طوبيـا
كنيسة السيدة العذراء بالفجالة
مقدمة عن سفر طوبيا
- طوبيا كلمة عبرية (طوبى ياه = الله طيب)
- هي قصة رجل تقي يسمى طوبيا عاش في السبي الأشوري في نينوى عاصمة أشور لكنه تمسك بتقواه وبأعمال الرحمة. وعائلة أخرى تقية. لكن كلا العائلتين يواجهان تجارب أليمة بالرغم من تقواهما فلماذا؟
1) الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل إبن يقبله (عب5:12،6). والكتاب لم يذكر أي خطية للعائلتين ولكن الله العالم بداخل كل نفس هو يعلم ما هي الخطية التي يؤدب عليها.
2) أيوب قال الله نفسه عنه أنه رجل كامل ليس مثله (أي1:1،8) ولكن إكتشفنا بعد ذلك خطأ أيوب الواضح وهو بره الذاتي. وكان الله يشفيه ليكمل. فالكمال للبشر هو كمال نسبي. وبولس الرسول سمح الله له بشوكة في الجسد ليحميه من الإنتفاخ (2كو7:12)
3) قيل عن المسيح "يُكَمِّل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب10:2) فإن الآلام هي طريق الكمال وطريق الكف عن الخطايا (1بط1:4). لكن ملاك الرب يصاحب المتألم ليعزيه وهذه مثل يعطي مع التجربة المنفذ (1كو13:10)
4) كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله (رو28:8). وهاتين العائلتين يحبون الله بالتأكيد. فنجد أن الأمور بالنسبة لهم وإن بدأت ببعض الآلام إلاّ أنها تنتهي بسعادة وفرح للجميع.
- الملائكة قال عنهم بولس الرسول أنهم "أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب14:1). وهنا نرى صورة تطبيقية لما قاله بولس الرسول. فالله الذي عينه على أولاده يرسل ملاكاً هو الملاك رافائيل ليسهل أمور أولاده. وكم من مرة يحدث لنا ذلك دون أن ندري. وربما ننسب حلول مشاكلنا للصدف أو الحظ أو ذكائنا ويكون الله عن طريق ملائكته هو الذي سهل لنا الأمور. (مز7:34) "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم". (مز11:91) "يوصي ملائكته بك، لكي يحفظوك في كل طرقك" (تك7:24) "يقول إبراهيم لعبده يرسل ملاكه أمامك" (تك16:48) "وهكذا قال يعقوب" ورافائيل أحد رؤساء الملائكة السبعة الواقفين أمام الرب.
- الشيطان الذي كان يقتل أزواج البنت قيل أن إسمه أزموداوس (طو8:3) أي المهلك أو المدمر فهل الشيطان يقتل؟
1) السيد المسيح أسمى الشيطان أنه كان قتالاً للناس منذ البدء (يو44:8)
2) حينما كان الشيطان يضرب أيوب، كان الله يحدد له حدود التجربة، وقال الله للشيطان ها هو في يدك ولكن إحفظ نفسه (أي6:2). إذاً لولا هذا الحد الذي وضعه الله للشيطان لكان قد قتله.
3) الأرواح الشريرة قتلت وأهلكت قطيع الخنازير (مت32:8).
4) الشيطان كان يلقي بالبشر في النار والماء (مت15:17). وهو يهيج الحروب فيموت الكثيرين.
5) الأرواح الشريرة أصابوا أولاد سكاوا بجراح حتى هربوا عراة. (أع16:19).
6) سلطان الشيطان هذا على "الذين ينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم" (طو16:6،17). ولم يكن له سلطان على طوبيا وسارة اللذان نفذا كلام الملاك. ولذلك نفى الملاك الشيطان إلى برية مصر العليا حيث العبادات الوثنية. ولاحظ فمصر كانت تشير لأرض العبودية والمعنى أن الملاك حرر طوبيا وسارة تماماً من إبليس وعبوديته.
7) شكراً لله. لقد كان هذا السلطان على البشر قبل المسيح. وبالمسيح صار لنا سلطان أن ندوس عليه (لو19:10)
8) كان الشيطان يقبض على كل النفوس بعد موتها ليأخذها للجحيم، وأول نفس لم يستطع معها هذا كان السيد المسيح الذي قال "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شئ" (يو30:14) فالمسيح لم يقبل خطية واحدة من يده. والآن كل من هو ثابت في المسيح يستطيع أن يقول هذا "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شئ" ونصلي للعذراء الأم أن تأتي لنا في هذه الساعة لتطرد عنا الشياطين (صلاة الغروب) (وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندي ولمؤامرة الأعداء إهزمي)
- هناك اعتراض على استعمال قلب ومرارة وكبد الحوت لهزيمة الشيطان وشفاء طوبيا الأب من العمى.
1) يقولون وهل تشفي المرارة العين العمياء، والرد من (إش21:38) الذي وضع قرص تين على الدبل فبرأ حزقيا الملك. ووضع السيد المسيح طيناً على عيني الأعمى فتفتحت عيناه. فهل التين يشفي أو الطين يفتح العيون؟!
2) السبب ببساطة أن الإنسان = جسد + روح. وأعمال الروح غير مرئية للجسد، فيسمح الله بأشياء مادية للدلالة على أشياء روحية. مثلاً المعمودية= دفن مع المسيح وقيامة، لذلك ندفن المعمد في ماء، ثم نخرجه من الماء للدلالة على الدفن والقيامة. والمعمودية غسيل من الخطايا، لذلك نستعمل الماء للدلالة على الغسيل. فالله يستخدم معنا أشياء مادية لأننا جسدنا مادي. نحن لسنا أرواح فقط فلابد أن نشعر بشئ مادي. الصورة الحسية تغذي حواس الجسد. وهكذا إستعمل السيد المسيح مع تلاميذه الزيت لشفاء الأمراض (مر13:6) + (يع14:5). وبنفس المفهوم يلقي موسى قطعة شجر في الماء المر فيصير عذباً (خر25:15) وإليشع يرمي عود خشب في الماء فيطفو الحديد (2مل6:6). ويلقي دقيق في قدر مسموم فلا يؤذي الطعام أحد (2مل41:4)
3) قال الملاك لطوبيا "إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان" فهل هذا أعمال سحرية؟ قطعاً لا. إنما هو شكل مادي لعمل روحي. فالكبد والقلب هما تعبير عن المشاعر وكان اليهود يطلقون على المشاعر "أحشاء" (في1:2+2كو15:17) وحتى الآن فإن لفظ القلب يطلق على المشاعر فنقول (فلان له قلب رحيم أو فلان بلا قلب). ولذلك نفهم أن حرق الكبد والقلب يشير للمشاعر الملتهبة بين طوبيا وعروسه في الليلة الأولى للزواج ولكنهم غلبوا هذه المشاعر، فكانوا كمن أحرقها. فإنه شئ صعب جداً أن يعيش شاب وشابة دون أن يلمسا بعضهما. وهكذا قيل عن القديس يوحنا كاما وزوجته اللذان زوجهما أبواهما دون رضائهما وأرادا أن يعيشا في بتولية، وعاشا فترة كإخوة حتى ترهبا كلاهما. "أن هذا يفوق الطبيعة البشرية، أن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيهما الطبيعة إلى الشهوة. ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق" هذا ما قيل عن القديس يوحنا كاما وزوجته.
4) لماذا طلب الملاك من طوبيا أن لا يعاشر زوجته ثلاثة أيام؟ كان هناك شيطان يحارب البنت ويقتل أزواجها. فكيف تحارب الشيطان؟ هذا السؤال أجاب عنه السيد المسيح "هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم. وما هو الصوم؟ هو حرمان الجسد من شهوة طبيعية للأكل. وما الذي أرشد الملاك طوبيا لعمله هو حرمانه من شهوة طبيعية ناحية زوجته مع الصلاة. وبالتالي كانت مشورة الملاك لطوبيا هي نفسها مشورة السيد المسيح لنا، في كيف نغلب الشيطان، نحرمه من سلاحهن (بالصوم والإمتناع عن الشهوات الجسدية) + الصلاة وهي سلاح فعال فبالصلاة يكون لنا صلة بالله فلا يستطيع أن يقاوم.
5) السيد المسيح غلب الشيطان بنفس الوسيلة، فهو صام ورفض أن يطلب من الآب تحويل الحجارة إلى خبز متغلباً على شهوة البطن للطعام، لذلك قال المسيح أنه بهذا ربط الشيطان (مر27:3) "لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولاً وحينئذ ينهب بيته" فأسلحة الشيطان هي الملذات العالمية (مال/ جنس/ طعام وشراب.. ) ولذلك سمى الشيطان "رئيس هذا العالم" (يو30:14) ولذلك قال الشيطان للسيد المسيح "أعطيك كل هذه" (مت9:4) فمن يرفض إغراءات العالم يحرم إبليس من أسلحته فكأنه بهذا قد ربطه. وهذا ما فعله طوبيا إذ رفض حقه في ملذات العالم، فربط الشيطان وإنهزم. وتعبير إنهزم إستخدمه السيد المسيح "ولكن متى جاء من هو أقوى منه فإنه يغلبه" (لو22:12)
6) كان حرق الكبد والقلب هو تعبير عما فعله طوبيا وزوجته من قتل مشاعرهما وغرائزهما لربط الشيطان وبهذا غلبوه
7) في الليلة الثانية تكون مقبولاً في شركة الآباء القديسين (طو20:6). وهذا ما قاله السيد المسيح للتلاميذ حينما عادوا فرحين إذ خضعت لهم الشياطين.. "لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل إفرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات" (لو20:10) فهناك درجة أعلى من خضوع الشياطين، هي شركة الآباء القديسين في السماء. فهم حين إحتملوا ليلة ربطوا الشيطان وهزموه. وفي الليلة الثانية إزدادت درجتهم مع زيادة تحملهم. وفي الليلة الثالثة، ورقم 3 هو رقم كمال إنتهت المشكلة تماماً وملأت البركة حياتهم.
