الرب الهك ليضع اسمه فيه بعيدا عنك فاذبح من بقرك و غنمك التي اعطاك الرب كما اوصيتك و كل في ابوابك من كل ما اشتهت نفسك.

مرة أخرى يكلمهم عن الذبائح التى يأكلونها فبعد الدخول للأرض يذبحون فى أى مكان ولا داعى للذهاب للهيكل لبعد المسافة.

 

آية22:- كما يؤكل الظبي و الايل هكذا تاكله النجس و الطاهر ياكلانه سواء.

إذا كانت الذبائح للأكل فلا تتقيد برش دمها على المذبح أو حوله بل ما ينطبق على الحيوانات النجسة بالنسبة للمذبح ( الظبى والأيل) ينطبق على كل ما يذبح للأكل.

 

الآيات 23-25:- لكن احترز ان لا تاكل الدم لان الدم هو النفس فلا تاكل النفس مع اللحم.لا تاكله على الارض تسفكه كالماء.لا تاكله لكي يكون لك و لاولادك من بعدك خير اذا عملت الحق في عيني الرب.

الدم هو النفس والنفس هى لله فيجب أن يسفك الدم ولا يشرب ولا يشابهوا الوثنيين الذين يشربون الدم إعتقاداً بأن فى هذا نوع من الشركة مع الأوثان. والدم جُعل للتكفير عن الخطايا وهو يرمز لدم المسيح الذى سيكفر عن خطايا البشر. الله منع عن البشر الشركة فى دم الحيوانات أى حياتها لأنه كان يريد للبشر أن يشتركوا فى حياة إبنه لذلك من يتناول جسد ودم  المسيح يحيا (يو54،53:6). بالإضافة للنواحى الصحية حتى لا تأتيهم الأمراض بسبب الدم.

 

آية26:- و اما اقداسك التي لك و نذورك فتحملها و تذهب الى المكان الذي يختاره الرب.

بالنسبة للذبائح ( محرقات وخطية وسلامة) وبالنسبة للنذور هذه لابد أن تكون فى الهيكل.

آية27:- فتعمل محرقاتك اللحم و الدم على مذبح الرب الهك و اما ذبائحك فيسفك دمها على مذبح الرب الهك و اللحم تاكله.

فتعمل محرقاتك = ذبيحة المحرقة. وأما ذبائحك ... واللحم تأكله = ذبيحة السلامة

 

آية28:- احفظ و اسمع جميع هذه الكلمات التي انا اوصيك بها لكي يكون لك و لاولادك من بعدك خير الى الابد اذا عملت الصالح و الحق في عيني الرب الهك.

موسى هنا كمعلم يكرر الدرس على تلاميذه حتى يحفظوه.

 

الآيات 29-32:- متى قرض الرب الهك من امامك الامم الذين انت ذاهب اليهم لترثهم و ورثتهم و سكنت ارضهم. فاحترز من ان تصاد وراءهم من بعد ما بادوا من امامك و من ان تسال عن الهتهم قائلا كيف عبد هؤلاء الامم الهتهم فانا ايضا افعل هكذا. لا تعمل هكذا للرب الهك لانهم قد عملوا لالهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرهه اذ احرقوا حتى بنيهم و بناتهم بالنار لالهتهم. كل الكلام الذي اوصيكم به احرصوا لتعملوه لا تزد عليه و لا تنقص منه

حتى يبعدهم تماماً عن العبادة الوثنية يحذرهم حتى عن السؤال عن هذه الآلهة = أحترز من أن تسأل عن آلهتهم


 

الإصحاح الثالث عشر

الآيات 2،1:- اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما و اعطاك اية او اعجوبة. و لو حدثت الاية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء الهة اخرى لم تعرفها و نعبدها.

مصادر الإنحراف متعددة

1-  النبوة الكاذبة وهذه موجودة فى كل عصر.

2-  علاقات القرابة والدم (كما سقط سليمان).

3-  الإنحراف الجماعى لأنه خطر إذ يتشبه الفرد بالمجتمع.

وهذه المصادر الثلاث للإنحراف تعالج فى هذا الإصحاح. وهنا ينبه موسى شعبه أن يحذر لئلا تأتيهم العثرة من نبى كاذب. وقد يقوم بعمل معجزة فالمعجزة ليست دليل صدق الشخص الذى تمت على يديه فالسحرة أيام موسى فى مصر عملوا معجزات. وكيف نميز؟ إذا دعانا الشخص الذى يعمل المعجزة أن نرتبط بالله فهو صادق وإن نادى بغير ذلك صار كاذباً. الحالم = هو الشخص الذى يدعى أنه يرى أحلاماً وقد يتحقق بعضها بعمل الشيطان.

 

آية3، 4:- فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم و من كل انفسكم. وراء الرب الهكم تسيرون و اياه تتقون و وصاياه تحفظون و صوته تسمعون و اياه تعبدون و به تلتصقون.

يمتحنكم = ليس لأنه لا يعلم، بل الله سمح بوجود أمثال هؤلاء الأنبياء الكذبة لأنه يعطى الناس حسب قلوبهم " يعطيك الرب حسب قلبك مز 4:20 " فهم الذين يطلبون الإنحراف فإذا ظهر شخص كاذب يسيرون وراءه لأنهم يريدون ذلك وفى ذلك إظهار لما فى قلوبهم وهذا ما سيدانون بسببه فى اليوم الأخير. " وهذا سبب ظهور ضد المسيح فى أواخر الأيام"

 

آية5:-  ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم يقتل لانه تكلم بالزيغ من وراء الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر و فداكم من بيت العبودية لكي يطوحكم عن الطريق التي امركم الرب الهكم ان تسلكوا فيها فتنزعون الشر من بينكم.

ليس فقط يرفض النبى الكاذب بل عليهم أن يقتلوه لإزالة سبب الفتنة والعثرة

 

الآيات 6-8 و اذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب و نعبد الهة اخرى لم تعرفها انت و لا اباؤك. من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الى اقصائها. فلا ترض منه و لا تسمع له و لا تشفق عينك عليه و لا ترق له و لا تستره.

قد تأتى الغواية عن طريق أقرب الأقرباء وسليمان النبى بالرغم من حكمته سقط فى عبادة الأوثان حينما أغوته زوجاته بذلك. ولا تستره = لا تتستر على خطية (مت37:10)

 

 

آية9-11:- بل قتلا تقتله يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا. ترجمه بالحجارة حتى يموت لانه التمس ان يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. فيسمع جميع اسرائيل و يخافون و لا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك.

عقوبة مثل هذا الموت بشهادة الشهود. وكان الشخص الذى أبلغ عنه يرجمه أولاً.

 

آية12-14:- ان سمعت عن احدى مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا. قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك و طوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب و نعبد الهة اخرى لم تعرفوها. و فحصت و فتشت و سالت جيدا و اذا الامر صحيح و اكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك.

بنو لئيم = بنو بليعال . هؤلاء أناس بلا ناموس وغير صالحين لشىء ولا يأتى من ورائهم سوى الأضرار( قض 13:20). إذاً هى صفة للإنسان الشرير عديم المنفعة. التحذير هنا من الفتنة الجماعية أى مدينة بأكملها إنحرفت للعبادة الوثنية. حتى لا يقلد الأبرياء الأغلبية المنحرفة. من وسطك = أى من الشعب. وهكذا كل المبتدعون والهراطقة يخرجون من وسط الكنيسة.

 

آية16،15:- فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف و تحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل امتعتها الى وسط ساحتها و تحرق بالنار المدينة و كل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا تبنى بعد.

تحرق.. كل أمتعتها بالنار = حتى لا تكون الغنائم سبب لإفتعال حرب دينية للنهب وهذا قد نفذه بنى إسرائيل فى حرب جبعة (قض19-21) وكان ذلك بسبب خطية بنيامين.

 

الآيات 18،17:- و لا يلتصق بيدك شيء من المحرم لكي يرجع الرب من حمو غضبه و يعطيك رحمة يرحمك و يكثرك كما حلف لابائك. اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ جميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم لتعمل الحق في عيني الرب الهك

ترتبط نهاية آية(17) ببداية آية(18) هكذا يرحمك ويكثرك .. إذا سمعت.....


 

الإصحاح الرابع عشر

الآيات 1-3:- انتم اولاد للرب الهكم لا تخمشوا اجسامكم و لا تجعلوا قرعة بين اعينكم لاجل ميت. لانك شعب مقدس للرب الهك و قد اختارك الرب لكي تكون له شعبا خاصا فوق جميع الشعوب الذين على وجه الارض. لا تاكل رجسا ما.

قرعة بين أعينكم = أى حلاقة شعر الحاجبين فوق الأنف أو حلق الرأس كاملاً

تخمشوا أجسادكم = أى إحداث جروح وتشويهات بها. وهذه الأعمال كان يعملها الوثنيون إظهاراً لحزنهم على الميت (هو حزن بلا رجاء وبلا تسليم لإرادة الله) وربما يفعلون هذا من أجل إرضاء الآلهة أو إستعطافها (1مل28:18). والله ينهى شعبه عن مثل هذه الأعمال فهم شعب مقدس عليهم ألا يتشبهوا بالوثنيين فى أحزانهم (1تس 13:4) فهؤلاء الوثنيين يدخلون فى يأس. إذ يموت لهم أحد أما المؤمنين فلهم رجاء.

 

آية5:- و الايل و الظبي و اليحمور و الوعل و الرئم و الثيتل و المهاة.

اليحمور = شبيه بالغزال ولونه يميل للحمرة ويوجد فى آسيا وأوربا والوعل = نوع من الغزال والرئم = حيوان ضخم من الحيوانات المنقرضة ( مثل الثور) وغالباً يسمى الأوردمنس

الثيتل = هو البقر الوحشى والمهاة = نوع آخر من البقر الوحشى

 

آية6-20:- و كل بهيمة من البهائم تشق ظلفا و تقسمه ظلفين و تجتر فاياها تاكلون. الا هذه فلا تاكلوها مما يجتر و مما يشق الظلف المنقسم الجمل و الارنب و الوبر لانها تجتر لكنها لا تشق ظلفا فهي نجسة لكم. و الخنزير لانه يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس لكم فمن لحمها لا تاكلوا و جثثها لا تلمسوا. و هذا تاكلونه من كل ما في المياه كل ما له زعانف و حرشف تاكلونه. لكن كل ما ليس له زعانف و حرشف لا تاكلوه انه نجس لكم. كل طير طاهر تاكلون. و هذا ما لا تاكلون منه النسر و الانوق و العقاب. و الحداة و الباشق و الشاهين على اجناسه. و كل غراب على اجناسه. و النعامة و الظليم و الساف و الباز على اجناسه. و البوم و الكركي و البجع. و القوق و الرخم و الغواص. و اللقلق و الببغا على اجناسه و الهدهد و الخفاش. و كل دبيب الطير نجس لكم لا يؤكل. كل طير طاهر تاكلون.

راجع سفر اللاويين

 

آية 21:- لا تاكلوا جثة ما تعطيها للغريب الذي في ابوابك فياكلها او يبيعها لاجنبي لانك شعب مقدس للرب الهك لا تطبخ جديا بلبن امه.

لا تاكلوا جثة ما = المسيحى أيضاً لا يجب أن يشترك فى ملاهى هذا العالم الميتة. هذه يتركها لأموات العالم = " دع الموتى يدفنون موتاهم وتعالى أنت وأتبعنى"

ولنلاحظ أن كل ميت ينجس حسب الشريعة فلا يجب أن يلمسوه فضلاً عن أن هذا غير صحى لا تطبخ جدياً بلبن أمه   = هذه عادات سحرية وثنية لزيادة الخصب

 

آية22:- تعشيرا تعشر كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة.

أى لا تسوف وتؤجل إخراج العشور. وكان إخراج العشور كيوم عيد يحتفل الكل به

آية23:- و تاكل امام الرب الهك في المكان الذي يختاره ليحل اسمه فيه عشر حنطتك و خمرك و زيتك و ابكار بقرك و غنمك لكي تتعلم ان تتقي الرب الهك كل الايام.

إختار لهم الله عدة مناسبات يتوجهوا فيها للهيكل حتى يكونوا على إتصال دائم بالله

 

آية25،24:- و لكن اذا طال عليك الطريق حتى لا تقدر ان تحمله اذا كان بعيدا عليك المكان الذي يختاره الرب الهك ليجعل اسمه فيه اذ يباركك الرب الهك. فبعه بفضة و صر الفضة في يدك و اذهب الى المكان الذي يختاره الرب الهك.

إذ يباركك الرب = أى حينما يعطيك الرب أرض الميعاد المترامية الأطراف. فليس من السهل أن يأخذ الحيوانات (العشور) ويسافر بها بل يبيعها ويأخذ ثمنها ويذهب به للهيكل

 

آية27،26:- و انفق الفضة في كل ما تشته نفسك في البقر و الغنم و الخمر و المسكر و كل ما تطلب منك نفسك و كل هناك امام الرب الهك و افرح انت و بيتك. و اللاوي الذي في ابوابك لا تتركه لانه ليس له قسم و لا نصيب معك.

وهناك يشترى ما يريد ويأكل هو وبيته واللاوى... الخ فى شركة فرح أمام الرب وطريقة فرح شعب الرب تختلف عن العالم فهى

1-  أمام الرب أى بطريقة مقدسة.

2- فى شركة مع الجميع بما فيهم الفقراء ومن ليس لهم. وفى هذا إعتراف أن الأرض هى للرب وكل ما يملك هو لله وهو يعطى لله مما هو لله والكل فى شركة

 

آية29،28:- في اخر ثلاث سنين تخرج كل عشر محصولك في تلك السنة و تضعه في ابوابك. فياتي اللاوي لانه ليس له قسم و لا نصيب معك و الغريب و اليتيم و الارملة الذين في ابوابك و ياكلون و يشبعون لكي يباركك الرب الهك في كل عمل يدك الذي تعمل

كانوا يذهبون للهيكل للإحتفال بالعشر الثانى سنتين متواليتين وفى السنة الثالثة لا يذهبون للهيكل بل يحتفلون فى بيوتهم ومدنهم مع الفقراء واللاويين حتى يفرح الشيوخ والضعفاء غير القادرين على الصعود إلى أورشليم =

 فى أبوابهم = اى فى مدنهم. وهكذا فى السنة السادسة أما السنة السابعة فلا يوجد فيها أعشار فهم لا يزرعون الأرض فى السنة السابعة.


 

الإصحاح الخامس عشر

آية1:- في اخر سبع سنين تعمل ابراء.

الإبراء = معناه العتق أو الإطلاق أو الغفران أو التحرير للديون وللعبيد.

 

آية2:- و هذا هو حكم الابراء يبرئ كل صاحب دين يده مما اقرض صاحبه لا يطالب صاحبه و لا اخاه لانه قد نودي بابراء للرب.

الأخ = هو كل قريب للشخص. إبراء للرب = أى بناء على شريعة الرب أو أن الرب إعتبر نفسه أنه هو المدين، أليس الفقراء هم إخوة الرب

 

آية3:- الاجنبي تطالب و اما ما كان لك عند اخيك فتبرئه يدك منه.

الأجانب = هم غير اليهود وذلك إستنكاراً للديانات الوثنية وإشعاراً لبنى إسرائيل بالحرية الروحية التى يتمتعون بها بشركتهم مع الله وتوطيداً للصلات الروحية والإجتماعية والمحبة بينهم. ورمز للحرية التى سينالها المؤمنون بالمسيح.

 

آية4:- الا ان لم يكن فيك فقير لان الرب انما يباركك في الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا لتمتلكها.

إلا إن لم يكن فيك فقير = بالمقارنة مع آية (11) فلابد من وجود فقراء إذاً لابد من وجود ديون ولابد من وجود إبراء وتسامح. ووجود الفقراء فرصة لنفتح قلوبنا بالحب ويدنا بالعطاء. ولو إلتزم كل إنسان بهذه الشريعة لما وُجِد فقراء. وهكذا عاشت الكنيسة الأولى حينما باع كل واحد ما يملكه وعاشوا فى شركة (أع34،33:4). ولذلك ترجمت هذه الآية " ولكن لن يكون فيك فقير"

 

الآيات 5-8:- اذا سمعت صوت الرب الهك لتحفظ و تعمل كل هذه الوصايا التي انا اوصيك اليوم. يباركك الرب الهك كما قال لك فتقرض امما كثيرة و انت لا تقترض و تتسلط على امم كثيرة و هم عليك لا يتسلطون. ان كان فيك فقير احد من اخوتك في احد ابوابك في ارضك التي يعطيك الرب الهك فلا تقس قلبك و لا تقبض يدك عن اخيك الفقير. بل افتح يدك له و اقرضه مقدار ما يحتاج اليه.

إذا لم تغل يدك على الفقراء يباركك الرب فى رزقك

 

آية10،9:- احترز من ان يكون مع قلبك كلام لئيم قائلا قد قربت السنة السابعة سنة الابراء و تسوء عينك باخيك الفقير و لا تعطيه فيصرخ عليك الى الرب فتكون عليك خطية. اعطه و لا يسؤ قلبك عندما تعطيه لانه بسبب هذا الامر يباركك الرب الهك في كل اعمالك و جميع ما تمتد اليه يدك.

إذا كنت لا تثق بأن أخيك سيرد الدين وسيستغل سنة الإبراء السابعة ولا يوفى فثق بأن الله سيباركك. فإذا كنت لا تثق بأخيك فثق بالله. يكون مع قلبك كلام لئيم= أى إحترز أن يساورك فكر شرير أن تغل يدك من نحو أخيك المحتاج.

آية11:- لانه لا تفقد الفقراء من الارض لذلك انا اوصيك قائلا افتح يدك لاخيك المسكين و الفقير في ارضك.

قد يفتقر الإنسان بسبب سوء تصرفه أو كعقاب من الله عن ذنوب إقترفها.

 

آية13،12:-  اذا بيع لك اخوك العبراني او اختك العبرانية و خدمك ست سنين ففي السنة السابعة تطلقه حرا من عندك. و حين تطلقه حرا من عندك لا تطلقه فارغا.

هو باع نفسه كعبد بسبب فقره فلو أطلقته فارغاً سيبيع نفسه ويستعبد ثانية

 

آية14:- تزوده من غنمك و من بيدرك و من معصرتك كما باركك الرب الهك تعطيه.

تحرير العبد = المسيح يحررنا + تزويد العبد بالعطايا = الروح القدس يعطى ثمار وبركات

اليهودية لم تمنع العبودية كنظام موجود فى العالم كله، لكن الشريعة إستغلت فكرة العبودية لتشرح لنا كيف وقعنا فى العبودية لإبليس وكيف حررنا المسيح. ولكن اليهودية وضعت نظاماً للعبودية فى منتهى الإنسانية كما نرى هنا.

 

آية16-18:- و لكن اذا قال لك لا اخرج من عندك لانه قد احبك و بيتك اذ كان له خير عندك. فخذ المخرز و اجعله في اذنه و في الباب فيكون لك عبدا مؤبدا و هكذا تفعل لامتك ايضا. لا يصعب عليك ان تطلقه حرا من عندك لانه ضعفي اجرة الاجير خدمك ست سنين فيباركك الرب الهك في كل ما تعمل.

لا يجب أن تستاء من إطلاق عبدك حراً حسب شريعة الرب لأنه خدمك بدون أجر ست سنوات وهى ضعف المدة المقرر أن يخدمها أى أجير مخدومه، أى أنه كان الحد الأقصى لإستئجار أى شخص لأجير ليعمل خلال مدة متصلة هو ثلاث سنوات فقط، ولا يمكن إجراء إتفاق بمدة أطول من ذلك (أش14:16)

وربما كان يمكن تجديد الإتفاق من جديد إذا قبل الطرفان. وكان هذا من باب الشفقة على الأجير. أما لو إختار العبد بحريته أن يبقى فليبقى بعد أن يثقب أذنه (مز6:40) وكان هذا نبوة عن المسيح الذى صار عبداً بحريته (عب5:10 سبعينية)

 

آية19:- كل بكر ذكر يولد من بقرك و من غنمك تقدسه للرب الهك لا تشتغل على بكر بقرك و لا تجز بكر غنمك.

مادامت الأبكار ملكاً للرب فلا يجب أن يشتغلوا عليها فى الحقل أو أى عمل آخر

 

آية20:- امام الرب الهك تاكله سنة بسنة في المكان الذي يختاره الرب انت و بيتك.

قد يقصد بهذا الأبكار الإناث فهى لا تذهب للرب. أو الأبكار التى بها عيوب خلقية فهذه أيضاً لا تذهب للرب ( فقد يفهم هذا من الآية التالية) وعليهم أن يأكلوها مع الفقراء والمحتاجين فى ولائم الشركة الحبية أو يكون قصد الآية أنها موجهة للكهنة الذين يأخذون الأبكار كحق لهم يأكلونها فى فرح بينما الشعب يفرح بما أعطاه له الرب.

آية21:- و لكن اذا كان فيه عيب عرج او عمى عيب ما رديء فلا تذبحه للرب الهك.

هذه تنطبق على الذبائح الطقسية (المحرقة والسلامة والخطية) ولأن الذبائح تشير للمسيح فكان ينبغى أن تكون بلا عيب لأن المسيح كان بلا خطية

 

آية23،22:-  في ابوابك تاكله النجس و الطاهر سواء كالضبي و الايل. و اما دمه فلا تاكله على الارض تسفكه كالماء

بكر الحيوان إذا كان به عيب لا يذهبون به للهيكل بل يذبحونه لأنفسهم

فى أبوابهم = أى فى مدنهم ويعامل كأنه مثل الظبى والأيل أى حيوان غير طاهر.


 

الإصحاح السادس عشر

هنا لا يذكر كل الأعياد بل الأعياد التى يجتمعون فيها فى بيت الرب.

آية1:- احفظ شهر ابيب و اعمل فصحا للرب الهك لانه في شهر ابيب اخرجك الرب الهك من مصر ليلا.

عيد الفصح هو رمز الفداء. وهنا يتحدث عن الفصح والفطير. أحفظ = اذكرهما وإحرص عليهما

 

آية2:- فتذبح الفصح للرب الهك غنما و بقرا في المكان الذي يختاره الرب ليحل اسمه فيه.

لا يذكر تفاصيل الذبائح التى وردت فى أسفار سابقة فهو هنا يكلم الشعب فلا يذكر التفاصيل التى تهم الكهنة. وكل ما يريده النبى من الشعب أن يهتموا ويحرصوا على الأعياد

 

آية4:- و لا يرى عندك خمير في جميع تخومك سبعة ايام و لا يبت شيء من اللحم الذي تذبح مساء في اليوم الاول الى الغد.

الخمير رمز للشر فبعد تقديم المسيح فصحنا نفسه ذبيحة علينا أن نحيا بلا خطية

 

آية3:- لا تاكل عليه خميرا سبعة ايام تاكل عليه فطيرا خبز المشقة لانك بعجلة خرجت من ارض مصر لكي تذكر يوم خروجك من ارض مصر كل ايام حياتك.

خبز المشقة = لأنه يذكرهم بمشقتهم وذلهم فى مصر وبمراحم الله وقدرته إذ نجاهم

 

آية5:- لا يحل لك ان تذبح الفصح في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك.

يذبح الفصح فى الهيكل وليس فى مدنهم

 

آية6:- بل في المكان الذي يختاره الرب الهك ليحل اسمه فيه هناك تذبح الفصح مساء نحو غروب الشمس في ميعاد خروجك من مصر.

 فى ميعاد خروجك = أى اليوم الخامس عشر

 

آية7:- و تطبخ و تاكل في المكان الذي يختاره الرب الهك ثم تنصرف في الغد و تذهب الى خيامك.

تنصرف فى الغد = قد تعنى بعد أن ينقضى عيد الفصح أو بعد عيد الفطير.

 

آية9:-  سبعة اسابيع تحسب لك من ابتداء المنجل في الزرع تبتدئ ان تحسب سبعة اسابيع.

عيد الخمسين (الأسابيع) هو رمز لحلول الروح القدس. هذا العيد يأتى بعد 7 أسابيع من عيد الباكورة الذى كانت تردد فيه حزمة الشعير. وهذا العيد كان للشكر على ما أعطاهم الله من محاصيل وغلات. من إبتداء المنجل = أى فى بداءة الحصاد

آية10:- و تعمل عيد اسابيع للرب الهك على قدر ما تسمح يدك ان تعطي كما يباركك الرب الهك.

عليهم أن يقدموا بسخاء كما أعطاهم الله بسخاء. ونحن فقد اخذنا من عطايا الروح القدس ومن بركات الفداء الكثير فماذا قدمنا لله                     

 

آية11:- و تفرح امام الرب الهك انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و اللاوي الذي في ابوابك و الغريب و اليتيم و الارملة الذين في وسطك في المكان الذي يختاره الرب الهك ليحل اسمه فيه

لاحظ مفهوم الشركة فالعطاء مرتبط بالفرح، لا فرح بدون عطاء

 

آية12:- و تذكر انك كنت عبدا في مصر و تحفظ و تعمل هذه الفرائض.

لنذكر ما كنا عليه من عبودية وما أصبحنا عليه من حرية فنشكر الله.

 

آية13:- تعمل لنفسك عيد المظال سبعة ايام عندما تجمع من بيدرك و من معصرتك.

عيد المظال هو رمز لغربتنا فى هذا العالم مترقبين كمال المجد فى المسيح. لذلك رفض السيد المسيح أن يعيد هذا العيد (يو2:7-10) بينما عيّد باقى الأعياد. ويدعى هذا العيد عيد الجمع لأنه يقع فى نهاية الموسم الزراعى

 

آية15،14:- و تفرح في عيدك انت و ابنك و ابنتك و عبدك و امتك و اللاوي و الغريب و اليتيم و الارملة الذين في ابوابك.سبعة ايام تعيد للرب الهك في المكان الذي يختاره الرب لان الرب الهك يبارك في كل محصولك و في كل عمل يديك فلا تكون الا فرحا.

لاحظ كيف يطلب الله مكرراً أن يفرحوا بما أعطاهم من خيرات وما سيأخذونه بالإيمان إن أكرموا وأعطوا بسخاء ونحن فلنفرح بالخلاص الذى تم وبالمجد العتيد أن يستعلن فينا. هذا هو هدف الله أن نفرح به دائماً وتكون حياتنا عيد دائم.

 

آية17،16:- ثلاث مرات في السنة يحضر جميع ذكورك امام الرب الهك في المكان الذي يختاره في عيد الفطير و عيد الاسابيع و عيد المظال و لا يحضروا امام الرب فارغين.كل واحد حسبما تعطي يده كبركة الرب الهك التي اعطاك.

كانوا يحضرون للهيكل فى الأعياد الثلاثة المذكورة وفى هذا إعلان عن وحدة الإيمان بالإله الواحد والإلتفاف حوله حتى لا ينسوه ويعبدوا آلهة أخرى ولزيادة المحبة بينهم وهنا نرى إرتباط الفرح بالعطاء.

وهى فرصة نهضة روحية. وكان حضور النساء إختيارى لضعفهن الجسدى (1صم3:1-9)

 

آية18-20:- قضاة و عرفاء تجعل لك في جميع ابوابك التي يعطيك الرب الهك حسب اسباطك فيقضون للشعب قضاء عادلا.لا تحرف القضاء و لا تنظر الى الوجوه و لا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي اعين الحكماء و تعوج كلام الصديقين.العدل العدل تتبع لكي تحيا و تمتلك الارض التي يعطيك الرب الهك.

هذه الآية مرتبطة بما سيأتى فى الإصحاح 17 بخصوص الأحكام على عابدى الأوثان فهنا يحدد القضاة وهناك يحدد الأحكام. فى جميع أبوابك = مدنك والعرفاء = هم نواب القضاة الذين يساعدونهم ويعملون على تنفيذ الأحكام.

 

آية21:- لا تنصب لنفسك سارية من شجرة ما بجانب مذبح الرب الهك الذي تصنعه لك.

هذه لمنع الوثنية لذلك تكون الآيات السابقة فى الحكم بالعدل هى لمنع الوثنية والحكم على من يقوم بعبادة وثنية.


 

الإصحاح السابع عشر

آية1:- لا تذبح للرب الهك ثورا او شاة فيه عيب شيء ما رديء لان ذلك رجس لدى الرب الهك.

