قوات أمن الدولة المدججة بالسلاح تهاجم بيت أجتمع فيه الأقباط
بقرية إبراهيم باشا مركز سمالوط - فبراير 1991 م
عدد الأقباط المسيحيين فى قرية إبراهيم باشا حوالى ثلاثة ألاف نسمة وخمسمائة , وتجاورها قرية منقطين ويسكنها 2000 من الأقباط المسيحيين ولا يوجد بهما كنيسة أو مكان للعبادة , وتتفاقم المشكلة حينما يتوفى أحد الأقباط فإن الأهالى يحملونه مسافة طويلة للوصول إلى أقرب كنيسة حيث تقام الصلوات الخاصة عليه فى الكنيسة حسب عادة الأقباط منذ القرون المسيحية الأولى .
ومنذ ثلاثة عشر عاماً فتقدم سكان القريتين للمطالبة بإنشاء كنيسة , وعانوا الكثير من السعى لدى المسئولين الذين سدوا آذانهم وعيونهم بالرغم من أنهم قدموا جميع المستندات المطلوبة كلما طلبوها ولكن بدون جدوى لمدة ثلاثة عشر سنة , فاقاموا مبنى عادياً بدون قباب أو منارة مثل باقى الكنائس , ووضعوا فيه بعض الصور والكتب المقدسة وكتب الصلوات كما اقاموا بجواره بيتاً صغيراً لإقامة الكاهن .
وفى يوم السبت 16 /2/1991 م وفى يوم الأحد التالى بدأوا فى هذا البيت الصغير الصلاة لإلههم , ثم ورن جرس تلفون وكيل مطرانية المنيا وكان المتحدث ضابط مباحث أمن الدولة بالمنيا وطلب غلق الكنيسة التى ليست إلا مبنى , وقال : " إن إستمرار فتحها هو تحدى لسلطة الدولة " أى سلطة دولة التى يطلب فيها شعبها مكان يصلى فيه لمدة ثلاثة عشرة سنة ولا يسمح له , وهل يستطيع هؤلاء المصلون من السيدات والأطفال والشيوخ العزل أن يتحدوا سلطة دولة ؟ فهل يمكن نقول أنهم يتحدون سلطة الدولة بصلاتهم لإلههم ؟ .
وبالرغم من المطرانية طلبت من الشعب عدم الصلاة فى البيت مرة أخرى إلا أن الشرطة قامت بهجوم كثيف مدجج بالسلاح على البيت حمولة على 17 سيارة كبيرة , وطلبوا من الموجودين فى البيت الخروج منه فإمتثل القباط للأمر , ولم يحاولوا إبداء أى مقاومة فدخل رجال الشرطة إلى البيت وكان هناك قسوس فإعتدوا عليهم بالضرب بالأيدى والأرجل وقطعوا ملابسهم وأوقعوا أحدهم ارضاً , وكان ألجنود الآخرون يقومون بتخريب البيت وما هو موجود به فمزقوا الكتب المقدسة وألقوها على الأرض وكسروا الصور والأيقونات المعلقة على الحوائط وداسوها بالأقدام , وقاموا بتخريب سكن الكاهن أيضاً وهو سكن خاص .
وإستمر الهجوم على البيت وفى اليوم التالى قام رجال الشرطة فى مصر بنزع أبوان ونوافذ الكنيسة وتحميلها على سيارات الأمن المركزى وأخذها , وهكذا أنتهت المعركة بالإنتصار الساحق لقوات أمن الدولة التى هى المفروض أن تحمى امن مصر من الإعتداء والسرقة فتنهب هى محتويات بيت يصلى فيه الغلابة المسيحيين فى مصر وتم لقوات الشرطة الغازية لبيت الصلاة الحصول على السلاب والنفال والإستيلاء على الغنائم التالية من غزوتها : -
22 باب , 10 نوافذ , 1 ماكينة , 5 كلوب جاز , 1 هورن للصوت , 5 أسرة خشب بلوازمها , 2 دولاب , 10 بطاطين , 4 كنبة ..
فهنيئاً لقوات الشرطة على إنتصارها الكبير , هذه هى نتيجة هذا الخط الهمايونى البائد فهل هذه هى حرية العبادة التى كفلها الدستور ووثيقة حقوق الإنسان ؟ !! ( راجع جريدة وطنى - مقالة انطون سيدهم - 7 /7 / 1991 م )