8) للأسباب السابقة تنصح الكنيسة المتزوجين حديثاً أن يمتنعوا عن المعاشرة الزوجية الثلاثة أيام الأولى، فتكون كباكورة لله، ولطرد الشياطين من حياتهم. وبركة العمر كله وكان في الكنيسة قديماً، يأتي العروسان للإعتراف والتناول ليكون هناك وحدة روحية. ويتم الزواج ليلة السبت وتستمر التسابيح طوال الليل ويتناولا يوم الأحد. ويذهب لهما الكاهن يوم الاثنين ليصلي لهما التحليل ثم يبدآن في المعاشرة الجسدية.
- كاتب السفر: غالباً هو طوبيا نفسه كما أوصاهم الملاك "حدثوا بجميع عجائبه" (طو20:12)
- زمن كتابة السفر: في أثناء سبي إسرائيل في أرض أشور. والسبي كان سنة 722ق.م. وبالتالي كانت الكتابة بعد هذا التاريخ. ولقد كتب السفر في أرض السبي. وكان سبب تعزية للمسبيين أن الله مهتم بهم ويرسل لهم ملائكته تحفظهم إن عاشوا بالتقوى.
- طوبيا لقداسته أرشده الله لزوجة صالحة حفظها له. وسارة لقداستها سمح الله لإبليس أن يقتل أزواجها لأنهم إما وثنيين أو أشرار لا يستحقون هذه القديسة. فبينما كان إبليس يدبر الهلاك والحزن والكآبة للبنت القديسة والآلام لطوبيا بل العمى. كان الله يخرج من الجافي حلاوة. الشيطان قوى على الأزواج السبعة لأنهم كانوا غير صالحين كما قال الملاك "إن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما أولئك للشيطان عليهم سلطان (طو17:6).
- الملاك روفائيل معنى إسمه شفاء الله. وحينما ظهر لطوبيا كان في هيئة شاب حتى لا ينزعج وسمى نفسه "أنا عزريا بن حننيا العظيم" وقيل وهل يكذب الملاك؟ وقال عن نفسه أنا من بني إسرائيل.. وكنت نازلاً عن أخينا غابيلوس فهل كذب في هذا؟
1) عزريا= الله يساعد بقوة وحننيا= حنان الله وقوله العظيم عائدة على يهوه. والمعنى أنا خادم الله العظيم الذي من حنانه أرسلني بقوة لأقدم لكم خدمة عظيمة. قوة الله النابعة من حنانه العظيم ستشفي طوبيا وتنقذ سارة وتطرد الشياطين وتغنيهم. حقاً فالله لا يظل مديوناً. لقد خدمه طوبيا. والله يرد له أضعاف أضعاف. الإسم الذي ذكره الملاك هنا ليس إسماً له بل هو تعبير عن رسالة سيقوم بها.
2) حدث كثيراً في الكتاب المقدس أن ظهر الملائكة في هيئة بشر. فإبراهيم إستضاف ملائكة وهم على هيئة بشر وهو لا يدري (عب1:13). وهكذا ظهر الملائكة كبشر أمام لوط.
3) قوله أنه من بني إسرائيل ومن سبط نفتالي فهذا يعني أنه مكلف بحراسة شعب الله في هذا المكان أي أن قوله من بني إسرائيل أي من عند بني إسرائيل ومن سبط نفتالي أي أنا أتيت من عندهم. وراجع (دا 12:10،13،20+ خر20:23)
الإصحاح الأول
"1 كان طوبيا وهو من سبط ومدينة نفتالي التي في الجليل الأعلى فوق نحشون وراء الطريق الأخذ غرباً والى يسارها مدينة صفت. 2 قد جلي في عهد شلمناسر ملك أشور إلا انه مع كونه في الجلاء لم يفارق سبيل الحق. 3 حتى كان كل ما يتيسر له يقسمه كل يوم على من جلي معه من إخوانه الذين من جنسه. 4 ومع انه كان احدث الجميع في سبط نفتالي لم يكن على شيء من شؤون الأحداث. 5 وكان إذا قصدوا كلهم عجول الذهب التي عملها ياربعام ملك إسرائيل يتخلف وحده عن سائرهم. 6 فيمضي إلى أورشليم إلى هيكل الرب وهناك كان يسجد للرب اله إسرائيل ويوفي جميع بواكيره وأعشاره. 7 وإذا كانت السنة الثالثة كان يجعل جميع أعشاره للدخلاء والغرباء. 8 وعلى هذا وأمثاله كان مثابراً منذ صبوته على وفق شريعة الله. 9 ولما أن صار رجلاً اتخذ له امرأة من سبطه اسمها حنة فولد له منها ولد فسماه باسمه. 10 وأدبه منذ صغره على تقوى الله واجتناب كل خطيئة. 11 ولما جلي مع امرأته وولده إلى مدينة نينوى حيث كانت كل عشيرته. 12 وقد كانوا كلهم يأكلون من أطعمة الأمم كان هو يصون نفسه ولم يتنجس قط بمأكولاتهم. 13 ولأجل انه كان يذكر الرب بكل قلبه آتاه الله حظوة لدى الملك شلمناسر. 14 فأطلق له أن يذهب حيثما شاء ويفعل ما يريد. 15 فكان يطوف على كل من كان في الجلاء ويرشدهم بنصائح الخلاص. 16 ثم انه قدم راجيس مدينة ماداي وكان معه مما آثره به الملك عشرة قناطير من الفضة. 17 فرأى بين الجمهور الغفير الذي من جنسه رجلاً من سبطه يقال له غابيلوس في فاقة فدفع إليه الزنة المذكورة من الفضة بصك. 18 وكان بعد أيام كثيرة أن مات الملك شلمناسر فملك سنحاريب ابنه مكانه فوقع بنو إسرائيل عنده موقع الكراهة. 19 وكان طوبيا يطوف كل يوم على جميع عشيرته ويعزيهم ويؤاسي كل واحد من أمواله على قدر وسعه. 20 فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة. 21 ولما قفل الملك سنحاريب من ارض يهوذا هارباً من الضربة التي حاقه الله بها بسبب تجديفه وطفق لحنقه يقتل كثيرين من بني إسرائيل كان طوبيا يدفن أجسادهم. 22 فنما ذلك الى الملك فأمر بقتله وضبط جميع ماله. 23 فهرب طوبيا بولده وزوجته عارياً وأختبأ لأن كثيرين كانوا يحبونه. 24 وكان بعد خمسة وأربعين يوما أن قتل الملك ابناه. 25 فعاد طوبيا إلى منزله ورد عليه كل ماله."
آية (1): نفتالي= من أسباط إسرائيل والكلمة تعني مصارعات. ونحشون= تعني حية. والمعنى أننا في صراع مستمر مع الحية إبليس. لكن لأن طوبيا رجل قديس نسمع طوبيا.. من نفتالي.. فوق نحشون. فهذا وعد السيد المسيح "أعطيتكم سلطاناً أن تدوسوا الحيات" (لو19:10).
آيات (2،3): جُلى في عهد شلمنأصر= (راجع 2مل3:17) وتم السبي سنة 722ق.م. عموماً فالسبي تم على عدة مراحل إلاّ أن السامرة كعاصمة سقطت وسبى شعبها سنة 722ق.م. ويذكر هنا السفر قداسة وبر طوبيا حتى بعد سبيه. فالقداسة لا تظهر فقط داخل أسوار الكنيسة بل خارج الكنيسة.
آيات (4-8): طوبيا من أيام شبابه وهو مازال في إسرائيل رفض العبادة الخطأ وكان يذهب لأورشليم متمسكاً بالعقيدة الصحيحة مع ما كان هذا يكلفه من مشقة في السفر. ولاحظ إهتمامه بالمحتاجين.
آيات (11-12): لم يقل طوبيا، أنه مادمت وسط الأمم فلأفعل مثلهم.
آيات (13-17): الله يكافئ الأمين. والملك سمح له بالحرية. لكننا نجده إستخدمها لخدمة شعبه.
مملكة ماداي= شرق أشور وشمال فارس (إيران حالياً) وكانت تتبع أشور في ذلك الحين.
راجيس= يقول التاريخ أن سلوكس نيكانور هو الذي بنى راجيس سنة 300ق.م. فكيف تذكر هنا؟ السبب ببساطة أن راجيس كانت حي صغير أو ضاحية صغيرة لمدينة احمتا. وجاء نيكانور وجعل منها مدينة كبيرة، أوهو جددها بعد أن هدمت. وفي بعض النسخ كتبت أحمتا بدل راجيسس.
عشرة قناطير= القنطار الفضة= 240جنيه. وأعطى طوبيا المبلغ لشخص محتاج. وهذه هي أخلاق طوبيا.