الذبائح يجب أن تكون كاملة فهى تشير للرب يسوع الكامل الذى بلا خطية. ومن يقدم ذبيحة كاملة تكون عبادته كاملة نقية أو هكذا يجب أن تكون وكل من يقدم ذبيحة كاملة فهو يفحصها وبالتالى سيفحص قلبه ليكون نقياً. هكذا يليق بنا أن نتقدم لإلهنا الكامل بقلوب نقية. والذبيحة الكاملة كانت الرب يسوع الذى قدم للآب إنساناً كاملاً بلا خطية وذبيحة كاملة لا عيب فيها. ولكن لماذا أتت هذه الآية هنا؟

أ‌-     هى أتت فى مناسبة المقارنة بين ذبيحة المسيح وذبائح عباد الأوثان الآتى الكلام عنها

ب‌-بعد أن تكلم موسى عن القضاء تكلم بروح النبوة عن ما سيفعله هؤلاء القضاة فى المستقبل حينما يحكمون على المسيح بأن يكون هو الذبيحة الكاملة. لذلك أتت  آية19:16 تحذر القضاة من الحكم المعوج. وبهذا شهد عليهم موسى بأنه أنذرهم.

 

آية2:- اذا وجد في وسطك في احد ابوابك التي يعطيك الرب الهك رجل او امراة يفعل شرا في عيني الرب الهك بتجاوز عهده.

تحذير بعدم التساهل مع أى إنسان             

 آية 3:- و يذهب و يعبد الهة اخرى و يسجد لها او للشمس او للقمر او لكل من جند السماء الشيء الذي لم اوص به.

جند السماء = الكواكب والنجوم

 

آية4-7:- و اخبرت و سمعت و فحصت جيدا و اذا الامر صحيح اكيد قد عمل ذلك الرجس في اسرائيل. فاخرج ذلك الرجل او تلك المراة الذي فعل ذلك الامر الشرير الى ابوابك الرجل او المراة و ارجمه بالحجارة حتى يموت. على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل لا يقتل على فم شاهد واحد. ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك.

كان الشهود الذين شهدوا على فعلته الرديئة يرجمونه اولاً فلو كان بريئاً يكون دمهُ عليهم. تنزع الشرير = حينما يتخلصون من هذا الشرير يتخلصون من الفتنة كلها.

 

آية8:-  اذا عسر عليك امر في القضاء بين دم و دم او بين دعوى و دعوى او بين ضربة و ضربة من امور الخصومات في ابوابك فقم و اصعد الى المكان الذي يختاره الرب الهك.

بين دم ودم = إذا عُرضت على القاضى جناية قتل وإحتار فى القضاء والتمييز بين دم القاتل ودم المقتول أو دم قتيل عن عمد ودم قتيل عن غير عمد. وكانت تعرض القضايا على رؤساء العشرات وما صعب عليهم يرفع لرؤساء الخماسين والعسير يُرفع لرؤساء المئات فرؤساء الألوف وما إستعصى على هؤلاء يذهبوا به للهيكل لكهنة الله العلى.

 

آية10،9:- و اذهب الى الكهنة اللاويين و الى القاضي الذي يكون في تلك الايام و اسال فيخبروك بامر القضاء. فتعمل حسب الامر الذي يخبرونك به من ذلك المكان الذي يختاره الرب و تحرص ان تعمل حسب كل ما يعلمونك.

إذهب إلى الكهنة = الذين يرشدهم الروح القدس. الكهنة اللاويين = أى الشرعيين وكان رئيس الكهنة يطلب إرشاد الرب بالأوريم والتميم

 

آية11:- حسب الشريعة التي يعلمونك و القضاء الذي يقولونه لك تعمل لا تحد عن الامر الذي يخبرونك به يمينا او شمالا.

يتضح أن سلطان الحل والربط كان فى وسط شعب الرب فى القديم كما هو فى الكنيسة الآن

 

آية13،12:- و الرجل الذي يعمل بطغيان فلا يسمع للكاهن الواقف هناك ليخدم الرب الهك او للقاضي يقتل ذلك الرجل فتنزع الشر من اسرائيل. فيسمع جميع الشعب و يخافون و لا يطغون بعد.

بطغيان = بعناد وتحد ورفض لحكم الكاهن أو القاضى. فعناده خروج عن شريعة الله.

 

آية14:- متى اتيت الى الارض التي يعطيك الرب الهك و امتلكتها و سكنت فيها فان قلت اجعل علي ملكا كجميع الامم الذين حولي.

كان الشعب  أولاً تحت قيادة موسى النبى ورئاسته ثم تولى أمرهم يشوع وبعده أهمل الشعب أمر نفسه فكانوا بلا قائد وكان الرب يقيم لهم قاضياً يحكم لهم كان آخرهم صموئيل النبى وقبله عالى الكاهن. وحديث موسى هنا يعتبر نبوة عما سوف يحدث بعد قرون.

+ ولنلاحظ أن الإنسان قبل سقوطه كان يتكلم مع الله والله يتكلم معهُ. ولكن بعد السقوط خاف الإنسان وإختبأ من الله. وحينما أراد الله أن يتكلم معهم من على الجبل طلبوا موسى كوسيط بين الله والشعب (وموسى كان هنا رمزاً للمسيح...) وبنفس الفكر كان من المفروض أن يملك الله على شعبه ويحكم من السماء. ولكن بسبب السقوط إنعزل الإنسان عن حكم الله وسماع أحكامه فإشتهوا أن يكون لهم ملك أرضى ومملكة. وكان أن أراد الله أن تكون هذه المملكة وهذا الملك فرصة ليشرح لهم ملك المسيح حتى يفهموا ما معنى أن يملك عليهم الله. ولذلك كان أول شرط للملوك أن يختارهم الرب الإله (15:17) ولما إختاروا هم وأعطاهم الله بحسب قلبهم أعطاهم شاول ولما إختار الله إختار داود ونسله. وحتى فى مملكة إسرائيل المنشقة كان الله يرسل لهم أنبياء والأنبياء يختاروا لهم الملوك فى بعض الأحيان.

 

آية15:- فانك تجعل عليك ملكا الذي يختاره الرب الهك من وسط اخوتك تجعل عليك ملكا لا يحل لك ان تجعل عليك رجلا اجنبيا ليس هو اخاك.

رجلاً أجنبياً = الله يريد أن يملك على قلوبنا فهل نملكه أم أننا نملك الشيطان بمحبتنا لهذا العالم. فالله لا يريد لأى أجنبى أو أى محبة غريبة أن تملك علينا حتى لا تستعبدنا فالله يريدنا أحراراً. والرجل الأجنبى سيفرض على الشعب أن يعبدوا أوثانه ولن يعاملهم برفق ومحبة كإخوة له. ولاحظ إختيار الكلمات التى يستعملها الوحى عن الملك. من وسط إخوتك ويختاره الرب إلهك. أليست هذه مواصفات المسيح أنه بكر بين إخوة كثيرين (رو29:8 + عب11:2) وهو مختار من الله (عب4:5-6)

 

آية16:- و لكن لا يكثر له الخيل و لا يرد الشعب الى مصر لكي يكثر الخيل و الرب قال لكم لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق ايضا.

الخيل رمز للقوة وكان الملوك يسعون لزيادة الخيل كنوع من الشعور بالعظمة وينسون أن الله هو الذى يحارب عنهم وأن نصرتهم من عنده وكم من مرة هزموا شعوباً قوية بجيش صغير (قصة جدعون) ولا يرد الشعب إلى مصر = ربما تشير أن الملوك حتى تزداد قوتهم يلجأون لعقد المعاهدات مع مصر ويستعينوا بهم أى بالمصريين فى الحروب. ولكن فلاحظ أن مصر تشير للعبودية فكون أن الملك يعتمد على قوة الخيل ويترك الله فهذه عبودية للقوة (بهذا إرتد إلى مصر ). وقد تعنى أن الملك فى إزدياد قوته سيذل شعبه فيعودوا عبيداً كما كانوا فى مصر .

 

آية17:- و لا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه و فضة و ذهبا لا يكثر له كثيرا.

سبق أن نهى الله الملوك من زيادة القوة وهنا ينبههم عن زيادة النساء والمال وبذلك ينهاهم الله عن الثلاث الشهوات الخطيرة التى بها يبعد قلب الإنسان عن الله وهى 1- القوة      2- النساء      3- المال والغنى

وليس عيباً أن يكون الإنسان غنياً أو قوياً لكن العيب فى شهوة زيادة هذه الأشياء ولنرى تطبيقاً لهذا :- فإن سليمان الملك أحكم إنسان فى العالم سقط فى الثلاث أى أنه فعل عكس ما هو مكتوب تماماً (ربما لأنه نسى آية18 الآية القادمة) فهو تزوج كثيرات (1000) ومنهن كثيرات من الوثنيات وهؤلاء أزغن قلبه فبخر للأوثان وكان الذهب والفضة لا حساب لها أيام سليمان فالله أعطاه الغنى ولكنه إشتهى الزيادة فوضع ضرائب ثقيلة على شعبه (راجع 1مل1:11 + 1مل2:12-4 + 1مل21:10 ). وراجع خيل سليمان (1مل26:4)

 

آية19،18:- و عندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب من عند الكهنة اللاويين. فتكون معه و يقرا فيها كل ايام حياته لكي يتعلم ان يتقي الرب الهه و يحفظ جميع كلمات هذه الشريعة و هذه الفرائض ليعمل بها.

حين يكتب الملك لنفسه سفر للشريعة يقرأه يعرف أن الملك من الله وعليه أن يحكم بحسب الشريعة ولا سلطة لهُ أن يزيد أو ينقص من الشريعة وعليه أن يحب الشريعة أكثر من كل الشهوات السابقة. ولو فعل هذا سليمان لما سقط

 

آية20:- لئلا يرتفع قلبه على اخوته و لئلا يحيد عن الوصية يمينا او شمالا لكي يطيل الايام على مملكته هو و بنوه في وسط اسرائيل

يظهر هنا أن قراءة كلمة الله وحفظها والعمل بها لها ثمار طيبة


 

الإصحاح الثامن عشر

آية1، 2:- لا يكون للكهنة اللاويين كل سبط لاوي قسم و لا نصيب مع اسرائيل ياكلون و قائد الرب و نصيبه. فلا يكون له نصيب في وسط اخوته الرب هو نصيبه كما قال له.

الكهنة اللاويين = إختار المفسرون فى هذا التعبير الذى إستخدمه موسى فى سفر التثنية وتساءلوا لماذا لا يقول الكهنة أبناء هرون حتى أنهم إدعوا أن كاتب السفر شخص غير موسى وأنه لا يفهم فى الناموس الموسوى ونظام الكهنوت !! لكن السبب كما قلنا أن موسى لا يتكلم هنا مع الكهنة أو اللاويين بل مع الشعب وبالنسبة للشعب فالكهنة هم من سبط لاوى أى لاويين. وواجب الشعب أن يهتم بالكهنة واللاويين عموماً. فالكهنة واللاويين عملهم قاصر على الخدمة الروحية وعلى الشعب أن يهتم بهم.

وقائد الرب = فالكهنة يشتركون مع المذبح

 

آية3:-  و هذا يكون حق الكهنة من الشعب من الذين يذبحون الذبائح بقرا كانت او غنما يعطون الكاهن الساعد و الفكين و الكرش.

الساعد = ساق الرفيعة. الفكين = جزء من الرأس وهما مع الكرش أى الأمعاء لم يذكروا من قبل فى سفر اللاويين وهما من الأجزاء الزهيدة الثمن وأعطاها موسى للكهنة هنا. اليهود يفهمون هذه الآية أنها على الحيوانات التى تذبح فى البيوت للإستعمال الشخصى. فسفر اللاويين حدد الصدر والساق اليمنى من ذبائح السلامة (لا32:7-34) وهكذا من ذبائح الخطية (لا14:10) للكهنة

 

آية4، 5:-  و تعطيه اول حنطتك و خمرك و زيتك و اول جزاز غنمك. لان الرب الهك قد اختاره من جميع اسباطك لكي يقف ليخدم باسم الرب هو و بنوه كل الايام.

كان الربانيون يحددون الباكورات التى يعطيها الشخص للكهنة من كل نوع من الثمار.

 

الآيات 6-8:- و اذا جاء لاوي من احد ابوابك من جميع اسرائيل حيث هو متغرب و جاء بكل رغبة نفسه الى المكان الذي يختاره الرب.و خدم باسم الرب الهك مثل جميع اخوته اللاويين الواقفين هناك امام الرب.ياكلون اقساما متساوية عدا ما يبيعه عن ابائه.

كان للكهنة واللاويين 48 مدينة فى إسرائيل مع مزارعها وضواحيها وكان بعض اللاويين يقيمون فى مدنهم هذه للتعليم لباقى الشعب وبعضهم يخدمون فى الهيكل. ومثال ذلك كان صموئيل النبى وأبوه مع أنهما لاويين من نسل قورح إلا انهما كانا يقيمان خارج شيلوه وكان أبوه يذهب سنوياً إلى شيلوه حيث الإجتماع وبعد ذلك نذرت أم صموئيل إبنها للإقامة الدائمة حيث الخيمة. وكان اللاويين الذين يقيمون فى هذه المدن يملكون أرضاً ومواشى. والنص هنا يفيد أنه إذا كان هناك لاوى يملك أرضاً ورثها عن آبائه فإذا تنازل عن أرضه وباعها وأتى ليخدم فى الهيكل كان عليهم أن يقبلوه بل يعطونه نصيباً مثل باقى اللاويين ولا ينقصوا شيئاً من نصيبه بحجة أنه باع أرضه ومعهُ ثمنها ولاحظ تسمية الوحى للاوى الذى يملك أرض ويقيم فيها = حيث هو متغرب فقد إعتبره غريباً لأن مكانه فى الهيكل. ونحن غرباء فى هذا العالم وموطننا السماء ومن يعود لخدمة الهيكل ويعود لله سيكون له نصيبه حتى لو جاء فى الساعة الحادية عشرة.

 

آية10،9:- متى دخلت الارض التي يعطيك الرب الهك لا تتعلم ان تفعل مثل رجس اولئك الامم.لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار و لا من يعرف عرافة و لا عائف و لا متفائل و لا ساحر.

يجيز إبنه فى النار = هذه كانت طقوس وثنية ولها نوعان

أ‌-     يقدمون الأبناء كذبائح تحرق بالنار إرضاء للآلهة.

ب‌-يمررونهم فى نار مذابحهم التى يعتبرونها مقدسة حتى يطيلوا أعمار أولادهم وتباركهم الآلهة.

 يعرف عرافة = يدعى علم الغيب ومثل هذا من يحاول معرفة الحظ والمستقبل عن طريق الكف أو النجوم. عائف = هى زجر طائر ليطير ويرى الناس الوجهة التى سيطير إليها الطائر فيتفاءلون أو يتشاءمون ومازالت هذه العادة باقية فى التشاؤم من نعيق وصوات البوم. متفائل = يتفائل بشىء معين. ويُعرف المستقبل بقراءة الكأس أو الفنجان ومازالت هذه موجودة للآن فيمن يتشاءم من سقوط أنية وإنكسارها. ولا ساحر أى يتعامل مع الشياطين صراحة ومازال هذا موجوداً فى الأحجبة وفك الأعمال والتعاويذ.  والمصريين والكلدانيين إشتهروا بأمور السحر

 

آية12،11:- و لا من يرقي رقية و لا من يسال جانا او تابعة و لا من يستشير الموتى.لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب و بسبب هذه الارجاس الرب الهك طاردهم من امامك.

يرقى رقية = هى أن يردد المرء كلمات وعبارات وتعاويذ ظناً أنها تجلب الشفاء والخير له أو لذويه. أو تابعة = الروح النجس الذى يظنون أنه يتبع المرء للإضرار به أو لإسعاده  وقد يكشف هذا الروح بعض الأسرار لتابعيه لعمل بلبلة وسط الناس (أع16:16-18)

ولا من يستشير موتى = هم من يحاولون تحضير الأرواح وسؤالها وهذه تكون شياطين تضلل من يفعل ذلك. وكل ما أتى فى الآيتين 11،10 يغضب الله وبسبب ذلك يطرد الأمم التى تفعلها أما المؤمن فلا يهتم بالغد فهو يشعر أنه فى يد إلهه يدبره بحكمة وللخير. وإذا فكر فى المستقبل فهو يشتاق للسماء التى سيذهب إليها.

 

آية13:- تكون كاملا لدى الرب الهك.

تكون كاملاً = إذا لم نبحث عن المستقبل عند هؤلاء وكان لنا ثقة فى الله الذى فى يده مستقبلنا. ووضعنا كل ثقتنا فيه وإتكالنا عليه فهذا هو الكمال (أش19:8)

 

 

 

آية14:- ان هؤلاء الامم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين و العرافين و اما انت فلم يسمح لك الرب الهك هكذا.

هذه الآية تربط الأيات السابقة بالأيات الآتية التى تتنبأ صراحة عن المسيح وكأن الوحى يخبرنا عن الفرق بين من يسأل الشياطين وبين من هو تابع للمسيح. وكأنها تقول لمن يفعل هذه الأمور كفى تعامل مع الشياطين فالمسيح آت .

الذين يخلفهم = تأخذ الأرض خلفاً لهم أى بعد أن تطردهم منها.

 

آية15:- يقيم لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون.

هذه الأيات هى أوضح ما قيل فى نبوات موسى عن المسيح وراجع (أع22:3 + أع37:7 + يو14:6+ 1بط10:1 + يو46،45:5 + يو41،40:7). ولاحظ مواصفات هذا النبى وأنها تنطبق على المسيح يقيم لك الرب = أى الله يدعوه ويختاره (عب4:5-6) والمسيح دائماً كان يردد أبى أرسلنى (يو38:6-40) من وسطك = فهو سيأتى من إسرائيل ومن إخوتك (رو29:8 + عب11:2).

مثلى = أى مثل موسى أى إنسان مثله وهناك أوجه شبه عديدة بين المسيح وموسى فموسى رمز للمسيح:-

1-  كلاهما من شعب إسرائيل من وسطهم ومن إخوتهم.

2-  نجا كل منهما من مؤامرة أحد الملوك فى طفولته وفى كل مؤامرة إستشهد أطفال كثيرين

3-  موسى ترك القصر ليفتقد شعبه والمسيح أخلى ذاته ليفتقد شعبه وكلاهما فضل أن يتألم مع شعبه

4-  الشعب اليهودى رفض موسى قاضياً ورفضوا المسيح ملكاً وكثيراً ما تذمروا على المسيح وعلى موسى

5-  أعمال كليهما صاحبها معجزات كثيرة

6-  كلاهما أنقذ شعبه من العبودية

7-  كلم الله شعبه عن طريق عبده موسى والمسيح هو كلمة الله

8-  كلاهما وسيط بين الله والناس

9-  موسى كان راعياً للخراف والمسيح كان الراعى الصالح

10- كلاهما صام 40 يوماً

11-                     الله أعطى الشريعة لموسى على جبل والمسيح بدأ حياته العملية على جبل التطويبات

12-                      موسى وجهه لمع بعد ما تجلى له مجد الرب والمسيح تجلى مجده أمام تلاميذه

13-                      المسيح إختار 12 تلميذاً و 70 رسولاً وموسى عين 12 رئيساً للأسباط و 70 شيخاً لمعاونته

14-                      موسى رحب بألداد وميداد حين تنبآ والمسيح لم يمنع من يخرج الشياطين (لو50،49:9)

15-                      كلاهما بارك الشعب فى نهاية خدمته

16-                      شفاعة موسى عن شعبه وكونه يفضل أن يموت عوض شعبه يشبه محبة المسيح فى فدائه

17-                      مات كلاهما على جبل

18-                      كان موسى نبياً وكذلك المسيح (تث15:18+ 10:34 + مر 15:6)

19-                      موسى كان ملكاً فى يشورون (تث5:33) والمسيح أخذ كرسى داود أبيه (لو33،32:1)

20-                      موسى أخذ وظيفة كاهن (مز6:99) والمسيح كان رئيس كهنة

21-                     كلاهما كان وسيط عهد والعهدين كانا مختومين بالدم

22-                     موسى أسس كنيسة العهد القديم والمسيح أسس الكنيسة فى العهد الجديد

23-                     موسى كان قاضياً لشعبه والمسيح هو الديان.

24-                     لم يوجد فى تاريخ البشرية من قدم الشريعة الإلهية سوى موسى والسيد المسيح.

هذا من ناحية الرمز لكن يجب ألا ننسى أن موسى نبى أرسله الله أما المسيح فإبن الله.

وموسى كان له ضعفاته أما المسيح فلم يكن له خطية. وشفاعة المسيح دائمة أبداً وهى شفاعة كفارية أما شفاعة موسى فهى شفاعة توسلية.

 

آية16:- حسب كل ما طلبت من الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت.

لم يحتمل الشعب أن يرى مجد الله لئلا يموتوا فطلبوا من موسى أن يكون الوسيط

 

آية17:- قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا.

أستصوب الله كلامهم لأنه يعلم أن الإنسان فى خطيته لن يحتمل أن يرى مجد الله فكان لابد من وجود وسيط بين الله والناس يكلمه الله فماً لفم مثل موسى وهو يكلمهم. وفى العهد الجديد صار المسيح هذا الوسيط فهو كلمة الله وأخذ جسداً أخفى مجده حتى يكلمنا ولا نموت. لذلك أستصوب الله كلامهم لأنه كان بحسب خطته الإلهية فى التجسد

 

آية18:- اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به.

المسيح هو النبى المنتظر، بل هو رب الأنبياء. وبسبب هذه النبوة قالوا " هذا هو بالحقيقة النبى الآتى إلى العالم (يو14:6) وهم سألوا يوحنا المعمدان " النبى أنت " (يو21:1)

 

آية19:- و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه.

قارن مع (عب3:2 + 29:10 + 25:12 + رو13:2)

 

الآيات 20-22:- و اما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. ان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب.

 فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه

تحذير من الأنبياء الكذبة. ولاحظ أن ضد المسيح سيأتى كنبى كاذب مدعياً أنه المسيح مدعماً أعماله بمعجزات (رؤ5:13) وقد يقف الناس حيارى أمام هذه المعجزات والنبوات والتعاليم المخادعة، ولكن الله يحدد هنا طريقة سهلة نحكم بها هى ... هل يتحقق الكلام الذى يتنبأون به؟ إن لم يتحقق فهم كاذبون.

أيضاً هناك مبدأ عام :- هل ما يدعو إليه هذا النبى الكاذب يتفق مع أقوال الكتاب المقدس أو له تعاليم جديدة؟ هل يتفق مع الكنيسة وتعاليمها المسلمة لنا أم لا؟

هل تعاليم هذا النبى الكاذب تمجد الله وتمجد المسيح إبن الله وعمله أم لا؟ وهناك فرق واضح لا لبس فيه فالمسيح لن يأتى مرة أخرى كإنسان يظهر على الأرض بل هو أخبرنا أنه سيأتى فى المجىء الثانى على السحاب فى مجده (مت31:25) وهو يأتى للدينونة (مت32:25) وراجع (أع9:1-11)


 

الإصحاح التاسع عشر

جاء الحديث عن مدن الملجأ بعد النبوة عن المسيح فهى تشير للمسيح ملجأنا الحقيقى

هذا الإصحاح شرح للوصايا     أ- لا تقتل       ب- لا تسرق         ج- لا تشهد بالزور

آية1، 2:- متى قرض الرب الهك الامم الذين الرب الهك يعطيك ارضهم و ورثتهم و سكنت مدنهم و بيوتهم. تفرز لنفسك ثلاث مدن في وسط ارضك التي يعطيك الرب الهك لتمتلكها.

قارن مع (رو22:11) " هوذا لطف الله وصرامته. ونجد هنا الصرامة مع الشعوب التى أعطاها الله فرصاً للتوبة بلا فائدة وها هو يقرض هذه الشعوب. أما لطف الله نجده فى تعيين مدن للملجأ وقد نفذ يشوع هذا الأمر بتعيين 3 مدن غرب الأردن وكان موسى قد حدد 3 مدن شرق الأردن. ولاحظ فى آية (1) وعد الله بأن يعطيهم الأرض.

آية3:- تصلح الطريق و تثلث تخوم ارضك التي يقسم لك الرب الهك فتكون لكي يهرب اليها كل قاتل.

الطرق لهذه المدن يجب أن تكون صالحة لسهولة الهرب وقريبة من كل مدينة من مدنهم تثلث تخوم أرضك = لأنهم ثلاث مدن فيجب أن تكون مدينة فى كل ثلث حتى يصل لها كل لاجىء. وقوله تصلح الطريق = يظهر أن الطريق هنا هم خدام الله الذين يجب أن يكونوا صالحين للإرشاد خصوصاً أن المعنى يتضح حين نعرف أنه كانت تعلق لافتات بطول الطريق مكتوب عليها (الملجأ الملجأ) ومن المعروف أن مدن الملجأ تشير للمسيح والكتاب المقدس هو اللافتات التى تقودنا إليه.

 

آية4، 5:- و هذا هو حكم القاتل الذي يهرب الى هناك فيحيا من ضرب صاحبه بغير علم و هو غير مبغض له منذ امس و ما قبله.و من ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطبا فاندفعت يده بالفاس ليقطع الحطب و افلت الحديد من الخشب و اصاب صاحبه فمات فهو يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا.

بغير علم = أى بدون قصد القتل ولم تكن بينهما عداوة من قبل.

 

آية6:- لئلا يسعى ولي الدم وراء القاتل حين يحمى قلبه و يدركه اذا طال الطريق و يقتله و ليس عليه حكم الموت لانه غير مبغض له منذ امس و ما قبله.

كلمة ولى الدم فى العبرانية تشير لثلاثة معان  1- الفادى         2- المنتقم        3- النسيب

وهو أقرب قريب للشخص المتوفى أو المقتول وكان له حق الفك لأملاك قريبه المتوفى المباعة أو المرهونة وكان عليه أن يتزوج بإمرأته ليقيم له نسلاً (راعوث)

 

آية8-10:- و ان وسع الرب الهك تخومك كما حلف لابائك و اعطاك جميع الارض التي قال انه يعطي لابائك.اذا حفظت كل هذه الوصايا لتعملها كما انا اوصيك اليوم لتحب الرب الهك و تسلك في طرقه كل الايام فزد لنفسك ايضا ثلاث مدن على هذه الثلاث.حتى لا يسفك دم بري في وسط ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا فيكون عليك دم.

الكلام يفيد أنه حين تتسع الأرض فى المستقبل عليهم أن يحددوا ثلاث مدن جديدة. وهذا لم يحدث فقد كانت المملكة فى أوسع صورة لها أيام سليمان الملك وبالرغم من هذا لم تزد مدن الملجأ عن ست مدن فيكون موسى بروح النبوة يتكلم عن الكنيسة التى ستمتد عبر العالم (اش1:54-3) والملجأ هو المسيح

 

آيات 11-13:- و لكن اذا كان انسان مبغضا لصاحبه فكمن له و قام عليه و ضربه ضربة قاتلة فمات ثم هرب الى احدى تلك المدن.يرسل شيوخ مدينته و ياخذونه من هناك و يدفعونه الى يد ولي الدم فيموت.لا تشفق عينك عليه فتنزع دم البري من اسرائيل فيكون لك خير.

أما القاتل المتعمد فلابد أن يقتل حتى لو إلتجأ إلى مدن الملجأ

 

آية14:- لا تنقل تخم صاحبك الذي نصبه الاولون في نصيبك الذي تناله في الارض التي يعطيك الرب الهك لكي تمتلكها.

هذه الوصية ضد أى سرقة لممتلكات الغير والتخم هو حد الملكية الذى كان يوضع كعلامة تحدد ملكية الأسرة وتفصل ملكها عن ملك الجار وكان الحد إما حجراً أو رجمة من الحجارة. والرب ينهى عن إغتصاب حقوق الغير. فالله هو صاحب الأرض وهو وزعها بحسب إرادته (1مل3:21 نابوت اليزرعيلى). وجاءت شريعة نقل التخم بعد شريعة القتل كأن نقل التخم فى أهمية إن لم يكن يعادل القتل لأن هذا يشير لما حملته أرض الموعد من رمز للحياة السماوية الموعود بها فكأن من يحرم أحد من نصيبه الأبدى كأنه يسفك دم برىء (مت7:18).

لا تنقل تخم صاحبك الذى نصبه الأولون = إن كان هذا ينطبق على الأرض فبالأولى ينطبق على الإيمان الذى سلمه لنا الأباء (يه4،3)

 

آية15-20:-  لا يقوم شاهد واحد على انسان في ذنب ما او خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها على فم شاهدين او على فم ثلاثة شهود يقوم الامر. اذا قام شاهد زور على انسان ليشهد عليه بزيغ. يقف الرجلان اللذان بينهما الخصومة امام الرب امام الكهنة و القضاة الذين يكونون في تلك الايام. فان فحص القضاة جيدا و اذا الشاهد شاهد كاذب قد شهد بالكذب على اخيه. فافعلوا به كما نوى ان يفعل باخيه فتنزعون الشر من وسطكم. و يسمع الباقون فيخافون و لا يعودون يفعلون مثل ذلك الامر الخبيث في وسطك.

