تقرير معاداة السامية في العالم
1 تموز/يوليو، 2003-15 كانون الأول/ديسمبر، 2004
http://cairo.usembassy.gov/pa/ar_gas_05.htm
رفعته وزارة الخارجية إلى
لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ
و لجنة العلاقات الدوليفي مجلس النواب
30 كانون الأول/ديسمبر، 2004
--------------------------------------------------------------------------------
Arabic HR Reports
ملخص تنفيذي
I. معاداة السامية
ابتلي العالم بآفة معاداة السامية لقرون طويلة. وأسفرت الظاهرة في أكثر مظاهرها
عنفاً وتأثيراً، المحرقة، عن وفاة ملايين اليهود ومعاناة عدد آخر لا يعد ولا يُحصى.
وأدت أشكال أخرى أقل شناعة وأقل وضوحا من اللاسامية إلى تحطيم حياة الكثيرين، وهلاك
جاليات دينية، وخلق انشقاقات اجتماعية وسياسية، وعقّدت العلاقات بين الدول، علاوة
على تعقيدها عمل المنظمات الدولية. ومعاداة السامية عبء لا يُحتمل في عالم متزايد
التكافل.
وقد أجبر تزايد تكرار وحدّة حوادث اللاسامية منذ بداية القرن الحادي والعشرين،
وخاصة في أوروبا، المجتمع الدولي على التركيز على معاداة السامية بنشاط مجدَد.
وكانت الفترة التالية مباشرة للحرب العالمية الثانية قد شهدت حوادث الاعتداء على
اليهود كأفراد والممتلكات اليهودية، ولكن هذه الحوادث تقلصت بمرور الوقت وأصبحت
مرتبطة في المقام الأول بنشاطات تخريبية وإجرامية. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت
الحوادث ذات طبيعة أكثر استهدافية يبدو فيها مرتكبوها متعمدين بشكل محدد مهاجمة
اليهود والديانة اليهودية. وقد أدت هذه الهجمات إلى تعطيل إحساس الجاليات اليهودية
بالأمان والرفاه.
وقد كان تعريف معاداة السامية أو اللاسامية محور اهتمام العديد من المناقشات
والدراسات. وفي حين أنه لا يوجد تعريف مقبول من قبل الجميع، إلا أن هناك فهماً
واضحاً بشكل عام لمضامين التعبير.
ولغرض هذا التقرير، تُعتبر اللاسامية أو معاداة السامية بُغض اليهود- كأفراد
وكمجموعة- بشكل يمكن عزوه إلى (بغض) الديانة اليهودية و/أو الإثنية اليهودية. ومن
المسائل المهمة، التمييز بين الانتقاد المشروع لسياسات وممارسات دولة إسرائيل،
والتعليقات التي تتصف بمواصفات معاداة السامية. فتصوير إسرائيل على أنها شبه شيطان
والحط من قدر الزعماء الإسرائيليين وتشويه سمعتهم، أحياناً من خلال مقارنتهم
بالزعماء النازيين، ومن خلال استخدام الرموز النازية لتصويرهم بشكل كاريكاتوري،
يشير إلى وجود تعصب ضد السامية لا إلى انتقاد صحيح مشروع لسياسة تتعلق بقضية مثيرة
للجدل.
وقد كانت للاسامية العالمية في السنوات الأخيرة أربعة مصادر رئيسية:
- التعصب التقليدي ضد اليهود الذي تغلغل في أوروبا وبعض الدول في أنحاء أخرى من
العالم على مدى قرون. ويشمل هذا القوميين المتطرفين في تعصبهم القومي وغيرهم ممن
يؤكدون أن الجالية اليهودية تسيطر على الحكومات ووسائل الإعلام ومؤسسات الأعمال
الدولية وعالم المال.
- شعور قوي مناهض لإسرائيل يتجاوز الخط الفاصل بين الانتقاد الموضوعي للسياسات
الإسرائيلية ومعاداة السامية.
- شعور معاد لليهود يبديه البعض من سكان أوروبا المسلمين المتزايدي العدد، ويرتكز
إلى شعور قديم بالنفور من إسرائيل واليهود، علاوة على معارضة المسلمين للتطورات في
إسرائيل والأراضي المحتلة، وفي عهد أقرب في العراق.
- انتقاد الولايات المتحدة والعولمة الذي يتعداهما ليطال إسرائيل واليهود بشكل
العام، لكونه يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون بالأمرين.
الجزء الخاص بمصر
ظهرت مقالات ومقالات رأي معادية للسامية في وسائل الإعلام المكتوبة ونُشرت رسوم
كاركاتورية معادية للسامية في الصحف ووسائل الإعلام الإلكترونية. فعلى سبيل المثال،
اتهم نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية عبدالوهّاب عدس، في 18 آذار/مارس، اليهود
بالقيام بالهجوم الإرهابي الذي وقع في مدريد في 11 آذار/مارس وبالهجمات الإرهابية
في 11 أيلول/سبتمبر، 2001.
وفي 24 حزيران/يونيو و1 تموز/يوليو، نشرت صحيفة الحزب الديمقراطي الوطني، اللواء
الإسلامي، مقالات بقلم الأستاذ الجامعي رفعت سيد أحمد أنكر فيها وقوع المحرقة (أي
إبادة النازيين الجماعية لليهود). وفي 25 آب/أغسطس، أعلن الحزب الديمقراطي الوطني
أنه حظر نشر مقالات بقلم الأستاذ أحمد في المستقبل وأنه تم طرد المحرر الذي وافق
على نشر مقاله من منصبه، وأن الحزب والحكومة يرفضان اللاسامية ويقرّان بحقيقة وقوع
المحرقة.
وذُكر أن الحكومة أصدرت توجيهاتها إلى الصحفيين ورسامي الكاريكاتور بتجنب
اللاسامية. وأكد المسؤولون الحكوميون على أن التصريحات المعادية للسامية في وسائل
الإعلام هي رد فعل على إجراءات الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ولا تمثل
اللاسامية التاريخية التقليدية؛ ولكن هناك محاولات عامة قليلة نسبياً للتمييز بين
معاداة السامية والمشاعر المناهضة لإسرائيل.
وفي 5 كانون الثاني/يناير، أيدت المحكمة الإدارية العليا قراراً كانت قد أصدرته
محكمة أدنى مرتبة في عام 2001 بإلغاء احتفالية أبو حصيرة (للحجاج اليهود) في محافظة
البحيرة. وكانت وزارة الثقافة قد صنفت ضريح أبو حصيرة كـ "موقع تاريخي" وأصدرت
قراراً بإمكانية إقامة الاحتفالية السنوية (بمولد الحاخام أبو حصيرة). واعترض
القرويون الذين يعيشون حول المقام على ذلك، مدعين أن الزوار اليهود يثيرون حفيظة
السكان المحليين بشربهم الكحول.
وفي شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2003، وبعد إعراب دولي عن القلق، قام قسم
المجموعات الخاصة في مكتبة الإسكندرية بإزالة نسخة من كتاب "بروتوكولات حكماء
صهيون" من مجموعة مخطوطات دينية معروضة. وقد أصدر مدير المكتبة بياناً نفى فيه
المزاعم القائلة بأنه تم عرض الكتاب إلى جانب التوراة، ولكنه قال رغم ذلك إن شمله
في مجموعة الكتب الدينية كان "قراراً سيئاً" وأعرب عن أسفه لأي إساءة إلى المشاعر
قد يكون الحادث قد سببها