أيات (18-23): قصة سنحاريب تجدها في (2مل18،19) وقصة قتل إبناه له (2مل37:19). وغالباً كان إضطهاد سنحاريب لليهود بعد قتل الملاك 185000رجل من جيشه، وعودته في خزي. ونلاحظ إهتمام اليهود بدفن جثث موتاهم. لذلك عند ما لم يدفن أحد جثة يهوياقيم الملك قال عنه الكتاب يدفن دفن الحمار (إر19:22) وتظهر شجاعة طوبيا في دفنه الجثث وبهذا يتحدي الملك.
آيات (24-25): الله ينتقم من الأشرار. ولم يحمه إلهه نسروخ. وجاء الملك أسرحدون بدلاً من سنحاريب، وهذا لم يكن هناك عداوة بينه وبين اليهود فأعاد لطوبيا ماله وعاد طوبيا إلى بيته.
الإصحاح الثاني
"1 وكان بعد ذلك في يوم عيد الرب أن صنعت مأدبة عظيمة في بيت طوبيا. 2 فقال لابنه هلم فادع بعضاً من سبطنا من المتقين لله ليأكلوا معنا. 3 فانطلق ثم عاد فأخبره أن واحداً من بني إسرائيل مذبوح ملقى في السوق فلما سمع طوبيا نهض من موضعه مسرعاً وترك العشاء وبلغ الجثة وهو صائم. 4 فرفعها وحملها إلى بيته سراً ليدفنها بالتحفظ بعد مغيب الشمس. 5 وبعد أن خبأ الجثة أكل الطعام باكياً مرتعداً. 6 فذكر الكلام الذي تكلم به الرب على لسان عاموس النبي أيام أعيادكم تتحول إلى عويل ونحيب. 7 ولما غربت الشمس ذهب ودفنها. 8 وكان جميع ذوي قرابته يلومونه قائلين لأجل هذا أمر بقتلك وما كدت تنجو من قضاء الموت حتى عدت تدفن الموتى. 9 وأما طوبيا فإذ كان خوفه من الله اعظم من خوفه من الملك كان لا يزال يخطف جثث القتلى ويخبأها في بيته فيدفنها عند انتصاف الليل. 10 واتفق في بعض الأيام وقد تعب من دفن الموتى انه وافى بيته فرمى بنفسه إلى جانب الحائط ونام. 11 فوقع ذرق من عش خطاف في عينيه وهو سخن فعمي. 12 وإنما إذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كأيوب الصديق. 13 فانه إذ كان لم ينفك عن تقوى الله منذ صغره وحافظاً لوصاياه لم يكن يتذمر على الله لما ناله من بلوى العمى. 14 ولكنه ثبت في خوف الله شاكرا له طول أيام حياته. 15 وكما كان القديس أيوب يعيره الملوك كان أنسباء هذا وذووه يسخرون من عيشته قائلين. 16 أين رجاؤك الذي لأجله كنت تبذل الصدقات وتدفن الموتى. 17 فيزجرهم طوبيا قائلاً لا تتكلموا كذا. 18 فإنما نحن بنو القديسين وإنما ننتظر تلك الحياة التي يهبها الله للذين لا يصرفون إيمانهم عنه أبداً. 19 وكانت حنة امرأته تذهب كل يوم إلى الحاكة وتأتى من تعب يديها بما يتأتى لها تحصيله من الميرة. 20 واتفق أنها أخذت جدياً وحملته إلى البيت. 21 فلما سمع بعلها صوت ثغاء الجدي قال انظروا لعله يكون مسروقاً فردوه على أربابه إذ لا يحل لنا أن نأكل ولا نلمس شيئاً مسروقاً. 22 فأجابته امرأته وهي مغضبة قد وضح بطلان رجائك وصدقاتك الآن قد عرفت وبهذا الكلام ومثله كانت تعيره."
آيات (1-4): نرى عظمة طوبيا في الآتي:
1. ما إن سمع أن هناك جثة ترك الأكل والوليمة وضيوفه وذهب ليحمل الجثة.
2. إحتفظ بالجثة في بيته.
3. يعرض نفسه لعقوبة من الملك.
4. كل هذا لأنه متمسك بالناموس. أيضاً لتمسكه بالناموس عمل الوليمة ليحتفل بيوم عيد الرب ويظهر أن الإبن طوبيا كان باراً كأبيه فذهب بسرعة ليخبر أبيه بوجود الجثة، فالأب قدوة لأبنائه.
آيات (5،6): في تقواه لم يلم الله على تركه لشعبه اليهودي ينكل بهم الملك، بل أرجع هذا لخطية الشعب وتذكر نبوة عاموس (عا10:8)
آية (11): ذرق= براز.
آية (14): سماح الله بتجربة هذا البار كانت ليكمل كما قلنا في المقدمة. وهنا نرى كيف نستفيد من التجربة التي يسمح بها الله= لكنه ثبت في خوف الله شاكراً له طول أيام حياته. وهذا نفس ما قاله بولس الرسول (كو7:2).
آيات (15-18): من ضمن محاربات إبليس أن يستخدم أصدقائنا وأقاربنا (غير الثابتين في الله أو غير الفاهمين) للتشكيك في محبة الله. لكن طوبيا كان له عينان خارجيتان مقفولتان وعينان داخليتان يرى بهما الرب فلا يتشكك فيه.
آيات (19-22): امرأته لأجل الإحتياج للمال إشتغلت في الحياكة (الخياطة) في مشغل وربما إشترت هي الخروف أو أخذته كهدية.
الإصحاح الثالث
"1 حينئذ أن طوبيا وطفق يصلي بدموع. 2 وقال عادل أنت أيها الرب وجميع أحكامك مستقيمة وطرقك كلها رحمة وحق وحكم. 3 فالآن اذكرني يا رب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبي ولا ذنوب آبائي. 4 لانا لم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلمنا إلى النهب والجلاء والموت وأصبحنا أحدوثة وعاراً في جميع الأمم التي بددتنا بينها. 5 فالآن يا رب عظيمة أحكامك لانا لم نعمل بحسب وصاياك ولا سلكنا بخلوص أمامك. 6 والآن يا رب بحسب مشيئتك اصنع بي ومر أن تقبض روحي بسلام لأن الموت لي خير من الحياة.7 واتفق في ذلك اليوم عينه أن سارة بنة رعوئيل في راجيس مدينة الماديين سمعت هي أيضاً تعييراً من إحدى جواري أبيها. 8 لأنه كان قد عقد لها على سبعة رجال وكان شيطان اسمه ازموداوس يقتلهم على اثر دخولهم عليها في الحال. 9 وإذ كانت تنتهر الجارية لذنب أجابتها قائلة لا رأينا لك ابناً ولا ابنة على الأرض يا قاتلة أزواجها. 10 أتريدين أن تقتليني كما قتلت سبعة رجال فلما سمعت هذا الكلام صعدت إلى علية بيتها فأقامت ثلاثة أيام وثلاث ليال لا تأكل ولا تشرب. 11 بل استمرت تصلي وتتضرع إلى الله بدموع أن يكشف عنها هذا العار. 12 ولما أتمت صلاتها في اليوم الثالث وباركت الرب. 13 قالت تبارك اسمك يا اله آبائنا الذي بعد غضبه يصنع الرحمة وفي زمان البؤس يغفر الخطايا للذين يدعونه. 14 إليك يا رب اقبل بوجهي وإليك اصرف ناظري. 15 أتوسل إليك يا رب أن تحلني من وثاق هذا العار أو تأخذني عن الأرض. 16 انك يا رب عالم باني لم اشته رجلاً قط وأني قد صنت نفسي منزهة عن كل شهوة. 17 ولم اكن قط أمازج أرباب الملاهي ولا أعاشر السالكين بالطيش. 18 وإنما رضيت بأن اتخذ رجلاً لخوفك لا لشهوتي. 19 ولعلي لم أكن مستأهلة لهم أو لم يكونوا مستحقين لي فلعلك أبقيتني لبعل آخر. 20 لأن مشورتك لا يدركها إنسان. 21 على أن من يعبدك يوقن أن حياته أن انقضت بالمحن فستفوز بإكليلها وإن حلت به شدة فسينقذ وإن عرض على التأديب فله أن يرجع إلى رحمتك. 22 لأنك لا تسر بهلاكنا فتلقي السكينة بعد العاصفة وبعد البكاء والنحيب تفيض التهلل. 23 فليكن اسمك يا اله إسرائيل مباركاً مدى الدهور. 24 في ذلك الحين إستجيبت صلوات الاثنين أمام مجد الله العلي. 25 فأرسل الرب ملاكه القديس رافائيل ليشفي كلا الاثنين اللذين رفعت صلواتهما في وقت واحد إلى حضرة الرب."
آيات (1-6): هنا نرى عظمة طوبيا فهو أرجع ألامهم إلى خطاياهم فبرر الله، ولكنه لم يلقي باللوم على الله أصبحنا أحدوثة= وهي تصغير حدث أي شيئاً تافهاً. مر أن تقبض روحي بسلام= كون الإنسان يطلب الموت لنفسه فهذا خطأ لأنه يأس من رحمة الله. لكن الله الذي يعرف ضعف الطبيعة البشرية يسامح على هذه الأخطاء. وهو قد سامح إيليا حين سقط نفس السقطة (1مل4:19) ولنفهم أن بولس حين قال "لي إشتهاء أن أنطلق فأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" (في23:1) فهذا يختلف عن طلب الموت يأساً من الشفاء:-
1. يقول بولس الرسول "ذاك أفضل جداً" إذاً ما هو فيه شئ جيد لكنه يطلب الأفضل فهو ليس يائساً، بل هي شهوة قلبه أن يرى المسيح.