إذا إتضح أن الشاهد كاذب يعاقب بالعقوبة التى كان يطلبها للشخص البرىء.

 

آية21:- لا تشفق عينك نفس بنفس عين بعين سن بسن يد بيد رجل برجل

هذه الشريعة حتى لا ينتقم الإنسان لنفسه بأكثر من الضرر الذى حدث لهُ أو بأكثر مما فقده. وهذا إرتفاع عن مستوى الإنسان البدائى وتمهيد للدخول لعهد النعمة، عهد التسامح ومقاومة الشر بالخير. ولكن لم يكن كل إنسان مخول له الإنتقام لنفسه بمقتضى هذه الشريعة بل أمام محكمة.


 

الإصحاح العشرون

الآيات 1-4:- ذا خرجت للحرب على عدوك و رايت خيلا و مراكب قوما اكثر منك فلا تخف منهم لان معك الرب الهك الذي اصعدك من ارض مصر.و عندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن و يخاطب الشعب.و يقول لهم اسمع يا اسرائيل انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم لا تضعف قلوبكم لا تخافوا و لا ترتعدوا و لا ترهبوا وجوههم. لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم.

الشعب الآن يستعد لدخول الأرض وسيواجه حروباً شديدة لكن العجيب أن موسى القائد لا يعطيهم خططاً حربية ولكن يدعو الكهنة أن يطمئنوا الشعب أن الله يحارب عنهم (مز 7:20) فلا يجب أن يخافوا. إن سر الشجاعة هنا هو الثقة فى الله. وفى حروبنا الروحية. بتقدمنا رئيس كهنتنا الرب يسوع ويعطينا ثقة وأمان وسلام. الذى أصعدك من أرض مصر = ما يزيد ثقتنا فى الله أن نذكر أعماله السابقة معنا. وكان الكاهن أيضاً يذكر الشعب بالشريعة حتى يتوب كل مقاتل وكان يقدم ذبائح محرقات وسلامة ويباركهم ويصلى من أجلهم.

 

الآيات 5-9:- ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين من هو الرجل الذي بنى بيتا جديدا و لم يدشنه ليذهب و يرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب فيدشنه رجل اخر. و من هو الرجل الذي غرس كرما و لم يبتكره ليذهب و يرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب فيبتكره رجل اخر. و من هو الرجل الذي خطب امراة و لم ياخذها ليذهب و يرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب فياخذها رجل اخر. ثم يعود العرافاء يخاطبون الشعب و يقولون من هو الرجل الخائف و الضعيف القلب ليذهب و يرجع الى بيته لئلا تذوب قلوب اخوته مثل قلبه.و عند فراغ العرفاء من مخاطبة الشعب يقيمون رؤساء جنود على راس الشعب.

نجد هنا قواعد الإعفاءات من الخروج للحرب  

1-  من بنى بيتاً ولم يدشنه

2-  من غرس كرماً ولم ينتج أى لم يعطى باكورة

3-  من خطب إمرأة ولم يتزوجها

4- الخائف والضعيف القلب. كل هؤلاء لا يصلحون للحرب. وقد يكون لهذه الإعفاءات الجانب الإنسانى فمن لم يدشن بيته الجديد أى لم يحتفل بسكناه بعد. وعلى ذلك فإعفائه من الحرب حتى لا يكون شاعراً بحزن على أنه لم يفرح ببيته والرب لا يريد أن يكسر قلب أولاده.

علاوة على أن من يخرج للحرب بقلب حزين لن يستطيع أن يحارب بحماس وعزم. وهكذا كل خائف وهذا ما فعله الجواسيس مع الشعب إذ أذابوا قلوب الشعب فالخائف والحزين سيضعف قلوب باقى إخوته. ولقد نفذ جدعون هذه الشريعة حرفياً وإستطاع بقوة الله وعمله عن طريق عدد صغير من جيشه أن يهزم جيوش أعدائه الجرارة. ولنلاحظ أن العدو الأول للإيمان هو الخوف (رؤ8:21) فعلينا أن لا نخاف الشياطين بل ندرك قوة نعمة الله التى تهب الغلبة والنصرة ونلاحظ فى هذه الأيات إرتباط الخوف بالأمور الزمنية الأرضية مثل بناء بيت لم يدشن.... ألخ. ولكن من مات عن العالم لن يخاف من شىء أو على شىء. فسر قوتنا هو الإيمان بالله كقائد وسر الخوف هو الإرتباط القلبى بالزمنيات (2تى4:2) .

 

آية10-12:- حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح. فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير و يستعبد لك. و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها.

للتسخير = أى فى أعمالهم الزراعية والعمرانية. وهنا تأمل روحى فالمسيحى عليه أن يستعبد العالم لا أن يستعبده العالم بمعنى أن يتعايش مع العالم ولا يسمح لمبادىء العالم أن تسوده بل عليه بقدوته ومحبته وصلاته أن يؤثر فى العالم فيكون نوراً للعالم

 

آية14،13:- و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك.

قتل الذكور لخطورتهم وإستعدادهم للحرب وقد سبق وأعلنوا الحرب ضد شعب الله . وكانت الغنائم مكافأة لهم. وروحياً فكل حرب نغلب فيها لنا عليها مكافأة.

 

آية15:- هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا.

الأعداد من 10-15 تنطبق على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية فهذه أمرهم الرب بتحريمها لذلك قال ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا = أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان أولاً قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم وثانياً لشرورهم ووثنيتهم لو تبقى منهم أحد لأفسد الشعب وعلمهم الوثنية. أما المدن البعيدة فتأثيرها ضعيف عليهم من الناحية الروحية.

إذاً المدن الداخلية داخل كنعان تشير للخطايا والشهوات الداخلية المفسدة هذه يجب إهلاكها أما المدن البعيدة فتشير للعالم كله الذى يجب أن نتعايش معه لكن لا نستعبد له.

 

آية16-18:- و اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك. لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم.

هذه تشير لقطع الشر من القلب وإبادة كل عوامل الخطية (صور معثرة / صداقات معثرة...)

 

آية20،19:- اذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا اياها لكي تاخذها فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليه انك منه تاكل فلا تقطعه لانه هل شجرة الحقل انسان حتى يذهب قدامك في الحصار. و اما الشجر الذي تعرف انه ليس شجرا يؤكل منه فاياه تتلف و تقطع و تبني حصنا على المدينة التي تعمل معك حربا حتى تسقط

كانت الأشجار تستخدم فى صنع المتاريس حول أسوار المدن والله هنا يسمح بقطع الأشجار عديمة الثمر لصنع الإستحكامات الحربية والمنجنيقات (آلات رمى السهام ورمى الأحجار داخل المدن) أما الأشجار المثمرة فيستبقونها. وغالباً كان الشجر غير المثمر هو الذى يستخدمه الوثنيون للعبادة تحته. والمعنى الروحى أنه كما أن المسيح لعن التينة غير المثمرة سيعاقب كل شجرة أو كل إنسان بلا ثمر روحى (مز1)


 

الإصحاح الحادى والعشرون

آية1:- اذا وجد قتيل في الارض التي يعطيك الرب الهك لتمتلكها واقعا في الحقل لا يعلم من قتله.

بعد الخطية صارت البشرية كقتيل.. وكان لزاماً حتى يزول هذا الإثم أن يكسر جسد دون أن تكسر عظامه بل يسيل دمه... هذا هو يسوع البار. وهذا مفهوم هذه الشريعة

 

آية2:- يخرج شيوخك و قضاتك و يقيسون الى المدن التي حول القتيل.

لأن القاتل غالباً يسكن فى أقرب مدينة لمكان القتيل. فأهل هذه المدينة هم المكلفون بالقيام بالطقوس الآتية إذا لم يتمكنوا من معرفة القاتل. وكان المسيح هو الأقرب لنا ليقوم بدور الفداء.

 

آية3:- فالمدينة القربى من القتيل ياخذ شيوخ تلك المدينة عجلة من البقر لم يحرث عليها لم تجر بالنير.

لم تجر بالنير = أى لم تتدرب على عمل ما من أعمال الزراعة مثل الحرث وغيره ولم يعل عنقها نير وهو الخشبة المستعرضة التى توضع على عنق الحيوان الذى يجر المحراث أو النورج أو يدير الساقية. وهذه ترمز للمسيح الذى لم يسقط تحت عبودية أى خطية.

 

آية4:-  و ينحدر شيوخ تلك المدينة بالعجلة الى واد دائم السيلان لم يحرث فيه و لم يزرع و يكسرون عنق العجلة في الوادي.

وادى دائم السيلان = معناه منحدر مائى بين أرض صخرية مثل شلال. والوادى يكون قفراً، أرض بور = لم يحرث فيه ولم يزرع = هذه هى حياتنا التى كانت بلا ثمر بسبب الخطية.

وذهاب العجلة إلى الأرض البور هو إشارة لمجىء المسيح لأرضنا أو لحياتنا غير المثمرة.

كيف يفهم اليهود هذا الطقس؟ البقرة تشير للقاتل ولأنه لم يوضع عليه نير فهو إنسان غير ملتزم بالناموس وغير خاضع له. ونفس المعنى فى الوادى غير المثمر. والماء الجارى يشير إلى غسل الخطية ومحوها وإزالتها عن أهل المدينة الذين إعترفوا أمام الرب طالبين المغفرة وقتل الذبيحة إعلان بأن القاتل يستوجب هذا العقاب وأن موتها تكفير عن حياة شعب المدينة حتى لا يتعرضوا لغضب الله.

ولاحظ إختلاط الماء الجارى بدم العجلة المسفوك (= خرج من جنبه دم وماء) وأن الماء دائم السيلان لأن الروح القدس منسكب على الكنيسة دائماً بلا إنقطاع

 

آية5:- ثم يتقدم الكهنة بنو لاوي لانه اياهم اختار الرب الهك ليخدموه و يباركوا باسم الرب و حسب قولهم تكون كل خصومة و كل ضربة.

بعد ذبيحة المسيح وبعمل الروح المنسكب يكون هناك خدمة كهنوتية للتطهير من الخطايا.

 

آية6:- و يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل ايديهم على العجلة المكسورة العنق في الوادي.غسل الأيادى علامة أنهم أبرياء من دم القتيل. لكن غسلها على العجلة (دم وماء) إشارة للتطهير بدم المسيح وبعمل المعمودية ثم التوبة

 

آية7:- و يصرحون و يقولون ايدينا لم تسفك هذا الدم و اعيننا لم تبصر.

كان من الصعب أن يفعل الشيوخ هذا وهم يعرفون القاتل.

 

آية8، 9:- اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب و لا تجعل دم بري في وسط شعبك اسرائيل فيغفر لهم الدم. فتنزع الدم البري من وسطك اذا عملت الصالح في عيني الرب.

الذى فديت = أى الذى خلصته من عبودية فرعون

 

آية10:- اذا خرجت لمحاربة اعدائك و دفعهم الرب الهك الى يدك و سبيت منهم سبيا.

نجد هنا إهتمام الله بمعاملة السبايا معاملة إنسانية، وهذا بخصوص الشعوب غير المحرمة.

 

آية11:- و رايت في السبي امراة جميلة الصورة و التصقت بها و اتخذتها لك زوجة.

لقساوة قلوبهم سمح الله بهذا فأن يتزوجوا خير من أن يزنوا مع السبايا فيجلبوا عليهم السخط الإلهى. ولكن عليه أن  يراعى إنسانيتها ويعاملها كزوجة

 

الآيات 13،12:- فحين تدخلها الى بيتك تحلق راسها و تقلم اظفارها.و تنزع ثياب سبيها عنها و تقعد في بيتك و تبكي اباها و امها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها و تتزوج بها فتكون لك زوجة.

حلق الرأس وتقليم الأظافر كانا من مظاهر الحزن والحداد فيعطيها فرصة أن تحزن على أبويها وأسرتها. ونزع ثياب السبى حتى تصبح كإمرأة مكرمة. وتظل فى فترة حزن شهر من الزمان ثم يتزوجها. وفى خلال هذا الشهر تتعرف على شريعة الله وعادات وتقاليد الشعب وهى فترة خطبة تتعرف على هذا الزوج الذى سترتبط به وحتى لا يتزوجها الرجل فجأة كما لو كانت شهوة حيوانية وإزالة معالم جمالها (شعر وأظافر) هو لتهذيب شهوته ناحيتها.

 

آية14:- و ان لم تسر بها فاطلقها لنفسها لا تبعها بيعا بفضة و لا تسترقها من اجل انك قد اذللتها.

إذا أراد أن يتركها لا يبيعها كأمة بل يطلقها حرة. لأنك أذللتها = أفقدتها عذريتها

 

الآيات 16،15:- اذا كان لرجل امراتان احداهما محبوبة و الاخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة و المكروهة فان كان الابن البكر للمكروهة.فيوم يقسم لبنيه ما كان له لا يحل له ان يقدم ابن المحبوبة بكرا على ابن المكروهة البكر.

على الأب أن لا يظلم أحد أبنائه لأنه إبن إمرأة غير محبوبة.

آية17:- بل يعرف ابن المكروهة بكرا ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده لانه هو اول قدرته له حق البكورية.

البكر له نصيب ضعف أى أحد من إخوته (وإليشع بهذا طلب نصيب البكر روحياً)

 

آية18:- اذا كان لرجل ابن معاند و مارد لا يسمع لقول ابيه و لا لقول امه و يؤدبانه فلا يسمع لهما.

هنا الإبن عليه أن يخضع لأبيه (وبهذه الأيات 15-18 ليكون المعنى أن لا يظلم أحدهما الآخر ) وهذه الوصية تفسير للوصية " اكرم أباك وأمك" مارد = متمرد

 

آية19-21:- يمسكه ابوه و امه و ياتيان به الى شيوخ مدينته و الى باب مكانه. و يقولان لشيوخ مدينته ابننا هذا معاند و مارد لا يسمع لقولنا و هو مسرف و سكير. فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت فتنزع الشر من بينكم و يسمع كل اسرائيل و يخافون.

من لا يستطيع أن يحترم أبويه لن يستطيع أن يحترم الله. والإبن المسرف السكير الذى لا يرتدع بتأديب أبويه سيهدد أسرته ومجتمعه ولا فائدة من إصلاحه. ولكن من هو الإبن الضال هذا الذى أسرف وضيع كل ما أعطاه لهُ أبوه من كرامة إذ خلقه على صورته كشبهه وغرق فى الخطايا وأسكرته، إلا الإنسان الذى تحدى الله وماذا يستحق إلا الرجم. وماذا فعل الله.... لقد أنقذ الإنسان بصليبه آية (22) ولاحظ أنه تكلم عن الإبن المتمرد بعد أن تكلم عن مسئولية الأباء فى تربية أولادهم بلا تمييز.

 

آية22:- و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة.

كان الرومان يحكمون على بعض المجرمين بالموت صلباً. أما اليهود فكانوا يرجمون المذنب ثم يعلقونه على صليب تشهيراً به ولكى يراه الكثيرون فيعتبروا. ولكننا لم نسمع فى كل الكتاب المقدس أن أى إبن رجمه أبوه وعلقه على خشبة أو أبلغ عنه ليصلب لذلك فكأن هذه الوصية غرضها إظهار العقوبة المفروض أن الإبن يستحقها لكن رحمة الله كرحمة الأبوين ستتدخل وتنقذ الإبن. وسيكون هذا بأن يعلق الإبن الوحيد ويصلب، بل هو الإبن الوحيد فى الكتاب المقدس الذى سمعنا أنه صُلب والذى أرسله أبوه لكى يصلب. وبذلك حمل الإبن الوحيد عقوق الأبناء كلهم بصليبه

 

آية23:- فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

المعلق ملعون = هو معلق بين السماء والأرض فهو مرفوض من كليهما. فلا تنجس أرضك = إذاً كان يجب دفن المصلوب حتى لا تتنجس الأرض. من المؤكد أن موسى كتب هذا بروح النبوة عن المسيح الذى بدفنه حمل اللعنة والنجاسة. وكان كالبذرة التى دفنت لتأتى بثمر كثير. ومن الناحية الصحية لا يجب ترك الجثة حتى تتعفن ومن الناحية الإنسانية فإن الرب يرفق بهذه الجثة مهما كان صاحبها شريراً ويرفق بأهله وذويه


 

الإصحاح الثانى والعشرون

الآيات 1-4 ، 6-8:-

نرى فيها كيف يجب أن يهتم كل واحد بالآخرين برفق ولا يبحث عن ذاته فقط

آية1:- لا تنظر ثور اخيك او شاته شاردا و تتغاضى عنه بل ترده الى اخيك لا محالة.

من يحب أخيه مثل نفسه لن يترك حماره أو ثوره. وأخيه هنا تنطبق على الأعداء (حز4:23). وعلى الخادم إذا وجد أى من شعب الله ضالاً عليه أن يرده فالإنسان أهم من الثور فإن كان الله يهتم بالحيوانات الشاردة فهو مهتم جداً بالإبن الضال. وبنفس المنطق أتى المسيح ليعيدنا بعد أن شردنا

 

آية2:- و ان لم يكن اخوك قريبا منك او لم تعرفه فضمه الى داخل بيتك و يكون عندك حتى يطلبه اخوك حينئذ ترده اليه.

قال علماء اليهود أن من وجد حيوانا شارداً عليه أن يرسل منادياً عدة مرات للإعلان

 

الآيات 17،6:- اذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما او على الارض فيه فراخ او بيض و الام حاضنة الفراخ او البيض فلا تاخذ الام مع الاولاد. اطلق الام و خذ لنفسك الاولاد لكي يكون لك خير و تطيل الايام. اذا بنيت بيتا جديدا فاعمل حائطا لسطحك لئلا تجلب دما على بيتك اذا سقط عنه ساقط. لا تزرع حقلك صنفين لئلا يتقدس الملء الزرع الذي تزرع و محصول الحقل. لا تحرث على ثور و حمار معا.لا تلبس ثوبا مختلطا صوفا و كتانا معا. اعمل لنفسك جدائل على اربعة اطراف ثوبك الذي تتغطى به. اذا اتخذ رجل امراة و حين دخل عليها ابغضها. و نسب اليها اسباب كلام و اشاع عنها اسما رديا و قال هذه المراة اتخذتها و لما دنوت منها لم اجد لها عذرة. ياخذ الفتاة ابوها و امها و يخرجان علامة عذرتها الى شيوخ المدينة الى الباب. و يقول ابو الفتاة للشيوخ اعطيت هذا الرجل ابنتي زوجة فابغضها. و ها هو قد جعل اسباب كلام قائلا لم اجد لبنتك عذرة و هذه علامة عذرة ابنتي و يبسطان الثوب امام شيوخ المدينة.

يُسمح هنا بأخذ البيض أو صغار الطيور الذين لم يعرفوا معنى الحرية. وإطلاق الأم التى تعودت على الحرية، وهذه الحرية مكافأة للأم على شجاعتها فهى لم تطير وتهرب وتترك صغارها. ولاحظ أن من يتعلم الرحمة مع الطيور سيكون رحيماً مع كل البشر.

بالإضافة أن هذا سيكون عاملاً على حفظ جنس هذا الطائر وزيادته. ولقد أطلق اليهود على هذه الوصية أصغر الوصايا ولاحظوا أن لها وعد مثل وصية إكرام الوالدين والوعد أن يطيل الله أيام من يحفظ الوصيتين لذلك قالوا إن من يحتقر أصغر الوصايا سيلحقه ضرر كمن إحتقر أكبر الوصايا.

آية8:-

موسى يوصيهم بهذا وهم مازالوا فى البرية لا يبنون بيوتاً علامة على الإهتمام بالنفس البشرية

آية5:-

نجد فى هذا المنع  

1-  رفض للشذوذ الجنسى فعلى كل إنسان أن يعتز بما خلقه الله عليه ولا يشتهى أن يكون من الجنس الآخر

2- كانوا فى هياكل عشتاروث يفعلون هذا فالرجل يلبس ثياب النساء والنساء يلبسن ملابس رجال ويضعن أسلحتهم عليهن. ولكن إلهنا إله ترتيب (1كو40:14) ويريد أن نسلك بحسب الطبيعة (1كو14:11) بوقار وحشمة,

آية9:-

أتت هذه الآية بصور مختلفة فى عدة ترجمات. وبوضع كل الترجمات معاً تتضح الصورة. أنه لا تزرع حقلك بصنفين من الحبوب وإلا يصبح الحقل كله للرب وتعطيه للكهنة (هذا معنى كلمة لئلا يتقدس الملء الزرع) وإلا فإن الحقل كله إن لم تعطيه للكهنة يصير نجساً والسبب فى ذلك أن الله أراد أن يجنبهم الوقوع فى خرافات الوثنيين التى كانوا يؤمنون بها أن زرع الحقل صنفين أو لبس ثوب مختلط من صوف وكتان يُسر الآلهة. فالله يريد أن يجتذبهم لبساطة الإيمان. ولاحظ أنه إذا زرع حقل من صنفين فسيحدث خطأ فى رعاية كل نوع بالإضافة إلى صعوبة تحديد البكور والعشور التى تعطى للكهنة فحتى يمتنعوا عن ذلك طلب الله منهم أن يكون المحصول كله مقدساً أى محرماً على الإستعمال ويعطى كله للكهنة. وكتأمل روحى لا يجب خلط فلسفة العالم بالديانة النقية فيجب على الخادم أن يقدم لمخدوميه طعاماً نقياً من الكتاب المقدس مهتماً بخلاص النفوس بلا أى غرض آخر. ونفس المفهوم نجده فى آية (11)

آية10:-

ليس من العدل أن يربط حمار وثور. فالثور قوى وسيرهق الحمار بخطواته القوية الواسعة بينما الحمار خطواته ضيقة. ومن الناحية الروحية فالله لا يهمه الثيران (1كو9:9)

ويكون المعنى الروحى أن لا يكون المؤمنين تحت نير مع غير المؤمنين  (2كو14:6) فلا يتزوج المؤمن بغير المؤمن. ولا يندمج فى صداقة قوية الإنسان الروحى مع الإنسان العالمى.

آية11:-

فالصوف ناتج من جز شعر الغنم. والشعر يرمز لأعمال الجسد. ولاحظ أن ملابس الكهنة كانت من الكتان الأبيض.

آية12:-

هذه الجدائل لتمييز هذا الشعب أنه شعب مقدس لله يحفظ وصاياه كما تشير إلى تذكر الوصايا الإلهية حتى فى الأمور التى تبدو بسيطة كهدب ثوب . وإشارة لعدم خجلهم من كونهم من شعب الرب

 

آية13-19:-

كانت الـ 100 شاقل مبلغاً كبيراً فالجزية التى يدفعها من بلغ سن الجندية 2/1 شاقل (خر15:30) وقوله فى (18) يؤدبونه = أنهم ربما كانوا يضربونه لرد إعتبار الفتاة. والغرامة الـ 100 شاقل ضعف المهر المعتاد الذى كان 50 شاقلاً (آية29) = مهر العذارى وبالإضافة للغرامة يستحيل أن هذا الرجل يطلق إمرأته طول العمر

 

آية21،20:- و لكن ان كان هذا الامر صحيحا و لم توجد عذرة للفتاة.يخرجون الفتاة الى باب بيت ابيها و يرجمها رجال مدينتها بالحجارة حتى تموت لانها عملت قباحة في اسرائيل بزناها في بيت ابيها فتنزع الشر من وسطك.

الرجم يكون عند باب بيت أبيها لأن أبيها قصر فى تربيتها.

 

آية22-29:- اذا وجد رجل مضطجعا مع امراة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المراة و المراة فتنزع الشر من اسرائيل. اذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة و اضطجع معها. فاخرجوهما كليهما الى باب تلك المدينة و ارجموهما بالحجارة حتى يموتا الفتاة من اجل انها لم تصرخ في المدينة و الرجل من اجل انه اذل امراة صاحبه فتنزع الشر من وسطك. و لكن ان وجد الرجل الفتاة المخطوبة في الحقل و امسكها الرجل و اضطجع معها يموت الرجل الذي اضطجع معها وحده. و اما الفتاة فلا تفعل بها شيئا ليس على الفتاة خطية للموت بل كما يقوم رجل على صاحبه و يقتله قتلا هكذا هذا الامر. انه في الحقل وجدها فصرخت الفتاة المخطوبة فلم يكن من يخلصها. اذا وجد رجل فتاة عذراء غير مخطوبة فامسكها و اضطجع معها فوجدا. يعطي الرجل الذي اضطجع معها لابي الفتاة خمسين من الفضة و تكون هي له زوجة من اجل انه قد اذلها لا يقدر ان يطلقها كل ايامه.

كانت الفتاة المخطوبة فى حكم المتزوجة لذلك دُعيت العذراء مريم إمرأة يوسف (مت3:1) وذلك بتدبير من الله حتى لا يرجمها الشعب

 

آية30:- لا يتخذ رجل امراة ابيه و لا يكشف ذيل ابيه

لا يجوز لإنسان أن يتزوج إمرأة أبيه حتى لو مات أبوه. ذيل أبيه = أى يكشف ثياب زوجته


 

الإصحاح الثالث والعشرون

آية1:- لا يدخل مخصي بالرض او مجبوب في جماعة الرب.

المخصى بالرض = هو الذى يخصى برض الخ..... أى بدقهما أو سحقهما. المجبوب = هو الذى كان يخصى بقطع الخصيتين بآلة حادة. وفى (غل12:5) تهكم الرسول على الذين يتمسكون بالختان كشرط للخلاص قائلاً " يا ليت الذين يقلقونكم يقطعون" أى يا ليتهم ليس فقط يقطعون الغرلة بل الكل ليصيروا بحسب الناموس مقطوعين لا يدخلون جماعة الرب.

وعدم قطع الأجزاء التناسلية إعلان عن قدسية كل أعضاء الجسم. والمسيح حين قال " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات " لم يقصد القطع الفعلى ولكن قصد نوع من البتولية أو ضبط الشهوات وكأن الإنسان ليس لهُ أن يفكر فى هذه الأشياء لأنه ينظر للسماويات. وحين نفذ العلامة أوريجانوس هذا فى نفسه وقام بإخصاء نفسه حرمته الكنيسة . والحرمان من دخول جماعة الرب ليس حرماناً من الخلاص ولكنه حرمان من الحقوق الكاملة للشعب مثل إستلام مسئوليات معينة مثل أن يكون الشخص كاهناً أو قاضياً أو قائداً وإلا لإحتقره الشعب وإحتقر أحكامه.

ولا يتزوجوا منهم فهم غير قادرين على الزواج. وكان لإخصاء يتم للرجال الذين يعملون فى خدمة النساء فى القصور الوثنية أو فى العبادات الوثنية فكانوا يظنون أن هذا يرضى الآلهة. أما الذين يخصون مجبرين كأسرى الحرب أو بجهالة ذويهم أو بالطبيعة فوعدهم الله بنصيب صالح إن ساروا بالتقوى (أش3:56-5). إذاً ما يهم الله ليس الشكل الخارجى بل أن يصنع أحد هذا بنفسه كعادة وثنية. ما يهم الله التقوى داخل القلب

 

آية2:- لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الرب.

حرمان إبن الزنى كان حتى لا يحفظ إسم أبيه فى شعب الرب بل يموت بموته وكأن لا إبن له، وإستنكاراً لخطية الدنس ولأن الوالدين غالباً يورثون أبنائهم صفاتهم الرديئة. حتى الجيل العاشر = المقصود بها إلى مدى الأجيال. ومرة ثانية هذا لن يمنع الأولاد من خلاص نفوسهم بسبب خطايا أبائهم بل كان منهم يفتاح الجلعادى (قض11)

 

آية3:- لا يدخل عموني و لا موابي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم احد في جماعة الرب الى الابد.

فسر اليهود هذه الآية بأن لا يتزوج عمونى أو موآبى بإسرائيلية. ومع هذا فإن راعوث دخلت الشعب ومن نسلها جاء المسيح فالنعمة تتسامى فوق الناموس والمقصود عدم تسلل الوثنية لليهود.

 

آية4، 5:- من اجل انهم لم يلاقوكم بالخبز و الماء في الطريق عند خروجكم من مصر و لانهم استاجروا عليك بلعام بن بعور من فتور ارام النهرين لكي يلعنك. و لكن لم يشا الرب الهك ان يسمع لبلعام فحول لاجلك الرب الهك اللعنة الى بركة لان الرب الهك قد احبك.

لاحظ أن الله لا ينسى أى إساءة توجه لشعبه. وكان موآب وبنى عمون كارهين لإسرائيل تماماً

آية6:-  لا تلتمس سلامهم و لا خيرهم كل ايامك الى الابد.

