الإســـلام والديمقراطية إتجاهين متعارضين
هذا هو رأى الإسلام فى دولة كبرى يقوله فالح عبد الجبار مدير "معهد الدراسات الاستراتيجية"، ومقره في لندن وبغداد، نورده هنا فى هذا الموقع حتى نعطى للقارئ فرصة للتعرف على السبب عما يحدث فى مصــر من جراء تطبيق شريعة الإسلام .
النقطة الأولى، التي يتحدث عنها عبد الجبار هي
فكرة "أن التشريع لله وحده وبالتالي لا يجوز للبرلمان أن يشرع".
ويوضح قائلا: "هذا مفهوم فقهي قديم ما يزال قائما وتتبناه الكثير من الحركات
(الإسلامية)".
أما نقطة الافتراق الثانية، من وجهة نظر عبد الجبار، فتتمثل في فكرة "أن الحاكمية
لله وليس للشعب، يعني أن الشعب ليس مصدر السلطات، ولا يمكن أن يكون مصدر السلطات".
ويقول إن هذا الموقف هو "موقف أبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحتى موقف الفقه
الشيعي في إيران، كالخميني وغيره من الاتجاهات".
الأقبــــــــاط غير مواطنين على تراب وطنهم مصر .
وتشكل مسألة المواطنة نقطة الافتراق الثالثة بين الإسلام والديمقراطية بحسب عبد
الجبار.
ويوضح قائلا: "في النظام الديمقراطي كل مواطن مساو لأي مواطن آخر بصرف النظر عن
الدين أو الجنس أو العرق أو اللغة، إلخ. ولكن حسب المنطوق الفقهي الإسلامي القديم
فإن غير المسلمين هم أهل ذمة، وبالتالي لا يجوز مساواتهم بباقي المسلمين".
ويستدرك عبد الجبار قائلا: "ولكن هناك بعض الفقهاء الإسلاميين وبعض المدارس
الإسلامية الآن تقبل بالمباديء الحديثة للمواطنة، والانتخاب، وحق البرلمان في أن
يشرع. ولكن هذه الجماعات والفقهاء في داخل المؤسسة الدينية يشكلون لحد الآن أقلية".
منابع تاريخية
وإلى جانب نقاط الافتراق النظرية، فإن عبد الجبار يرى أن مسألة الإسلام
والديمقراطية تضرب جذورها في منابع شتى أبرزها ما نشأ عن تحولات تاريخية رافقت زحف
الحداثة في المنطقة العربية الإسلامية.
ويعتقد أن "المنبع الأول هو الاعتقاد بثبات كل القيم التي استخلصها الفقهاء
السابقون. ما استخلصه ابن تيمية مثلا على الجبهة السنية، أو ما استخلصه الفقهاء
الحليون كما يُسَمَّوْن في الفقه الشيعي من وجوب حكم الفقيه، إلخ، ولاية الفقيه".
ويردف قائلا: "هذا الاعتقاد بثبات هذه الأحكام هو مصدر أساسي (للإشكالية)".
ويلاحظ أيضا انكباب طلبة المدارس الدينية "على قراءة الفقه وعدم الإطلاع على العلوم
الحديثة، على الفلسفات الحديثة، على النظريات الحديثة".
ويرى أنه نتيجة لذلك "يعيش رجل الدين في الماضي وينقطع عن كل هذا التطور الزمني".
والخوف يشكل بالنسبة لعبد الجبار منبعا تاريخيا آخر لإشكالية العلاقة بين الإسلام
والديمقراطية.
ويشرح بأن هذا الخوف هو "الخوف من التغيير الاجتماعي لأن الديمقراطية هي معلم من
معالم المجتمع الحديث والمجتمع الحديث يلغي العزلة القديمة للطوائف والمحلات
المغلقة والقبائل وغيرها. وتبدأ الحياة الجديدة بإطلاق حرية المرأة، وخروجها إلى
العمل".
ويخلص إلى القول بأن هذا الوضع "يذكي مخاوف كثيرة عند الذكور المهيمنين على إنتاج
الثقافة الدينية بالذات".
.
راجع وكالة الأنباء العالمية بى بى سى