2. بولس قال هذا خلال حديثه أنه في حيرة، يريد أن يعيش ليخدم الله ويمجد إسمه ويريد أن يذهب للمسيح. فهو محصور بين شيئين، لذلك ترك القرار في يد الرب وقال "لكن أن أبقى ألزم لأجلكم" أي طالما أن الله يجد أن لي عمل فسأبقى لأمجد إسم الله.
آيات (7-23): هنا عائلة أخرى تحيا في قداسة ولها مشكلة هي الأخرى. ونجد الإبنة تصلي. مشكلتها لم تدفعها لليأس بل للصلاة. لذلك قال الآباء (لا تضع المشكلة بينك وبين الله، بل ضع الله بينك وبين المشكلة). لذلك فبعد صومها وصلاتها باركت الرب (آية12) فهي لم تنصرف عن صلاتها إلاّ بعد أن شعرت بالتعزية ولنلاحظ دور الشيطان، فكما أثار أصدقاء طوبيا وزوجته ليعيروه، إستخدم الخادمة لتعير سارة. وسارة حصلت على التعزية بصلاتها لأنها لم تتذمر على الله، وإعترفت بالخطية وإتضاعها إذ تقول لعلي لم أكن مستأهلة لهم على أزواجها الذين ماتوا، وتسليمها لله= لعلك أبقيتني لبعل آخر.+ مشورتك لا يدركها إنسان.
آية (24،25): بعد أن أتت التجارب بثمارها ورأي الله كمال الأسرتين، ها هو يرسل ملاكه لينهي المشكلتين.
الإصحاح الرابع
"1 وإذ خال طوبيا أن قد استجيبت صلاته وتهيا له أن يموت استدعى إليه طوبيا ابنه. 2 وقال له اسمع يا بني كلمات في واجعلها في قلبك مثل الأساس. 3 إذا قبض الله نفسي فأدفن جسدي واكرم والدتك جميع أيام حياتها. 4 واذكر ما المشقات التي عانتها لأجلك في جوفها وما كان اشدها. 5 ومتى استوفت هي أيضاً زمان حياتها فادفنها إلى جانبي. 6 وأنت فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك وأحذر أن ترضى بالخطيئة وتتعدى وصايا الرب إلهنا. 7 تصدق من مالك ولا تحول وجهك عن فقير وحينئذ فوجه الرب لا يحول عنك. 8 كن رحيماً على قدر طاقتك. 9 أن كان لك كثير فابذل كثيراً وأن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيبة. 10 فانك تدخر لك ثواباً جميلاً إلى يوم الضرورة. 11 لأن الصدقة تنجي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى الظلمة. 12 أن الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها. 13 أحذر لنفسك يا بني من كل زنى ولا تتجاوز امرأتك مستبيحاً معرفة الإثم أبداً. 14 ولا تدع الكبر يستولي على أفكارك وأقوالك لأن الكبر مبدأ كل هلاك. 15 وكل من خدمك بشيء فأوفه أجرته لساعته وأجرة أجيرك لا تبق عندك أبداً. 16 كل ما تكره أن يفعله غيرك بك فإياك أن تفعله أنت بغيرك. 17 كل خبزك مع الجياع والمساكين واكس العراة من ثيابك. 18 ضع خبزك وخمرك على مدفن البار ولا تأكل ولا تشرب منهما مع الخطاة. 19 التمس مشورة الحكيم دائماً. 20 وبارك الله في كل حين وأسترشده لتقويم سبلك وإقرار كل مشوراتك فيه. 21 ثم اعلم يا بني أني قد أعطيت وأنت صغير عشرة قناطير من الفضة لغابيلوس في راجيس مدينة الماديين ومعي بها صك. 22 وحيث ذلك فانظر كيف تتوصل إليه فتقبض منه الزنة المذكورة من الفضة وترد عليه صكه. 23 ولا تخف يا ولدي فأنا نعيش عيشة الفقراء ولكن سيكون لنا خير كثير إذا اتقينا الله وابتعدنا عن كل خطيئة وفعلنا خيراً."
آيات (1،2): طوبيا يظن أن الله سيحل مشكلته بأن يموت، لكن الله كان يعد لنهاية أروع. فالله يعطينا "أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر" (أف20:3).
آيات (3-5): إذ قبض الله نفسي= حقاً كان الشيطان هو الذي يقبض على الأرواح ليلقيها في الجحيم، لكن أولاد الله يشعرون حتى في العهد القديم أنهم في يد الله، وأما موضوع الجحيم هذا فوضع مؤقت. الذي يحب الله لا يتصور أن الله سيتخلى عنه وإن حدث فلوقت مؤقت فقط.
آيات (7-12): طوبيا يهتم بأن يوصي إبنه بالصدقة. لقد كان لطوبيا الأب خبرة قالها السيد المسيح "لأني جعت فأطعمتموني.. بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي الأصاغر فبي فعلتم" (مت35:25-40) فهو شعر في صدقاته أنه يقابل الله شخصياً فأراد أن لا يحرم إبنه من هذه البركة. ويقول طوبيا أن الصدقة تنجي من كل خطيئة ومن الموت= فيحفظه الله حتى لا يسقط وإن سقط يسامحه بأن يوجه قلبه للتوبة.
آية (14): هي نفس ما قاله بولس الرسول "من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (1كو12:10). وبنفس الفكر قال الحكيم "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم18:16).
آيات (15-20): ضع خبزك وخمرك على مدفن البار ولا تشرب منهما مع الخطاة= يبدو أن هذه العادة تشير لتقديم صدقات عن أرواح المنتقلين تعطي للفقراء والمحتاجين على أن لا يأكل مع الأشرار، ولا يقدم صدقات إلاّ على الأبرار.
الإصحاح الخامس
"1 فأجاب طوبيا أباه وقال يا أبت كل ما أمرتني به افعله. 2 وأما هذا المال فما ادري كيف أحصله فان الرجل لا يعرفني وأنا لا اعرفه فما العلامة التي أعطيها له بل الطريق التي تؤدي إلى هناك لا اعرفها أيضاً. 3 فأجابه أبوه وقال أن عندي صكه فإذا عرضته عليه فانه يؤدي عاجلا. 4 والآن هلم فالتمس لك رجلاً ثقة يصحبك بأجرته حتى تستوفي المال وأنا حي. 5 فبينما خرج طوبيا إذا بفتى بهي قد وقف مشمرا كأنه متأهب للمسير. 6 فسلم عليه وهو يجهل انه ملاك الله وقال من أين أقبلت يا فتى الخير. 7 قال أنا من بني إسرائيل فقال له طوبيا هل تعرف الطريق الأخذة إلى بلاد الماديين. 8 قال اعرفها وقد سلكت جميع طرقها مراراً كثيرة وكنت نازلاً بأخينا غابيلوس المقيم براجيس مدينة الماديين التي في جبل أحمتا. 9 فقال له طوبيا انتظرني حتى اخبر أبي بهذا. 10 ودخل طوبيا واخبر أباه بجميع ذلك فتعجب أبوه وطلب أن يدخل عليه. 11 فدخل وسلم عليه وقال ليكن لك فرح دائم. 12 فأجاب طوبيا وأي فرح يكون لي أنا المقيم في الظلام لا ابصر ضوء السماء. 13 فقال له الفتى كن طيب القلب فانك عن قليل تنال البرء من لدن الله. 14 فقال له طوبيا هل لك أن تبلغ ابني إلى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وأنا أوفيك أجرتك متى رجعت. 15 فقال له الملاك أخذه وأعود به إليك. 16 فقال له طوبيا اخبرني من أي عشيرة ومن أي سبط أنت. 17 فقال له رافائيل الملاك أفي نسب الأجير حاجتك أم في الأجير الذي يذهب مع ابنك. 18ولكن لكي لا اقلق بالك أنا عزريا بن حننيا العظيم. 19 فقال له طوبيا انك من نسب كريم غير أني أرجو أن لا يسوءك كوني طلبت معرفة نسبك. 20 فقال له الملاك هاءنذا اخذ ابنك سالما وسأعود به إليك سالما. 21 قال طوبيا انطلقا بسلام وليكن الله في طريقكما وملاكه يرافقكما. 22 حينئذ أخذا كل ما أرادا أخذه من أهبة الطريق وودع طوبيا أباه وأمه وسارا كلاهما معا. 23 فلما فصلا جعلت أمه تبكي وتقول قد أخذت عكازة شيخوختنا وأبعدتها عنا. 24 لا كان هذا المال الذي أرسلته لأجله. 25 لقد كان في رزقنا القليل ما يكفي لان نَعُد النظر إلى ولدنا غنى عظيما. 26 فقال لها طوبيا لا تبكي أن ولدنا سيصل سالماً ويعود إلينا سالماً وعيناك تبصرانه. 27 فإني واثق بان ملاك الله الصالح يصحبه ويدبره في جميع أحواله حتى يرجع إلينا بفرح. 28 فكفت أمه عن البكاء عند هذا الكلام وسكتت."