لا تعمل معهم إتفاقات أو معاهدات سلام لأن معاهدات سلامهم يدخل فيها طقوس عبادة لآلهتهم وبذلك تنجذب للعبادة الوثنية.والله هو الذى يحفظكم.

 

آية7:- لا تكره ادوميا لانه اخوك لا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في ارضه.

لاحظ أن الله لا ينسى إساءة توجه لشعبه ولا ينسى كل إحسان يقدم لشعبه ولنلاحظ أن الله دعاهم لعداوة الموآبيين والعمونيين لأن هؤلاء سعوا لأن يجعلوهم يخطئوا، أما المصريين والأدوميين فإضطهدوهم جسدياً. فمن يضطهدنا جسدياً يجعلنا نخسر حياتنا الأرضية ومن يعثرنا روحياً يجعلنا نخسر الحياة الأبدية وهى الأهم. والأدوميين باعوا لهم طعام فى الطريق والمصريين أكرموهم قبل أن يبدأ الإضطهاد وكما أن الله لا ينسى الخير لهؤلاء علينا أن لا ننسى أى يد إمتدت إلينا بالخير ولو مرة

 

آية8:- الاولاد الذين يولدون لهم في الجيل الثالث يدخلون منهم في جماعة الرب.

كان المصريين والأدوميين ضمن اللفيف الذى فى وسط الشعب وكان لهم أولاد وقوله الجيل الثالث = حتى يكون الأولاد قد إندمجوا فى الشعب وتنقوا من كل عادة وثنية

 

الآيات 9-14:- اذا خرجت في جيش على اعدائك فاحترز من كل شيء رديء. ان كان فيك رجل غير طاهر من عارض الليل يخرج الى خارج المحلة لا يدخل الى داخل المحلة. و نحو اقبال المساء يغتسل بماء و عند غروب الشمس يدخل الى داخل المحلة.و يكون لك موضع خارج المحلة لتخرج اليه خارجا.و يكون لك وتد مع عدتك لتحفر به عندما تجلس خارجا و ترجع و تغطي برازك.لان الرب الهك سائر في وسط محلتك لكي ينقذك و يدفع اعداءك امامك فلتكن محلتك مقدسة لئلا يرى فيك قذر شيء فيرجع عنك.

الحرب هى حرب مقدسة والله فى وسطهم فيلزم أن يكونوا فى طهارة. ووقت الحرب هو وقت لمحاسبة النفس والتوبة لتجديد النفس. وعلى كل إنسان أن يمنع من قلبه أى شىء ردىء حتى يستمر الله فى وسط المحلة فينتصروا. والشىء الردىء الذى يغضب الله مثل (حقد / غرور / محبة أوثان / شهوات رديئة...) حتى لا تتأثر قداستهم وعجيب أن يهتم الله بما ذُكر فى آية (13) ولكن إن هم إهتموا بنظافة الخارج ( ولاحظ أن الله يتكلم هنا مع شعب بدائى تعود لمدة 40 سنة أن يعيش فى خيام متنقلاً) لشعورهم أن الله فى وسطهم فمن المؤكد أن هذا سيعطيهم إهتمام بنظافة القلب وطهارته داخلياً. وذلك بالإضافة لأنهم سيتعلمون أن يهتموا بمشاعر بعضهم البعض وتكون إقامتهم فى رقة ونظافة حتى فى معاملاتهم، هذا بالإضافة لمنع إنتشار الجراثيم والأمراض بل حتى نجد فى (آية10) أن حتى الأحلام تنجس (الأحلام الجنسية) الله يريدنا أنقياء تماماً . وإن كان الله يهتم بهذه الأحلام اللاشعورية فإنه بالأولى يهتم بالخطايا المقصودة.

 

 

آية16،15:- عبدا ابق اليك من مولاه لا تسلم الى مولاه.عندك يقيم في وسطك في المكان الذي يختاره في احد ابوابك حيث يطيب له لا تظلمه.

كان السادة فى الشعوب الوثنية يظلمون عبيدهم ويسيئون معاملتهم. وقد يهرب عبد من سيده ويحتمى بأحد من شعب الرب فلتقبلوه ولا تسلموه لسيده لأنه فى هذه الحالة غالباً سيضربه ويعذبه حتى الموت. ولكن قطعاً إن كان قد هرب لأنه قاتل أو سارق كانوا لا يحمونه . آبق = هارب

 

آية17:- لا تكن زانية من بنات اسرائيل و لا يكون مابونون من بني اسرائيل.

مأبون = شاذ جنسياً. وكان الزنا والشذوذ من طقوس العبادة الوثنية فى الهياكل.

 

آية18:-  لا تدخل اجرة زانية و لا ثمن كلب الى بيت الرب الهك عن نذر لانهما كليهما رجس لدى الرب الهك.

لا يجب أن يوفى النذر عن طريق الأجر الذى تحصله أمرأة زانية عن فحشائها فيجب أن نكرم الرب من أنقى وأقدس ما نملك. ولا ثمن كلب = الكلب يعتبر نجساً لأنه يعود إلى قيئه (أم11:26 + 2بط22:2). فهو يشير للإنسان الخاطىء الذى يتوب بنية صادقة وسريعاً ما يرجع إلى خطاياه. لذلك شبه الوثنيون بالكلاب (مت 26:15 + رؤ 5:22) بل إمتدت التسمية إلى كل الأشرار المرذولون من ملكوت السموات. على أن كلمة كلب ترجمت فى ترجمات آخرى سدومى أى رجل شاذ جنسياً وربما أطلق الشعب لقب كلب على الشواذ جنسياً.

وكما قلنا ففى الهياكل الوثنية كان هناك نساء زانيات ورجال مأبونون ناذرين أنفسهم لهذا العمل. ويدفعون أجرتهم للهيكل الوثنى.

آية20،19:- لا تقرض اخاك بربا ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا. للاجنبي تقرض بربا و لكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها.

كان هذا فى مرحلة روحية بدائية فعليهم أن يقرضوا إخوتهم بدون ربا أما الأجانب الوثنيين. فيسمح لهم بالربا معهم فالله يعلمهم المحبة تدريجياً وأول خطوة أن يحبوا إخوتهم ويقرضوهم دون ربا حتى فى المستقبل يمكن أن يفعلوا هذا مع الجميع ولنلاحظ أن شريعة العهد الجديد " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم..." ما كان ممكناً لهذا الشعب البدائى أن يتقبلها. وبالإضافة أن التمييز فى المعاملة بين اليهودى وغير اليهودى يحمل معنى الإستنكار لوثنيتهم فينفروا من عباداتهم (مت42:5 ، 12:7 + لو35:6) هذه هى شريعة العهد الجديد شريعة الذين نموا فى الحياة الروحية " المحبة للجميع"

 

الآيات 21-23:- اذا نذرت نذرا للرب الهك فلا تؤخر وفاءه لان الرب الهك يطلبه منك فتكون عليك خطية. و لكن اذا امتنعت ان تنذر لا تكون عليك خطية. ما خرج من شفتيك احفظ و اعمل كما نذرت للرب الهك تبرعا كما تكلم فمك.

الإهتمام بالنذور فالنذر هو وعد لله وبالتالى علينا أن لا نتسرع فى نذر النذور

 

آية25،24:- اذا دخلت كرم صاحبك فكل عنبا حسب شهوة نفسك شبعتك و لكن في وعائك لا تجعل. اذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك و لكن منجلا لا ترفع على زرع صاحبك

فهم اليهود هذه الوصية على أنها لعمال الحقل وفهموها على أنه من المسموح لعامل الكرم أن يأكل حسبما أراد وهذه تساوى لاتكم ثوراً دارساً. وكان مسموحاً لعابر السبيل أيضاً أن يأكل من السنابل وهى فى الحقول على أن يقطفها بيديه ولكن لا يستخدم المنجل والإ صارت طمع وسرقة. وهذه الشريعة المقدسة تزيد المحبة بين الناس وتعلمهم الكرم والمروءة والرحمة وإشباع الجائع. ولها فائدة مهمة هى أن يتعلم صاحب الحقل أن يتغاضى عن الصغائر ويقول مع عفرون الحثى عنقود عنب أو بضع سنابل قمح ما هى بينى وبينك (تك15:23) ومن يتعلم أن يتغاضى عن الصغائر سيتغاضى عن ما هو أكبر وسيهتم بالسماويات. ولقد نفذ تلاميذ المسيح هذه الوصية وقطفوا سنابل واكلوا وكان سبت والمسيح لم يعترض (مت1:12-8)


 

الإصحاح الرابع والعشرون

آية1:- اذا اخذ رجل امراة و تزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء و كتب لها كتاب طلاق و دفعه الى يدها و اطلقها من بيته.

الله يبغض الطلاق ويعتبره غدر بشريك الحياة (مل16،15:2) ولكن الله سمح لهم من أجل قساوة قلوبهم وحتى لا يقتل الرجل زوجته التى لا يحبها (مت8:19) وكان الطلاق لا يتم شفاهة بل بكتاب طلاق = وكان هذا الكتاب يكتب على أيدى أناس عقلاء وبشهادة شهود حتى يكون للزوج مهلة من الوقت ليفكر فيها لعله يعدل عن فكره ولا يكون الطلاق نتيجة إنفعال سرعان ما يزول

 

الآيات 2-4:- و متى خرجت من بيته ذهبت و صارت لرجل اخر.فان ابغضها الرجل الاخير و كتب لها كتاب طلاق و دفعه الى يدها و اطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة.لا يقدر زوجها الاول الذي طلقها ان يعود ياخذها لتصير له زوجة بعد ان تنجست لان ذلك رجس لدى الرب فلا تجلب خطية على الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا.

لو تزوجت المرأة المطلقة بآخر لا يمكن لرجلها أن يستردها ثانية حتى لو مات الزوج الثانى. ولكن إذا لم تكن قد تزوجت كان يمكنه أن يستردها. وواضح من هنا أن الزواج بآخر يفسخ تماماً كل علاقة بين الزوج وزوجته الأولى. وراجع (أر1:3) فالله هنا هو الزوج. والزوجة هى الشعب الخائن الذى طلقه الله وذهب وإرتبط بالأوثان. هنا لا يمكن رجوع الزوجة لزوجها ولكن الله من مراحمه يقول ولو رجعت سأقبلها!!

وكما أن كتاب الطلاق فرصة للتريث هكذا هذه الشريعة حتى لا يتهور الرجل ويطلق بسبب تافه

 

آية5:- اذا اتخذ رجل امراة جديدة فلا يخرج في الجند و لا يحمل عليه امر ما حرا يكون في بيته سنة واحدة و يسر امراته التي اخذها.

الدافع لهذا إنسانى فلا يجب أن يترك الرجل المتزوج إمرأته بعد أيام من زواجهما هذا بالإضافة أن نفسيته المتألمة ستؤثر على زملائه.

 

آية6:- لا يسترهن احد رحى او مرداتها لانه انما يسترهن حياة.

مرداتها = المرداة هى الحجر العلوى للرحى. وهى من ردى الشىء أى كسره فهى تستعمل لتكسير الحبوب وطحنها. وكان الناس يطحنون غلالهم يومياً. فلو رهن الرحى لن يأكل لا هو ولا أولاده

 

آية7:-  اذا وجد رجل قد سرق نفسا من اخوته بني اسرائيل و استرقه و باعه يموت ذلك السارق فتنزع الشر من وسطك.

السرقة ممنوعة ولكن سرقة إنسان وبيعه كرقيق عقوبته الموت فهو إعتداء على حرية إنسان وحرمانه من أهله وأرضه. هذا عمل دنىء عقوبته الموت.

 

آية8،9:-  احرص في ضربة البرص لتحفظ جدا و تعمل حسب كل ما يعلمك الكهنة و اللاويون كما امرتهم تحرصون ان تعملوا. اذكر ما صنع الرب الهك بمريم في الطريق عند خروجكم من مصر.

عليهم تنفيذ الوصايا على البرص ولا يتساهلوا مع الكبار والأغنياء كما فعل موسى مع أخته

الآيات 11،10:- اذا اقرضت صاحبك قرضا ما فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنا منه. في الخارج تقف و الرجل الذي تقرضه يخرج اليك الرهن الى خارج.

دخول الدائن لبيت المدين فيه مذلة له. وحتى لا يكتشف الدائن حاله فيحتقره أو يكتشف أن عنده ما يبيعه أو يرهنه فيطمع فيه. والبيت من خصوصيات الناس، والله يهتم بعدم التعدى على خصوصيات الناس

 

الآيات 13،12:-  و ان كان رجلا فقيرا فلا تنم في رهنه. رد اليه الرهن عند غروب الشمس لكي ينام في ثوبه و يباركك فيكون لك بر لدى الرب الهك.

كان الفقير أحياناً لا يجد غير ثوبه يرهنه. فكان الدائن عليه أن يرد له الثوب عند المساء لينام به فيباركه الرب لأنه لم يترك أخيه عارياً يكون لك بر = خدمة محبة

 

آية15،14:-  لا تظلم اجيرا مسكينا و فقيرا من اخوتك او من الغرباء الذين في ارضك في ابوابك. في يومه تعطيه اجرته و لا تغرب عليها الشمس لانه فقير و اليها حامل نفسه لئلا يصرخ عليك الى الرب فتكون عليك خطية.

إليها حامل نفسه = أى أنه معلق كل أماله على هذه الأجرة مهما كانت ضئيلة.

 

آية16:- لا يقتل الاباء عن الاولاد و لا يقتل الاولاد عن الاباء كل انسان بخطيته يقتل.

يكون الحكم بالعدل على القاتل وحده وليس على أولاده، لمنع الثأر من الأقارب

 

آية17:- لا تعوج حكم الغريب و اليتيم و لا تسترهن ثوب الارملة.

الحكم بالعدل للضعيف حتى إن كان غريباً أو لا أحد يحميه كاليتيم والأرملة .

 

آية18:- و اذكر انك كنت عبدا في مصر ففداك الرب الهك من هناك لذلك انا اوصيك ان تعمل هذا الامر.

أذكر أن الله حررك من عبوديتك (حرركم جميعاً) فلا تستعبدون أحداً.

 

الآيات 19-21:-  اذا حصدت حصيدك في حقلك و نسيت حزمة في الحقل فلا ترجع لتاخذها للغريب و اليتيم و الارملة تكون لكي يباركك الرب الهك في كل عمل يديك. و اذا خبطت زيتونك فلا تراجع الاغصان وراءك للغريب و اليتيم و الارملة يكون. اذا قطفت كرمك فلا تعلله وراءك للغريب و اليتيم و الارملة يكون.

هذه مجموعة من الوصايا الإنسانية السامية فبضع عناقيد عنب أو حبات زيتون يتركها صاحب الحقل لن تجعله فقيراً فالله سيعطيه بزيادة وبركة وهذا ما حدث مع بوعز. خبطت زيتونك = كانوا يخبطون أغصان الزيتون بعصى طويلة لكى تسقط الثمار

فلا تعلله وراءك = أى لا تعود ثانية وتقطف ما قد تكون تركته على الشجر. وتترك الكرم بلا حبة عنب واحدة.


 

الإصحاح الخامس والعشرون

الآيات 2،1:- اذا كانت خصومة بين اناس و تقدموا الى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار و يحكموا على المذنب. فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي و يجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد.

هذه الآيات موجهة لرجال القضاء. يجلدونه امامه = أى ليس فى مكان عام حتى لا يحتقره الناس فالله مهتم بكرامة حتى المذنبين. وكون الجلد أمام القاضى فلن يحدث تلاعب فى عدد الضربات بالزيادة أو النقصان. وأن يكون الحكم بعدل وعلى قدر الذنب. وأقصى عدد للضربات 40 وقد يقل عن ذلك

 

آية3:- اربعين يجلده لا يزد لئلا اذا زاد في جلده على هذه ضربات كثيرة يحتقر اخوك في عينيك.

لا يجب أن يزيد عدد الضربات عن 40 أما الجلد عند الشعوب الوثنية فكان بلا رحمة وكان الشخص يجلد حتى يموت أو يصاب بعاهات شنيعة مستديمة نتيجة مئات الضربات

لئلا يحتقر اخوك فى عينيك = مازال معتبراً أنه أخ. والله بهذا يعلمنا أن نكره الخطيئة وليس الخاطىء فمهما أخطأ فهو أخ وإن تعرض للتأديب. واليهود كانوا يجلدون 39 جلدة أى أربعين إلا واحدة (2كو24:11) لسببين:-

1-  نوع من الإحتياط حتى لا يتعدى عدد الضربات 40

2- كانوا يستعملون سوط من ثلاث سيور من الجلد وبكل سير ثلاث عقد من الجلد أو المعدن ويضربون المذنب 13 جلدة فتكون عدد الإصابات 39.

ورقم 40 مرتبط بالتذلل أمام الله والعقاب 1- موسى صام مرتين 40 يوماً وهكذا إيليا والمسيح

2-الشعب تاه فى البرية 40 سنة وهذه المدة كانت آخر فرصة لتوبة الكنعانيين. كما أعطيت نينوى 40 يوماً فرصة للتوبة            3- 40 سنة آلام لمصر لخيانتها شعب الرب (حز 11:29-13) 

4- 40 يوماً طهارة للوالدة       5- 40 يوماً أمطار فى الفيضان ولاحظ أن فترة كرازة نوح كانت 120 سنة =3×40            6- حزقيال يحمل إثم يهوذا 40 يوماً         7- صعد المسيح بعد 40 يوماً وبعدها بـ 40 سنة كان خراب أورشليم النهائى.

 

آية4:- لا تكم الثور في دراسه.

من الظلم أن يضع المزارعون كمامة على فم الثور الذى يجر النورج لدرس الغلال وأمامه الأكل. ولكن بولس فهمها على أنه لا يصح أن نترك خدام الله جوعى (1كو9:9-11)

 

الآيات 6،5:-  اذا سكن اخوة معا و مات واحد منهم و ليس له ابن فلا تصر امراة الميت الى خارج لرجل اجنبي اخو زوجها يدخل عليها و يتخذها لنفسه زوجة و يقوم لها بواجب اخي الزوج. و البكر الذي تلده يقوم باسم اخيه الميت لئلا يمحى اسمه من اسرائيل.

كانت هذه الشريعة معمولاً بها قبل أن يسجلها موسى فهذا ما حدث مع عير بكر يهوذا (تك9:38) وقد حفظ الناس هذه الشريعة بطريق التقليد مدى الأجيال حتى سَنَّها موسى فى شريعته. وهذا كان لأن كل إمرأة كان لها رجاء أن يأتى المسيح من نسلها وقطعاً كان هذا رجاء كل رجل أن ينتسب إليه المسيح. بالإضافة لحفظ ميراث المتوفى فالبكر الذى يولد سيكون بإسم المتوفى وأيضاً لن يمحى إسم المتوفى من إسرائيل. وحفظ إسم الميت يعطى صلة بين الكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة فى السماء فمن مات لم يمت ولكنه فى مكان آخر لذلك تهتم الكنيسة بالصلاة على الراقدين وطلب شفاعتهم . فالله ليس إله أموات بل هو إله أحياء (مر 27:12 + لو 38:20) والجميع عنده أحياء. يقوم لها بواجب آخى الزوج = يقوم بالتزاماته  نحوها فهو يهتم بكل شئون أرض المتوفى من بيع وشراء ورعاية ثم يعطى الأرض للإبن لذلك كان البعض يرفضون

 

آية7:- و ان لم يرضى الرجل ان ياخذ امراة اخيه تصعد امراة اخيه الى الباب الى الشيوخ و تقول قد ابى اخو زوجي ان يقيم لاخيه اسما في اسرائيل لم يشا ان يقوم لي بواجب اخي الزوج.

من يرفض واجبه يكون عمله شائناً وقبل نزول الشريعة كانوا يقتلونه أحياناً.والرب قد يميته كما حدث مع إبن يهوذا (تك10،9:38) لما رفض أن يقيم نسلاً لأخيه

إلى الباب= أى إلى القضاء فمحاكم المدينة كانت تعقد عند أبواب المدينة فمن يرفض كأنه يستخف بخطة الله فى حفظ نصيب كل عشيرة من الأرض ويسىء للأرملة وللميت الذى كان يمكن أن يكون المسيح من نسله.

 

الآيات 8-10:- فيدعوه شيوخ مدينته و يتكلمون معه فان اصر و قال لا ارضى ان اتخذها. تتقدم امراة اخيه اليه امام اعين الشيوخ و تخلع نعله من رجله و تبصق في وجهه و تصرح و تقول هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبني بيت اخيه. فيدع اسمه في اسرائيل بيت مخلوع النعل.

يصير هذا الشخص موضعاً للإحتقار. وخلع نعله علامة على خلع الولاية والمسئولية عنه وانه غير مستحق أن يسير بنعليه على أرض الميت

وتبصق فى وجهه = أصل الكلمة تبصق أمام وجهه على الأرض وليس فى وجهه وهكذا فهمها وفسرها اليهود. وكان هذا علامة أخرى على إحتقاره لأنانيته وعدم تفكيره إلا فى نفسه. وإذا رفض الأخ فكان أقرب قريب للمتوفى يقوم بواجبه وهذا ما قام به بوعز (راعوث إصحاح 4). وبوعز هو الذى خلع نعل الولى لأن راعوث كانت غريبة ولا تعرف الشريعة.

 

آية12،11:- اذا تخاصم رجلان بعضهما بعضا رجل و اخوه و تقدمت امراة احدهما لكي تخلص رجلها من يد ضاربه و مدت يديها و امسكت بعورته. فاقطع يديها و لا تشفق عينك.

تقطع يد المرأة لوقاحتها فالله يريد أن يكون شعبه قديسيين فى كل سيرة والله لا يريد أن ينتشر عدم الحياء فى وسط شعبه.

آية13-16:-  لا يكن لك في كيسك اوزان مختلفة كبيرة و صغيرة. لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة كبيرة و صغيرة. وزن صحيح و حق يكون لك و مكيال صحيح و حق يكون لك لكي تطول ايامك على الارض التي يعطيك الرب الهك. لان كل من عمل ذلك كل من عمل غشا مكروه لدى الرب الهك.

كان التجار فى الغالب يحفظون موازينهم فى كيس يحملونه معهم، أما المكاييل فيحفظونها فى بيوتهم. وهنا الله ينهى عن الغش. أوزان كبيرة = يستعملونها فى الشراء بالغش

أوزان صغيرة = يستعملونها فى البيع بالغش. ويبدو أنهم مارسوا هذا النوع من الغش (عا4:8-6)

 

الآيات 17-19:-  اذكر ما فعله بك عماليق في الطريق عند خروجك من مصر. كيف لاقاك في الطريق و قطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك و انت كليل و متعب و لم يخف الله. فمتى اراحك الرب الهك من جميع اعدائك حولك في الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا لكي تمتلكها تمحو ذكر عماليق من تحت السماء لا تنسى

الآيات السابقة عن الوزن والمكيال الصحيح وهنا يضع الله عماليق فى التقييم الصحيح . فالله هو الذى يقيم أعمال الجميع بمكياله الصحيح. ولقد ظهرت نذالة عماليق فى حربهم ضد شعب الرب بينما هم من نسل عيسو شقيق يعقوب. وهم حاربوهم بخسة إذ ضربوا المستضعفين = أى مؤخرة الجماعة أى الذين كانوا متعبين ويسيرون على مهل وربما المرضى أو النساء وبهذا هم رمز لإبليس. وعماليق لم يخف الله = فهو ضرب الشعب بالرغم مما سمعه عن أعمال الله العجيبة معهم. ولقد إنتصرشعب الله على عماليق وقتئذ. وقصة أنهم ضربوا المستضعفين هذه لم يذكرها موسى فى سفر الخروج وذكرها هنا لتتضح القصة كلها ولماذا يطالب الرب بضرب عماليق... فهم يستحقون العقاب.

والإنتقام من عماليق هنا ليس هو إنتقام شخصى فكل الجيل الذى تضرر منهم ماتوا فى الطريق ولكن الإنتقام هنا لمجد الله الذى إعتدوا على شعبه وعلى كرسيه. فكل من يعتدى على شعب الله كأنه يعتدى على الله شخصياً (خر14:17-16) + (زك8:2). فالله إعتبر أن إعتداء عماليق على شعبه إعتداء على كرسيه. ليس هذا فقط فإن عماليق إستمروا فى كراهيتهم لشعب الله حتى فترة أستير فكان هامان الأجاجى مدبر المؤامرة ضد شعب الله منهم. وعبر التاريخ تعرض الشعب لمضايقات كثيرة منهم. لذلك حين يطلب الله الإنتقام كان ذلك بسابق معرفته بما سيعانيه شعبه من عماليق عبر التاريخ ونلاحظ أن أهود حاربهم (قض12:3-20 ) وكذلك جدعون (قض3:6) وقد ضربهم داود وحزقيا (1صم8:27 + 1أى14:4) وراجع (أس9،1:3) ونلاحظ كراهيتهم المستمرة عبر التاريخ لشعب الله ومؤامراتهم ضد شعب الله وبهذا طلب الله إبادتهم. وبعد ضربهم أيام أستير لم تقم لهم قائمة وباد ذكرهم من الأرض وأهلكهم الله لأنهم تحدوه.


 

الإصحاح السادس والعشرون

آية1، 2:- و متى اتيت الى الارض التي يعطيك الرب الهك نصيبا و امتلكتها و سكنت فيها.فتاخذ من اول كل ثمر الارض الذي تحصل من ارضك التي يعطيك الرب الهك و تضعه في سلة و تذهب الى المكان الذي يختاره الرب الهك ليحل اسمه فيه.

كانت الباكورات تقدم فى عيد الخمسين (خر16:23 + لا26:28 + تث10:16) أو فى أى وقت. وكان صاحب الأرض يطوف بين أشجاره ويعلم الباكورات التى تظهر من الثمار بعلامة خاصة. ومتى تم نضجها يجمعها كلها ويضعها فى سلة. وفى هذا تعليم لهم أن يفضلوا الله على شهواتهم فالباكورات هى شهوة كل أحد. ومهما أعطينا الله فنحن نعطيه مما له.

 

آية3:- و تاتي الى الكاهن الذي يكون في تلك الايام و تقول له اعترف اليوم للرب الهك اني قد دخلت الارض التي حلف الرب لابائنا ان يعطينا اياها.

وبنفس المفهوم تعلمنا الكنيسة حياة الشكر وتضع صلاة الشكر فى بداية كل صلواتنا. ولنذكر قصة العشرة البرص وكيف أن المسيح فرح بالواحد الذى رجع ليشكر. وهنا فمقدم البكور يعترف للرب بأنه أدخله أرض الميعاد.

 

آية4:- فياخذ الكاهن السلة من يدك و يضعها امام مذبح الرب الهك.

وضع السلة أمام المذبح معناه أنهم يقدمونها للرب. وفى هذا إعتراف أن الله هو مصدر هذه الخيرات .

 

آية5-11:- ثم تصرح و تقول امام الرب الهك اراميا تائها كان ابي فانحدر الى مصر و تغرب هناك في نفر قليل فصار هناك امة كبيرة و عظيمة و كثيرة. فاساء الينا المصريون و ثقلوا علينا و جعلوا علينا عبودية قاسية.فلما صرخنا الى الرب اله ابائنا سمع الرب صوتنا و راى مشقتنا و تعبنا و ضيقنا.فاخرجنا الرب من مصر بيد شديدة و ذراع رفيعة و مخاوف عظيمة و ايات و عجائب.و ادخلنا هذا المكان و اعطانا هذه الارض ارضا تفيض لبنا و عسلا.فالان هانذا قد اتيت باول ثمر الارض التي اعطيتني يا رب ثم تضعه امام الرب الهك و تسجد امام الرب الهك.و تفرح بجميع الخير الذي اعطاه الرب الهك لك و لبيتك انت و اللاوي و الغريب الذي في وسطك.

أرامياً تائهاً كان أبى = قد تشير العبارة إلى إبراهيم وإسحق ويعقوب. عموماً فإبراهيم أتى من بلاد ما بين النهرين. ولكن العبارة تشير بالأكثر ليعقوب الذى عاش عند خاله لابان نحو 20 سنة فى أرام وتزوج بنات خاله وولد أولاده كلهم ما عدا بنيامين فى أرام وقوله تائهاً لأنهم كانوا مغتربين يرتحلون من مكان إلى آخر. نرى فى هذا الطقس إرتباط الشكر بالتسبيح، فالله لا يفرح بالماديات بقدر ما يفرح بالقلب الشاكر المسبح.

ملحوظة:- يقول العلماء أن المعترف مقدم الباكورة كان يردد عبارات أراميا تائها... فأساء إلينا المصريون.. العبارات التى تتحدث عن ضعفهم يرددونها بصوت خفيض،  إشارة لحالتهم الضعيفة وأصلهم البسيط فإبراهيم وعائلته كانوا قليلين ويعقوب وبنيه كانوا 66 نفساً بينما العبارات التى تتحدث عن عمل الله معهم يرددها بصوت عالٍ. فها هم ببركة الله صاروا بلداً كبيراً وشعباً عظيماً.

