الحدث الغريب لإغلاق كنيسة يوحنا المعمدان بالزاوية باسيوط 24 / 2 / 1979 م
الأهالى المسلمون بالقرية يتصدون للجماعات الإسلامية
وما كاد يصل بهم الأتوبيس إلى مدخل القرية حتى أخذوا يتصايحون بهتافات عدائية ضد أخوانهم ومواطنيهم , فتصدى الهالى المسلمون الذين تربطهم بالأقباط علاقات ودية , والذين عائوا معهم طوال حياتهم فى إخاء وسلام , فأبدى لهم المسلمون إستنكارهم لمسلك أفراد الجماعات الإسلامية , ووقفوا يزودون عن إخوانهم الأقباط .
وفى الساعة العاشرة صباح الأربعاء 28/ 3 / 1979 م توجه العقيد إبراهيم عشره مأمور مركز أسيوط على رأس قوة كبيرة إلى القرية , وقام بمحاصرة مبنى الكنيسة وأغلق الطرق المؤدية إليها , وحرر محضر معاينة .
فى مكتب مدير أمن الدولة :
فى أمانة الحزب الوطنى
إقترح السيد محمد عبد المحسن رئيس مجلس قروى درنكة لقاء الأمين العام للحزب الوطنى لهذا الشأن , وتم اللقاء بحضور القس يوسف كامل والقس داود بطرس , والأستاذ وجيه لورانس والمهندس عدلى عجيب , والدكتور لويس فايق , وكل من السيد مصطفى حسانين عضو مجلس الشعب عن دائرة مركز أسيوط والسيد محمد عبد المحسن أمين مركز أسيوط , كما حضر اللقاء كل من السادة الضباط عمران أبو عقرب بمباحث المديرية والسيد فؤاد بمباحث المركز وتم الأتفاق فى هذا الإجتماع على إيقاف المبانى مع الإستمرار فى إقامة الشعائر الدينية , وذلك بناء على أقوال لاسادة الضباط الموجودين فى الإجتماع والذين قرروا أنه لم تحدث تحرشات ولا مظاهرات بالمعنى المعروف , وهنا يثور سؤال .. من أين جاءت المعلومات للسيد مدير الأمن الذى أصدر بعدها الأمر بتحرك القوات إلى القرية ؟ إذا كان المختصون بهذه المعلومات قد نفوها أمام الأمين العام للحزب الوطنى ؟ .. لماذا لم تقم المظاهرات إلا فى وجود رجال الأمن وعلى مرأى منهم؟
وأنتهى رأى المجتمعين فى أمانه الحزب الوطنى أن الحالة فى قرية الزاوية هادئة مما هدى السيد أمين الحزب الوطنى إلى التوجه برفقة عضو مجلس الشعب وأمين المركز إلى مديرية الأمن للحصول على التصريح بإقامة الشعائر الدينية بالكنيسة كالمعتاد .
وفى مساء يوم 29 / 3 / 1979 م ولكى تتم الصورة القاتمة أخذت تجوب بالقرية مظاهرات تقذف فيها بيوت المسيحيين بالطوب , لتؤيد إدعاءات أجهزة الأمن , وفى إتصال تلفونى بين مدير الأمن والأستاذ وجيه لورنس أبلغه الأول بأنه اثناء المظاهرات أطلقت أعيرة نارية , وهنا يضهر تساءل : إذا كان ما قيل صحيحاً فلماذا لم يقم رجال الأمن التى كانت فى حالة أستنفار بضبط الأسلحة المستعملة ؟
وفى يوم السبت 22/ 9/ 1979 م صدرت إشارة من المركز بعدم دخول الكاهن إلى الكنيسة وإغلاقها , وأنى أتعجب ماذا جرى لمصر ؟