الآيات (1-4): يبدو عدم خبرة طوبيا الإبن بمعنى الصك فشرح له ما هو الصك. وكان في ذلك الزمان حينما كان يسافر إنسان في طريق لا يعرفه يأخذ معه مرشداً بالأجر، فلم يكن هناك علامات في الطرق.
الآيات (5-9): أنا من بني إسرائيل= هذا يعني أنا موجود وسط بني إسرائيل، فأنا مكلف بحمايتهم، أنا من عند بني إسرائيل مقيماً في وسطهم، ولا تعني أنا من مواليد إسرائيل. والملاك إستخدم هذه الصيغة ليعطي إطمئناناً لطوبيا الشاب الخائف من السفر. وليزيده إطمئناناً قال كنت نازلاً بأخينا غابيلوس= وليس صعباً أن يكون الملاك قد زار بيته. ولكن هو يطمئن الشاب الخائف أنه يعرف غابيلوس الذي يقصد أن يذهب إليه. هذه إستجابة سريعة من الله لصلاة طوبيا الأب.
آية (13): الملاك يعطي فرح لطوبيا أن الله إستجاب له وسيفتح عينيه ولن يأخذه. الحل الإلهي دائماً أروع مما نفكر فيه وقد يكون بعيداً جداً عن أذهاننا.
آية (17): أفي نسب الأجير حاجتك= الملاك لا يريد إعلان شخصه، ولكنه أعلن عن رسالته (المقدمة).
آيات (23-28): فلما فصلا= أي إنفصلا أو غابا عن الأنظار. لأن نعد النظر إلى ولدنا غني عظيماً= رؤية الولد عند الأم أهم من الغني المادي.
الإصحاح السادس
"1 وسافر طوبيا والكلب يتبعه فبات أول منزلة بجانب نهر دجلة. 2 وخرج ليغسل رجليه فإذا بحوت عظيم قد خرج ليفترسه. 3 فارتاع طوبيا وصرخ بصوت عظيم قائلاً يا مولاي قد اقتحمني. 4 فقال له الملاك امسك بخيشومه واجتذبه إليك ففعل كذلك واجتذبه إلى اليبس فاخذ يختبط عند رجليه. 5 فقال له الملاك شق جوف الحوت واحتفظ بقلبه ومرارته وكبده فان لك بها منفعة لعلاج مفيد. 6 ففعل كذلك ثم شوى من لحمه فأخذا للطريق وملحا سائره حتى يكون لهما ما يكفيهما إلى أن يبلغا راجيس مدينة الماديين. 7 ثم أن طوبيا سال الملاك وقال له نشدتك يا أخي عزريا أن تخبرني ما العلاج الذي يؤخذ من هذه الأشياء التي أمرتني أن اذخرها من الحوت. 8 فأجابه الملاك قائلاً إذا ألقيت شيئاً من قلبه على الجمر فدخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل كان أو امرأة بحيث لا يعود يقربهما أبداً. 9 والمرارة تنفع لمسح العيون التي عليها غشاء فتبرأ. 10 وقال طوبيا أين تريد أن ننزل. 11 فقال الملاك أن هنا رجلاً اسمه رعوئيل من ذوي قرابتك من سبطك وله بنت اسمها سارة وليس له من ذكر ولا أنثى سواها. 12 فجميع ماله مستحق لك ولابد لك أن تتخذها زوجة. 13 فأخطبها إلى أبيها فانه يزوجها منك. 14 فأجاب طوبيا وقال أني سمعت انه قد عقد لها على سبعة أزواج فماتوا وقد سمعت أيضاً أن الشيطان قتلهم. 15 فلأجل هذا أخاف أن يصيبني مثل ذلك وأنا وحيد لأبوي فانزل شيخوختهما إلى الجحيم بالحزن. 16 فقال له الملاك رافائيل استمع فأخبرك من هم الذين يستطيع الشيطان أن يقوى عليهم. 17 أن الذين يتزوجون فينفون الله من قلوبهم ويتفرغون لشهوتهم كالفرس والبغل اللذين لا فهم لهما أولئك للشيطان عليهم سلطان. 18 فأنت إذا تزوجتها ودخلت المخدع فامسك عنها ثلاثة أيام ولا تتفرغ معها إلا للصلوات. 19 وفي تلك الليلة إذا أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان. 20 وفي الليلة الثانية تكون مقبولاً في شركة الآباء القديسين. 21 وفي الليلة الثالثة تنال البركة حتى يولد لكما بنون سالمون. 22 وبعد انقضاء الليلة الثالثة تتخذ البكر بخوف الرب وأنت راغب في البنين اكثر من الشهوة لكي تنال بركة ذرية إبراهيم."
آيات (1-4): ناما أول ليلة بمحاذاة النهر. الكلب يتبعه= المنظر هنا منظر لطيف جداً يعيد صورة الجنة الأولى فالجنة كانت في أرض دجلة والفرات (تك10:2-14) وكان فيها الإنسان صديقاً للملائكة، والحيوانات تحت سلطانه. وها نحن أمام نفس الصورة، النهر هو نهر دجلة (حداقل هو دجلة) والإنسان يصاحبه ملاك، والكلب (الحيوان) يتبعه أي تحت سلطانه. أول منزلة= أول مكان نزلوا واستراحوا فيه وناموا. فإذا بحوت عظيم= هذه صورة لما حدث في الجنة والحية تهجم على حواء وآدم تريد موتهما. والحوت هنا هو سمكة كبيرة. يا مولاي= يا من تتولى حراستي وقيادتي. وأيضاً هذا الوحش الذي هجم على طوبيا يرمز للضيقة التي تهاجم أولاد الله، والله يخرج من الجافي حلاوة. السمكة العظيمة هي رمز للشيطان يريد أن يجذب طوبيا للماء فيغرق والماء هنا يرمز للعالم. ولكن بمعونة وإرشاد الملاك لم يدخل للماء ويموت، بل جذب هو الشيطان وفي هذا إشارة لهلاك الشيطان النهائي بل خرج من السمكة شفاء. وهذا حدث فالشيطان إستخدمه الله أداة لتأديب البشر (2كو5:5+2كو7:12-9).
آيات (10-13): الملاك يخبر طوبيا بأن رعوئيل له قرابة مع عائلة طوبيا.
آيات (14-17): أخبار موت أزواج سارة كانت قد وصلت لعائلة طوبيا وكان هذا غالباً لأن طوبيا الأب كان يجول يخدم اليهود في كل مكان، فربما مرَّ بقريبه رعوئيل فعرف الأخبار.
فأنزل شيخوختهما إلى الجحيم= كانت هذه العقيدة موجودة لكنهم كأبرار كانوا يعرفون أنهم في يد الله ولذلك قال طوبيا تقبض روحي بسلام (طو6:3) + إذا قبض الله نفس (طو3:4). ونلاحظ أن الشيطان يكون له سلطان على الشهوانيون الذين لا يعرفون الله= ينفون الله أي لا يكون لله وجود في حياتهم.
آيات (18-22): السلاح ضد الشيطان (الصوم ويمثله هنا عدم التجاوب مع شهوة الجسد) + الصلاة= إمسك عنها + لا تتفرغ معها إلا للصلوات= هذا ما يهزم الشيطان وليس حرق كبد الحوت أما حرق كبد الحوت فيرمز لحرق شهواتهم أو كأنهم قتلوا شهواتهم.
الإصحاح السابع
"1 ثم دخلا على رعوئيل فتلقاهما رعوئيل بالمسرة. 2 وإذ نظر رعوئيل إلى طوبيا قال لحنة زوجته ما أشبه هذا الرجل بذي قرابتي. 3 وبعد هذا الكلام قال رعوئيل من أين أنتما أيها الأخوان الفتيان فقالا له من سبط نفتالي من جلاء نينوى. 4 فقال لهما رعوئيل هل تعرفان طوبيا أخي فقالا نعرفه. 5 فلما اكثر من الثناء عليه قال الملاك لرعوئيل أن طوبيا الذي أنت تسال عنه هو أبو هذا. 6 فألقى رعوئيل بنفسه وقبله بدموع وبكى على عنقه. 7 وقال بركة لك يا بني انك ابن رجل صالح فاضل. 8 وبكت حنة امرأته وسارة ابنتهما أيضاً. 9 وبعد أن تحادثوا أمر رعوئيل أن يذبح كبش وتهيأ مأدبة ودعاهما أن يتكئا للغذاء. 10 فقال طوبيا أني لا أكل اليوم طعاماً ههنا ولا اشرب ما لم تجيبني إلى ما أنا سائله وتعدني أن تعطيني سارة ابنتك. 11 فلما سمع رعوئيل هذا الكلام ارتعد لمعرفته بما أصاب السبعة الرجال الذين دخلوا عليها وخاف أن يصيب هذا ما أصابهم وفيما هو متردد ولم يردد عليه جواباً. 12 قال له الملاك لا تخف أن تعطيها لهذا فان ابنتك له ينبغي أن تكون زوجة لأنه يخاف الله ولذلك لم يقدر غيره أن يأخذها. 13 حينئذ قال رعوئيل لا اشك أن الله قد تقبل صلواتي و دموعي أمامه. 14 ولعله لأجل ذلك ساقكما الله إلى حتى تتزوج هذه بذي قرابتها على حسب شريعة موسى والآن لا تشك أني أعطيكما. 15 ثم اخذ بيمين ابنته سارة وسلمها إلى يمين طوبيا قائلا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب يكون معكما وهو يقرنكما ويتم بركته عليكما. 16 ثم اخذوا صحيفة وكتبوا فيها عقد الزواج. 17 وبعد ذلك أكلوا وباركوا الله. 18 ودعا رعوئيل حنة زوجته وأمرها أن تهيأ مخدعاً آخر. 19 وأدخلته سارة ابنتها وهي باكية. 20 وقالت لها تشجعي يا بنية ورب السماء يؤتيك فرحاً بدل الغم الذي قاسيته."