 

آية12:- متى فرغت من تعشير كل عشور محصولك في السنة الثالثة سنة العشور و اعطيت اللاوي و الغريب و اليتيم و الارملة فاكلوا في ابوابك و شبعوا.

هذه عن العشر الثانى. سنة العشور = هكذا تدعى السنة الثالثة والسادسة التى يؤدون فيها العشور فى بيوتهم. ويفرحون فى محبة أخوية مع اللاوى والغريب واليتيم والأرملة

 

آية13:- تقول امام الرب الهك قد نزعت المقدس من البيت و ايضا اعطيته للاوي و الغريب و اليتيم و الارملة حسب كل وصيتك التي اوصيتني بها لم اتجاوز وصاياك و لا نسيتها.

صيغة الإعتراف الذى يقوله من دفع العشر الأول والثانى . قد نزعت المقدس من البيت = أى أفرزت حقوق الله المقدسة ومن بينها العشور. ولأنها مقدسة للرب فهى محرمة على أى إنسان حتى صاحبها لذلك يقول نزعت حتى لا تكون سبب لعنة لو إحتفظ بها.

 

آية14:- لم اكل منه في حزني و لا اخذت منه في نجاسة و لا اعطيت منه لاجل ميت بل سمعت لصوت الرب الهي و عملت حسب كل ما اوصيتني.

لم آكل منها فى حزنى = وقت الحزن أى وقت الحداد على بيت ومن المعروف أن من يتلامس مع ميت يتنجس. ولا أخذت منه فى نجاسة = أى لم تمتد يدى إليه وأنا غير طاهر.

ولا أعطيت منه لأجل ميت = الميت هنا هو كل ما ينتمى لهذا العالم الميت (أوثان / خطية...).

لذلك قال المسيح " دع الموتى يدفنون موتاهم" إذاً المقصود أن ما هو للرب قد إحتفظ به الشخص ولم تمتد إليه النجاسة.

 

آية16:-  هذا اليوم قد امرك الرب الهك ان تعمل بهذه الفرائض و الاحكام فاحفظ و اعمل بها من كل قلبك و من كل نفسك.

العطاء لله بدون قلب وبدون محبة غير مستحب

 

آية17-19:- قد واعدت الرب اليوم ان يكون لك الها و ان تسلك في طرقه و تحفظ فرائضه و وصاياه و احكامه و تسمع لصوته. و واعدك الرب اليوم ان تكون له شعبا خاصا كما قال لك و تحفظ جميع وصاياه. و ان يجعلك مستعليا على جميع القبائل التي عملها في الثناء و الاسم و البهاء و ان تكون شعبا مقدسا للرب الهك كما قال

قد واعدت الرب = أى أنكم أعلنتم قراركم الحكيم أن تتخذوا الرب إلهاً لكم فلا تعبدوا غيره وإحفظوا وصاياه.


 

الإصحاح السابع والعشرون

آية 2،1:- و اوصى موسى و شيوخ اسرائيل الشعب قائلا احفظوا جميع الوصايا التي انا اوصيكم بها اليوم.فيوم تعبرون الاردن الى الارض التي يعطيك الرب الهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة و تشيدها بالشيد.

عليهم أن يقيموا شىء مثل حائط كبير بأن يجمعوا حجارة ويكومونها فى كومة كبيرة ويطلونها بالشيد = شىء مثل الجبس أو الإسمنت أو الجير حتى تصير ملساء ويمكن الكتابة عليها. الله لا يترك وسيلة حتى يجعلهم يذكرون شريعته وهنا موسى يشرك معه الشيوخ فليس هو وحده المهتم بالوصية.

 

آية3، 4:- و تكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس حين تعبر لكي تدخل الارض التي يعطيك الرب الهك ارضا تفيض لبنا و عسلا كما قال لك الرب اله ابائك. حين تعبرون الاردن تقيمون هذه الحجارة التي انا اوصيكم بها اليوم في جبل عيبال و تكلسها بالكلس.

كلمات هذا الناموس = إما الوصايا العشر أو البركات واللعنات أو سفر التثنية كله

 

آية5:- و تبني هناك مذبحا للرب الهك مذبحا من حجارة لا ترفع عليها حديدا.

المذبح يشير للمسيح الذى جاء متواضعاً لذلك لم يصنع المذبح من الألاباستر أو الرخام بل حجارة عادية ولا ترفع عليها حديداً = فالمسيح هو الحجر الذى قطع بدون يد إنسان (ولد بدون زرع بشر) كما أن العمل الخلاصى الذى عمله بصليبه كان بدون أن يتدخل إنسان. ولنلاحظ فى آية(4) حائط مكتوب عليه الشريعة وفى آية(5) مذبح فالحائط يشير للمسيح المتجسد المنقوشة الشريعة على قلبه فهو كلمة الله الذى تجسد والمذبح هو المسيح مصلوباً. فالكلمة المتجسد المصلوب هو سر دخولنا أرض الميعاد ووجود المذبح هنا هو رجاء لمخالفى الوصايا التى على الحائط.

 

آية6-8:- من حجارة صحيحة تبني مذبح الرب الهك و تصعد عليه محرقات للرب الهك. و تذبح ذبائح سلامة و تاكل هناك و تفرح امام الرب الهك. و تكتب على الحجارة جميع كلمات هذا الناموس نقشا جيدا.

بعد الصليب فى آية(5) يتكلم هنا عن التناول فهو سر فرح  وشبع شعب المسيح نقشاً جيداً = تترجم كتابة واضحة جداً

 

آية10،9:- ثم كلم موسى و الكهنة اللاويون جميع اسرائيل قائلين انصت و اسمع يا اسرائيل اليوم صرت شعبا للرب الهك. فاسمع لصوت الرب الهك و اعمل بوصاياه و فرائضه التي انا اوصيك بها اليوم.

هنا نجد أن موسى أشرك معه الكهنة فى توجيه رسائله للشعب

 

الآيات 11-15:- و اوصى موسى الشعب في ذلك اليوم قائلا. هؤلاء يقفون على جبل جرزيم لكي يباركوا الشعب حين تعبرون الاردن شمعون و لاوي و يهوذا و يساكر و يوسف و بنيامين. و هؤلاء يقفون على جبل عيبال للعنة راوبين و جاد و اشير و زبولون و دان و نفتالي. فيصرح اللاويون و يقولون لجميع قوم اسرائيل بصوت عال. ملعون الانسان الذي يصنع تمثالا منحوتا او مسبوكا رجسا لدى الرب عمل يدي نحات و يضعه في الخفاء و يجيب جميع الشعب و يقولون امين.

إختار الرب جبلين فى أرض كنعان لينطق الكهنة بالبركة واللعنة بينهما. ولاحظ فى آية(12) هؤلاء يقفون.. لكى يباركوا وفى آية(13) هؤلاء يقفون للعنة. فمع البركة يقول الشعب ومع اللعنة لا يقول الشعب فما باركه الله لا يلعنه إنسان.

ولاحظ أن من خصص للبركة هم أبناء ليئة وراحيل الحرتين والبركة للأحرار (غل31:4)

واما أبناء الجاريتين ومعهم رأوبين المحروم من البكورية وزبولون أصغر أولاد ليئة فقد خصصوا للعنة. وجبلى جرزيم وعيبال قريبان من بعضهما ويواجه أحدهما الآخر وبينهما وادٍ ضيق. وتوجد بئر يعقوب بالقرب من جبل جرزيم (يو20:4) وقد بنى السامريون هيكلهم على جبل جرزيم وكانوا يقولون أنه الوضع الذى ينبغى أن يسجد فيه. ومدينته نابلس الحالية تقع فى الوادى بين الجبلين وكأن جبل جرزيم يقع فى جنوب الوادى وجبل عيبال فى شمال الوادى

 

 

 

 

 

 

 

والشعب كان يشترك مع الكهنة وكان الكهنة فى وسط كل الأسباط هم الذين ينطقون بالبركات واللعنات والشعب يرد عليهم. 

وهناك إحتمالين للطريقة التى كانوا ينطقون بها بالبركات واللعنات.

1- ينطق الكاهن باللعنات ويقول ملعون من يعمل كذا وكذا... فيرد عليه من هم على جبل عيبال قائلين آمين ثم ينطق الكاهن بالبركات قائلاً مبارك من لا يعمل كذا وكذا.... فيرد من هم على جبل جرزيم قائلين آمين. ولم يذكر هنا نصوص البركة، فمن هم تحت الناموس ما زالوا تحت اللعنة (لاحظ أن آخر كلمة فى العهد القديم فى سفر ملاخى... بلعنٍ) وأما المسيح إبتدأ خدمته بالتطويبات على جبل التطويبات فى عظة الجبل . فكانت كلماته بركة "طوبى للمساكين بالروح...

2- الإحتمال الآخر أن الكهنة كانوا ينظرون ناحية جبل عيبال وينطقوا باللعنات ويرد عليهم كل الأسباط بقولهم آمين ثم ينظرون لجبل جرزيم وينطقوا بالبركات ويرد عليهم كل الأسباط بقولهم آمين. وكلمة آمين إستخدمت فى العهد القديم وإمتدت للعهد الجديد. آمين = هى الكلمة التى نقلت لكل اللغات وتفيد. 

1-  التأمين على ما قيل بمعنى حقاً

2-  الدعاء بالإستجابة بمعنى ليكن ذلك أو أستجب يا رب.

وإذا فهمنا ها بمعنى حقاً الأولى فكأن قولهم آمين أى هم موافقون أن مثل هذا يستوجب اللعنة. وما كان يحدث هنا هو نوع من العبادة الجمهورية وهو نفس ما يحدث فى الكنيسة الآن فالكاهن يصلى والشعب يرد عليه فتكون صلاة جماعية. ولاحظ أن الله يستخدم طرق ووسائل عديدة حتى يطبع الشريعة فى قلوبهم.

ومن المعروف أن البركة هى كل ما هو خير ومبهج، هى الفرح والراحة والسلام سواء فى الأمور المادية أو الروحية. البركة هى حضور الرب مع الإنسان وإشتراكه معه. أما اللعنة تكون للإنسان الذى يصر على الخطيئة وحيث أنه لا شركة للنور مع الظلمة فإن الله وبركته يفارقان الإنسان فتحل عليه اللعنة نتيجة رذل الله فيأتى عليه كل ما هو شر وبؤس وفشل وغم. وفى آية (15) يمنع الله عبادة الأوثان حتى ولو فى الخفاء

 

آية18:- ملعون من يضل الاعمى عن الطريق و يقول جميع الشعب امين.

يمتد مفهومها لكل من يسخر من كل ذى عاهة والمعنى الروحى للآية من يضلل البسطاء والأطفال والجهلاء... (مت7،6:18)

 

آية20:- ملعون من يضطجع مع امراة ابيه لانه يكشف ذيل ابيه و يقول جميع الشعب امين.

يكشف ذيل أبيه = المقصود به هو إمرأة أبيه فهو وزوجته جسد واحد. ذيل أبيه إشارة لزوجة أبيه. فالأب يبسط ذيله على إمرأته (را9:3) والمعنى أن لا يقيم علاقة مع زوجة أبيه كما فعل رأوبين ففقد البركة

 

آية21:- ملعون من يضطجع مع بهيمة ما و يقول جميع الشعب امين.

يقول هذا الآن فهذا منتشر فى كنعان التى هم داخلون إليها.

 

آية26:- ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها و يقول جميع الشعب امين

هى آية عامة لكل كلمات الناموس فى سفر التثنية. ولنسأل ومن الذى لم يخالف وصية ولو واحدة من الناموس. إذاً فالكل ملعون ولذلك هو ناموس اللعنة، اللعنة التى حملها المسيح على الصليب (أع10:15) والمسيح جاء تحت الناموس أى هو الوحيد الذى لم يخالف وصية واحدة من الناموس (غل4:4) وقارن مع (غل5:4)


 

الإصحاح الثامن والعشرون

1-  نجد تفصيلاً لمعنى البركات واللعنات التى ذُكرت فيما سبق

2-  الله يبدأ بالبركات قبل اللعنات فهو يود لو بارك دائماً ولا يميل لأن يلعن اولاده

3-  البركات واللعنات تظهر أن الله عادل سيجازى كل واحد بحسب اعماله

4- الله غيور على مجده وشريعته، هو إختار هذا الشعب وأفاض عليهم من نعمته وخلصهم وفداهم وأصبح إسمه عليهم أمام كل الشعوب فهو يريدهم قديسين ليمجدوه، وبهذا تظهر قداسته. ولكن إن خالفوا وصاياه فستظر قداسته فى عقابهم فهو يرفض الخطية. وليس عنده محاباة. فهو سيعاقب كل شرير من شعبه أو من الشعوب الآخرى

5-  بعد كل اللعنات والإنذارات نجد الله يفتح أمامهم باب التوبة (إصحاح 30)

آية1-8:- و ان سمعت سمعا لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم يجعلك الرب الهك مستعليا على جميع قبائل الارض.

 2- و تاتي عليك جميع هذه البركات و تدركك اذا سمعت لصوت الرب الهك.

 3- مباركا تكون في المدينة و مباركا تكون في الحقل.

 4- و مباركة تكون ثمرة بطنك و ثمرة ارضك و ثمرة بهائمك نتاج بقرك و اناث غنمك.

 5- مباركة تكون سلتك و معجنك.

 6- مباركا تكون في دخولك و مباركا تكون في خروجك.

 7- يجعل الرب اعداءك القائمين عليك منهزمين امامك في طريق واحد يخرجون عليك و في سبع طرق يهربون امامك.

 8- يامر لك الرب بالبركة في خزائنك و في كل ما تمتد اليه يدك و يباركك في الارض التي يعطيك الرب الهك.

تأتى عليك... البركات = ما اجمل أن تجرى البركة وراء من يتمسك بالوصية لا أن يجرى هو وراءها. وهنا الله يخاطبهم بالمفرد، فالله يسر بوحدة شعبه والوحدة هى سر البركة

 

آية9-11:- يقيمك الرب لنفسه شعبا مقدسا كما حلف لك اذا حفظت وصايا الرب الهك و سلكت في طرقه.

 10- فيرى جميع شعوب الارض ان اسم الرب قد سمي عليك و يخافون منك.

 11- و يزيدك الرب خيرا في ثمرة بطنك و ثمرة بهائمك و ثمرة ارضك على الارض التي حلف الرب لابائك ان يعطيك.

يقيمك = كلمة يقيم هنا هى نفس الكلمة المستخدمة فى العهد الجديد والتى إستخدمها المسيح فى إقامة إبنة يايرس وهى تعنى إقامة شىء جديد ودائم

 

آية12:- يفتح لك الرب كنزه الصالح السماء ليعطي مطر ارضك في حينه و ليبارك كل عمل يدك فتقرض امما كثيرة و انت لا تقترض.

السماء هى مصدر الأمطار ومصدر الروح القدس. كنزه الصالح = أى خيرات السماء

 

آية14،13:- 13- و يجعلك الرب راسا لا ذنبا و تكون في الارتفاع فقط و لا تكون في الانحطاط اذا سمعت لوصايا الرب الهك التي انا اوصيك بها اليوم لتحفظ و تعمل.

 14- و لا تزيغ عن جميع الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم يمينا او شمالا لكي تذهب وراء الهة اخرى لتعبدها.

تكون رأساً = أى تكون دائماً متقدماً على جميع الشعوب ولا تكون فى مؤخرتها

 

آية15-19:- 15- و لكن ان لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه و فرائضه التي انا اوصيك بها اليوم تاتي عليك جميع هذه اللعنات و تدركك.

 16- ملعونا تكون في المدينة و ملعونا تكون في الحقل.

 17- ملعونة تكون سلتك و معجنك.

 18- ملعونة تكون ثمرة بطنك و ثمرة ارضك نتاج بقرك و اناث غنمك.

 19- ملعونا تكون في دخولك و ملعونا تكون في خروجك.

اللعنات تأتى متوالية ولا هرب منها فلنهرب إلى الله لا أن نهرب منه ومادمنا لن نستطيع أن نهرب من عدله فلنهرب إلى رحمته. ولاحظ أنه لا يمكن فصل محبة الله وحنانه عن قداسته وعدله وغضبه والمحبة هى لأولاده الأبرار أما الغضب فللأشرار. ونلاحظ أن اللعنة هى ثمر طبيعى للخطية.

 

آية20:- يرسل الرب عليك اللعن و الاضطراب و الزجر في كل ما تمتد اليه يدك لتعمله حتى تهلك و تفنى سريعا من اجل سوء افعالك اذ تركتني.

الزجر = يسخط عليه الجميع فلا يجد سوى التوبيخ والسخط والتأنيب

 

آية22،21:- يلصق بك الرب الوبا حتى يبيدك عن الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها.  يضربك الرب بالسل و الحمى و البرداء و الالتهاب و الجفاف و اللفح و الذبول فتتبعك حتى تفنيك.

البرداء = الإلتهاب الشديد الناجم عن الحمى. اللفح =درجة من الذبول والإعياء

 

آية23:- و تكون سماؤك التي فوق راسك نحاسا و الارض التي تحتك حديدا.

سماؤك نحاساً = أى لا مطر. والأرض حديد = أى لا محاصيل

 

آية24:- و يجعل الرب مطر ارضك غبارا و ترابا ينزل عليك من السماء حتى تهلك.

الأمطار لها خاصية أن تنقى الأجواء. واللعنة هنا أنه بعد أن تمتنع الأمطار يمتلىء الجو غبار وتراب من العواصف وليس من يزيلها.

 

آية26،25:- يجعلك الرب منهزما امام اعدائك في طريق واحدة تخرج عليهم و في سبع طرق تهرب امامهم و تكون قلقا في جميع ممالك الارض.و تكون جثتك طعاما لجميع طيور السماء و وحوش الارض و ليس من يزعجها.

وليس من يزعجها = أى تكون مطمئنة ، لقلة السكان الباقين على الأرض

قلقاً فى جميع الممالك = يتلاعبون بك فى جميع الممالك ويتقاذفونك.

 

آية27:- يضربك الرب بقرحة مصر و بالبواسير و الجرب و الحكة حتى لا تستطيع الشفاء.

قرحة مصر = المقصود بها الأمراض التى ضرب بها المصريين (البثور والدمامل...)

 

آية28:- يضربك الرب بجنون و عمى و حيرة قلب.

بجنون = نتيجة لهمومهم وأحزانهم وحيث لا إستجابة من السماء تكون حيرة القلب وهذه أمراض نفسية وعقلية

 

آية29:- فتتلمس في الظهر كما يتلمس الاعمى في الظلام و لا تنجح في طرقك بل لا تكون الا مظلوما مغصوبا كل الايام و ليس مخلص.

عجيب أن يسلم الله شعبه لأعدائه فيظلمونهم ويغتصبون كل ما لديهم ولكن هذا للتأديب

 

الآيات 30-35:- تخطب امراة و رجل اخر يضطجع معها تبني بيتا و لا تسكن فيه تغرس كرما و لا تستغله. يذبح ثورك امام عينيك و لا تاكل منه يغتصب حمارك من امام وجهك و لا يرجع اليك تدفع غنمك الى اعدائك و ليس لك مخلص. يسلم بنوك و بناتك لشعب اخر و عيناك تنظران اليهم طول النهار فتكلان و ليس في يدك طائلة. ثمر ارضك و كل تعبك ياكله شعب لا تعرفه فلا تكون الا مظلوما و مسحوقا كل الايام. و تكون مجنونا من منظر عينيك الذي تنظر. يضربك الرب بقرح خبيث على الركبتين و على الساقين حتى لا تستطيع الشفاء من اسفل قدمك الى قمة راسك.

الله حذر، إذاً على الخاطىء ألا يشتكى إذا حدث هذا ويقول الله تركنى. هو بخطيته فقد الحماية الإلهية

 

آية36:- يذهب بك الرب و بملكك الذي تقيمه عليك الى امة لم تعرفها انت و لا اباؤك و تعبد هناك الهة اخرى من خشب و حجر.

خطيتهم تكون عقوبتهم فهم بإختيارهم عبدوا آلهة الأمم الغريبة فالله سيرسلهم لسادة آخرين يستعبدونهم، وهؤلاء السادة يعبدون هذه الآلهة وسيجعلهم هؤلاء السادة يعبدون آلهتهم. وحدث هذا مرات عديدة على يد ملوك أشور وبابل واليونان.

 

آية37:- و تكون دهشا و مثلا و هزاة في جميع الشعوب الذين يسوقك الرب اليهم.

مثلاً = أى يضرب بهم المثل للتعبير عن أقصى حالات الذل والهوان.

 

آية38-42:- بذارا كثيرا تخرج الى الحقل و قليلا تجمع لان الجراد ياكله. كروما تغرس و تشتغل و خمرا لا تشرب و لا تجني لان الدود ياكلها. يكون لك زيتون في جميع تخومك و بزيت لا تدهن لان زيتونك ينتثر. بنين و بنات تلد و لا يكونون لك لانهم الى السبي يذهبون. جميع اشجارك و اثمار ارضك يتولاه الصرصر.

الصرصر = ضرب من الجراد أو حشرة مماثلة له معروف بشدة الوثب

آية43-46:- الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا و انت تنحط متنازلا. هو يقرضك و انت لا تقرضه هو يكون راسا و انت تكون ذنبا. و تاتي عليك جميع هذه اللعنات و تتبعك و تدركك حتى تهلك لانك لم تسمع لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه و فرائضه التي اوصاك بها. فتكون فيك اية و اعجوبة و في نسلك الى الابد.

اللعنات والمصائب التى تحل بهم تصير فيهم وفى نسلهم آية أى علامة على سوء أفعالهم وعلى غضب الله عليهم وعلى قوة ضرباته ضدهم وأعجوبة = أى عمل عجيب يظهر سلطان الله على كل إنسان وتصرفه مع الشعب الذى يعصاه.

 

آية47:- من اجل انك لم تعبد الرب الهك بفرح و بطيبة قلب لكثرة كل شيء.

لكثرة كل شىء  = برغم ما أعطاهم الله من الكثرة والغنى فى كل شىء لم يعبدوا الله بفرح وبطيبة قلب = أى قلب شاكر بل أن غناهم وثروتهم شغلتهم عن محبة الله. فهم لم يعبدوا الله كسيد لهم بفرح، لذلك سيرسلهم الله لسادة سواه ليعرفوا الفرق. وهذا قد يكون معنى أعطيتهم فرائض غير صالحة (حز25،24:20) أى يرسلهم لهؤلاء السادة

 

آية48:- تستعبد لاعدائك الذين يرسلهم الرب عليك في جوع و عطش و عري و عوز كل شيء فيجعل نير حديد على عنقك حتى يهلكك.

جوع وعطش وعوز وعرى... هذا يذكر بما حدث للإبن الضال. ويكون هذا ليدفعهم الله للتوبة

 

آية49:- يجلب الرب عليك امة من بعيد من اقصاء الارض كما يطير النسر امة لا تفهم لسانها.

كانت أمم بابل وأشور وفارس واليونان والرومان هى هذه الأمم. وتشبيهها بالنسر لسرعتها فى الهجوم. وربما أشارت بالأكثر لدولة الرومان الذين كان شعارهم النسر وكانت نبوة المسيح عن هذا حيث تكون الجثة، فهناك تجتمع النسور (مت28:24). وهى أمة أجنبية = لا تعرف لسانها. والكتاب اللاتين يسمون الفرقة العسكرية "أكويلا" أى نسر

 

آية50:- امة جافية الوجه لا تهاب الشيخ و لا تحن الى الولد.

قارن مع (2أى17:36). وكل هذا قد تم مع بابل واليونان وأخيراً مع الرومان

 

آية51-53:- فتاكل ثمرة بهائمك و ثمرة ارضك حتى تهلك و لا تبقي لك قمحا و لا خمرا و لا زيتا و لا نتاج بقرك و لا اناث غنمك حتى تفنيك.و تحاصرك في جميع ابوابك حتى تهبط اسوارك الشامخة الحصينة التي انت تثق بها في كل ارضك تحاصرك في جميع ابوابك في كل ارضك التي يعطيك الرب الهك.فتاكل ثمرة بطنك لحم بنيك و بناتك الذين اعطاك الرب الهك في الحصار و الضيقة التي يضايقك بها عدوك.

أكلوا أولادهم وهذا حدث مع حصار بابل وغيره (2مل24:6-30 + مرا10:4) ثم مع الرومان

آية54-56:- الرجل المتنعم فيك و المترفه جدا تبخل عينه على اخيه و امراة حضنه و بقية اولاده الذين يبقيهم.بان يعطي احدهم من لحم بنيه الذي ياكله لانه لم يبق له شيء في الحصار و الضيقة التي يضايقك بها عدوك في جميع ابوابك.و المراة المتنعمة فيك و المترفهة التي لم تجرب ان تضع اسفل قدمها على الارض للتنعم و الترفه تبخل عينها على رجل حضنها و على ابنها و بنتها.

لقد ماتت كل عاطفة وهى صورة لا يمكن شرحها أن الأب يبخل على أخيه وزوجته بلحم إبنه.

 

آية57:- بمشيمتها الخارجة من بين رجليها و باولادها الذين تلدهم لانها تاكلهم سرا في عوز كل شيء في الحصار و الضيقة التي يضايقك بها عدوك في ابوابك.

المشيمة = الغشاء الذى ينزل مع الجنين. وهذا أيضاً يأكل مع الجنين

 

آية59،58:- ان لم تحرص لتعمل بجميع كلمات هذا الناموس المكتوبة في هذا السفر لتهاب هذا الاسم الجليل المرهوب الرب الهك.يجعل الرب ضرباتك و ضربات نسلك عجيبة ضربات عظيمة راسخة و امراضا ردية ثابتة.

راسخة = أى ثابتة ودائمة.                    أمراض ثابتة = أى مزمنة ومستعصية

 

آية60:- و يرد عليك جميع ادواء مصر التي فزعت منها فتلتصق بك.

فتلتصق بك = إذاً هى أشد من أمراض مصر فأمراض مصر كان الرب يرفعها بعد حين .

 

آية61:- ايضا كل مرض و كل ضربة لم تكتب في سفر الناموس هذا يسلطه الرب عليك حتى تهلك.

سيضربهم الرب بالضربات التى أخبرهم بها موسى والتى لم يخبرهم بها.

 

آية63،62:- فتبقون نفرا قليلا عوض ما كنتم كنجوم السماء في الكثرة لانك لم تسمع لصوت الرب الهك.و كما فرح الرب لكم ليحسن اليكم و يكثركم كذلك يفرح الرب لكم ليفنيكم و يهلككم فتستاصلون من الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها.

يقول المؤرخ اليهودى يوسيفوس أن أكثر من 2 مليون يهودى قتلوا بالسيف فى حصار الرومان

 

آية64:- و يبددك الرب في جميع الشعوب من اقصاء الارض الى اقصائها و تعبد هناك الهة اخرى لم تعرفها انت و لا اباؤك من خشب و حجر.

وهذا ما رآه العالم كله حتى يومنا هذا. وعبادة الآلهة الغريبة (أر15:44-19)

 

آية65:- و في تلك الامم لا تطمئن و لا يكون قرار لقدمك بل يعطيك الرب هناك قلبا مرتجفا و كلال العينين و ذبول النفس.

حقاً لا سلام قال الرب للأشرار (أش22:48) كلال العينين = هو عمى روحى وجسدى

 

آية66:- و تكون حياتك معلقة قدامك و ترتعب ليلا و نهارا و لا تامن على حياتك.

حياتك معلقة قدامك = تتوقع أن يقتلك عدوك فى أى وقت

 

آية67:- في الصباح تقول يا ليته المساء و في المساء تقول يا ليته الصباح من ارتعاب قلبك الذي ترتعب و من منظر عينيك الذي تنظر.

بسبب الرعب لا يهنأ لهم العيش لا فى الصباح ولا فى المساء.

