الاعتداء على جمعية النهضة الأرثوذوكسية بسنهور 8/9/1972 م
وقع هذا الإعتداء بالرغم من صدور قانون أسماه الرئيس محمد أنور السادات أسم قانون الوحدة الوطنية , وقد تم الإعتداء على جمعية النهضة الأرثوذكسية جهة سنهور بالبحيرة فى يوم 8/9/1972 م .
وتقع قرية سنهور فى محافظة البحيرة تبعد حوالى 6 كيلو عن مدينة دمنهور , وقد أعتاد القباط أن يتجمعوا للصلاة فى جمعية النهضة الأرثوذكسية ( وهى جمعية أنشأت وشهرت خصيصاً للوعظ والإرشاد ونشاط ثقافى ودينى ) وهى عبارة عن منزل من منازل القرية القريب من محطة السكة الحديد التى تصل بين دمنهور ودسوق وذلك على فترات متفاوته حينما يذهب إليهم احد الخدام فيلقى العظة ويصلون فى نهايتها سوياً ثم ينصرفون , وكان نادراً ما يفتقدهم أحد الكهنة ويقيموا قداساً فى هذه الجمعية .
وفى أحد ايام شهر أغسطس عام 1972 م إشتكى أهالى القرية من الأقباط : أن بعض الصبية يلقون بكرات قماش مببلة بالكيروسين مشتعله إلى داخل الجمعية , وأبلغوا نيافة الأنبا باخوميوس بذلك ( وكان قد سيم أسقفاً للبحيرة منذ فترة قصيرة ) فقام بإبلاغ المسئولين بهذا الإجرام , فكان ردهم : " لا ترسل خداماً ولا تقيم الصلاة هناك "
فهل هذا كلام يقوله رجل بوليس يأخذ مرتبه من الضرائب التى يدفعها الأقباط والجمعية مشهرة ومعتمدة من الجهات الحكومية , وواجب الحكومة القيام بحمايتها من هجمات الإرهاب الإسلامى .
فقال الأنبا باخوميوس فى حزم : " أنه من حق الأقباط هناك أن يصلوا وأنا سأكون معهم بأذن الرب يوم الجمعة القادم " وكان ذلك فى 8/ 9/ 1972 م وطلب نيافة الأنبا باخوميوس من أحد الخطاطين المسيحيين أن يكتب لوحه مكتوب عليها ( كنيسة مار مينا بسنهور ) وفى يوم الجمعة قام الأنبا باخوميوس مبكراً ورفعت صلوات القداس وتناول الجميع بفرح من الأسرار المقدسة وأخذوا بعض الصور التذكارية بجانب اليافطة القائمة بمدخل الجمعية وأنصرف الجميع بسلام , وكان أحد القباط فى القرية قد اعد فطاراً للأسقف ومن معه من الزوار الضيوف القادمين من دمنهور وفجأة دوت أصوات الإستغاثة والصراخ , ورأى القباط دخاناً كثيفاً يعلوا من فوق مكان الجمعية ويأتى من يقول الكنيسة تحترق , وقام عدد كبير من غوغاء المسلمين وعصابات الإسلام الإرهابية وعامتهم بألقاء الحجارة لرجم المواطن المضيف وعلى سيارة الأسقف , وحاول السقف أن يخرج من البيت فمنعوه من فى البيت بالقوة وكان يقول لهم : " أموت مع أولادى .. أموت مع أولادى " وتجمع عدد من العصابة الإسلامية وضربوا المسيحى الذى كان يلتقط الصور وأخذوا منه الكاميرا وجرى الخ المرافق للأسقف بعربته وساقها والحجار تتساقط عليه وأتجه إلى دمنهور للإيلاغ عن حريق وأستدعاء سيارات الإطفاء من أقرب نقطة شرطة فكانوا الجميع يهزون رؤوسهم دليل على معرفتهم بالأحداث , ولما لم يجد إستجابه منهم , أتجه إلى دمنهور بسرعة وأخذ المتنيح القمص بولس بولس وتوجها إلى منزل المحافظ وأسمه / على فوزى يونس , الذى أبتسم وقال : " أنا قلت له ما تروحش " وتوجه المحافظ إلى سنهور بعد أن كان كل شئ قد أحترق , وأحترق معها روح الحب والوئام بين الأقلية المسيحية القبطية والأغلبية المسلمه بها , وكان هذا إنتصاراً للجماعات الإسلامية الإرهابية التى بدأت فى التغلغل فى مدن مصر وقراها كما أستشرت فى أجهزة الحكم بعد ذلك .