آيات (1-5): من بركة إضافة الغرباء، إستقبل إبراهيم ولوط ملائكة. ورعوئيل إستقبل ملاك وإستقبل زوج لإبنته حل مشكلتها. ونفهم أن طوبيا كان قريباً جداً لرعوئيل= طوبيا أخي.
آيات (10-14): إرتعاد رعوئيل يظهر محبته لطوبيا، فلم يفكر في فرح إبنته بل في إحتمال موت طوبيا. والملاك يطمئن رعوئيل أن موت الأزواج السبعة كان لأنه ينبغي أن تكون سارة زوجة لطوبيا، وهو يستحق هذا فهو ليس زوجاً شهوانياً مثل الآخرين.
آيات (15-20): هي نفس الطقس الحالي [1] الأب يسلم إبنته لعريسها [2] (وهو يمثل الكاهن هنا) يبارك الزواج باسم الله [3] كتابة عقد زواج [4] وليمة فرح [5] تخصيص مخدع مستقل (يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته) [6] وباركوا الله بعد الوليمة بلا رقص ولا خلاعة لذلك باركهم الله.
الإصحاح الثامن
"1 ولما فرغوا من العشاء ادخلوا عليها الفتى. 2 فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد وألقاها على الجمر المشتعل. 3 حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان وأوثقه في برية مصر العليا. 4 ووعظ طوبيا البكر وقال لها يا سارة قومي نصلي إلى الله اليوم وغداً وبعد غد فإنا في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله وبعد انقضاء الليلة الثالثة نكون في زواجنا. 5 لانا بنو القديسين فلا ينبغي لنا أن نقترن اقتران الأمم الذين لا يعرفون الله. 6 فقاما معا وصليا كلاهما بحرارة حتى يعافيهما. 7 وقال طوبيا أيها الرب اله آبائنا لتباركك السماوات والأرض والبحر والينابيع والأنهار وجميع خلائقك التي فيها. 8 أنت جبلت آدم من تراب الأرض وأتيته حواء عونا. 9 والآن يا رب أنت تعلم أني لا لسبب الشهوة اتخذ أختي زوجة وإنما رغبة في النسل الذي يبارك فيه اسمك إلى دهر الدهور. 10 وقالت سارة أيضاً ارحمنا يا رب ارحمنا حتى نشيخ كلانا معا في عافية. 11 وكان نحو وقت صياح الديك أن رعوئيل أمر أن يجمع إليه غلمانه فانطلقوا معه وإحتفروا قبراً. 12 لأنه قال أخشى أن يصيبه ما أصاب غيره من الرجال السبعة الذين دخلوا عليها. 13 فلما اعدوا القبر رجع رعوئيل إلى زوجته وقال لها. 14 ابعثي واحدة من جواريك لترى هل مات حتى أواريه قبل ضوء النهار. 15 فأنفذت إحدى جواريها فدخلت المخدع فإذا هما سالمان معافيان وهما نائمان معا. 16 فعادت وأخبرت بهذه البشرى فبارك رعوئيل وحنة زوجته الرب. 17 قائلين نباركك أيها الرب اله إسرائيل من اجل انه لم يصبنا ما كنا نتوقعه. 18 فانك قد أتيتنا رحمتك وحبست عنا العدو الذي يضطهدنا. 19 ورحمت الوحيدين فاجعلهما يا رب يباركانك أتم بركة ويقدمان لك قربان تسبيحك وعافيتهما حتى تعلم الأمم كافة انك أنت الإله الواحد في الأرض كلها. 20 وللحال أمر رعوئيل غلمانه أن يردموا القبر الذي حفروه قبل ضوء الصباح. 21 ثم أوعز إلى زوجته أن تعد وليمة وتصلح ما ينبغي للمسافرين من الزاد. 22 وأمر بذبح بقرتين سمينتين وأربعة اكبش وأن تهيأ وليمة لجميع جيرانه وأصدقائه. 23 واستحلف رعوئيل طوبيا أن يقيم عنده أسبوعين. 24 وأعطى رعوئيل لطوبيا نصف ماله كله وكتب لطوبيا صكا بالنصف الباقي أن يستولي عليه بعد موتهما."
آيات (4-6): قومي نصلي + إبتعادهم عن الشهوات= في هذه الليالي الثلاث نتحد بالله= هذا تماماً ما كان يعنيه بولس الرسول حينما قال "وأما من إلتصق بالرب فهو روح واحد" (1كو17:6). ورقم 3 هو رقم كامل وهو يشير لله المثلث الأقانيم. وهذا إشارة للإلتصاق بالله وبالتالي التحرر الكامل من سلطان إبليس وهذا يعني الحياة. لذلك لم يموت طوبيا. ولاحظ أن طوبيا هو العريس رقم 8 يشير للحياة الأبدية. فنحن الآن في اليوم السابع وبعد القيامة سنحيا حياة أبدية بلا موت، وهذا ما يمثله عدم موت طوبيا.
آيات (17-19): لاحظ أن الكل يصلي في هذا السفر.
الإصحاح التاسع
"1 ثم أن طوبيا استدعى الملاك الذي كان يحسبه إنساناً وقال له يا أخي عزريا أسألك أن تسمع كلامي. 2 أني لو جعلت نفسي عبداً لك لما وفيت بعنايتك حق الوفاء. 3 ولكني مع ذلك أسألك أن تأخذ دواب وغلماناً وتنطلق إلى غابيلوس في راجيس مدينة الماديين وترد عليه صكه وتقبض منه الفضة وتدعوه إلى عرسي. 4 لأنك تعلم أن أبي يحسب الأيام فان زدت في إبطائي يوماً واحداً حزنت نفسه. 5 وأنت ترى أن رعوئيل قد استحلفني ولست أستطيع أن استخف بحلفه. 6 حينئذ اخذ رافائيل أربعة من غلمان رعوئيل وجملين وسافر إلى راجيس مدينة الماديين ولقي غابيلوس فدفع إليه صكه واستوفى منه المال كله. 7 وعرفه أمر طوبيا بن طوبيا وكل ما وقع وأتي به معه إلى العرس. 8 فلما دخل بيت رعوئيل وجد طوبيا متكئا فنهض قائماً وقبلا بعضهما بعضاً وبكى غابيلوس وبارك الله. 9 وقال يباركك الرب اله إسرائيل لأنك ابن رجل صالح جداً بار متقي الله صانع صدقات. 10 وتحل البركة على زوجتك وعلى والديكما. 11 وتريان بنيكما وبني بنيكما إلى الجيل الثالث والرابع ويكون نسلكما مباركاً من اله إسرائيل المالك إلى دهر الدهور. 12 فقالوا كلهم أمين ثم تقدموا إلى الوليمة إلا أنهم اتخذوا وليمة العرس بخوف الله."
آيات (1-5): إستغلالاً للوقت طلب طوبيا من الملاك (عزاريا) أن يذهب هو بالصك إلى راجيس المدينة التي يقيم فيها غابيلوس لإسترداد قيمة الصك، وذلك حتى يستطيع أن يقضي أطول وقت ممكن مع حميه رعوئيل.
وهنا يثير النقاد مشكلة. ففي (طو7:3) أن رعوئيل كان في راجيس، وغابيلوس في راجيس فلماذا يرسل طوبيا الملاك ليستوفي قيمة الصك ويقول له إنطلق إلى راجيس..!! راجيس قد تكون حي أو مدينة صغيرة جددها نيكانور بعد ذلك وجعل منها مدينة كبيرة سنة 300ق.م. وقد تكون مدينة كبيرة هدمت مع الزمن وجددها نيكانور. وفي بعض النسخ جاء ان رعوئيل كان يقيم في قرية قرب راجيس، وغالباً أطلق على القرية لإرتباطها براجيس المدينة الكبيرة، راجيس أيضاً. وكون أن طوبيا يرسل الملاك لغابيلوس من راجيس إلى راجيس فهذا قطعاً لا معنى له وأيضاً فلا معنى أن يكون طوبيا في مكان بعيد جداً عن غابيلوس ويرسل الملاك (الذي كان يظن وقتها أنه شاب عادي). والأكثر منطقية أن طوبيا أرسل الملاك إلى غابيلوس القريب منه، والإثنان رعوئيل وغابيلوس في محيط راجيس هذه التي ربما تكون هي أحمتا.
آيات (9-12): صلوات أخرى. فكان هؤلاء الأبرار لا يكفون عن الصلاة.