 

آية68:- و يردك الرب الى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لاعدائك عبيدا و اماء و ليس من يشتري

لقد أخرجهم الرب من أرض مصر وحررهم. ولكن طالما هم إختاروا هذا الطريق طريق العبودية فليعودوا للعبودية = ويردك الرب إلى مصر = المقصود ليس المعنى الحرفى لكن أن الله يسمح لهم بالعبودية لأى شعب يراه الله. ويعودوا لحالة التشتت والغربة ثانية عن أرضهم ويحرمهم الله منها. وقد حدث هذا فعلاً وسجله يوسيفوس أن اليهود حُملوا إلى مصر بعد هزيمتهم من تيطس كأسرى وتم بيعهم للمصريين كعبيد وإماء للعمل فى المناجم

وليس من يشترى = أى ليس من يفديهم فإذا تخلى عنهم الله من سيفديهم

ملحوظة:-

لقد مرت عصور كثيرة لاقى فيها المسيحيين إضطهادات مرة تشبه الآلام المذكورة هنا من سبى وسجن وفقر وإستشهاد فهل كان هذا لعنة؟ بالتأكيد لا لأن هناك فرق فالله كان فى وسطهم يعزيهم ولذلك إختبروا سلام الله الذى يفوق كل عقل (بولس الرسول قال هذه العبارة وهو فى السجن ( فى7:4 ) ووردت فى رسالة الفرح (فى4:4) وهذا لا يقارن بما وُصِف فى هذا الإصحاح من شعور الشعب بتخلى الله عنه مما يدفعهم للجنون.


 

الإصحاح التاسع والعشرون

آية1:- هذه هي كلمات العهد الذي امر الرب موسى ان يقطعه مع بني اسرائيل في ارض مواب فضلا عن العهد الذي قطعه معهم في حوريب.

أرض موآب=  هى أصلاً أرض موآب وقد أخذها منهم الأموريون (سيحون وعوج) ثم أخذها شعب الله من الأموريين. وهذا العهد الذى قطعه موسى معهم هنا كان ترديداً وتأكيداً للعهد الأول الذى سمعناه فى جبل سيناء "

"حوريب"

 

آية2-5:- و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم انتم شاهدتم ما فعل الرب امام اعينكم في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و بكل ارضه.التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك و تلك الايات و العجائب العظيمة.و لكن لم يعطكم الرب قلبا لتفهموا و اعينا لتبصروا و اذانا لتسمعوا الى هذا اليوم. فقد سرت بكم اربعين سنة في البرية لم تبل ثيابكم عليكم و نعلك لم تبل على رجلك.

بالرغم مما شاهدوه من عجائب الله كانت قلوبهم قاسية ولم يفهموا معاملات الله معهم

لم يعطلكم الرب قلباً لتفهموا = موسى يفهم أن الله مصدر كل شىء . ولكن هذه لا تفهم أن الله هو الذى منعهم من الفهم، بل الله لقساوة قلوبهم تركهم لقساوة قلوبهم وهذه مثل " وقسى الله قلب فرعون " قارن مع (رو25:11 + يع5:1 + رو28:1 + مت 14:13)

 

آية6-8:- لم تاكلوا خبزا و لم تشربوا خمرا و لا مسكرا لكي تعلموا اني انا الرب الهكم.و لما جئتم الى هذا المكان خرج سيحون ملك حشبون و عوج ملك باشان للقائنا للحرب فكسرناهما.و اخذنا ارضهما و اعطيناها نصيبا لراوبين و جاد و نصف سبط منسى.

الله عالهم بالمن السماوى وليس بالخبز فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ولم يشربوا خمراً بل شربوا من ماء الصخرة. الله هو الذى حافظ عليهم وأكسبهم الصحة والقوة

 

آية9-13:- فاحفظوا كلمات هذا العهد و اعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون.انتم واقفون اليوم جميعكم امام الرب الهكم رؤساؤكم اسباطكم شيوخكم و عرفاؤكم و كل رجال اسرائيل.و اطفالكم و نساؤكم و غريبكم الذي في وسط محلتكم ممن يحتطب حطبكم الى من يستقي ماءكم.لكي تدخل في عهد الرب الهك و قسمه الذي يقطعه الرب الهك معك اليوم.لكي يقيمك اليوم لنفسه شعبا و هو يكون لك الها كما قال لك و كما حلف لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب.

وغريبكم = هى نبوة مبكرة لقبول الأمم. ولاحظ أن الله يقبل الجميع (1تى4:2)

 

آية15،14:-و ليس معكم وحدكم اقطع انا هذا العهد و هذا القسم.بل مع الذي هو هنا معنا واقفا اليوم امام الرب الهنا و مع الذي ليس هنا معنا اليوم.

 

العهد ممتد للموجودين هنا أمام موسى ولأولادهم وأولاد أولادهم والمرضى غير الموجودين بل يمتد الكلام لعهد النعمة حين يُقبل الجميع فى المسيح.

 

الآيات 16-18:- لانكم قد عرفتم كيف اقمنا في ارض مصر و كيف اجتزنا في وسط الامم الذين مررتم بهم.و رايتم ارجاسهم و اصنامهم التي عندهم من خشب و حجر و فضة و ذهب.لئلا يكون فيكم رجل او امراة او عشيرة او سبط قلبه اليوم منصرف عن الرب الهنا لكي يذهب ليعبد الهة تلك الامم لئلا يكون فيكم اصل يثمر علقما و افسنتينا.

معنى الكلام أنكم قد إنتصرتم عليهم ولم تنقذهم آلهتهم ولم تنفعهم ولقد رأيتم قوة إلهكم الذى حفظكم ورأيتم ضعف آلهتهم وعجزها فلا ترجعوا لعبادة هذه الأوثان

علقماً وإفسنتيناً = العلقم نبات مر والإفسنتين فى غاية المرارة وسام. أصل يثمر ...

أى الخاطىء سيكون سبباً فى مرارة تلحق بشعب الرب كله فسيكون سبب عثرة وسبب لغضب الله عليهم وهكذا كان عاخان بن كرمى (يش16:7-26)

 

آية19:- فيكون متى سمع كلام هذه اللعنة يتبرك في قلبه قائلا يكون لي سلام اني باصرار قلبي اسلك لافناء الريان مع العطشان.

الشخص الخاطىء إذا سمع كلمات اللعنة لا يهتم بل يُطمئن نفسه قائلاً  "هذه ليست لى "

بل يقول أنا مستحق كل بركة = يتبرك فى قلبه فهو يستحسن ما يصنع من شرور ويبارك نفسه ويستحسن حاله. ويستمر فى خطأه فى عناد قائلاً إنى بإصرار قلبى أسلك فيسقط هو ويعثر الآخرين فتأتى الضربات لإفناء الريان مع العطشان = لإفناء أى ما يؤدى لفناء الريان أى الذى متع نفسه بملذات وخطايا العالم والعطشان الذى كان يحلم بالخطية ويشتهيها لكنه لا يستطيع تنفيذها فإمكانياته لا تسمح فهذا لا يعتبر باراً.

 

آية21،20:- لا يشاء الرب ان يرفق به بل يدخن حينئذ غضب الرب و غيرته على ذلك الرجل فتحل عليه كل اللعنات المكتوبة في هذا الكتاب و يمحو الرب اسمه من تحت السماء.و يفرزه الرب للشر من جميع اسباط اسرائيل حسب جميع لعنات العهد المكتوبة في كتاب الشريعة هذا.

يفرزه = يخصه بهذه اللعنات

 

الآيات 22-25:- فيقول الجيل الاخير بنوكم الذين يقومون بعدكم و الاجنبي الذي ياتي من ارض بعيدة حين يرون ضربات تلك الارض و امراضها التي يمرضها بها الرب.كبريت و ملح كل ارضها حريق لا تزرع و لا تنبت و لا يطلع فيها عشب ما كانقلاب سدوم و عمورة و ادمة و صبوييم التي قلبها الرب بغضبه و سخطه.و يقول جميع الامم لماذا فعل الرب هكذا بهذه الارض لماذا حمو هذا الغضب العظيم.فيقولون لانهم تركوا عهد الرب اله ابائهم الذي قطعه معهم حين اخرجهم من ارض مصر.

حين تخرب الأرض باللعنات يقول بنوكم الذين لم يروا خيرات الأرض أنها أرض كبريت وملح... كإنقلاب سدوم وعمورة وصبوييم = هذه هى المدن التى خربها الله بسبب الشر.

 

آية26-28:- و ذهبوا و عبدوا الهة اخرى و سجدوا لها الهة لم يعرفوها و لا قسمت لهم.فاشتعل غضب الرب على تلك الارض حتى جلب عليها كل اللعنات المكتوبة في هذا السفر.و استاصلهم الرب من ارضهم بغضب و سخط و غيظ عظيم و القاهم الى ارض اخرى كما في هذا اليوم.

قسمت لهم = كلمة قسم تعنى نصيب والمفروض أن الرب هو نصيبهم وليست الأوثان

 

آية29:- السرائر للرب الهنا و المعلنات لنا و لبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة

المعنى العام لهذا النص المقدس أن هناك أسراراً وحقائق خفية من إختصاص الله وحده وليس للإنسان أن يبحث فيها أو يفهمها، وهناك أمور أعلنها الله للإنسان.

يرى بعضها فى الكون وفى حياته اليومية، وأعلن له بعضها فى وحيه المقدس ليؤمن بها ويعمل بموجبها تنفيذاً لوصايا الله وشرائعه. ولقد أمن بولس الرسول على هذا فى (رو33:11-35).

فمثلاً إذا سأله أحد لماذا كانت خطية عاخان بن كرمى سبب نكبة للشعب كله فالإجابة أن حكمة الله تعلو عن أفهامنا. والله له أسراره التى لم يعلنها لنا ولكن ما أعلنه كافٍ لخلاص نفوسنا وكافٍ ليساعدنا فى حياتنا. وما أخفاه عنا هو أيضاً لصالحنا أن يظل خافياً.

ولذلك لا يجب أن يعارض الإنسان الله وأحكامه حتى إن عجز عن إدراكها بعقله البشرى ولنذكر قول السيد " إن لى أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن (يو12:16)


 

الإصحاح الثلاثون

بعد أن أعلن الله البركات واللعنات خشى الله أن يسقط الشعب فى اليأس بعد أن أخبرهم بغضبه وهنا يخبرهم بثلاث أمور مهمة:-

1-  لا داعى لليأس فطريق التوبة مفتوح حتى وإن ضرب الله الخاطىء.

2-  الوصية ليست صعبة فهو يعين الإنسان على تنفيذها.

3-  كل إنسان حر... إذاً طاعة الوصية متوقفة على قرارى وإرادتى وبحريتى.

وهذا الإصحاح يعتبره البعض نبوة عن دعوة اليهود فى آخر الأيام للإيمان

 

آية1:- و متى اتت عليك كل هذه الامور البركة و اللعنة اللتان جعلتهما قدامك فان رددت في قلبك بين جميع الامم الذين طردك الرب الهك اليهم.

فإن رددت فى قلبك = إن التأديب كثيراً ما يرد الإنسان إلى صوابه، فإن رجع إلى نفسه وراجع ضميره وندم على خطاياه يفتح له الله باب التوبة ويعده بالمغفرة. وأول خطوة فى طريق التوبة كما فعل الإبن الضال حين قارن بين حاله وحال خدام أبيه، بعدها عاد لأبيه.

 

آية2:- و رجعت الى الرب الهك و سمعت لصوته حسب كل ما انا اوصيك به اليوم انت و بنوك بكل قلبك و بكل نفسك.

شرط التوبة أن تكون غير مترددة وبكل القلب يطيع وصايا الله = سمعت لصوته ويترك كل منافس لله فى حياته.

 

آية3:- يرد الرب الهك سبيك و يرحمك و يعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك اليهم الرب الهك.

قارن مع قول القديسين " التوبة تحول الزانى إلى بتول " + (حز 23:18)

 

آية4-10:-  ان يكن قد بددك الى اقصاء السماوات فمن هناك يجمعك الرب الهك و من هناك ياخذك. و ياتي بك الرب الهك الى الارض التي امتلكها اباؤك فتمتلكها و يحسن اليك و يكثرك اكثر من ابائك. و يختن الرب الهك قلبك و قلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك لتحيا. و يجعل الرب الهك كل هذه اللعنات على اعدائك و على مبغضيك الذين طردوك. و اما انت فتعود تسمع لصوت الرب و تعمل بجميع وصاياه التي انا اوصيك بها اليوم. فيزيدك الرب الهك خيرا في كل عمل يدك في ثمرة بطنك و ثمرة بهائمك و ثمرة ارضك لان الرب يرجع ليفرح لك بالخير كما فرح لابائك.اذا سمعت لصوت الرب الهك لتحفظ وصاياه و فرائضه المكتوبة في سفر الشريعة هذا اذا رجعت الى الرب الهك بكل قلبك و بكل نفسك.

الختان الروحى للقلب معناه تجديد الحياة وكمالها ونزع كل خطية من الإنسان والله بروحه القدوس (بنعمته ) يفعل هذا (رو13:8) لو أظهر الإنسان بجهاده وندمه إستعداده لذلك. أكثر من أبائك = الله دائماً يعمل أعمالاً مدهشة جديدة كل يوم.

آية11:- ان هذه الوصية التي اوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك و لا بعيدة منك.

إذاً الوصايا ليست صعبة (1يو3:5) فنعمة الله تسند وتساعد لذلك فنيره هين وحمله خفيف (مت30،29:11) المهم أن يقرر الإنسان أنه يختار طريق الله. والوصايا ليست بعيدة عنك = لأن الرب قد سبق وكلمهم بها من على الجبل وكلمهم بها موسى وهرون وهى مكتوبة على ألواح وطالما أرسل الله لهم أنبياء يحملون وصاياه ورسائله .

 

آية 12:- ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لاجلنا الى السماء و ياخذها لنا و يسمعنا اياها لنعمل بها.

كلمة الرب ليست صعبة المنال أو عالية على مستوى الإنسان كأنها فى السماء لا نصل لها.

 

آية13:- و لا هي في عبر البحر حتى تقول من يعبر لاجلنا البحر و ياخذها لنا و يسمعنا اياها لنعمل بها.

وكلمة الرب ليست فى عبر البحر = الأصل العبرى فى عمق البحر لا يصل إليه إنسان

 

آية14:- بل الكلمة قريبة منك جدا في فمك و في قلبك لتعمل بها.

بل كلمة الرب فى فمك = فالله أمرهم أن يرددوها ولو فعلوا ستكون فى قلبك = إذا رددتها وتأملت فيها ستتمسك بها وتحبها. وهذا يمكن تنفيذه سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد والفارق فى المستوى ففى العهد القديم نسمع الوصايا لا تزنى / لا تقتل وفى العهد الجديد نسمع لا تنظر لتشتهى ولا تغضب.

وما جعل الوصية سهلة التنفيذ فى العهد الجديد المسيح الساكن فينا والروح القدس الذى يعيننا. ولقد إقتبس بولس الرسول هذا النص فى (رو5:10-10) ويقصد بولس الرسول أنه يجب على الإنسان أن يؤمن إيماناً كاملاً بسيطاً بعمل المسيح لأجل البشر وأن المسيح ليس بعيداً فنقول أنه فى السماء فالمسيح تجسد وجاء من السماء إلى بيت لحم وتحدث معنا فماً لفم وليس كما تحدث للأنبياء من السماء (عب1:1 + 1يو1:1-4) وليس هى فى عمق البحر وهذه تعنى الموت (راجع يون3:2-6) أى لم يبق المسيح فى القبر ولكنه قام ولم يعد ميتاً بعد ليعطينا حياة القيامة والنصرة. وأصبح قريب منا جداً وفينا ولذلك يقول إثبتوا فىَ وأنا فيكم . بولس هنا فهم أن كلمة الله فى هذه الآيات هو المسيح كلمة الله (يو14:1)، والمسيح ليس بعيداً عنا.

 

آيات 15-19: انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة و الخير و الموت و الشر.بما اني اوصيتك اليوم ان تحب الرب الهك و تسلك في طرقه و تحفظ وصاياه و فرائضه و احكامه لكي تحيا و تنمو و يباركك الرب الهك في الارض التي انت داخل اليها لكي تمتلكها.فان انصرف قلبك و لم تسمع بل غويت و سجدت لالهة اخرى و عبدتها.فاني انبئكم اليوم انكم لا محالة تهلكون لا تطيل الايام على الارض التي انت عابر الاردن لكي تدخلها و تمتلكها.اشهد عليكم اليوم السماء و الارض قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فاختر الحياة لكي تحيا انت و نسلك.

قدامك الحياة... والموت = أى الإختيار إختيارك، وكل إنسان حر فى قراره

آية20:- اذ تحب الرب الهك و تسمع لصوته و تلتصق به لانه هو حياتك و الذي يطيل ايامك لكي تسكن على الارض التي حلف الرب لابائك ابراهيم و اسحق و يعقوب ان يعطيهم اياها

من يلتصق بالرب ويثبت فيه تكون لهُ حياة على هذه الأرض وفى الحياة الأبدية.


 

الإصحاح الحادى والثلاثون

آية1:- فذهب موسى و كلم بهذه الكلمات جميع اسرائيل.

فذهب = قد تعنى أنه ذهب فعلاً ليعلمهم حيثما كانوا يجتمعون عند خيمة الإجتماع بعد أن تقابل مع الله وأنبأه بخبر موته فكان هذا خطابه الوداعى

 

آية2:- و قال لهم انا اليوم ابن مئة و عشرين سنة لا استطيع الخروج و الدخول بعد و الرب قد قال لي لا تعبر هذا الاردن.

لا أستطيع الخروج والدخول = ليس لأنه أصبح شيخاً فموسى لم تذهب نضارته أبداً (تث7:34) وإنما هذا يعنى أن رسالته قد إنتهت وبدأ يشوع مهمته القيادية

 

آية3-6:- الرب الهك هو عابر قدامك هو يبيد هؤلاء الامم من قدامك فترثهم يشوع عابر قدامك كما قال الرب. و يفعل الرب بهم كما فعل بسيحون و عوج ملكي الاموريين اللذين اهلكهما و بارضهما. فمتى دفعهم الرب امامكم تفعلون بهم حسب كل الوصايا التي اوصيتكم بها. تشددوا و تشجعوا لا تخافوا و لا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك و لا يتركك.

معنى الآية أن الله سيحارب عنهم ويتقدمهم وهم يقتسمون الغنائم = فترثهم

 يشوع عابر قدامك = يمثل هذا الخلافة الرسولية التى لا تنقطع حلقاتها فى الكنيسة.

 

آية7، 8:- فدعا موسى يشوع و قال له امام اعين جميع اسرائيل تشدد و تشجع لانك انت تدخل مع هذا الشعب الارض التي اقسم الرب لابائهم ان يعطيهم اياها و انت تقسمها لهم. و الرب سائر امامك هو يكون معك لا يهملك و لا يتركك لا تخف و لا ترتعب.

كان حديث موسى ليشوع أمام أعين جميع إسرائيل لكى يقدم لهم قائدهم الجديد

 

آية9:- و كتب موسى هذه التوراة و سلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب و لجميع شيوخ اسرائيل.

سلم موسى التوراه للكهنة ولشيوخ الشعب لأنهم هم المسئوليين عن تعليمها للشعب

حاملى تابوت عهد الرب = كان بنى قهات يحملون التابوت عادة اما الكهنة فيحملونه فى المناسبات الهامة.

 

الآيات 11،10:- و امرهم موسى قائلا في نهاية السبع السنين في ميعاد سنة الابراء في عيد المظال.حينما يجيء جميع اسرائيل لكي يظهروا امام الرب الهك في المكان الذي يختاره تقرا هذه التوراة امام كل اسرائيل في مسامعهم.

كان الكهنة بهذا الأمر يقرأون التوراة كلها على مسامع الشعب فى عيد المظال فى نهاية السبع سنين. غير أنهم كانوا يقسمون التوراة لفصول تقرأ على مدار السنة

 

آية12:- اجمع الشعب الرجال و النساء و الاطفال و الغريب الذي في ابوابك لكي يسمعوا و يتعلموا ان يتقوا الرب الهكم و يحرصوا ان يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة.

حينما يحضر الأطفال هذه المناسبات المقدسة وتمتعوا برؤية طقوس العيد الحلوة تنقش هذه الصور فى قلوبهم (2تى15:3)

 

آية13:- و اولادهم الذين لم يعرفوا يسمعون و يتعلمون ان يتقوا الرب الهكم كل الايام التي تحيون فيها على الارض التي انتم عابرون الاردن اليها لكي تمتلكوها.

لم يعرفوا = لأنهم صغار يسمعون ويتعلمون = لأنها ستنقش فى أذهانهم.

 

آية15،14: و قال الرب لموسى هوذا ايامك قد قربت لكي تموت ادع يشوع و قفا في خيمة الاجتماع لكي اوصيه فانطلق موسى و يشوع و وقفا في خيمة الاجتماع. فتراءى الرب في الخيمة في عمود سحاب و وقف عمود السحاب على باب الخيمة.

ظهور الرب كان لإكرام موسى وتأييداً ليشوع وليثق الشعب بحضور إلههم وسطهم

 

آية16-18:- و قال الرب لموسى ها انت ترقد مع ابائك فيقوم هذا الشعب و يفجر وراء الهة الاجنبيين في الارض التي هو داخل اليها فيما بينهم و يتركني و ينكث عهدي الذي قطعته معه.فيشتعل غضبي عليه في ذلك اليوم و اتركه و احجب وجهي عنه فيكون ماكله و تصيبه شرور كثيرة و شدائد حتى يقول في ذلك اليوم اما لان الهي ليس في وسطي اصابتني هذه الشرور.و انا احجب وجهي في ذلك اليوم لاجل جميع الشر الذي عمله اذ التفت الى الهة اخرى.

فيكون مأكلة = أى لقمة سائغة لدى أعدائه... وأخيراً يضطر للإعتراف أنه بسبب ذنبه فارقهم الله = أما لأن إلهى ليس فى وسطى . هذا ما يردده كل خاطىء إذ يتخلى عنه الله. فبدلاً من أن يقول أن الضربات بسبب خطيتى فأتوب، يتهم الله بأنه تركه لكن لماذا يتركنا الله؟ بسبب خطايانا

 

آية19:- فالان اكتبوا لانفسكم هذا النشيد و علم بني اسرائيل اياه ضعه في افواههم لكي يكون لي هذا النشيد شاهدا على بني اسرائيل.

النشيد = أوحى الرب إلى عبده موسى بنشيد روحى هو المذكور فى إصحاح 32

وهذا النشيد شاهد لله كما أنه شاهد على شعبه لأنه يعلن عن مجد الله وعن إحساناته إلى شعبه وفى نفس الوقت عن طغيان شعبه وتنديد الرب بأعمالهم الشريرة ومعاقبتهم عليها. ولأن ليس كل واحد عنده الإمكانية لإقتناء كتب فى ذلك الزمان بل ليس كل واحد قادر على الكتابة ولكن يسهل حفظ الأناشيد وترديدها وهكذا فعل صموئيل وداود وغيرهم من تحفيظ الشعب المزامير وهكذا تفعل الكنيسة فى التراتيل والألحان.

وأنظركم طريقة يستعملها الله حتى ينقش الشريعة على قلوب أولاده حتى يتبرر متى حوكم . فهناك الشريعة المكتوبة وهنا الشاهد المكلس المكتوب عليه الشريعة. وهم يقرأونها فى مجامعهم دائماً ويقرأونها مرة كل سبع سنوات فى عيد المظال ويقرأونها فى بيوتهم ويقولونها لأولادهم ويكتبونها على قوائم بيوتهم ويعلقونها على الحائط ويتكلمون بها فى الطرق وهم يقفون لتلاوة البركات واللعنات عند جبل جرزيم وجبل عيبال وها هم يحفظون النشيد. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. هذا فضلاً عما تثيره الأناشيد من إنتعاش روحى

 

آية20:- لاني ادخلهم الارض التي اقسمت لابائهم الفائضة لبنا و عسلا فياكلون و يشبعون و يسمنون ثم يلتفتون الى الهة اخرى و يعبدونها و يزدرون بي و ينكثون عهدي.

الله الذى يعلم بالمستقبل ينبئهم بما سوف يعملونه حينما يشبعون من خيرات ارض الموعد.

 

آية21:- فمتى اصابته شرور كثيرة و شدائد يجاوب هذا النشيد امامه شاهدا لانه لا ينسى من افواه نسله اني عرفت فكره الذي يفكر به اليوم قبل ان ادخله الى الارض كما اقسمت.

حينما تبدأ الضربات نتيجة شرورهم ستكون كلمات النشيد الذى حفظوه شاهداً عليهم.

 

آية22-27:- فكتب موسى هذا النشيد في ذلك اليوم و علم بني اسرائيل اياه.و اوصى يشوع بن نون و قال تشدد و تشجع لانك انت تدخل ببني اسرائيل الارض التي اقسمت لهم عنها و انا اكون معك. فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب الى تمامها. امر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلا. خذوا كتاب التوراة هذا و ضعوه بجانب تابوت عهد الرب الهكم ليكون هناك شاهدا عليكم. لاني انا عارف تمردكم و رقابكم الصلبة هوذا و انا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي.

بمقارنة (1مل9:8 + عب4:9) نفهم أن اللوحان (لوحا الشريعة) كانا فى داخل التابوت ونفهم أن نسخة التوراه كان يحتفظ بها إما داخل التابوت أو فى صندوق مجاور للتابوت ومن (2مل8:22) نفهم أنهم وجدوا سفر الشريعة فى بيت الرب فغالباً وجدوه فى صندوق مستقل مجاور لتابوت العهد

 

آية28-30:- 28- اجمعوا الي كل شيوخ اسباطكم و عرفائكم لانطق في مسامعهم بهذه الكلمات و اشهد عليهم السماء و الارض.لاني عارف انكم بعد موتي تفسدون و تزيغون عن الطريق الذي اوصيتكم به و يصيبكم الشر في اخر الايام لانكم تعملون الشر امام الرب حتى تغيظوه باعمال ايديكم.فنطق موسى في مسامع كل جماعة اسرائيل بكلمات هذا النشيد الى تمامه

أشهد عليهم السماء والأرض = الملائكة والأجناد السمائية = نفوس الصديقين هم شهود على ما عمل الله مع شعبه وما عمله الشعب مع الله.


 

الإصحاح الثانى والثلاثون

النشيد

رنم موسى للرب عند عبور البحر الأحمر (خر1:15+ رؤ3:15) وها هو أخيراً  يعلم الشعب نشيداً للرب. وقد سمى هذا النشيد مفتاح كل نبوة لأنه يتكلم عن ولادة الأمة وطفولتها ثم جحودها وإرتدادها وأخيراً عقابها فرجوعها. وفكرته الأساسية هى إسم الرب وعنايته الحبية لشعبه مع بره ورحمته. وهذا النشيد من معجزات الأدب الروحى واللغوى فى كل لغات العالم. وقد أوحى به الرب إلى نبيه موسى باللغة العبرية فى أسلوب شعرى رائع، وكتبه موسى بناء على أمر الرب ليحفظه شعبه ويتضمن

1-  معاملة الرب لشعبه وأعماله العجيبة معهم

2-  نبوات عن جنوح الشعب للأوثان

3-  العقوبات التى يعاقبهم بها الرب لخيانتهم

4-  مراحم الله العجيبة وقبول توبتهم

5-  شمول مراحم الرب جميع الأمم والشعوب بقبولهم الإيمان بالمسيح

 

آية1:- انصتي ايتها السماوات فاتكلم و لتسمع الارض اقوال فمي.

الله يشهد السموات بسكانها وجمادها وكذلك الأرض فهؤلاء يشهدون بعظمة أعماله ومجده وبراءته من هذا الشعب الذى سلك بالعناد

 

آية2:- يهطل كالمطر تعليمي و يقطر كالندى كلامي كالطل على الكلا و كالوابل على العشب.

كما يحيى المطر موت الأرض وينبت نباتها فتعاليم الرب تنزل على القلوب هكذا. والطل هو المطر الخفيف والوابل هو المطر الغزير (مت4:4 + يو63:6)

 

آية3:- اني باسم الرب انادي اعطوا عظمة لالهنا.

إنى أنطق فى نشيدى بإسم الرب العظيم وحده لا سواه وأعلن مجده فلتمجدوه فهو يستحق

 

آية4:- هو الصخر الكامل صنيعه ان جميع سبله عدل اله امانة لا جور فيه صديق و عادل هو.

هو الصخر الكامل صنيعه = كلمة صخر فى العبرية هى " تسور " وهى تترجم عادة  صخر ولكنها أيضاً تعنى أصل / مصدر / نبع / السبب الأول. وهذه كلها تفيد معنى الخالق لذلك تعنى فى هذه الفقرة " هو الخالق الكامل صنيعه على أن الترجمة صخرة مناسبة أيضاً لأنه يحتمى فيها المسافر فى الصحراء من العواصف وقد ترجمتها السبعينية الله ) ثيئوس).

والصخرة تعنى أيضاً أن شعب الله مؤسس عليه ومتكل عليه فهو القوى غير المتزعزع. إله أمانة = موضع ثقة

 

آية5:- افسد له الذين ليسوا اولاده عيبهم جيل اعوج ملتو.

الله خلق الإنسان وحماهم كصخرة. لكن الإنسان اخطأ بل سبب اللعنة لكل الأرض

وأفسدوا أنفسهم وهذا معنى أفسد لهُ. وبشرورهم أصبحوا لا يستحقون أن يكونوا أولاد الله = الذين ليسوا أولاده. وعيبهم = أى من كثرة عيوبهم صاروا جيل أعوج ملتو

 

آية6:- الرب تكافئون بهذا يا شعبا غبيا غير حكيم اليس هو اباك و مقتنيك هو عملك و انشاك.

ألرب تكافئون = هى عبارة إستفهامية تعنى هل تكافئون الرب عن محبته وعطاياه بشروركم هذه. ولذلك تجد همزة على حرف الألف فى ألرب. اليس هو أباك ومقتنيك اليس هو الذى تبناك وبمراحمه صار أباً لك وإقتناك من وسط الشعوب شعباً مختاراً لهُ.

هو عملك وأنشأك = من إبراهيم الشيخ ومستودع سارة الميت ثم من نفر قليل.

 

آية7:- اذكر ايام القدم و تاملوا سني دور فدور اسال اباك فيخبرك و شيوخك فيقولوا لك.

ما اجمل أن يرجع المؤمن إلى تاريخ معاملات الله مع الإنسان ليرى محبته لذلك تقرأ الكنيسة السنكسار دائماً وتستشهد بسير القديسين والآيات الآتية (8-14) كأنها إجابات الأباء

 

آية8:- حين قسم العلي للامم حين فرق بني ادم نصب تخوما لشعوب حسب عدد بني اسرائيل.

هذه الآية لها معنيان متكاملان

أ‌-     حين قسم الله الأرض أعطى بنى إسرائيل أرض الموعد ميراثاً لهم ( كان هذا فى قصده الإلهى )

ب‌-نلاحظ أن عدد الأمم والشعوب بعد الطوفان (تك10) كانوا 70 أمة وكان عدد النفوس الذين نزلوا لأرض مصر 70 نفساً أى نفس العدد والمعنى أنه كما ذهب الـ 70 نفس من أولاد يعقوب للعبودية هكذا كانت كل الأرض بسبب الخطية مستعبدة لإبليس.

 

آية9:- ان قسم الرب هو شعبه يعقوب حبل نصيبه.

قسم الرب = نصيب الرب وهو نفس معنى حبل نصيبه لأنهم كانوا يقيسون الأرض طولاً وعرضاً بحبل له طول معلوم كما كانوا يعنون بحبل النصيب مجازاً حدود النصيب أو الميراث.  ولأن المحبة متبادلة بين الرب وأولاده فإن الرب أيضاً هو نصيب أولاده (مز5:16) ويكون معنى الآية أن الرب وزع الأراضى على الشعوب وجعل لكل شعب نصيبه فى الأرض. وأما هو تبارك إسمه فقد إتخذ شعبه ليكون قسماً ونصيباً له. وما أحلى أن نقول مع المرنم من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض (مز25:73) ويكون " أنا لحبيبى وحبيبى لى "

 

آية10:- وجده في ارض قفر و في خلاء مستوحش خرب احاط به و لاحظه و صانه كحدقة عينه.

أرض قفر = هذه كانت طبيعتنا قبل المعمودية وعمل النعمة. وكنا مستعبدين (كما فى مصر متغربين (كما فى برارى وقفار سيناء) متغربين مثل أبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب.

أحاط به = كان لهم كسور من نار (زك5:2) كحدقة عينه = (زك8:2) عجيب هذا الحب لنا

 

آية11:- كما يحرك النسر عشه و على فراخه يرف و يبسط جناحيه و ياخذها و يحملها على مناكبه.

كما يحرك النسر عشه = تحرك الأم العش حركات لطيفة لكى تجبر فراخها على أن تخرج منها لتدربها على الطيران. فالفراخ الصغيرة تود لو تستقر فى عشها ساكنة ولكن الأم تريدها أن تتعلم الطيران. وقد يسبب أو يسمح الله ببعض الضيق لأولاده حتى يعلمهم الصلاة أو يسمح لهم ببعض الضيق فى مكان ليتركوه لأنه مزمع أن يهلكه.

وعلى فراخه يرف = ترف بجناحيها عليها كعلامة لحبها لها من جهة، ولكى تشجعها على تقليدها لتتعلم كيف تطير من جهة لأخرى. ويبسط جناحيه ويأخذها = تفرد جناحيها وتحمل فراخها عليها ثم تطير بها وهى محمولة على الجناحين وتتركها لتطير وحدها وهى باسطة جناحيها تحتها حتى إذا ما سقط الفرخ لا يسقط على الأرض بل على جناحى أمه. مناكبها = جمع منكب وهو مجتمع عظمة العضد بالكتف ويشار بالمنكب إلى القوة. لأن الإنسان كثيراً ما يحمل الأشياء على منكبيه.

 

آية12:- هكذا الرب وحده اقتاده و ليس معه اله اجنبي.

لذلك فهو ملك الله فهو مدين له بوجوده وبحياته فليس له أن يعبد إلهاً آخر

 

آية13:- اركبه على مرتفعات الارض فاكل ثمار الصحراء و ارضعه عسلا من حجر و زيتا من صوان الصخر.

وردت الأفعال فى العبرية فى هذه الآية وفى آية(14) فى صيغة المضارع فهى تشير لما فعله الله معهم فى البرية وما كان سيعمله مع شعبه فى كل وقت يركبه على مرتفعات الأرض فهو سار بعنايته معهم فقطع مرتفعات كثيرة. وهو مع شعبه دائماً يعطيه أن يركب فوق كل الصعاب وكل المغريات فى العالم وهزموا كل أعدائهم الأقوياء (كما المرتفعات) . فأكل ثمار الصحراء = فكان الله يقوتهم بالمن يومياً وأرضعه عسلاً من حجر = إشارة للماء الذى خرج من الصخر. ولاحظ أن المن كان طعمه مثل رقاق بعسل. وأيضاً فهم سيأكلون العسل فى كنعان، وفى كنعان فالنحل يصنع العسل فى الصخور. وزيتاً من صوان الصخر ويشير لشجر الزيتون الذى يأخذون منه الزيت وهو ينمو فى أرض الموعد بكثرة وينمو فى الأماكن الحجرية.

 

آية14:- و زبدة بقر و لبن غنم مع شحم خراف و كباش اولاد باشان و تيوس مع دسم لب الحنطة و دم العنب شربته خمرا.

تدل على وفرة الخير فى المراعى. وباشان من المناطق الغنية بالكباش والأغنام. دسم لب الحنطة = فى العبرية والإنجليزية المعنى يفيد شحم كلى الحنطة لأن الكلى محاطة بأحسن شحم الحيوان. والمعنى أن الدقيق الذى يأخذونه من حنطتهم فاخر جداً لجودة أراضيهم وبركة الله. ويشير للشبع

ودم العنب = إشارة لعصير العنب وللفرح. اللبن = يشير للتعليم. وهناك تفسير رمزى للآيات (14،13)

أركبه على مرتفعات الأرض = من عرف المسيح يحتقر أمجاد العالم

ثمار الصحراء         = الصحراء هى حياتنا التى كانت بوراً ومع المطر (الروح القدس ) يكون لنا ثمار

زيتاً من صوان = الروح القدس فينا

كباش + دسم لب الحنطة = جسد المسيح المشبع   ]

دم العنب = دم المسيح                                 ]        (اش6:25)

 

آية15:- فسمن يشورون و رفس سمنت و غلظت و اكتسيت شحما فرفض الاله الذي عمله و غبي عن صخرة خلاصه

لم يقدر الشعب أعمال الله وحسناته وبدلاً من أن يشكره تمرد عليه= رفس وجمح بعيداً عنه. والله يستعمل هنا إسم يشورون = هو إسم حبى لإسرائيل وتترجم فى السبعينية بمعنى المحبوب لعلهم يخجلون وتحمل كلمة رفس أنهم يثورون على كلام توبيخ الله لهم وأن الله من غضبه عليهم سيحرمهم من نعمه فكأنهم رفسوها بعيداً عنهم

سمنت وغلظت = تفيد معنى أنهم سمنوا من الخيرات وأن قلبهم غلظ وإزدادوا غروراً وبجاحة = وغبى عن صخرة خلاصه = جهل بل عمى عن الله الذى خلصه

 

آية16:- اغاروه بالاجانب و اغاظوه بالارجاس.

لتمتلكوها.

الأجانب والأرجاس = الآلهة الكاذبة وهى اجانب لأنها غريبة عنهم

 

آية17:- ذبحوا لاوثان ليست الله لالهة لم يعرفوها احداث قد جاءت من قريب لم يرهبها اباؤكم.

ذبحوا لأوثان = فى ترجمات أخرى شياطين. أحداث = أى شىء مستحدث غريب عنهم

لم يرهبها أباؤكم = أباؤكم القديسين لم يخافوا أو يوقروا هذه الآلهة

 

آيات 19،18:-  الصخر الذي ولدك تركته و نسيت الله الذي ابداك. فراى الرب و رذل من الغيظ بنيه و بناته.

من الغيظ = حين أغاظوا الله رذلهم

 

آية20:- و قال احجب وجهي عنهم و انظر ماذا تكون اخرتهم انهم جيل متقلب اولاد لا امانة فيهم.

الله يحجب وجهه بسبب خطاياهم ولكن من محبته ينتظر كل من يتوب = أنظر ماذا تكون آخرتهم

 

 آية21:- هم اغاروني بما ليس الها اغاظوني باباطيلهم فانا اغيرهم بما ليس شعبا بامة غبية اغيظهم.

أغيرهم بما ليس شعباً = أى بالشعوب الوثنية. وهذه الآية تنطبق حرفياً على بعض الأمم الذين أذلوا إسرائيل فهم كانوا شعوب بسيطة لا تذكر ولكنهم نموا وأعطاهم الله قوة حتى يذلوا إسرائيل (أش13:23) فهم عبدوا آلهة هذه الشعوب والله يؤدبهم بهذه الشعوب ولكن بولس فهم الآية على أنها قبول للأمم (رو19:10) عموماً كلمة أغيرهم تحمل معنى الحب الإلهى فالله يعمل المستحيل ليعيد أولاده إليه.

 

آية23،22:- انه قد اشتعلت نار بغضبي فتتقد الى الهاوية السفلى و تاكل الارض و غلتها و تحرق اسس الجبال. اجمع عليهم شرورا و انفذ سهامي فيهم.

نار الغضب الإلهى ستجعل عذابهم كأنهم فى الهاوية السفلى = الجحيم. وتحرق أسس الجبال = أى أورشليم التى أساسها على الجبال (مز2:125) لأنهم وثقوا فى أن أسوارهم وجبالهم ستحميهم من غضب الله فسيهتز كل ما يعتمدون عليه حتى الجبال وراجع (مز2،1:87 + أش7:1 + يؤ4:1 + 2مل25) وهنا نرى أحكام الله وتاديباته كأنها سهام تنفذ فيهم.

 

الآيات 24-26:- اذ هم خاوون من جوع و منهوكون من حمى و داء سام ارسل فيهم انياب الوحوش مع حمة زواحف الارض. من خارج السيف يثكل و من داخل الخدور الرعبة الفتى مع الفتاة و الرضيع مع الاشيب. قلت ابددهم الى الزوايا و ابطل من الناس ذكرهم.

تفصيل بعض الضربات

    أ- الجوع                   ب- الأمراض                 ج- وحوش وزواحف سامة

  د- السيف (سيوف الأعداء )        هـ- الخوف.  

  و- حمة الزواحف = أى سمها أو إبرة الحشرة التى  تلدغ بها كالعقرب والدبور.                         

  ز- دواء سام = خراب مدمر للأجساد

 الخدور = جمع خدر وهو الستار الذى يظلل العروس والمقصود بيوتهم.

 

آية27:- لو لم اخف من اغاظة العدو من ان ينكر اضدادهم من ان يقولوا يدنا ارتفعت و ليس الرب فعل كل هذه.

إبتداء من هنا تبدأ مراحم الله من نحوهم فهو لن يفنيهم إفناء تاماً بسبب:-

                  أ- من أجل مجد إسمه                    ب- القلة المؤمنة أو القلة التائبة

لو لم اخف = تعبير يعنى أن الله يكره إدعاءات أعداء شعبه أنهم هم الذين قرروا ونفذوا الهلاك ضد شعبه. إغاظة العدو = شماتة الأعداء فى شعبه بل إحساسهم أن آلهتهم الوثنية أقوى من إله إسرائيل (أش13:36-21). فالشعب يستحق الفناء التام إلا أن الله بحكمته لا يفعل ولا يبيدهم إلى التمام لرحمته ومحبته ولغيرته على إسمه القدوس. من أن ينكر أضدادهم = الأضداد هم الأعداء وسينكرون قوة الله

 

آية28-30:- انهم امة عديمة الراي و لا بصيرة فيهم.لو عقلوا لفطنوا بهذه و تاملوا اخرتهم.كيف يطرد واحد الفا و يهزم اثنان ربوة لولا ان صخرهم باعهم و الرب سلمهم.

كل إنسان يغضب الله هو جاهل عديم البصيرة يجحد محبة الله لا يفكر فى العواقب . بل لو كان هناك حكمة لأدركوا أن سبب الضربات هو غضب الله فيتوبوا.        بلا بصيرة = الخطية أفقدتهم بصيرتهم

 

آية31:- لانه ليس كصخرنا صخرهم و لو كان اعداؤنا القضاة.

إلهنا أقوى من آلهتهم حتى لو كان أعداؤنا القضاة = القضاة هنا هم الحكام المتسلطين على شعوب العالم الذين أسلمنا الرب لأيديهم بسبب شرورنا فكانوا كقضاة ينفذون فينا أحكام الله.

 

آية33،32:- لان من جفنة سدوم جفنتهم و من كروم عمورة عنبهم عنب سم و لهم عناقيد مرارة. خمرهم حمة الثعابين و سم الاصلال القاتل.

يتكلم الرب هنا عن أعمال إسرائيل وثمارهم المرة (لو43:6). والجفنة هى الكرمة. فكأن عصير عنبهم أى ثمارهم هى نفس ثمار سدوم. وهى سامة فالخطية قاتلة وأعمال الإنسان الشرير تمرر حياة صاحبها بل تهلكه كالسم الزعاف = عنب سم

 

آية35،34:- اليس ذلك مكنوزا عندي مختوما عليه في خزائني.لي النقمة و الجزاء في وقت تزل اقدامهم ان يوم هلاكهم قريب و المهيات لهم مسرعة.

قد يظن الإنسان فى جهله أن الله يجهل أعماله لكن القلب غير التائب يذخر لنفسه غضباً فى يوم الغضب (رو5:2) وهذا معنى مكنوزاً عندى فالله لا يتسرع فى العقاب بل يطيل اناته فإن أصروا على خطاياهم يعاقبهم بما خزنه عنده من غضب. وهذه الآيات موجهة لشعب الله ولأعداء شعب الله الذى يذكر الله شرورهم. ولكن بحكمة الله فهو يذكر شرور كل منهم فى حينه ليجازيه عليها. فى وقت تزل أقدامهم = مهما أبطأ الرب فى العقاب فسيأتى يوم يعاقبهم الله على زلاتهم وأثامهم وشرورهم = إن يوم هلاكهم قريب.

المهيآت = هى ما هيأه لهم من قصاص وعقاب وسينفذه سريعاً.

 

آية36:- لان الرب يدين شعبه و على عبيده يشفق حين يرى ان اليد قد مضت و لم يبق محجوز و لا مطلق.

الله كالأب يدين شعبه = أى يؤدبهم ولكن سريعاً ما يشفق على عبيده  =إن تابوا وعادوا يصرخون إليه ويشعرون بضعفهم = إن اليد قد مضت أى غرورهم وقوتهم التى إنخدعوا بها وتجبروا على الله قد ذهبت وهم الآن فى ضعفهم يصرخون إلى الرب حينئذ يقف الرب فى صفهم ضد أعدائهم.

المحجوز = أى سكان المدن المسورة الذين يظنون أن أسوارهم تحميهم. والمطلق هو الذى بقى خارج الأسوار فى القرى. والآن الكل قد تساوى فلا الأسوار قامت بحماية السكان داخلها ولا القرى عاد فيها طعاماً لسكانها فالأرض خربت والكل يصرخ

 

الآيات 38،37:- يقول اين الهتهم الصخرة التي التجاوا اليها.التي كانت تاكل شحم ذبائحهم و تشرب خمر سكائبهم لتقم و تساعدكم و تكن عليكم حماية.

يقول أين آلهتهم = الذى يقول هو الله ويقول هذا لشعبه الذى تركه وعبد الأوثان ويقول هذا للأمم سخرية من أوثانهم. فأين هى الأوثان التى لها قدرة على الحماية. هذه الأوثان التى طالما قدموا لها شحم ذبائحم وسكائب خمرهم

 

آية39:- انظروا الان انا انا هو و ليس اله معي انا اميت و احيي سحقت و اني اشفي و ليس من يدي مخلص.

أنا أنا هو = هذه كلمات المسيح وأنا هو تعنى يهوة القادر على كل شىء بقدرته ضربهم وسحقهم واماتهم والآن هو نفسه يشفيهم ويقيمهم

 

آية40:- اني ارفع الى السماء يدي و اقول حي انا الى الابد.

أرفع... يدى = هذه صيغة قسم. ولأن الإنسان يقسم بمن هو أعظم منه وحيث أنه لا يوجد أعظم من الله فالله حين يقسم يُقسم بذاته (عب17،16:6)

 

آية41:- اذا سننت سيفي البارق و امسكت بالقضاء يدي ارد نقمة على اضدادي و اجازي مبغضي.

الكلام هنا ضد أعداء الشعب الذين ضربوا شعب الله وأهانوه وجدفوا على الله وظنت أنها بقدرتها سحقت شعب الله. وها هو الله  يسن سيفه البارق ضدهم وأمسكت بالقضاء يدى = أى متى إنتصبت لمقاضاة هذه الشعوب وإدانتها

 

آية42:- اسكر سهامي بدم و ياكل سيفي لحما بدم القتلى و السبايا و من رؤوس قواد العدو.

سهامى ستضرب الكثيرين من هذه الشعوب وستصبح كأنها سكرى من دمائهم

 

 

آية43:- تهللوا ايها الامم شعبه لانه ينتقم بدم عبيده و يرد نقمة على اضداده و يصفح عن ارضه عن شعبه.

تهللوا أيها الأمم شعبه = هى نبوءة عمومية بالخلاص وهى مفرحة فلقد صار الأمم شعبه وهكذا فهمها بولس الرسول (رو10:15) إلا أن السبعينية ترجمتها تهللوا أيها الأمم مع شعبه. والمعنى واحد، الخلاص صار لليهود وللأمم. والخلاص معناه أن المسيح قدم لهم أى للجميع يهوداً وأمم حرية من عبودية إبليس وفك قيودهم. وكرمز لذلك خلص شعبه من عبودية الأمم

 

آية44-46:- فاتى موسى و نطق بجميع كلمات هذا النشيد في مسامع الشعب هو و يشوع بن نون.و لما فرغ موسى من مخاطبة جميع اسرائيل بكل هذه الكلمات.قال لهم وجهوا قلوبكم الى جميع الكلمات التي انا اشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا بها اولادكم ليحرصوا ان يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة.

فأتى = ربما أتى من الخيمة حيث تسلم كلمات النشيد

 

آية47:- لانها ليست امرا باطلا عليكم بل هي حياتكم و بهذا الامر تطيلون الايام على الارض التي انتم عابرون الاردن اليها

لأنها ليست أمراً باطلاً عليكم بل هى حياتكم = لا تظنون أن الشريعة هى أمر تافه ثانوى لا أهمية له بل هى حياتكم أى إذا حفظتم شريعة الله تكون لكم حياة مادية كلها بركة وتكون لكم حياة روحية أى شركة مع الله وتحيون فى فرح وسلام نفسى وتكون لكم حياة أدبية حيث تعيشون فى كرامة مرفوعى الرأس وتكون لكم حياة أبدية بعد الموت

 

آية48-50:- و كلم الرب موسى في نفس ذلك اليوم قائلا. اصعد الى جبل عباريم هذا جبل نبو الذي في ارض مواب الذي قبالة اريحا و انظر ارض كنعان التي انا اعطيها لبني اسرائيل ملكا.و مت في الجبل الذي تصعد اليه و انضم الى قومك كما مات هرون اخوك في جبل هور و ضم الى قومه.

أمر الرب لموسى ليصعد الجبل حتى يرى أرض الموعد ويطمئن على مصير شعبه ولكى يموت هناك على الجبل. وهذا أقصى ما يستطيعه الناموس أن يعاين الأمجاد لكن لا  يدخلها. وذلك لأن موسى ضرب الصخرة التى قال الله لا تضربها وأفسد الرمز.

 

آية51:- لانكما خنتماني في وسط بني اسرائيل عند ماء مريبة قادش في برية صين اذ لم تقدساني في وسط بني اسرائيل.

الصخرة التى ضربها موسى فخرج الماء تشير للمسيح الذى صُلب وضرب جنبه أما الصخرة الثانية فترمز للمسيح فى المجد وهذا لا يضرب بل نصلى لهُ فيرسل لنا الروح القدس (الماء). لذلك قال بولس الرسول صخرة روحية واحدة تابعتهم كانت المسيح (1كو4:10)


 

الإصحاح الثالث والثلاثون

آية1:- و هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته

موسى هنا يبارك شعبه قبل أن يتركهم ويموت كما بارك إسحق يعقوب وبارك يعقوب أولاده. ونجد هنا موسى لا ينطق سوى بالبركة للأسباط فموسى طالما نطق بالبركات لمن يطيع وباللعنات لمن يعصى أوامر الناموس ولكنه هنا يصلى لأجل أن تحل البركة على كل شعبه، هو يتمنى ويرجو أن تحل البركة، بالرغم من أنهم طالما أساءوا إليه بل بسبب تذمرهم حرموه من دخول أرض الميعاد. لكنه الآن يسامح الجميع ويصلى من أجل الجميع. فهذه البركة هى صلوات ودعاء بالبركة لشعبه. هى حب متدفق لشعبه كأولاد له

 

بين يعقوب وموسى

يعقوب حينما بارك أولاده وجدنا فى بركته أحكام ضد من إرتكب شراً منهم مثل رأوبين وشمعون ولاوى ولكن موسى لم ينطق سوى بالبركة. وكثيرين رأوا تعارض بينهما!! والحقيقة أنه لا تعارض فموسى هنا يعلن إرادة الله أن يبارك الجميع والله يريد أن الجميع يخصلون... هذه هى إرادة الله من نحو أولاده. وموسى هنا يمثل المسيح الذى بارك الكنيسة وتلاميذه قبل صعوده (لو5:24) فالمسيح يبارك الآن فلا مجال للدينونة الآن. أما يعقوب فهو يسرد الحقائق كما هى، ما هى حقيقة كل إنسان وهذه تشبه كم مرة أردت.... ولم تريدوا (مت37:23). فكم مرة أردت هذه هى بركة موسى.... ولم تريدوا هذا هو الواقع الذى نطق به يعقوب.

 

موسى كنبى

ولكن موسى الآن وهو فى آخر ساعات عمره وهو أعظم نبى لن تكون صلاته صلاة عادية ولا بركته بركة عادية بل هو بروح النبوة قال كلماته التى شرحت عمل المسيح المبارك وصلبه وكنيسته وإنتشارها وعمل الروح القدس وقبول الجميع والكرازة لكل الأمم

لا بركة لشمعون

لم يذكر موسى شمعون بين الأسباط فيعقوب سبق وعبر عن إستيائه من شمعون ولاوى بسبب حادثة شكيم. ولكن لاوى تاب وظهرت غيرته على الله عدة مرات (خر26:32 – 29 + عد 11:25). أما شمعون فإزدادت خطيته وفجوره (عد6:25-9). ولنلاحظ أن شمعون ولاوى ثارا لكرامة أختهما وحين أهين الله بالخطية ثار له لاوى وحدهُ ولم يتحرك شمعون لأنه كان غارقاً فى خطاياه. على أنه وُجد فى بعض النسخ السبعينية " ليحيا رأوبين ولا يمت وليكثر عدد شمعون" (6:33). ولكن هذه الإضافة غير واردة فى العبرانية لذلك فمن المرجح أنها أضيفت فى هذه النسخ. وهناك من قال إن بركة شمعون كانت ضمنية فى بركة يهوذا فشمعون عاش وسط أخيه يهوذا فكانت بركتهما مشتركة

موسى رجل الله = هذه تظهر أن الإصحاح كتب بعد موت موسى

 

آية2:- فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير و تلالا من جبال فاران و اتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم.

جاء الرب من سيناء = يقصد بمجيئه تجلى مجده وظهوره الإلهى فى سيناء عند إعطاء الشريعة المقدسة لشعبه. وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران = إن مجد الرب الذى تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروق وأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل إنعكست أضواؤه البهية على الجبال القريبة والبعيدة جبل سعير على الجانب الشرقى للعربة شمال شرق سيناء ومن رؤوس جبال سعير جبل هور. وقد إحتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية (تك3:32). وجبل فاران هذا يقع فى جنوب فلسطين وكان يسكنها الإسماعيلين. وتلألؤ مجد الرب على سيناء فى إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الرب فيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع الشعوب التى ستقبل كلمة الرب يوماً ما ولاحظ التسلسل                سيناء ... حيث إسرائيل (أى نسل يعقوب )

                         سعير .... حيث أدوم (أخو يعقوب)

                         ثم فاران ... حيث إسمعيل (عم يعقوب)

ومن القصص المسلية فى التفاسير اليهودية لهذه الآية أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تقتل فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرق فذهب بها إلى اليهود فى جبل سيناء فقبلوها. ولكن المعنى هو إنتشار كلمة الله تدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأوا بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثم السامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هى نار ونور يتلألأ ويمتد نوره والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال ثم يسقط على قمة أخرى فقمة ثالثة والقمم هى الكنائس التى تقبل المسيح. وأتى من ربوات القدس = وفى الترجمات الأخرى وأتى من بين ربوات القديسين أو مع ربوات القديسين والسبعينية تترجم القدس الملائكة (أع53:7 + عب3،2:2) والملائكة دعوا قديسين أو قدوسين (دا13:8 + مت 31:25) والملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات. وقد تشتمل هذه الربوات على القديسين حيث كان لعازر فى حضن إبراهيم. فالمسيح أتى من السماء حيث الملائكة لنشر شريعته وكرازته للعالم، ليسلك شعبه بحسب هذه الشريعة ويصير لهم حياة سماوية كالملائكة. وبهذا أتى المسيح ليصير كما فى السماء كذلك على الأرض"

وعن يمينه نار شريعة لهم = وفى ترجمات أخرى ومن يمينه خرجت نار الشريعة لهم. أى أن الله أعطاهم شريعته المضيئة المشرقة. وقوله عن يمينه يشير للقوة والشخص المتميز يكون موضعه على اليمين. والرب أعطى شعبه شريعته بيمينه لأنه يحبهم وقد جعلهم على يمينه. وكما يعطى الإنسان عطاياه بيمينه هكذا يقدم الله أعظم عطية لشعبه أى شريعته، يقدمها بيمينه. وهى نار وهذه تشير لقوة الشريعة وفاعليتها فى تغيير القلوب وفى التطهير والتنقية وإذابة القلوب المتحجرة لمن يقبلها وهى لها قوتها فى أن تحرق من لا يقبلها.

 

آية3:- فاحب الشعب جميع قديسيه في يدك و هم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك.

فأحب الشعب = الله أحب الشعب ودليل هذا أعماله العجيبة وشريعته المنيرة ، ورعايته الإلهية.

جميع قديسيه فى يدك = إن شعب الله هم قديسوه وهم فى يده محروسون بقوته (يو28،27:10)

هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عند قدميه يتعلم وهو يحملهم فى يديه إذاً هم فى يديه محفوظين (ولاحظ أن يد الله تشير للمسيح) وعند قدميه فهو يعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظ ويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفة الكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم الله الشريعة (خر20،19)

 

آية4:- بناموس اوصانا موسى ميراثا لجماعة يعقوب.

ميراثاً = فهو غالٍ وثمين ويتوارثه الخلف عن السلف وهو خير من ألوف ذهب وفضة (مز 72:119) والآب لا يورث إبنه إلا أغلى ما عنده

 

آية5:- 5- و كان في يشورون ملكا حين اجتمع رؤساء الشعب اسباط اسرائيل معا.

غالباً المقصود بأنه كان ملكاً هو موسى. فهو يقول فى آية "4" بناموس أوصانا موسى"

وكان فى يشورون ملكاً. فالله أعطاه أن يكون ملكاً ورئيساً ومشرعاً لشعبه وهو الذى أعطاهم الشريعة.

 

آية6:- ليحيي راوبين و لا يمت و لا يكن رجاله قليلين.