الإصحاح العاشر
"1 ولما أبطأ طوبيا هناك لسبب العرس قلق أبوه طوبيا وقال لماذا ترى أبطأ ابني وما الذي عاقه هناك. 2 ألعل غابيلوس قد مات وليس من يرد له المال. 3 وأخذه حزن شديد هو وحنة امرأته وطفق كلاهما يبكيان لتخلف ابنهما عن الرجوع في يوم الميعاد. 4 وكانت أمه تبكي بدموع لا تنقطع وهي تقول آه أوه يا بني لماذا أرسلناك في الغربة يا نور أبصارنا وعكازة شيخوختنا وعزاء عيشتنا ورجاء عقبنا. 5 لقد كان لنا فيك وحدك كل شيء فلم يكن ينبغي لنا أن نرسلك عنا. 6 فكان طوبيا يقول لها اسكتي ولا تقلقي أن ابننا سالم والرجل الذي أرسلناه معه ثقة جداً. 7 فلم يكن ذلك يفيدها أدنى تعزية وكانت كل يوم تقوم مسرعة فتتشوف من كل جهة وتنظر في جميع الطرق التي كانت تظن أن ابنها يرجع منها لعلها تراه عن بعد مقبلا. 8 وأما رعوئيل فقال لصهره امكث ههنا وأنا انفذ إلى طوبيا أبيك من يخبره بسلامتك. 9 فقال له طوبيا أني لأعلم أن أبي وأمي يحسبان الأيام وأرواحهما معذبة قلقا. 10 وبعد أن اكثر رعوئيل من الإلحاح على طوبيا فأبى أن يسمع بوجه من الوجوه أعطاه سارة ونصف أمواله كلها من غلمان وجوار ومواش وإبل وبقر وفضة كثيرة وصرفه من عنده بسلام فرحاً. 11 قائلاً ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما ويبلغكما سالمين وتجدان كل شيء عند أبويكما بخير وترى عيناي بنيكما قبل موتي. 12 واقبل الوالدان على ابنتهما يقبلانها ثم صرفاها. 13 وأوصياها أن تكرم حمويها وتحب بعلها وتدبر عيالها وتسوس بيتها وتحفظ نفسها غير ملومة."
آيات (10-12): رعوئيل يقول لإبنته وزوجها= ملاك الرب القدوس يكون في طريقكما ولا يدري أن هذا يحدث لكن الله يستجيب لصلواتنا. ولاحظ قول رعوئيل لطوبيا وسارة عن والدي طوبيا أبويكما وهذا صحيح فوالد الزوج هو والد للزوجة بالتبعية فهما جسد واحد FATHER IN LAW و LAW هو ناموس موسى فالحما والد بحسب الشريعة، فعلي الزوجة أن تكرمه والعكس فعلي الزوج أن يكرم حماه فهو والده.
الإصحاح الحادي عشر
" 1 وفيما هم راجعون وقد بلغوا إلى حاران التي في وسط الطريق جهة نينوى في اليوم الحادي عشر. 2 قال الملاك يا أخي طوبيا انك تعلم كيف فارقت أباك. 3 فلنتقدم نحن أن أحببت والعيال وزوجتك يلحقوننا على مهل مع المواشي. 4 وإذ توافقا على المضي قال رافائيل لطوبيا خذ معك من مرارة الحوت فان لنا بها حاجة فاخذ طوبيا من المرارة وانطلقا. 5 وأما حنة فكانت كل يوم تجلس عند الطريق على رأس الجبل حيث كانت تستطيع أن تنظر على بعد. 6 فلما كانت تتشوف ذات يوم من ذلك الموضع نظرت على بعد وللوقت عرفت انه ابنها قادما فبادرت وأخبرت بعلها قائلة هوذا ابنك آت. 7 وقال رافائيل لطوبيا إذا دخلت بيتك فاسجد في الحال للرب إلهك واشكر له ثم ادن من أبيك وقبله. 8 واطل لساعتك عينيه بمرارة الحوت هذه التي معك واعلم انه للحين تنفتح عيناه ويرى أبوك ضوء السماء ويفرح برؤيتك. 9 حينئذ سبق الكلب الذي كان معه في الطريق وكان كأنه بشير يبدي مسرته ببصبصة ذنبه. 10 فقام أبوه وهو أعمى وجعل يجري وهو يتعثر برجليه فناول يده لغلام وخرج لملاقاة ابنه. 11 واستقبله وقبله هو وامرأته وطفق كلاهما يبكيان من الفرح. 12 ثم سجدوا لله وشكروا له وجلسوا. 13 فاخذ طوبيا من مرارة الحوت وطلى عيني أبيه. 14 ومكث مقدار نصف ساعة فبدأ يخرج من عينيه غشاوة كغرقئ البيض. 15 فامسكها طوبيا وسحبها من عينيه وللوقت عاد إلى طوبيا بصره. 16 فمجد الله هو وامرأته وكل من كان يعرفه. 17 وقال طوبيا أباركك أيها الرب اله إسرائيل لأنك أدبتني وشفيتني وهاءنذا أرى طوبيا ولدي. 18 وأما سارة كنته فوصلت بعد سبعة أيام هي وجميع العيال بسلام والغنم والإبل ومال كثير مما للمرأة مع المال الذي استوفاه من غابيلوس. 19 واخبر أبويه بجميع إحسانات الله التي انعم بها عليه على يد ذلك الرجل الذي ذهب معه. 20 ووفد على طوبيا أحيور ونباط وهما ذوا قرابة له فرحين وهناه بجميع ما من الله به عليه من الخير. 21 وعملوا وليمة سبعة أيام وفرحوا كلهم فرحاً عظيماً."
آيات (1-4): طوبيا والملاك شابين قادران على الإسراع في الطريق ربما على جياد. العيال= العبيد والجواري.
آيات (7-9): إذا دخلت بيتك فإسجد في الحال= شكر الله أولاً. ثم السلام على والديك. وعند دخولنا للكنيسة هكذا نفعل. نسجد لله أمام المذبح ونصلي قبل أن نكلم إنسان.
آيات (13-15): غرقئ البيض= الغشاء الرقيق الذي يحيط ببياض البيضة.
آيات (16،17): لأنك أدبتني= هذا يدل على منتهى الوعي الروحي فالله يسمح بالتجربة ليؤدب الإنسان فيكمل.
آيات (18-21): هناك رموز لطيفة في قصة طوبيا. فطوبيا يرمز للمسيح في:
1. دخول طوبيا وعروسه لمخدعهما وهو مخدع الموت الذي مات فيه 7من قبل إشارة لقبول المسيح الموت عن عروسه.
2. الصلاة، صلاة سارة إشارة لإتحادها الروحي بعريسها وهذا سر حياتها والبركات التي صارت لها.
3. هلاك السمكة رمز لهلاك إبليس.
4. طوبيا يصل للبيت قبل عروسه بأسبوع رمز للمسيح الذي دخل السماء أولاً بيت أبيه ليعد لعروسه مكاناً.
5. وصول العروس بعد سبعة أيام مع جواريها إشارة لوصول الكنيسة للسماء بعد إنقضاء سبعة أيام الخليقة لتبدأ حياتها في السماء في اليوم الثامن.
6. عملوا وليمة سبعة أيام= 7رقم كامل، فهي وليمة أبدية، أسماها سفر الرؤيا عشاء عرس الخروف (رؤ9:19). وغير المستحق لن يذوق هذا العشاء (لو24:14) وفي هذا العشاء فرحوا فرحاً عظيماً= فهذه هي سمة السماء.
الإصحاح الثاني عشر
"1 حينئذ دعا طوبيا ابنه إليه وقال له ماذا ترى نعطي هذا الرجل القديس الذي ذهب معك. 2 فأجاب طوبيا وقال لأبيه يا أبت أي أجرة نعطيه وأي شيء يكون مؤازياً لإحسانه. 3 أخذني ورجع بي سالماً والمال هو استوفاه من عند غابيلوس وبه حصلت على زوجتي وهو كف عنها الشيطان وفرح أبويها وخلصني من افتراس الحوت وإياك أيضاً هو جعلك تبصر نور السماء وبه غمرنا بكل خير فماذا عسى أن نعطيه مما يكون مؤازياً لهذه. 4 لكني أسألك يا أبت أن نسأله هل يرضى أن يأخذ النصف من كل ما جئنا به. 5 فدعاه الوالد و ولده وأخذاه ناحية وجعلا يسألانه أن يتنازل ويقبل النصف من جميع ما جاءا به. 6 حينئذ خاطبهما سراً وقال باركا اله السماء واعترفا له أمام جميع الأحياء لما أتاكما من مراحمه. 7 أما سر الملك فخير أن يكتم وأما أعمال الله فأذاعتها والاعتراف بها كرامة. 8 صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب. 9 لأن الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الإنسان لنوال الرحمة والحياة الأبدية. 10 وأما الذين يعملون المعصية والإثم فهم أعداء لأنفسهم. 11 أما أنا فأعلن لكما الحق وما اكتم عنكما أمراً مستوراً. 12 انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى وتترك طعامك وتخبأ الموتى في بيتك نهاراً وتدفنهم ليلاً كنت أنا ارفع صلاتك إلى الرب. 13 وإذ كنت مقبولاً أمام الله كان لابد أن تمتحن بتجربة. 14 والآن فان الرب قد أرسلني لأشفيك واخلص سارة كنتك من الشيطان. 15 فإني أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب. 16 فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا وسقطا على أوجههما على الأرض مرتعدين. 17 فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا. 18 لأني لما كنت معكم إنما كنت بمشيئة الله فباركوه وسبحوه. 19 وكان يظهر لكم أني أكل واشرب معكم وإنما أنا اتخذ طعاما غير منظور وشرابا لا يبصره بشر. 20 والآن قد حان أن ارجع إلى من أرسلني وانتم فباركوا الله و حدثوا بجميع عجائبه. 21 وبعد أن قال هذا ارتفع عن أبصارهم فلم يعودوا يعاينونه بعد ذلك. 22 حينئذ لبثوا ثلاث ساعات منطرحين على وجوههم يباركون الله ثم نهضوا وحدثوا بجميع عجائبه."