رأوبين أخطا ضد أبيه وبسبب خطيته حُرم من البكورية. وظهر من سبطه داثان وأبيرام وجماعتهما وأهلكها الرب وقد أخذ رأوبين نصيبه شرق الأردن فإنعزل عن باقى الأسباط وموسى هنا يصلى لأجله لكى يحيا ولا يموت وينقرض بل يزيد عدده فموسى هنا رأى الماضى وأن كثيرين هلكوا من السبط ورأى المستقبل أن رأوبين هو الذى سيتعرض للهجمات قبل إخوته لذلك يصلى لله أن يحميه

التفسير الرمزى النبوى:- رأوبين سقط وكان يجب أن يموت لكن هنا رجاء أن لا يموت وهذا هو موقف آدم ونسله. فالله أعطى للإنسان رجاء أن لا يموت (حز6:16) بدمك عيشى ولقد فقد آدم البكورية (كما فقدها رأوبين) حتى يكون المسيح هو البكر كما كان يوسف رمز المسيح

 

آية7:- و هذه عن يهوذا قال اسمع يا رب صوت يهوذا و ات به الى قومه بيديه يقاتل لنفسه فكن عونا على اضداده.

نجد هنا موسى قدم يهوذا على لاوى وغالباً فهذا تواضع منه لأنه من سبط لاوى وربما بروح النبوة لأن من سبط يهوذا سيخرج الملوك وسيخرج المسيح الملك الذى ملكه  سيستمر للأبد. إسمع يا رب صوت يهوذا = فسبط يهوذا سبط خرج منه رجال صلاة كداود وسليمان وآسا ويهوشافاط وحزقيا بل حتى منسى محفوظة له صلاة فى الكنيسة. وموسى رأى كل هذا. وات به إلى قومه = أى إعطه النجا فى خروجه ودخوله فى السلم والحرب.

 بيديه يقاتل = طالما إنتصر ملوك يهوذا فى حروبهم بقوة الرب.

التفسير الرمزى :- إسمع يا رب صوت يهوذا = أى إستجب يا رب لشهوة قلب المسيح فى أن يتجسد (أش 5،4:27) وإستجب لشفاعته عنا. وأت به إلى قومه = أى ليتجسد فى وسط إخوته الذين سيأخذ جسداً منهم. بيديه يقاتل = صراعه ضد الموت وضد إبليس بصليبه. (أش16:59 + أش3:63 + رؤ5:5) فهو الأسد الخارج من سبط يهوذا. ويهوذا أتى بعد رأوبين فلقد صارت للكنيسة جسد المسيح البكورية الروحية ويهوذا عوضاً عن رأوبين أى الكنيسةعوضاً عن اليهود.

 

آية8:- و للاوي قال تميمك و اوريمك لرجلك الصديق الذي جربته في مسة و خاصمته عند ماء مريبة.

سبط لاوى هو سبط الخدمة الروحية المجيدة. تميمك وأوريمك لرجلك الصديق رجلك الصديق هنا هو هرون ومن يخلفه من رؤساء الكهنة الذين أعطاهم الرب الأوريم والتميم الذين يكشف بهما الرب إعلاناته. والأوريم يعنى الأنوار والتميم يعنى الكمالات فكأن المعنى هب يا رب نورك وكمالك وحكمتك لرئيس أحبارنا. ولنلاحظ أن رئيس كهنتنا هو الرب يسوع الذى يرسل لنا روحه فيعطينا الإستنارة ويعيننا على طريق الكمال. على ألا نجربه ونخاصمه كما فعل أولئك = الذى جربته فى مسة = ومن (1 كو 8:10-12) نجد أن من جربوه هو المسيح. وكانت التجربة فى مسة هو تذمر الشعب قائلين " أفى وسطنا الرب أم لا"

التفسير الرمزى = نجد هنا عمل المسيح الكهنوتى كرئيس كهنة. ومخاصمة الشعب بل الكهنة له فرئيس كهنة اليهود الذى أعطاه الله الأوريم والتميم هو الذى تآمر لصلب المسيح.

 

آية9:- الذي قال عن ابيه و امه لم ارهما و باخوته لم يعترف و اولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك و صانوا عهدك.

هذه الآية تحدثنا عن الخدمة الكهنوتية وكيف تجعل الخادم يهتم بالشعب أكثر من أهله تشبهاً بالمسيح الذى أخلى ذاته لأجلنا ولكن المعنى البسيط هنا أن سبط لاوى فى حوريب قتلوا كثيراً من المعاندين فى حادثة العجل الذهبى وكذلك فى حادثة بعل فغور (راجع خر32 ، عد 25) فهم لم يبالوا بإخوتهم وأقاربهم الذين أخطأوا لكنهم إهتموا بمجد الله أكثر = بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك

التفسير الرمزى :- هكذا قال المسيح " ينبغى أن أكون فيما لأبى + طعامى أن أصنع مشيئة الذى أرسلنى  " من أحب أباً أو أماً.... لا يستحقنى"

 

آية10:- يعلمون يعقوب احكامك و اسرائيل ناموسك يضعون بخورا في انفك و محرقات على مذبحك.

الرب أعطاهم نعمة الكهنوت والخدمة الروحية والتعليم ورفع البخور وتقديم المحرقات

التفسير الرمزى :- المسيح هو رائحة البخور الزكية وهو ذبيحة المحرقة الحقيقية المقبولة عند الآب = فى أنفك وهو الذى جاء كمعلم صالح وأرسل تلاميذه ليعلموا العالم كله.

 

آية11:- بارك يا رب قوته و ارتض بعمل يديه احطم متون مقاوميه و مبغضيه حتى لا يقوموا.

هذه تشبه صلاة كنيستنا للبطريرك " إخضع أعداؤه تحت قدميه، وثبته على كرسيه"

متون = جمع متن أى ظهر وهو علامة القوة فى الإنسان

 

آية12:- و لبنيامين قال حبيب الرب يسكن لديه امنا يستره طول النهار و بين منكبيه يسكن.

حبيب الرب هو بنيامين يسكن لدى الله آمناً أى يعيش فى حماه وفى طاعته فى سلام. ولقد حظى سبط بنيامين بإمتياز عظيم حيث أن هيكل الرب بنى على جبل المريا الذى يقع شرق أورشليم. وكان هذا الجبل وأورشليم ضمن أراضى بنيامين (يش28:18) فالرب بمحبته قد سر وتنازل أن يكون بيته فى أراضى بنيامين والحقيقة أن بنيامين هو الذى كان يسكن فى ضيافة الرب وفى حمى هيكله المقدس آمنا.ً ولقد إستمر سبط بنيامين متحداً مع سبط يهوذا بعد إنفصال العشرة أسباط مكونين المملكة الشمالية.

التفسير الرمزى :- بنيامين تعنى إبن اليمين فالمسيح بعد أن قدم نفسه ذبيحة جلس عن يمين الآب. لذلك وُضع بنيامين هنا فى الترتيب بعد لاوى سبط الكهنوت وقبل يوسف أخيه الأكبر.

 

آية13:- و ليوسف قال مباركة من الرب ارضه بنفائس السماء بالندى و باللجة الرابضة تحت.

اللجة = مياه الأنهار والعيون والينابيع فموسى يطلب لسبط يوسف البركات الكثيرة المتمثلة فى الماء من السماء ومن الأرض

التفسير الرمزى:-

الأرض هى الكنيسة والندى هو الروح القدس واللجة هى الروح القدس الذى إنسكب بغزارة على الكنيسة بعد فداء المسيح ويقودها ويرشدها للآن

 

آية14:- و نفائس مغلات الشمس و نفائس منبتات الاقمار.

المغلات من غلة والمنبتات من أنبت . والمقصود بالآية ليبارك الله فى محاصيل أرض يوسف . مغلات الشمس ومنبتات القمر = فالنبات يحتاج لضياء الشمس صباحاً ولبرودة الليل ( والقمر كناية عن الليل) حتى ينعم ببعض الرطوبة

التفسير الرمزى :- الشمس تشير للمسيح شمس البر والقمر يشير للكنيسة التى تستمد نورها من مسيحها. ولذلك قال مغلات الشمس precious fruits of the sun   

 وقال منبتات الأقمار... with the precious produce of   فالثمار يحددها المسيح والإنبات يحتاج لخدام. فالخادم يزرع ويسقى ولكن الله هو الذى ينمى

آية15:- و من مفاخر الجبال القديمة و من نفائس الاكام الابدية.

ليعطه الله أيضاًَ أفخر ما تنتجه الأرض الجبلية ولقد تحققت نبوة موسى لأن منسى بن يوسف أخذ نصيبه شرقى الأردن فى أخصب البقاع وكذلك أفرايم فى غربى الأردن

الجبال القديمة = أى المشهورة منذ القدم بأشجارها وخيراتها والأكام الأبدية = الدائمة المحاصيل

التفسير الرمزى:- الجبال القديمة تشير للعهد القديم والأكام الأبدية تشير للعهد الجديد. كلمة الله التى تزرع فى المؤمنين فتعطيهم حياة

 

آية16:- و من نفائس الارض و ملئها و رضى الساكن في العليقة فلتات على راس يوسف و على قمة نذير اخوته.

موسى لا ينسى المنظر الرهيب الذى رآه فى العليقة. الله يظهر لهُ كنار والشجرة لا تحترق.  وهو يطلب من الله الذى رآه وباركه أن يبارك على يوسف قمة نذير إخوته النذير هو الشخص المفرز والمقدس أى المكرس لأجل عمل خاص ويوسف كان مميز عن إخوته لأنه رمز للمسيح (بكر بين إخوة كثيرين) والقمة هى الرأس أو الهامة

التفسير الرمزى:- الساكن فى العليقة هو المسيح المتجسد وكل نفائس الأرض وملئها سرها هو المسيح المتجسد فالتجسد كان بداءة كل هذه البركات. والبركات إنسكبت على الرأس أى المسيح رأس الكنيسة ثم من خلاله إنسكبت على الكنيسة كلها. " عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد".

 

آية17:- بكر ثوره زينة له و قرناه قرنا رئم بهما ينطح الشعوب معا الى اقاصي الارض هما ربوات افرايم و الوف منسى.

بكر ثوره زينة له= الثور أحسن الحيوانات عند اليهود فهو يقدم للذبائح ولفوائده فى الزراعة . والآية تفيد أن ثروة يوسف من المواشى ولاسيما من الثيران عظيمة جداً حتى انها زينة ومجد له وهذا قد تحقق فعلاً. على أن الآية تترجم أيضاً مجده كبكر ثوره = وهذا يشير لمكانة هذا السبط. فبكر الثور يكون عزيزاً لدى صاحبه فهو بدء النتاج وبشير الخير والثروة والبكر هو مكرس للرب لا يستخدم فى عمل ما ويوسف إعتبر نذيراً بين إخوته والنذير هو مكرس لله، يكرس حياته لحساب ملكوت الله. وهكذا كان يوسف الذى إنفصل عن إخوته وذهب إلى مصر ليؤسس شعباً لله فى مصر. وكان شعباً قوياً وهذا المكرس لله تنهمر عليه البركات فكان سبط إفرايم سبط قوى لكن خيراته إستفاد بها إخوته لنموهم. والثور يشير للقوة. ولاحظ أن البكورية صارت ليوسف (له نصيب البكر) عوضاً عن رأوبين. وقرناه قرنا رئم = يقصد بقرنيه هنا إفرايم ومنسى اللذان تفرعا من يوسف (نصيب البكر يكون الضعف) والرئم حيوان منقرض هائل القوة وهو لقوته لا يستأنس ولا يحنى عنقه للنير فلا يمكن للإنسان أن يستخدمه فى الشغل (أى 9:39-12). وهذا يشير لقوة سبط يوسف وتمتعه بالحرية زماناً طويلاً. والقرون رمز للقوة والمجد والسيادة ( مز 10،5:75 + 24،17:89 + 9:112 + لو69:1). ربوات إفرايم وألوف منسى = هذا يتفق مع نبوة يعقوب بأن أفرايم يفوق منسى البكر. ولقد كان إفرايم هو صاحب العلم وإسمه أطلق على المحلة بل على مملكة إسرائيل كلها

التفسير الرمزى :- يوسف يشير للكنيسة التى صارت كنيسة أبكار بإتحادها بمسيحها البكر (عب23،22:12) وهذه الكنيسة كنيسة قوية (نش4:4 + 4:6 + 2كو4:10) وهى مكرسة لله ولا تحنى رأسها لنير عبودية ... "إن حرركم الإبن..."

وإفرايم الصغير يفوق منسى الكبير إشارة لأن كنيسة العهد الجديد أكبر عدداً وقوة من كنيسة العهد القديم. " هى كنيسة مرهبة كجيش بألوية"

 

الآيات 19،18:- و لزبولون قال افرح يا زبولون بخروجك و انت يا يساكر بخيامك. الى الجبل يدعوان القبائل هناك يذبحان ذبائح البر لانهما يرتضعان من فيض البحار و ذخائر مطمورة في الرمل.

كانت محلة يهوذا تتكون منهما ومن سبط يهوذا وعاشا متجاوران معاً فى أرض كنعان وهما أولاد ليئة

إفرح يا زبولون بخروجك = فكان زبولون كثير الخروج من أرض للتجارة والحرب وكانوا لهم موانى فى أرضهم ومنها يتاجرون مع الشعوب الفينيقية . وأنت يا يساكر بخيامك = هذا السبط إستقر فى مكانه وكانت أرضه خصبة فإتجه للزراعة وتربية الماشية وهذا متفق مع نبوة يعقوب إلى الجبل يدعوان القبائل = تعنى أن زبولون فى أسفاره وتعامله مع بقية الشعوب سينشر الكرازة  ويدعو الشعوب الوثنية  للإيمان بالرب. وسبط يساكر يخرج منه معلمين وهذا السبط إشتهر بالتعليم. لأنهما يرتضعان من فيض البحار = ثروتهم أتت من التجارة فى البحر والأسماك وذخائر مطمورة فى الرمل = قد تشير للمعادن المطمورة فى الأرض. أو المحاصيل الزراعية التى تخرج  من الأرض وهى تعتبر ذخائر وكنوز. ومن رمالها صنعوا الزجاج ومن الأصداف صنعوا صبغة الأرجوان الثمينة

التفسير الرمزى:- لو لاحظنا أن معظم تلاميذ المسيح كانوا من أرض زبولون والأراضى المحيطة بها وراجع (أش2،1:9 + مت16،15:4) نفهم أن هذه الآية تحدثنا عن الكرازة فالكنيسة هى كنيسة كارزة خرجت للعالم كله تعلمه طريق الخلاص بالمسيح. وهى كنيسته تدعو العالم إلى جبل المسيحية (جبل بيت الرب أش2:2) (ولاحظ نبوة موسى أن بيت الرب يبنى على جبل وقد كان) ولكن المعنى الرمزى سماوية وإرتفاع وثبات بيت. الرب هذا معنى إلى الجبل يدعوان القبائل. وهى كنيسة الذبائح غير الدموية = هناك يذبحان ذبائح البر. وهذا معنى يرتضعان من فيض البحار = فغذاء الكنيسة المشبع هو كثرة المؤمنين فهم ذخائر كانت مطمورة فى الرمل وأعطاهم الإيمان حياة وأعطاهم جسد المسيح بر فهو برنا. فالكنيسة تدعو المؤمنين لديانة سماوية وتعطيهم جسد المسيح لتبريرهم فتنقلهم من الموت إلى الحياة. وهى كنيسة تحيا فى خيام حالياً = أى لأننا مازلنا فى الجسد (2كو1:5) (هو جسد مؤقت)

 

آية20:- و لجاد قال مبارك الذي وسع جاد كلبوة سكن و افترس الذراع مع قمة الراس.

بارك موسى الرب الذى وسع سبط جاد فى العدد. ولقد إستقر الجاديون فى مكانهم وكانوا ذو بأس فى الحرب (1أى8:12) لذلك شبههم باللبوة التى تفترس الذراع أى صغار الجنود مع قمة الرأس أى قادة الأعداء. فهم وسعوا نصيبهم الذى أخذوه بيد موسى.

التفسير الرمزى:- حين يشبه جاد لم يشبهه بأسد بل بلبوة أى زوجة الأسد. وحين يعلن عن عمل جاد فى الإفتراس لا يتكلم بصيغة المؤنث بل بصيغة المذكر حتى أن بعض الترجمات قالت كأسد سكن. ولكن هذا التشبيه الذى قاله موسى بلغ الروعة فى النبوة فجاد يرمز لكنيسة المسيح. والمسيح هو الأسد الخارج من سبط يهوذا والكنيسة هى عروسه وهو الذى يلتهم لها ويفترس مؤامرات إبليس وتدبيراته (قمة الرأس) ويفترس لها ذراعه (أى عمله) وعمل المسيح مع كنيسته أن يوسعها فتنتشر فى العالم كله. وبنفس المفهوم كانت نبوة يعقوب (تك9:49)

 

آية21:-  و راى الاول لنفسه لانه هناك قسم من الشارع محفوظا فاتى راسا للشعب يعمل حق الرب و احكامه مع اسرائيل.

ورأى الأول لنفسه = أى قبل أن يجتازوا الأردن إختار جاد لنفسه أرضاً شرق الأردن. لأنه قسم من الشارع محفوظاً = الشارع أى الله لأنه هو الذى كان يشرع لهم وأعطاهم الشريعة وقسم معناه نصيب. والمعنى أن الله كمشرع حفظ لهم حقهم فيما إختاروه أى وافق وأمّن على إختيارهم . وكان هذا بشرط أن يحاربوا مع إخوتهم ولا يتركوهم فأتى رأساً للشعب = أى أنه كان أميناً فى تنفيذ مع ما وعد به موسى فعبر الأردن على رأس الشعب وفى مقدمتهم ليحارب مع إخوته. يعمل حق الرب = خروجه للحرب كان لينفذ حق الرب.

وأحكامه مع إسرائيل = حاربوا الشعوب الوثنية فكانوا كأداة لتنفيذ قضاء الرب على هذه الشعوب وحكمه المقدس بأن يمتلك شعبه مكانهم

التفسير الرمزى:- رأينا فى الآية السابقة أن الأسد هو الذى يفترس لحساب كنيسته ولكن كنيسته التى ستمتلك نصيبها الذى حدده لها الله فى أمجاد السماء عليها أن تجاهد مع عريسها لا أن تنام وتتكاسل معتمدة على أن نصيبها محفوظ. " أما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة" لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية

 

آية22:- و لدان قال دان شبل اسد يثب من باشان.

خرج شمشون الجبار من سبط دان وتميز هذا السبط بالقوة فى حروبه راجع (قض15،14 + يش40:19-48 + قض27:18-29). وباشان شرقى الأردن وهى شهيرة بكثرة مواشيها وغناها الوفير ولكن بالرغم من هذا تثب كشبل أسد لتمتلك أكثر

المعنى الرمزى:- الكنيسة بالرغم من كل ما أعطاه الله فهى تجاهد كشبل لتأخذ أكثر. والله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة. وإليشع طلب من إيليا نصيب إثنين من روحه عليه " 2مل9:2). وهذا يتفق مع قول السيد المسيح " طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون"

 

آية23:- و لنفتالي قال يا نفتالي اشبع رضى و امتلئ بركة من الرب و املك الغرب و الجنوب.

يطلب موسى لسبط نفتالى بركة ورضى أى قناعة وسرور بما أعطاه له الله  وقد أخذ نفتالى نصيبه من الأرض غربى بحر الجليل فى تربة خصبة ووفرة فى الأسماك

التفسير الرمزى:- من هذه الأرض خرج التلاميذ صيادى الناس (أش2،1:9) ليملأوا الأرض سلام ورضى وفرح وبركة. فى الغرب والجنوب = نبوة عن إمتداد وكرازة الرسل.

 

الآيات 25،24:- و لاشير قال مبارك من البنين اشير ليكن مقبولا من اخوته و يغمس في الزيت رجله.حديد و نحاس مزاليجك و كايامك راحتك.

تحققت هذه البركة لأشير فهو نال نصيباً حسناً من الأرض على البحر المتوسط يمتد من جبل الكرمل جنوباً إلى صيدون شمالاً. وكانت أرضه غنية بأشجار الزيتون والكروم ليكن مقبولاً من إخوته = أى ينال رضى إخوته فيحبونه لصفاته وللأشياء النفيسة التى كان يصدرها لهم فأرض مشهورة بالزيتون وزيت الزيتون .

يغمس فى الزيت رجله = أى بجهاده برجليه فى الآلات التى تعصر الزيتون لإستخراج الزيت. أو يكون المعنى أنه لكثرة الزيت فكأنه يغمس رجليه فى هذا الزيت وليس فقط يدهن به .

حديد ونحاس مزاليجك = أى فلتكن أرضك محصنة غاية التحصين فيصعب على العدو إقتحامها.

 وكأيامك تكون راحتك = أى بقدر طول حياتك يتوفر لك الراحة والسلام والإطمئنان والخير مدى الأجيال

التفسير الرمزى:- الزيت رمز للروح القدس وثماره التى هى سلام وفرح ومحبة يشار لها هنا بالإطمئنان والراحة والله يعطى الروح القدس بفيض.

 

آية26:- ليس مثل الله يا يشورون يركب السماء في معونتك و الغمام في عظمته.

ختام بركة موسى بعد كل ما اعلنه الله له من بركات له ولشعبه، يعلن موسى لشعبه ليس مثل الله بين آلهة العالم. وموسى نفسه جرب هذا فهو للآن موفور النضارة والصحة والله يسرع لنجدة شعبه كمن يركب السحاب والغمام أى إشارة لسموه وعظمته ومجده وأنه حال فوق شعبه وحوله أمامه.

 

آية27:- الاله القديم ملجا و الاذرع الابدية من تحت فطرد من قدامك العدو و قال اهلك.

الإله القديم = أى الله الكائن منذ الأزل الذى أعماله ومشوراته ومحبته أزلية

الأذرع الأبدية من تحت = الله يحمل شعبه بذراعيه ويرفعهم فوق جميع المتاعب والصعوبات وهذه الحماية أبدية. فكأن مشوراته وحمايته ومحبته أزلية أبدية (فهو السرمدى)

أِهلِك = قد تكون أمراً لأعداء الله وشعبه بالهلاك. وقد تكون أمراً لشعب الله أن يهلك أعداؤه.

 

آية28:- فيسكن اسرائيل امنا وحده تكون عين يعقوب الى ارض حنطة و خمر و سماؤه تقطر ندى.

عين يعقوب = يقصد بها عين الماء أو مصادر الماء مصدر الخير، الحنطة والخمر لذلك جاءت الآية فى ترجمات أخرى " يسكن إسرائيل آمناً منفرداً عند عين يعقوب فى أرض حنطة وخمر

آية29:- طوباك يا اسرائيل من مثلك يا شعبا منصورا بالرب ترس عونك و سيف عظمتك فيتذلل لك اعداؤك و انت تطا مرتفعاتهم

قال النبى من قبل ليس مثل الله (آية26) والآن يقول من مثلك يا شعب الله = فإذا كان الله ليس له نظير أو شبيه فهو أيضاً سيجعل شعبه متميزاً وليس مثله فالرب يحميهم وهو ملجأهم وهم يسكنون عنده فى سلام وهو يحملهم ويدعمهم ويقودهم ويعطيهم النصرة على أعدائهم ويعولهم وهو يعطيهم سلامهم ويضمن لهم النصر.

طوبى = كلمة طوبى من الطيب وهو الشىء الحسن الجيد فيكون المعنى يا لسعادتك وخيرك


 

الإصحاح الرابع والثلاثون

هذا الإصحاح غالباً الذى كتبه هو يشوع بن نون لينهى به أسفار موسى بقصة موت موسى

آية1-4:- و صعد موسى من عربات مواب الى جبل نبو الى راس الفسجة الذي قبالة اريحا فاراه الرب جميع الارض من جلعاد الى دان. و جميع نفتالي و ارض افرايم و منسى و جميع ارض يهوذا الى البحر الغربي.و الجنوب و الدائرة بقعة اريحا مدينة النخل الى صوغر. و قال له الرب هذه هي الارض التي اقسمت لابراهيم و اسحق و يعقوب قائلا لنسلك اعطيها قد اريتك اياها بعينيك و لكنك الى هناك لا تعبر.

بدأ موسى بصعوده الجبل رحلة صعوده للسموات. ولقد أراه الله كل الأرض لأن الله أعطاه فى هذه السن أو حتى هذه السن نظراً قوياً ورؤية موسى للأرض تشير

أ‌-  هذه أقصى إمكانيات الناموس الذى يمثله موسى أن ينظر الإنسان أرض الميعاد أو أمجاد السماء من بعيد ولكن لا يدخلها. فلا دخول سوى بالمسيح يسوع الذى يمثله يشوع هنا

ب‌-تمثل رؤية موسى للأرض من بعيد رؤية المؤمنين الذين ماتوا على الرجاء، رجاء مجىء المسيح فهم وإن كانوا لم ينالوها ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها (عب13:11)

ج- وهى تشبه رؤيتنا بعين الإيمان لكنعان السماوية والراحة الأبدية والأمجاد هناك دون أن نرى شيئاً عياناً لذلك نصلى " وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى"

 

آية5:- فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب.

الذى إعتاد أن يقابل الله على جبل ليكلمه هو الآن يموت على جبل لينطلق إليه

 

آية6:- و دفنه في الجواء في ارض مواب مقابل بيت فغور و لم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم.

ودفنه = أى مجد عظيم لهذا النبى العظيم أن يدفنه الله، أو دفن بأمره، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم = إذاً فغالباً قامت الملائكة بهذا العمل

الجواء = هو السهل. ولاحظ أنه فى مقابل أرض بيت فغور = وهو المكان المخصص لعبادة بعل فغور وهناك سقط الشعب فى النجاسة ومات منهم 24.000

ولنقارن كيف مات موسى ودُفن وكيف مات هؤلاء الزناة الذين إستمتعوا لحظات. حقاً عزيز فى عينى الرب موت أتقيائه (مز15:116). وقارن بين موت لعازار الفقير (حيث حملته الملائكة) وموت الغنى الذى قيل عنه ودفن دون ذكر إسمه. ولقد أخفى الله جسد موسى لأنه عرف بحكمته أن الشعب لمحبتهم لموسى سوف يؤلهون جسده ويعبدونه. وفى رسالة يهوذا (عدد9) نعرف أن رئيس الملائكة ميخائيل خاصم إبليس بسبب جسد موسى وغالباً أن إبليس أراد إعلان مكان جسد موسى ليضلل الشعب فيتركوا عبادة الله ويبدأون عبادة جسد موسى. ولقد كرم المسيح موسى بتجليه على الجبل ومعه موسى وإيليا. وكان تجلى موسى كما تتجلى العذراء الآن كما حدث فى الزيتون، أما إيليا فهو لم يمت أصلاً.

 

آية7:- و كان موسى ابن مئة و عشرين سنة حين مات و لم تكل عينه و لا ذهبت نضارته.

ولا ذهبت نضارته = الخطية هى التى تضعف الإنسان وكيف تذهب نضارة هذا الوجه الذى لمع بنور إلهى وكان الناس لا يستطيعون النظر إلى وجهه (خر30،29:34) وراجع (مز 5:103)

 

آية8:- فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت ايام بكاء مناحة موسى.

كانت أقصى مدة لمناحة عظماء الأشخاص عند اليهود 30 يوماً (عد29:20)

 

آية9:- و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى.

ويشوع.. إمتلأ روح حكمة = يشوع هو رمز للمسيح أقنوم الحكمة. ولاحظ أن الله يسكب على خدامه الأمناء مواهبه بغزارة بوضع اليد = إذ وضع موسى عليه يديه  ويشوع أو يسوع لهم نفس الإسم يهوة خلاص

 

آية10:- و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه.

فقد إختاره الله ليؤسس أمة إسرائيل وهو الذى شرع لهم أو أخذ الشريعة من الله وأعطاها لهم. وقد أجرى الله على يديه معجزات عظيمة ورهيبة. وكلمة الله فماً لفم فى العليقة وعلى الجبل وفى خيمة الإجتماع (خر18:33-23 + عد6:12-8)

 

آية12:- و في كل اليد الشديدة و كل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل

فى كل اليد = اليد إشارة لقوة الله. وكل المخاوف = عبورهم البحر وهو منشق لنصفين والضربات المهلكة ضد المصريين وضد الشعب فى حالة إصرارهم على الخطية وموسى العظيم شهد له الله والمسيح أمَّن على كلماته. والشعب اليهودى يجل موسى وهكذا كل المسيحين . بل فى السماء سنرتل ترتيلة موسى. بركة صلواته وطلباته فلتكن مع الكنيسة ومعنا آمين.

 

الصفحة الرئيسية