آيات (1-4): إحتار طوبيا وإبنه ماذا يقدمان للملاك في مقابل كل خدماته. وهذا يدفعنا للتساؤل.. وماذا نقدم لله في مقابل كل ما عمله معنا.
آيات (5-7): الملاك لا يطلب أجراً. ولكنه يطلب أن يمجدوا الله ويحدثا بأعماله معهما. وقال الملوك الأرضيين يجعلون أمورهم أسراراً حتى لا يضرهم أحد. لكن أعمال الله يجب أن تذاع حتى يتمجد الله خاصة وأبناء الله هؤلاء، طوبيا وعائلته يعيشان وسط الأمم لعل الأمم يؤمنون.
آيات (8-10): هنا نرى عناصر العبادة الثلاثة يرشدهم الملاك لها الصلاة والصدقة والصوم. الصدقة تنجي من الموت= هذه مثل مال الظلم. والصلاة تجعلنا في صلة مع الرب والصوم هو زهد يرفعنا عن محبة العالم فنقترب إلى الله والصدقة بها نعمل خيراً مع الرب نفسه فنراه. فالرب وضع نفسه مكان الجوعان والعطشان والمسجون.. ..
آيات (11-15): نجد الله يهتم ويرى يكافئ على كل خدمة نؤديها. والملائكة ترفع صلواتنا لله، وذلك لأن صلواتنا ضعيفة بها شوائب كثيرة. ورأينا صورة لذلك في مجامر الأربعة والعشرين قسيساً الذين يقدمون بخوراً هو صلوات القديسين (رؤ8:5) إذ كنت مقبولاً أمام الله لابد أن تمتحن بتجربة= لتكمل ويصير لك إكليل أعظم حينما تتنقى.
آيات (16-20): سجودهم للملاك أظهر تقواهما ومخافة الله التي في قلبيهما.
آيات (21،22): لبثوا ثلاث ساعات منطرحين= في خشوع وصلوات= يباركون الله.
الإصحاح الثالث عشر
" 1 حينئذ فتح طوبيا الشيخ فاه مباركاً للرب و قال عظيم أنت يا رب إلى الأبد وفي جميع الدهور ملكك. 2 لأنك تجرح وتشفي وتحدر إلى الجحيم وتصعد منه وليس من يفر من يدك. 3 اعترفوا للرب يا بني إسرائيل وسبحوه أمام جميع الأمم. 4 فانه فرقكم بين الأمم الذين يجهلونه لكي تخبروا بمعجزاته وتعرفوهم أن لا اله قادرا على كل شيء سواه. 5 هو أدبنا لأجل آثامنا وهو يخلصنا لأجل رحمته. 6 انظروا الآن ما صنع لنا واعترفوا له بخوف ورعدة ومجدوا ملك الدهور بأعمالكم. 7 أما أنا ففي ارض جلائي اعترف له لأنه اظهر جلاله في أمة خاطئة. 8 ارجعوا الآن أيها الخطاة واصنعوا أمام الله براً واثقين بأنه يصنع لكم رحمة. 9 أما أنا فنفسي تتهلل به. 10 باركوا الرب يا جميع مختاريه أقيموا أيام فرح واعترفوا له. 11 يا أورشليم مدينة الله أن الرب أدبك بأعمال يديك. 12 اشكري لله نعمته عليك وباركي اله الدهور حتى يعود فيشيد مسكنه فيك ويرد إليك جميع أهل الجلاء وتبتهجي إلى دهر الدهور. 13 تتلالئين بسنى بهيج وجميع شعوب الأرض لك يسجدون. 14 يزورك الأمم من الأقاصي بقرابينهم ويسجدون فيك للرب ويعتدون أرضك أرضاً مقدسة. 15 لأنهم فيك يدعون الاسم العظيم. 16 ملعونين يكونون الذين استهانوا بك والذين جدفوا عليك يدانون ويباركك الذين يبنونك. 17 أما أنت فتفرحين ببنيك لأنهم يباركون كافة وإلى الرب يحتشدون. 18 طوبى للذين يحبونك ويفرحون لك بالسلام. 19 باركي يا نفسي الرب لأن الرب إلهنا خلص أورشليم مدينته من جميع شدائدها. 20 طوبى لي أن بقي من ذريتي من يبصر بهاء أورشليم. 21 أبواب أورشليم من ياقوت وزمرد وكل محيط أسوارها من حجر كريم. 22 وجميع أسواقها مفروشة بحجر ابيض نقي وفي شوارعها ينشد هللويا. 23 مبارك الرب الذي عظمها وليكن ملكه فيها إلى دهر الدهور أمين."
آيات (1-6): نرى طوبيا طوال السفر رجل صلاة. تجرح وتشفي= هو سمح بجرح طوبيا ثم شفاه وهكذا سارة. وجرح بني إسرائيل إذ أرسلهم للسبي ليشفيهم من خطاياهم، ولينشروا إسم الله وسط الأمم.
آيات (11-16): يعيد فيشيد مسكنه فيك= قال طوبيا هذا بروح النبوة، إذ أن أورشليم خربت والهيكل هدم بعد قوله هذا بأيام كثيرة. وهذا حدث مع كل الأنبياء إذ كانوا يعرفون ما يحدث بروح النبوة. والمعنى الروحي أن أورشليم تشير للنفس البشرية التي خربت بالخطية وهو يتطلع لليوم الذي يعود الله ليسكن فيها وهذا ما حدث بالفداء.
آيات (20-23): هنا تتضح روح النبوة عند طوبيا= طوبى لي إن بقى من ذريتي من يبصر بهاء أورشليم= فهو تنبأ عن مجد أورشليم الذي سيعود، وعن عودة المسبيين وهذا تم فعلاً على يد كورش الملك الفارسي. وبهاء أورشليم كان في أبهى أوقاته عندما كان المسيح فيها. بل إمتد بصره بروح النبوة فرأى أورشليم السماوية. وهو هنا يصفها كما وصفها يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا= أبواب أورشليم من ياقوت وزمرد.
الإصحاح الرابع عشر
" 1 وفرغ طوبيا من كلامه وعاش طوبيا بعدما عاد بصيراً اثنتين وأربعين سنة ورأى بني حفدته. 2 فتمت سنوه مئة واثنتين ودفن بكرامة في نينوى. 3 وكان حين ذهب بصره ابن ست وخمسين سنة وعاد يبصر وهو ابن ستين سنة. 4 وقضى بقية حياته مسروراً وإذ بلغ من تقوى الله غاية حسنة انتقل بسلام. 5 ولما حضرته الوفاة دعا ابنه طوبيا وبني ابنه السبعة الفتيان وقال لهم. 6 قد دنا دمار نينوى لأن كلام الرب لا يذهب باطلاً واخوتنا الذين تفرقوا من أرض إسرائيل يرجعون إليها. 7 وكل أرضها المقفرة ستمتلئ وبيت الله الذي احرق فيها سيستأنف بناؤه وسيرجع إلى هناك جميع خائفي الله. 8 وستترك الأمم أصنامها وترحل إلى أورشليم فتقيم بها. 9 وتفرح فيها ملوك الأرض كافة ساجدة لملك إسرائيل. 10 اسمعوا يا بني لأبيكم اعبدوا الرب بحق وابتغوا عمل مرضاته. 11 وأوصوا بنيكم بعمل العدل والصدقات وأن يذكروا الله ويباركوه كل حين بالحق وبكل طاقاتهم. 12 اسمعوا لي يا بني لا تقيموا ههنا بل أي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع. 13 فأني أرى أن إثمه سيهلكه. 14 فكان أن طوبيا بعد موت أمه ارتحل عن نينوى بزوجته وبنيه وبني بنيه ورجع إلى حمويه. 15 فوجدهما سالمين بشيخوخة صالحة فاهتم بهما وهو اغمض أعينهما وأحرز كل ميراث بيت رعوئيل ورأى بني بنيه إلى الجيل الخامس. 16 وبعد أن استوفى تسعاً وتسعين سنة في مخافة الرب دفن بفرح. 17 ولبث كل ذوي قرابته وجميع أعقابه في عيشة صالحة وسيرة مقدسة وكانوا مرضيين لدى الله والناس وجميع سكان الأرض."
آيات (5-9): تتضح النبوة عند طوبيا أيضاً هنا، فهو يتنبأ بخراب نينوى وعودة بني إسرائيل لأرض إسرائيل وتنبأ مرة أخرى عن بيت الله الذي سيحرق وبعد ذلك يعود، بل تنبأ بإيمان الأمم وترحل إلى أورشليم= أورشليم هنا هي الكنيسة. وتفرح فيها ملوك الأرض كافة= ملوك الأرض لم يسجدوا في أورشليم لكن في الكنيسة. هذه نبوة عن إنتشار المسيحية في كل مكان.
آيات (10-13): الله فتح عيني طوبيا الجسديتين ثم الداخليتين فإستمر يتنبأ بخراب نينوى وطلب من بنيه لذلك أن يغادروا المكان.
آيات (14-17): هنا نرى طوبيا الإبن ينفذ وصية أبيه ويغادر المكان